رواية عمياء في يد الصياد للكاتبة إسراء سمير الفصل الثالث
نعود حيث كانت رسيل مع مالك
أثناء حديثهما جاء مالك اتصالا هاتفيا ولكن كانت الشبكه في تلك المنطقه سيئه لذلك لم يستطع الاستماع إلي المكالمه لذلك اضطر إلي الذهاب بعيدا لكي يتمكن من سماع المتكلم...
مالك:معلش يا رورو هسيبك ثواني أرد علي المكالمه وهجيلك علطول
رسيل ببعض الخوف لكونها ستبقي وحيده ولكنها تحاملت علي نفسها وقالت:
ماشي...بس تعالي بسرعه
تركها وحيده ولكنها تفاجأت بأصوات بعض الشبان من حولها يتهامسون...
أحد الشبان:ايه الجميل واقف لوحده ليه؟!
احد اخر:هههه العصفور طار ولا ايه،بس متخافيش احنا موجودين
ضحكوا جميعا بطريقه استفزازيه، بينما هي تشعر بالخوف وتدعي ربها سرا حتي ياتي أحد اخويها...
وكاد أحد هؤلاء الشبان الطاءشين بالاقتراب منها إلا انه بفضل الله جاء محمود وانقذها
وأخذ يدافع عنها إلي ان فروا هاربيين...
توجه محمود اليها وقد كانت ترتجف من الخوف
فأخذها في احضانه ليهدأها حتي استكانت
محمود بعصبية طفيفه:أنا مش سايبك مع اخوكي ... هو فين الاستاذ لما ييجي
رسيل:متزعقلهوش..هو اضطر يسيبني جاله مكالمه ومكانش عارف يرد
محمود:دايما كدا تدافعي عنه
ابتسمت رسيل وقد هدأت وأطمأنت
أما عن مالك عندما ذهب ليرد علي المكالمه
وأثناء سيره وهو يتحدث في الهاتف ولم ينتبه
واصطدم بأحدهم...
مالك وهو ينظر إلي من اصطدم به ليعتذر:
آسف جدا مأ...
وكاد ان يكمل إلا انه توقف عندما علم انها...
كانت مريم تسير تبحث عن صديقتها وإذ فجأه تصطدم بشخص، وعندما نظرت إليه تملكها الخجل الشديد وتذكرت ذلك الموقف عند دخولها علي اخيها في مكتبه...
مريم بخجل:ااسفه..جدا
وفرت هاربه من خجلها ولم تنتبه لذلك العقد الذي تركته يسقط منها بدون انتباه
لاحظ ذلك مالك وانحني واخذه
وكاد ان ينادي عليها...
مالك:يا آنس...
إلا أنها اختفت في لمح البصر
فأحتفظ به في جيبه لحين جمعتهما الصدفه
مره اخري
أما عند جني
كانت ممدده علي السرير وقدمها مربوطه حيث دخل عليها أحمد وهو يحمل في يده بعض الاطعمه...
اعتدلت جني في جلستها وقالت:
ليه تعبت نفسك يا أحمد كنت ناديت عليا وانا اقوم اعمله
احمد:مفيش تعب ولا حاجه...اهم حاجه سلامتك
ثم بدأ يطعمها بكل حب
جنه:الحمد لله شبعت،ثم نظرت اليه وقالت:
اكلت يا أحمد
احمد:متشغليش بالك أنا هعمل أي ساندوتش واكله.
جني وقد همت بالنزول من سريرها لتحضر له الطعام إلا انه منعها
احمد:رايحه فين
جني:رايحه اعملك أكل
احمد:بقي أنا عامل نفسي الشيف شربيني وواقف في المطبخ علشانك وفي الآخر عايزه تقومي
جني:طيب قوم اعمل أكل ليك أصل أنا عرفاك مش بتهتم بنفسك
احمد:علم وينفذ يا فندم
ضحكت جني وبعد ذلك ابتسمت ونظراتها تتبعه رغم انه يحمل اعباء وهموم إلا انه يبزل كل الطرق ليسعدها،
فتوجهت إلي الله بالدعاء له
أثناء تواجد محمود ومالك ورسيل خارج المنزل أتي اليهم في ذلك الوقت مجموعه من الصعايده
كانوا يطرقون الباب وبالتالي لم يخرج إليهم احد،
بينما سيده عجوز تصعد الدرج...عندما وجدتهم
قالت لهم:
حضرتكم عايزين مين
احدهم:رايديين ولاد عصام السيد،مش بردك دي شجتهم
السيده:حضرتكم عايزينهم ليه
فتحدث أحدهم قائلا:نحنا جرايبهم من الصعيد جايين ليهم في موضوع،متعرفيش يا حجه ميته راجعين
السيده:معرفش يا بني..لو عايزينهم ضروري تقدروا تتفضلوا عندي
احدهم:تشكري يا حجه،نحنا راجعين بلدنا ما نجدر نغيب اكتر من اجده،وامانه يا حجه تجولولهم ان جرايبكم من الصعيد جم ورايدينكم تيجوا الصعيد لأمر ضروري
ثم اعطاها عنوانهم،وانصرفوا عائدين إلي ديارهم
كان يقود سيارته بعصبيه شديده ويضرب بيده بشده علي الدريكسيون ويقول:
ازي...ازاي ترجع هنا تاني بعد إلي حصل
وبعين تطلق شرارا..
أنا لازم اوريها إلي عمرها ما شفته
ثم امسك بهاتفه وضغط علي مجموعه ارقام ليأتيه الرد...
عمر:ابن حلال كنت لسه هتصل بيك...عامل ايه يا ادهم
ادهم بجديه:عايزك في موضوع
عمر:تمام..اجيلك فين؟
ادهم:أنا رايح المستشفي قابلني هناك
عمر:مسافه السكه..سلام
اغلق الخط ونظراته لا تبشر بالخير ثم اتجه بسيارته إلي المستشفي
طيب الطرحه مظبوطه
مالك:بصي هيا محتاجه شويه تظبيط
وأخذ يعدل لها حجابها وعندما انتهي
وكاد ان يكمل حديثه معها...لكن قاطعه دخول محمود قائلا:
ايه القمر دا..احلي أخت
عاد مالك حيث وجد محمود يجلس مع رسيل
فمازحهم قائلا:
شكلكوا ولا اتنين حبيبه
ابتسمت رسيل بينما نظر محمود إليه بحده قائلا:
ليك عين تهزر
مالك:في ايه عملت ايه انا
رسيل:خلاص يا محمود
مالك:خلاص ليه..في ايه إلي حصل.
محمود:حضرتك سيبت اختك لوحدها وفي شباب دايقوها
شعر مالك بالندم وتوجه اليها وجلس علي ركبته امامها وقال:
آسف يا رسيل كل دا حصل بسببي علشان سيبتك لوحدك...
رسيل مقاطعه اياه بإبتسامه عزبه:ماحصلش حاجه لكل دا وربنا سترها وجه محمود
مالك:أنا عارف إني غلطان و...
رسيل:خلاص يا مالك احنا نحمد ربنا علي كل حال
مالك:الحمد لله...ثم قرص خدودها وقال:
يسلملي الغالي والتفت بنظره إلي محمود قائلا:
مش شبه ناس
محمود:يا رب صبرني
ضحك رسيل ومالك وبعد انتهاء الحفل قرروا الذهاب للبيت
في احدي القصور نري رجلا قد شاب شعره يبلغ من العمر خمسه وستون عاما يجلس علي كرسي،وامامه مجموعه من المشروبات المحرمه وبيده كأسا منها يحتسيه ويقول:
كلكم خاينيين...هي خانتني وحبته
وارتشف من الكأس مره اخري إلي ان جاءت إليه فتاه في اواخر العشرين من عمرها تقول بمياعه:
مالك يا باشا..ايه إلي مضايقك...قولي وانا افرفشك
بينما هو كانت رده فعله عكس ما توقعت حيث دفعها بكل قوه لتقع علي الارض متألمه
ثم اردف قائلا:
كلكم خاينيين...انتي ضحيتي بأبنك وبعتي جوزك علشان شويه فلوس.
هي كمان حابته وسابتني أنا...أنا حاتم نعمان
تعرفي كان جزاتها ايه... ثم قال بصوت عال:
قوليلي ايه...
الفتاه بخوف:ايه يا باشا؟!
قتلتها...قتلتها ههههههه
وأخذ يضحك بهستيريه،بينما هي ارتعبت منه وادركت أنها تعمل لدي شيطان لا يعرف الرحمه
وصل عمر إلي المستشفي وتوجه إلي مكتب ادهم وأثناء سيره لاحظ ابنه خالته ريتال تساعد امرأه عجوز وعلي وجهها ابتسامه وترتدي ذلك البالطوا الابيض وتعجب لكونها تعمل في هذه المستشفي..
وبعدما انتهت من مساعدتها كانت علي وشك المغادره ولكنها سمعت صوته يناديها،
فقالت في نفسها:
هو أنا سمعت صوته ولا أنا بيتهيألي...،
لا فوقي يا ريتال ايه إلي هيجيبه هنا
ولكنها سمعته ينادي مره اخري هنا أدركت أنها لا تتوهم وبدأ قلبها يدق بسرعه،ثم التفتت إليه ببطيء،
فوجدته واقفا امامها...
عمر:ازيك يا ريتال
ريتال:الحمد لله وأنت عامل ايه؟!
عمر:الحمد لله...بس قوليلي بتعملي ايه في مستشفي الصياد
ريتال:أنا بشتغل هنا،أنت بتعمل ايه هنا..أنت تعبان
عمر:لا أنا كويس،أنا جاي هنا للدكتور أدهم هو صديقي واهو بالمره اعزمه علي خطوبتي
ريتال وقد شعرت بنغزه في قلبها:
ألف مبروك...هو انت خلاص حددت معاد الخطوبه
عمر:اه...هي آخر الاسبوع بإذن الله،عندنا في البيت...
ثم نظر إلي ساعته وقال:
معلش هضطر اسيبك اتأخرت علي أدهم
واختفي من امامها وظلت تنظر إلي اثره بدموع حبيسه وقلبا ممزقا،
وفاقت علي نداء صديقتها...
مريم:ايه يا بنتي روحتي فين
ريتال:مفيش..كنتي عايزه حاجه
مريم:هههه لا خالص...واحده بنادي عليها من الصبح مبتردش عليا قوليلي اعمل فيها ايه.
ريتال:معلش يا مريم مأخدتش بالي
مريم:مالك يا ريري...شكلك مدايق...هو حصل حاجه
ريتال وقد هبطت دموعها وقالت:هيتجوز يا مريم هيتجوز واحده غيري
مريم وهي تطبطب عليها:أهدي وتعالي قوليلي ايه إلي حصل
ذهبوا هما الاثنان لإحدي الغرف ليتناقشوا معا
إلي ان جاء مريم اتصالا هاتفيا...
بينما عند عمر ذهب إلي مكتب أدهم واطرق الباب ودخل فوجد أدهم جالسا علي الكرسي وعلي وجهه علامات الغضب فأقترب منه وقال:
مالك يا أدهم في ايه؟!
ادهم:رجعت تاني يا عمر..رجعت بعد كل إلي عملته،وبكل بجاحه الاقيها انهارضه واقفه مع واحد وحضناه
ثم أضاف بسخريه:لا وكمان عملالي فيها شريفه ولابسه حجاب ولبس محترم وكأني مش هعرفها
عمر:أهدي يا ادهم...مش هيا أخدت جزاتها
ادهم:لا مش كافي ليها...لازم اخليها تندم علي إلي عملته.
عايزك تجبلي اخبارها وهي عايشه فين
عمر:هتعمل ايه يا ادهم
ادهم بعين تطلق شرارا:هعمل كتير..
عمر:حاضر هدور علي عنوانها بس مش دلوقتي مشغول الأيام دي
ادهم:مشغول ليه عندك مهمه جديده
عمر:لا أهم...هخطب
ادهم وقد فرح لصديقه:مبروك يا عمر
عمر:الله يبارك فيك يا صحبي،هستناك أوعي متجيش.
ادهم:ان شاء الله هاجي
اخذوا يتحدثون في أمور عده وبعدها انصرف عمر وبقي أدهم إلي ان دخلت عليه أخته مريم وهي تبكي بشده..
قام أدهم بسرعه وتوجه إليها بخضه قائلا:
مالك يا مريم،ايه إلي حصل؟!
مريم بصوت متقطع من البكاء:بابا...
ادهم:مالو..حصله حاجه
مريم:لا..بس هو اتصل عليا وقالي اننا لازم نرجع البيت علشان مسافريين الصعيد
وقالي إني هتجوز يا ادهم...هتجوز واحد معرفهوش
ادهم:أهدي يا مريم أنا هفهمك..
وبدأ يقص عليها ما حدث ومسأله التار،وبعدما انتهي قالت بدموع:
بس أنا مش عايزه اتجوز بالطريقه دي
ادهم وهو يلمس بيده علي حجابها لكي تهدأ:
متخافيش يا مريم،كل حاجه هتنحل بإذن الله
هدأت قليلا بينما هو اخذ يفكر كيف له أن يتزوج بفتاه لا يعرفها وكيف لاخته بأن تتقبل ذلك الوضع...