رواية عاشق المجهول الجزء الأول للكاتبة أمنية الريحاني الفصل الرابع والثلاثون
( حب لا تراه الشمس )
فى شركة الحديدى:
تجلس فاطمة فى مكتبها تراجع بعض الملفات، يدخل عليها عادل بعد أن تخبرها السكرتيرة بوجوده، يدخل عادل بمرحه المعهود قائلاً: إيه القمر ده يا ناس، طب بذمتك عمرك شفتى رئيس مجلس إدارة بالقمر ده؟
فاطمة: ما هو رئيس مجلس الإدارة دى تعبت من كتر ما هى شايلة الشغل كله لوحدها، طب ما تيجى تشيل عنى شوية يا أبيه، ولا ناسي إنها شركة باباك زى ما هى شركة بابايا
عادل: لا يا ستى، أنا مليش فى شغل الصفقات والعقد بتاعكم دى، انا واحد شغال فى الخارجية، زى الطير من بلد لبلد، ومن عشة لعشة
فاطمة: ومن عصفورة لعصفورة كمل كمل، الله يعين وردة عليك
عادل: يعين مين يا حبيبتى، هى تطول، دا أنا البنات حواليا زى النمل، بس هو النصيب.
فاطمة: طب بجد يا أبيه، أنت خطبت وردة ليه، إشمعنى وردة، مش معقولة أكتشفت فجأة إنك بتحبها
عادل: لا بحبها إيه، ابن عمتك ملوش فى الحب وكلام الأغانى ده، كل الحكاية حسيت إنها بنت جدعة وطيبة ممكن تفتح بيتى وتكونلى أسرة، حسيت إنها ممكن تحسسنى بالأمان والدفا، وفى نفس الوقت تقف جنبى وقت الشدة
فاطمة: بس كده ؟
عادل: آه يا لمضة بس كده، سيبك من وردة، وخلينى فيكى، البرنسيسة ناوية تتعطف وتتكرم على الغلبان خالد إمتى ؟
تزفر فاطمة فى حرارة قائلة: خالد؟!
يقلد عادل صوتها قائلاً: أيوا خالد، حرام عليكى الواد يا فاطمة، بقالك ست شهور مبهدلاه معاكى، ورد وجاب أغانى وغنالك، دا وصل يا عين أمه إنه يوقف تحت بالكونتك فى عز البرد، عايزة إيه تانى، كل ده ومش مصدقة إنه بيحبك بجد
فاطمة: عايز الصراحة يا أبيه، أنا مصدقة إن خالد بيحبنى، بس خايفة
عادل: خايفة من إيه يا فاطمة؟
فاطمة: خايفة أخسره يا أبيه، خالد طول السنين اللي فاتت كان بالنسبة لى حاجة كبيرة أوى، فى حتة تانية خالص غير كل البشر، تقدر تقول كنت بعتبره أبويا وأخويا وصاحبى كل حاجة ليا، وبرغم كل مرة كان بيجرحنى فيها، كنت دايما بديله العذر غنه مش حاسس بحبى، لكن المرة دى خالد عارف ومتأكد إنى بحبه، وهو كمان بيقول إنه بيحبنى، خايفة أقرب وأستسلم لمشاعرى معاه، ويرجع يجرحنى تانى، بس المرة دى مش أقدر، جرح خالد ليا المرة دى ممكن يكسرنى، ممكن يخليه يخسرنى للأبد، لأنى ساعتها عمرى ما هسامحه، أنت فاهمنى يا أبيه، عارف يعنى تحب حد وتخاف تقرب منه لتخسره.
يبتسم عادل فى سخرية قائلاً: فاهمك؟! دا مفيش حد فى الدنيا فاهم اللي إنتى بتقوليه ده قدى
تنظر له فاطمة فى تعجب قائلة: إشمعنى ؟ أبيه عادل هو حضرتك محبتش قبل كده ؟
ينظر لها عادل نظرة طويلة، وبعدها ينظر إلى الفراغ قائلاً فى مرح مصطنع: أحب إيه يا بت إنتى، هو أنا عبيط، ما أنا شايف جنابك إنتى وخالد الحب مبهدلكم إزاى، حد يجيب وجع القلب لنفسه
فاطمة: هو وجع قلب، بس إن جيت للحق، الحب أحلى وجع قلب فى الدنيا
يخرج عادل من شركة الحديدى ويركب سيارته، ويمسك هاتفه طالبا خالد
خالد:ها يا عادل كلمتها ؟
عادل: يا أخى قول ألو حتى
خالد: يا سيدى ألو، إزيك، أنت كويس، ها كلمتها؟
عادل: آه يا أخويا كلمتها، ولسه مش موافقة ومش مصدقة إنك بتحبها
خالد: وأنا أعملها إيه أكتر من اللي عملته، أنا بقالى شهرين عايش دور تامر حسنى
عادل: أديك قولت، عايش دور، فاطمة مش عايزة اللي يعيش الدور عليها، عايزاك أنت اللي تتصرف، عايزة خالد اللي حبته وعرفته يثبتلها حبه، أتصرف معاها بتفكيرك أنت، بطريقة خالد اللي هى تعرفه
خالد: تفتكر هنجح ؟
عادل: هتنجح يا خالد، عشان فاطمة بتحبك.
فى اليوم التالى:
كانت فاطمة تجلس فى غرفتها تتأمل ملامح جاسر الصغير النائم بجوارها قائلة: تعرف يا جاسر إنك فيك ملامح كتير من خالد، رغم إنك شبه بابا الله يرحمه، بس برضه واخد كتير من خالد، تفتكر بيحبنى بجد يا جاسر، ولا متوهم زى حبه لحنين وغادة
يقطع حديثها مع الصغير صوت هاتفها، تنظر إلى الطالب لتجده رقم عادل: أيوا يا أبيه عادل
ولكنها ما إن تسمع حديثه لها تقف مفزوعة مكانها قائلة: عمل حادثة، طب فين ؟ أنا جاية حالاً.
تبدل فاطمة ملابسها مسرعة، وتنزل وتقود سيارتها بسرعة إلى مكان المستشفى التى أخبرها به عادل، وهى تدعو الله أن ينجى خالد وألَّا يكون أصابه أى آذى، تصل فاطمة إلى العنوان وتلتفت حولها لتجد المستشفى التى أخبرها بها عادل، ولكنها لا تجد أى مستشفى فى هذا الشارع، تقف فى منتصف الطريق تنظر حولها، لتجد من يربت على كتفها، تنظر إليه لتجده خالد، تتفحصه فاطمة فى خوف قائلة: خالد، أنت كويس، عادل قالى إنك عملت حادثة
خالد: أهدى يا حبيبتى أنا كويس، متقلقيش، عادل بس كان بيهزر معاكى.
تضربه فاطمة فى صدره قائلة فى صراخ: بيهزر معايا، يقولى إنك عملت حادثة وفى المستشفى، ويخلينى أجرى زى المجنونة، وتقولى بيهزر معايا
يمسك خالد يدها التى تضربه قائلاً: حقك عليا أنا، مش هخليه يخضك تانى، بس هو إنتى جريتى على هنا ليه بسرعة، خوفتى عليا؟
فاطمة: أنت بتهزر يا خالد، طبعا خوفت عليك، أنا أصلاً متصورتش إن ممكن يحصلك حاجة وحشة وإنك...
تقطع حديثها عندى ترى خالد يستمع إلى حديثها بحب وفرحة، فهو أستطاع أن يجعلها تعترف بحبها وخوفها عليه
تجذب فاطمة يدها من خالد بشدة قائلة: أنا ماشية يا خالد.
خالد: استنى يا فاطمة متمشيش، ممكن تيجى معايا أوريكى حاجة، وبعدها أمشى علطول، عشان خاطرى يا فاطمة، وأوعدك بعدها مش هفتح معاكى الموضوع ده تانى
تستجيب فاطمة لطلبه، وتذهب معه، فيأخذها لمطعم فى نفس الشارع ولكنه مغلق، تنظر له فاطمة فى تعجب قائلة: دا مطعم مقفول، جايبنا هنا ليه؟
خالد: أصبرى وإنتى تعرفى.
يشير خالد بيده، فيفتح باب المطعم، فتجد فاطمة المطعم خاليا من أى زبائن، ومزين ومعد خصيصا لها، تدور فاطمة فى المطعم بإنبهار، لتجد فى أخر المطعم لوحة كبيرة مرسوم عليها صورتها ومكتوب تحتها " بحبك وعايز أتجوزك"
تلتفت فاطمة لخالد فى سعادة قائلة: كل ده علشانى يا خالد؟
خالد: لا يا فاطمة مش علشانك، عشان حبيبتى اللي كان مغلبانى بقالها سنين، حاسس بحبها فى قلبى ومش عارف إنها هى اللي بعشقها
يشير خالد بيده مرة أخرى، فتعمل الأضواء الملونة والموسيقى الهادئة، يمسك خالد يد فاطمة ويرقص معاها قائلاً: لما جتلك أول مرة يا فاطمة وقولتلك بحبك، سألتينى إيه الدليل.
فاطمة: وساعتها مجاوبتنيش
خالد: يمكن لأن السؤال اللي سألتيه كانت إجاباته جوايا وكنت محتاج أدور عليها
فاطمة: ودلوقتى يا خالد، تقدر تجاوب
خالد: دلوقتى أقدر أخرج كل اللي جوايا وأنا متأكد من كل كلمة بقولها، أنا بحبك يا فاطمة، بحبك من أول يوم دخلتى بيتنا لما عادل جابت، حبيت البنت الصغيرة اللي عينيها شدتنى من أول لحظة شوفتها، مكنتش عارف أنا مشدودلها ليه، بحبك من ساعة ما كنت بدافع عنك أدام غادة وقدام أى حد ممكن يجرحك، بحبك لما كنت حاسس إنك مسؤلة منى، مش أختى ومش بنتى لا حتة منى.
وهنا بدأت دموع فاطمة تتجمع فى عينيها، ليكمل خالد حديثه قائلاً: بحبك من ساعة ما كنت أنا أمانك فى الدنيا، وإنتى فرحتى وسعادتى، بحبك وانا حريص منس اعة ما شوفتك إنى أبدأ يومى بصوتك، كل يوم مفوتش يوم واحد من ساعة ما عرفت إلَّا وأنا بكلمك أول ما بصحى وأكلمك قبل ما أنام، كأنى بطمن نفسى بوجودك جنبى، بحبك وأنا كل لما تضيق بيا الدنيا بتبقى أول واحدة تيجى على بالى أجرى وأرمى فى حضنها همومى، بحبك لانك أكتر واحدة بتفهمينى وتحسى بيا، بحبك لما شادى خطبك وكنت عامل زى المجنون، أتولد جوايا كره ليه من غير سبب، لمجرد إنى حسيت إنه هياخدك منى، أيوا يا فاطمة أنا بعترف إنى كنت غيران من شادى عليكى، مش عايز حد يشوفك ولا يبقى قريب منك غيرى، حتى عادل كنت بغير منه وبضايق لما بيبقى قريب منك، حتى لو زى أخوكى، إنتى ليا أنا بس يا فاطمة، أنا اللي لازم أكون فى قلبك، عشان أنا مفيش فى قلبى غير، بحبك مع كل دقة دقها قلبى بحبك وانا مش عارف إنه ليكى، بحبك مع كل لحظة سمعت فيها تنهيدك حوليا وأنا مش شايفك، بحبك ومش عارف أى حاجة دلوقتى غير إن لقيت بر أمانى فى حضنك ونفسى تكملى معايا باقى حياتى الجاية.
تنظر له فاطمة بحب وقد نزلت دموعها رغما عنها قائلة: أنا كمان بحبك أوى يا خالد
خالد: أخيراً نطقتيها، طلعتى عينى يا شيخة
فاطمة: بس أنا خايفة يا خالد
خالد: مينفعش يا فاطمة تخافى وأنا موجود جنبك
فاطمة: خايفة تجرحنى، أنا قلبى أتوجع كتير فى حبك يا خالد، كل مرة كنت بتبقى فيها مع واحدة غيرى كانت بتوجعنى، وأنا تعبت، تعبت من كتير وجعك، والمرة دى مش هقدر، لو جرحتنى المرة هتخسرنى، وأنا مش عايزة أخسرك.
خالد: عمرى ما هخسرك يا فاطمة، إنتى نفسي، وعمرى ما هخسر نفسى
فاطمة: أرجوك يا خالد متجرحنيش، لأن جرحك ليا المرة عمرى ما هسامحك فيه
خالد: وأنا عمرى ما هسامح نفسى على أى لحظة جرحتك فيها، وأوعدك إن هيبقى كل همى أعوضك عن كل الوجع اللي شوفتيه بسبب، بس وافقى يا فاطمة، وافقى تتجوزينى وتبقى مراتى، وافقى تكملى معايا اللي باقى من حياتى وتبقى أم ولادى
تنظر له فاطمة دون أى رد، ليكمل خالد فى رجاء قائلاً: ها قولتى إيه ؟
توميء له فاطمة رأسها بالموافقة فى سعادة، فيمسك خالد يدها ويقبلها قائلاً: بحبك وعمرى ما حبيت ولا هحب غيرك.
بعد مرور عدة أيام وتحديداً يوم زفاف خالد وفاطمة، تجلس فاطمة فى إحدى غرف الفيلا التى أعدها خالد لها وبرفقتها وردة، تنظر وردة لفاطمة التى يبدو عليها الحزن قائلة: بذمتك دا منظر واحدة فرحها النهاردة، لا وبتتجوز حبيبها اللى بقالها سنين هتموت عليه
فاطمة: كان نفسي ماما تبقى معايا يا وردة، أنا النهاردة حاسة إنى لوحدى أوى ماما وبابا مش موجودين
وردة: الله يرحمهم، وبعدين ما أنا معاكى أهو، ولا أنا مش كفاية
فاطمة: يا حبيبتى إنتى اختى وصاحبتى، بس إحساس الأم حاجة تانية، كان نفسى أمى تلبسنى الطرحة وعينيها تدمع عشان هسيبها وهمشى، وتقعد توصى خالد عليا، إحساس اليتم دا إحساس وحش أوى يا وردة
يقطع حديثهم صوت شخص ما قائلة: ومين قال إنك لوحدك النهاردة؟
تلتفت فاطمة لصاحبة الصوت لتجدها غالية، تنظر لها فى دهشة قائلة: طنط غالية ؟!
غالية: قصدك عمتو غالية، ولا ناسية إنى عمتك يا فاطمة ومينفعش أسيبك فى يوم زى ده
تدمع عين فاطمة قائلة: عمتو، حضرتك قصدك...
غالية: أنا اللي هجهزك النهاردة يا فاطمة، وهلبسك الطرحة، وهوصى خالد عليكى، ما هو إنتى بنتى، ولو فكر فى يوم يزعلك إنتى عارفانى بقى، أملا إيه هو واخد أى حد دا واخد فاطمة الحديدي.
تحتضن فاطمة غالية وهى تبكى، فتخرجها غالية من حضنها قائلة: طب ينفع عروسة تعيط يوم فرحها، الناس تقول إيه غاصبينك على الجوازة، لو مش عاجبك قوليلى وأنا أجوزك سيد سيده
تضحك فاطمة وسط دموعها: ربنا ما يحرمنى منك يا عمتو
تنظر غالية لوردة قائلة: إنتى بقى وردة؟
تبلع وردة ريقها قائلة: أيوا يا طنط.
تنظر لها غالية بتفحص من أعلاها لأسفلها، تنظر لها وردة فى قلق قائلة فى نفسها: يالهوى هى ست ريا دى اللي هتبقى حماتى، أستر يارب
فى المساء:
بعد أن أستعدت فاطمة لحفل الزفاف، فكانت ترتدى فستانا أبيض طويل، وتضع طرحة بيضاء على رأسها يزينه حجاب جميل حول وجهها جعل منها أميرة حقا، تنظر لها غالية فى رضا قائلة: قمر يا حبيبتى قمر
فاطمة: بجد يا عمتو، شكلى حلو ؟
غالية: طبعا يا حبيبتى، بتفكرينى بنفسى وانا عروسة، إنتى شبههى أوى
وردة: بس هتبقى حتة مفاجأة لخالد لما يلاقيكى بالحجاب، إنتى لسه مقولتلوش؟
غالية: لا عاملهاله مفاجأة
وردة: هتبقى أحلى مفاجأة
تنظر فاطمة إلى الفراغ شاردة، فتربت غالية على كتفها قائلة: مالك يا حبيبتى، سرحانة فى إيه؟
وقبل أن تنطق بكلمة واحدة، يدخل عادل قائلاً: أنا أقولكم سرحانة فى إيه؟
فاطمة: أبيه عادل؟!
يقترب عاددل من فاطمة وينظر لها فى حب قائلاً: إنتى بتفكرى دلوقتى مين اللي هيسلمك لخالد، ومين كمان اللي هيبقى وكيلك مش كده؟
فاطمة: أيوا صح يا أبيه عرفت منين، فعلا أنا كنت بفكر فى كده، بابا الله يرحمه، وعمى يحيي مسافر
وعادل: وخالد اللي كان طول عمره بيقولك أسلمك لعريسك، مكنش يعرف إن هو هيبقى العريس، بس نسيتى تقولى أهم حد
تنظر له فاطمة فى تساؤل، ليجيب قائلا: فاكرة زمان لما قولتلك أنا حاسس إنى هسلمك لعريسك بإيدى، وإنى أنا كمان اللي هبقى وكيلك، مكنتش أعرف إن خالى عاصم هيموت الله يرحمه، ولا إن خالد هيتجوزك، بس كان إحساس قوى جوايا
فاطمة: فاكرة يا أبيه، ربنا ما يحرمنى منك أبداً، وتفضل ضهرى وحمايتى
ينظر لها عادل بحب، وينظر بعدها لوردة فتوميء لها برأسها بالموافقة، فيعيد النظر لفاطمة قائلاً: طب إيدى فى إيدى يا مدام خالد أسلمك لعريسك اللي هيموت عليكى تحت.
ينزل عادل وفى يده فاطمة وخلفه وردة وغالية يطلقون الزغاريد، ليجدوا خالد فى الأسف فى إنتظار فاطمة وحوله المدعوين، تلمع عين خالد بالفرحة عند رؤية فاطمة، فيأخذها من عادل ويقبل يدها فى حب، ينظر له عادل بعد أن يسلمها له قائلاً: خالد، أنا دلوقتى مش صاحبك ولا ابن خالك، أنا ولى أمر فاطمة ووكيلها، يعنى لو زعلتها فى يوم صدقنى أنا اللي هقفلك، حطها فى عينك وحافظ عليها، عشان فاطمة غالية أوى
يبتسم له خالد ويوميء له برأسه بالموافقة، ويتم عقد القران بعد أن يضع خالد يده فى يد عادل، وبعدها يهمس عادل فى أذن خالد قائلاً: مش قولتلك زمان ليا فيها أكتر ما ليك.
خالد: لا يا حبيبى، دا كان قبل كتب الكتاب، دلوقتى محدش ليه فى فاطمة غيرى أنا وبس
يقترب خالد من فاطمة ويقبل رأسها، وينظر إليها فى حب قائلاً: أخيراً يا فاطمة، أخيراً قلبى أرتاح، أنا بحبك يا فاطمة
فاطمة: وأنا كمان يا ...
خالد: يا إيه سمعينى كده
فاطمة: يا خالد.
يتركها خالد مسرعاً ويتوجه إلى السلم ويقف عليه قائلاً: يا جماعة أسمعونى، أنا بعترف أدامكم كلكم النهاردة إنى عمرى لا حبيت ولا هحب بعد فاطمة، وإنها كنت بحبها طول السنين اللي فاتت، بحبها وانا مش عارف، يعنى أنا كنت عاشق المجهول وانا معرفش، وبوعدها أدامكم كلكم إنها هتفضل ملكة على عرش قلبى وحبها تاج فوق رأسى لحد ما أموت.
ينزل خالد ويتوجه إليها ويحتضنها فى حب وسط التصفيق الجميع، أما عادل فينظر إليهم من بعيد قائلاً: وأنا أوعدك يا فاطمة هقضل فى ضهرك فى أى وقت تحتاجينى فيه، وعمرى ما هتخلى عنك أبداً...