قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية عاشق المجهول الجزء الأول للكاتبة أمنية الريحاني الفصل الخامس والثلاثون والأخير

رواية عاشق المجهول ج1 للكاتبة أمنية الريحاني كاملة

رواية عاشق المجهول الجزء الأول للكاتبة أمنية الريحاني الفصل الخامس والثلاثون والأخير

( حب لا تراه الشمس )

فى اليوم التالى لحفل زفاف فاطمة وخالد:
ينام خالد على السرير وبجانبه فاطمة التى تستند على ذراعها وتتامل خالد وهى مبتسمة، يفتح خالد عينيه ليجدها تنظر إليه فى حب، يبتسم إليها خالد قائلاً: صباح الخير يا حبيبتى.

فاطمة: صباح النور يا حبيبى
خالد: إيه بقى العروسة بتاعتى صاحية بدرى وعمالة تتأمل فيا على الصبح، إيه معجبة
فاطمة: أنا معجبة من زمان أوى، بس أنا كنت ببصلها عشان أحاول أصدق إنى صاحية ومش بحلم، وإنك فعلا معايا
خالد: يا حبيبتى أنا معاكى وجنبك، وهفضل جنبك طول العمر إن شاء الله
فاطمة: أنا بحبك أوى يا خالد، ربنا ما يحرمنى منك، ممكن بقى تقوم تغيير هدومك عشان ننزل نفطر سوا
خالد: أنت تؤمر يا جميل.

تنزل فاطمة من الغرفة إلى أسفل، وفى طريقها تقابل كريمة التى تبتسم إليها فى حب قائلة: صباحية مباركة يا عروسة
فاطمة: متشكر أوى يا دادة، ممكن تحضريلنا الفطار
كريمة: عينيا يا حبيبتى، بس فى واحدة عايزاكى تحت
فاطمة: واحدة مين دى؟

كريمة: بتقول قريبتك وعايزة تباركلك
فاطمة: طب انا هغير هدومى ونازلة يا دادة
تبدل فاطمة ملابسها وتنزل لرؤية الضيفة لتجدها غادة، تنظر فاطمة لغادة فى صدمة قائلة: غادة!
تنظر لها غادة فى سخرية قائلة: إزيك يا عروسة
فاطمة: الله يبارك فيكى، خير يا غادة؟

غادة: جاية أشوف البنت الطيبة الغلبانة اللي كانت عاملة صاحبة حنين الله يرحمها، وأول ما جتلها الفرصة خدت مكانها، جاية أشوف اللي قعدت تخطط وترسم طول السنين دى عشان تخرب البيوت وتخطف الراجل المتجوز
يقطع حديثها صوت خالد قائلاً: كفاية كده يا غادة، مش هسمحلك بكلمة تانية على فاطمة، ومتنسيش إن اللي بتتكلمى عليها دى تبقى مراتى
غادة: طبعا ما ليك حق، ما الهانم المحترمة المؤدبة فضلت تتمسكن لحد ما خربت بيتك فى المرة الأولى، ولما منالتش مرادها وأتجوزتنى، فضلت تلف عليك لحد ما سيبتنى وطلقتنى ورحت أتجوزتها، بس هقول إيه خرابة بيوت، من أول يوم وأنا مش مرتحالها وعارفة نيتها.

تستمع فاطمة لكلام غادة وهى تبكى ولا ترد على أى كلمة، أما خالد فنظر لخالد فى غضب قائلاً: قولتلك ولا كلمة تانية، وأعتقد إنتى عارفة كويس مين هى خرابة البيوت
ويلف خالد ذراعه حول كتفى فاطمة قائلة: اللي أدامك دى حبيبتى، وحبيبتى من زمان أوى، من قبل ما أتجوزك أو حتى أتجوز حنين الله يرحمها، ولو فى فعلا غلطة فى حياتى تبقى إنتى مش هى، هى اللي طول عمرها واقفة جنبى بتشجعنى وبتقوينى، مش بتخونى وتضربنى فى ضهرى، هى بس اللي تستحق تشيل اسمى وأمنها على عمرى كله، أعتقد كفاية لحد كده، لأنى لحد دلوقتى عامل حساب للقرابة اللي بينا.

تنظر له غادة فى غضب وتتركهم وتغادر، اما فاطمة تصعد إلى غرفتها وهى تبكى، يصعد خالد وراءها ويدخل إلى الغرفة، ليجدها جالسة على السرير وهى تبكى
يجلس خالد بجانبها ويمسك بأطراف أنامله وجهها وينظر إليها قائلاً: ممكن أعرف إنتى زعلانة ليه دلوقتى، أنا طردتها أدامك ومسكتش على أى حاجة وحشة قالتها فى حقك.

فاطمة: أنا مش خرابة بيوت يا خالد، وعمرى ما فكرت أوقع بينك وبين حنين وربنا عالم أنا كنت بعمل إيه عشان تبقوا مبسوطين فى حياتهم، حتى لما أتجوزت غادة أنا كنت بتجنب أشوفك أو أقابلك بالصدفة، كنت عايشة بعذابى فى حبك لوحدى، عمرى ما فكرت أخرب بيتك أو أبعدك عن مراتك
خالد: يا حبيبتى أنا عارف كل الكلام ده، أنا مش هعرفك النهاردة يا فاطمة، دا إنتى متربية على إيدى، ولو كان حد غلطان فيبقى أنا مش إنتى، أنا اللي كنت أعمى عن حبك، كنت بدور عليكى فى اللي حواليكى وإنتى أدامى،أنا اللي عذبتك وعذبت نفسى من غير ما أقصد، لو فى حد المفروض يعتذر يبقى أنا يا فاطمة.

فاطمة: انا مش زعلانة منك يا خالد، كفاية عليا إنك معايا وجنبى دلوقتى، دا يهون عليا أى عذاب شوفته
خالد: أيوا كده بقى، كان فين الكلمتين الحلوين دول من زمان، اسمعى بقى أنا قررت أخطفك لمدة شهر كامل، بعيد عن الناس كلها، أنا وإنتى وبس، عشان أعوضك فيه عن كل اللي فاتنا
فاطمة: شهر كتير يا خالد بعيد عن الولاد، متنساش إن جاسر وروضوى وفاطمة لسه صغيرين ومحتاجينا جنبهم، كفاية أسبوع واحد
يقبل خالد يدها قائلاً: ربنا ما يحرمنى من وجودك جنبى يا فاطمة
يسافر خالد وفاطمة إلى الغردقة لقضاء إجازة شهر العسل، فلأول مرة تشعر فاطمة بمثل هذه السعادة، أما خالد فأحس وكأنه لأول مرة يتزوج وأن ما فاته من سنين لم يكن يعرف المعنى الحقيقى للحب والسعادة.

على شاطيء البحر:
يجلس خالد على الشاطيء وينظر لفاطمة بحب، تبادله فاطمة نظرات الحب قائلة: مالك بتبصلى كده ليه؟
خالد: مش مصدق إن الحب دا كله أدامى طول السنين دى وأنا مش شايفه، ياه للدرجة دى كنت أعمى، للدرجة دى كانت السعادة بين إيديا ومش شايفها
فاطمة: كل شيء بميعاد يا خالد، إحنا أتجوزنا فى الوقت اللي ربنا كان كاتبلنا نتجوز فيه
خالد: انا بحبك أوى يا فاطمة بجد،كل يوم بعيشه معاكى بتأكد فيه إن محبتش ولا هحب حد غيرك.

فاطمة: أنا كمان بحبك أوى يا خالد، عشان خاطرى متتعبش قلبى تانى، قلبى ما صدق يعرف يعنى إيه سعادة، وخايفة عليه ينجرح تانى، ساعتها عمره ما هيعرف يدق تانى
خالد: عمرى يا حبيبتى ما هفكر أجرحك، إنتى السعادة اللي لقتها بعد سنين، وما صدقت ألاقيها، يبقى إزاى بقى أضيعها من إيدى تانى، أنا قبلك مكنتش عايش، إنتى عمرى اللي جاى اللي عايز أعيشه، انا بحبك يا فاطمة.

بعد مرور ثلاث سنوات:
يرتدى خالد ملابسه أمام المرآة، وبعدها ينظر لفاطمة التى تنام فى كسل قائلاً: إيه يا حبيبتى، مش رايحة الشركة النهاردة ولا إيه؟
تنظر له فاطمة فى تعب قائلة: مش قادرة يا خالد، حاسة غنى تعبانة وعايزة أنام
يقترب منها خالد فى قلق قائلاً: مالك يا حبيبتى، حاسة بإيه، أجبلك دكتور؟
فاطمة: لا دكتور إيه، تلاقى شوية إرهاق من الشغل والولاد، هستريح النهاردة وإن شاء الله هبقى كويسة
يقبل خالد رأسها قائلاً: سلامتك يا حبيبتى
يخرج خالد ويترك فاطمة التى تمسك بهاتفها بعد خروجه وتطلب رقم وردة قائلة: أيوا يا وردة، محتجاكى معايا فى مشوار النهاردة.

بعد مرور عدة ساعات:
يدخل خالد مكتبه هو وحسام ويبدو عليه الإرهاق الشديد، ينظر له حسام فى تعب واضح قائلاً: أنا تعبت أوى النهاردة
خالد: معلش، المشروع ده مهم أوى للشركة، ولازم نتابعه بنفسنا عشان نضمن ميحصلش أى غلط فيه
حسام: طب أنا هروح أرتاح، أنت مش مروح ؟
خالد: لا هريح هنا شوية، ورايا شغل كتير أخلصه
حسام: مش هتتغير ابداً، ربنا معاك بقى.

يخرج حسام تاركاً خالد الذى يستند برأسه على الكرسى ويغط فى نوم عميق من شدة الإرهاق
فى الجهة الأخرى تخرج فاطمة من إحدى العيادات وهى سعيدة وبرفقتها وردة، تنظر وردة إلى فاطمة قائلة: ألف مبروك يا طمطم
فاطمة: الله يبارك فيكى يا وردة، اخيراً هبقى أم، أنا كنت فقدت الأمل
وردة: قولتلك أصبرى، هتتصلى بخالد تقوليله؟
فاطمة: لا أتصل بيه إيه،أنا هعمله مفاجأة وأروحله الشركة أفرحه
وردة: طب أروح أنا عشان إنتى عارفة عمتك بتتلكك وما هتصدق هتولعها حريقة
فاطمة: معلش، عمتى طيبة، بس إنتى قربى منها وهى هتحبك
وردة: ربنا يهديها.

ونعود لشركة خالد التى ينام وهو جالس مستنداً برأسه إلى الخلف، تدخل عليه نهى السكرتيرة التى تعمل معه بعد أن تركت وردة العمل بعد زواجها من عادل، تنظر نهى إلى خالد النائم وتتأمل ملامحه، فهى معجبة به منذ أن عملت معه، وحاولت كثيراً التقرب منه، ولكنه كان يصدها فى كل مرة، تقترب نهى من خالد وتتلمس ملامح وجهه بيدها، وعندما لم تجد منه أى رد فعل أحاطت رقبته بذلاعيه وظلت تستمتع بقربه منها.

اما خالد فيشعر وكأنه فى حلم، يحدث نفسه فى داخل الحلم قائلاً: إيه ده، إيه الإحساس اللي أنا حاسه ده، إحساس يجذب أى راجل، حاسس إنى بنشد، بنشد لإحساس جميل، فوق يا خالد، أنت بتروح لحتة غلط، حتة مينفعش تقرب منها، أنت كده بتخون فاطمة، بخونها، بخونها إزاى، مش يمكن دا إحساسى بفاطمة، مش يمكن اللي حاسس بإيديها محوطانى دى فاطمة، لا يا خالد، دى فاطمة، عمرك ما هتوه عن فاطمة، دى حد غريب عنك، أنت كده خاين، حتى لو ده حلم، برضه خاين، لا أنا عمرى ما هخون فاطمة، فوق يا خالد وأصحى، قاوم أى حلم، فوق، فوق.

يظن خالد أن كل ما يشعر به ما هو إلَّا حلم يجب عليه أن يستيقظ منه، وبالفعل قاوم خالد حتى أفاق من نومه، فصدم عندما وجد ما كان يشعر به حقيقى، وأن من كانت تحاوطه بذراعيها هى نهى، وما جعل القشعريرة تسير إلى قلبه أنه عندما فتح عينيه وجد نهى على هذا الوضع وأمامه فاطمة تنظر إله بعيون دامعة لا تصدق ما تراه، ينظر خالد لفاطمة فى صدمة قائلاً: فاطمة، متفهميش غلط، أنا كنت نايم.

وينظر لنهى فى غضب قائلاً: أمشى أطلعى برة، إنتى مطرودة
يظل خالد ينظر إلى فاطمة الصامتة دون أن تبدى أى رد فعل، ولكن نظراتها له كانت كالسهام القاتلة
خالد: فاطمة صدقينى أنا كنت نايم مش حاسس بحاجة، أنا ...

تركته فاطمة دون أن يكمل حديثه، ورجلت عنه، اما هو فكان كالغريق لا يعلم ما الذى عليه فعله، أسرع غلى هاتفه مخاطباً عادل قائلاً: أيوا يا عادل، حصلنى بسرعة على لافيلا، فاطمة أفتكرت إنى بخونها، لما أشوفك هحكيلك، بسرعة يا عادل
وأتجه خالد مسرعا إلى الفيلا، يصل خالد إلى الفيلا ويظل واقفاً أمامها ينتظر مجيء عادل، بعد قليل يصل عادل إلى الفيلا فيستقبله خالد فى قلق قائلاً: أتأخرت ليه يا عادل، مكنتش عايز أدخل لوحدى من غيرك، وجودك معايا هيخفف من رد فعلها
عادل: أنت فعلا خونتها يا خالد ؟

خالد: مخونتهاش، مخونتهاش يا عادل صدقنى
عادل: طب تعالى معايا، وأنا هتكلم معاها
يدخل كلاً من عادل وخالد الفيلا، ينظر عادل إلى خالد قائلاً: أطلع أندها وأنا هستناكم هنا
يصعد خالد إلى أعلى، ويدخل غلى غرفتهما ولكنه يجد دولاب فاطمة مفتوح وخالى من الملابس، يصعد إليه عادل عندما يتأخر عليه، فيجده يخرج من غرفتهما وفى يده ورقة يحملها ويبدو عليه الصدمة، ينظر له عادل فى قلق قائلاً: مالك يا خالد، فاطمة فين ؟
ينظر له خالد بعيون دامعة قائلاً: فاطمة هربت يا عادل
عادل: إيييييييييييييه !...

تمت
الجزء التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة