رواية قلوب مقيدة بالعشق للكاتبة زينب محمد الفصل التاسع والعشرون
جلست على مائدة الافطار بصمت بعدما ابتسم لها الجميع، وكأنها الملكه اليزبيث منذ ان علمو بأمر زواجها من عمرو وهم يعاملونها كالملكه، بحثت عن قطع الجبن الكريمي ف هى تشتهيها بنهم في هذة الفترة، بللت شفتها السفلى وهى تشير عليها: يارا هاتى الجبنه ديه..
أمسك مالك الصحن ووضعه أمامها قائلًا: خدي..
عبست بوجهها قائلة بتذمر طفولي: خلاص مش عاوزه..
كتم الجميع ضحكهم بصعوبه على منظر مالك لها، رفع أحد حاجبيه معترضًا: لا هتاكليها..
وضع الصحن أمامها مرة أخرى، وهو يقول بمزاح: متخليش حاجه في نفسك يا ماما، عاوز ابني يكون مقلبظ.
رفعت وجهها بكبرياء: لو سمحت متكلمنيش..
جذب كرسيها نحوه وألصقه به ليقول لهم: طيب معلش بقى هأكل مراتي يا جماعه..
مازالت تشعر بالحرج منهم بالرغم ان الجميع اصبحوا علي علم بمعرفتهم بزواجها من مالك ولكن رغم ذلك تخجل كثيرا ولكنها تجاهلت ذلك الشعور و همست بضيق: بس يا مالك..
تبسمت ماجي بحب ماذا تريد اكثر من ذلك ابنة اختها الغاليه تحمل قطعه في احشائها من ولدها، حقًا الصبر مفتاح الفرج، تنهدت براحة تامة ثم قالت: سيبها يا مالك تاكل براحتها.
غمز لها مالك وهو يقول: مانا سايبها هى اللي بتدلع..
وضعت قدمها الصغير تضغط بقوة فوق قدمه بغيظ، اما هو فكتم ضحكه بصعوبة..أبعدت قدمها ووجدت من الافضل ان تتناول طعامها في صمت..وجه مالك حديثه ليارا بجدية: يارا لو سمحتى بلغي ليله تنزل علشان تروح معايا مشوار!..
عبست ماجي بوجهها: مشوار ايه؟!.
_ مشوار كان لازم يحصل من يومين بس انا سبت الامور تهدا، وهى كمان تهدا علشان تعرف غلطها كويس..
هتفت يارا برجاء: اه ياريت يا مالك، دي مبتاكلش وعلى طول بتعيط، لو سمحتى يا ماما خفوا عليها شوية..
تجاهلت ماجي رجائها واكملت تناول فطارها في صمت حزين.
_ عمرو انت كمان هتروح معانا، جهز نفسك.
في الاونه الاخيرة شعرت بكثير من التغيرات في شخصيتها لم تعرف سببها رجحت في الاغلب هرمونات الحمل العجيبه...لم تكن فضوليه هكذا، ودت ان تسأله عن ذلك "المشوار " التفت بوجهها له فقابلت عيونه ذات العسل الصافي غامزًا لها: في حاجه !..
أرسلت له ابتسامه صفراء وهتفت من بين أسنانها: لأ..
نهض من مكانه قائلًا: طيب يالا يا عمرو، وانتي يا يارا بلغي ليله تحصلنا على العربيه..
وقبل ان يغادر انحنى بجذعه العلوى يطبع قبله على رأسها هامسًا بحب: كُلي كويس واشربي اللبن..
رفعت وجهها ترمقه بضيق طفولي: واغسل ايدي ولا لأ.
همس وهو يغادر: غلسه.
تجاهلت توبيخه الذي اخترق أذنها رغم خفوته، والتفت تُكمل طعامها وجدت عمرو ينظر لها وابتسامته واسعه: اشربي اللبن..
نفخت وجنتها فهذا العمرو يربكها بنظراته وضحكاته..
امسكت الكوب وارتشف منه وهى تشير له: بشربه..
انفجر عمرو ضاحكًا فنظرت له ماجي بغيظ: ليك نفس تضحك يا بارد وانت في مصيبتك دي.
هز كتفيه بلامبالاه: يعني أعمل ايه اكتر من اللي عملته، المواجهه دي كانت لازم تحصل يا ماما واهى حصلت.
زمجرت ماجي من بين أسنانها لتقول: ومريم يا بارد، مش خايف عليها أبوها يضربها، شريف مبيتفاهمش..
هتفت يارا بنبرة ساخرة يملؤها الحقد: هما الرجاله كده مبيفرقش معاهم البنات المهم مصلحتهم وبس .
رمقها من الاعلى قائلّا: يارا بقولك شيلي بوزك من موضوعي علشان يسلك..
صرخت بوجهه قائلة: بوزي، والله انك قليل الادب.
وقفت ماجي تنهره: امشي يا طويل يا أهبل، امشي..
أشار بيده قائلًا بحنق: عيب كده والله، انا ماشي من وشك يا يارا يا نحس..
تفادى وساده ألقتها يارا نحوه بقوة..: مجتش فيا..مجتش فيا..
أمسكتها ماجي قائلة بهدوء: خلاص يا يارا، اهدى انتي حتى عروسه وفرحك فاضل عليه اربع ايام اهدى..
هتفت بعصبيه بالغه: يوووة منا عارفه ان زفت عروسه انا ليه حاسه انك بتزليني يا ماما..
اشارت ماجي على نفسها مستنكرة: أنا!، وانا هزلك ليه، ده جواز مش لعب عيال، لو اتجوزتي انتي وسراج وجيتيلي تعيطي علشان تطلقي بعينك، لان انا معنديش طلاق فاهمه..
صمتت لبرهه ووجهت حديثها لندى الجالسه تتابع حديثهم باهتمام: الكلام ليكي انتي كمان يا ندى ..
انتهت من حديثها وصعدت نحو غرفتها..جلست يارا بغضب تهز ساقيها بعصبيه: يوووه والله كرهت نفسي..
_ تكرهي نفسك ليه..ده قرارك والمفروض تكوني فرحانه فعلًا بجوازك، بصحيح ليه مختارتيش فستان فرحك..
هتفت يارا بسخرية: فارس بعتهولي امبارح بليل..
قالت ندى بتعجب: فارس!.
هزت يارا رأسها بحزن: آه هو بعتهولي ومتسغربيش أوي كده، هو بيعتلي رساله ان انا مبقتش فارقه معاه.
حاولت ندى استيعاب مواقف فارس، لم تستطيع،فقالت بخفوت وهى تقترب من يارا: طيب اجرجر مالك في الكلام واعرف منه السر..
حركت يارا رأسها برفض قائلة: لو صاحب الشأن نفسه مش عاوز يقول يبقى براحته..
هزت ندى كتفيها قائلة: خلاص براحتك.
تابعت ندى اكمال طعامها، ساد الصمت بينهم..حمحمت يارا في حرج لتقول: هو انتي هتعرفي تجرجري مالك في الكلام.
اتسعت ابتسامه ندى قائلة: عيب عليكي.
تململت بفراشها بحثًا عنه، لم تجده، فتحت عيناها بصعوبة حولت بصرها في ارجاء الغرفه...انتبهت على طرق الباب وصوت الصغيرة من خلفه، جذبت ردائها في عجاله وارتدته قائلة: حاضر يا ايلين..
فتحت الباب فظهرت الصغيرة بوجهها العابس: ده كله نوم يا مامي!..
جثت على ركبتيها أمامها قائلة بأسف: حقك عليا..امال فين عمار.
_ نزل الشغل وقالي متصحيش مامي خديجة علشان تعبانه، وعملي سندوتش بس انا جعانه تاني..
طبعت قبله على وجنتها وهتفت: عيوني روحي اتفرجي على التلفزيون وانا هجبلك الفطار والعصير حالًا.
تحركت الصغيرة نحو التلفاز، اما خديجة فجذبت هاتفها وأجرت اتصالًا به: عمار.
_ عيونه.
احمرت وجنتها خجلًا عندما تذكرت ليله أمس وهى يغدقها بكلماته الدافئة العاشقه..ولمساته الحنونه لها ف تجعلها تنصهر بين يديه كالحديد...ابتسمت بدلال أنثوي لا يليق الا بها و قالت بنبرة رقيقه: انت خرجت الصبح لية؟!.
تخيلت ابتسامته وهى تحتل ثغرة فتظهر ملامحه الجميلة وتظل هى كالبلهاء تتأمل ملامحه بحب ..
_ علشان عندي شغل مهم، لما اجاي هحكيلك ليه..
_ ماشي متتأخرش..
_مقدرش اتاخر على روحي..بحبك.
لجم لسانها من فرط خجلها..وتوترت نبرتها وهى تودعه وتغلق الهاتف..وضعت يدها على قلبها هامسة: بقالي يومين هموت من السعادة..اتعودي بقى يا خديجة..
انتبهت على حديث الصغيرة وهى تتذمر بالخارج، وضعت الهاتف جانبًا وبدأت في اعداد الطعام لها بهمه ونشاط، صدح رنين هاتفها،طالعت المتصل فانقبض قلبها عندما وجدتها والدتها، أجابت بنبرة ثابته: أيوا يا ماما..
رفعت حاجبيها متعجبه عندما وجدت والدتها تتحدث وكانها أله وتقول: فكرتي ف كلام ابوكي يا خديجة، سبناكي يومين تهدى.
زمت خديجة شفتاها بضيق وقالت ب لهجه حاسمه: ماما انا الموضوع ده مبفكرش فيه من الاساس، لا انا مش هتخلي عن عمار تاني، قولي لبابا انا كويسه انا وجوزي بيحبني ميخافش عليا.
اغلقت والدتها الاتصال فجأه في وجهها، تعجبت خديجة اكثر، حاولت الاتصال بها فكان جوالها مغلق، همست لنفسها بتفكير: يمكن فصل شبكه!..
صفعه قوية هبطت على وجنتها، أوقعتها أرضًا لشدتها وبسبب جسدها الهزيل الذي لم يعد يحتمل أي شئ، جاءت ليلى بأن تتحرك وتفادي والدتها بجسدها الصغيرة ولكن سبقها و نهرها بحدة: ارجعي يابت اقفي جنب الحيطه..
رجعت الصغيرة بخطوات مرتعشه للخلف وهى تنظر لوالدتها بقهر، عرفت القهر بعمرها وأدركت مرارة مذاقة..
تابعت بعيونها الباكية حديث والدها اللاذع:
فاكرة انها كده بتعصيني الكلبة تبقى بتحلم، هجبها غصب عنها ورجليها فوق رقبتهة مهما عملت وهى كمان اللي هتطلب منه الطلاق .
حاولت منى الاعتدال بجسدها قائلة برجاء: بالله عليك يا على سيبها مع جوزها..
انحنى بجذعه يمسك كتفها بقوة: تبقى بتحلمي والله ما اسيبها في حالها، بتلوى دراعي بجوازها منه،أبدًا انا هعرف ازاي اكسرها وأكسره..وانتو خليكوا مرمين هنا لغايه ما الهانم تشرفكوا..
حاولت منى التفكير للخروج من ذلك المأذق واخبار خديجة بحديثه فقالت وهى تحاول مهاوداته: طيب طيب، انت شوف اللي تعمله، بس العيال ملهمش دعوة عاوزة انزل اجيب شويه طلبات..
قاطعها عديم الرحمه والانسانيه وهو يتجه نحو الباب يفتحه: عندك جبنه وعيش كلوهم واحمدوا ربنا ان انا سايبهم..
اغلقت عيناها بيأس من قسوته واستمعت لصوت غلقه للباب بمفاتيحة جيدًا، اقترب منها الصغر يحتضونها بجسدهم الضعيف والصغير، انفجرت بالبكاء وهى تضمهم لصدرها بحنان قائلة: حسبي الله ونعم الوكيل..
هتفت ليلي بحزن: ماما تيجي نصوت والجيران يسمعونا ويفتحو الباب ونروح لخديجة نستخبي عندها..
مطت شفتاها بسخريه جانبًا وهى تقول: الجيران!، هما فين دول، دول شالو من قلوبهم الرحمه وبيسمعوني كل يوم بصوت وبستنجد بيهم وهما ولا هنا.
ربت الصغير بيدة على رأسها قائلًا في حنو: لما اكبر هقبض عليهم وعلى بابا كمان علشان بيضربك.
نظرت للاعلى تناجى ربها بدموعها ووجهها الحزين: ليا رب كريم...
شردت بعقلها بعيد ثم نظرت للنافذه بوجهها الشاحب وتابعت الطريق بصمت ومقلتيها تتلألأ بهم الدموع مجددًا، يومان ولم تخرج من غرفتها ولا تتحدث مع أحد سوى يارا وندى..ندى جميلة وحنونه تشبه حنان والدتها التى افتقدته لاول مرة، لم تتوقع عواقب فعلتها، حاولت التحدث مع مالك ولكن تجاهله لها في كل مرة يحطم قلبها المسكين...تبدلت ملامحها كليًا وأيضًا عيناها اصبحت هزيله منكسرة.. انتبهت الى حديث مالك عندما أوقف السيارة امام النادى...
_ يالا انزلوا..
توترت وهى تهبط من السيارة تنظر حولها..وقف مالك أمامها قائلًا: ادخلي يالا..
هتفت بنبرة مهزوزة: جايبني هنا ليه!..
رمقها مالك بنظراته الغامضة: هتعرفي بعدين، يالا..
تحرك عمرو خلفهم يحاول فهم أخيه، توقف عندما وجد أخاه يقول له: تعال يا عمرو معايا..وانتي اقفي هنا يا ليلة واتفرجي.
هزت ليله رأسها بتوتر ووقفت جانبًا تتابع أخاها وهو يتجه صوب زملائها، همست بتعجب: زياد..
وقف مالك أمام زياد وأشار عليه باستحقار: انت زياد ياله..
تراجع زياد للخلف خطوتين بعدما علم بهوايتهم فقال بنبرة حاول ان تكون ثابته: آه انا .
جذبه مالك من تلابيبه قائلًا بنبرة غاضبة: طيب يا روح امك لما تكون عاوز تبعت حاجه يا غبي متبعتهاش من رقمك علشان هجيبك من قفاك حتى لو كنت نايم في حضن الوالدة..
ابتعد طارق زميلة للخلف بخطوات خائفه وخاصة عندما رأى ملامح وجه مالك.
_ أنا معملتش حاجة..
قيض مالك بيدة على جيب سروالة قائلًا بلهجه قاسية: مش ده تليفونك اللي في جيبك أطلعه دلوقتي، واشوف الي عليه وماله نطلع..
مد مالك يدة بقوه وجذبة وهو يشير له بغضب: مش ده تليفونك الوسخ اللي صور الصور العبيطه دي.. طب أهو..
وألقاه تحت قدمه وضغط علية بقوة فتهشم تحته تحت نظرات زياد المرتجفه، حاول الجميع فهم الحديث الغامض بينهم..فقرب مالك زياد منها وهو يجذبه من ياقه قميصة هامسًا بنبرة مرعبه بأذنه: ليله الفيومي خط أحمر، لو فكرت تتعداه تاني هجيبك قالع ملط عندي في السجن علشان تتربي صح.
أبعده عنه وهو يضربة ضربات حادة على وجنته: فاهم ولا مش فاااهم.
هز زياد رأسه مرتعشًا بخوف: فاهم.
نفضه مالك بعيدًا عنه بقوة، ف سقط زياد أرضًا يتابع ذهاب مالك..حمد ربه في سره ان مر حديثهم دون ان يتهور ويضربه مالك، تنهد بخفه وهو يتمتم: الحمد ...
قطعه عمرو وهو يجذبه ليوقفه أمامه: معلش، مالك أخويا زعلك..
رمقه زياد متعجبًا وبوءبوء عيناه يتحرك في مقلتيه بسرعه..اغتصب عمرو ابتسامه سمجه على ثغرة قائلًا: يبقا مزعلكش، أزعلك أنا بقى..
لكمه عمرو بوجهه بقوة فتراجع زياد للخلف يبحث عن اصدقائة فوجدهم جميعهم ابتعدوا ومنهم من هرب.
رمقه عمرو بسخرية وهو يضرب كف بكف: عيال سيس بصحيح.
ذهب خلف مالك واتجه صوب ليلة فاستمع لحديث أخية:
_ هو ده الي كان بيهددك وهو ده اللي كان بيصورك، كان عاوز منك ايه!.
_ كان بيحاول يقرب مني، بس انا كنت بصدة .
هز مالك رأسه بتفهم: اهو يتربي علشان يبقى يحاول يأذيكي تاني، وتاني مرة لو حصل وحد ضايقك تيجي تقوليلي انا او أخوكي واحنا هنكون في ضهرك.
اؤمات برأسها وهى تخفي عيونها المحرجة منهم..كتمت شهقتها عندما استمعت لصوت مازن من خلفها..
_ السلام عليكم.
التفت برأسها تطالعه بصدمه..ف أبعدها مالك عن طريقة قائلًا بلهجه ساخرة: طيب والله كويس طلعت راجل وجيت أهو..
تهجم وجه مازن ليقول بنبرة تحمل بين طياتها العنفوان: أنا على فكرة راجل، وبحب ليل...
قاطعه مالك ب لكمه في وجهه، ف ترنح مازن للخلف وكاد ان يفقد اتزانه فاستند على حائط بجانبة..
_ أول حاجة متقولش على أختى قدامي انك بتحبها، لانك يا محترم لو بتحبها مكنتش هتخليها تغلط وتكلمك من ورانا لان اللي بيحب بيحافظ وبيخاف على سمعت البنت..
أشار لليله وهو يقول: انا مش قولتلك قبل كده كتير اجاي واخطبك، وانتي بتقولي لأ عاوزة تكملي دراستك، انا راجل وبخاف عليها وكنت عاوز اتجوزها..
أشار له مالك قائلًا: كلمني أنا، متوجهش كلامك ليها، وبعدين هى صح، خطوبه وجواز ايه هى في ثانوي ودراستها أهم..
هتف عمرو بثبات وتحدِ: خلاص استناها..
حاوطها عمرو بيدة قائلًا بتحدِ مماثل: استنى براحتك، لغايه ما تخلص دراستها وتكتفي منها وقتها تبقى تتفضل في بيتها وتخطبها قدام أهلها غير كده معندناش..وبعدين احمد ربنا ان الموضوع عدى كده، وعملنا حساب للست الوالدة و المعرفة اللي بينا..المعرفة اللي انت خونتها.
نكس مازن رأسه في خزى، أرسل مالك ابتسامه رضا لاخية وحديثه الموجوع الذي أصاب الهدف بصميمه، فقال مؤكدًا على حديث أخيه الاصغر: زي ما عمرو قالك المرادى عدت علشان المعرفة اللي بينا، المرة الجايه مضمنش رد فعلي.
التفت لعمرو قائلًا: خد ليله وروح انت على العربية.
اؤمى عمرو له وامتثل لامر أخية، اما مالك ف اقترب عمرو يقول بنبرة هادئة: قريت كل رسايلك ووقتها كنت بتمنى اقتلك، بس لما هديت عرفت انك بتحبها..لو انت راجل زي ما بتقول اوعدني انك متكلمهاش وتشيلها من دماغك، لغايه ما تخلص دراستك وهى تخلص دراستها وتتفضل تخطبها في النور قدمنا..
هتف مازن ب لهفه ونبرة صادقة: اوعدك..طبعًا بدام في النهاية ليله هتكون ليا..
رمقة مالك بغضب، ف صحح مازن حديثة: اقصد ياعني خطيبتي.
ربتت مالك على كتفيه قائلًا بنبرة راضيه هادئة: كويس، كويس أوي، يبقى اختفي بقى من وشي، ومشوفش وشك خالص، وان جت عينك في عيونها للحظه اعتبر الاتفاق ما بينا لاغي، وليله هتكونلك أبعد من القمر..سلام.
هتفت ماجي وهى تجذب حقيبتها: متأكدة يا ندى انك مش عاوزة تيجي معايا.
هزت ندى رأسها وترقد في زوايه الاريكه: آه جسمي واجعني مش هاقدر انزل والف معاكوا.
طبعت ماجي قبلة بأعلى رأسها: ماشي يا حبيبتي خلي بالك من نفسك..ومن حفيدي.
تقدمت ماجي صوب الباب قائلة: يالا يا يارا..فارس مستنينا.
هتفت يارا بحنق: هتسبيني اتجلط لوحدي.
ضحكت ندى بخفة: الله يكون في عونك..
تقدمت يارا خلف ماجي وهى ترسم على وجهها الجمود والقوة حتى لا تظهر امامه ضعفها وحزنها..
استقلت بالخلف وتجاهلت الحديث معه او حتى النظر له، بالرغم من صراعها بأن تنظر له وتبحث في عيونه عن حبيبها غير الذي يتعامل ببرود ومن منطلق الاخوة، أخوة!، لم تبتلع هى هذا المنطق الذي اتبعه فارس في الاونه الاخيرة..انشغلت بتفكيرها ولم تستمع لحديثه وهو يقول: يالا يا عروسة انزلي، سراج مستني بقاله كتير..
رمقته باستحقار وهبطت خلف والدتها تدخل لمحل الساغة تختار شبكتها..وقفت امام المجهورات بعيون حزينه بائسه ترى جميعهم متشابهين ليس لهم بريق، لمحته بطرف عيناه يقف يتحدث مع سراج بلهجه عادية واحيانًا يضحك فقررت مضايقتة: ما تقولي رأيك يا فارس اختار ايه في شبكتي..
تقدم بجانبها وهو يقول بابتسامه باردة: طبعًا استني انقيلك.
اتسعت عيناها بغيظ منه، رأته يختار لها طقم وقال: ايه رايك في دة..
نظرت له بعيون حزينه قائلة لسراج: هاخد ده يا سراج.
تفحصه سراج بدقة وصاح بعدها: تصدق يا ابو الفوارس حلو، هناخده..
همست بصدمه يتخللها استنكار: ابو الفوارس!.
جذبه فارس واعطاه للبائع: هناخد ده وانا اللي هحاسب.
هتف سراج معترضًا: لا أبدًا دي شبكه عروستي...
_ ودي شبكه أختى ودى هديتي ليها علشان تفضل ذكرى حلوة معاها.
رفعت ماجي احد حاجبيها لهذا الحوار الذي لم يدخل عقلها أبدًا..اما والدة سراج تدخلت تهمس لسراج: خليه يا عبيط يحاسب دي زي اخته بردوا، والطقم شكله غالي..
_ ميغلاش عليها يا ماما..
لكزته والدته بيدة: ياخويا اتنيل..
رسمت ابتسامه على وجهها قائلة بصوت مرتفع: وماله يا سراج، استاذ فارس زي أخوها.. هديه مقبوله يا حبيبي.
حول فارس نظره اليها وهتف: نفسك في حاجة تاني يا يارا..
تراجعت وجلست بجانب والدتها بيأس وخيبه أمل: لأ اكتفيت.
جلست تتابع التلفاز باهتمام وتأكل قطع البطيخ الصغيرة بتلذذ، في الاونه الاخيرة أصبحت تشتهي كل شئ..
قطع انتباها قرع جرس الباب..نهضت بخطوات بطيئة تفتح الباب،وجدت رجل في العقد الخامس وسيدة عجوز تستند على يدة..
هتفت السيدة وهى تتفصحها من رأسها الى اخمص قدمها: انتي مين..ماجي فين.
أشارت ندى على نفسها مبتسمه: انا ندى بنت اختها، خالتو مش هنا...حضرتك مين..
نظر أحمد لوالدته بغضب قائلًا بنبرة حادة: بنت نسمة ومحمود.
هتف عمرو باهتمام: ها هنروح لشريف يا مالك..
هز مالك رأسه قائلًا: آه وعالله تفتح بوقك يا عمرو وتتكلم، سيبني انا اتكلم واخلص الموضوع..
اشار عمرو على فمه بالصمت: مش هفتح بوقي خالص..احنا هنطب عليه صح.
كتمت ليله ابتسامتها... ف لكزه مالك بغيظ: انا ياله هنزلك والله، لم لسانك المتبري منك ده ماشي.
غمغم عمرو ببعض الكلمات: والله مستحمل معاملتهم القذرة دي علشانك يا مريومتي..