رواية عاشق المجهول الجزء الثاني للكاتبة أمنية الريحاني الفصل الثاني والعشرون
( حب لا يعرف الانتقام )
فى المستشفى:
تظل فاطمة تنظر للجهة الأخرى دون أى رد، فيهمّ خالد للمغادرة قائلاً: طب يا فاطمة، أنا هسيبك دلوقتى، ولينا كلام تانى
وقبل أن يغادر يوقفه صوت فاطمة قائلة: طلقنى يا خالد!!!!!
يلتفت لها خالد، وينظر لها فى صدمة قائلاً: فاطمة، إنتى بتقولى إيه؟
تنظر له فاطمة فى تحدى قائلة: إيه مسمعتنيش، ولا يمكن بتتخيل زى ما كنت تقول عمرى بتخيل، بقولك طلقنى، طلقنى يا أبيه خالد، طلقنى، يا عمرى اللى فات كله، طلقى يا أخويا وأبويا وحبيبى وجوزى، طلقنى يالى أبويا فداك بعمره وأداك جتة من جسمه جواك، كان فاكر إنه بيقدمهالى عشان يحافظ عليا، طلقنى يا ابو ولادى، يالى بسببك قتلت واحد منهم، طلقنى لأنى كرهت نفسى قد ما حبتك، طلقنى لأنك كنت طول عمرك نقطة ضعفى، طلقنى لأن حبك بقى مرض بيسرى فى دمى، طلقنى عشان كل لحظة دوست عليا فيها، طلقنى لأنى خلاص تعبت وأكتفيت من جرحك وعذابك، ومعنديش أى إستعداد أكمل فى مهزلة حبى ليك ساعة واحدة تانية..
ينظر لها خالد فى حزن قائلاً: يا فاطمة افهمينى، أنا مش عايز نتطلق مش عايز أسيبك، أنا بحبك، انا كل اللى عايزه تبرريلى تصرفاتك، تقوليلى بتروحى فين
تنظر له فاطمة فى سخرية قائلة: آه قصدك أبرأ نفسى أدامك مش كده، لا يا خالد مش هيحصل، أى راجل فى مكانك شك إن مراته بتخونه مكنش زعق ورماها بالإتهامات، كان قتلها شرب من دمها، غسل شرفه زى ما بيقوله، أقل حاجة كان طلقها عشان يحفظ كرامته، لكن أنت بقى لو متأكد إنى فعلا خنتك يبقى مفيش أى لزوم للكلام، أنا أدامك أحفظ شرفك وطلقنى..
خالد: أنا حاسس إن فى حاجة غلط، وعارف إنك متعمليش كده، أرجوكى دورى معايا على نقطة نور فى علاقاتنا
فاطمة: لا يا خالد مش هدور، وأنا اللى بقولك، اعتبرنى خنتك، أيوا يا خالد، أعتبر إنى فعلا إنسانة خاينة متستحقش تنزل شرف إنها تشيل اسمك، وأحفظ كرامتك وطلقنى..
ينظر لها خالد فى حزن ويتركها ويغادر دون أى رد، يقابل غالية أمام الغرفة، فتنظر له فى قلق قائلة: فى يا خالد، حصل إيه؟
يوميء لها رأسه بالرفض ويتحرك فى حزن شديد، تدخل غالية الغرفة، وتجلس بجانب فاطمة، لتنهار فاطمة حضنها قائلة: بابا وحشنى أوى يا عمتو، ياريته كان لسه عايش، ياريته كان فضل معايا، ياريتنى أنا اللى أروحله، تعالى يا بابا خدنى بقىىىىى..
تحاول غالية تهدئة فاطمة، ولكنها تنزل دموعها رغماً عنها وهى تحتضنها حتى تنام، تنظر لها غالية فى حزن قائلة: الله يرحمك يا عاصم، موتك فرق معانا كلنا يا أخويا
فى منزل أهل وردة:
تجلس زهرة على سريرها، فيزن هاتفها برقم حسام، تتردد زهرة فى البداية، ولكن مع إصراره تجيب عليه قائلة: إزيك يا حسام
حسام: مبترديش ليه يا زهرة؟
زهرة: معلش مكنتش جنب التليفون
حسام: طب ممكن أعدى عليكى ونخرج سوا، محتاج أتكلم معاكى شوية
زهرة: لا يا حسام، مش هينفع نخرج لوحدنا، قولتلك إن الخطوبة ليها حدود
حسام: وأنا لما أعوز أتكلم مع خطيبتى إن شاء الله أعمل إيه؟
زهرة: تيجى هنا البيت، ونتكلم مع بعض أدام بابا وماما
يزفر حسام فى ضيق قائلاً: ماشى يا زهرة، أنا جايلك دلوقتى، ياريت تبلغى باباكى
ويغلق فى غضب قبل أن تجيبه زهرة، تنظر إلى الهاتف فى تفكير، وبعدها تقوم من مكانها وتفتح دولابها وهى تفكر فى شيء ما
بعد فترة تخرج زهرة من غرفتها متجهة إلى الخارج، فتوقفها والدتها قائلة: رايحة فين يا زهرة؟
زهرة: رايحة لوردة يا ماما أطمن عليها
والدة وردة: طيب يا حبيبتى، متتأخريش، وخدى بالك من نفسك
تنزل وردة إلى أسفل العمارة، لتتفاجيء بحسام ينزل من سيارته، فتختبيء أسفل السلم حتى تتأكد من أنه صعد لأعلى دون أن يراها، فتذفر فى راحة، وتتجه إلى خارج العمارة مسرعة..
وفى الأعلى:
ينظر حسام لوالدة وردة فى صدمة قائلاً: إيه نزلت إزاى يا طنط؟
والدة وردة: أيوا يا ابنى، راحت عند اختها وردة تتطمن عليها، تلاقيها مكنتش عارفة إنك جاى
حسام: أنا قولتلها إنى جاى دلوقتى، إزاى تمشى وتسبنى
والدة وردة: معقولة، طب لما تيجى أنا هتصرف معاها، أقعد يا ابنى، هى مش هتتأخر
حسام: متشكر يا طنط، أنا مضطر أستأذن
يخرج حسام وهو غاضب من تصرفات زهرة الغير مبررة معه، بينما تنظر والدة وردة لأثره قائلة: ماشى يا زهرة، أنا تحطينى فى الموقف ده، لما تجيلى..
وفى المستشفى:
تخرج غالية من الغرفة، لتتقابل مع عادل قائلة: عادل، كويس إنك جيت، انا لازم أروح عشان أطمن على الولاد، سيباهم لوحدهم مع وردة
عادل: طب فاطمة عاملة إيه دلوقتى يا ماما؟
تزفر غالية فى حزن قائلة: الحمد لله على كل حال يا ابنى، مش مبطلة سؤال عليك، ادخلها
تتركه غالية وتغادر، فيدخل إلى غرفة فاطمة، ليجدها ترقد على فراشها تنظر إلى الفراغ، وما أن تتبه له تنظر له قائلة: أبيه عادل!
عادل: عاملة إيه دلوقتى يا فاطمة؟
فاطمة: تعبانة أوى يا أبيه
عادل: أكلمهم يجيبولك مسكن يا فاطمة؟
فاطمة: اللى تاعبنى يا عادل مفيش أى مسكن ممكن يهدي ألمه
عادل: إنتى اللى تاعبة نفسك يا حبيبتى، ليه مقولتلوش على الحقيقة، ليه مبررتلوش تصرفاتك معاه وقولتيلى إنتى بتروحى فين، ليه مخلية حواليكى ألغاز غامضة هو مش قادر يحلها..
فاطمة: إنتى عايزنى أقف أدام خالد وأحاول أثبتله إنى بريئة ومخنتوش، ياااااااه يا عادل بعد كل العمر ده وكل الحب ده أنا أقف أدام خالد الوقفة دى، عارف يا عادل لما وقف خالد وقعد يرمى عليا الإتهامات وأنا بخونه، شريط حياتى معاه فضل يمر أدامى، كل مرة كان بيجرحنى فيها، كل مرة كان بيدوس عليا فيها، كل مرة كنت بشوفه وهو عريس فى حضن واحدة غيرى، وفضل كلامك يرن فى ودنى ساعتها، لما كنت بتقولى فكرى فى نفسك يا فاطمة، الدنيا زى ما فيها خالد فيها فاطمة، بس أنا مكنتش بسمع كلامك يا عادل..
وتكمل وهى تبكى فى إنهيار قائلة: مكنتش شايفة غيره، كنت مستعدة أدوس على نفسى عشان هو يبقى سعيد، بعد كل ده خالد يفتكر إنى بخونه مع راجل تانى، أنا خاينة يا عادل، أنا خاينة؟
يقترب منها عادل، ويملس على شعرها وهو يحاول تهدئتها، وقد نزلت دموعه رغما عنه، يمسح عادل دموعه، ويجلس على ركبتيه أمامها قائلاً: اهدى يا فاطمة، اهدى يا حبيبتى وقوليلى إيه اللي يريحك، وأنا هعملهولك، وحياة دموعك الغالية دى لأعملك اللي يريحك لو هيكلفنى إيه
تنظر له فاطمة بعيون دامعة قائلة: عايزاه يطلقنى يا عادل..
ينظر لها عادل فى صدمة قائلاً: يطلقك؟! لا يا فاطمة إنتى كده بتتعبى نفسك مش بتريحيها
تمسك فاطمة يده فى رجاء قائلة: أرجوك يا عادل، أنا خلاص تعبت، تعبت من كل مرة خالد بيجرحنى فيها، مبقتش خلاص حاسة بالأمان معاه،بعده عنى أرهون بكتير من الخوف اللى عايشاه معاه وأنا مستنية كل مرة يجرحنى فيها، لو ليا معزة عندك يا عادل خليه يطلقنى، أنا تعبت يا عادل تعبت
ينظر عادل إلى يد فاطمة الممسكة به، وينظر إليها فى حزن قائلاً: حاضر يا فاطمة، هعملك اللي إنتى عايزاه..
فى فيلا الصفدى:
تجلس زهرة مع وردة تروى لها ما حدث بينها وبين حسام، ورد فعلها معه، ولكن وردة تنظر إلى الفراغ ويبدو عليها الشرود، تشير زهرة بيدها فى وجه وردة قائلة: وردة يا وردة، رحتى فين، بقالى ساعة بكلمك
تنتبه وردة لنفسها قائلة: ها، كنتى بتقولى إيه يا زهرة معلش؟
زهرة: لااااا، دا إنتى مش معايا خالص، إيه يا حبيبتى مالك؟
وردة: مفيش يا زهرة، بصى يا حبيبتى، أنا صحيح قولتلك تحدى حدود بينك وبين حسام كأى أتنين مخطوبين، لكن دا مش معناه إنك تعامليه وحش، ولا إنك تهربى منه زى ما عملتى النهاردة، إنتى كده بطفشيه منك
زهرة: أعمل إيه يا وردة، ما أنا ببقى قدامه زى المسحورة، مجرد لما بشوفه بتراجع فى لحظة عن أى قرار واخداه، عارفة لو كنت شوفته فى البيت النهاردة، كنت هعترف من أول قلم، ومش بعيد كنت أقوله بحبك يا حسام روح هات المأذون وأكتب عليا..
تضحك وردة قائلة: مجنونة من يومك يا زهرة، بقولك إيه، تعالى معايا نطمن على الولاد
تتحرك وردة مع زهرة متجهة إلى باب الغرفة، ولكن تسقط فجأة وردة فاقدة للوعى فى صراخ من زهرة، تركض زهرة إلى خارج الغرفة وهى تصرخ، فتتقابل مع غالية قائلة: مالك يا زهرة، بتصرخى ليه كده؟
زهرة: ألحقينى يا طنط، وردة وقعت من طولها مغمى عليها، ومبتردش عليا خالص
تنظر لها غالية فى قلق قائلة: طب روحى حاولى تفوقيها، وأنا هكلم الدكتور حالاً
فى فيلا البدر:
يجلس خالد فى الفيلا يضع رأسه بين كفية وهو يتذكر ما حدث بينه وبين فاطمة وكلماتها له، يدق جرس الباب، فيفتح أحد الخدم، ويدخل عادل ويبدو على ملامحه الغضب، يقترب عادل من خالد، فينتبه له خالد قائلاً: عادل، شوفت اللى حصل، فاطمة عايزة تطلق
عادل: وهطلقها يا خالد..
يرفع خالد عينيه لعادل فى صدمة قائلاً: أنت بتقول إيه يا عادل، أنت اللى عايزنى أطلق فاطمة، دا أنت طول عمرك بتحاول تقرب بينا، إيه اللى أتغير
عادل: أيوا صح أنا طول عمرى بحاول أقربكم من بعض، أنا اللى لفت نظرك لحب فاطمة، وأنا اللى سلمتهالك بإيدى يوم فرحكم، وأنا اللى كنت وكيلها، وأنا اللى كل مرة تتخانقوا فيها كنت بنصحك تعمل إيه معاها، بس كل ده لأنى كنت شايف إن سعادتها معاك أنت، لكن دلوقتى لا، دلوقتى اللى شايفه إن فاطمة مخدتش منك غير الجرح والوجع وتعب القلب، فاطمة من ساعة ما عرفتك وهى بتتوجع وبس، والمرة دى غير كل مرة يا خالد، المرة دى مش هقف معاك عارف ليه..
ينظر له خالد فى إستفهام، ليكمل قائلاً: عشان أنا حذرتك، قولتلك فاطمة مش هتسامحك لو عرفت إنك شاكك فيها، قولتلك هتخسرها، لكن أنت دوست على كل ده، ومشيت ورا شيطانك..
خالد: أى حد مكانى كان هيشك كده، خصوصا إنها رافضة تبررلى موقف..
عادل: لأنها مش مجبرة تبرر إنها مش خاينة، وأنت مش أى حد، فاطمة فتحت عينيها على حبك، أتربت بين إيديك، كل نفس كانت بتتنفسه كنت بتعرفه وبتحس بيه، يعنى المفروض إنك عارفها أكتر من نفسك، لكن أنت دوست على كل ده، وأتهمتها أفظع إتهام وهى الخيانة، فاطمة مش هتبررلك ولا هدافع على نفسها، وأنت بقى كراجل شاكك إن مراته على علاقة مع حد تانى أقل واجب منك تطلقها، لأنى بصراحة مش هبقى مطمن عليها معاك بعد كده، بعد ما كنت السبب فى موت ابنك اللى كان فى بطنها..
ينظر له خالد فى حزن وندم، ليكمل عادل قائلاً: طلقها يا خالد، معدش فى كلام فى علاقتكم ممكن يتقال، أنت دمرت فاطمة من جواها، خليها تلحق تلملم اللى باقى منها، وجودك دلوقتى بقى بيموتها بالبطيء
خالد: لو قولت لا مش هطلقها، أنا بحبها ومش عايز أطلقها..
عادل: ساعتها أنا اللى هقفلك وهنسى إنك أخويا وصاحبى وابن عمتى، وهفتكر إن فاطمة ملهاش غيرى ووصية خالى الله يرحمه
ينظر خالد إلى الفراغ بعيون دامعة..
فى فيلا الصفدى:
يخرج الطبيب من غرفة وردة ومعه غالية قائلة: خير يا دكتور، طمنى عليها
الطبيب: متقلقيش، هى كويسة، ودا طبيعى فى الشهور الأولى
تنظر له غالية فى أستفهام قائلة: يعنى إيه فى الشهور الأولى
الطبيب: يعنى مدام وردة حامل فى الشهر التانى..
تنظر له غالية فى فرح غير مصدقة لما تسمع قائلة: بجد يا دكتور، مرات ابنى حامل
الطبيب: أيوا حامل، أنا كتبتلها شوية فيتامينات، لكن طبعا لازم تتابع حملها مع دكتور متخصص
غالية: طبعا، طبعا، متشكرة أوى
يغادر الطبيب، بينما تدخل غالية إلى غرفة وردة التى ترقد على السرير وبجانبها زهرة، تقترب منها غالية فى سعادة قائلة: ألف مبروك يا حبيبتى، مش قولتلك أصبرى وربنا كبير..
تنظر لها وردة بعيون دامعة دون أى رد، لتكمل غالية حديثها قائلة: دا عادل هيموت من الفرحة
زهرة: أنا كمان فرحانة أوى أخيرا هبقى خالتو، دا ماما وبابا هيفرحوا أوى
تنظر وردة لغالية قائلة: تفتكرى يا طنط عادل هيفرح فعلا
غالية: طبعا يا وردة هيفرح، هو فى أغلى من الضنا يا بنتى
تنظر وردة إلى الفراغ ويبدو على ملامحها الحزن والقلق..
تعود زهرة إلى المنزل، لتجد أمها فى إستقبالها ويبدو على وجهها الضيق، وما أن تدخل حتى تمسكها أمها من ذراعها فى غضب قائلة: تعالى هنا يا هانم، إيه اللى عملتيه ده؟
تتحدث زهرة فى ألم قائلة: أه أه، فى إيه يا ماما، وجعتى دراعى، أنا عملت إيه بس؟
والدة وردة: لما إنتى عارفة إن خطيبك جاى، رحت لأختك ليه وسيبتيه، انا تحطينى فى الموقف ده
تنظر لها زهرة فى إرتباك قائلة: أصل... أصل... أصل بصراحة وردة أختى كلمتنى وكانت تعبانة أوى فجريت عليها، ونسيت إن حسام قالى إنه جاى
تنظر لها أمها فى قلق قائلة: يالهوى، بنتى وردة، مالها يا زهرة
تنظر لها زهرة فى سعادة قائلة: هتجيبلنا بيبى يا ماما، وردة حامل..
تنظر لها أمها فى سعادة قائلة: بجد يا زهرة، وردة بنتى حامل، ألف حمد وألف شكر ليك يارب، ألف بركة يا بنتى، ربنا نصرك وجبر خاطرك
تمسكها أمها من أذنها قائلة: بس برضه كان لازم تكلميه تعتذريله، يالا روحى كلميه وإياكى أعرف إنك زعلتيه، وأنا هروح اكلم وردة أطمن عليها
تتركها امها وتغادر، فتذفر زهرة فى إرتياح قائلة: الحمد لله عدت على خير، لما أشوف هصالح بشمهندس حسام إزاى بقى..
تخرج زهرة هاتفها وترن عليه، ولكنه لا يجيب عليها، تعاود زهرة الإتصال عدة مرات ولكن دون جدوى، فتغلق الهاتف فى يأس قائلة: شكلى زودتها معاه ولازم أصالحه..
فى فيلا الصفدى:
يدخل عادل الفيلا ويبدو عليه التعب، يقابله أحد الخدم فيسأله على أمه، ليخبره أنها مع زوجته فى غرفتها، يدخل عادل غرفته ليجد وردة ترقد على السرير ويبدو عليها التعب، وبجاورها غالية، يقترب عادل من وردة فى قلق قائلاً: مالك يا وردة، إنتى تعبانة ولا إيه؟
تنظر له غالية فى سعادة قائلة: أيوا يا أخويا، تعبانة أحلى تعب، أنا هسيبكم بقى براحتكم
تخرج غالية من الغرفة، بينما ينظر عادل لوردة قائلاً: هى قصدها إيه يا وردة؟
وردة: قصدها إنى حامل يا عادل
ينظر لها عادل فى صدمة قائلاً: حامل؟! حامل إزاى؟
تنظر له وردة فى سخرية قائلة: جرى إيه يا عادل بيه، أنت ناسى إنى مراتك ولا إيه، ووارد إنى أحمل، ولا أنت كنت فقدت الأمل
عادل: لا مش قصدى، بس إنتى قولتى يعنى إنك...
وردة: قصدك إنى مبخلفش، مش كده.؟
عادل: مش قصدى يا وردة..
وردة: من غير ما تقول، أنا فاهمة قصدك يا عادل، وأحب أقولك إنى عملت العملية
ينظر لها عادل فى غضب قائلاً: من ورايا، عملتى العملية من ورايا يا وردة، وانا إيه يا هانم طيشة ولا طرطور، مراتى تروح وتعمل عملية من ورايا وأنا نايم على ودانى
وردة: أظن إنى قولتلك إنى محتاجة عملية عشان أقدر أخلف
عادل: وأنا موافقتش يا وردة..
وهنا تقف أمامه وردة وتصرخ قائلة: وأنا مش هستناك يا عادل توافق أو متوافقش، مش هستنى أشوف عمرى بيجرى أدامى، وألاقى نفسى فجأة حياتى ضاعت، مش هستنى وأنا دافنة حياتى مع واحد مش حاسس بيا، مش شايف غير نفسه وحبه لواحدة غيرى، أيوا يا عادل أنا عملتها من وراك، عشان أنا مبقاش ليا أى حاجة معاك أبكى عليها، دى الحاجة الوحيدة اللى هتصبرنى يوم ما أسيبك ابنك حتة منك يفضل معايا يهون عليا
عادل: يعنى إيه، إنتى عايزة تسيبنى؟
وردة: ياااااه، وأنت متخيل إنى المفروض أفضل مستحملة أكتر من اللى أستحملته، وليه إيه اللى يجبرنى أعيش مع واحد مبيحبنيش، ومش قادر حتى يحبنى، إيه اللى يجبرنى أعيش مع واحد مش شايف غير واحدة تانية عايش معاها بروحه وكل كيانه، بيتعذب فى حبها، أنا بشوف فاطمة فى عينيك لما بتقرب منى، بحسها فى نفسك لما بتبقى جنبى، عادل انت وصلت بيك أنك بتتخيلنى هى وإحنا مع بعض، أنت ليه مش حاسس العذاب اللى عايشاه معاك، حتى الخلفة رافضها منى، كل ده وأنا مستحملة وساكتة، عرفت إنك مخلف من غيرى وبرضه مستحملة وساكتة
عادل: إنتى بتقولى إيه، مين اللى مخلف؟
وردة: يااااااه، مصدوم إنى عرفت، معلش بقى ما هو اللى بيسرق مبيعرفش يدارى سرقته كتير، ولازم يوم ينكشف، أيوا يا عادل عرفت أنت بتروح فين، عرفت إيه اللى يخليك كنت بتكدب عليا، عرفت ليه مكنتش عايز تخلف منى، لأنك ببساطة مخلف وعندك أولاد من واحدة تانية، شهاب وفاطمة مش كده، عشان كده أنانيتك خلتك ترفض تخلينى أم زى ما أنت بقيت أب، دا إيه يا شيخ الأنانية دى
عادل: وردة إنتى...
تقاطعه وردة قائلة: طلقنى يا عادل
عادل: إنتى بتقولى إيه؟
وردة: زى ما سمعت، أنا خلاص مبقتش عايزة أكمل معاك، مبقاش فاضلى غير ابنى، هستناه يجيلى وينور حياتى اللى حبك ضلمها، هستناه يعوضنى عن العذاب اللى عيشته معاك، وأنت بقى كفاية عليك ولادك التانيين هما ومامتهم
عادل: مامتهم، مامتهم الله يرحمها، ماتت وهى بتولدهم..
وردة: يا حرااااام، تصدق صعبت عليا، والمفروض إنى أعمل زى فيلم تزوير فى أوراق رسمية واربيلك ولادك، وأقولك خلاص يا حبيبى، طالما ماتت ننسى اللى فات، وولادك يتربوا مع أخوهم وأنا بقى أبقى أمهم، مش كده، لا للأسف يا عادل بيه، مليش فى جو الدراما ده، أنا هسيبك وأنت بقى تربيهم بمعرفتك وتنسانى أنا وابنك.
عادل: طب ممكن تسمعينى قبل ما تهدى كل اللى بينا
تتركه وردة وتذهب فى إتجاه الدولاب وهى تحزم أمتعتها قائلة: خلاص يا عادل، أكتفيت من كلامك، وقت الكلام خلص، انا فى بيت أبويا وياريت ورقتى توصلنى فى أقرب وقت
ينظر لها عادل فى يأس ويتركها ويغادر.
فى اليوم التالى فى شركة البدر:
يجلس حسام فى مكتبه، فتدخل زهرة فى حذر قائلة: ممكن أدخل؟
ينظر لها حسام فى عتاب، ثم يعيد النظر إلى الملف الذى أمامه دون أى رد، تقترب منه زهرة قائلة: أحم، دا انت زعلان بجد بقى منى
حسام: لا وهزعل ليه، إنتى عملتى حاجة؟!
زهرة: أمال ليه معدتش عليا الصبح، وليه مبتردش عليا من إمبارح؟
حسام: مكنتش فاضى، كنت مشغول، ولا أقولك كنت بحفظ حدودى كخطيب
زهرة: أممممم، دا أنت زعلان أوى بقى، طب قولى أعمل إيه عشان أصالحك
حسام: قال يعنى يهمك زعلى
زهرة: بصراحة يهمنى أوى، لو ميمهنيش زعل خطيبى وزوجى المستقبلى، هيهمنى زعل مين، طب أنت عارف من زعلى عشانك مفطرتش النهاردة غير رغيفين بس..
يحاول حسام أن يخفى ضحكته، لتكمل قائلة: يا أخى طلعها متكتمهاش لتزور، خلاص بقى يا حس، أعتبرنى عيل وغلط
حسام: ماشى، سماح، بس برضه أعرف إنتى كنتى بتعاملينى ليه كده؟
زهرة: بصراحة، خفت تفتكرنى رخيصة ومدلوقة عليك، فقولت أتقل شوية
حسام: رخيصة ومدلوقة، وتتقلى عليا، إيه يا حبيبتى، إنتى خارجة من فيلم أبيض وأسود
زهرة: هو دا تفكيرى بقى، أعمل إيه فى نفسى..
يمسك حسام يديها، وينظر إليها فى حب قائلاً: كل ما نفسك توزك، قوليلها إن حسام بيحبنى وبيموت فيا، إنى اول وأخر حب فى حياته، وإن هو اللى مدلوق وهيموت وتبقى معاه
تتورد وجنتى زهرة من الخجل قائلة: طب خلاص كفاية كده، عشان بتكسف
حسام: طب اعملى حسابك إنى هروح النهاردة أتفق مع باباكى على ميعاد كتب كتابنا، عشان يا ستى تبقى مرتاحة ومتحسيش إنك بتعملى حاجة غلط
زهرة: بجد يا حس..
حسام: لا ما هو بعد حس دى، أنا هروح أتفق على الفرح واللي يحصل يحصل
تضحك زهرة على كلامه قائلة: طب يالا قوم بقى فطرنى، عشان لسه جعانة ومكملتش فطارى
حسام: أدامى يا مغلبانى.
بعد مرور عدة أيام فى فيلا خالد:
يجلس المأذون وبجاوره عادل وخالد، وفى الجهة الأخرى تجلس فاطمة وبجاورها غالية، ويرافقهما حسام، يجلس الجميع فى حزن شديد، ينظر المأذون إلى فاطمة قائلاً: ها يا بنتى، مصرة على طلبك للطلاق.
تنظر فاطمة لخالد بعيون دامعة، وقلب ينفطر حزناً،وتتمسك فى ملابسها وهى تغمض عينيها فى آلم، ثم تعاود فتحهما وهى تخرج صوتها فى صعوبة قائلة: أيوا
ينظر المأذون لخالد قائلاً: أرمى عليها اليمين يا ابنى
ينظر لها خالد نظرة طويلة، وتنزل دموعه رغما عنه، وهو يتذكر كل لحظة مرت عليهما سويا، ثم يخرج صوته هو الأخر فى صعوبة قائلاً: فاطمة، إنتى..