رواية عمياء في يد الصياد للكاتبة إسراء سمير الفصل الأول
في احدي مدن الصعيد وبالتحديد في سوهاج يتم حاليا عقد مجلس لشيوخ وكبار العائلات لحل تلك الازمه،
نعم تلك الازمه التي تقتل فيها النفس التي حرم الله قتلها إلا بالحق وتندرج تلك الازمه تحت مسمي الثأر وقد نسوا أن قتل النفس من الكبائر فقد قال الله تعالي:
وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا فَلَا يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنْصُورًا
ولكن عندما يغيب الضمير وتنعدم الانسانيه لا يتبقي سوي ذلك الحل...
كبير عائله الصياد ويدعي بلال:لازم نحل الازمه دي بأسرع وجت لجل شبابنا وولادنا الي هيضيعوا لجل تار جديم لسه ما انطفي لحد دلوجت
كبير عائله السيد:وكيف نحلها وماعاد في حل زمان جتل واحد من عنديكم ابننا وصبرنا لجل النسب الي صار بيناتنا لكن تنعاد تاني والله ما بصبر والعين بالعين والسن بالسن.
الشيخ بلال:استهدي بالله يا حاج عمران ما انتو خاتو بتاركم زمان وانتهي بالنسب بناتنا ودلوجت تنتهي بالنسب لجل ما تجوم حرب بين العلتين
عمران:ما عاد في من عليتنا ما اتجوز نحلها كيف لجل ينتهي التار
الشيخ بلال:لا في انت نسيت عصام الي راح عاش في القاهره وساب البلد وهو عنديه ولدين وبنت
عمران:بس دا انجطعت اخبارهم من زمان جوي وما نعرف وين ساكن
الشيخ بلال:راح تنحل بإذن المولي وراح نبعت لشريف ابننا لجل نعرفه الي صار
عمران:علي بركه الله
وانفض المجلس علي وعد بحل تلك الازمه
في بيت بسيط نري تلك الفتاه تستيقظ من نومها تجاهد في طريقها للوصول الي الحمام لتتوضيء وتصلي فرضها،حيث أخذت تتمشي بحرص وتضع ايديها علي الأثاث الموجود لتتفادي اي اصطدام فهي تعودت علي ذلك وأصبحت تلك حياتها.
توضات وذهبت حيثما كانت وارتدت اسدالها وفردت سجاده الصلاه وشرعت في بدأ صلاتها وكلما سجدت دعت ربها وفاضت عيناها بالدموع وعندما انتهت وجدت من يتحدث...
محمود:تقبل الله
رسيل:منا ومنكم
جاءت لتنهض من مكانها فأسرع محمود لاسنادها فابتسمت رسيل وقالت:
لسه بتخاف عليا يا محمود ذي اول ما اتعميت.
محمود:وهفضل أخاف عليكي لحد مموت
رسيل:بعد الشر عنك،ربنا يخليك ليا
هنا دخل عليهم مالك...
مالك بدراما:خيانه..يا ريتني ما شوفت ولا سمعت أختي واخويا لا..لا
ضحكت رسيل وقالت:ههه ليه يعني ما أنا بحبك ذي ما بحبه
عدل مالك من ياقه قميصه وقال موجها حديثه لمحمود:شايف قالتلي بحبك
محمود:قالت بحبكم انتو الاتنين ها وبطل الدراما بتاعت كل يوم دي ما كنت دخلت تمثيل أحسن من طب
مالك:تصدق صح فاتتني دي.
رسيل:ههه بطلوا انتو الاتنين ويالا علي شغلكم
اقترب محمود وقبلها علي جبهتها وقال:
خلي بالك من نفسك
رسيل:متخافش معايا ربنا
محمود:ونعمه بالله
مالك:سلام يا رورو
بعدما خرجوا ظلت هي وحيده يصاحبها الظلام ولكن نور الأمل وحسن ظنها بالله ذلك ما يجعلها قويه لا تستسلم بسهوله.
في مستشفي الصياد وبالتحديد في مكتب المدير كان يجلس وعلامات الغضب ظاهره علي وجه وامامه يقف شخص يبدوا عليه الخوف الشديد والارتباك أيضا ويحدثه ويقول:
آسف يا دكتور ادهم مش هتتكرر تاني غلطه وندمان عليها
تحدث هو بغضب:أنا عندي هنا الغلطه بألف حساب وحضرتك غلط غلطه مش هينه وبسبب اهمالك كانت روح إنسان هضيع
الدكتور:آسف يا فندم عارف اني غلطت ومش هتتكرر تاني انا عندي عيال وبربيهم
ادهم:انت خايف علي عيالك ومكنتش خايف علي المريض الي بسببك كان هيموت وليه مفكرتش في عياله لما نسيت تعمل التجهيزات الازمه للمريض قبل العمليه
وعقابا ليك انا مش هرفدك بس هيتخصم من مرتبك أسبوع كامل ويلا علي شغلك،ثم أضاف بتحذير:
وأسمع تاني ان حاجه ذي دي حصلت.
انصرف ذلك الشخص وبقي هو جالسا حتي اطرق أحدهم الباب وأذن بالدخول وكانت ممرضه...
الممرضه:دكتور ادهم غرفه العمليات جاهزه
ادهم:تمام،وابعتي لدكتور مالك علشان هيكون موجود في العلميه
الممرضه:حاضر يا دكتور
تم انصرفت وقام هو من مكانه ليذهب لإجراء تلك العمليه فبالرغم من انه مدير تلك المستشفي إلا أنه طبيب يؤدي عمله علي أكمل وجه فهو من أشهر الأطباء وامهرهم.
في الجامعه
كان محمود يصعد الدرج متجها الي قاعه المحاضرات وأثناء ذلك كانت هناك فتاتان يتحدثان وهما يصعدان الدرج أمامه ولم تلحظ أي منهما وجود أحدا خلفهم فكانو يقولون...
احدي الفتاتان:إلا قوليلي يا جني عملتي ايه مع أحمد.
جنه:معرفتش اعمل حاجه هو مش راضي يخليني أخرج مع أي حد من صحابي،بس تعرفي هو وعدني ان هو الي هيخرجني ويفسحني احلي فسحه
الفتاه:اوعدنا يا رب،مش شبه الي معايا كل الي عليه اعمليلي شاي،اكويلي هدومي وطلبات مش بتخلص
جني:ربنا معاكي،أحمد دا احلي حاجه في حياتي ربنا يخليه ليا
كان محمود يستمع الي ذلك الحديث ولم يهتم به.
ودخلت الفتاتان ومن بعدهما محمود
وقف محمود أمامهم وعرف عن نفسه فهم في بدايه السنه الدراسيه وأخبرهم بالتعليمات التي يجب عليهم الالتزام بها
ثم بدأ في شرح المنهج وبعدما انتهي...
محمود:وبكدا المحاضرة انتهت وأن شاء الله من المحاضره الجايه هيكون في تسليم مهام عليكم تنفيزها..أشوفكم مره تانيه
ثم اتجه الي باب الخروج وخرج من القاعه.
في مستشفي الصياد
خرج مالك من غرفه العمليات قاصدا مكتبه ولكنه توقف عند هذا المشهد
فتاه جميله ورقيقه تهدي طفلا صغيرا شيكولا وكانت تقبله وتضحك معه،
لا يعرف لما أعجب بها وظل ينظر إليها
وبعد ذلك رحل الطفل مع والدته...
وأثناء ذلك وجد دكتور أدهم يقترب منها ووقف معها وبدأوا يتكلمان ويمزحان فذهب ولم يطل الوقوف
علي الجانب الآخر عندما اقترب أدهم من تلك الفتاه
ادهم:ايه يا مريومه شايفك عرفتي تندمجي هنا ومع الاطفال
مريم:انت عارف يا دومي اني بحب الأطفال جدا علشان كده اتخصصت طب اطفال
ادهم ممازحا اياها:لازم تحبيهم ما انتي اصلا منهم.
مريم:ماشي يا ادهم لما نرجع البيت وشوف هعمل ايه
ادهم:ههه خلاص انا عارفك هتبوظي في حاجتي وانا مش ناقص
مريم بغرور مصطنع:كويس انك عارف،وسلام بقا علشان ورايا شغل وانت معطلني
ادهم بتوعد:ماشي يا مريم.
في بيت يبدوا عليه الثراء يستيقظ عمر ويغتسل ويؤدي فرضه ويستعد للذهاب الي عمله،خرج عمر من حجرته وتفاجأ بوجود والدته تجلس ومعها ابنه خالته ريتال يتحدثان..
حمحم عمر وقال:السلام عليكم
ردت والدته وريتال عليه:وعليكم السلام
عمر:ازيك يا ريتال
ريتال بخجل:الحمد لله.
وبعد ذلك التفت عمر الي والدته واقترب منها وقبل يدها قائلا:
انا خارج يا أمي عندي شغل،مش محتاجه حاجه مني
كل هذا تحت نظرات إعجاب وحب من ريتال فهي تحبه منذ صغرها ولكنه لا يحبها ولا ينظر اليها
والدته وتدعي سلوي:عايزه سلامتك يا حبيبي بس انت مافطرتش
عمر:هفطر في الشغل متشغليش بالك
ثم ألقي السلام عليهم وتركهم
كانت سلوي تراقب نظرات ريتال لابنها نعم هي تعلم مدي حبها له وتتمني ان تصبح زوجه ابنها ولكنها تعلم ان ابنها لا ينظر اليها ويعتبرها اختا له ليس اكثر.
في غرفه يعمها الظلام تجلس هي وحيده تنزل دموعها في صمت لتذكرها هذا المشهد...
كانت تجلس في غرفتها ودخل عليها اخيها مالك..
مالك:حبيبتي سامح عايز يشوفك
رسيل بفرحه:بجد اخيرا جي يشوفني
ثم قامت من مكانها وجاءت لتسير إلا انها تعثرت وكادت ان تسقط...
إلا ان مالك قام بإسنادها قبل وقوعها واخذها وتوجه معها حيث يجلس ذلك الشخص ..
اجلسها علي احدي المقاعد وتركها مع ذلك الشخص لكي يتحدثان..
استمر الصمت بينهم لبعض دقائق ثم بدأ هو الكلام...
سامح:بصي يا بنت الناس،الي حصلك دا قضاء وقدر بس بصراحه انا مقدرش اتجوز وأعيش مع واحده عاميه،تخدمني ازاي وهي مش قادره تخدم نفسها
رسيل بصوت مخنوق:يعني ايه؟!..
سامح:يعني من الآخر انا هفسخ الخطوبه الي بنا وكل واحد يروح لحاله
فاقت من شرودها في الماضي علي صوت دقات الباب
فأزالت دموعها بسرعه واذنت للطارق وكان مالك..
مالك:حبيب قلبي عامل ايه
رسيل مبتسمه:الحمد لله
مالك:يا رب دايما،
معلش جيت اطمن عليكي وهسيبك علشان مرهق جدا،
واقبل عليها وقبلها علي جبهتها وقال:تصبحي علي خير
رسيل بإبتسامه: ولا يهمك...
وانت من اهل الجنه
وخرج وتركها تستعيد ذكرياتها تلك الذكريات التي لا تأبي الخضوع او الاستسلام عن الرحيل...
في قصر الصياد
كان والد أدهم ويدعي شريف جالس ينتظر قدوم أدهم ومريم ليخبرهم بما حدث...
فلاش باك..
كان يجلس في شركته الي أن دخلت عليه السكرتيره..
السكرتيره:في ناس عايزينك يا فندم
شريف:ناس مين؟
السكرتيره:هما اتنين صعايده وقالوا ان عايزين حضرتك ضروري
شريف وقد اصابته الريبه فهو يعلم أن قدومهم لا يبشر بالخير:
تمام دخليهم
عندما دخلوا اجلسهم وطلب لهم واجب الضيافه..
أحد الرجال:نحنا جايين علشان نجولك علي الي حوصل عندينا في البلد
شريف:ايه هو الي حصل؟!وايه داخلي بيه؟!...
الرجل الاخر:كيف وانت من عيله الصياد
والي صار راح نجولك عليه...
الي حوصل من 30 سنه حوصل تاني
شريف بفزع:ايه تاني!
الرجل:للجسف حوصل وحد من عندينا جتل واحد من عيله السيد ورايدين ياخدوا بتارهم
شريف:مش انتهت المره الي فاتت بالنسب.
الرجل:ايوه انتهت بالنسب بين العلتين
لكن ربك ما اراد يحصل بيناتهم خلفه وهما ماتو وبكدا يكون ما عاد في نسب بناتنا وعيله نعمان استغلوا الفرصه ووجعوا بيناتنا
شريف:وايه الحل دلوقتي
الرجل:الحل انه يصير النسب تاني بين العلتين،والمرادي ولدك وبتك هما الي راح يتجوزوا من عيله السيد
شريف بغضب:وليه ولادي هما الي يتحاطوا في النسب دا
الرجل:هما من عيله الصياد وانت عارف أننا مش بيدنا وولادنا كلاتهم في سن صغير
شريف:ومين من عيله السيد الي هتخلوا ولادي يتجوزوهم.
الرجل:ولاد عصام
شريف وقد تذكر شيء من الماضي:عصام السيد
الرجل:انت عارف انه عنده ولدين وبنت واكيد هتوافق لأنه كان صاحبك في يوم من الايام
الرجل الاخر:احنا مضطرين نمشي وهنسيبك تفكر وانت عارف كيف التار...،
وابجي دور علي عنوان عاصم نحنا ما نعرف عنه شيء من ساعه ما ساب البلد...
وابجي اتصل علينا عشان نخبر عيلته ويروحو يكلموهم
ثم استأذنوا وتركوه يفكر في ماض مر عليه سنوات...
باك
فاق علي دخول مريم وادهم فتوجهت إليه مريم تحتضنه..
مريم:بابي عامل ايه
شريف:الحمد لله،ثم نظر الي ادهم وقال:
عايزك في المكتب حالا
دخل أدهم وراء والده ليعلم ماذا يريد،وعندما جلس..
شريف:أنا عارف موقفك من الجواز ايه بس الي حصل لازم توافق علي الجواز بأي تمن
ادهم:مش فاهم ايه الي يخليني اتجوز غصب عني
شريف:التار
ادهم:التار!..تار ايه
شريف وقد حكي له ما حدث...
ادهم بعصبيه:وانا داخلي ايه بالموضوع دا واتجوز واحده معرفش ايه اخلاقها وكمان أختي عايزين تجوزوها لواحد منعرفهوش
شريف:أهدي يا ادهم العصبيه مش هتحل حاجه وبعدين فكر في أختك وفكر ان التار هيتاخد من عليتنا وناس كتير هتموت
ادهم وقد هدأ قليلا:انت عارف موقفي من الجواز واني مش هتجوز تاني
شريف:يا ابني مش كل الستات ذي بعض
فكر يا ابني انت فإيدك تنقذ حياه ناس
وبعدين انا مش مستعد اخسرك
قام ادهم واستأذن وهو يفكر فيما سيحدث وكيف عليه ان يقبل بتلك الزيجه؟.