قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية عمياء في يد الصياد للكاتبة إسراء سمير الفصل الرابع

رواية عمياء في يد الصياد للكاتبة إسراء سمير

رواية عمياء في يد الصياد للكاتبة إسراء سمير الفصل الرابع

قبل قليل كان مالك يخرج من مكتبه فهو عاد الي المستشفي بعدما جاءوه اتصالا هاتفيا بضروره تواجده لذلك اضطر لترك اخته واخيه والمجيء الي هنا،
كان يفكر في تلك الفتاه التي أخذت حيزا من تفكيره رغم انه لم يراها إلا ثلاث مرات فقط
وبتلقائية وضع يده في جيبه وأخرج ذلك العقد وأخذ يتأمله بذهن شارد
الي أن لاحظها تجري الي غرفه اخيها باكيه،وعندما رأها علي هذا الحال لا يعرف ما أصابه وكاد ان يلحق بها إلا أن قاطعه رنه هاتفه فأعاد العقد الي جيبه مره أخري ثم أجاب علي المتصل وكان محمود...

مالك:في ايه يا محمود
محمود:تعالي بسرعه البيت
مالك:ليه ايه الي حصل...رسيل جرالها حاجه
محمود:لا رسيل الحمد لله كويسه..
المشكله أننا لما رجعنا البيت الحاجه سعاد جارتنا قالتلي ان فيه ناس صعايدة كانو هنا وعايزينا ضروري نروح عندهم
مالك:طيب وفيها ايه؟!

محمود:يا ذكي...دول اكيد قرايب أبوك وطالما هما جايين بنفسهم هنا يبقي في حاجه حصلت دول مسألوش فينا من ساعه ما أبوك ساب البلد وجه هنا
مالك:طيب هستأذن وبعدين هاجي ونشوف ايه الحل..سلام
أغلق مالك الخط وذهب ليستأذن وبعدها خرج سريعا للذهاب الي البيت

انتهت ريتال من عملها وتوجهت للخروج من المستشفي إلا أنها للمره الثانيه سمعت عمر ينادي عليها فإلتفتت اليه...
عمر:انتي مروحه البيت
ريتال:أيوه...عن ازنك
فهي لم تكن تريد اطاله الوقوف معه حتي لا تبكي...
عمر:طيب استني اوصلك
رتيل:لا شكرا أنا هروح لوحدي
استغرب عمر من طريقتها فهي لم تتعامل معه بتلك الطريقه من قبل،وكاد ان يكمل حديثه...

إلا أن قاطعه رنين هاتف ريتال وكانت والدتها..
ريتال:أيوه يا ماما...
ثم اضافت بتنهيده: حاضر...مع السلامه
عمر:في حاجه
ريتال:ماما بتقولي روحي عند خالتك علشان هي هناك
عمر:يبقي تييجي معايا من غير نقاش
ريتال:حاضر
وتوجه عمر إلي سيارته وخلفه ريتال وجلست في الخلف فهي لم تقدر ان تجلس بجانبه
هي لا تريد أن تقترب منه يكفي حزن قلبها...

وصل مالك الي البيت وعندما دخل وجد محمود ورسيل جالسين ينتظرونه،فجلس معهم وبدأ النقاش...
مالك:ممكن اعرف قرايب أبوك عايزين مننا ايه
بعد السنين دي كلها
محمود:علمي علمك..بس اكيد في حاجه مهمه علشان ييجوا هنا بنفسهم
رسيل:طيب هتعملوا ايه دلوقتي
محمود:لازم نروح نشوف عايزنا ليه
رسيل:طيب انتو هتروحو وتسبوني هنا لوحدي.

مالك:لا طبعا هتيجي معانا وبالمره تغيري جو
محمود:أول مره تقول حاجه صح،احنا مش هنقدر نسيبك لوحدك ومش عارفين هنطول هناك ولا لا
مالك بغرور مصطنع:أنا طول عمري بقول الصح
محمود بضحك:ما احنا عارفين هههه
ضحكت رسيل علي مزاح اخويها،ولكن بداخلها شعور غريب لا تعرف ما هو...

عاد ادهم ومريم الي القصر فوجدوا شريف جالس ينتظرهم...
كانت مريم تنظر له نظره عتاب وحزن،فقام شريف وذهب إليها واحتضنها قائلا:
مش عايز النظره الي في عيونك دي يا بنتي النظره دي بتقطعني من جوا...مش سهل عليا أنا كمان أسلم بنتي الوحيده لإنسان معرفوش
مريم ببكاء وقد خرجت من احضانه:أنا بس مش عايزه ابعد عنكم...
اقترب ادهم منها ممازحا اياها:
لا وانتي الصادقه عايزه تفضل ترخم عليا هههه
مريم:أنا رخمه يا ادهم...طيب أنا زعلانه منك
ادهم:خلاص اسفين أنا إلي رخم
مريم:أيوه انت مش انا
ادهم:بتقوليلي انا...

مريم:ايوه
ادهم:طيب
وهم باللحاق بها إلا أنها اختبأت خلف والدها
حينها ابتسم شريف لادهم لإخراج أخته من حالتها

أما عن جني كانت جالسه الي ان دق جرس الباب فجاء أحمد وفتح بينما هي قامت ودخلت غرفتها ولكن لبطيء حركتها توقفت في مكان لا يراها من بالخارج واستمعت الي تلك المحادثه...
عندما فتح أحمد الباب كان ذلك صاحب البيت،
فأدخله احمد واجلسه...

صاحب البيت:شوف يا بني الي اوله شرط اخره نور وانت لما جيت تأجر الشقه انا وافقت ولانك زي ابني،بس انت عارف الظروف
احمد:عارف يا عم عباس،وأنا ان شاء الله مش هتأخر عن كدا،اديني يومين كمان أكون جهزت المبلغ
عباس:طيب يا بني هصبر عليك علشان ظروفك
احمد:تشكر يا عم عباس
عباس:الشكر لله
ثم انصرف،وأغلق الباب وعندما دخل وجد أخته واقفه تنزل دموعها اقترب منها وقال:
ليه الدموع دي بس،مش قولنا مش هنعيط تاني
جني:أنا السبب في كل دا،كل دا حصل علشان مرضيتش ات...

قاطعها احمد قائلا بعصبيه طفيفه:
مش قولنا خلاص منتكلمش في الموضوع دا تاني،وبعدين قدر الله ما شاء فعل
جني:ونعم بالله...بس ...
احمد:مابسش..اقفلي الموضوع وادخلي نامي علشان نروح عند الدكتور علشان رجلك،
وذهب من أمامها،بينما بقيت هي حزينه علي ما اصابهم

 

وصل شريف ومعه ادهم ومريم التي يبدوا عليها الخوف فهي الآن مقبله علي الزواج من شخص مجهول بالنسبه لها
عندما وصلوا تم الترحيب بهم...
الحاج بلال:يا مرحب بالحبايب...شرفتونا يا ولاد الصياد
شريف:يزيد الشرف يا عمي
الحاج بلال:انت عارف يا ولدي الي حوصل دا مكانش بيدنا
شريف ببعض الحزن:عارف يا عمي،المهم أننا ننهي التار وميحصلش دم تاني
الحاج بلال:يا رب يا ولدي،التار دا نار بتحرج الكل وما يعرف أهل ولا صاحب ولا حبيب
بينما صعد كلا من ادهم ومريم الي الغرف المخصصة والمجهزه لهم.

علي الجانب الاخر
كان محمود ومالك ورسيل يستقلون سياره أجره
كانت رسيل تشعر بانقباض قلبها لا تعلم لما ذلك الشعور يتخلل اليها،ولكنها طمأنت نفسها بوجود اخويها معها وأخذت تدعوا ربها سرا...
لا تعلم ان مصيرها قد تحدد وستصبح في يد الصياد...
لا تعلم أنها ستعاني عندما تخطوا قدماها تلك البلده...

بعد مضي بعض الوقت توقفت السياره ونزلوا منها،وساعد محمود اسيل علي النزول واكملوا سيرهم حتي وصلوا الي العنوان المقصود،
وعندما دخلوا وجدوا الشيخ عمران يرحب بهم ويقفوا معه مجموعه من الرجال
الحاج عمران:يا مرحب يا ولاد عصام..اتفضلوا
أنا الحاج عمران ابن عم ابوكم..اتفضلوا
دخلو وجلسوا وكانت رسيل ممسكه بزراع محمود لا تتركه مما اثار الدهشه علي وجه الحاج عمران...

الحاج عمران:ممكن يا ولدي تدخل اختك مع الحريم جوه
لكن رسيل تمسكت أكتر في يد محمود فربط محمود علي يدها ثم قال للحاج عمران:
معلش يا حاج عمران هيا مش عايزه تسيبنا
الحاج عمران:ليش يا ولدي..هي فيها حاجه
محمود:أيوه..هي مش هتقدر تروح لوحدها لأنها مش بتشوف.

الحاج عمران:ربنا يشفيكي يا بنتي،بس احنا لازم نتكلم حديت رجال،راح أنادي علي فاطمه بتي تأخدها وما تخاف عليها
ثم قام بالنداء عليها وحضرت واخذت رسيل التي كانت تشعر ببعض الخوف،وارشدتها الي غرفه لتجلس فيها،وبعدما ذهبوا التفت محمود وقال:
في ايه يا حاج عمران،ايه الأمر الضروري الي عايزينا فيه
الحاج عمران:شوف يا ولدي الي حوصل...

وحكي له مسأله التار ولابد من الزواج حتي ينتهي التار فيجب علي رسيل ان تتزوج من عائله الصياد وايضا محمود عليه الزواج من بنتهم لأنه الأخ الأكبر
هنا قام مالك وصاح بصوت عال:مستحيل أختي تتجوز بالطريقه دي،واحنا ملناش علاقه بالتار
هنا سمعت رسيل صوت مالك فأنتفضت وقامت من مكانها واخبرت تلك السيده بأن تساعدها في الخروج الي اخويها فساعدتها وعندما اقتربت منهم ذهب مالك إليها واخذها وهو يقول:
أختي مش هتتجوز حد،احنا هنمشي من هنا
وكاد ان يخرج من الباب إلا انه توقف علي سماع طلقه ناريه فأستدار فوجد أحدا من أفراد العائله قد فعل ذلك...

بينما ارتعبت رسيل وتمسكت بمالك وهي تقول ببكاء:
مالك في ايه؟! أنت كويس...وومحمود فين...هو كمان كويس
في تلك اللحظه اتجه محمود إليها لكي تطمأن
بينما تحدث ذلك الشخص:
مفيش حد خارج من هنه
الحاج عمران:ليه كدا يا ولدي احنا مش عايزيين كده.

الشخص:مش سامع يابوي عايزين يمشوا والنار تجوم بين العلتين وتبجي بحر دم
أخذ الحاج عمران يقنعهم بضروره حدوث تلك الزيجه وأن هناك أرواح ستسفك واولاد ستيتم
فوافقوا مع إسرار رسيل لخوفها علي اخويها من ان يلحق بهم ذلك التار فهم يظلون من عائله السيد وهي ستضحي بنفسها من أجل سلامه اخويها
اتفقوا علي ميعاد مع عائله الصياد في المساء ليتم الاتفاق علي تلك الزيجه

في بيت عمر كانت ريتال جالسه مع خالتها ووالدتها الذين كانوا يتحدثون عن تلك العروس وعن جمالها وحسنها تاركين تلك التي تجلس بجانبهم تعتصر من الالم غير مهتمين...
ريتال:خالتي لو سمحتي ممكن ادخل الحمام
سلوي:انتي بتستأذني يا بنتي البيت بيتك
ذهبت ريتال وأثناء سيرها سمعت عمر يتكلم مع خطيبته...
عمر:وحشتيني يا قلبي
خطيبته:...

عمر:بجد انا مش مصدق أننا هنتجوز اخيرا بعد الحب دا كله
كانت واقفه تضع يدها علي فمها تكتم شهقاتها وبدون قصد ازاحت بيدها الاخري تلك المزهريه التي خلفها وسقطت محطمه...احدثت صوتا سمعه عمر،ونزلت لكي تجمعها وقد جرحت يدها
في أثناء ذلك فتح عمر الباب ووجدها علي هذا الحال فذهب في اتجاهها وقال:
ريتال انتي كويسه
رفعت ريتال وجهها الذي اغرقته الدموع وقالت بصوت متقطع:
اسفه...مكانش قاصدي.

نظر إلي يدها المجروحه وظن ان بكاؤها لذلك لكنه لا يعلم أن جرح قلبها أكبر من ذلك الجرح الصغير
أحس عمر حينها بشعور غريب وكأنه هو من جرح وليست هي ولكنه فسر ذلك الشعور لكونها مثل أخته لا اكثر
عمر:ايدك بتنزف،استني اجيبلك مطهر
ريتال:مفيش داعي انا هطهره
وذهبت سريعا الي الحمام،دخلت ووقفت أمام المرآه ونظرت الي نفسها وحدثتها قائله:
انا لغايه أمته هفضل احبه...لغايه امته
خلاص قلبه ملك واحده تانيه وانا الي فضلت احبه سنين ولا هو هنا...
وتركت لدموعها العنان لعلها تخفي من تلك الألم الذي يغزو قلبها

في الجامعه
كانت جني واقفه مع صديقتها دينا يتناقشان
جني:أنا عايزه اشتغل أساعد أخويا يا دينا..الحمل عليه تقيل اوي
دينا:بس اكيد هو مش هيرضي يخليكي تشتغلي
جني:هو مش راضي يحملني أي مسؤوليه،وأنا مش عايزه اعمل حاجه من وراه
دينا:طيب انا جاتلي فكره،ايه رأيك بما أنك بتعرفي في شغل الكروشيه والشغل دا تعملي منه وتبيعي
جني:فكره حلوه،هقول لأحمد ويا رب يوافق

في المساء تجمعت العائلتان لكي يتناقشوا في الامر
حضر في أول الامر شريف ومعه ادهم وجلسوا منتظرين قدوم العائله الاخري
بعدها دخل محمود بمفرده فقد كان مالك مع رسيل لكي يطمإنها وبعد ذلك يذهب ليجلس مع اخيه
بدءوا في المناقشه حيث تمت علي ان يتزوج ادهم من رسيل ويتزوج محمود من مريم الي ان دخل مالك عليهم فوقف ادهم واتجه إليه قائلا:
دكتور مالك بتعمل ايه هنا؟!
وكان مالك مصدوما من وجوده أيكون ادهم هو من سيتزوج بأخته...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة