قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية عاشقي المخاطر للكاتبة حنين محمد الفصل السادس

رواية عاشقي المخاطر للكاتبة حنين محمد الفصل السادس

رواية عاشقي المخاطر للكاتبة حنين محمد الفصل السادس

قبل تسعة و عشرين عاماً
أرتفعت يد مراد السعيد لتهبط علي خد كامل الأيسر، لينظر له كامل بصدمة، بينما تقف رقية في الخلف تضع يدها علي فمها بخوف علي ولدها و فلذة كبدها..
تحدث كامل و هو لا يستطيع تصديق ما قد حدث للتو:
-أنت ضربتني! مديت أيدك عليَّا علشان عايز أتجوز يا بابا
-أنا ضربتك علشان شكلك سكران يا كامل أو أتجننت خلاص، سبت كل بنات أصحابنا و شركائنا و عايز تتجوز من خدامة بتشتغل في الأوتيل عندنا.

أقتربت رقية بهدوء و وضعت يدها علي كتف مراد و تحدثت:
-مراد لو سمحت أهدي، البنت مش وحشة، و طالما بيحبوا بعض يبقي خلاص
نظر لها مراد بدهشة و تحدث:
-أنتي اللي بتقولي كده يا رقية
-أيوه يا مراد أنا اللي بقول كده، الغريب أنك ضربت كامل علشان عاوز يتجوز، أنت وقفت قدام أنكل الله يرحمه علشان تتجوز كوثر اللي كانت بتشتغل طباخة في البيت فاكر يا مراد، و لما رفض قلبك أتكسر، ليه عايز تكسر بقلب كامل كمان!

جلس مراد علي الاريكة بتعب و نظر الي كامل و رقية ليجلس كلا منهما، فجلس كامل و كأنه جماد ليتحدث مراد:
-أنا زمان كنت فاكر والدي مستبد و ظالم علشان بعدني عن كوثر، بس بعدين عرفت أنه كان معاه حق، المظهر الأجتماعي مهم قدام كل الناس، لا جنات هتقدر تطلع لمستواك ولا أنت ينفع تنزل لمستواها، و ده كان نفس اللي هيحصل معايا أنا و كوثر
نظر الي رقية التي كانت عينيها قد أمتلأت بالدموع التي تحاول كبتها و تحدث:.

-علشان كده أتجوزتك يا رقية، متجيش دلوقتي تطلبي مني انتي أو أبنك أني أخليه ينزل من مستواه و يتجوز خدامة، جنات كويسة و انا عارف ده، بس مش للجواز يا كامل، مش هتنفع تبقي ست البيت ده بعد رقية، زي ما كانت كوثر مش هتنفع تكون سته بعد ما أمي ماتت
هبطت دموع رقية أخيراً من مقلتيها، و حاولت كتم شهقاتها و لكن لم تتمكن من ذلك، فنظر لها مراد و سألها بتعب:
-بتعيطي ليه دلوقتي يا رقية؟!

نظرت له رقية و قد فاض بها الكيل مما يفعله مراد، صرخت في وجهه و أزدادت دموعها لتهبط كشلال من الألماس..
كانت تشعر أن قلبها قد فُطر للمرة المليون طوال تلك السنوات التي قضتها مع مراد، فتحدثت أخيراً بصوت مرتفع يقرب من الصراخ:.

-بعيط علي حياتي اللي ضاعت في حبي ليك يا مراد، أنا لما أتجوزتك كنت بعشقك يا مراد، انت عملت ايه يوم فرحنا فاكر، قولتلي أني محاولش حتي معاك، ان قلبك مع واحدة تانية، و أن جوازنا بس كان بسبب باباك و مظهرك الأجتماعي، عارف حاولت كام مرة معاك، قولت هييجي يوم و هتحبني فيه ما أحنا هنقضي عمرنا كله سوا، بس ولا مرة بصتلي يا مراد
صمتت للحظات و قد تحولت ملامحها الي الغضب و القرف لتكمل:.

-بقيت أداة لشهواتك، قدام الناس تمسك في إيدي و تعاملني زي البرنسس، مكنتش بسمع منك كلام حلو غير قدام الناس علشان مظهرك الأجتماعي، انما هنا في البيت لوح تلج قاعد معايا، لوح تلج كل ما أجي أتكلم معاه يقولي مشغول، كل ما أقوله يلا نخرج يقولي كلمي أصحابك و أخرجي، مكناش بنسهر غير لما تكون السهرة تبع الشغل، و نقعد نكدب قدام الناس و نقول قد أيه بنحب بعض و بنخرج و بنتفسح، كنت بتفهم الكل أننا مسافرين سوا و كنت بتسافر انت و بتسبني هنا محبوسة في البيت ممنوعة من الخروج علشان متظهرش قدام الناس بمنظر الكداب و انت تسافر و تشوف حالك.

وقفت لتتحدث بحزم و حدة شديدة ربما تتحدث بها للمرة الأولي أمام مراد:
-بس لحد كده و خلاص، انكل غلط أوي لما أجبرك علي الجواز مني، أنت قلبك أتكسر بعد كوثر، و انا قلبي كان بيتكسر كل السنين دي طول ما أنا بتنفس و بكدب قدام الناس، و مش هسمح ليك بأي شكل من الأشكال انك تخلي حياة أبنك جحيم زينا، أبني هيتجوز من البنت اللي أختارها، موافق يبقي كويس، رفضت يا مراد يبقي رأيك مش لازمنا في حاجة.

نظرت رقية الي كامل و تحدثت:
-خد معاد من أهلها يا كامل علشان نروح نتقدم ليها، و جنات هتبقي عروستك و مراتك قريب أوي.

في المقطم شارع رقم 9
أمسكت زينة بيد معتصم ليجلس بجوارها علي الأريكة، فنظر لها معتصم بتعجب و هو ينظر الي ساعته قائلا:
-في أيه يا زينة؟! جيباني من الشغل مخصوص؟
فركت يديها بتوتر و هي تشعر بصعوبة في التنفس، و تحدثت:.

-فيه حاجة مهمة لازم أقولك عليها، كنت مخبياها عليك، بس بابا قالي اني لازم أقولك ؛ لأنك كده كده هتعرف، بس يا معتصم أوعدني الأول تسمعني للأخر و أرجوك متعملش تصرف غلط يودينا كلنا في داهية
شعر معتصم بالقلق يسيطر علي قلبه، و كذلك عليها، فأمسك بيدها بحب و قبلها و هو يحاول أن يحافظ علي هدوئه قائلا:
-أهدي بس كده و فهميني في أيه يلا، أنا سامعك.

-أوعدني الأول علشان أبقي متطمنة، علشان أنت أي غلطة ممكن تروح فيها في داهية و أنا مستحيل أسمح بكده
أومأ برأسه بسرعة قائلا:
-حاضر حاضر اوعدك مش هتصرف أي تصرف غريب، ممكن تحكيلي بقا في أيه؟!
أغمضت عينيها لثواني ثم فتحتها و هي تأخذ نفساً عميقاً ثم أخرجته من بين شفتيها مردفة:
-أنت كنت سألتني قبل كده أيه سبب كرهي لخالد الدهشوري و أني أوفر شوية
أومأ برأسه و أردف مشجعاً زينة علي الحديث:.

-تمام و بعدين، قولي في أيه بلاش مقدمات يا زينة
ترددت زينة للحظات قبل أن تمد يدها ببطئ لتمسك بكفه الأيسر الذي يجاورها، ثم رفعت قميصها القطني حتي وصل الي أسفل صدرها و وضعت يده علي جانبها الأيمن و أغمضت عينيها بسبب أرتجاف جسدها من لمسته قائله:
-ده السبب يا معتصم.

مرر يده علي جرح قديم يظهر أثره بوضوح علي جسدها بقلق، أنخفض ليجلس علي الأرض أمامها و هو يجبرها علي الأعتدال ليظهر جانبها الأيمن بوضوح أمامه فمرر يده من جديد علي الجرح من جديد قائلا:
-أنتي ولا مرة قولتيلي أنك عملتي عملية، غير بعد ما رجالة خالد ضربوكي، بس ده مش تبع الضرب، أيه ده يا زينة أنطقي و أيه علاقته بخالد!
أنزلت يده و كذلك قميصها و جذبته ليجلس جانبها مردفة:.

-دي حكاية طويلة، محتاجة دماغ رايقة تسمعها، و حد عاقل يعرف يتصرف صح
-طيب فهميني و أنا وعدتك
صمتت للحظات قبل أن تتحدث:
-الحكاية بدأت من زمان أوي، لما بابا و ماما أتعرفوا علي بعض، معتصم، بابا أسمه الحقيقي كامل مش عزيز، و ماما اسمها جنات مش حسناء
أحتلت الصدمة وجه معتصم الذي تراجع للخلف في دهشة، لم يكن يتوقع هذا أبداً، فإن كان هذا هو بداية الموضوع فما هي أحداثه، تحدثت زينة بنبرة تملؤها الرجاء:.

-معتصم أرجوك أسمعني، بابا كان أبن مراد السعيد كان شريك في فندق سميرميس لو تعرفه اللي في جادرن سيتي، ماما كانت بتشتغل هناك في الروم سيرفز، قابلها و حبوا بعض، أصحاب بابا كان محمود سويلم مخرج البرنامج اللي بابا بيقدمه، و أحمد السلاموني شريك خالد الدهشوري، و كمان كان صاحب مصطفي الدهشوري أخو خالد، مصطفي كان بتاع بنات و إنسان مش محترم و كان نسخة من خالد حالياً و كان متجوز داليدا مرات خالد، بس في مرة كانت سكرانة فهي و خالد خانوه، و حملت في ولد و ده يا كريم.

قاطعها معتصم صارخاً بها قائلا:
-لحظة لحظة
أثار صوته العالي فزع زينة التي أنتفضت في مكانها و أغمضت عينيها، فتحدث معتصم:
-أنتي بتحبيني يا زينة ولا متجوزاني علشان أداري علي حاجات كتير أوي في حياتك، علشان أنا ظابط؟!
-أنا بحبك يا معتصم أقسم بالله بحبك
-امال محكتيش كل ده ليه من الأول؟! ليه بعد ما كتبنا الكتاب؟!
هبطت دموعها من جديد لتجيبه و هي تنظر الي الأرض:.

-علشان كنت نسيت كل ده يا معصتم، و علشان خوفت أقولك تسيبني، و بالنسبة لقولتلك ليه دلوقتي، لأني عايزة حياتنا تبدأ من غير لا كدب ولا حاجة مخبينها، و لما نتجوز و انت تشوف الجرح ده مش عاوزة أكدب عليك بخصوصه، انا لو بحكيلك الكلام ده دلوقتي ده لأني بحبك و واثقة فيك، الحكاية لسه فيها حاجات كتير أوي يا معتصم
تحدث معتصم بجمود شديد و كأنه قد تحول لتوه الي لوح من الثلج:
-طب كملي.

-بعد جواز ماما و بابا سافروا سوا تبع شغل في لبنان لبابا و رجعوا بعد سنة، لما رجعوا، مصطفي شاف ماما و بدأ يتعرض ليها و كانت بترفض تقول لبابا علشان ميتصرفش بتهور معاه و يفضح نفسه، لحد ما في مرة بعت ليها جواب مع حد قالها أنه مستنيها في شقة و مكتوب عنوانها، و هددها بريهام، و ريهام بابا و ماما أتبنوها قبل جوازهم يعني مش اختي الحقيقية و كان اسمها عايدة و غيروه، ماما خدت معاها سكينة و راحت هناك، و هناك حاول يغتصبها، ماما ضربته بالسكينة في ضهره، وقع علي الأرض بس كان لسه فيه الروح، وقتها سمعت صوت رصاصة و الرصاصة دخلت في نص دماغ مصطفي و مات، هي مقتلتهوش فيه حد تاني عمل كده، بس وجودها في بيته محدش هيصدق أنها كانت بتدافع عن نفسها وخصوصاً أن فجأة الجواب اختفي، ماما أتصلت ببابا و قالتله ييجي بسرعة، بس البوليس كان سبقه و وصل لماما، قبضوا عليها و قبل معاد تنفيذ الحكم بابا هربها و خدوا ريهام و مشيوا من البلد، بابا كان متفق مع واحد ياخد عربيته و يخليها تعمل حادثة و تولع فيبان أنهم عملوا حادثة و ماتو و هما بيهربوا، و قدر يطلع ورق مزور ليهم و من وقتها و أحنا عايشين هنا علشان محدش يشوفنا منهم و يشك فينا أننا لسه عايشين، بس بابا بقي مذيع مشهور و مع ذلك أي حد كان بيقوله أنه شبه كامل كان بينكر أصلاً معرفته بيه و كان خافي ماما عن الأنظار لحد ما تعدي 30 سنة علشان الحكم يسقط عنهم و لسه فاضل كام شهر و يخلص الحكم، 3 شهور و شوية و الموضوع كله يخلص.

مسح معتصم بيديه علي وجهه و تحدث:
-زينة أنتي عارفة أن اللي بتقوليه ده مصيبة سودا و كارثة، أمك لو طلعت من جريمة القتل بعد كام شهر، و ظهروا للناس أبوكي هيتحاكم بتهمة التزوير و أنتحال شخصيات لو كانت الأسماء دي لناس حقيقيين و ماتو مثلا و مطلعش ليهم شهادة وفاة
-عارفة يا معتصم، كلنا عارفين كل ده، بس كل اللي حصل ده أحنا ملناش ذنب فيه، أقسملك حد تاني هو اللي قتل مصطفي مش ماما.

رفع يده و أشار الي زينة قائلا:
-طيب تمام، ايه اللي حصل بعد كده؟!
-داليدا و خالد أتجوزوا و جابوا أولادهم دول، احمد السلاموني طبعا لسه معاهم زي ما أنت شايف في كل شغلهم القذر، و محمود أول ما عرف أن خالد و داليدا خانوا مصطفي أصلا مكنش مصدق و بعد عنهم فوراً، و مكنش مصدق أن ماما تعمل كده و خصوصاً ان مفيش أي دافع انها تقتله.

حل الصمت لدقائق، معتصم يضع يديه علي وجهه يخفي به ملامحه و زينة تجلس أمامه تراقبه و لا تعرف ماذا تقول، نظر لها معتصم و سألها:
-كل ده أيه علاقته بالجرح اللي في جنبك ده؟!

-من كام سنة روحت أعمل عملية في عيني علشان نظري، و طبعاً مفيش أحسن من مستشفيات خالد في مصر و مكناش لسه نعرف بكل اللي بيعمله ده، روحت هناك لوحدي علشان بابا و ماما و طبيعي مضيت علي ورق العملية، بس لما خرجت من العملية كنت حاسة بوجع في جنبي، و عرفت أنه سرق كليتي، و لما روحت للبوليس و أشتكيت عليه، طلع ورق بيثبت أني أتبرعت بكليتي لمريض الكليتين عنده فيهم تلف، و أني أخدت فلوس كمان علي كده و كل ورقه كان قانوني فمحدش وقف جنبي، من وقتها و انا بجري وراه و بحاول أكشفه.

عاد الأثنان لصمتهم، ثم وقف معتصم سريعاً و تحدث:
-أنا لازم أمشي
وقفت زينة هي الأخري امامه، و تحدثت بصوت متحشرج يرغب في البكاء من جديد بعد أن توقفت:
-معتصم أنت مقولتش حاجة؟!
-كفاية أنتي قولتي يا زينة، دلوقتي سيبيني أمشي و هبقي أكلمك
أمسكت بيده بخوف و تحدثت:
-مش هتسبني صح؟!
-لسه مش عارف، يا هتلاقيني قدامك لما أهدي، يا هتلاقي ورقة طلاقك، عن أذنك.

تركها معتصم و غادر المنزل، أما هي فجلست علي الأريكة و رفعت قدميها عليها و ضمتهما الي صدرها و بدأت في البكاء، لتأتي حسناء من الداخل بحزن قائله:
-أنا أسفه يا بنتي
وقفت زينة و أتجهت نحو حسناء و أحتضنتها بقوة مردفة:
-أوعي تتأسفي يا ماما أرجوكي، أنتي و بابا و أخواتي اغلي حاجة عندي، و لو هختار ما بينكم و ما بين حياتي و الله هختاركم أنتوا، و معتصم لو من نصيبي هيفضل معايا.

-بردوا أنا السبب، عزيز ساب حياته بسببي و أحنا مستخبيين هنا، كل حاجة مش في مكانها الصح يا بنتي، اللي أنتو عايشينها دي مش دنيا، ده كله فوق طاقتكم بسببي
أبتعدت زينة عنها و أمسكت وجه حسناء بكفيها مردفة:
-ماما أرجوكي أوعي تنهاري دلوقتي، كلها كام شهر و الموضوع هيخلص و مش هنبقي قلقانين من أي حاجة، أحنا منقدرش نستغني عنك
مسحت زينة دموعها بأناملها ثم مسحت دموع حسناء التي هبطت و تحدثت:.

-كفاية عياط أحنا عيلة فرفوشة من أمتي بنعيط و بننكد علي نفسنا
-لما الحمل بيتقل لازم الإنسان ينهار محدش بيشيل فوق طاقته
-و أحنا قد الحمل ده 100 مرة كمان، يلا روحي كملي الغدا و أنا هعمل حاجة و هحصلك يا حبيبتي.

أومأت حسناء برأسها و ذهبت الي المطبخ، بينما دلفت زينة الي غرفتها و أمسكت بحاسوبها، تشعر انها بحاجة لكتابة بعض الكلمات لتخرج كل ما بداخلها من بكاء، ففي النهاية ما الكتابة الا مشاعر مقيدة داخل أرواحنا تخرج علي شكل حروف تصف روح آخرى..

فتحت حسابها المزيف لتجد الكثير من الأشعارات و الرسائل عليه تخطت المائة، فتحته بتعجب، لتجد تعليقات كثيرة علي أخر ما كتبت و سؤالها لقارئيها عن رأيهم في تأليفها لرواية، و كانت الردود في غاية التشجيع علي الأقدام علي هذا الفعل، بالإضافة الي الكثير من الأشخاص الذين أرسلوا لها رسائل لتكتب روايتها الأولي، و آخرين قد أشاروا لها في منشوارت لتشجيعها، و أخيراً ضغطت علي صفحتها الشخصية لتصدم بزيادة عدد متابعيها الي 255 ألف متابع، تجاوزت الربع مليون متابع في فترة قصيرة للغاية، فهي لم تكمل السنة تكتب علي هذا الحساب، شعرت بسعادة تغمرها من كل جانب، و قد قررت بالفعل علي الأقدام علي تلك الخطوة لتبدأ في كتابة روايتها الأول..

و لكن قبل هذا بدأت في كتاب منشور أخير قائله:
لم أتوقع يوماً أن تصل كلماتي لقلوب الكثيرين منكم، ربما نمر بظروف مختلفة و لكن في النهاية تكون المشاعر ثابتة في بعض المواقف، أشعر بالسعادة تغمر قلبي علي كل هذا الحب الذي أحصل عليه في قلوبكم..
تحمست كثيراً لفكرة كتابة روايتي الأولي، و أعدكم أن تعيشوا مع شخصياتها و أن تجدوا أنفسكم بداخل أحدي الشخصيات التي كثيراً ما مرت علينا في حياتنا
من حب..
فراق..

صدمة..
إحراج..
و خيبة أمل و رجاء..
و لن تُنسيني الرواية أنكم ملاذي الأول و الأخير للتعبير عن مشاعري و سرد مواقفي و نصائحي، و قريباً أيضاً سيصبح للمتمردة أسم حقيقي تنادونها به إن أردتم، و لكن سأظل أحبذ لقبي الذي قربني منكم، متمردة
ما أن ضغطت علي زر النشر، حتي سمعت صراخ كريم يأتي من منزله فألقت بحاسوبها علي الفراش و أسرعت الي الخارج و كذلك حسناء، أقتربت زينة من الباب بقلق و دقت الباب قائله:.

-كريم أفتح
جاءها رده من الداخل قائلا:
-ألحقيني يا زينة، انا مش عارف أتحرك
حاولت حسناء دفع الباب بكتفها و لكن لم يفلح الأمر فتحدثت:
-يا ساتر أستر يا رب، أتصرفي يا زينة
خلعت زينة دبوس شعر من خصلاتها البرتقالية و بدأت في فتح الباب فتحدثت حسناء بدهشة:
-أنتي بتعملي كده من أمتي!؟
-بنتك حرامية قديمة يا أم زينة، روحي هاتي سكينة بس ليكون كريم معاه حرامي جوه ولا حاجة.

ركضت حسناء الي الداخل لتحضر سكين في حين فتحت زينة الباب و خَطَت بداخله في سرعة لتقع علي وجهها و تشعر بالماء يغمر وجهها و يدخل الي أنفها و رئتيها، لتعتدل بسرعة و قد أبتلت ملابسها و بعض خصلاتها فأعطتها منظراً جذاباً، نظرت الي كريم الذي يقف أمام باب غرفته و تحدثت بصدمة:
-نهار أسود! أيه غرق الشقة ماية كده؟!

في المقطم شارع رقم 9
خلع معتز نظاراته الشمسية و هو ينظر الي العمارة التي يسكن بها أخيه كريم، صعد علي الدرج حتي وصل الي الطابق الذي يقطن به كريم، وجد أحد الأبواب مفتوحة و الأخر مغلق، و سمع الكثير من الضجة قادمة من تلك الشقة المفتوحة بالإضافة الي الماء الذي يخرج منها، أقترب منها بفضول، فوجد ثلاثة نساء تعطيه ظهورهن، فحمحم ثم تحدث:
-لو سمحتوا!

ألتفتت إليه إحداهن ليصدم بأنها ريهام، نظر لها من رأسها الي قدميها، ثيابها المتسخة المبللة، خصلاتها المبعثرة علي وجهها و ملامحها بدون مستحضرات التجميل، فنطق بدهشة:
-ريهام!
أعطته ريهام ظهرها من جديد و تحدثت بخوف و صوت هامس:
-يا نهار أسود
ألتفت زينة و حسناء الي معتز و تحدثت حسناء بإبتسامة ودودة:
-أتفضل يا ابني، خير في حاجة؟!

دلف معتز الي المنزل و هو يشعر بالصدمة تحتل كيانه، هل هي محتالة! عاد من صدمته عندما شعر بأسفل بنطاله قد بَلَّه الماء، فتحدث:
-ريهام، لفي لو سمحتي
ألتفتت له ريهام بإحراج شديد و خجل قائله:
-فيه حاجة يا أستاذ معتز
نظرت حسناء و زينة اليهما بتعجب، من هذا و من أين تعرفه؟
أجابها معتز و مازالت عينيه تتنقل بين ملابسها و وجهها:
-أنتي بتعملي أيه هنا؟!

خرج كريم من غرفته و هو يحمل دلو و عصا في نهايتها قطع من القماش، نظر الي معتز بسعادة بالغة و أقترب منه و ضمه الي صدره قائلا:
-معتز، وحشتني أوي، جيت أمتي و عرفت عنواني منين؟!
أبتعد عنه معتز و قد زادت صدمته الضعف، فما هذا المنظر الذي يظهر به شقيقه، فأجابه معتز بتلعثم و شرود:
-أنا لسه جاي من السفر امبارح، و كلمت ماما و قالتلي عنوانك، هي و بابا لسه في الأقصر.

أنصت كريم الي كلماته بتعجب، فما الذي تفعله والدته و زوجها في الأقصر، ثم تحدث سريعاً و هو يقدم معتز الي الجميع قائلا:.

-طيب يا سيدي أعرفك، مدام حسناء جارتي و تبقي زوجة أستاذ عزيز مذيع برنامج دقايق من الحقيقة، و بناتها الأتنين، الكبيرة ريهام و هي مخرجة تليفزيون لسه متخرجة من كام سنة، و زينة صحفية في جريدة منارة الحقيقة، و فيه كمان جاسر و ده ممثل مبتدأ بس مش هنا حالياً و ده معتز أخويا اللي قولتلكم عنه، و أعتقد غني عن التعريف بما أن زينة تعرف كل حاجة عن خالد الدهشوري
أطمأن معتز قليلاً تجاه ريهام، ثم تحدث:.

-أهلا و سهلا، أنا عارف أستاذة ريهام، لسه كنا أمبارح سوا بعد ما خلصنا تصوير الفيلم
كانت تلاحقه نظرات الصدمة من ريهام التي تحدثت بتوتر:
-أنت أسمك معتز خالد، معتز خالد الدهشوري
أومأ معتز برأسه بتعجب، بينما نظرت ريهام الي زينة و حسناء، اللتان حاولا أن يكونا طبيعيتان قد المستطاع، فأقتربت زينة من معتز بإبتسامة قائله:
-أهلا وسهلا يا أستاذ معتز، مبسوطة جدا إني شوفت حضرتك
-أنا أكتر يا أنسه زينة.

أمسكت زينة بيد كريم و فتحتها لتضع بداخلها العصا التي كانت تنشف بها الأرض قائله:
-عن أذنك بقا، كملوا أنتو عندي شغل مهم
نظرت لها حسناء بتعجب من سرعتها قائله:
-متسربعة علي أيه، و شغل أيه أنتي النهاردة أجازة!
-تحقيق مهم يا ماما هكمله، ممكن أرجع بعد يومين
أسرعت زينة خارجة من المنزل بينما تحدثت حسناء بصوت مسموع:
-يومين أيه! زينة، أنتي يا بت
ثم نظرت الي كريم بعدم فهم و تحدثت:.

-تحقيق أيه يا كريم ده؟ تعرف حاجة عن الموضوع ده!
شرد كريم قليلاً و هو يتذكر ما حدث للتو، ثم تنهد متحدثاً بقلق:
-زينة رايحة الأقصر، لما عرفت أن ماما و خالد هناك
نظر له معتز بتعجب مردفاً:
-طب و هي رايحة هناك تعمل أيه؟ و هي مالها و مالهم!
-ده موضوع طويل يا معتز هحكيهولك بعدين
نظر كريم الي حسناء و ريهام مردفاً بإحراج:.

-أنا أسف جداً علي التعطيل اللي عطلته ليكم بسبب غبائي و أني نسيت أقفل الماية قبل ما أنام، بس انا هغير هدومي و أروح مع زينة، مينفعش تروح لوحدها هناك
تحدثت حسناء لتوقفه مردفة:
-ريح نفسك أنت، اكيد هي هتتصل بمنير و تروح معاه هناك، ما هو متابع التحقيق ده معاها
-لا يا طنط منير عنده تحقيق تاني بيتابعه، و هي هتروح لوحدها، خليني أبقي معاها كفاية اللي حصل ليها اخر مرة
نظر كريم الي معتز بأسف و أعتذر قائلا:.

-أنا اسف جداً جداً يا معتز، بس مش هينفع أسيب المجنونة دي تروح لوحدها، لو عايز تعرف في ايه ممكن تسأل ريهام و هي هتحكيلك أكيد، و نتقابل لما أرجع ماشي
-خلاص ماشي، بس و شغلك
-كنت واخد أسبوع أجازة ناوي أروح شرم، بس يلا مفيش نصيب.

ركض الي غرفته سريعاً، أخرج قميص باللون الأبيض و به بعض النجوم السوداء، و بنطال من خامة الجينز باللون الأزرق، و حقيبة ظهر وضع بها بيجامة زرقاء و مستلزماته الشخصية، و بديل أخر لملابسه، ثم خرج الي الجميع مرة أخري، فكانت ريهام في الشرفة مع معتز، بينما تقف حسناء تنشف الماء وحدها فأقترب منها كريم بإمتنان قائلا:.

-أنا اسف جدا يا طنط بجد، حضرتك روحي أرتاحي و انا هبعت واحدة تيجي تنشف البيت، بس خلي المفتاح معاكي علشان لما تيجي
ربتت حسناء علي كتفه بحنان قائله:
-متقولش كده يا كريم، مش أنت قولت أننا زي أهلك، سيبنا بقاا نقوم بدورنا و كفاية أنك رايح مع المصيبة اللي أسمها زينة دي و هتلغي رحلتك
-شكراً ليكي جدا، أبقي سلميلي علي عمو و ريهام بقا لما تخلص مع معتز.

ركض الي الخارج و دق علي باب منزل زينة، التي فتحت له بعد ثواني و نظرت له بتعجب و سألته:
-أنت رايح فين يا كريم!
-لقيت نفسي فاضي قولت أحط نفسي في مصيبة معاكي
أرتدت حقيبة ظهرها و علقت الكاميرا علي رقبتها مردفة:
-مش هينفع تيجي معايا، أول حاجة دول أهلك، و تاني حاجة وراك شغل
قاطعها و هو يرفع يده أمام وجهها مردفاً:
-وتالت حاجة مش هتعرفي توصلي لعنوانهم بسرعة من غيري
أنكمشت ملامحها تفكر، فأكمل:.

-و بعدين مش أنتي لسه عربيتك في الصيانة بعد ما خبطتيها؟ يبقي محتاجة عربية و عربيتي تحت أمرك
خرجت من المنزل و أغلقت الباب ورائها قائله:
-أقنعتني، يلا بينا.

في الأقصر
أرتفع رنين هاتف داليدا، نظرت الي الشاشة لتجد أسم كريم يظهر عليه، ألتقطت الهاتف و أجابته:
-لسه فاكر أن عندك أم
-يعني أنا متصل بيكي يا ماما و وحشاني علشان نتخانق
صمتت داليدا لثواني فأكمل كريم بضحكة خافته:
-وحشتيني يا داليدا هانم
شعرت بقلبها يتراقص من كلماته التي لم يخبرها بها منذ زمن طويل، فأجابته بحب شديد:
-و انت كمان وحشتني أوي يا كريم.

-أنتي فين يا ماما؟! أنا روحت البيت و أنتي و خالد مكنتوش هناك
أنقبض قلبها بخوف، ماذا تخبره! أنها في الأقصر حتي تحصل هي و زوجها علي قطع آثار ليبيعوها لرجل فرنسي..
سمعت صوته يكرر أسمها بتعجب، فأجابته بسرعة:
-معاك يا كريم، أحنا في الأٌقصر
-بتعملوا ايه هناك
أخرجت بعض الكلمات لم تعرف ماذا سيكون تأثيرها عليه، هل سيصدقها أم لا! و لكن سرعان ما تذكرت السبب المستعار الذي جاءت مع خالد من أجله فأردفت:.

-واحد صاحب خالد يا حبيبي، بنته هتتجوز و عزمنا علي الفرح، هيكون بكره بالليل، و اليوم اللي بعده هيكون فيه حفلة تنكرية
-طب بقولك أيه يا ماما، أنا أخدت أجازة من الشغل و كنت ناوي أجي أقضيها معاكو، أبعتيلي اللوكيشن أجيلكم
أزداد توترها، فكيف سيأتي الآن؟ ماذا عن عملهم الذي لا يعلم عنه كريم شئ! و لكن أستمعت من جديد الي صوته مردفاً:
-تمام يا ماما ولا ايه؟!
-حاضر يا حبيبي، هبعتهولك حالا علي واتساب.

في أستوديو برنامج دقائق من الحقيقة
صرخ محمود في وجه عزيز مردفاً:
-أنت أتجننت يا عزيز إزاي متقوليش إن ده حصل
أمسك عزيز ذراع محمود بعنف و همس بغضب:
-و أديك بتندمني إني قولتلك يا محمود في أيه!
هدأ محمود قليلاً و هو يسحب ذراعه من بين يدي عزيز مردفاً بصوت هامس:.

-عزيز، لو موضوع خالد الدهشوري هييجي علي حياتك يبقي بلاش يا عزيز، أنت فاهم يعني أيه العربية المرة دي ولعت، المرة الجاية ممكن بيتك و ممكن أهلك يجرالهم حاجة، و أنا مش هسمح بده أبداً علي حساب البرنامج و القناة
هز عزيز رأسه بالنفي و قبل أن يعترض أو ينطق بكلمة واحدة قاطعه محمود بحدة:
-لا يا عزيز ولا كلمة، هننزل إعتذار علي التليفزيون و بيدج الفيس بوك و تويتر و أي حاجة ليها علاقة بالسوشيال ميديا.

وقف عزيز هو الآخر و نطق بحدة معارضة:
-لا يا محمود، مش علشان هنحافظ علي حياتنا علي حساب حياة الناس الغلابة اللي مش عارفين يجيبوا حقوقهم، محمود دي وظيفتنا و لو كل واحد خاف علي نفسه يبقي نقعد في بيوتنا بقاا
-يا عزيز أحنا مش قد خالد الدهشوري و شره
جلس عزيز من جديد و أشار الي محمود ليجلس هو الأخر، فجلس محمود و هو يزفر بضيق، فتحدث عزيز:.

-من كام أسبوع كده زينة بنتي كانت بتتابع تحقيق تبع خالد، و كانت معاها جوزها و هيقبضوا عليه بتهمة تجارة المخدرات، بس خالد كشفهم، بعت رجالة و ضربها و فضلت في الجبس أسبوعين، و لسه متصلة عليَّا قبل ما أكلمك و أقولك أن عربيتي ولعت، عارف رايحة فين يا محمود؟
أومأ محمود برأسه مؤكداً جهله، فأكمل عزيز و هو يشبك أصابع كفيه ببعضهما:.

-راحت الأقصر بعد ما عرفت أن خالد هناك، راحت تكمل تحقيقها و مش راضية تسكت غير لما تكشف خالد و فساده، متجيش دلوقتي و تطلب مني أعتذر و أقفل الموضوع يا محمود علشان خايف علي نفسي أرجوك
تنهد محمود بقلق و أردف:
-عزيز أنا لو قولتلك كده فده علشان أنا خايف عليك و الله، انت أكتر واحد متضرر، أنا عارف خالد كويس كنا أصحاب زمان، و ده مش معناه أنه مش ممكن يضرني، لا عادي ده خان أخوه، ممكن ميأذنيش أنا!

-خلاص يبقي سيبها علي الله و زي ما تيجي تيجي، خلينا نعمل اللي علينا يا محمود، علشان بعد كده منزجعش نندم و نقول يا ريت كنا كملنا.

في منزل تيسيير و أبنته مني في الزمالك
أقترب تيسيير من مني التي تقف أمام صلاح الذي تحطيه الأجهزة الطبية من كل جانب في غرفة سرية داخل غرفتها، بعد أن أتمت له العملية، فتحدث تيسيير:
-لسه مفاقش ولا أيه؟!
هزت رأسها بالنفي، و هي تراقب الأجهزة الطبية مردفة:.

-كل تحاليله و أشعاته تمام، و مؤشراته الحيوية كويسة جدا و مفيش أي ضرر من أي نوع، حتي أن الأشعة مأظهرتش أن ممكن يكون دخل غيبوبة، معرفش في أيه؟! و لا مش راضي يفوق ليه!
-ممكن تكون التجربة فشلت زي اللي قبله
نظرت مني الي والدها بحدة و هي تقول:
-أوعي تقول كده تاني، و بعدين ده لسه تاني يوم بعد العملية، أنا بستني أسبوع و لو مفاقش يبقي هيموت
عادت بنظرها نحو صلاح و قد أمتلأت عينيها ببصيص من الأمل و أردفت:.

-أنا متأكدة أن المرة دي هتظبط يا بابا، و التجربة هتنجح، هنعمل جيش يا بابا، هنقتل اللي قتلوا ماما، هنجيب حقها، هناخد مصر كلها و نخليها تحت أمرنا، و بعدين هنملك العالم كله، مش هبطل أختراعات ولا تجارب، هحسن العالم كتير، هلغي كلمة حب من الدنيا دي، هقضي علي كل الفساد، هعرف أستغل كل مورد، صلاح بس يفوق و كله هيتحل و هعمل اللي نفسي فيه
ربت تيسيير علي كتفها لتلتفت له و أبتسمت.

في المقطم شارع رقم 9
في منزل كريم
أنتهت ريهام من سرد ما واجهته زينة من صعاب من أجل كشف حقيقة والده، فنظر لها معتز بهدوء و أردف:
-أنا والدي معملش أي حاجة غلط يا ريهام، ورقه كله سليم، خالد الدهشوري راجل محترم يا ريت تعرفي ده كويس أنتي و أختك و اهلك كلهم
-أستاذ معتز، عارفة أن الموضوع مش سهل ابداً، بس زينة أوريدي وصلت لحاجة تبعه و شحنة مخدرات
قاطعها معتز بصراخ غاضب:.

-و طلعت غلطانة يا ريهام، و طلعت شحنة أدوات طبية مظبوط ولا أنا غلطان
-خالد الدهشوري بعت رجالة يضربوها في نفس اليوم، و فضلت في المستشفي كام يوم و فكت الجبس قريب
-مين قال انهم رجالة بابا مثلا؟! هما راحو قالولها، ما يمكن هي عملت أي مصيبة ضربوها بسببها
تحدثت ريهام لتنهي النقاش الذي قد زادت حدته كثيراً، فلم يسمح أياً منهما للآخر ان يخطئ في حق عائلته:.

-معتز لو سمحت، ده شغل زينة، و هو لو بيعمل حاجة غلط هيتكشف، مش بيعمل يبقي زينة غلطانة، مفيش داعي لكل الخناق ده، و أحنا أصلاً ملناش علاقة بالموضوع ده شغل زينة، يعني تحقيق و قضية جت ليها و هي لازم تعرف حقيقتها
-أنا لازم أمشي، بعد أذنك
تركها معتز و خرج من الشرفة، نظر الي حسناء التي تقف في منتصف الصالة تنظر له، ليتجاهلها و يكمل طريقه الي الخارج..
نظرت حسناء الي ريهام و تحدثت:.

-احنا بردوا بنتكلم عن باباه، و مش بسهولة هيصدق عنه حاجة
-ده أذا مطلعش بيشتغل معاه يا ماما، يا ريتني كنت عرفت هو مين من الأول كنت رفضت أشتغل معاه، ربنا يسترها.

في الطريق نحو الأقصر
أرتفع رنين هاتف زينة، ألتقطته و أجابت سريعاً فقد كان معتصم:
-ألوو يا معتصم
-أنتي فين يا زينة؟
تنفست ببطء أو ربما توقفت أنفاسها قليلاً، فلقد ذهب عن خاطرها أن تخبر معتصم بسفرها، و الأكثر من هذا هو وجود كريم معها، فهي تعلم كم يكره وجودها جانبه، و لكنها قررت أن تخبره الحقيقة قائله:
-أنا رايحة أكمل تحقيق خالد يا معتصم، رايحة الأقصر، و معايا كريم.

نظرت الي كريم الذي بادلها النظرات بتوتر و قد سمع صراخ معتصم بها علي الهاتف لأنها لم تخبره بذهابها و بوجودها معه بل و وصفه ب الزفت ، فحركت زينة شفتيها أمام كريم هامسة:
-أنا أسفه سوري
أشار له بيدها لتكمل كلامها معه، فتحدثت:
-يا معتصم أهدي لو سمحت، أنا جت ليَّا فرصة أعرف كل بلاوي خالد الدهشوري، أنا متأكدة أنه في الأقصر علشان حاجة تانية.

-و انتي مجنونة رايحاله برجلك تاني، و فاكرة أيه؟ أن سي كريم ده هيساعدك، دي أمه و ده أبوه
-ده مش أبوه يا معتصم ده جوز مامته، و أنا واثقة في كريم كفاية إني
قاطعها معتصم مردفاً:
-أنك أيه يا زفتة أنتي كمان، أنتي عارفة أنك ممكن تبقي رايحة معاه في داهية دلوقتي، هتفتحي دلوقتي الواتساب بتاعك و تبعتيلي اللوكيشن و تسيبي الجي بي أس مفتوح و هنربط التليفونين ببعض علشان أوصلك، فاهمه يا زينة.

-حاضر حاضر فاهمه، ممكن تهدي بقاا! أقفل يلا و انا هبعتلك اللوكيشن
أغلقت زينة الخط، ثم أغلقت الهاتف بأكمله قبل أن ترسل لمعتصم عنوانها، فأوقف كريم السيارة و نظر لها بعدم فهم و تحدث:
-أنتي مبعتيش ليه اللوكيشن ليه يا زينة
-معتصم لو جه مش هيخليني أخد راحتي في شغلي يا كريم خصوصاً بعد اللي حصل آخر مرة، هيفضل يقولي متعمليش كده، فيه خطر عليكي، مش هتطلعي سليمة، متقربيش أوي، أستني هاجي معاكـ.

قاطعها كريم بسرعة و أردف:
-أستني بس، و مين قالك أني لو لقيتك هتروحي في داهية مش همنعك زيه
-هو جوزي يعني مش هعرف أقوله لا و خليك في حالك، أطلع بقاا
أنطلق بالسيارة من جديد و تحدث:
-خليك في حالك هااه، أنا زي العقدة في المنشار يا زينة مش هتعرفي تخلصي مني و مستحيل أسيبك لوحدك في مصيبة علشان كام كلمة هتقوليهم
-أتفائل أنت بس بدل بوز التشاؤم ده، شغل أغاني عايزين نفرفش.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة