رواية لعبة في يده للكاتبة يسرا مسعد ج1 الفصل السابع
حلت ساعه الغداء ونزلت سالى الى القاعه وما ان جلست حتى قالت لها منى: وشك منور وفرحان خير ماتفرحينى معاكى
سالى: ايه! عادى يعنى
منى: لا بجد؟
سالى: ماما وافقت انى اروح الاقصر
منى: الحمد لله مش قولتلك يابنتى زنى انتى بس وكل حاجه تمشى
سالى: ههههه لا انا ماضطرتش انى ازن الحمد لله ماليش خلق عليه بابا اقنع ماما
منى: ربنا يخليهولك يارب . بس انا مصممه ان فى حاجه حصلت خليتك مبسوطه كده ما انتى الصبح كنتى معايا وشكلك ماكنش فرحان اووى كده
سالى: يابنتى عادى بيتهيألك
نظرت لها منى غير مصدقه وقالت: يظهر انى هضطر ازززززززززن ههههههه
قاطعتهم مروه بجلوسها المفاجىء وقالت:بتضحكى على ايه؟ هوا انتى على طول كده بتضحكى على الفاضيه والمليانه
منى: ياساتر يارب .الله اكبر عليا . عايزه الغم يركبنى ليه
مروه: هاه نزلتو اشتريتو لبس؟
سالى: لبس؟ ليه؟
مروه: ليه؟ هتروحى الاقصر بلبسك ده
سالى: ماله لبسى ؟ عايزه افهم ؟
مروه بسماجه: مالوش بس انتى هتكونى مع جاسر سليم على سن ورمح ووسط كبار رجال الاعمال. لازم تحسنى مظهرك
منى: احنا رايحين فى شغل .مش طالعين نتمنظر
مروه بلؤم: على بابا؟ ما معتصم طالع معانا عايزه تقوليلى انك مش هتفكرى غير فى الشغل
منى: انا عايزه اعرف انتى مالك ومالى ؟مالك قارشه ملحتى ليه؟ ليكى عندى ايه عشان تحاسبينى
مروه: براحه براحه لا يطقلك عرق ههههههههههه خلاص ياستى ادينى نصحتكو لوجه الله الحق عليا
قامت مروه فجأه وانصرفت نظرت لها سالى بتعجب وصفقت بيديها وقالت: بتنصحنا لوجه الله.
منى: سيبك منها ربنا يهديها وتبعد عنا انا مش متفائله خير بطلوعها معانا ربنا يستر
سالى: تخيلى انهم اكيد حيجزولنا اوضه هنكون فيها انا وانتى معاها
منى: ماتفكرنيش ارجوكى... عن نفسى بالمنظر ده هروح الاوضه على النوم وبس... انا مش ناقصه حرقه دم
سالى:على قولك ربنا يسهل اما نروح هناك ونشوف .انا هطلع بأه عشان ورايا شغل كتير
منى: طيب ياقمر اشوفك فى الباص
سالى: سلام
بعد انتهاء العمل وانصراف الموظفين بأكثر من ساعه اخيرا انصرف جاسر هو الاخر
عاد جاسر الى القصر وما ان دخل حتى استقبلته الخادمه بالترحاب
الخادمه:حمدالله على سلامتك يا جاسر بيه
جاسر: الله يسلمك . فين ماما
الخادمه: والدتك والاستاذ مجدى المحامى فى الصالون
جاسر: طيب هاتلى فنجان قهوه
دلف جاسر الى الى الصالون الواسع وما ان رأته امه حتى رحبت به: جاسر حمدلله على سلامتك استاذ مجدى كان بيبلغنى اخر التطورات.
نظر جاسر الى محاميه شزرا: ماقولتش ان عندك تطورات يعنى ما انا مكلمك من يومين ؟
مجدى: معلش يا جاسر انا لسه وصلانى معلومات مهمه النهارده جيت جرى ابلغكم بيها
جاسر: خير
سوسن: سهليه دخلت مصحه لعلاج الادمان هناك
جاسر بلهفه: وابنى فين؟ ومع مين؟
مجدى: جدته سافرت وقاعده بيه هناك انا كان ليا واحد معرفه فى الجوازات وكنت مديله اسماء عيله سهيله بالكامل
اول ما ما لاقى اسم والدتها اخدت التأشيره بلغنى على طول كلمت رجالتى هناك فى امريكا واتبعوها اول ماوصلت هناك
وعرفت منهم اللى حصل
فى نفس اليوم اللى وصلت فيه سهيله دخلت المصحه ودلوقتى احنا بقى موقفنا قوى على الرغم من ان سهيله معاها الجنسيه
الا انها فى مصحه ومش مؤهله لرعايه طفل فهناك القوانين بتنص يا اما يرجع ليك او تاخده الشئون الاجتماعيه.
جاسر بعنف: نعم ياخدو ابنى منى ...مستحيل على جثتى
مجدى: براحه ياجاسر انا بقولك موقفنا قوى بس ناقصنا حاجه صغيره
جاسر: ايه هيا؟
مجدى: انك تتجوز
جاسر: نعم؟ اتجوز؟ ايه الجنان ده
مجدى: قوانينهم كده فعشان يرجعولك ابنك مدى الحياه ويبقى ليك حق الحضانه انك تكون مستقر وعندك اسره بحيث يطمنوا ان الطفل هينشأ فى بيئه سويه
جاسر: ده اسمه جنان الولد ابنى وامه بتتعالج من الادمان
مجدى: الكلام ده لو كانت هنا فى مصر او حتى كانت هناك بس منغير ما تاخد...
قاطعه جاسر بضيق: عارف الزفت الجنسيه ...عارف
تنهد جاسر شاعرا بالضيق وقله الحيله وقال: طيب وبعدين.
مجدى: انا ادامى يومين لحد ما اسافر بنفسى وارفع الدعوى هناك هقعد بتاع اسبوع وياريت تلحقنى انت بعقد جواز
جاسر: نعم فى اسبوع عايز عقد جواز؟ ايه التخريف ده
سوسن: انا مش عارف انت مالك مكبر الموضوع اووى كده ليه ماتجيب اى بنت عندك فى الشركه واكتب عليها واديها قرشين هتفرح بيهم وترجع الولد
جاسر: يا سلااااااام اجيب واحده اكتب عليها على اساس انها مالهاش اهل... واكتب عليها بسرعه كده ازاى ...انا ااقولك هعمل ايه... انا هسافر امريكا واخد ابنى من الست امها وارجع بيه غصب عنهم كلهم دا ابنى.
مجدى بنفاذ صبر: عشان تتمسك فى المطار وتاخدلك قضيه وحبس لانها فى الحاله دى تعد خطف مواطن امريكى وانت من اصول عربيه يبقى اكيد ارهابى
سوسن: ايه الجنان ده لاء طبعا انت ترفع القضيه طالما واثق انك هتكسبها لكن مش تودى روحك فى داهيه عشان واحده ماتستاهلش
مجدى: احنا الوقت معانا وعرفنا مكانها وساكنه فين بالظبط وياعالم ممكن ترجع بيه جدته هنا لمصر ولو انى ماأظنش مش ممكن هتسيب بنتها لوحدها هناك فى المصحه يعنى قدامها بتاع ست شهور على الاقل للعلاج واظن لما تطلع مش هترجع برضه لمصر .فدى بجد فرصتنا قبل ماتتعالج ساعتها ولو بالطبل البلدى مش هنعرف نرجعه.
جاسر: طيب طيب خلاص ارفع انت الدعوى وقول ياسيدى انى هه... خاطب ...وربنا يسهل
مجدى: دا انت جاسر سليم عايز تفهمنى ان مافيش واحده كده ولا كده دا انت لو نزلت اعلان فى الجرنان مطلوب عروسه ههههههه الف مين يتقدم
لمعت عينا جاسر واخذ يفكر فى اقتراح مجدى المحامى ولكنه لم ينوى فعل ذلك بل كان فى قراره نفسه امرا اخرا
مجدى: طيب استأذن انا بقى يا جاسر بيه ومتشكر اووى يا سوسن هانم على سعه صدرك وياريت تفضلى وراه عشان تعقليه احنا خلاص قربنا اووى
سوسن: العفو يا مجدى وخليك على اتصال.
جاسر: معلش يا مجدى اصلك بجد برجلتنى اول ماتحجز الطياره وتسافر ادينى تليفون وبكره ححول فى حسابك مبلغ كده عشان تعرف تمشى حالك هناك
مجدى: خلاص يبقى على بركه الله مع السلامه
اتجه مجدى الى خارج الصالون عندها قابل زياد برفقه فتاه جميله فقال: اهلا زياد فينك؟ مش باين يعنى
زياد: اهلا يا مجدى ازيك ها الاخبار ايه
مجدى: خير.. خير... جاسر جوه عندك هيبقى يحيكلك... استأذن انا عشان اتأخرت
زياد: مع السلامه
خرجت سوسن من الصالون عند سماعها صوت ابنها الاصغر وقالت: انت جيت يا زياد
زياد: ايوه يا ماما .ازيك يا ست الكل
وقفت سوسن محتاره فلم تعرف هويه الفتاه التى برفقه ابنها وقالت: اهلا وسهلا
زياد: اعرفك يا ماما آشرى الطحان.
وقف جاسر فورا لدى سماعه لاسم ضيفه اخيه وارتسمت على ملامحه علامات الغضب والضيق وقال: مافيش فايده فيك يا زياد ياترى ناوى على ايه؟
خرج جاسر من الصالون ليجد والدته ترحب ب آشرى قائله: اهلا يا آشرى انا سعيده اووى انى شوفتك
آشرى: ميرسى يا طنط انا الاسعد وسورى بجد جيت منغير ميعاد بس اعمل ايه زياد اصر
سوسن: ياخبر يا آشرى ماتقوليش كده البيت بيتك اتفضلى
رفعت آشرى ناظريها ووجدت جاسر الذى رسم على وجهه علامات الترحيب الهادىء وقالت: هاى جاسر ازيك؟
جاسر: انا الحمد لله البيت نور ...ايه يا زياد هتفضل واقف كده مش تعزم على آشرى هانم برضه
آشرى: مابلاش هانم والكلام ده
زياد: دا انتى ست الهوانم كمان هههههههه تعالى نقعد فى الفرانده الجو حر
اتجه زياد الى الفرانده برفقه والدته و آشرى فيما شعر جاسر بالحنق وغاب عن الجلسه فقد كان هناك الكثير يشغل باله ولم يكن بحاجه لمزيد من التوتر الذى سيرافقه اذا جلس برفقتهم
بعد مرور نصف ساعه استدعت سوسن الخادمه واخبرتها ان تطلب من جاسر الانضمام اليهم على طاوله العشاء
غير جاسر ملابسه وارتدى بنطالا ابيضا من الكتان الفاخر يعلوه قمصيا ذو لون سماوى واتجه الى حجره الطعام وانضم من جديد الى زياد وامه وضيفتهم الفاتنه
جاسر: انا آسف بس حسيت انى محتاج اريح شويه.
زياد: ولا يهمك احنا قلنا نستناك ومنتعشاش من غيرك
جاسر: كتر خيرك ما انا عارف مش بيجيلك نفس تاكل منغيرى
زياد: لا وحياتك النهارده انا ليا نفس لكل حاجه ههههههههه امال مش آشرى هنا
ابتسمت آشرى وقالت: يظهر ان طنط معاها حق وانك فعلا ناقر ونقير مع جاسر
نظر جاسر الى امه بدهشه فلم يكن من شيمتها تبادل الحوار مع الضيوف عن دواخل اسرتهم فشعر ان آشرى اتخذت مكانا مميزا سريعا لدى والدته
جاسر: وياترى يا آشرى ازى يسرى بيه ؟
آشرى: تمام الحمد لله سافر الاقصر
زياد: ايه عشان يظبطلنا المسائل ولا ايه ههههههههه
آشرى بثقه: كل حاجه متظبطه تماااام بجد انا فخوره بالمشروع ده جدا وحساه ناقله لمستقبل السياحه فى مصر
زياد: عقبال نقلتنا سوا انا وانتى يا حبى
ابتسمت آشرى بخجل واخفضت رأسها وقالت معترضه: زياد
زياد: ايه ؟ اااااااه ...طيب ولو انى كنت مستنى اسامه يكون موجود بس وماله جاسر ...ماما انا عندى خبر مهم
ابتلع جاسر ريقه فيما قالت والدته بصوت فرح: خير ماتفرحنا
زياد: انا وآشرى هنتجوز.
اتسعت عينا جاسر وابتسم بسخريه وقال: مبرووك الف مبروك يا زياد الف مبروك يا آشرى
سوسن: الف الف مبروك يا حبيبى ربنا يتمملكو على خير
آشرى: ميرسى يا طنط ميرسى يا جاسر بس بجد زياد مجنون صمم النهارده نيجى نقولكم على الخبر حتى داد لسه ماعرفش
جاسر: لا اكيد احنا لازم نروح لحد عنده ونكلمه مش هينفع فى التليفون
زياد: فرصه اننا رايحين الاقصر كمان يومين
آشرى: بس للاسف مش هقدر اسافر معاكو
زياد: ايه؟ ليه؟
آشرى: بيبى بليز ماتزعلش المنتجع فى شرم حصلت فيه مشكله كده ولازم اسافر احلها بنفسى واول ما تخلص هجيلكم على هناك
جاسر: شرم هتنور وهتضلم عندنا فى الاقصر
آشرى:ميرسى يا جاسر
انتهى الجميع من تناول العشاء وانصرف زياد بصحبه آشرى فيما اتجه جاسر الى حجره المكتب جلس شاردا الذهن فهناك الكثير والكثير من الاحداث والتى يحاول عقله ان يستوعبها فهناك ابنه وزوجته المجهوله التى لابد وان يعثر عليها فى مده اقصاها اسبوع وايضا اخيه المستهتر ومطاردته ل آشرى مما قد يكلف شركته خسائر لا حصر لها ان فشلت الصفقه.
مرت ساعتين وكان جاسر لازال جالسا على هذه الحال حتى سمع صوت طرق على الباب دخلت والدته: الله انت قاعد هنا يا جاسر
جاسر: ايوه يا ماما خير فى حاجه
سوسن: اخوك ده هيجننى الناس تقول ايه المفروض كان يدينا خبر مش اخر من نعلم
ابتسم جاسر بسخريه وقال: لاء ابوها هوا اللى اخر من يعلم
سوسن: انت ايه رأيك فى البنت ؟
جاسر: المهم ابنك مايهدش كل اللى بنيته ويرجع فى كلامه ولا يفركش
سوسن: يرجع فى كلامه ليه هوا حد كان ضربه على ايده؟
جاسر: ماما مش عايزك تجيبى سيره لزياد على اللى قاله المحامى النهارده
سوسن: ليه؟
جاسر: كده ممكن زياد يقع بكلمه كده ولا كده قدام آشرى ويروح تخططينا
سوسن: طيب ماتقلقش مش هجيبله سيره وانت خلاص استقريت على البنت
جاسر: يا ماما انتى فكرانى داخل سوبر ماركت انقى واحده اتجوزها انا لحد دلوقتى وافقتكم بس انا بفكر فى ترتيب تانى
سوسن: لا تانى ولا تالت انت مالك مكبر الموضوع كده ليه ايش حال البنات على قفا من يشيل
جاسر بعنف غاضبا من ذكراه الاليمه: بس دى اللى هتشيل اسمى ولا اتجوز اى واحده والسلام وتطلع زى اللى فاتت ساعتها هرفع راسى ازاى
سوسن: وليه كل ده انت اول ماتاخد الحكم تطلقها وابقى اتجوز تانى على مهلك وتختار اللى انت عايزاها
جاسر: ساعات يا امى بتفكرى بطريقه بتخلينى ...
سوسن: ايه يا ولد؟ انهى طريقه؟ مش عاجبك طريقتى ؟ هيا الدنيا بقت كده مصالح شوف مصلحتك واجرى وراها ولا هتطلع زى ابوك الله يرحمه فضل خايف ومش عارف يعمل حاجه لحد اخر حياته
قال جاسر معترضا: بابا كان بيفكر بالمنطق كويس وكان بيعمل اعتبار للناس اللى حواليه
سوسن: واخرتها ايه مات وساب الشركه كانت غرقانه فى الديون
جاسر: وانا لولا انى اتبعت طريقته ماكونتش هعرف اسدد الديون دى
سوسن: وجوازك من سهيله كان ايه
نظر الى امه بغضب: انتى السبب فى الجوازه دى
سوسن: لولا الجوازه دى ماكنتش الدنيا اتفتحت لينا لولا ابوها وعلاقاته ماكونتش هتعرف تتحرك لا يمين ولا شمال بمنطق ابوك وافكاره اللى عششت جوه دماغك
انصرفت سوسن غاضبه واتجهت الى غرفتها بعدها سمع جاسر صوت مكابح سياره زياد الذى لم يتخلى يوما عن سرعته الزائده فى القياده
فخرج جاسر على الفور واستقبل اخاه والذى ما ان رآه حتى قال بسخريه: بالك انت لو آشرى وقفت تستنينى كده بعد ما ارجع لاكون مطلقها بالتلاته
جاسر: طلقها بالعشرين حتى بس بعد الصفقه ماتتم
زياد: امال انت فاكر الخطوبه دى اصلا من اولها عشان ايه؟
جاسر: لا ااااااا معقول عشان الشغل اشك .كل اللى بتعمله ده عشان دماغك انت وبس عشان تثبتلى انك تقدر تهد الدنيا فى لحظه انا فاهمك كويس
زياد بعند: طالما انت مش قادر تستوعب انى ببنى معاك كان لازم اجيلك من السكه التانيه وهيا انى اوريك انى ممكن اهد
جاسر: انا مش عارف انت بتعاندنى كده ليه ؟ انا مش اخوك من لحمك ودمك
زياد: ااه اخويا من لحمى ودمى بس ياريت انت تفتكرها كويس طول عمرك انت الجوكر ...هههههه البريمو الكلمه كلمتك حتى بابا الله يرحمه كان بيثق فيك وممسكك كل حاجه.
جاسر: بحكم انى انا الكبير وفكرك انا كنت فرحان بالشيله يعنى لما ابوك مات وساب الشركه غرقانه فى الديون كل ده كان فوق دماغى تعبت ليل ونهار لحد ما حضرتك اتخرجت وجيت على الجاهز بعد ما كل المشاكل اتحلت
زياد: وانا لازم ادفع تمن العذاب اللى انت شوفته وانا مالى
جاسر: عذاب ايه انت مش حاسس بالرفاهيه اللى انت فيها راكب احسن عربيه ساكن فى احسن مكان خطبت بنت اهم رجال الاعمال كل ده ليه؟هه مين اللى عمله ؟ ومع ذلك مش بقول انى انا اللى بتعب وبس ...لاء بقول تعبنا كلنا سوا بس ياريتك تحافظ عليه وماتضيعش كل حاجه
قال زياد بمراره: اطمن مافيش حاجه هتضيع .تصبح على خير
انصرف زياد الى غرفته واتجه جاسر الى غرفه مكتبه صافقا الباب بعنف
فى اليوم التالى ذهبت سالى الى العمل تحمل ذكرى الامس جلست على المكتب تتابع عملها باهتمام وعنايه
ظلت تنتظر ان يرن الهاتف لينطق جاسر بكلمته المعهوده ولكن شيئا لم يحدث ...
وعند تمام منتصف الظهيره جمعت سالى الاوراق ووضعتهم داخل ملف بعنايه واتجهت الى غرفه جاسر طرقته بلطف ودلفت لتجده جالسا ورأسه مسنده الى ظهر الكرسى.
ينظر الى الاعلى وممدا قدميه على سطح المكتب
سالى: جاسر بيه . الاوراق يافندم عشان تمضيها
قال جاسر بخشونه: حولى كل الشغل لاسامه وهو يتصرف
نظرت له سالى بحيره وقالت: بس فى حاجات لازم امضتك عليها
جاسر بحده: ولعى فيها!
نظرت له سالى متفاجئه برده فعله واحمر وجهها خجلا وقالت بصوت خفيض: اللى تشوفه حضرتك عن اذنك
غادرت سالى الى مكتبها وكادت ان تبكى للمره الثانيه لليوم الثانى على التوالى وما ان دخلت غرفتها حتى فتحت الدرج واخرجت دفتر الملاحظات خاصتها وقلبت صفحاته بسرعه وقرأت كلماته التى املها لها نزلت دموعها الحاره وهى لا تدرى ما الذى حدث لماذا انقلب هكذا لم تكد تمر اربع وعشرون ساعه حتى عاد الى طبعه القديم وان كان اسوء.
حلت ساعه الغداء ولم تشعر سالى برغبه فى ان تتناول طعامها ومع ذلك اتجهت الى القاعه علها تسعد بصحبه منى
والتى ما ان رأتها حتى قالت: شتان بينك النهارده وبين امبارح ايه يابنتى مالك خير قولى قبل ما مروه تتطب عليها زى عوايدها
سالى: جاسر
تنهدت منى ووضعت يدها على خدها بحركه مسرحيه: جسوره ؟! ماله؟
ضحكت سالى وقالت: لاء مش زي اللى فى دماغك
منى: هتفضلى تلعبى دور التقيله ده لحد امتى مش كفايه تقله يخربيت حلاوته
سالى: انتى اتجننتى هوا فين وانا فين وبعدين بجد مش ده الموضوع
منى: ماشى هعمل عبده العبيط واصدقك...هاه حصل ايه ؟
سالى: ابدا النهارده من اول ماجيت ماطلبنيش فى اى حاجه خالص رحتله بالجوابات زعق فيا وقالى احولهم على اسامه ولما قلتله فى حاجات لازم هوا بنفسه يمضيها شخط فيا وقالى ولعى فيها
منى: وده اللى مزعلك عادى جدا تلاقى حاجه مديقاه بس ومالوش نفس للشغل
سالى:ايوه بس ماكنش كده امبارح
لمعت عينا منى وقالت بفضول: ايوااااااااا ايه اللى حصل امبارح بقى
سالى: يووووه انتى فى ايه ولا فى ايه؟اعمل انا ايه دلوقتى.
منى: انا ااقولك انتى اطلعى مكتبك واطلبيله عصير ليمون يهدى اعصابه وادخلى عليه بيه وخديه فى حضنك وقوليله ولا تزعل نفسك ياحبيب الروووح
سالى: تصدقى انا غلطانه اصلا انى احكيلك طيب انا ماشيه
همت سالى بالنهوض فأمسكت بها منى وشدتها لتجلس: طيب... طيب خلاص ...ههههههههه ...ماتزعليش ولا تعبريه من اصله وادى الورق لاسامه كله وهو يتصرف معاه
سالى: طيب ماشى هطلع انا بقى
منى: ماكلتيش حاجه
سالى: ماليش نفس هبقى اطلب حاجه من البوفيه اشربها سلام اشوفك فى الباص
منى: لاء انا هستأذن بدرى النهارده ماتيجى معايا
سالى: وانتى رايحه فين.
منى: بصراحه البت مروه كان معاها حق الواحد برضه المفروض يعنى انزل اشترى طقمين تلاته كده عليهم القيمه.ماتيجى معايا
ردت سالى بمراره: انتى ناسيه انى كنت عروسه وكان فاضلى على فرحى 3 ايام اللبس عندى بس النفس اللى تجيلى البسه
قالت منى بتأثر: ولا يهمك يا سالى بكره جاسر ربنا يهديه ويعوضك ههههههههههههههه
سالى: تصدقى انك عايزه تتقرصى ...وبالفعل قرصتها سالى من ذراعها
منى: اى اى اى يا سالى ههههههههه خلاص خلاص حرمت
سالى: انا قايمه بقى.
منى: بس استنى جاتلى فكره شيطانيه بنت لاذينه
سالى: قولى مش هنخلص النهارده شكلك فايقه ورايقه
منى: ايه رأيك تطلعيلك كام لانجيري سخنين من الشوار بتاعك واطلعلى انا كام واحد كمان ونفرس البت مروه
...طبعا هيا عامله حسابها انها هتتمنظر علينا هناك بره لكن مش عامله حسابها على جوه كمان ههههههههههههه
سالى: انتى شيطانه مش ممكن بتجيبى الافكار دى منين بس انا مقدرش اعمل كده
منى: ليه بجد؟
سالى: لانى شايله الحاجات دى فى الدولاب فوق وماما لو شافتنى بفتحهم وانزل منهم الفار هيلعب فى عبها وانا مش ناقصه
منى: عشان خاطرى حاولى فى الاستخوبس كده بلييييييييييييز
سالى: انتى هتبتدى زن لاء اطلع بقى
منى: بلييييييييييييييييييييييييييييييز
سالى: هههههههه خلاص خلاص هحاول حاضر ربنا يستر وما اتقفش هههههه
منى: طيب كلمينى بالليل طمنينى وااه صحيح بكره الطياره هتطلع الساعه 9 الصبح بالرغم انهم هيسفرونا الا انهم برضه هيصحونا بدرى فلازم نكون فى المطار على 8 كده.
سالى: بابا هيوصلنى المطار هحود عليكى 7 وربع كده هه اوعى تروح عليكى نومه
منى: لاء ماتقلقيش هفضل طول الليل سهرانه
صعدت سالى الى الطابق الاخير وما ان توقف المصعد حتى خرجت سالى كادت قدامها ان تقودها الى غرفه مكتب جاسر المغلق ولكنها لم تفعل واتجهت الى غرفتها اخذت جميع الاوراق واستقلت المصعد مره اخرى الى الطابق الثانى حيث غرفه اسامه
طرقت الباب ودخلت وجدت اسامه يتحدث فى الهاتف وما ان رأها حتى ابتسم ومد يده فأخذ الاوراق منها تصفحها سريعا اثناء تحدثه
فعبس بوجهه ونظر لها نظره مليئه بالحيره فابتسمت سالى انهى اسامه محادثته التليفونيه قائلا: طيب طيب سلام هبقى اكلمك بعدين
سالى: ازيك يا استاذ اسامه.
اسامه: ازيك يا سالى خير الاوراق دى مش جاسر اللى بيمضيها جيبهالى ليه ؟ هوه مشى؟
سالى: على حد علمى لاء بس الصبح دخلته بالورق وقالى انه مش هيمضى حاجه واحول لحضرتك كل الورق
زم اسامه شفتيه وقال: طيب طيب ياسالى انا هبص فى الورق وهبقى ابعتهولك تانى مع الساعى اتفضلى انتى ومتشكر اووى
سالى: العفو عن اذنك
خرجت سالى وما ان خرجت حتى امسك اسامه بسماعه الهاتف وقال: جاسر الو انت لسه هنا؟
جاسر بصوت ضجر: ايوه يا اسامه هروح فين يعنى؟
اسمه: طيب انا طالعلك
جاسر: تشرف وتنور ياسيدى.
صعد اسامه الى الطابق الاخير ودخل الغرفه دون ان يطرق الباب وجد جاسر على نفس الحاله منذ ساعه ماضيه
تعجب اسامه فلم تكن تلك الجلسه من شيم اخيه ابدا فى تلك الساعه من النهار
اسامه: خير يا جاسر مالك انت تعبان؟
لم يتحرك جاسر قيد انمله واجاب وهو على نفس تلك الحاله: انا كويس الحمد لله
اسامه: لا بجد فيك ايه؟ سالى جابتلى الورق وقالتلى انك طلبت منها تحول عليا بقيه الشغل مش عاويدك ايه اللى حاصل احكيلى ماتقلقنيش
انزل جاسر قدميه واعتدل فى جلسته وتنهد وقال: احكيلك ايه ولا ايه
شوف ياسيدى سهيله دخلت مصحه للادمان وبكده اقدر ارفع قضيه حضانه بس لازم اتجوز فى اقصاها شهر... واخوك امبارح جه عندنا القصر وساحب فى ايديه آشرى هانم واعلن انهم هيتجوزوا.
اسامه: نعم؟ ايه كل ده... دى ملوخيه... احكيلى براحه نبتدى بيك الاول ...انت تتجوز خلال شهر؟!
جاسر: ايوه يا سيدى عشان القاضى يحكملى لازم يطمن ان ابنى عايش فى بيئه سويه قال يعنى لما يبقى بعيد عنى انا وامه بتتعالج من الادمان دى بيئه سويه
اسامه: طيب وهتعمل ايه ؟
جاسر: مش عارف مش عارف عمال ادورها فى دماغى يمين وشمال
اسامه: ما انا قلتلك من زمااااان اتجوز يا جاسر انت اللى فضلت منشف دماغك وقلتلى خلاص صلتى بصنف الحريم اتقطعت مش كان زمانك دلوقتى متجوز
جاسر: يعنى هوا انت كنت شايفنى لقيت واحده ارتحلها واحس انها ممكن تكون مراتى انا لحد دلوقتى اللى موقفنى ان فكره الجواز بالنسبالى مرفوضه تماما ...ماما بتقول اجيب واحده واديها قرشين حتى دى انا مش مستوعبها بالكامل.
اسامه: ماينفعش الطريقه اللى بتفكر فيها دى صوابعك مش زى بعضها ان كانت سهيله كانت اخلاقها زباله بالشكل ده الا ان فى ستات وبنات ولاد ناس متربيين
جاسر: انا خلاص ابقاش عندى ثقه فى اى واحده ...اى واحده... بالنسبالى كلهم شبه بعض انا بس عايز ابنى وشكلى هنزل اعلان فى الجرنان فعلا زى ما المحامى قال واخلص
اسامه: غلط جدا اسلوبك فى التفكيير غلط على فكره
جاسر: انت شايف حل تانى؟ المفروض انى اخبط على واحده واطلبها للجواز واقول لاهلها انى محتاج اتمم الجوازه خلال شهر بالكتير ...ومش مهم نتفق... نختلف... الخطوبه والكلام الفاضى ده مايلزمنيش ...فى اهل ممكن يوافقو على كده؟
اسامه: والله انا مش عارف ااقولك ايه
جاسر:ادعيلى ...ادعيلى وبس
اسامه: وزياد ده كمان ده وقته يعنى مش قادر يصبر لما نمضى الصفقه
خبط جاسر بيده على المكتب وقال: اهوه عشان تبقى كملت من كل ناحيه
اسامه: اللى حصل حصل بس احنا نتحرك بسرعه ونمضى الصفقه واحنا هناك فى الاقصر مقدمناش غير كده عل وعسى برضه موضوع جوازهم يخلى يسرى الطحان يلين معانا.
جاسر: هههههههههه وبعدين بعد كده هيطلعه علينا بمهر بنته ومؤخر الصداق والشبكه
اسامه: لاااااا واحنا مالنا اخوك اللى يشرب
جاسر: فكرك...هه انت طيب اصلك يا اسامه انا عارف زياد كويس بكره يدفعنا كل حاجه ويقولنا ما انا عملت كده عشان الصفقه تتم وهبقى افكرك
هز اسامه رأسهوقال: ربنا يسهلها من عنده مش ناقصين نشيل هم اللى جاى كفايه اللى انت فيه يا جاسر ربنا يعينك
قام جاسر وارتدى الجاكيت الخاص به وقال: انا ماشى ماليش مزاج للشغل
اسامه: هتروح.
جاسر: ما اظنش هتمشى شويه واروح ااقعد فى اى مكان كده
اسامه: اجى معاك
جاسر: لا خليك انا عايز ابقى لوحدى كمان عشان لو حصل حاجه تانيه يبقى انت فى الشركه الاستاذ مشرفش خالص النهارده
تلاقيه بيودع حبيبه القلب
اسامه: آشرى... ليه؟
جاسر: قالت امبارح انها هتروح شرم تحل مشكله وبعد كده هتيجى الاقصر
اسامه: طيب مع السلامه انت وربك يحلها... اطلع بس انت من المود ده وكل حاجه هتتحل بأذن الله
ابتسم جاسر بسخريه: طيب... سلام.
خرج جاسر ولا تلقائيا وجهه انظاره تجاه غرفه مكتب سالى التى كانت تجلس تتابع عملها باهتمام
شعرت سالى بأنظار موجهه نحوها فرفعت رأسها لتجد جاسر يقف على بعد 3 امتار محملقا بها بشده
شعرت سالى بالحرج وهمت ان تقوم من مجلسها وتسأله ان كان يريد شيئا ولكنه استدار سريعا واتجه الى المصعد
وما ان فتح الباب حتى اختفى جاسر عن انظار سالى تماما
ظلت سالى تنظر الى مكانه الخالى فقامت بعد لحظه واغلقت باب غرفتها.