قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية لعبة في يده للكاتبة يسرا مسعد ج1 الفصل الثاني والعشرون

رواية لعبة في يده بقلم يسرا مسعد جميع الفصول

رواية لعبة في يده للكاتبة يسرا مسعد ج1 الفصل الثاني والعشرون

امسك جاسر بالملاءه ونزعها والقاها فى سله الغسيل وضع ملاءه جديده على السرير وحاول تنظيم الغرفه لتعود كما كانت وبحث مطولا عن مفتاح الباب حتى وجده
وفى تلك الاثناء كانت سالى تغتسل تحت مياه الدش الساخنه شاعره بألالام فى انحاء متفرقه بجسدها الضعيف وشرخ نفسى هائل.

ادارت سالى المقبض الحديدى وانقطعت عنها المياه المتدفقه ولكن لم تتوقف دموعها عن التدفق
وارتدت سالى المئزر المعلق ورفعت شعرها المبتل الى الاعلى
وخرجت لتجد جاسر جالسا على طرف السرير واضعا رأسه بين كلتا يديه وما ان شعر بها حتى هب واقفا واتجه نحوها فابتعدت عنه سالى خائفه
قال جاسر بصوت معذب: سالى انا ...انا ماكنتش اعرف ...مقولتيليش ليه ...ليه مقولتيش

كانت سالى لا تقوى على الكلام ولا تعرف كيف ترد وان ردت فماذا عساها ان تقول ...فنظرت له بكراهيه
واقترب منها جاسر وقال: انتى تعبانه ...حاسه بوجع ؟اجيبلك دكتور ؟
عندها قالت سالى بعنف: اخرس ...عارف ...تخرس ...اخرس ...مش طيقاه اسمع صوتك ولا اشوفك ...مش خلصت ...غور بقى من وشى ...
ثم دفعته سالى بقبضتها للخلف بضعه خطوات وهى تقول بحده:...غور ...امشى ...امشى يا حيوان اطلع بررررره
وظلت تضربه بقبضتها فى صدره حتى خارت قوتها وسقطت على الارض باكيه واقترب منها جاسر باكيا هو الاخر واحتضنها بقوه على الرغم من مقاومتها له قائلا باستعطاف: سامحينى ..عشان خاطرى سامحينى والله والله ماكنت ااقصد ...سامحينى ...ابوس ايدك ...ابوس ايدك سامحينى.

وامسك بيدها يريد تقبيلها فشدت سالى يدها بقوه ودفعته وقامت واتجهت الى الدولاب وفتحته واخرجت حقيبه الملابس المتوسطه والقت بملابسها بعشوائيه سريعه فيها
وانتبه جاسر لما تفعله وقام يريد اغلاق الحقيبه ويمنعها من تعبئتها قائلا بتوسل: سالى ارجوكى ماتسبنيش ...سالى انا غلطان بس ابوس ايدك ماتسيبش البيت ..انا مقدرش اعيش من غيرك ..مقدرش.

سالى صارخه ببكاء: وانا استحاله اعيش يوم كمان معاك ...لما تنطبق السما على الارض ..انا بكرهك ...بكرهك من كل قلبى
جاسر: حقك ..حقك تكرهينى بس وحياة اغلى حاجه عندك ماتسيبيش البيت.. وحياة ابوكى ..وحياة سليم..انا همشى لو ده يرضيكى انا همشى هغور فى ستين داهيه ..انا طالع اهوه طالع وهمشى بس اوعدينى انك مش هتسيبى البيت
سالى باكيه: انا بكرهك..بكرهك ومش عايزه اعيش معاك تانى ...انا خلاص انتهيت ...انت دمرتينى ..دمرت كل حاجه ..ماسبتليش حاجه ...ماسبتليش حاجه اعيش معاك بيها ..اخدت كل حاجه كل حاجه ..مش عايزه اشوفك تانى عايزاك تخرج من حياتى كفايه اووى كده بكفايه اووى لحد كده ..

وارتمت سالى على السرير تبكى بحرقه شديده
وقف جاسر عاجزا عن النطق ..عن الحركه عن التفكيير فى اى شىء...
فخرج مستسلما تاركا اياها فى حزنها الذى لم ينجح فى محو ولو جزء يسير منه

ظلت سالى تبكى لساعات لا تدرى ما العمل كيف لها ان تتصرف ماذا ستقول لاهلها هل سيحتمل اباها المريض وامها القلقه ما حدث لها ...حتى نامت من تعبها
اما جاسر فذهب الى غرفته واغتسل وغير ملابسه بكآبه وحزن شديدين ونزل الى الطابق السفلى واتجه الى غرفه ابنه الصغير فوجده لازال نائما بهدوء وخرج واتجه الى المطبخ على استحياء ظنا منه ان جميع العاملين علموا بما حدث منه لزوجته ...ولكنه وجد ان الجميع كانوا فى دنياهم بعيدا عنه.

فهاهى نعمات تتابع احداث المسلسل المدبلج بشغف مع منيره الخادمه
ولما رأته منيره حتى هبت واقفه وقالت: امرك يا بيه
جاسر بتردد: لاا انا بس كنت عايز...ايييييييه.. كنت عايز ...عصير ..عصير ومايه
منيره: اطلعهم لحضرتك فوق
جاسر: ااه صوبيه وهاتيه واعملى ساندويتش كده اى حاجه اللى موجود ...طلعيهولى الاوضه فوق
نعمات: سليم على فكره لساته نايم
جاسر: ااه دخلت عليه لقيته نايم ...تصبحوا على خير

بعد قليل صعدت منيره بالصينيه حامله عليها الشراب والطعام اخذ جاسر منها الصينيه وانتظر حتى انصرفت الى الدور السفلى وذهب بها الى غرفه سالى فوجدها نائمه فوضع جاسر الصينيه على الطاوله امام السرير واقترب من سالى بحذر خائفا من ان يوقظها ودثرها بالغطاء جيدا وجلس ينظر اليها بحب شديد شاعرا بالندم وعذاب ضميره يقطعه اربا.

خرج جاسر بعد قليل واتجه الى غرفته اغلق على نفسه الباب ولم يغادرها
كانت الساعه قد قاربت على منتصف الليل عندها استيقظت سالى فزعه وجلست على السرير واسترجعت ماحدث لها ولكنها لم تستطع البكاء من جديد... شاعره بالقهر الشديد ...حتى انها لا تقوى على البكاء ... فما عاد لها من دموع باقيه لتذرفها
امسكت سالى بهاتفها واتصلت بصديقتها منى ..نعم فقط منى من تستطيع الان ان تتحدث اليها لتروى ماحدث لها من احداث مروعه
اتاها صوت منى قلقا: الو ايوه يا سالى ..ازيك ياحبيبتى

ما ان سمعت سالى صوت صديقتها المقربه حتى بكت من جديد وقالت: منى انا محتجالك اووى ...
منى: خير يا سالى ماتخضنيش ..حد تعب ..انتى كويسه ...بتعيطى ليه؟
سالى: انا اللى تعبانه يا منى انا اللى تعبانه انا خلاص انتهيت ...استحاله اعيش معاه بعد اللى عمله ..انا لازم اطلق يا منى لازم اطلق
منى: فهمينى بس ايه اللى حصل واستهدى بالله كده ...حصل ايه يا سالى اتكلمى
سالى بقهره:مش عارفه ااقولك ازاى ...مش عارفه ...اغتصبنى يا منى
شعرت منى ان قلبها قد قبض: ازاى يعنى ؟ بالعافيه ...معقول جاسر يعمل كده ...طيب ليه؟

سالى بانكسار: عشان يثبتلى انه راجل ...مش كيس جوافه ...ولا بأف
منى: انا مش مصدقه ..قولى كلام غير ده ...طيب انتى استفزتيه ..مش قادره اصدق
سالى: لاء صدقى انا نفسى مش مصدقه لكن ده اللى حصل ..ده اللى حصلى يا منى... ده اللى حصلى
منى: طيب عشان خاطرى ماتعيطيش كفاياكى عياط يابنتى القهره دى مش كويسه عشانك
سالى: انا اتقهرت... واتكسرت وخلاص ...خلاص يا منى مش عارفه اعمل ايه ...عاوزه اكلم بابا يجى ياخدنى بس الوقت اتأخر وخايفه عليه
منى: لاياسالى اوعى اوعى تعملى حاجه زى كده
سالى: مش قادره ..طيب قوليلى انتى انا اعمل ايه ..

منى: والله ما انا عارفه ااقولك ايه,.. بس اوعى تقولى لاهلك ..اوعى تجيبلهم سيره على الاقل دلوقتى استنى لما تهدى وشوفى هوا هيتصرف ازاى
سالى: انا خلاص ماعدتش يهمنى فى حاجه ...مش طيقاه خلاص بكرهه من كل قلبى
منى بتأثر: انا معاكى وحاسه بكل اللى انتى بتقوليه ده كله بس حاولى تهدى وترتاحى والصباح رباح بكره هكلمك.. ولو عاوزه تجيبى اهلك ياخدولك حقك منه ماشى ...ولو ان رأيي انك تستنى ..هوا عمل ايه يعنى ماعتذرلكيش ..وليه يعمل كده ..هوا مش عارف انك كنتى فيرجن

سالى: لاء ماكنش يعرف ..وحتى لو مايعرفش ده عمره ماكان مبرر .هوا اتصدم بس متأخر قووى وقعد يعتذرلى ويقولى انه هوا اللى هيسيب البيت وقعد يترجانى انى ماسيبوش ..بس خلاااص كل ده ولا ليه لازمه عندى انا لازم اطلق لازم ..بكفايه اووى لحد كده ...وطظ الطلقه التانيه وطظ فى الناس انا استحاله اعيش مع البنى آدم ده تانى.

منى: ربنا يكون فى عونك يا سالى ...مش عارفه ااقولك ايه والله ..انا مخى شتّ منى
سالى: ادعيلى ادعيلى بس يامنى
منى: بصى يا سالى قومى اتوضى وصلى واقعدى ااقرى فى المصحف كده عشان تهدى وتعرفى تفكرى كويس وانا كمان هقوم اتوضى واصلى بنيه قضاء الحاجه ليكى وربنا ان شاء الله هيقف معاكى ..قلبى عندك ياحبيبتى ياريت كان ينفع اجيلك والله ماكنت اتأخر
سالى: عارفه يامنى عارفه ومعلش على طول مشيلاكى همى كده
منى: ماتقوليش كده يا سالى احنا اخوات ربنا معاكى حبيبتى ويحفظك يارب من كل سوء ويسرلك امرك كله يارب
سالى: امين يارب ...

منى: سالى عشان خاطرى قبل ماتعملى حاجه كلمينى هه لو ليا خاطر عندك
سالى: ماشى يامنى ماشى ...مع السلامه انتى دلوقتى
منى: مع السلامه حبيبتى وخدى بالك من نفسك ...لا اله الا الله
سالى: محمدا رسول الله

اغلقت سالى الهاتف وقامت لتتوضأ وتصلى كما نصحتها صديقتها وعندما انتهت من صلاتها جلست على السجاده الصغيره ورفعت ايديها برجاء الى الله ...قائله وهى تبكى: يارب ..ياربى ..يارب الكون كله ...يارب انت العالم بحالى وغنى عن سؤالى ..يارب ..يارب ارضى عنى يارب يارب
امسكت سالى بالمصحف واتجهت الى السرير واخذت تتلو ايات القرآن حتى نامت شاعره بهدوء نفسى وراحه نسبيه
اشرقت شمس الصباح على جاسر الذى ظل مستيقظا يدخن فى شراهه وما ان دقت الخامسه فجرا حتى قام واغتسل وصلى صلاه الفجر وارتدى ملابسه ...وتوجه الى غرفه سالى وجدها نائمه وبجانبها المصحف الشريف مما اعطاه بعض الامل فى كونها قد هدأت قليلا.

وخرج بهدوء متجها الى غرفه فوجدها خاويه فاتجه الى المطبخ بقلق ليجد نعمات جالسه بجوار سليم الذى يأكل الحبوب بنهم فقالت: صباح الخير يا بيه
جاسر: صباح النور يا نعمات ايه الى مصحيه بدرى كده؟
نعمات: عشان نايم بدرى بس كده احسن يارب يفضل على النظام ده ...احضر لحضرتك الفطار
جاسر: لا انا مش عاوز اكل اعمليلى بس فنجان قهوه
واتجه الى سليم الذى انهى طعامه ونظر له بحنان جارف وحمله برفق وقبله وقال: انت وحشتنى خالص ...

رد عليه سليم بكلامات لم يفهمها فنظر له جاسر وقال مشفقا: سالى بس هيا اللى بتفهم انت بتقول ايه وعايز ايه ..هيا وبس يارتنى كنت ااقدر افهمك
ابتسمت نعمات وقالت: ده على طول ااالى ااالى ..حتى لما كنا فى القصر هناك كان ينده عليها ويقولها ااالى ...ربنا مايحرمكوش من بعض
جاسر من كل قلبه: امين يارب ..امين
تناول جاسر قهوته ونظر الى ابنه وداعبه قليلا ثم قال: انا خارج يا داده ...مش هوصيكى ..خدى بالك منهم
نعمات: من عنيا ...هيا سالى هانم تعبانه ولا حاجه.

جاسر: اهه ..اه اه يعنى مرهقه شويه ..لو فيه حاجه كلمينى على طول يانعمات انا فى المكتب وانا هبقى اكلمكو كل شويه كده اطمن ..ماشى
نعمات: ماشى يا بيه ربنا يطمنك ...مع السلامه
خرج جاسر واتجه الى عمله مبكرا حتى لا يتسبب وجوده فى مزيد من الضيق لزوجته
استيقظت سالى فى العاشره صباحا شاعره بالصداع الشديد فقامت واغتسلت وارتدت ملابسها ونزلت للطابق السفلى على حذر
قابلتها منيره والتى كانت تنظف غرفه المعيشه على عجاله وقالت لها: صباح الخير يا هانم
سالى: صباح النور ..انتى منيره؟

منيره: ايوا يا هانم اؤمرى ؟
سالى: الامر لله ..امال فين نعمات ؟
منيره: بره فى الجنينه بتلاعب البيه الصغير وجاسر بيه اتصل من شويه يطمن عليكم
هزت سالى رأسها وقالت: هوا خرج امتى ؟
منيره: اظن على سته كده نعمات هيا اللى كانت صاحيه
سالى: ماشى يا منيره
منيره: تحبوا تتغدوا ايه النهارده ياهانم؟ والغدا اعمله الساعه كام؟

سالى: اى حاجه ...المهم خلى فى خضار ولسليم الصغير وعلى 1 الضهر كده بيتغدى
منيره: وحضرتك هتستنى البيه
سالى بضيق: ساعه الغدا يحلها حلال ..روحى انتى دلوقتى يامنيره
منيره: احضر طيب لحضرتك الفطار
سالى: لاء بس اعمليلى كوبايه نسكافيه
منيره: من عنيا ..عن اذنك.

خرجت سالى الى الحديقه ورأت نعمات تداعب سليم والذى ما ان رأى سالى حتى جرى نحوها بقدميه الصغيريتين صارخا ..اااالى ...بفرح شديد ضاحكا بسرور
ابتسمت سالى وفرت دمعه من عيناها وامسكت به وقبلته بشده عده قبلات بحنان بالغ
استكان سليم الصغير فى احضان سالى شاعرا بدفئها وتعلق بها ورفض ان يدعها قالت له سالى هامسه: انت الحاجه الحلوه الوحيده ..انت وبس.

دلف اسامه الى مكتب جاسر فوجده جالسا مديرا له ظهره ناظرا الى خارج النافذه فقال: السلام عليكم
لم يرد جاسر فاقترب منه اسامه مرددا السلام عليكم ...هاااااى جاسر ...انت فين يا اخى ؟
انتبه جاسر واستدار له سريعا وقال: هه؟
اسامه: ايه يا جاسر مالك؟.. بقالى واقف من بدرى وعمال اقولك السلام عليكم وانت ولا انت هنا ؟ ايه ...اللى واخد عقلك
جاسر: دماغى اصلها مشغوله شويه
اسامه: سلامه دماغك خير الساعى قالى انك جيت الساعه 6 ونص الصبح... ايه جاى تبيع لبن؟

جاسر: كنت عايز ايه اسامه ...الله يكرمك انا مش فايق ودماغى مش فيا
اسامه: عا رف ..عارف اللى حصل
امتقع وجه جاسر وقال: عرفت ...هيا قالتلك؟
اسامه: ااه ...بس انت لازم تصالحها ماينفعش اللى انت عملته برضه
جاسر: حاولت يا اسامه حاولت كتير بس هيا مادتنيش فرصه
اسامه: مانت عارفها هيا طول عمرها كده ...وبعدين احنا لازم نستحملها هيا برضه كبرت فى السن
جاسر متعجبا: انت بتتكلم عن مين؟

اسامه باستغراب: عن مين ...عن ماما طبعا ..انت مالك النهارده ؟ فيك ايه ؟ ماتفهمنى يا جدع انت؟
حرك جاسر يده بحركه لامباليه وقال: يا اخى ..انا افتكرتك بتتكلم عن ...
اسامه: عن مين سكت ليه ؟
جاسر: ابدا ماتشغلش بالك
اسامه: ما اشغلش بالى ازاى وانت فى دنيا غير الدنيا مالك بجد ...انت متخانق مع سالى ؟

هز جاسر رأسه: ايوه ...وعايزه تسيب البيت وطالبه الطلاق
شعر اسامه بالقلق الشديد وقال: ايه ..تطلق ..ليه؟ انت عملتهلها ايه؟
جاسر بكآبه: مش هينفع ااقولك
اسامه: مش هينفع تقول؟.. ولا مش عايز ...ومكسوف تقول ...ما اصل انا عارفك
جاسر: ااوووه بقى يا اسامه يا اخى انا فيا اللى مكفينى ومش ناقص تبكيت ...

اسامه: ماشى خلاص ..خلاص ..المهم ..حاول تصالحها وتقرب منها وفك شويه من العقد والكلاكيع اللى جواك دى ..سالى بنت حلال ولو لفيت الدنيا ماهتلاقى ضفرها وبعدين انتم الاتنين بتحبوا بعض
جاسر بحزن: لكن هيا مش حاسه انى بحبها ..وخلاص هيا دلوقتى بتقول انها بتكرهنى
اسامه: الستات دايما تبالغ وبعدين ماتخدتش على كلامها فى لحظه غضب استناها لما تهدى خاالص وبعدين ان شاء الله هتلاقى المايه رجعت لمجاريها ..وبلاش تحتك بيها دلوقتى فى اى حاجه سيبها على راحتها خالص ..بس شكلك عملت مصيبه عشان تخليها تطلب الطلاق وهيا مطلقه قبل كده ..ده يظهر انك جبت اخرها
جاسر: هيا مصيبه بعقل ..انا مش عارف انا عملت كده ازاى اصلا ...هتجنن انا عمرى ماكنت كده ... عمرى فى حياتى ماعملتها.

اسامه: اوعى تكون ضربتها
جاسر: ضربتها ياريت ..يمكن كان ساعتها الموضوع يكون اهون
اسامه: امال عملت ايه ؟
طأطأ جاسر رأسه بخجل وقال بصوت خافت: اخدت حقى
اسامه: وايه المشكله ؟ هوا انتو كنتو لسه كل ده ؟

حكى جاسر لاسامه مافعله زياد من اخبار سالى حقيقه امر زواجهم وصولا لاتفاقهم انها ستكون ام لسليم فقط لاغير
اسامه: طيب وبعدين ..بعد ما اتفقتوا على كده واخذتك الجلاله وكبريائك نقحت عليك اكيد ...ايه اللى حصل بعد كده واخدت حقك ازاى
جاسر بصوت مكتوم: بالعافيه.

اتسعت عينا اسامه وظل ينظر لبرهه لاخيه فى دهشه وقال: انت اكيد اتجننت ...هيا دى الرجوله تستقوى على مراتك ياجاسر
جاسر بعصبيه: ابوس ايدك يا اخى انا مش ناقص انا من امبارح مانمتش ومش عارف اعمل ايه اخليها تسامحنى ..انا تعبان ومش طايق ابص حتى لروحى فى المرايه وبناقص الكلمتين اللى هتقولهم وفرهم على روحك وعليا الله يخليك وسيبنى فى اللى انا فيه
اسامه: طيب ..طيب خلاص ..هدى اعصابك ...لا حول ولا قوه الا بالله ...هقولك ايه اللى حصل حصل ..ربنا يسترها معاك ويهديكم انتم الاتنين ...يعنى مش هينفع تيجى النهارده معايا القصر تعتذر لماما.

جاسر: انا ماغلطتش على فكره عشان اعتذر
اسامه: معلش يا جاسر ..دى مهما كانت ..برضه امك ومين عارف مش يمكن لما تراضيها ..ربنا يرضا عنك اكتر ويصلح مابينك انت وسالى
هز جاسر رأسه وقال: طيب ماشى ...هبقى اكلمها... بس مش هروح معاك النهارده
اسامه: طيب ..براحتك ..وحاول تهدى الله يخليك ..انت ماكنتش كده يا جاسر ..اهدى ..اندفاعك ده ساعات بيكون ضد مصلحتك ..كلمت سالى ؟
جاسر: كلمتهم كانت لسه نايمه.

اسامه: انا رأيي انك تروح بدرى النهارده عشان تقعد تتكلم معاها وتراضيها
جاسر: مش عارف
اسامه: انا عارف انك هتهرب من المواجهه معاها بس صدقنى لما تحاول تراضيها فى ااقرب الامور بتهدى قبل توسع منك والشيطان يدخل مابينكم ..فبلاش الله يكرمك القنعره الكدابه بتاعتك دى وروح بدرى النهارده وخدها كده واخرج لاى مكان هيا بتحبه ابعدوا شويه عن جو البيت
جاسر: فكرك؟...طيب ححاول معاها ..يارب تكون هديت عن امبارح
اسامه: يارب ..وانت خدها بالراحه خالص واستحمل منها وتعالى على نفسك ..انت برضه اللى غلطان المره دى
فى تلك الاثناء كانت منى تتحدث مع سالى على الهاتف:عامله ايه النهارده يا سالى ...اهدى؟

سالى: قصدك مهدوده ..حاسه انى تعبانه اووى وجسمى مكسر ونازل عليا سقوعيه كده
منى: دى حاله نفسيه بلاش توهمى روحك انتى كويسه ...هوا كلمك؟
سالى: لاء ...اصلا مابنتكلمش فى التليفون وبعدين حتى لو كلمنى انا مش هرد عليه ..هوا اتكلم هنا على الفيلا يطمن علينا ..منيره اللى بتشتغل هنا هيا اللى قالتلى
منى: انا بس مش فاهمه ايه اللى وصله لكده ...وبعدين هوا ازاى لحد دلوقتى مايعرفش انك فيرجن ؟

سالى: هوا يعرف انى مطلقه لكن مايعرفش انه بعد الكتب الكتاب ..ايام الخطوبه السعيده قالى انه مش عاوز يعرف اللى حصل كان مفكرنى مطلقه بعد جواز وانه هوا كمان مش هيحكى على اللى حصل معاه ..وانا عشان كنت هبله وبحبه قلت فرصه جت من عنده واعملهالو مفاجأه ليله دخلتنا لما يعرف انه الاول فى حياتى
منى: بس انتى غلطانه يا سالى طيب كنتى قولتيله انها اول مره ليكى لما لاقتيه بيتهجم عليكى كده
سالى: ماقدرتش يامنى كتفنى وماقدرتش ماكنتش مصدقه اصلا اللى بيحصل ..كل ده عشان شافنى واقفه مع جارنا بتكلم معاه شويه وقال قبل كده ضحكت لاخوه ولا ايه ...يبقى كده هوا مش راجل وكيس جوافه.

منى: ما انتى عارفه حكايه طلقيته اكيد ربتله الهسهس...والشك والغيره عموه
سالى: وانا مالى بكل ده ...دى عقده ومشاكله هوا اللى يحلها كفايه انه كدب عليا وغشنى وفهمنى انه بيحبنى جاى دلوقتى وعاوز حقه وياخده بالعافيه كمان
منى: ياسالى يا حبيبتى افهمى انا مش بدافع عنه ولا بهاجمك انا بس بحاول ابينلك انه هوا كمان معذور ..ااه غلط طبعا وغلط فادح اكيد ..بس برضه غصب عنه..يعنى اكيد لما تشوفى الموضوع من وجهه نظره ومشاعره نوعا ما هتخففى عنك
سالى: كل اللى بتقوليه يمكن يكون صح ..بس فى النهايه انا مش طيقاه ومش عايزه ابص فى وشه ولا اسمع صوته
منى: طيب هتعملى ايه ..هتكلمى اهلك برضه ؟

سالى: ياريت ينفع ..سيرين لسه والده وهيا والبنات عند ماما وهتقعد لحد الاربعين والبيت طبعا مقلوب ومش عايزه اغم عليهم واشيلهم همى انا كمان ..هستنى لحد ما سيرين تروح بيتها وبعدين اكلم بابا يطلقنى منه
منى: يا سالى عشان خاطرى شيلى موضوع الطلاق ده من دماغك ..
سالى: ليه؟ادينى سبب انى ابقى عليه ..
منى: انك بتحبيه..
سالى: كنت ..كنت بحبه
منى: الحب مش بيختفى بين يوم وليله يا سالى وبعدين جاسر مش شيطان يعنى راجل زى كل الرجاله ..وغلط زى مابقيه الرجاله مابتغلط يعنى اللى عمله ولا واحد بيصبح مراته بعلقه ويمسيها بعلقه ؟

سالى: لا ده ولا ده ..هوا كتير انى اطلب انى اتجوز واحد راعى اداميتى ويحبنى زى ما بحبه ..انا لا طلبت الغنى والفيلل والقصور انا طلبت حب ورحمه ..لا لقيت منه الحب ولا لقيت الرحمه
منى: والله ماعارفه اقولك ايه يا سالى ..بس انا عاوزاكى تهدى وكويس انك تاخدى فتره الاربعين بتاعه اختك للتفكير ...وحاولى تتكلمى معاه.
سالى: القول اسهل من الفعل ...هقفل دلوقتى يا منى سليم بيزن ..شكله عايز يغير
منى: اتعلقتى بيه مش كده
سالى: لسه كنت بفكر انه هوا الحاجه الوحيده الحلوه فى الوضع ككل
منى: طيب الحمد لله .. ربنا يكرمك ويجازيكى عنه خير ...مش هعطلك انا بقى سلام
مر اليوم وعاد جاسر عند السابعه مساءا كانت سالى جالسه فى حجره سليم تداعبه بالقطار المتحرك والذى اثار ضحكاته لابعد حد فمنح سالى ابتسامه رائعه انارت وجهها..

شعرت سالى بوجود انظار مصوبه نحوها فرفعت رأسها لتجد جاسر واقفا يتأملها فى صمت فغابت بسمتها فى الحال ...فادارات وجهها شاعره بالضيق
فاقترب جاسر من ابنه ورفعه فى الهواء وقال: ايه يا بطل ..عاجبك القطر اووى كده
ثم وضعه ارضا وقال لسالى: السلام عليكم
نظرت له سالى بضيق وقامت وغادرت الغرفه مسرعه وصعدت الى الطابق الثانى ودخلت غرفتها واوصدت الباب بالمفتاح
مر اسبوعان على جاسر وسالى على هذا المنوال... يستيقظ جاسر مبكرا ويعود فى المساء وما ان تراه سالى حتى تنطلق الى غرفتها رافضه التحدث اليه ويأس جاسر بل وكف عن محاوله استرضاؤها ...على امل ان يأتى اليوم الذى ينسيها جراحها.

حتى حل صباح احد ايام الجمعه ...
وقبيل صلاه الجمعه بساعتين رن هاتف سالى لتجدها امها: صباح الخير يا لولو ..ازيك ..جمعه مباركه عليكى يا حبيبتى
سالى: جمعه مباركه عليكى يا ماما وازيك وازى بابا وسيرين وولادها ؟
مجيده: الحمد لله ياحبيبتى كلنا كويسين ..المهم يا سالى ..النهارده عقيقه محمد الصغيرهاتى جوزك وتعالو هه
سالى: ايه ..هتعملوها النهارده .انتو مش كنتو قلتو هتستنوا شويه

مجيده: معتصم ربنا فتحها عليه وجاتله فلوس..وقلت بدال مايستنى اختك تروح بيتها وتتعب هيا لوحدها فى تحضير الحاجه يعملوها وهيا عندى واهو اساعد انا ...
سالى: طيب يا ماما انا مش عارفه انا هينفع اجى ولا لاء
مجيده: ليه يابنتى معقول ماتجيش يا سالى ..انتى بقالك يجى اسبوعين ماشوفناكيش
سالى: مش عارفه ياماما اصلى ماعرفش جاسر وراه حاجه النهارده ولا ايه ؟
مجيده: هوا مش اجازه النهارده ..مايجيبك ويجى انتى وحشتينى اووى ولا امك ماوحشتكيش يا سالى
ادمعت عينا سالى وقالت: وحشتينى اووى يا ماما ..خلاص ..خلاص هاجى النهارده ان شاء الله
مجيده: طيب اووعى تتأخرى هه ...مع السلامه حبيبتى
سالى: مع السلامه يا ماما

ذهبت سالى الى غرفه سليم وجدته نائما وكانت نعمات تنظم الغرفه فى هدوء فقالت لها: صباح الخير يا نعمات هوا لسه سليم نايم؟
نعمات: مش عارفه ايه حكايته يوم الجمعه يصحى الصبح بدرى يلعب ويفطر ويدخل ينام ويصحى بعد الصلاه
سالى بسخريه: يمكن عايز يهرب من الصلاه
نعمات: لا وانتى الصادقه يهرب من الحمام ..انا اصلى كنت بحميه قبل صلاه الجمعه
سالى: تلاقيكى بتكتريله الشامبو ..اهوه صحى ..صباح الخير حبيب قلب امك ...
ابتسم سليم وهمم بكلماته معبرا عن سعادته

رفعته سالى وقربته من قلبها وقالت: انت بتهرب من نعمات انها تحميك ..طيب ايه رأيك انا اللى حاحميك
نعمات: ياريت ...انا ححضرلك هدومه واروح اشوف الغدا عشان منيره اجازتها النهارده
خرجت نعمات من الغرفه بعدما اعدت ملابس سليم ليرتديها ودخلت سالى الحمام الصغير الملحق بالغرفه ..وخلعت ملابس سليم ووضعته فى المغطس الصغير
وما ان شعر سليم بسيل المياه المنهمر على جسده حتى تحرك بقوه فرحا بالماء فضحكت سالى وقالت: دا انت تحفه ...بس. بس. بس ...هههههههه كده .. كده يامجرم بلتنى وغرقتنى على الاخر.

..اهدى بأه عايزه ادعكلك راسك يا عكروت انت ...
شعر سليم بالماء ينهمر على رأسه حتى بكى فحاولت سالى تهدأته وقالت: خلاص خلاص ..انا خلصت ياله بينا يا يا سولم ...تعالى انشفك اهوه ونلفك بالفوطه ...شطوور
حملته سالى بحنان واحتضنته برفق وخرجت من الغرفه لتجد جاسر واقفا مبتسما فى رضا ويبدو انه كان واقفا من برهه
شعرت سالى بالدم يندفع الى وجهها فملابسها المبتله ملتصقه بجسدها واخذت تفرك ملابسها بالمنشفه بعصبيه ثم نادت بصوت عال: نعمات ..نعمات
جاسر: عاوزه ايه من نعمات ؟

ردت سالى بجفاف: تيجى تلبسه عبال ما اطلع اغير
جاسر: خلاص انا هلبسه
نظرت له سالى بشك وقالت: هتعرف ؟
جاسر: ااه ححاول يعنى هيا صعبه ؟
سالى: طيب انا هلبسه البامبرز ..عدينى
ساعد جاسر سالى فى الباس سليم ملابسه
وما ان انتهت سالى حتى اختفى جاسر عن انظارها وعاد بعد قليل حاملا كوب من اللبن الدافىء وقال: جسيه كده ..حرارته كويسه
استشعرت سالى حرارته وقالت: ااه كويس

جاسر: طيب اديهونى انا هشربه ...على فكره عم اتصل يعزمنا النهارده على عقيقه اختك ...تحبى تروحى الساعه كام؟
سالى: اى وقت
جاسر: طيب انا هروح اصلى وارجع تكونوا جهزتم
سالى بجفاء: ماشى
خرجت سالى واتجهت الى غرفتها مسرعه واغلقت الباب وخلعت ملابسها المبتله ثم تذكرت ان توصد الباب كما كانت تفعل فى الآوانه الاخيره واتجهت الى الباب وادارت المفتاح على غير اقتناع تلك المره
ارتدت سالى ملابسها واتجهت الى غرفه سليم ووجدته نائما فألبسته ملابس مناسبه ..

فتح سليم عينيه شاعرا بالنعاس فقالت له: قوم ياجميل هنرح لجدو محسن وتيته مجيده ..يالا بينا ...عقبال ما جدتك التانيه ربنا يهديها وتبقى تروحلها هناك هيا كمان
بعد انتهاء الصلاه عاد جاسر الى منزله وجد سالى تنتظره فى الحديقه هى وسليم فقال لها: خلاص جهزتم؟
اومأت سالى برأسها ولم ترد فحمل جاسر ابنه وفتح الباب المجاور له لسالى فتجاهلته سالى وفتحت الباب الخلفى وصعدت وجلست فى المقعد الخلفى من السياره ..
فناولها جاسر سليم ..واغلق الباب بهدوء شاعرا بالضيق ...وصل جاسر الى منزل عائله سالى فأوقف السياره وقال لسالى: خدى الظرف ده ابقى اديه لسيرين
نظرت له سالى باستغراب وقالت: ايه ده؟

جاسر: دى حاجه بسيطه كده انا ماعرفتش اجيب ايه فقلت ياخدو الفلوس هما يجيبوا اللى نفسهم فيه
نظرت له سالى بغيظ وقالت: وفر الحسنه والاحسان بتاعتك دى للى يستاهلها اهلى مش مستنين شفقه منك
استدار جاسر بعنف وقال: انا ماقصدتش وبعدين انا ماعملتش حاجه مش معتاده ..الناس بتعمل كده يا بتجيب هدايا يا بتجمع الفلوس فى ظرف ..لا هى شفقه ولا احسان.

سالى: مالوش لزوم ..ماحدش الزمك بحاجه ..واحنا ماعندناش فى عيلتنا الكلام اللى انت بتقوله ده وكتر الف خيرك قبل كده على الهدايا اللى جيبتها بس اوعى تفتكر انك ممكن تكسر عينى باللى انت بتعمله ده
جاسر: انا لابكسر عينك ..ولا عايز اكسر عينك.. ولا هسمح لاى حد بكده اصلا
سالى بسخريه مريره: لا واضح ..فعلا
جاسر: سالى انتى مش مديانى الفرصه انى اتكلم معاكى نص كلمه وحاجه من اتنين يا بتهبى فيا يا بتسيبينى وتمشى من قبل حتى ما اتكلم
قاطعته سالى: ممكن نطلع احنا هنفضل قاعدين فى العربيه لحد امتى انا بقالى اسبوعين ماشوفتش اهلى
جاسر: وانا ما منعتكيش من انك تزورى اهلك .انتى ماطلبتيش منى انك تزوريهم وقلتلك لاء.

سالى بقسوه: معنى انى اطلب ..انى اتكلم معاك ...وده عبأ كبير عليا ...اهونلى انى ما اشوفش اهلى ولا انى اكلمك
صمت جاسر من هول صدمته وقال بعد فتره: للدرجادى ...هز جاسر رأسه وترجل من السياره وفتحت سالى باب السياره وترجلت حامله سليم النائم
رن جرس المنزل وفتح الباب محسن الذى ما ان رأى ابنته حتى تهللت اساريره واحتضنها بشده وقال: كده برضه يا لولو ...وحشتينى اووى يابنتى ...
قضى جاسر بعض الوقت برفقه حماه وزوج اخته وتعرف على بقيه افراد عائله محسن واختلط سليم بالاطفال
اما سالى فشمرت عن ساعديها لتساعد والدتها واختها فى التقديم للضيوف حتى شعرت ببعض الدوار فذهبت الى غرفتها لا تدرى ما بها وجلست على السرير لترتاح قليلا.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة