قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية عمياء في يد الصياد للكاتبة إسراء سمير الفصل الثامن

رواية عمياء في يد الصياد للكاتبة إسراء سمير

رواية عمياء في يد الصياد للكاتبة إسراء سمير الفصل الثامن

نعم انا تلك التي لم تستسلم لظلامها
نعم انا حواء وسأظل أحارب سواد الحياه
أراك يا ابن ادم لم تقدرني واستخففت بي
وكأنك لم تكن في رحمي
أراك تضعفني وتققل من شأني
فأحذر صمتي...
إحذر عزلتي..

اعتادت رسيل علي الجلوس في الغرفه بعض الشيء وقد حفظت اماكن الاشياء..
خرجت من المرحاض ترتدي فستان طويل يغطي كل جسدها وتضع علي رأسها المنشفه
وتوجهت حيث المرآه وجلست علي الكرسي وازالت المنشفه من علي رأسها واخذت تتحسس بيدها حتي وصلت الي الفرشاه لتبدأ في تمشيط شعرها
ولكن أثناء تمشيطها وقعت الفرشاه فأنحنت لتأخذها الا ان يدا سبقتها واخذت تمشط لها شعرها.

أما هي اعتقدت أنها الداده كوثر فقالت بإبتسامه:
شكرا يا داده بتعبك معايا
ولكنها لم تجد جوابا فتعجبت وانتابها شعور بوجود ادهم حولها فأزدادت ضربات قلبها وقالت:
دادا هو ادهم هنا
نعم هو ادهم من قام بذلك فعندما دخل الغرفه وجدها تمشط شعرها وها هو قد لاحظ اختلافا آخر بينها وبين نرمين وهو شعرها بطوله ولونه
فاقترب منها مغيبا وقام هو بتمشيط تلك السلاسل الحريريه ولكن توقفت يداه عند سماع اسمه من بين شفتيها...
أاسمه بذلك الجمال والرقه؟!..

وقال مغيبا:أيوه يا عيون ادهم
ولكنه آفاق علي انطفاضتها ووقوفها وابتعادها عن المقعد ومحاولتها لتخبئه شعرها فهي لم تظهر له منذ زواجهم بشعرها امامه
رسيل بدهشه وبعض الخجل:انت بتعمل ايه؟..وليه عملت كده؟!
عندما أفاق نهر نفسه بشده علي ما فعله وقال وكأنه يبرر فعلته ولكنه زاد الأمر سوءا...

ادهم بحده:عملت كده علشان لقيتك عاجزه مش عارفه تعملي حاجه فقولت اساعدك
هنا شعرت بأن خنجر مسموما قد اصابها بمقتل كلماته،وبدأت الدموع تعرف مجراها
نعم هي عاجزه ولكن ليست في يدها شيء،هو قدرها في تلك الحياه ولعله خيرا لها...
خرج ادهم من الغرفه وبعصبيه شديده أغلق بابها بقوه وكأنه ينتقم منه لخروج تلك الكلمات الجارحة والقاسيه...
ذهب الي غرفه التمرينات الرياضيه ليخرج كل غضبه،فهو نعم جرحها بعجزها لذلك ضميره يعزبه علي ما فعل...

في الجامعه بعد انتهاء المحاضره والتي كان محمود من حين لآخر ينظر إلي جني والتي كانت تشعل بالخجل منه طوال المحاضره...
خرج جميع الطلاب ومن ضمنهم جني وعند خروجها تلقت اتصالا هاتفيا فأجابت...
جني:أيوه يا أحمد
ولم تكمل جملتها إلا وهي تطلق صرخه وتقول:
احمممممد.

ومن بعدها اغشي عليها
انتبه احمد عند خروجه علي تجمع الطلاب فذهب لكي يري فتفاجأ بأن جني ملقاه علي الارض
أصابه الهلع وتملكه الخوف فذهب إليها سريعا بلهفه وحاول افاقتها إلا أنها لا تستجيب
فقام بحملها وسط اندهاش الطلاب فهم يعرفونه انه لا يفعل ذلك مع أحد لتدينه،
انطلق بها حيث المستشفي ودخل بها حاملا اياها ينادي علي اي دكتور بصراخ
حضر أحدهم وأشار له بأن يدخلها الي احدي الغرف وبعدما انتهي الدكتور من فحصها أخبر محمود بأنها مجرد اغماءه وستفوق بعد لحظات...
افاقت جني وبعدما علمت مكان تواجدها حاولت النهوض وهي تنادي علي اخيها.

انتبه محمود لها واقترب منها بلهفه وقال:
جني انتي كويسة
جني ببكاء:عايزه أروح لأحمد
ثم نظرت إليه قائله بترجي:
ممكن توديني عنده،عايزه اشوفه
محمود:حاضر هوديكي...بس اهدي وقوليلي هو فين
جني ببكاء:اتصلوا عليا وقالولي انو في المستشفي وهو عمل حادثه...انا عايزه اشوفه
اخذها محمود وتوجه حيث المستشفي المتواجد فيها احمد،دخلوا وسألوا علي الغرفه المتواجد فيها احمد وانطلقوا مسرعين اليها
عندما وصلوا وجدوا الطبيب يخرج من الغرفه فتوجهوا إليه وسألوه عن حاله احمد
بينما هو أجاب بأسف:البقاء لله

عند ريتال بعدما انتهت من حديثها استأذنت وخرجت مسرعه
أما عن عمر فقد توجه الي سالي بغضب قائلا:
عجبك الي انتي عملتيه دا
سالي:عملت ايه يا حبيبي،كل دا علشان قولتلها أنها مش بتعرف في الموضه مهي فعلا مش عارفه حاجه
عمر بحده:لا علشان حضرتك اتكلمتي معاها بأسلوب مش كويس،بس لو مكانتش عرفت ترد عليكي كنت عرفت اخد حقها
وتركها وذهب ليلحق بريتال،بينما هي تأففت وازداد حنقها واستشاطا غضبا وغيظا
عند نزول ريتال لم تقدر علي التماسك أكثر من ذلك وتركت لدموعها العنان وتوجهت ناحيه رامي الذي كان يستند بيده علي السياره منتظرها وعندما لاحظ نزولها وبكاؤها توجه إليها قائلا:
مالك يا ريتال...ايه الي حصل.

ريتال:مفيش ويلا نمشي
وذهبت الي السياره ودخلت وجلست علي المقعد منتظره رامي لكي يقود السياره
ركب رامي السياره ولكنه لم ينطلق بها والتفت اليها قائلا:
انا مش متحرك من هنا إلا ما اعرف ايه الي حصل وخلاكي تعيطي كدا
ريتال وقد ازداد بكاؤها:هو انا وحشه للدرجه دي،شكلي وحش كده علشان عمر ميحبنيش
وكمان خطيبته تهني بالطريقه دي.

رامي:اهدي يا ريتال،وبعدين مين قالك أنك وحشه...انتي قمر بس انتي مش مهتميه بنفسك عايزه شويه اهتمام وتبقي أجمل من كده
وسيبك منهم ومن الي بيقولوه...عايزه تتغيري تتغيري علشان نفسك مش علشان أي حد تاني
سيبيلي بس نفسك وانا اظبتك
قال هذا وهو يزيل دموعها بيده
ريتال بإبتسامه:عندك حق
وفي أثناء ذلك كان عمر يريد أن يعتذر من ريتال علي تصرف سالي ولكنه وجد هذا المشهد أمامه فأزداد غضبا وغلي الدم في عروقه
وكاد ان يلحق بهم ويفتك بإبن عمها هذا
ولكن قد سبقه رامي وانطلق بسيارته
فلم ينل مراده ولو انه انتظر لحظه لأفتك به...

كانت مريم جالسه علي السرير في غرفتها وفي يدها كتاب تقرأ فيه وفجأه قطع النور فأصابها الرعب
وقامت من مكانها وخرجت من الغرفه ونادت بصوت خافت:
مم..مالك انت فين؟!
وإذ هي واقفه تخيلت بشخص يقف بجانبها فاعتقدت انه مالك وقالت بخوف:
مالك...أنت...أنت هنا
ولكنها لم تسمع أي اجابه فأزداد خوفها واغمضت عيناها بشده.

ولكنها فتحت عيناها لشعورها بأن النور قد عاد ولكنها تفاجأت بمن يقف أمامها يرتدي وجه مخيف وكان ذلك مالك فأطلقت صرخه عاليه واخذت تبكي
عندما رأها علي هذا الحال نزع الوجه المخيف والقاه ارضا واتجه إليها واحتضنها وأخذ يهدأ من روعها ويقول:
اهدي يا مريم...اهدي مفيش حاجه دا أنا كنت بعمل فيكي مقلب
ابتعدت مريم عن احضانه وقالت:
انا مخصماك ومتكلمنيش تاني...علشان أنا بجد كنت خايفه.

مالك:انا اسف...كنت بهزر معاكي شبه معملتي فيا ساعه،وقلد صوتها:
قوم يا مالك البيت بيولع
كدا يا حبيبتي واحده بوحده
تركت مريم حديثه وتمسكت في كلمه حبيبتي
وقالت:
حبيبتك
اقترب منها مالك وقال:أيوه حبيبتي وروحي وكل دنيتي
خجلت مريم من حديثه وفرت هاربه الي غرفتها تصاحبها دقات قلبها السريعه
واتجهت الي سريرها وجلست عليه تفكر فيما قاله مالك ولكن عند تذكرها ما فعله بها لمعت عيناها بشقاوه وقررت أن ترد له مافعله بها

 

تلقت جني صدمه موت اخيها الوحيد لقد كان سندها في تلك الحياه،وما ان سمعت ذلك حتي دخلت في بكاء هستيري...
وما ان رآها احمد علي هذا الحال حتي اتجه إليها واخذها في احضانه لكي يهدئها
محمود:اهدي..وخلي ايمانك قوي وادعيله بالرحمة والمغفره
جني بشهقه بكاء:أحمد مات...
مات ومعدش ليا حد اتسند عليه...حد يحميني
مات ومش هشوفه تاني.

احمد وقد شعر بنغزه في قلبه:هو مش محتاج دلوقتي غير أنك تدعيله
وبعدين انا روحت فين...هفضل جنبك طول العمر
جني واخذت تردد:ان لله وأن إليه راجعون
وبعدها دخلت الغرفه التي يوجد بها احمد واخذت تتحدث معه وتتوجه الي الله بالدعاء له بالرحمه والمغفره،وودعته وخرجت..
تكفل محمود بكل شيء وتمت إجراءات الدفن وغيره.

اوصل محمود جني الي البيت بعدما اطمأن عليها وذهب الي البيت يصاحبه حزنه علي محبوبته..نعم أحبها وأعترف بذلك لنفسه
وبعد قليل وجد جني تتصل عليه فشعر بالخوف ولا يعرف السبب فأجاب بسرعه:
مالك يا جني...انتي كويسه
جني ببكاء:الحقني يا محمود عمي جايب المأذون وعايز يجوزني لابنه
محمود:اهدي يا جني وانا جايلك حالا
انطلق احمد مسرعا الي بيت جني وصعد بخطوات سريعه وعندما دخل سمع المأذون يقول:
احضروا العروس.

هنا دخل محمود وقال:تتجوز ازاي يا شيخنا وهي متجوزه اصلا
الكل هنا نظر بصدمه واتجه إليه ذلك الشاب ابن عمها وقال:
متجوزه ازاي يا جدع انت
ابتعد محمود عنه واتجه إلي المأذون وأخرج ورقه الزواج وما ان رأها المأذون حتي قال:
العروسه متجوزه ازاي تتجوز تاني.

وقام وذهب،أما جني فعندما سمعت صوت محمود خرجت مسرعه واتجهت الي محمود إلا أن عمها امسكها وكاد ان بضربها إلا أن امسكه محمود وقال:
ايدك متتمدش علي مراتي
عمها:بقا تتجوزي من ورانا..ويا تري الجوازه دي من وري اخوكي وكان نايم علي ودانه
محمود:انا مسمحلكش تتكلم عنها بالشكل دا أحمد الله يرحمه والي انتوا مقدرتوش انه لسه متوفي كان وكيلها واحنا متجوزين علي سنه الله ورسوله،وأظن مفيش داعي لوجودكم دلوقتي
خرجو جميعا وهم يتوعدون لهم،أما هو فقد التفت لها وجدها تبكي فاقترب منها وقال:
خلاص يا جني..اهدي
جني:شكرا.

محمود:بتشكريني علي ايه دا انتي مراتي،ويالا علشان تلمي هدومك وتمشي من هنا
جني:هنروح فين؟انا عايزه أفضل هنا
محمود:مش هينفع يا جني،انتي شايفه عمك كان عايز يعمل ايه
استسلمت وذهبت لتحضر اشياؤها وبعدما انتهت أخذها محمود وذهبوا

قرر ادهم الاعتزار من رسيل عما تفوه به من كلمات جارحه وقاسيه...نعم هو أخطأ وأعترف بذلك،وعلم انه لا يجب ان يعاملها بتلك الطريقه في النهايه رسيل ليست نرمين وقد اقتنع بذلك
هي الآن زوجته بالاضافه الي أنها في حالتها تلك تحتاج الي المساعده والدعم فليس سهلا علي اي إنسان ان يفقد نور عيناه،هي تحتاجه الآن لأنها وحيده قد ارغمت علي الزواج منه مثلما ارغم علي الزواج منها.

دخل الي الغرفه وكان يعتقد أنها مازالت مستيقظه،ولكنه وجدها نائمه ويبدوا عليها الانزعاج لرؤيتها حلما مزعجا
اقترب منها وجلس بجانبها يتابعها بعيناه كم هي جميله وبريئه كطفل صغير..
لاحظ أيضا عدم تخليها عن حجابها حتي أثناء نومها...
واثناء تأمله فيها سمعها تنادي علي والدتها ووالدها بصوت خافت...الي أن تحول الي صرخه وقامت مفزوعه من نومها
احتضنها ادهم لكي يهدأ من روعها،بينما هي تمسكت به بخوف وسرعان ما انتبهت لنفسها وابتعدت عنه بخجل..
رسيل بخجل واحمرار وجهها:
انا اسفه مكانش قصدي.

أبتسم ادهم علي خجلها وقال:
مفيش أسف وانتي مراتي مفيهاش حاجه
عارف اني غلط معاكي كتير وجرحتك بكلامي
انا بقؤلك اسف...اسف علشان معاملتي ليكي من أول جوازنا
هنا تذكرت رسيل كل ما فعله بها وأرادت أن تسأله لما تلك المعامله وتشجعت وقالت:
هو انا ممكن اعرف ليه بتعاملني كدا مع انه مش ذنبي الي حصل؟
تعجب ادهم منها أهي تعرف لما يعاملها بتلك الطريقه، أتعلم بما فعلته به شبيهتها.

ولكنه آفاق علي قولها:
مش زنبي ان بين عليتنا كان في تار وكان لازم ينتهي بالنسب
تار...أي تار؟لقد تناسي تماما ان زواجهم كان بسبب ذلك التار...
وقد قرر في تلك اللحظه ان يخبرها بكل شيء
ادهم بتنهيده:لا انا مش بعاملك كده علشان التار..انا بعاملك كده علشان انتي شبه نرمين
ظهر علي ملامحها الدهشه ولاحظ ذلك ادهم وقال:
هقؤلك مين نرمين...وقد حكي لها كل شيء عن تلك التي تزوج بها وقد خدعته...

أما هي فكانت تستمع له بقلب حزين وعلمت سر تلك المعامله السيئه،وحزنت بعض الشيء لكونه حب اخري وتزوج بها...
لا تعلم ان تلك الفتاه التي رأها أول مره وأعجب بها كانت هي وتزوج بنرمين لاعتقاده أنها هي،
وادهم أيضا لا يعرف ذلك...
ادهم:دلوقتي انا قولتلك علي كل حاجه هتسامحيني.

لم تتحدث رسيل وظن أنها لن تسامحه وانتابه بعض الحزن وهم بالنهوض ولكنه توقف عندما قالت:
مسمحاك علشان مش بإيدك،صعب علي اي حد انه يشوف قصاده الي اتسبب في جرح ليه..
وأنا قدرت دا...
وسمحتك علشان كمان لما اطلب من ربنا انو يسامحني علي حاجه عملتها مكونش واقفه بطلب منه السماح وانا مش قادره اسامح عبد من عباده
سعد ادهم لذلك وسع بالفخر لكونها زوجته وقال:
أوعدك اني مش هعاملك بالشكل دا تاني..بس يا ريت انتي كمان أول متعرفي اني موجود متخافيش مني وكمان الطرحه الي انتي لبساها علطول...اكيد مديقاكي متلبسهاش..وقال بمزاح:
دا أنا برضه زي جوزك
ابتسمت رسيل بخجل واتسعت عيناها بدهشه عندما وجدته اقترب منها وازال حجابها فأنسدل شعرها..
ادهم:كده احلي

كانت مريم جالسه في غرفتها تفكر في شيء تفعله لترد لمالك ما فعله بها...
وبعدها قامت تتمشي في الغرفه ذهابا وايابا
حتي وجدت فكرتها..
أحضرت ما تنوي فعله به وكان عباره عن لون اسود ستقوم هي بوضعه علي وجه مالك وهو نائم،
خرجت من الغرفه واتجهت الي غرفه مالك فتحت الباب برفق وتسللت حتي وقفت امام مالك واخذت تتأمله في أول الامر وهو نائم وقررت أن تفعل ما ارادت...
اقتربت منه وفتحت ما بيدها واخذت تضع ذلك اللون علي وجه برفق،وقد تململ مالك عده مرات ولكنه لم يستيقظ فحمدت ربها وخرجت من الغرفه سريعا...
بعد قليل استيقظ مالك من نومه وذهب الي المرحاض ليغتسل..

وأثناء ذلك خرجت مريم ووضعت زيت أمام الحمام وبعدما انتهت وهمت بالانصراف سمعت مالك يقول بصوت عالي:
مرييييم
ففرت هاربه الي غرفتها
خرج مالك من المرحاض ولم ينتبه لذلك الزيت الملقي علي الارض فتزحلق ووقع وتوعد لها
مالك بصوت عالي:الحقيني يا مريم...بموت،اتعورت ودمي اتصفي تعالي شوفي..اه
سمعت مريم ذلك ودب الخوف في قلبها وخرجت من الغرفه التي سبق وان اغلقتها عليها واتجهت إليه بسرعه وخوف وقالت وهي تتفحصه..
مريم بفزع:فين..فين الدم؟!

لكنها تفاجأت به يحيطها بيده ويقول:
بقي انتي تعملي فيا كده
كانت مريم تحاول الإفلات منه ولكن هيهات فقد كان ممسكا بها بإحكام
مريم:سيبني يا مالك
مالك:أبدأ...لازم تتعاقبي
وأخذ يحدث نفسه ويقول:تعاقبها ازاي يا مالك
تعاقبها ازاي...اه..عرفت
وأخذ يقترب بوجه منها...وهي تشعر بالخجل منه واغمضت عيناها..

أما هو عندما اقترب منها مسح وجه في وجهها فأصبح ووجهها ملطخا بالسواد
فتحت عيناها عندما شعرت بابتعاده عنها فوجدته يضحك ويقول:
كده يا حبيبتي بقيتي شبه الاسطا حسونه،هههه
تحسست وجهها بيدها ونظرت الي يداها فوجدت ذلك اللون الاسود فأشتعلت غيظا منه واخذت يده وقامت بعضها وفرت هاربه الي الغرفه
أما مالك فقال:يا عضاضه...طيب لما تطلعي
وحاول النهوض من مكانه وقام وهو يسند بيده علي ظهره ويقول:
اه ياني يا ظهري الي باظ...يا عيني عليك يا مالك في حظك وبختك متجوز طفله
أما هي فعندما سمعت ذلك خرجت وقالت بعصبيه:
انا مش طفله
عندما وجدته يقترب دخلت واغلقت الباب في وجهه بسرعه
مالك بضحك:جبانه

بعدما ذهبت ريتال مع رامي صعد عمر غاضبا الي بيته وعندما دخل لم يجد سالي فاتجه الي الشرفه ولكنه سمع ما صدمه...
سالي:أيوه يا حبيبي...كلها ايام واتجوز عمر وفلوسه كلها تبقي ملكنا
المتصل:...
سالي:أحب مين...انا عايزه اتجوزه علشان فلوسه وتبقي لينا بعدين،انا بحبك انت يا بيبي
هنا دخل عليها عمر وامسكها من شعرها
أما هي فانتفضت ودب الرعب في قلبها
وقال بغضب:
بقي انا تستغفليني وتضحكي عليا وتمثلي أنك بتحبيني.

الخطوبه الي حصلت ما بينا انا نهيتها، ثم اضاف بصوت عالي:أمشي اطلعي بره مش عايز اشوفك...بررره
فرت هاربه وهي خائفه،بينما اقتربت منه والدته وربطت علي كتفه وقالت:
اهدي يا حبيبي هيا متستهلش غضبك دا كله،واحمد ربنا كويس أنك عرفت قبل متتجوزها
بينما هو كان غضبه ليس من تلك الخرقاء فهو اكتشف انه لا يحبها بل كان مجرد إعجاب بالمظهر ليس اكثر،
بل كان غضبه من ريتال فهو اكتشف الآن أنه يحبها ويغار عليها من ابن عمها.

ويغلي الدم في عروقه عندما يأتي في خاطره أنها تحب ابن عمها او أنها ستتزوجه يوما ما...
فأخرج هاتفه واتصل علي ادهم لأنه يحتاج إليه فهو أعز اصدقاءه،واتفقا علي ان يتقابلوا في الكافيه
دخل عمر إلي الكافيه وتوجه الي ادهم الذي ينتظره،وجلس وعلي وجه علامات الغضب
ادهم:مالك...ايه الي حصل مخليك بالشكل دا؟!
عمر:مش قادر يا ادهم...مش قادر اشوفها مع حد تاني
ادهم بأستغراب:هي مين؟..قصدك سالي
عمر:لا سالي اصلا انا فسخت خطوبتي منها
ادهم:ليه؟!

عمر:وقد حكي له ما حدث...
ادهم:يعني انت كده زعلان ومدايق علشان هي عملت كده
عمر:لا...انا اكتشفت أنها ولا تهمني،لكن الي تهمني ريتال انا بحبها
ادهم:ريتال مين؟!
عمر وكاد يتحدث إلا انه لاحظ ريتال جالسه مع رامي وهو يربط علي يدها فأستشاط غضبا وقام وترك ادهم وتوجه اليهم...
عمر:ممكن افهم ايه الي بيحصل هنا.

انتفضت ريتال بينما اجاب رامي:ايه يعني الي بيحصل واحد وواحده قاعدين مع بعض فيها ايه؟!
عمر بحده:فيها ايه...فيها أنها بنت خالتي وبخاف عليها وهي مينفعش تقعد معاك..وشكلك اصلا بتضحك عليها ومفهمها أنك بتحبها
رامي:والله دي حاجه تخصنا خليك انت مع خطيبتك
عمر وقد نظر لريتال المندهشة من تصرفه:
انا وسالي سيبنا بعض
ظهر علي وجهها السعاده ولكن سرعان ما تبدلت بغضب عندما وجدته يقترب منها ويمسك بيدها ويأخذها ويخرج بها خارج الكافيه
ريتال بعدما أبعدت يديها بغضب:
أنت ازاي تمسك أيدي كده... حرام وعيب الي انت عملته.

عمر:يعني مش حرام رامي وهو ماسك اديكي وكمان بيحضنك
ريتال:لا مش حرام وسيبني في حالي لو سمحت،وخليك مع خطيبتك
واتجهت الي رامي واخبرته أنها تريد الذهاب وخرجوا من الكافيه
أما هو فكان واقفا مصدوما هي لا تحبه وتحب ابن عمها...نعم هو من تركها تذهب من يده
ثم اتجه حيث يجلس ادهم وعلي وجه علامات الحزن.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة