رواية عمياء في يد الصياد للكاتبة إسراء سمير الفصل العاشر والأخير
في مستشفي الصياد
كان ادهم يجلس في مكتبه يبدوا عليه الضيق والاختناق لا يعلم ما سر هذا الشعور السيء الذي يراوضه منذ أن عاد هو ورسيل من الدار...
أصبح ينفر منها ومن تصرفاتها الغريبه بالنسبه له رغم أنه لا يعرفها جيدا ولكنه قبل ذلك كان يري معاملتها مع الكل كانت مختلفه عن الآن...
تسلل الي عقله أنها ليست رسيل بل يري أمامه نرمين بتصرفاتها ولكنه نهر ذلك التصور..
قطع حبل أفكاره رنين هاتفه وعندما نظر إلي الهاتف وجده عمر فأجاب عليه...
ادهم:أيوه يا عمر
عمر:...
ادهم:تمام...انا مستنيك...سلام
وصل عمر إلي المستشفي ودخل إليها قاصدا مكتب ادهم ولكن عقله وقلبه يبحث عن تلك التي سرقتهما...
نعم هو لم يكن يفكر فيها من قبل ليس لمظهرها بل لأنه كان يمنع نفسه من ذلك هو لا يعلم السبب ولكنه كان يراها مثل أخته ليس اكثر،
ولكن عندما ظهر ابن عمها رامي وأصبح يراها بالقرب منه دائما...تضحك معه ويري الفرحه في عينيها وغيره من الأمور التي جعلته يشعر بالغيره الشديدة...
علي عكس تعاملها معه فهي متحفظه جدا،لا تتكلم كثيرا...يلاحظ نظرات الحزن في عينيها تجاهه...
آفاق علي اصطدامه بشخص وكان ذلك ريتال ولكن بشكلها الجديد،حيث كانت تسير حامله في يدها بعض الاوراق تتفحصها واصطدمت به...
وقع الورق من يديها وتناثر علي الارض في اماكن مختلفه...
أما هو فقد خفق قلبه ونظر الي تلك التي اصطدم بها...انتابه شعور بأنها ريتال ولكن سرعان ما نهر نفسه وغض بصره ولم يطل النظر...
أما ريتال عندما لاحظت انه عمر دق قلبها بعنف ودعت الله ألا يعرفها...
عمر وهو يساعدها في إحضار الورق من علي الارض:
اسف يا آنسه
لم يتلقي اي رد،وقامت سريعا بأخذ الاوراق وفرت هاربه من امامه وهي تحمد ربها انه لم يتعرف عليها
بينما هو أخذ يلتفت حوله لعله يراها لكنه لم يجدها فخاب أمله وتوجه الي مكتب ادهم.
في الجامعه
دخلت جني قبل محمود إلي القاعه فوجدت كل الأنظار متوجهه نحوها لم تعبأ بهم وجلست
بينما وهي جالسه...إذ تلتقت اذناها ما جعل عيناها تلمع بالدموع...
فتاه:شوفتي الي عامله فيها الشريفه وماشيه مع الدكتور بتاعنا
فتاه اخري:عندك حق...مره شالها ووداها المستشفي،ومره داخله معاه الكليه،ومره كانت في مكتبه وبيطلبها...
الفتاه الاولي:بنات آخر زمن
لم تتحمل جني وقامت من مكانها تستعد للخروج والدموع تعرف مجراها جيدا.
وفي تلك الأثناء دخل محمود إلي القاعه ووجدها تهم بالخروج فاوقفها قائلا:
محمود:باشمهندسه جني،رايحه فين
جني لم تقدر علي الرد
محمود:بكرر كلامي...حضرتك رايحه فين
هنا اتجهت إليها صديقتها وتحدثت بدلا عنها:
أصل يا دكتور في بنات بتتكلم عليها بطريقه وحشه
محمود بعصبيه:مين هما؟!وبيقولو ايه؟!
صديقتها:بيقولو...بيقولو...أن جني وحضرتك يعني...
محمود وقد فهم الأمر فإزدادت عصبيته ولكنه حاول أن يتمالك نفسه ونزل من مكانه واتجه ناحيه جني الواقفه تبكي ورأسها منخفضه...
اقترب منها وتفاجأ الجميع بأنه يزيل دموعها بحنان وبعدها أمسك يدها ونظر إليهم جميعا وقال بحده:
الي حضراتكم اتكلمتوا عنها بالغلط دي تبقي... مراتي
انصدم الجميع وعلت الهمهمات في القاعه ولكنه اخرصهم...
محمود:مسمعش صوت،مراتي خط أحمر ومش عايز بعد كده اسمع نص كلمه عليها...هي طلبت مني اني مقولش لحد عن جوازنا علشان عايزه تتساوى مع الكل،
لكن حضارتكم تفكيركم دايما غلط بتحكموا علي اي حاجه من غير ما تعرفو هي صح ولا غلط...
نسيتوا ان ربنا قال في كتابه الكريم:
{إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ}
وقال الله تعالي:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ}
يا ريت تراجعوا نفسكم...
ويالا اتفضلوا مفيش محاضره انهارضه...
خرج الجميع ولم يتبقي سوي محمود وجني،
اجلسها محمود علي المقعد وأخذ يحدثها قائلا:
اهدي يا جني...مفيش حد هيتكلم عليكي بالشكل دا تاني
زادت في البكاء واحتضنها محمود بحنان فتشبست به وقالت:
انا تعبت...تعبت قوي ومش عارفه اعمل ايه؟!
متسبنيش...بالله عليك ماتسيبني
محمود:شششش ان شاء الله مش هسيبك ابدا طول ما انا عايش...انا بحبك يا جني وعمري ما هسيبك
وبعدما هدأت قليلا اخذها وانصرفا عائدين الي البيت، وهي في حال أفضل بعدما اعترف لها محمود بحبه فهي علمت الآن انه يحبها وليست عبء عليه
أما عند رسيل عندما دخل عليها حاتم وسألته لما اخطتفها أجاب عليها قائلا والحقد والغل يصاحبانه:
عايزه تعرفي ليه...هقؤلك الحكايه بدأت من أزيد من تلاتين سنه،ابوكي وشريف ابو جوزك كانو اصدقاء من وهما صغيرين...كبروا سوا وكبرت صداقتهم معاهم،وفي يوم قرروا أنهم يعملو مشروع مع بعض وبالفعل بدأوا فيه لكن كانو محتاجين حد معاهم...
ساعتها أنا ادخلت بينهم وعرضت عليهم صداقتي وهما رحبو بيا وفتحنا شركه سوا وفي يوم جات واحده تشتغل عندنا في الشركه...حبيتها جدا بس هيا خانتني ورفضت حبي ليها واتجوزت الي هيا حابته
عارفه مين دا...دا يبقي ابوكي
رسيل بأندهاش:بابا!
حاتم:أيوه ابوكي الي اخد حبيبتي مني،انا انتقمت منه هو وشريف علشان هو ساعده ووافق علي الجواز من امك
لكن أنا مسكتش وقعت بينهم وخليتهم يتخانقوا والصداقه الي بينهم تنتهي وخليت شريف يطرد ابوكي ويفكر انه باعه وخانه وسرق فلوسه ...هههه
رسيل:حرام عليك مش خايف من ربنا...هتقابله ازاي وانت بتعمل كل الذنوب دي
حاتم بعصبيه:اخرسي...
وأكمل حديثه بشر:
بعديها أعدت أخطط سنين علشان ادمرهم وعملت ليا فلوس وبقيت غني بعد ما طردني شريف علشان اكتشف اني انا الي وري كل دا
كنت براقبكم كلكم...وكنت بعمل كل الطرق الي متجمعش ابوكي بشريف وبدأت انتقامي من أمك وابوكي وبعد كدا شريف...
الحادثه الي حصلت دي أنا السبب فيها وانا الي قتلتهم،حظك انك كنتي معامهم واتعميتي بس أنا كنت عايزك تموتي معاهم علشان خطتي...
رسيل والدموع في عينيها:انت..أنت الي قتلت بابا وماما
حاتم:ههههه ايوه...مش عايزه تعرفي ليه كنت عايز اموتك...
رسيل:مش عايزه اعرف
حاتم بعصبيه:لا هعرفك علشان لما اقتلك شبه أمك تروحي تقوليلها انا عملت فيها وفي بنتها ايه...
طبعا قولتلك اني براقبهم وعارف كل حاجه عنكم كلكم وحاطت ناس في القصر تتجسس عليكم
المهم عرفت أن ادهم بيدور علي بنت وعايز يعرف عنها معلومات ومقدرش يوصل للبنت دي بس أنا وصلت...والبنت دي انتي
رسيل بصدمه:انا.
حاتم:عرفت عنك كل حاجه وعرفت أنك بنتها فقررت استغل شكلك وبعد كده انتقم منك انتي وابوكي وامك
رسيل كانت تستمع إليه بصدمه علي كميه هذا الشر والغل والحقد الذي يحمله بينما اكمل هو:
جبت واحده وعرضت عليها فلوس وهي قبلت طبعا وعملتلها عمليه تجميل علشان تبقي شبهك رغم فرق السن الي بينكم يعني تلات أربع سنين بس مش واضح...
بعد كدا خليتها تظهر ادام ادهم هو طبعا بيدور علي البنت الي شافها
اتجوز نرمين وخليتها تشتغل لصالحي وتنقلي كل المعلومات عن شريف والصفقات وغيره علشان يدخل السجن...وكانت بتنفذ كل حاجه بقول عليها حتي لما قولتلها تقتل ابنها الي في بطنها.
رسيل:حسبي الله ونعم الوكيل،أوعي تفتكر ان الي عملته دا انتصار وأنها حاجه تفتخر بيها
ابدا دي حاجه تندم عليها دنيا واخره
حاجه مكتوبه في كتابك والي هتستلمه يوم القيامه وتقراه وتقول يا ريتني ما عملت كل دا
توجه إليها حاتم بعصبيه وضربها بالقلم ومن شدته نذفت من انفها
حاتم:مش عايز اسمع صوتك ومش هتيجي واحده زيك تفهمني اعمل ايه
ثم خرج من الغرف،أما هي فقد بكت ودعت ربها بأن ينقذها ويحميها،فهو بيده كل شيء
كان مالك جالسا في غرفه مكتبه حزينا علي ما حدث فهو لم يتوقع رد فعل رسيل وتصرفها هذا التصرف...
فلاش باك
قرر مالك ومحمود الذهاب الي رسيل للاطمئنان عليها...
كانت نرمين جالسه في الغرفه تتأفف من وضعها فهي لا تخرج ولا تفعل شيء لأنها تمثل أنها عمياء وبالتالي لن تأخذ راحتها في الخروج او النزول بمفردها والانتقال في البيت
اطرقت الداده كوثر علي باب الغرفه ودخلت وعندما دخلت...
كوثر:اخواتك يا بنتي جايين يشوفوكي
نرمين بعصبيه:انتي ازاي تدخلي من غير ما اقولك، ثم انا مش بنتك واخواتي قوليلهم نايمه.
كوثر وقد استغربت منها فهي لم تعاملها بتلك الطريقه من قبل وقالت:
حاضر يا هانم بس غريبه أنك مش عايزه تشوفيهم مع أنك بتبقي فرحانه
نرميل:أوف...حاضر نازله
بعدما خرجت الدادا قالت نرمين:
أوف بقا كنت ناقصه مش كفايه عماله اقلد صوتها وحاطه باروكه وكمان لانسز،فوق دا كله اني اتخليت عن شكلي بسببها...بس مش مشكله الفلوس أهم...ههه
وخرجت من الغرفه متناسيه أنها تمثل العمي ويجب أن يساعدها احدهم.
نزلت اليهم وقابلتهم بطريقه سيئه وقالت لهم:
يا ريت متجوش هنا تاني...انا مش محتجاكم شوفو انا فين وانتم فين
ثم ذهبت،لم ينطق أي واحد منهم ونظروا لبعضهم بصدمه لتصرفها معهم وما صدر منها من كلمات جارحه...
آفاق علي دخول مريم والابتسامه علي وجهها
وتوجهت اليه
مريم:لسه زعلان يا مالك.
مالك:صعب قوي يا مريم الي حصل...عمرها ما حصل منها كده
مريم:مش عارفه يا مالك اقول ايه...بس يمكن نفسيتها تعباها
مالك:برضوا رسيل مهما كان ايه الي عندها لا يمكن تعمل كده...حاسس ان في حاجه غلط
مريم:طيب متفكرش كتير ويالا بينا علشان انت وعدتني هنخرج سوا...صح
ابتسم لها مالك وقام وخرج معها
دخل عمر إلي ادهم وجلس ولاحظ شرود ادهم والضيق الظاهر علي وجهه فسأله قائلا:
في ايه يا ادهم..مالك شكلك متضايق ليه كدا
ادهم بتنهيده:مش عارف مالي يا عمر جوايا احساس غريب..بجانب تصرفات رسيل الي مش عارف اتغيرت وكأنها حد تاني،كأني شايف نرمين مش رسيل
عمر:طيب ايه الي ملاحظه متغير عليها..
ادهم:هقولك...دايما بلاقيها ماسكه التليفون وبتكلم حد علي غير طبيعتها ولما سألتها قالت اخواتها
وهي اصلا اتكلمت مع اخواتها بطريقه وحشه ودا الي زاد شكي،وكمان بتتصرف وكأنها شايفه كل حاجه،حتي الصلاه مبشوفهاش بتصلي خالص
عمر:ادهم...أنت شاكك انها نرمين
ادهم:أيوه ..وفي نفس الوقت خايف أكون ظالمها.
وكمان انا عرفت ان رسيل الي حبيتها وشوفتها أول مره وكنت بدور عليها،واتجوزت نرمين وانا مفكرها هي
وخايف لو هي نرمين فعلا رسيل راحت فين؟! وايه هيكون حالها دلوقتي؟...انا حاسس بخنقه وديقه
عمر:ياه يا صحبي...حاجه صعبه فعلا
بس لو دي كانت نرمين فعلا...فين رسيل وكمان ايه الي خلاها تعمل كدا
ادهم:اكيد وراها حد كبير...وأنا ان شاء الله هعرفه
كانت ريتال في غرفتها تستعد لتجهيز نفسها لأن عمر في الخارج وجاء ليطلب يدها
كانت سعيده للغايه ها هو حبيبها التي دعت الله كثيرا ان يحبها ويكون نصيبها وها هو يتقدم لها
كانت تتخيل ما سيحدث عندما يعلم عمر أنها تلك التي قابلها مرتين ولم يتعرف عليها...
خرجت من الغرفه بخجل ورأسها منخفضه وجلست بعيدا عنه...
عندما دخلت تعجب منها فهي كانت ترتدي فستانا أزرق فاتح اللون علي غير عادتها فهي ترتدي دائما الوانا غامقه وملابس غير متناسقه..
ولكنه أراد بشده أن يري وجهها التي تخفيه عنه الان...
بعدما انتي الحديث عن الزواج وأراد عمر ان تتم الخطوبه مع كتب الكتاب في أسرع وقت
خرجوا جميعا وتركوهم معا لكي يتحدثون..
قام عمر وجلس علي مقربه منها وقال:
عمر:ارفعي وشك يا ريتال
رفعت ريتال وجهها فظهر علي وجه عمر الصدمه وقال:
انتي الي شوفتها مرتين ومعرفتهاش
ضحكت ريتال وقالت:ايوه...هههه.
بينما تفاجأت به يقول بعصبيه:مش انا قولتلك المره الي فاتت مشوفكيش مع ابن عمك تاني وابعدي عنه
وقفت ريتال وقالت بقوه وتحدي:
لا يا عمر ملكش اي حق أنك تبعدني عن رامي
رامي دا الصديق والسند لما بتعب بلاقيه
لما بكون مهمومه هو بيخرجني من همي وبيخليني اضحك
رامي اخو...
وكادت تكمل الي ان قاطعها قائلا بنفاذ صبر:
رامي...رامي...رامي مفيش غير رامي بتحبيه اوي كده...طيب أنا فين؟!
انا بحبك يا ريتال...بحبك عارف أنها جات متأخر بس بحبك وبغير عليكي قوي من ابن عمك كل مره أشوفك فيها بتكوني معاه
جلست ريتال وقالت والدموع في عينيها:
ياااه يا عمر متتصورش انا حلمت ودعيت ربنا أد ايه انو ييجي اليوم دا واسمعك بتقولي كدا
تعرف انا بحبك من اد ايه..من سنين يا عمر
ومتعرفش انا حسيت بإيه لما خطبت سالي دي
شعر عمر بالسعاده...أنها تحبه هو...ولا تحب ابن عمها
عمر بغيره:طيب ليه دايما بشوفك معاه وقريبه منه...
ريتال:علشان رامي أخويا في الرضاعه
عمر بفرحة:بجد...ومقولتليش ليه؟!
تعرفي انا عايز احضنك دلوقتي بس مش هينفع وهصبر لما نتجوز
ريتال بخجل:ومين قالك أننا هنتجوز دلوقتي
عمر بدهشه:يعني ايه؟...ازاي احنا مش هنتجوز دلوقتي وليه؟!
ريتال:يعني احنا مش هنتجوز دلوقتي...يعني كمان سنه...سنتين
عمر:بتقولي ايه سمعيني كدا تاني...سنه سنتين
طيب اعملي حسابك ان فرحنا بعد شهر يا ريتال وابقي اعطردي كدا
ريتال:اوف بقا...يعني مش هعرف اخد حقي منك
عمر بضحك:ههه لا مش هتعرفي...دا أنا عمر السيوفي
وقام وذهب بينما هي جالسه تفكر كيف تأخذ حقها منه...
بعد مرور يومين..
كانت نرمين في غرفه مكتب شهاب تبحث عن أوراق طلبها منها حاتم...
وأثناء بحثها رن هاتفها وكان حاتم فأجابت عليه بهمس:
ايوه يا حاتم باشا...
لا لسه ملقتش حاجه...
حاضر...حاضر
اغلقت الخط وتفاجأت بمن خلفها يقول:
ايه مش لاقيه حاجه هنا
انتابها الرعب وارتعشت يداها وقالت بصوت لم تستطع أن تقلد فيه صوت رسيل من شده خوفها:
انا...انا كنت...كنت.
اقترب منها ادهم وقال بعصبيه شديده:
كنتي ايه...كنتي عايزه تسرقي ملفات بابا شبه المره الي فاتت...ولا فاكراني مش واخد بالي أنك نرمين مش رسيل
انصدمت من معرفته بحقيقتها وكانت واقفه ترتعش من شده الخوف فهي بعد فعلتها الأولي أدخلها السجن ولكن أخرجها حاتم منه
حينها جلس ادهم بكل ثقه ووضع قدما فوق قدم.
وقال:
ايه مستغربه اني عرفت ازاي...صح
بس حلو اوي شغل الباروكه واللينسز وتقليد الصوت دا
مفكراني اهبل علشان مفرقش بينك وبين رسيل
انتي الفرق بينك وبينها زي الفرق بين السما والارض
حبيتي تقلديها معرفتيش...تعرفي ليه؟!
علشان طبعك فاضحك...مع أنكم جايبين واحده تشوف تصرفات رسيل وتراقبها علشان بعد كده
تعرفي تيجي مكانها وتمثلي أنك هيا
ها قولي مكان رسيل فين؟!ولا استعمل طرق تانيه؟
نرمين بخوف:هقول...بس احميني علشان لو عرف هيقتلني
ادهم بنفاذ صبر:انطقي هيا فين...
نرمين:...
كان محمود جالسا يراجع بعض الاوراق منشغل
البال بتصرف اخته فهي لا تفعل ذلك..
ولكنه آفاق علي وقوف جني امامه بخجل قائله:
هو انا ممكن اسألك علي حاجه في المنهج
محمود:انتي بتستأذني يا جني،أي حاجه عايزاها مني تيجي تطلبيها علطول
جلست جني بخجل فمنذ ان صارحها بحبه لها وهي تخجل منه وتشعر بالراحة والأمان بجانبه وايضا بدأ شعور غريب يتسلل اليها...
أخذ يشرح لها ما تريد معرفته وبعدما انتهي قال:
كدا كل حاجه وضحتلك...محتاجه حاجه تاني.
جني بإبتسامه:شكرا...بس هو انا ممكن أسألك سؤال
محمود:أولا مفيش شكر بنا علشان انتي مراتي ثانيا اسألي براحتك
جني:هو انا ممكن اعرف ليه شايفاك حزين من ساعه ما رجعت من عند اختك...
محمود بتنهيده وحكي لها ما حدث...
جني وقد ربطت علي يده وقالت:
اكيد في حاجه عندها او سبب خاص بيها علشان تتصرف بالشكل دا
محمود:مش عارف بس دي مش اختي.
ثم نظر إليها والي يدها التي تضعها علي يده
بينما هي عندما لاحظت نظراته أرادت أن تسحب يدها الا انه تمسك بها وقال:
سبيها في ايدي يا جني مش كفايه أنك بتبعدي عني ومش مصدق أنك معايا وبتكلميني وبتبتسمي كمان
جني:علشان احمد جالي في المنام وكلمني كتير وقالي أعيش حياتي،انا مش هنكر اني لسه حزينه علي فراقه بس بحاول اتعايش
محمود:الحمد لله،وربنا يرحمه...عقبال ما تتعايشي معايا وتحبيني زي ما انا بحبك
هنا نهضت جني وذهبت مسرعة الي غرفتها يصاحبها احمرار وجهها..
كانت مريم في المطبخ تقوم بإعداد الطعام بكل حب لمالك وبعدما انتهت وجدت مالك يستند علي باب المطبخ ينظر لها بسعاده وحب...
مريم:واقف عندك ليه يا مالك...انا خلصت وهحط الأكل علي السفره
اقترب منها مالك واحتضنها وقبلها علي جبهتها ثم ابتعد قائلا:
بحبك يا روح مالك
مريم:أنا كمان بحبك اوي...يالا بقي علشان نأكل
وضعت الأطباق علي السفره وبدأوا في تناول الطعام الي ان تفاجأت بمالك يسعل ويقول:
مايه يا مريم بسرعه
أحضرت مريم كوب من الماء بلهفه وتناوله مالك
مريم:انت كويس يا مالك
مالك:الحمد لله..
مريم بإبتسامه:طيب ايه رأيك في السمك الي عملته
مالك نظر إلي الطبق ثم الي ابتسامه مريم وقال:
جميل يا حبيبتي،بس انتي مش بتاكلي منه ليه
مريم:مش بحبه يا مالك انا عملته مخصوص ليك
مالك بإبتسامه:تسلم إيدك...
مريم:طيب مش هتكمل اكل
مالك:اه طبعا هكمل بس مش هاكل كتير علشان معدتي
بعدما انتهي قام بسرعه علي المرحاض بينما استعجبت مريم وقامت بتذوق الطعام فسعلت منه وقالت:
دا مليان ملح وشاطه كتير...ازاي قدر ياكله
خرج مالك فوجدها تنظر إليه بدموع فأسرع واقترب منها...
مالك:مالك يا مريم
مريم:انت ليه مش قولتيلي ان الأكل فيه شطه وملح كتير
مالك:يا مريم أنا مش يهمني طعمه علي قد ما يهمني أنك عملتيه بكل حب ليا بالرغم أنك مكنتيش بتدخلي المطبخ اصلا قبل الجواز
احتضنته مريم قائله:علشانك اعمل أي حاجه
في الغرفه كانت تجلس رسيل تصلي وتدعوا الله وبعدما انتهت تفاجأت بمن يقول:
حضري نفسك علشان نهايتك قربت
رسيل:وانا مش خايفه من الموت،ربنا قادر علي كل شيء
خرج حاتم من الغرفه وعلي وجهه الضيق
أخبرت نرمين ادهم بالمكان الذي اخطتفت فيه رسيل وأخبرها بما يجب عليها ان تفعله...
اخذها معه الي ذلك المكان بعدما اخبر عمر لكي يحضر الشرطه...
وصلت نرمين ودخلت الي القصر وتفاجأ بها حاتم واتجه إليها قائلا:
انتي غبيه جيتي ازاي هنا وليه؟!
نرمين بتردد:أصل...اصل انا جبت الملفات الي انت عايزها
حاتم:كويس...بس مش من شويه قولتيلي أنك مش لاقياها وكونتي خليتي البنت الي بتشتغل هناك معانا تبعته بدل ما تيجي ثم انك عرفتي تخرجي ازاي من هناك
نرمين:قولت لادهم اني عايزه أروح الدار وهو وصلني ومشي ومن بعدها أخدت تاكسي وجيت
حاتم:تمام...هاتي الورق الي انتي بتقولي عليه
أعطته نرمين الورق المزيف الذي في يديها بإرتعاش،ففتحه وأخذ يقلب فيه ثم قال بعصبيه:
ايه الي انتي جايباه دا انتي...
ولم يكمل لأنه تفاجأ بأدهم يدخل عليه ويقول:
جايبه ورق ملهوش لازمه صح
كان علي وجه حاتم الصدمه وقال:
أنت ازاي دخلت وعديت علي الحراس
ادهم:هههه عملت الواجب معاهم،ثم اضاف:
فين رسيل يا حاتم يا نعمان
حاتم:اه...أنت عايزها...
ثم نادي علي احدهم لكي تحضرها واوقفتها بجانب حاتم
عندما احضرتها نظر إليها ادهم بإشتياق،لهفه،حب وحزن لما اصابها فقد كانت هزيله وعلي وجهها كدمه
أحست رسيل بأنه موجود حولها وقالت بإبتسامه:
ادهم انت هنا
غلي الدم في عروقه واتجه ناحيه حاتم يهم بضربه الي ان تفاجأ ادهم بإخراج حاتم المسدس وتصويبه ناحيه رسيل
حاتم:هتتحرك خطوه واحده هفجر دماغها.
وفي تلك اللحظه تدخلت الشرطه واستغل ادهم ذلك واتجه مسرعا إليه وأخذ يحاول أن يأخذ المسدس منه وهو يصوب في عده اتجاهات ناحيه رسيل ونرمين وأماكن اخري ولكن أثناء محاولته ضغط حاتم علي المسدس واستقرت الرصاصه في...
وبعد قليل من زمن الاطلاق صاح ادهم:رسييييل
ثم ترك حاتم للشرطه تمسك به، أما هو فهرول الي رسيل ليس لأنها من اصابتها الرصاصه بل لأنها عندما سمعت صوت إطلاق النار تملكها الخوف علي تصورها ان تلك الرصاصة قد أصيب بها ادهم ولكن لا تعلم ان رصاصه الغدر قد أصيبت بها نرمين فذلك جزائها...
عندما سمعت ذلك الصوت تحركت بإندفاع من مكانها غير عابئه بأنها لا تري اي شيء ولكنها إتبعت خوف قلبها علي من احبته،
فلم تنتبه لذلك الشيء امامها فتعرقلت وسقطت علي الأرض مغمي عليها بعدما تلقت رأسها ضربه قويه...
ادهم بعدما توجه اليها ويحاول ان يوقظها وهو يقول بخوف شديد عليها:
رسيل حبيبتي قومي...ليه بس اتحركتي من مكانك.
ثم صاح بصوت عالي:اطلبوا الاسعاف بسرعه
وبالفعل حضرت الإسعاف وذهب بها الي مستشفي الصياد ودخلت الي غرفه الفحص ورفض ادهم الدخول فهو الآن ليس في حاله جيده..
علم كلا من محمود ومالك ما حدث فقد أخبرهم عمر لأن ادهم قال له ذلك فتوجهوا سريعا واحضروا معهم جني ومريم...
كان ادهم يبدوا عليه القلق والخوف علي رسيل فهو أدرك الآن انه يحبها بل يعشقها..
خرجت الطبيبه من الغرفه واتجه الجميع اليها يسالونها عن حاله رسيل فأجاب قائلا:
الحمد لله هي كويسه...الخبطه كانت قويه شويه وأدت الي حدوث إغماء وعلشان مكانتش بتاكل دا خلاها متفوقش في ساعتها...اطمنوا هتفوق ان شاء الله كمان شويه
انصرفت الطبيبه وتهللت اساريرهم بالفرحه ودخلو لكي يطمأنوا عليها
كانت ممدده علي السرير وما زالت فاقده للوعي وكان الجميع ينظر اليها...
تململت وقامت بفتح عيناها...شعرت رسيل بشيء من الديق في عينيها فظهر علي وجهها الانزعاج ثم قالت:
ادهم..أنت فين...أنت كويس.
اقترب منها ادهم وربط علي يدها قائلا:
اهدي يا حبيبتي...انا بخير
رسيل:الحمد لله...بس الرصاصه جات في مين؟!
ادهم:جات في نرمين وماتت وحاتم اتقبض عليه
رسيل:لا حول ولا قوه إلا بالله...انا لله وانا إليه راجعون
اخبروا الطبيبه لكي تأتي إليها وتكشف عليها.
وعندما حضرت وفحصتها واحضروا طبيب للعيون لأنها اخبرتهم بما شعرت به أول ما افاقت
أخبرتهم الطبيبه بأنها بصحه جيده الآن،وبالنسبه لعيناها اخبرهم طبيب العيون بأن تلك الضربة علي رأسها ساعدتها فالآن تقدر ان تقوم بإجراء العمليه
واخبرهم بأن نسبه نجاحها كبيره
شعر الجميع بالسعاده لها واستبشروا الخير وسلموا عليها جميعا وبعدها تركوها هي وادهم
اقترب ادهم منها وهو ينظر إليها بحب ثم قال وانتبهت مسامع رسيل لذلك:
تعرفي يا رسيل انا كنت خايف اوي عليكي
رسيل بسعاده:بجد
ادهم:ايوه...مكنتش أتخيل اني ممكن أعيش من غيرك..الأيام الي فاتو كنت حاسس بخنقه وديقه وعرفت السبب دلوقتي
رسيل:ايه هو؟
ادهم:أنك مكنتيش معايا...كان اودامي شبيهتك بالشكل...لكن قدرت أميز بينكم
كنت في الأول شاكك بس بعدها اتأكدت...علشان قلبي هو الي دلني...
أحاط وجهها بيديه وقال:أنا بحبك...لا بحبك ايه انا بعشقك يا رسيل
رسيل:أنا كمان بحبك قوي يا ادهم
ثم رفعت يداها وبدأت تتحسس وجهه وقالت بدموع:
نفسي أشوفك يا ادهم...دي امنيتي دلوقتي
احتضنها ادهم بحب وحنان قائلا لها:
ان شاء الله هتعملي العمليه وهتنجح وهتشوفيني...خلي املك في ربنا كبير.
رسيل:ونعم بالله...عندي أمل كبير يا ادهم علشان ربنا كبير،حتي لو قدر ربنا اني مشوفش
هقول الحمد لله علشان هو عارف الخير ليا فين
تعرف انا قعدت أربع سنين في ظلمه مش بشوف فيها...كان في الأول صعب عليا بس الحمد لله عرفت اتأقلم علي وضعي
عرفت ساعتها ان نعمه البصر نعمه كبيره لازم نحافظ عليها،بس للاسف محدش مقدر النعمه دي...ربنا عطانا نعم كتيره وكل نعمه هنتحاسب عليها وازاي احنا اهملنا فيها او استخدمناها بطريقه غلط
ادهم:عندك حق يا رسيل...يا ريت الكل شبهك كدا
ثم قبلها علي جبهتها وقال:
ارتاحي دلوقتي ونامي
وبالفعل استسلمت للنوم بسرعه بينما هو ظل ينظر إليها بحب وحمد الله كثير علي انه أعطي له زوجه مثلها
بعد مرور شهر
تم فيها إجراء العمليه لرسيل وبفضل الله استعادت بصرها وسعد ادهم كثيرا وكذلك مالك ومحمود والجميع ايضا...
وتمت خلالها خطبه وكتب كتاب عمر وريتال
في شقه محمود كانت جني واقفه مع مريم في المطبخ تعلمها طرق تحضير بعض الاكلات
كانو يتحدثون ويمزحون معا فقد نشأت بينهم صداقه قويه وانضم إليهم رسيل وريتال...
وأثناء ذلك رن جرس الباب فذهبت مريم لتفتح الباب...
وعندما فتحته تفاجأت بمن يكمم فمها ويسحبها الي الخارج وحملها وهبط بها..
خرجت جني من المطبخ لتعلم من جاء ولكنها تفاجأت بأن الباب مفتوح فأسرعت إليه وبتوفيق من الله رأت من يحمل مريم وهي مغمي عليها
فأخذت تطلق صرخات وتستنجد بأحد لكي ينقز مريم وكان مالك ومحمود يهمان بالدخول الي العماره وسمعا صراخ جني من الأسفل فانتابهم الخوف واسرعوا الي الداخل فرأوا ذلك المشهد.
فغلي الدم في عروق مالك واتجه ناحيه ذلك الشخص قبل أن يهم بالهروب بعدما ترك مريم ليهرب خوفا من أن يمسكه أحد
فأتجه إليه وبكل غضب أخذ يكيل إليه الضربات واللكمات وبعدها اخذته الاهالي وذهب محمود معهم وسلمه الي الشرطه
أسرع مالك الي مريم وحملها وذهب بها حيث شقتهم ووضعها علي الفراش وأخذ يتفحصها جيدا واطمأن قلبه بأنها بخير وحمد الله بالاضافه الي خبر اسعده كثيرا
بعد قليل افاقت مريم وأطلقت صرخه ففزع مالك واتجه نحوها بقلق.
مالك:اهدي يا مريم...الحمد لله محصلش حاجه
انتي معايا...متخافيش
احتضنته مريم قائله بدموع:أنا كنت خايفه قوي
مالك:انتي مكنتيش متخيله انا كان هيجرالي ايه لو حصلكوا حاجه
مريم:الحمد لله...بس ايه حيحصلكوا دي...أنت ليه جمعتني
مالك وقد وضع يده علي بطنها وقال:علشان انتو اتنين مش واحد..انتي وهو او هي
مريم بسعاده:بجد...يعني أنا حامل
أجاب مالك بإماءه من رأسه...
مريم وهي تحتضنه:بحبك يا مالك
مالك:وانا كمان بموت فيكي
عند جني بعدما دخلت الي شقتها جلست تبكي وترتعش من الخوف منتظره قدوم محمود... وبعد نصف ساعه دخل محمود فانطلقت تجاهه واحتضنته بخوف تستمد منه الأمان
اخذها محمود وهي مازالت في احضانه واجلسها وأخذ يهدأها ويقول:
اهدي يا جني...الحمد لله مريم بخير
جني ببكاء:أنا خوفت عليها خالص،بس ليه عايزين يخطفوها
محمود بتنهيده:المقصود مكانش مريم يا جني كان جي يخطفك انتي
خرجت جني من احضانه وقالت بصدمه:أنا
محمود:للاسف عمك وابن عمك هما الي باعتينه علشان يخطفوكي انتي
وهو اعترف بكده وهيستدعوا عمك وابنه علشان التحقيقات واكيد هيتحبسوا...
جني بدموع:يعني كانوا عايزين يخطفوني انا وكانوا هيخدوا مريم بالغلط
محمود وهو يزيل دموعها:خلاص يا جني..الحمد لله ربنا سترها
جني:الحمد لله
ثم أضافت بخجل:محمود..انا...انا عايزه اقولك حاجه
محمود:قولي يا جني
جني:أنا بحبك...بحبك قوي
محمود:بتقولي ايه؟...قولي كدا تاني..
جني بخجل:لا مش قايلاها تاني...أنت سمعتها
محمود:لا قوليها تاني...علشان خاطري
جني:بحبك يا محمود
محمود:ياااه...أخيرا يا جني...وأنا كمان بموت فيكي
جاء موعد زفاف عمر وريتال وكانو في قمه سعادتهم وحضر ادهم ورسيل والجميع وقاموا بتهنأتهم...
كانت ريتال جالسه بجانب عمر يتحدثان...
عمر:بحبك يا ريري
ريتال:وانا كمان
عمر:ايوه وانتي كمان ايه؟
ريتال:وانا كمان بحبك
وأثناء حديثهم جاء رامي وسلم علي عمر أولا ثم اتجه الي ريتال التي كانت سعيده بوجوده وقام رامي بإحتضانها أمام عمر الذي غلي الدم في عروقه...
رامي:ألف مبروك يا ريري...هتوحشيني والله
ريتال:الله يبارك فيك يا رامي...عقبالك
بينما تدخل عمر بنفاذ صبر قائلا:تحبو اجيبلكوا اتنين لمون
رامي:أختي يا جدع في ايه؟!
عمر وقد كور قبضه يده:امم...تحب اباركلك انا
وأديك بوكس يسلم عليك
رامي بخوف:لا...ليه الطيب احسن
ثم التفت الي ريتال وقال:سلام يا ريري ثم فر هاربا
ضحكت ريتال عليهم وشعرت بالسعاده لغيره عمر...
انتهي الزفاف وتوجهوا حيث بيتهم..
وعندما وصلوا دخلت ريتال سريعا الي الغرفه بعدما فتح عمر الباب...
اندهش عمر من تصرفها واتجه إليها وحاول فتح الباب الا انه تفاجأ بأنه مغلق
أخذ يطرق علي الباب ويقول:
افتحي يا ريتال
ريتال من الداخل:لا مش فاتحه ونام بره
عمر:طيب ليه بتعملي كدا
ريتال:باخد حقي منك
عمر:بتاخدي حقك...مش كفايه أنك مخلتنيش احضنك ولا حتي امسك ايدك طول فتره خطوبتنا مع أننا كاتبين كتبنا.
ريتال:برده مش فاتحه...ونام بره
عمر بتوعد:ماشي يا ريتال
واتجه ناحيه الاريكه وجلس عليها يتأفف
بعد منتصف الليل شعرت ريتال بالجوع فقررت أن تخرج وبالفعل خرجت وتسللت الي المطبخ
وحمدت ربها أن عمر ليس بالخارج...
دخلت المطبخ وأخرجت شيئا لتأكله وأثناء ذلك تفاجأت بعمر يقول:
الأكل عجبك يا روحي
ريتال بخوف:أنا..انا
وكادت تهرب إلا انه امسك بها...
عمر:رايحه فين...انتي ليلتك سوده علي الي عملتيه
ثم قام بحملها وهي تصرخ وتقول:
نزلني يا عمر..نزلنننننني
بعد مرور عده اشهر...
اجتمع الجميع في قصر ادهم وبالتحديد في جنينه القصر يتمازحون ويتناقشون في عده امور...
كانت كلا من جني وريتال ورسيل ومريم يقومون بإعداد الطعام...
جني:إلا قولوليلي يا مريم انتي في الشهر الكام
مريم:في الشهر الخامس
رسيل:بس كأنك في السابع يا بنتي
ريتال:اه...عندك حق
مريم:اسكتي...مش كفايه اخوكي الي في الرايحه والجايه عمال يقولي يا بطيخه
ضحك الجميع بينما قالت مريم:
بتضحكوا علي ايه؟...كلها شهور وتبقوا بطيخات شبهي كدا وانا ارجع ذي ما كنت وابقي اغيظكم.
نظر رسيل وجني وريتال الي بعضهم البعض فهم جميعا حوامل في الشهور الأولي ولم يظهر عليهم الحمل بعد،ثم أطلقوا بعدها ضحكاتهم...
دخل ادهم عليهم ليخبرهم بأن يستعجلوا في تجهيزهم للطعام؛فأخبروهم أنهم انتهو ثم خرج الجميع ولم يتبقي سوي ادهم ورسيل
اقترب ادهم من رسيل بحب وقام بتقبيل جبهتها ثم عينيها وابتعد وقال:
الحمد لله...متتخيليش اني فرحان قد ايه أنك شايفاني بعيونك الحلوين دول
ابتسمت رسيل وقالت:أنا الي بحمد ربنا انه رزقني بيك...وأنه رجعلي نور عنيا علشان اشوفك دايما جنبي
ادهم وهو ينظر إلي عينيها:عيناك موج...فيهما ابحر
ونبض قلبي يلقي على مسامعك مدي حبي وشوقي
أحبك يا نبض قلبي.