رواية عمياء في يد الصياد للكاتبة إسراء سمير الفصل السابع
بينما ريتال واقفه بمفردها تهبط دموعها بصمت إلا أنها تفاجأت بمن يضع يده أسفل نظارتها ويخبئ عيونها
حينها ابتسمت وعلمت من هو وقالت بسعاده:
رامي
رامي:بنت الايه...عرفتيني منين
ريتال:مفيش غيرك بيعملها معايا
واحتضنته وازداد بكاؤها،فهي كانت في الحاجة اليه بشده واحتضنها أيضا قائلا:
بتعيطي عشانه يا ريري...هو خلاص ارتبط بوحده غيرك...انسيه يا حبيبتي...وبعدين هو دا حمدلله علي السلامه يا رامي يا حبيبي.
ابتعدت رتيل عنه وقالت:أنا اصلا مخصماك
رامي:ليه بس كده؟!
ريتال:علشان رجعت من السفر ومقولتليش...هه
والتفتت واعطته ظهرها، بينما هو ذهب ووقف امامها وكاد ان يبرر فعلته ولكن قاطعه صوت عمر قائلا بحده فهو قد رآها تحتضن هذا الشخص من بعيد:
مين دا يا ريتال،وبعدين بتعيطي ليه؟هو عملك حاجه؟
اتسعت أعين ريتال من الدهشه لوجوده ولم تنطق بينما تحدث رامي بدلا منها:
انا ابن عمها..حضرتك مين؟!
عمر:ابن خالتها،وبعدين انت ازاي تحضنها كده وبعدين هي بتعيط بسببك صح
توجه رامي ناحيه ريتال واحاطها باحدي ازرعه وقال:
لا هي مبتعيطش بسببي...بتعيط علشان بس مقولتلهاش اني راجع من السفر انهارضه
كان عمر يستشيط غيظا منه ولا يعرف لماذا؟ ولكنه برر لنفسه أنها أخته ويخاف عليها ويجب أن ينصحها فهي لا يجب أن تدعه يفعل ذلك معها حتي ولو كان ابن عمها...
عمر بحده وبغيره لا يعرف سببها:شيل إيدك من عليها...أنت ازاي تحط إيدك عليها حتي لو كنت ابن عمها
كادت ريتال ان تخبره انه اخيها في الرضاعه
ريتال:دا...
ولكن شدد رامي عليها وقال:
قريبتي وحبيبتي واعمل الي انا عوزه
عمر بحنق:حبيبتك
وتركهم وذهب وهو غاضبا لا يعرف لما ذلك الشعور،
بينما ابتسم رامي...
أزالت ريتال يد رامي بعنف وقالت:
عجبك الي حصل دا...يقول عليا ايه دلوقتي
امسك رامي وجنتيها وأخذ يهز رأسها ويقول:
يقول الي يقوله انتي أختي وملهوش عندي حاجه.
في تلك اللحظه التفت اليهم عمر وجدهم علي هذا الحال فإزداد غضبه وذهب سريعا
ريتال:اوعي يا رامي..انا لسه زعلانه منك
رامي:يا ريري...والله أنا لسه جي من السفر وكنت عاملك مفاجأه وروحت البيت ملقتش حد واتصلت علي مامتك قالتلي أنك هنا قولت أجي أسلم عليكي...أصلك وحشاني
ابتسمت ريتال وقالت: خلاص عفونا عنك علشان انت كمان وحشتني وكنت محتجالك أوي
رامي:وانا هفضل جنبك علطول...ايه رأيك أخدك وناكل آيس كريم
ريتال بفرحه:بجد...وحشتني خروجاتنا بتاعه زمان
اخذها رامي من يدها وخرجا معا...
كل هذا وعمر يراقبهم من بعيد وازداد غضبه عندما ذهبت معه ولم تأتي إليه حتي تخبره عن مغادرتها.
في القصر
بعدما عرفتها كوثر علي كل ما تحتاجه وأماكن الاشياء...حفظت رسيل اماكن بعض الاشياء
وتوضأت وفردت سجاده الصلاه وبدأت صلاتها واثناء ذلك دخل ادهم الغرفه ليخبرها حتي تنزل ليراها والده بعدما اخبره بالشبه بينها وبين نرمين حتي لا ينصدم...
وعندما دخل عليها وجدها تصلي فعلم أن هناك اختلاف كبير بينها وبين نرمين فهو لم يراها تصلي قط...
بعدما انتهت من صلاتها سمعته يقول:
هتنزلي معايا دلوقتي علشان بابا عايز يشوفك.
هزت رأسها بالموافقه وقامت من مكانها واقترب منها وأمسك يدها ليساعدها...
عندما تلامست ايديهما شعر كل منهم بشعور مختلف ولكن سرعان ما أنكر ادهم ذلك الشعور بينما هي استسلمت لذلك الشعور وسارت بجانبه حتي انزلها من علي الدرج واتجه ناحيه والده...
كان شريف يجلس منتظرا زوجه ابنه وابنه صديقه الذي لم يسامح نفسه علي ما فعله به...
عندما رآها قام واتجه إليها...لا ينكر دهشته من الشبه ولكن من يدقق النظر يلاحظ أن هناك إختلاف في لون العين وكذلك الطيبه التي تظهر عليها...
اتجه اليها شريف وقال:أهلا وسهلا نورتي القصر.
رسيل بخجل:شكرا لحضرتك
شريف:حضرتك ايه بقا..قوليلي بابا...مش أنا زي بابا ولا ايه؟!
رسيل وقد تجمعت في مقلتيها الدموع وقالت:حاضر يا...
شريف:يا ايه؟!
رسيل وقد شعرت بالراحه تجاهه وقالت:يا بابا
وأخذ يتحدثان ويمزحان سويا...كل هذا وادهم يشعر بالضيق لا يعرف السبب؟!...
عند جني قررت ان تخبر اخيها بما حدث رغم أنها لا تريد ذلك ولكن تشعر بالخوف وخافت ان يكون ابن عمها مازال يتربص لها بالخارج لذلك اتصلت عليه...
جني:أحمد ممكن تيجي تاخدني من الكليه
احمد:مالك يا جني في حاجه حصلت،أول مره تطلبي مني اني اوصلك
جني بإرتباك:أصل...وحكت له ماحدث وتهديد ابن عمها المتكرر...
أحمد بغضب:أنا هوريه ازاي يعمل كدا...وبعدين ازاي متقوليش ليا
جني بترجي:بالله عليك تبعد عنه،انا مكنتش عايز اقولك علشان كدا
ثم أضافت ببكاء:علشان خاطري يا أحمد انا مليش غيرك بعد ربنا.
هدأ احمد وقال:خلاص يا جني اهدي...مش هعمل حاجه وخليكي عندك مسافه السكه بإذن الله واجيلك..مع السلامه
وبعد فتره وصل احمد واخذها وذهبوا،وأثناء ذلك كان يخرج محمود وعندما رآها فكر لبعض الوقت وقد قرر ان يتخذ امرا ما...
أما عند مالك ومريم
كانت مريم جالسه أمام التلفاز تشعر بالملل وتقلب في قنوات التليفزيون فلا يوجد به شيء، فجاء في خاطرها شيء مجنون...
ترددت قليلا في أول الأمر ولكنها قررت أن تنفز فكرتها المجنونه او بالاصح ذلك المقلب...
أحضرت من المطبخ عود ثقاب واحضرت ورقه وتسللت الي غرفه مالك حيث وجدته مستغرقا في نومه...
أشعلت الورقه بالقرب منه وانتظرت صعود الدخان والرائحة وبعدها اطفأتها
ثم اتجهت اليه وصرخت في اذنه:
مالك...اصحي البيت بيولع
قام مالك مفزوعا وجري الي الخارج وأخذ يبحث في كل كل مكان ولم يجد شيئا، ولكنه سمع صوت ضحكاتها الطفوليه تخرج منها
هنا ايقن أنها فعلت فيه مقلب فأراد ان يضايقها
أخذ في الاقتراب منها وقد رسم علي وجه علامات الغضب ببراعه،بينما هي مازالت تضحك ولكن توقفت عندما وجدته يقترب منها حتي حاصرها بين يديه وعلي وجه علامات الغضب فأبتلعت ريقها بصعوبه ولمعت الدموع في عينيها وقالت بصوت أقرب للبكاء:
اسفه مش هعمل كدا تاني.
بينما هو رفع يده الي الاعلي وهو يهم بضربها فأزاحت وجهها في الناحيه الاخري واغمضت عيناها بشده وخوف...
ولكنها تفاجأت به يقرصها من احدي وجنتيها ويضحك بشده ويقول:
دا علشان قومتيني مخضوض وانا ذي الاهبل بدور علي الحريق فين
وابتعد عنها وتركها ودخل الي الغرفه وهو مازال يضحك
بينما هي ابتسمت بهيام ولكن سرعان ما تبدلت تلك الابتسامه بأخري تدل علي أنها ستكرر فعلتها مره اخري...
عندما كانت رسيل تجلس مع شريف وادهم جاء أحد الخدم واخبرهم بوجود شخص يدعي محمود في الخارج يريد أن يري رسيل فاخبره شريف بأن يسمحوا له بالدخول،
عندما سمعت ذلك قامت من مكانها وظهر علي وجهها السعاده وبلا وعي منها تحركت من مكانها ولم تنتبه وكادت ان تسقط...إلا أن يدا لحقتها ألا وهي... يد ادهم
أخذ ينظر إليها ويري احمرار وجهها من الخجل...بالطبع عيناها لم تكن عليه ولكنه شعر بشعور غريب قد تناسي في تلك اللحظه ذلك الشبه بينها وبين نرمين...فقط راوضه ذلك الشعور الذي أحس به عندما رأي نرمين أول مره...فداهمته تلك الذكري...
فلاش باك منذ خمس سنوات...
كان ادهم مستقلا سيارته حيث كان في طريقه الي المستشفي وأثناء ذلك توقف بسيارته عندما سلبت تلك الحوريه انتباهه...
كانت فتاه جميله ترتدي حجابا وفستانا واسعا ممسكه بيد طفل صغير يبدوا انه أصيب بعجز ما وهي بكل انسانيه تساعده في عبور الطريق
ظل ذلك المشهد في ذهنه وأخذ يبحث عن تلك الفتاه وجمعه القدر بعد ذلك بنرمين،
عندما التقي بها كانت لا ترتدي حجاب وايضا كانت ترتدي ملابس ضيقة ولكنه أعرض عن ذلك ظنا منه أنها قررت التخلي عنه،وبدون تردد تزوجها...
آفاق من شروده علي دخول محمود وهو يلقي عليهم السلام،وترك رسيل له واتجاهها نحو محمود بسعاده
أحس ادهم حين تركته بالفراغ والوحده وكأنهم كانوا متحدين معا وهي انفصلت عنه...
رأها تهرول الي أخيها وتحتضنه بسعاده غير عابئه بألم قدمها،وأحس ادهم حينها بالغيرة
رسيل وهي تحتضن محمود:
وحشتني يا محمود،عامل ايه...اومال فين مالك
ضحك محمود واخرجها من احضانه وقال:
انتي كمان وحشتيني،أما عن مالك هو كمان عريس يا ستي واكيد هيجيلك بعدين
توجه إليهم ادهم محاولا السيطره علي غيرته التي لا يعرف لها سبب:
إزيك يا محمود...تعالي اتفضل اقعد
توجه محمود مصطحبا رسيل حيث الاريكه وسلم أيضا علي شريف،وبعدها قام أدهم وشريف ليتركوها مع محمود
واخذا يتحدثان وقد أخبرها بشيء مما جعلها تشعر بالسعاده
بعد مرور بضعه ايام...
ذهب مالك ومريم الي المستشفي،كانت مريم سعيده ليس فقط لأنها ستري ادهم بل أيضا لأنها بجوار مالك...لم تكن تظن أنها ستنجذب إليه بتلك السرعه،وأن قلبها سيعلن استسلامه في القريب العاجل...
دخلت مريم المستشفي وهي بجانب مالك متجهين الي مكتب ادهم،وعندما وصلوا اطرقوا الباب واذن لهم ادهم...
عندما دخلت مريم قالت بسعاده وهي تتجه إليه وتحتضنه:
وحشتني أوي يا دومي..
قام ادهم بضربها بخفه علي رأسها وقال:
مش هتبطلي دلعك دا بقا...
بينما شعر مالك ببعض الغيره لكونها تدلع اخيها،
واتجه إلي ادهم وسلم عليه...
وبعدما انتهوا أخبر ادهم مالك بالمجئ معه هو ومريم بعد الدوام الي القصر ليتناول معه الغداء
وافق مالك ولأنه سيري اخته رسيل
انتهو من عملهم وذهبوا الي القصر وكانت رسيل تنتظر مالك بسعاده...
عندما دخل كان يبحث بنظره عن اخته وعندما وجدها تجلس يبدوا عليها أنها تنتظره فاتجه إليها وقال:رورو
أما هي عندما سمعت صوته قامت من مكانها واتجت إليه بسعاده وهي تقول:
مالك...انت فين
اتجه إليها واحتضنها وهي أيضا
كل هذا أمام ادهم ومريم اللذان شعرا ببعض الغيره.
مالك بعدما جلسوا:عامله ايه يا رورو...اكيد وحشتك وحشك اكتر دمي الخفيف...صح
ضحكت رسيل ولاحظ ادهم ضحكتها،وبعد ذلك أخذ مالك يمازح رسيل كعادته
وبعد ذلك قاموا ليتناولو الغداء وقد حضر شريف وسلمت عليه مريم بأشتياق وبعد ذلك ذهب مالك ومريم ولأنهم اتفقوا علي ان يختاروا الاثاث لشقتهم
عند جني كانت جالسه في حجرتها تراجع دروسها الي ان قاطعها دخول احمد عليها...
جلس احمد بجوارها واخذها في احضانه دون أن يتكلم
بينما هي تعجبت من تصرفه وخرجت من احضانه قائله:
أحمد...مالك فيك ايه؟!..
احمد:مش عارف يا جني،بس عايز اقؤلك خدي بالك من نفسك...انا مش هعيشلك علطول
عارف الي حصل انتي مكنتيش عايزاه وانا ارغمتك علي كده...بس دا علشان مصلحتك
وسامحيني إذا قصرت معاكي او مكنتش ليكي الأخ الي بتتمنيه...
كانت جني تسمعه وتبكي الي ان انتهي من حديثه فقالت وعيناها تفيض بالدموع:
ليه بتقول كدا يا احمد،والي حصل انا رضيت بيه ودا قدري
ومتقولش كدا تاني انت احسن أخ في دنيا وانا بفتخر بأنك أخويا...ربنا يخليك ليا
ثم احتضنته وما زالت تبكي ولا تعرف السبب
أما هو فلا يعرف لما قال لها ذلك؟!...
عند ريتال كانت جالسه في غرفتها...دخلت عليها والدتها وهي تقول:
ريتال قومي البسي وخدي الحاجات دي ووديها لخالتك
أرادت ريتال ان ترفض فهي لا تريد ان تري عمر ولكنها لا تستطيع أن ترفض لوالدتها اي طلب
قامت وارتدت ملابسها واخذت الأشياء التي يجب أن تعطيها لخالتها وخرجت من بيتها
عندما نزلت من البيت وجدت رامي يترجل من سيارته وعندما لاحظها اتجه إليها...
رامي:رايحه فين يا ريري؟!وانتي شايله الحاجات دي !..
ريتال بتنهيده:رايحه لخالتو
رامي:عند عمر..
أجابت بإماءه من رأسها
رامي:طيب تعالي اوصلك بدل ما تروحي مواصلات
ريتال:ماشي،بس تعرف يا رامي انا مش عايزه أشوف عمر هناك...وبصبر نفسي وأقول انه اكيد في الشغل دلوقتي...
رامي:ان شاء الله يكون مش موجود
ركبت السياره وانطلقت معه حيث خالتها
وصلت الي بيت خالتها وصعدت الي الشقه واطرقت الباب ولا تعرف لما دق قلبها بعنف
وفجأة فتح الباب وكان عمر من فتح لها وكأن ما تمنته ذهب بعيدا...
أما هو فعندما رأها لا يعرف لما شعر بالسعادة ذلك الشعور لا يشعر به مع خطيبته؟!..
عمر بسعاده يحاول أن يخفيها:ريتال...اتفضلي
ريتال:شكرا...بس ممكن تقولي خالتو فين؟
عمر:ماما في المطبخ
دخلت وسلمت علي خالتها واعطتها الأشياء واستأذنت لترحل وعند خروجها من المطبخ لم تنتبه واصطدمت بشخص وكانت سالي...
ريتال:اسفه مكونتش قاصده
سالي بوقاحه:ايه مش شايفه...ولا اقؤلك تشوفي ازاي بكعجب الكوبايه الي انتي لبساه
وبالمرة روحي شوفي منظرك في المرايه بلبسك دا..انتي واحده جاهله بالموضه والاناقه.
تحاملت ريتال علي نفسها ولم تضعف ولم تظهر تأثير كلماتها عليها حتي لا تكون ضعيفه وردت بكل ثقه:
شكرا لزوقك..أحب اقولك انا اه مبعرفش في موضه ولا غيره...بس الحمد لله عندي أخلاق ودين
الدين الي حضرتك جاهله فيه...لو تعرفي دينك مكونتيش قولتيلي الكلام دا علشان ربنا قال في القرأن الكريم:
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ.
عايزه اقؤلك الجاهل الحقيقي هو الي ميعرفش دينه بيأمروا بأيه وبينهيه عن ايه،كمان الإنسان عمره مكان بشكله،اه حضرتك بسم الله ما شاء الله جميله بس للاسف مش محافظه علي الجمال دا
كل هذا وعمر يسمع ويشاهد واعجبه تصرف ريتال واعجبه أيضا حديثها واسلوبها وثقتها...
أما سالي فلم تقدر علي النطق بكلمه وكانت تستشيط غضبا...