رواية عشقتك رغم قسوتك بقلم إيمي الرفاعي الفصل الرابع
مرت عدة أيام وعادت حنين الى عملها بقلب مثقل بالحزن فبعد أن سنحت لها الفرصه الوجود معه في مكان واحد لتمتع نظرها برؤيته وترضي شوقها بوجوده فجأه تطرد من جنه حبه كآن القدر لايريد لها الراحه
في المساء بعد عمل شاق دلفت حنين الي منزلها وهي تشعر بالتعب
سيد: انت جيتي..
زفرت ضيقا.. اه عايز حاجه
سيد.. اه اقعدي
حنين.. خير
سيد: خير طبعا انا مابيجيش ورايا الا كل خير
ضحكت تهكما: انت هتقولي
سيد: جايلك عريس
اتسعت عيناها ذهولا: ايه عريس
سيد: اه عريس امال انت هتفضلي قاعده ليه هنا كتير
حنين: هو انا تعباك في ايه. انا مش عايزه اتجوز
سيد: خلاص انا اديته كلمه وكتب الكتاب الاسبوع الجاي..
صدمت مما سمعت فارتفعت نبرة صوتها بغضب.. ايه ازاي انت بتتصرف في حياتي زي ماانت عايز
سيد: انتي اتجننتي بتعلي صوتك عليا انا ابوكي والي شايفه صح هعمله برضاكي او غصب عنك
لوحت له وهي تصرخ في وجه.. لا انا مش موافقه ومش هسيبك تضيع مستقبلي وتجوزني بالعافيه
اقترب منها ممسكا شعرها و هو ينهرها: انتي اتجننتي انا هعلمك ترفعي صوتك ازاي وهتجوزي برده..
وظل يصفعها ويضربها حتى خارت قواها ليتركها تسقط وتتلوى من شده الالم سندت ظهرها على الحائط وهي تبكي: اه ياربي اعمل إيه. اروح لمين. فينك يا امي سيبتيني لوحدي سيبتيني اتعذب ليه مااخدتنيش معاكي انا لازم اهرب. ماينفعش افضل هنا بعد كده.. بس اروح فين انا ما ليش حد.. مافيش غير حل واحد. وربنا يستر وأصعب عليهم ويحموني منه..
جهزت حقيبتها وخرجت مسرعه قبل عوده والدها.. وصلت منزل رقيه في منتصف الليل. وهي تتلفت حولها خوفا.. وقفت امام حارس البوابة وهي ترتجف من البرد: ممكن تبلغ مدام رقيه أني عاوزاها
نظر لها بريبه.ثم دخل ليخبر أهل البيت
الحارس: ياهانم حنين إلي كانت شغاله هنا عايزه تقابل حضرتك
بلهفة وشوق: هي فين
الحارس.. واقفه بره
رقيه: دخلها بسرعه..
فتح لها الباب لتدلف داخلا وهي ترتجف خوفا تفاجأت رقيه بهيئتها.فاتجهت إليها مسرعه.. حنين
لم تتحمل حنين ماحدث لها من قسوه القريب قبل الغريب لتسقط مغشيه عليها صرخت رقيه ليخرج على أثر صوتها ادهم ويوسف ليتفاجآوا بوجود حنين
رقيه: الحقني يا ادهم
ادهم‘..في ايه
رفعها مسرعا إلى غرفة المعيشة واجلسها ببطئ: زينب هاتي حاجه نفوقها بيها
يوسف. ..ايه الي عمل فيها كده..
جلست رقيه بجانبها وهي تبكي.. معرفش انا اتفاجأت بيها ولسه بكلمها لقيتها اغمى عليها
حملت رقيه زجاجه العطر من زينب وقربتها من انف حنين لتساعدها على الاستيقاظ. بعد قليل من الوقت.. تململت حنين وهي تذرف دموع الخوف ربتت رقيه على يدها بحنان: اهدي ماتخافيش أنا معاك..
فتحت عينها ببطئ لتحاول استيعاب مكانها لتجد وجه رقيه الحنون يطالعها بقلق: اهدي إيه إلي عمل فيكي كده
ارتمت في أحضانها وهي تشهق من الخوف. لتربت على ظهرها: خلاص ماتتكلميش دلوقتي ساعديني يازينب نطلعها اوضتها. والصبح نفهم منها
ساعدتها زينب على النهوض وهي تتألم من ألام جسدها..
رأف يوسف لحالها: مين إلي ممكن يعمل فيها كده انت شايف جسمها ووشها عامل ازاي
جلس ادهم بملل: تلاقي حراميه طلعوا عليها من الناس إلى تعرفهم. انا قلت ان مابيجيش وراها الا المشاكل
يوسف.. ‘حرام عليك خلي في قلبك رحمه
ادهم: سبتهالك أنت انا قايم انام..
دلفت حنين إلى غرفتها السابقه لتساعدها زينب على التسطح على السرير. أغمضت عينيها بتعب لتجلس رقيه بجانبها: نامي ياحبيتي وبكره يحلها ربنا
خرجت من غرفتها وقلبها يشعر بالحزن على حنين
ادهم: نامت
رقيه: اه
ادهم: ماحكتش لك حاجه
رقيه: لا مارضتش اضغط عليها الصبح نفهم منها
ادهم: لما نفهم تمشي علطول..
رقيه: لا اعمل حسابك انك مش همشيها أنا ماصدقت أنها رجعت
ادهم: حضرتك بتقولي ايه
رقيه: زي ماسمعت انا في الاول ماكنتش راضيه عن الي عملته وقولت اسيبك شويه بس اني امشيها تاني انسى
ادهم: انا مش فاهم انتي متمسكه بيها قوي ليه
رقيه: انا حره ولا خلاص كبرت عليا ومابقاش ليا رأي في البيت
ادهم: مش قصدي ياماما انتي الكل في الكل اعملي الي يريحك بس افتكري اني حذرتك: لتتركه يشتعل غيظا من اصرار والدته على التمسك بهذه الفتاه
في الصباح الباكر: استيقظت حنين وهي تشعر بالتعب في جميع أنحاء جسدها. لتدلف رقيه مع خادمتها وهي مبتسمه: صباح الخير حطي الفطار يازينب وانزلي
تركت الطعام تاركه رقيه تجلس امام حنين لتساعدها على الجلوس: عامله إيه دلوقت
اعتدلت في وضعها: الحمد لله انا اسفه على الإزعاج بس مالقتش حد الجأله غير حضرتك
رقيه: عين العقل.. قلتلك قبل كده انتي زي بنتي واوعي تفتكري علشان الي حصل اني كنت هسيبك انا عارفه انك اتظلمتي وكنت هستني شويه لما ادهم ينسى الي حصل وهجيبك تاني المهم دلوقت ايه الي عمل فيكي كده..
سقطت دموعها وهي ترتجف: بابا
رقيه: ليه وايه السبب
حنين: علشان رفضت العريس الي جايبه
رقيه.. وهو علشان رفضتي يعملفيكي كده
حنين: علشان انا مش اكتر من صفقه بيتاجر بيها من غير مايكون فيكا رأي ولما بوظت خطته ضربني انا مش عايزه ارجعله تاني خليني هنا ابوس ايدك هشتغلك خدامه بس ماارجعش:
اخذتها في احضانها. .اوعي تقولي كده انتي غاليه عليا ومش هترجعي ماتخافيش سيبي الموضوع عليا قومي دلوقتي خدي حمام وافطري وربنا هيحلها
………على مائدة الإفطار.. يتناول ادهم قهوته وهو يتصفح بعض الأخبار على هاتفه.. يجلس يوسف بجواره: أمال روقه فين لسه ماصحيتش
دلفت رقيه على سؤال يوسف: لا انا صحيت
يوسف: صباح الفل حنين صحيت
نظر له ادهم بنصف عين وهو يلوي شفتيه لتجيب رقيه: اه صحيت واطمنت عليها
يوسف: قالتلك مين الي عمل فيها كده..
رقيه: ابوها
يوسف.. ازاي يعني وليه
رقيه: عايز يجوزها بالعافيه ولما رفضت مد ايده عليها
يوسف: ده انسان مش طبيعي هو الجواز بالعافيه
رقيه: هو حقيقي مش طبيعي. وكل الي يهمه الفلوس
ترك ادهم مايطالعه ليسألها باهتمام: وحضرتك ناويه تعملي ايه
رقيه: هعمل ايه يعني هتقعد معانا
ادهم: بصفتها ايه
رقيه: زي ماكانت قاعده في الأول ايه المشكله..
ادهم: المشكله ان باباها لما يجي يدور عليها هيعمل مشكله وهيكون عنده حق لان مافيش اي علاقه تربطنا ببها
رقيه: وانا قولت انا مش همشيها وهتفضل قاعده هنا
ترك مابيده ليخرج من الغرفه.. براحتك بس افتكري لوجه اخدها بالعافيه مش هقدر امنعه لان لتاني مره بقولك مافيش علاقه تربطنا بيها
همست بداخلها: هيبقي في
عاد سيد من سهرته مناديا على حنين: انتي ياست حنين انتي فين..
دخل غرفتها ليجد جميع ملابسها مختفيه وهي غير موجوده ليجلس على المقعد وهو يستشيط غضبا: نهار ابوكي اسود هربتي وحياة امك لهجيبك
خرج مسرعا الي عملها في المشفى باحثا عنها. دخل غرفه الممرضات صائحا بصوت اجش: هي فين
تفاجات امل بوجوده: أهلا ياعم سيد خير
سيد: حنين فين
امل: ماهي مروحه انبارح هي لسه ماوصلتش
سيد: لا روحت ياختي
امل: امال في ايه
سيد: هربت..
شهقت من الصدمه: هربت ليه عملت فيها ايه
سيد: انت مالك هي فين
امل: معرفش مشفتهاش من انبارح
سيد: عارفه لوعرفت انك مخبياها هسود عيشتك انت كمان جاتكم القرف
تركها وهو يزفر غيظا ليبحث عنها في مكان اخر انتظرت خروجه لترفع سماعه هاتفها للاطمئنان على حنين
امل: الو حنين.. انتي فين طمنيني عليك ابوكي قالب الدنيا عليكي حصل ايه
حنين: انا كويسه..
امل: طيب في ايه وليه سبتي البيت
حنين: كان لازم يحصل من زمان من وقت لما كان بيضرب امي قدام عيني لما اهاناته الي مابتخلصش واخرتها عايز يجوزني بالعافيه
امل: ايه هو اتجنن طيب انت هتعملي ايه وروحتي فين
حنين: ماتقلقيش عليا انا عند مدام رقيه
امل: طيب لو عرف مكانك هتعملي ايه
حنين: معرفش بس انا مش هرجعله تاني حتى لو هموت نفسي
امل: طيب اهدي ان شاء الله مش هيعرف مكانك خلي بالك من نفسك وانا كل شويه هكلمك سلام
حنين: ماشي ياحبيتي سلام..
…..انتهي اليوم وسيد يستشيط غضبا في البحث عنها ولكن دون جدوى لم يعثر عليها بعد
جلس وسط اصدقاء السوء محاولا ايجاد حل لمشكلته
سوسو: ايه يامعلم مبوز ليه
سيد: البت حنين هربت
سوسو.. ليه عملتلها ايه
سيد.. مش عايزه تتجوز
سوسو: ياخيبتها هو حد لاقي رجاله ممكن العريس مش عجبها
سيد.. المشكله دلوقتي لو مااتجوزتش هروح في داهيه
سوسو: ليه انت عملت ايه يامدهول
زفر غيظا: كاتب على نفسي كمبيالات للمعلم فتحي..
شهقت من الصدمه: مش لاقي الا المعلم فتحي تتعامل معاه ده نابه ازرق وماعندوش ياما ارحميني
سيد: اعمل إيه اخدت منه بضاعه واتسرقت مني ولما عرف طلب فلوسه والا يتجوز حنين وانا مش عارف اعمل إيه دلوقتي
سوسو.. طيب دورت عليها
سيد: ماسبتش مكان الا دورت فيها
سوسو.. دورت عند الناس الي كانت بتشتغل عندهم
صمت قليلا ليفكر: عندك حق مافيش غير الست الي كانت عندها قبل ما ترجع البيت كانت بتشكر فيها: ترك مابيده ليتحرك مسرعا.: رايح فين
سيد: هروح اشوفها عندهم..
…..وصل سيد الى الفيلا بملامح واجمه كانه يريد الشجار مع احدهم. اعترضه احد الحراس: عايز ايه
سيد.. عايز الناس الي جوه وسع كده
مسك يده بعنف: رايح فين هي وكاله من غير بواب استني هنا لما ابلغ البيه
تركه واقفا وذهب الى الداخل ليخبر اهل البيت
الحارس: ادهم بيه في واحد بره عايز حضرتك
ادهم: مين ده
الحارس: معرفش هو قال انه عايز حضرتك وعمال يزعق
ادهم: خليه يدخل لما نشوف عايز ايه..
سمح له بالدخول ليقف امام ادهم بضيق: فين بنتي
هز رأسه متعجبا: بنتك مين
رفع صوته عاليا: بنتي حنين الممرضه الي كانت بتشتغل عندكم
ادهم.. ماتعليش صوتك وبعدين انت قولت الي كانت بتشتغل عندنا يعني دلوقت مانعرفش هي فين
سيد: انت بتقول ايه انا سألت وعرفت انها هنا
في الداخل ترتجف حنين من الخوف عند سماع صوت والدها لتحاول رقيه. تهدئتها: اهدي ماتخافيش
توسلت اليها.. ابوس ايدك ماتخليهوش ياخدني
رقيه: انا قلتلك مش هرجعك ماتقلقيش..
حاول الدخول الى الفيلا صائحا: حنين انزلي انا عارف انك جوه
امسكه ادهم بعنف: اطلع بره لاجيبلك البوليس
سيد.. مش همشي من هنا الا ورجلي على رجلها ياحنين.
خرجت له رقيه وفي يدها حنين ترمقه بنظرات اشمئزاز: هدي صوتك انت في بيت محترم
ضحك تهكما: والبيت المحترم يخبي بنات الناس عنده
تضايق ادهم من كلامه: احترم نفسك بنتك هي الي جت عندنا
سيد.. خلاص ياسيدي وانا غلطانلك اتفضلي ياست حنين معايا جايبالي الكلام
رقيه.. حنين مش هتروح معاك..
زفر ضيقا: ليه ان شاء الله
رقيه: هتفضل معايا هنا
سيد: ياهانم قولي كلام يتفهم تقعد معاكي ازاي وفرحها الاسبوع الجاي
رقيه: بس هي مش عايزه تتجوز
سيد.. هو بمزاجها انا خلاص اديت كلمه وادفع مهرها
رقيه.. يعني انت اتفقت واخدت المهر من غير ما تعرف رأيها
سيد: انا ماعنديش بنات ليها رأي ياهانم ماتتعبيش قلبي كتب كتابها الأسبوع الجاي يالا يابنتي ماتزهقنيش
ارتجفت حنين وهي تبكي.. مش هروح معاك حتي لو هموت نفسي
انقض عليها محاولا ضربها: بتقولي ايه يابنت: انتي اتجننتي
امسكه ادهم بغضب: انت هتضربها قدامنا اطلع بره..
اختبأت حنين وراء رقيه وهي تبكي حاولت رقيه تدارك الموقف لتهدئة جميع الأطراف: اهدى ياادهم يااسطى سيد مش انت عايز تجوزها ماعنديش مشكله هتجوزها
نظرت لها حنين نظرات خوف وترجي ان لاتلقيها في التهلكه فربتت على يدها بحنان بان لاتقلق تراجع سيد الى الوراء: مش فاهم يعني هتسيبيها تيجي معايا
رقيه: لا:
سيد: انتي هتحيريني ليه منين موافقه إني اجوزها ومنين مش هتيجي معايا
اخذت نفسا عميقا واخرجته ببطئ قائله بهدوء أعصاب: لان ابني هو إلي هيتجوزها
نزل الكلام كالصاعقة على جميع الموجودين حاولت رقيه الهروب بعينها من نظرات ادهم ليفيق سريعا: بتقولي إيه مين ده الي هيتجوزها
نظرت له بتصميم: انت
حك ذقنه ونظر لهم بخبث: اذا كان كده ماشي بس نتفق الاول:
رقيه: ماعنديش مانع الي انت عايزه هتاخده المهم حنين تفضل معايا
دقق ادهم النظر إلى أمه غير مستوعب ما يحدث.. هو مين هيتجوز مين انا مش فاهم حاجه
رفعت يدها لإنهاء الحوار: ادهم عايزاك جوه وانت يااسطي سيد اقعد خمس دقائق وراجعين وانتي ياحنين ادخلي استنيني جوه
جلس على المقعد باريحيه. كانه فاز باليانصيب: اتفضلي ياهانم:
دخلت رقيه مع ادهم الى غرفه المكتب وهو يشتعل غضبا.. ممكن تفهميني ايه الي حصل جوه
رقيه: ايه الي حصل انت هتجوز حنين
ادهم: ازاي يعني وليه
رقيه: ازاي على ايد مأذون وليه علشان انقذها من ابوها الجشع
لوح بيده غاضبا: انتي عايزه تجننيني هو علشان تنقذيها اقوم انا اتجوزها:
رقيه: ايوه هو ده افضل حل لو ماعملتش كده مش هيسيبها في حالها
ادهم: واحنا مالنا تعنيلنا ايه علشان مهتميه بيها قوي كده
رقيه: ادهم انا مش عايزه كلام كتير انا اخدت قرار ومش هرجع فيه
ادهم: وانا مش صغير علشان تفرضي عليا حاجه انا مش موافق..
وقفت في وجه بكل قوه.. ماتخلنيش اتصرف معاك تصرف اندم عليه: ثم هدأت نبره صوتها.. انا عارفه ياحبيي انك زعلان مني دلوقت بس هتشكرني بعدين واعتبرها جوازه صوري ورقه وخلاص لغايه لما ابوها يبعد عنها وبعد كده اعمل الي انت عايزه: اقتربت منه لتربت على كتفه بترجي: علشان خاطري ماتزعلنيش منك ووافق لو ليه خاطر عندك..
صمت قليلا وهو يشتعل داخليا من الغيظ ولكنه يحب امه ولايريد اغضابها.. اخذ نفسا عميقا ليزفره بضيق: ماشي ياماما موافق بس الموضوع يبقي سر ماحدش يعرفه مش يوم الي اتجوز فيه اتجوز دي
اخذته في أحضانها. وهي تبتسم.. حاضر ماحدش هيعرف اتصل بيوسف خليه يجيب المأزون
ادهم: بسرعه كده
رقيه.. خير البر عاجله يالا ياحبيبي علشان اشوف الراجل الي بره..
خرجت رقيه تاركه ادهم يشعر بالضيق من تصرفات والدته.. جلست امام سيد: اتفضل طلباتك ايه
رجع بظهره الى الوراء ليضع قدمه فوق الاخري: انتي وذوقك ياهانم
تضايقت من طريقه حديثه كإن ابنته سلعه تشترى لتخرج دفتر الشيكات الخاص بها قائله وهي تحرر له المبلغ: خمسين الف كفايه
تهللت اساريره ولكنه حاول عدم اظهار فرحته: ماتهزيها شويه. ده انتي واخده جوهره مش علشان بنتي بس حنين ادب واخلاق وجمال النوع بتاعها مابقاش موجود زيه كتير:
تنفست غضبا: سبعين الف وتنسي انك عندك بنت
سيد: حد ينسى بنته ياهانم
رقيه: هو ده الكلام اللي عندي اذا كان عاجبك
سيد.. لا عاجبني. بس معلش في السؤال ايه الي يخلي هانم زيك متمسكه ببنتي كمان عايزه تجوزها ابنها الوحيد
رقيه: زي ماانت قلت ان حنين جوهره ومش اي حد يعرف يقدرها انا بس الي عارفه قيمتها وعمري ماهفرط فيها زي ماانت عملت
التقط الشيك من امامها سريعا وهو يبتسم بملئ فمه.. اهي عندك اشبعي بيها..
في الداخل اتصل ادهم بيوسف لاخباره باحضار مأذون حالا ليتعجب يوسف من طلبه: مأذون ليه ولمين
ادهم: امي هتجوزني
سيف: ليه.. ازاي مش فاهم حاجه
ادهم: لما تيجي هتفهم كل حاجه يالا ماتتاخرش سلام
انهى معه الاتصال ووجه ينم عن غضبه وغيظه من هذ الفتاه التي اربكت حياته واستحوذت على عقل امه: اما نشوف اخرتها معاكي ياست حنين
حضر يوسف ومعه المأذون ليتم عقد القران وكل منهما ينظر الى الاخر نظره خوف.. تعجب.. غيظ:
وقف سيد قائلا.. مبروك يا ابو نسب خلي بالك منها. مبروك ياهانم استاذنكم انا يالا ياعم الشيخ خدني في طريقك
خرج دون النظر الى حنين كانها لاتعنيه بشئ فسقطت دمعه ساخنه على وجنتها لتربت رقيه على كتفها: مايستهلش انك تعيطي علشانه
مسحت دموعها سريعا: مش قادرة اصدق أني رخيصه عنده قوي كده ماصدق باعني للدرجه دي ماليش قيمه..
مسكتها من يدها بحنان.. اوعي تقولي كده انتي قيمتك غاليه عندي انسيه وفكري في حياتك الجايه يالا روحي ريحي في اوضتك اليوم كان صعب عليك
تركت حنين ورقيه غرفه المكتب تاركين ادهم ويوسف الذي وقف يتأمل ادهم بتعجب: ممكن تفهمني إيه إلي حصل دلوقتي
ادهم: افهمك ايه افهمك ان ادهم السيوفي الي كان رافض يتجوز والي كل البنات كانت بتتمني اشاره منه يتجوز بالطريقه دي
يوسف: ماتنكرش ان البنت قمر بس برده انا مش فاهم حاجه
زفر غيظا ليلتقط مفاتيح سيارته: خلي مرات عمك تفهمك انا خارج..
يوسف.. استنى انت رايح فين
رفع يده ليتركه في حاله: سيبني في حالي هخرج اسهر احاول انسى الي حصل
بعد خروجه هبطت رقيه بعد أن اطمآنت على حنين لتجلس امام يوسف.. صاحبك راح فين
يوسف: خرج ووشه بيطلع نار.. ممكن روقه حبيتي تفهمني الحكاية بدل ماانا عامل زي الاطرش في الزفه
رقيه: تعالي معايا بره علشان ماحدش يسمعنا..