قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية عمياء في يد الصياد للكاتبة إسراء سمير الفصل الثاني

رواية عمياء في يد الصياد للكاتبة إسراء سمير

رواية عمياء في يد الصياد للكاتبة إسراء سمير الفصل الثاني

في الجامعه..
كانت جني تجري لتلحق بالمحاضره فهي قد تأخرت عليها وبينما هي تجري
اذا بقدمها تتعثر في شيء وتقع علي الارض فتألمت كثيرا ولكنها تحاملت علي نفسها وقامت وتوجهت الي المدرج،
وعندما دخلت وجدت الدكتور يشرح...
جني:اسفه يا دكتور
محمود:أنا مش قايل المره الي فاتت ممنوع التأخير.

جني ما زالت تتالم:اسفه يا دكتور وإن شاء الله مش هكررها تاني
محمود:اتفضلي ادخلي بس دي آخر مره
جني:شكرا لحضرتك
دخلت جني وجلست واكمل محمود الشرح
وفجأه سمع صوت احدا اطلق صرخه عاليه
فالتفت الي الصوت،وايضا كان الجميع قد توجهت انظارهم تجاهه.

عندما دخلت جني جلست بجانب صديقتها وبعد زمن قليل داست صديقتها علي قدمها المصابه بغير قصد فاطلقت صرخه عاليه
محمود:ايه الي بيحصل هنا يا اساتذه
صديقه جني:اسفين يا دكتور بس دست بالغلط علي رجليها
محمود بسخريه:حلو أوي وحتي لو دستي عليها ايه الصوت الي طلع دا،
قومو انتوا الاتنين اطلعو برا
وكانت ستعتذر لولا انه أشار لهم بالخروج
تحاملت علي نفسها وقامت واتجهت نحو باب الخروج ولكنها قبل أن تصل كان قد اغمي عليها..

هرولت اليها صديقتها واتجه محمود اليها وعندما وجد علي وجهها الالم لا يعرف لما حزن وشعر بأن الالم الذي تحمله قد انتقل إليه...
نفض افكاره وأمر أصدقائها ان يسندوها الي غرفه الطبيبه وبالفعل توجهوا اليها وتم الكشف عليها..
اخبرتهم الطبيبه بوجود إلتواء في قدمها اليسري ولابد من نقلها الي المستشفي...
اتصلت صديقتها بأحد وبعد قليل حضر أحمد
وعندما اتجه الي غرفه الكشف وكان يبدو عليه القلق...

احمد:جني عامله ايه؟!
صديقتها:هي عندها إلتواء في رجليها وعايزه تتنقل للمستشفي
أسرع أحمد الي الداخل وقد فاقت جنه
احمد:انتي كويسه يا حبيبتي
جني ابتسمت بألم:الحمد لله متقلقش عليا
وبعد فتره قام أحمد وحملها لكي يتوجه الي المستشفي
كل هذا تحت أنظار محمود الذي لا يدري لما أحس بالضيق وقد تذكر انهما هاتان الفتاتان اللاتان كانا يتحدثان اثناء صعوده الي المدرج..
وبعدما أدرك انه من الممكن أن تكون زوجته
تملكه الحزن وغادر المكان

في منتصف الليل في غرفه رسيل كانت ناءمه علي سريرها يبدوا عليها الخوف والانزعاج وجبينها المتعرق الذي يدل علي انها تحلم حلما مزعجا...
الي أن فاقت وهي تطلق صرخه فاق علي اثرها محمود ومالك
وتوجهوا الي غرفتها وعندما دخلوا وجدوها تجلس علي السرير تبكي بكاء حار وتستعيذ بالله من الشيطان الرجيم،
فتوجهوا إليها وجلسوا بجانبها...

محمود وهو يملس علي شعرها:أهدي يا رسيل دا مجرد كابوس
رسيل ببكاء:كل..يوم..أحلم بالحادثه..
مش قادره استحمل..كل ما افتكر ان الحادثه مات فيها بابا وماما...

ثم ازداد بكاؤها
مالك:ربنا يرحمهم يا رسيل،ادعيلهم بالرحمة والمغفره
رسيل ببكاء:ربنا يرحمهم،أنا حاسه اني السبب في موتهم
محمود:متقوليش كدا..الحادثه كانت قضاء وقدر انتي ملكيش ذنب في الي حصل..كل شيء مكتوب
رسيل قد هدأت قليلا واستغفرت ربها
وبعد قليل تحدث محمود:
نامي كويس علشان بكره ان شاء الله تييجي معانا الحفله
رسيل باستغراب:حفله ايه؟!

محمود:نسيت اقؤلك معلش
بكره يا ستي زمايلي عاملين حفله صغيره بمناسبه اني بقيت دكتور في الجامعه وانتي لازم تكوني موجوده
رسيل:بس يا محمود أجي ازاي وانا كدا..
مالك:هو ايه الي كدا؟
رسيل:أنا عاميه..ازاي عايزني أجي معاكم هناك وسط الناس
محمود:في ايه يا رسيل انتي من ساعه الي حصل وانتي مش بتخرجي من البيت خالص...
ليه كدا؟!

رسيل:أنا مش عايزه اعطلكم وتنشغلوا بيا
مالك:يا حبيبتي انتي اختنا واغلي حاجه عندنا في الدنيا دي وإذا مكناش ننشغل بيكي هننشغل بمين
رسيل بإبتسامه:ربنا يخليكوا ليا
محمود:كدا ملكيش اي حجه
مالك بهزار:فيها عجه..هههه
قام محمود بضربه بالوساده قائلا:
ايه خفه الدم دي..ياختي بطه.

قام مالك متصنعا الغضب:لا مسمحلكش انا الدكتور مالك يتقلي بطه..شوف انت بتكلم مين
محمود وقد هم بالقيام...فخاف مالك وهرب الي الخارج،
فرجع محمود الي مكانه
كل هذا ورسيل غارقه في الضحك
محمود:عجبك كدا عمايل اخوكي الكبير المفروض انه عاقل
في تلك اللحظه دخل مالك وقال بدراما:مش عجبك طلقني
رسيل:هههه مش قادره
سعد الاخوان بسعاده اختهما وتوجه كل واحد منهم الي غرفته بعدما اطمأنوا عليها

في مكان هاديء وجميل وسط الورود وأصوات الطيور تغني بلحن عذب تجلس فتاه تغطي اعينها بقماش اسود..ترتدي فستانا ابيض وكأنها ورده بيضاء نقيه وسط أجمل الزهور
كان ادهم يراقبها من بعيد وأراد أن يقترب ليراها عن قرب ولكن كان هناك ما يمنعه لقد ثبتت قدمه في مكانها ولم يعد يستطيع التحرك
وفجأه سمع صوتا من خلفه...صوتا يبغضه بشده يقول:
شايف مش هخليك توصلها ابدا،هههههه
وأخذ يعلو صوت ضحكاتها...

قام ادهم من نومه واستعاذ بالله من الشيطان
وبعدما هدأ أخذ يفكر من تلك الفتاه التي تأتي إليه في احلامه؟! ولما يراها مغطاه العينين؟!
استطرد افكاره وقام يتوضأ ليصلي لعله يشعر بالراحه

في الصباح التالي في مستشفي الصياد
بعد انتهاء احدي العمليات خرج ادهم مرهقا بعض الشيء وخلفه مالك
كاد مالك ان يذهب إلا ان استوقفه ادهم قائلا:
دكتور مالك عايزك في مكتبي
ذهب مالك مع ادهم الي مكتبه وجلسا معا
وبدأ ادهم الحديث..

ادهم:أنا عايز اشكرك علي مجهودك الرائع الي بتبذله في المستشفي رغم انك لسه جديد هنا
مالك:دا واجبي وواجب أي طبيب مكاني
ادهم:يا ريت كل...
وكاد ان يكمل إلا أنه تفاجأ ب..
دخلت مريم باندفاع الي الحجره وهي تدفع الباب قائله:
دومي حبي..

وكادت ان تكمل إلا أنها لاحظت وجود شخص مع أخيها فأكتسي وجهها بحمره الخجل
وقالت وعيناها تتأمل ارضيه الحجره:
اسفه..عن اذنكم
كل هذا ومالك ينظر اليها وقد تذكر أنها تلك الفتاه التي رآها مع الطفل تلاعبه
فاق علي خروجها من الغرفه وانتبه لصوت ادهم يقول:
آسف علي الي حصل،أختي دايما كدا
مالك وقد سعد كثيرا بأنها اخته وخفي بصعوبه سعادته:
ولا يهمك يا دكتور ادهم...استأذن انا.

ادهم:اتفضل
خرج مالك وبعد قليل دخلت مريم فنظر إليها ادهم في حده وقال:
عجبك الي عملتيه دا
مريم بأسف ودموع في عينيها:اسفه يا ادهم مكانش قصدي
قام ادهم إليها وقال لها:
خلاص متعيطتيش..ايه مبتصدقي
انا مغلطتش لما قولت طفله
مريم وهي تمسح دموعها كأطفال:أنا مش طفله
ادهم:هههه ماشي يا سيتي،قوليلي بقا كنتي عايزه ايه.
ابتسمت مريم وقالت:دايما فاهمني.

بص يا دومي صحبتي عزمتني علي حفله صغيره في الكليه عندها وانا عايزه أروح وقولت لبابا وهو وافق
ادهم:طيب انتي قولتي لبابا جايه ليه بقا عندي
مربم:أصل عربيتي عطلانه فعيزاك توصلني
ادهم:قولي كدا بقا..أمشي يا مريم مش فضيلك
مريم بترجي:بليز يا دومي...بليز...بليز...بليز
ادهم:خلاص يا زنانه هوصلك اهدي
مريم بفرحه:yes
ادهم:طفله

 

كانت رسيل في غرفتها تجهز نفسها لحضور تلك الحفله..
ارتدت فستانا باللون الازرق الفاتح فقد احضروه لها اخويها بكل حب فهم اعينها التي لا تري بهما
بعدما انتهت من وضع حجابها بعد معاناه ارتداؤه هو والفستان سمعت طرق علي الباب وكان مالك فتحدث قائلا:
رورو..خلصتي ولا لسه
رسيل:خلصت يا مالك
دخل مالك واقترب منها وقال لها:
بسم الله ما شاء الله..ايه الجمال دا
ابتسمت رسيل في خجل:بجد حلو عليا...

طيب الطرحه مظبوطه
مالك:بصي هيا محتاجه شويه تظبيط
وأخذ يعدل لها حجابها وعندما انتهي
وكاد ان يكمل حديثه معها...لكن قاطعه دخول محمود قائلا:
ايه القمر دا..احلي أخت ولا ايه.

رسيل بتأثر:بجد مش عارفه اقؤلكم ايه...انتم أغلي حاجه في دنيتي...من غيركم اضيع بعد ربنا
اقترب مالك ومحمود منها وتحدث مالك أولا...
مالك:حبيبتي انتي كمان اغلي حاجه عندنا،بس خلي املك في ربنا كبير
رسيل:ونعمه بالله
محمود:شوفي نستيني كنت جاي ليه
أعطي لرسيل كرافات في يدها لتربطها له وهو يقول:
يلا بقا بإيديكي الحلوه دي اربطيها.

بدأت تربطها له بحظر فهي كانت تفعل ذلك قبل تلك الحادثه وبعدما انتهت قالت:
أمته هتعرف تعملها
محمود وقد احاطها بإحدي زراعيه قائلا:
واتعلمها ليه وأختي حبيبه قلبي موجوده
رسيل:لا مش هبقي موجوده علطول،بكره تتجوز ومراتك هيا إلي تعملها وهتسبني
محمود:ومين قالك إني هسيبك،هأخدك تعيشي معايا.

هنا تدخل مالك واخذها منه فأصبحت خلف مالك وقال:
مين قالك أنك إلي هتخدها...أنا إلي هخدها تعيش معايا
وكاد ان يستمر جدالهما...إلا أن رسيل قاطعتهم وهي تقف بينهم قائله:
باااس...هروح عندكم انتم الاتنين
ويالا علشان نروح الحفله
خرجوا من بيتهم وعلي وجوههم السعاده وانطلقوا حيث تلك الحفله

كان شريف جالسا في مكتبه يراجع بعض اعماله إلي أن قاطعه رنه هاتفه فأجاب...
الشخص:شريف بيه عرفت عنوانهم وبعض المعلومات عنهم
شريف:كويس ابعتلي العنوان والتفاصيل في رساله
الشخص:حاضر يا شريف بيه
اغلق الهاتف وبعد قليل جاءته رساله فيها العنوان والتفاصيل،وعندما قرأها بدت علي وجه علامات الحزن وأيضا الندم فقد علم بشأن وفاه أعز اصدقاؤه
وعندما اغلق الهاتف شرد بزكرياته بعيدا ثم قال:
يا ريتك موجود يا عصام علشان تسامحني علي إلي عملته فيك

في بيت ريتال كانت جالسه في غرفتها مسطحه علي بطنها تلاعب قدميها في الهواء،وتحمل بيدها هاتفها تتصفح الفيس..
وبالتحديد صفحه عمر...إلي أن توقفت علي ذلك البوست..
تلك المرأه التي ستمتلك قلبي لابد وأن تكون مختلفه عن الجميع ليس فقط في مظهرها الخارجي إنما أيضا جوهرها الداخلي،فهي ستكون في نظري جوهره خاصه فريده
من نوعها
تملكها الحزن فكيف سينظر لها عمر وهي بتلك الهيئة، اعتدلت وقامت من مكانها واتجهت حيث المرآه ووقفت امامها تتأمل شكلها...

وجدت تلك النظارات الكبيره التي تأخذ مساحه من وجهها،وذلك التقويم علي اسنانها، وغيره من ملابسها الغير متناسقه سواء في البيت أم في الخارج...
فاقت من تأملها لنفسها علي دخول والدتها وتدعي سحر:
سحر:مالك يا ريتال واقفه عندك بتعملي ايه؟!
ريتال:ولا حاجه يا ماما...حضرتك كنتي محتجاني في حاجه
سحر:كنت جايه اقؤلك ابن خالتك عمر..
ريتال بلهفه لسماع اسمه:ماله يا ماما؟!

سحر:عقبال عندك هيخطب قريب
وقع هذا الخبر عليها كالصاعقه،سيتزوج بأخري غيرها وهي التي نسجت احلاما ورديه معه
وبتلك السهوله انتهي كل شيء
حبست دموعها بصعوبه من أجل ألا تلاحظ والدتها وقالت بصوت مخنوق:
ألف مبروك
سحر:حضري نفسك بقا علشان رايحيين نبارك لخالتك
ريتال:حاضر يا ماما
خرجت والدتها وتركتها تزرف الدموع يصاحبها الألم الذي أصاب قلبها بسهام قاتله

وصل محمود ومالك ورسيل حيث الجامعه واتجهوا إلي المكان المقام فيه الحفل،
دخلت رسيل مع اخويها وهي تشعر بالرهبه والقلق لكونها وسط أناس كثيره وهي بينهم عاجزه
بعد قليل اضطر اخويها لتركها وحيده في مكان منعزلا قليلا عن الاخرين
في أول الأمر اضطر محمود إلي الذهاب لاصدقاؤه وبقيت مع مالك..
كان مالك كالعاده يمازحها إلي أن فجأه تشبست به رسيل خائفة...
مالك:في ايه يا رسيل؟

رسيل بخوف:في حاجه جنب رجلي
نظر مالك في الأسفل فوجدها قطه صغيره فأبعدها عنها
وضحك مالك قائلا:
متخافيش يا رورو دي قطه مش هتعملك حاجه
تركته رسيل واطمأنت..
وأثناء ذلك وصل ادهم بسيارته إلي مكان الحفله ودخلت مريم بعدما ودعته،
وبينما وهو يلتفت إذ يري ذلك المشهد من بعيد...

فتاه يضايقها بعض الشباب..فخرج من سيارته قاصدا الدفاع عنها
وعندما اقترب منها اعتلت وجه ملامح الدهشه ثم تبدلت بسرعه إلي الغضب الشديد وكاد يقترب أكثر
إلا انه لاحظ أحدا آخر توجه اليها ليساعدها
وقد دافع عنها ذلك الشخص ورأها تحتضنه وتبكي بشده..
فلم يستطع الاقتراب واتجه إلي سيارته وانطلق مسرعا وعيناه بهما لهيب الحقد والكره الشديد...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة