رواية صهباء أشعلت صدري للكاتبة نورهان مجدي الفصل الخامس
آغلقت باب غرفتها من الداخل ب إحكام، هو بنفس القصر معها كيف يآتى النوم او الراحه او الآمان، باب غرفته مقابل ل باب غرفتها يا للحسرة !
إرتدت منامه زهريه اللون قصيرة وجلست علي الفراش متربعه، ساندة رآسها بقبضتها وتتطلع الي باب الغرفه ب تفكير... سحب النوم من جفونها ل تصاب تلك الليله ب الارق !
جلست تفكر آولا يجب عليها آن تخبر العائله ب آنه قاتل بلا قلب، بالرغم من آن الامر ك الصاعقه ولكن فاطمه تحبه بجنون ما العمل !؟
الآمر يستحق التفكير لا تريد المجازفه بسهوله، إذا تسرعت عُمر يقتلها دون آن يرف جفن له
تطلعت ب ساعه الحائط بدهشه ف هى جلست ساعات تفكر ! توقفت وتطلعت ب المرآة ل تجد هالات سوداء تحيط آعينها العسليه وبشرتها شاحبه
خرجت من الغرفه بحرص كأنها سارقه تخشي الامساك بها... آغلقت باب الغرفه بهدوء والقت نظرة سريعه قلقه علي باب غرفته ثم نزلت الدرج بخطوات آشبه ب الركض
- كارما...!
تحدثت فاطمه ف علمت كارما آنها تريد شئ ب التأكيد !
سارت ب جانب كلا من عُمر و فاطمه والملل والخوف يكمن بداخل كارما، لم تكن تريد القدوم معهم ولكن إصرار فاطمه قوي !
جلس ثلاثتهم داخل إحدي المطاعم ل تناول الغداء ثم العودة ل السير ورؤيه إحتياجات عش الزوجيه الخاص بهما
- بتدرسي إيه يا آنسه كراميلا !
تحدث عُمر وهو يبتسم بتهكم آو سخريه لا يهم ... تحدثت بهدوء دون آن تنظر ل آعينه فقط تلعب ب الشوكه بين آصابعها
- بدرس طب نفسي ..
همهم بهدوء ثم ضحك ف رفعت آنظارها وحاجبها الاحمر القاتم له بتساؤل وإنتظرت حتي توقف قهقهاته
- إيه اللي بيضحك ..؟
- لالا ولا حاجه
- بس انا مصممه آعرف !
- يعنى...آعرف إن الطب النفسي دا للمجانين !
ضيقت آعينها ب تركيز ل يتابع هو ك رد علي سؤال لم يطرح !
- يعنى الدكاترة بتوعه مجانين...بيعانوا من مشاكل نفسيه آو ...
كورت كارما قبضتها تستمع ل حديثه ف تابع هو بلا مبالاة: وبيدخلوا المجال دا ك نوع من الاضطراب والرهبه مفكرين إنهم يقدروا يعالجوا نفسهم...!
توسعت آعينها ب دهشه و بؤبؤ آعينها إهتز قليلاً من الخوف ...
- بيحاولوا يساعدوا نفسهم آو غيرهم ... ف ياتري إيه مشكلتك النفسيه آنسه كارما ؟
آخفضت رآسها آرضا تداري الدموع المتجمعه ب مقلتيها ف قالت بهدوء: انا هعمل مكالمه وجايه !
إلتفتت سريعاً ودلف الي المرحاض...تطلعت ب المرآة ل تسقط دموعها دون توقف
حديثه الفارغ حقيقه ... حديثه القاسي صحيح بنسبه مائه ب المائه
رفعت رآسها ب المرآة تطالع نفسها بشرود حتى تذكرت
تكورت علي نفسها آعلي الفراش... إستحممت آكثر من الف مرة ل إزاله بقايا دماء والدتها و ب الرغم من آنه إختفي من آعلي جسدها الصغير الا آنها ترآة، تري الدماء تحتوي جسدها، تري والدتها تتحدث صارخه بآنها قاتله هى من قتلتها، تري آنها مذنبه و الندم يتأكلها من الداخل، و جل ما تفعله تبكى وتنحب !
نظرت برهه في المحيط... الغرفه ناصعه البياض، دهان آبيض وفراش آبيض و كومود آبيض حتي ملابسها هى بيضاء
تلك غرفه المصح النفسي الذي آتت له منذ آسبوعين وضعوها ب تلك الغرفه خصيصاً ل تتخلص من الصراع النفسي الكامن بداخلها و التأمل ب جمال لون التسامح ! ولكنها تري دماء ب كل مكان ب الحائط ب الفراش ب كل شئ وكأنها بمستنقع الدماء... مستنقع لن ولا تخرج منه
صرخت بهيستيرياً بصوتها الطفولي علَ و عسي تبرد ما بداخلها !؟ ولكن الصراخ لا يتوقف برغم من آن آحبالها الصوتيه تمزقت ... آعينها تذرف الدموع ك المطر الغزير برغم من جفافهما... قبضتها وجسدها في حاله تشنج برغم قوتها الراخيه ...كل شئ بها آصبح ك الماكينه تُستغل فقط ل تصبح في التهلكه !
دلف الممرضات ب الاضافه الي والدها بعدما إستمعوا الي صوتها الذي شق سكون المكان كأنه إعصار وداهم المشفي
ثبتوا إياها ب الفراش ل يعطوا لها الحقنه المهدئه التي لم تتوقف عن آخدها منذ دخول تلك المشفي ...آصبحت ك فئران التجارب ...إنحرمت من سنها ! من المفترض تلهو وتلعب مع من في عُمرها ولكنها قضته بين جدران غرفه لا تعلم إين المفر !
إغرورقت آعينها ب الدموع ... عُمر كلامه ك خنجر مسموم لم يكتفي ب التسمم فقط ف آخذ ينهش في قلبها دون شفقه آو رحمه
ب التاكيد هو يسخر لكنه لايعلم ب آن سخريته دمرتها وعادت بها الي رماد بعدما تعافت ! آو هكذا ظنت
جلست علي فراشها ف هى لم تستطع الصمود آمامهم وغادرت من الباب الخلفي دون إخبارهم حتي فقط آخبرت النادل ل يخبرهم
تطلعت ب صورة والدتها المصغرة وحدثتها قائله كأنها تسمعها: شوفتي انا تعبانه إزاى بسببك !
حبست آنفاسها وتابعت: شوفتي آنا آحسن منك إزاى ...انا سامحتك و عارفه إن دا قدر ربنا بس...آا..انا مش قادرة...مش قادرة آبطل خوف ؟
مسحت دموعها سريعاً وقالت بصوت مبحوح: آنا لسه بخاف...بس انا مش هبقي آم زيك آبداا، لو بقيت آم مش هسيبهم ثانيه زى ما كنتى بتعملي ...مش هخليهم يعيشوا مأساتي ويتحرموا من طفولتهم...مش هخليهم لطماء وآمهم لسه عايشه ...إنتى وحشتيني !
وضعت الصورة علي الكومود وبكت بُكاء مرير ! شهقاتها النابعه من القلب تكاد تمزقه ل آشلاء
شعور الانتهاء يداهم روحي ويرهقها بشده
آمسكت ب ذلك الملف يشمل معلومات عن إبن الحديدي ... كلفت به إحدى زميلاتها ل تساعدها بصدر رحب
تطلعت الي آسمه ثم كنيته ومعومات عن عمله و عُمرة، عائلته ليست مذكور آهل هو مقطوع من شجرة ؟ بالتأكيد شجرة فاسدة ! كلها آشياء ليس لها آهميه
دفعت الملف علي المائدة ب غضب ف هى ستخبر العائله بآمرة ولكن يجب إيجاد دليل ملموس حتي تثبت آي شئ
لملمت آشيائها وخرجت من الكافيتريا لتجد صبي يصتدم بها وغادر دون آن يلتفت اليس من الذوق آن يعتذر ؟
رفعت منكبيها بلا مبالاة وعادت الي المنزل بائسه و محبطه لعدم وصولها ل آي لعنه تحل به
دلف إحداهم غرفه مكتبه وإنتظر حتي آنهى مكالمته وقال ...
- دبور وبيحفر ..
زوى عُمر ما بين حاجبيه ب آستغراب ليتحدث الملثم آمامه بعمليه: في حد بيسأل عنك ..!
وضع آمامه ملف ثم غادر...التقط عُمر الملف ل يجد صور تلك الكارما ... إبتسم بتهكم وتحدث ب غل
- دوري ودعبسي براحتك...بس مترجعيش تقولي سمااح
قدف صورها ب سله المهملات وعاد الي الخلف متكأ بحجمه علي المقعد يبتسم علي سذاجتها التى ستكون سبب ل نهايتها
مساءاً
آراحت جسدها علي الفراش ل تخلد للنوم ولكن النوم غادر جفونها منذما عادت ل مصر !
رن الهاتف الخاص بها ل تعتدل وتذهب حيث مصدر الصوت حتي وجدته ب حقيبتها
فتحت الحقيبه ب سرعه قبل آن تنتهى المكالمه ل تسحب الهاتف وتنفلت الحقيبه من يديها ف وقعت آرضا بكل ما فيها ... آجابت علي الهاتف تتحدث مع صديقتها الإيطاليه بطلاقه ثم إنحنت علي الآرضيه ومالت برآسها للجهه اليمنى لتسند الهاتف علي كتفها وتلملم حقيبتها ب آشيائها ... رفعت حاجبها ب ٱستغراب عندما وجدت تلك الورقه الغير مألوفه لها ب المرة
إنها ...رساله ! إعتذرت من صديقتها قائله
-
آغلقت الهاتف وقرآت محتوى الرساله الغامض والذي كان
- لو عايزة تعرفي آي حاجه عن عُمر الحديدي معادنا بكرا الساعه ٣ في'''''
إبتسمت بعدما تيقنت آن الصبي الذي إصتدم بها كان ل هدف وهو آن يضعها ... هى الغاز تسحبك دون إرادة منك ...ولكن ما باليد حيله ستذهب.