رواية ربع دستة ظباط للكاتبة المبدعة أسماء جمال الفصل الثامن والأربعون
امنيه وقفت بذهول و حدفت موبايلها ف الارض و هامر نزل ع الارض غرقان ف دمه و هند مش مبطله دب بطفاية الحريق على دماغه لدرجة إتفرتكت و إتفشفشت قدامها و كل حته ف ناحيه..
ف ثوانى جرس انذار رن ف المكان كله و إتلم ظباط و عساكر من كل حته حواليهم و هند الطفايه وقعت من ايديها اما ملقتش حاجه تخبط فيها من كتر ما دماغه اتفتفتت..
رفعت ايديها غرقانه دم و بتضحك بهيستريا و العساكر حواليها..
امنيه ايديها على وشها بتحركها بعنف و هى بترجع لورا و خبطت ف ابوها وراها اللى هز راسه بأسف و ف لحظه العساكر اتلموا حواليها هى كمان..
أبوها بص ف عينيها جامد و زوغان نظراتها غنته عن سؤاله ف ميل راسه بخزى..
امنيه عيطت: انا.. انا معملتش حاجه.. معملتش حاجه صدقنى.. انا.. انا كنت عايزه اساعدها بس.. اساعدها بس
أبوها هز راسه بأسف: ابقى قوليلهم كده ف التحقيق
امنيه بصتله بصدمه: انت.. انت هتسيبهم ياخدونى؟ هتتخلى عنى؟
أبوها بحده: انتى اللى اتخليتى عن نفسك.. حذرتك كتير و مسمعتيش.. كنت عارف انك يوم ما هتسمعى هتسمعى غصب عنك و الظروف هتعلمك اللى طول عمرى معرفتش اعلمهولك
امنيه زعقت: بس بقا.. بطّل كلامك ده.. طول الوقت حكم و مواعظ، حكم و مواعظ، و لا مره فكرت تساعدنى.. تعمل بدل ما تتكلم..
ابوها اتصدم: انا؟ انا يا امنيه؟
امنيه بتزعق بهيستريا: قولتلك مليون مره انى بحبه.. بحبه.. و انت مش عايز تفهم.. مش عايز تصدق.. مش عايز تساعدنى.. قولى على حاجه واحده عملتهالى غير الكلام!
أبوها هز راسه بأسف و هى بتزعق و بس و العساكر قربوا منها..
امنيه بتبصلهم بذهول و اما شافتهم بيقربوا ياخدوها فضلت تزق فيهم و تبعدهم لحد ما كلبشوها و اخدوها و طلعوا بعد ما اخدوا جثة هامر و كلبشوا هند كمان و اخدوها و مشيوا..
مالك مع دكتوره منال بصّلها بحيره: حلم شخصيه بتسموها كده اتب.. ازاى بعد كل ده ف اول وقعه اتهزت كده؟ يعنى.. يعنى ازاى كانت مهزوزه و بتصدق مثلا حاجات يرفضها العقل و المنطق؟ ازاى مثلا كانت بتصدق ف حاجات انها اتهيآتلها فعلا و انى مكنتش موجود مع انى كنت ببقى موجود؟
الدكتوره بصتله بتفهّم: الخوف و القلق من بكره و الاحتياج كل ده بيخلق ضعف جوه صاحبه بيعمله ايحاء انه مهزوز من غير احتياجه سواء لحد او حاجه و ف ظل الايحاء ده الواحد بيصدق اى حاجه و انه احتياجه ده بيتجسد قدامه ف صورة الحاجه اللى محتاجها
مالك اتنفس جامد و هى بصتله بإستعداد: مبدئيا كده انت اول مره.
مالك كمل عنها: بعد ما خرجت من المحكمه على طول.. كنت محتاج اى حاجه اخرّج اللى جوايا فيها.. كنت عايز انفجر ف اى حاجه و الا كنت هنفجر ف نفسى.. اه مكنتش نويت على حاجه و لا ف دماغى حاجه لكن جات معايا كده.. روحت البيت.. شقتنا.. دخلت و بدل ما احس انى تعبان ارتاحت.. حسيت بدفا غريب ادانى ايحاء ان النار لسه مولعه حواليا.. حسيت بحنين غريب اوى
الدكتوره: و ده ضايقك؟
مالك كان بياخد نَفس ورا كل كلام: جدا.. كنت مستنى من قلبى اى حاجه غير انه يحن بالسرعه دى و بالسهوله دى..
الدكتوره: فتحت الغاز و قطعت الستاير و بهدلت الشقه من باب التأنيب ليك و لا لها؟
مالك بلع ريقه بالعافيه: ليا قبلها.. لينا احنا الاتنين.. كنت عايز افكر نفسى باللى عملته و احطه قدام عينى يمكن افوق.. كنت عايز اخنق قلبى عشان اعرف اكمل من غيرها.. بس اما معرفتش اعمل ده عرفت انى عمرى ما هعرف.. سيبت كل حاجه و مشيت..
الدكتوره سكتت شويه: طيب عرفت اللى حصلها بعد ما مشيت! يعنى توقعته و لا استنتجته و لا اتمنيه و لا استنيته! احساسك كان ايه بالظبط؟
مالك: معرفش.. انا سيبت كل حاجه يمكن تفكرها ف تمشى هى.. او تأنّبها او تفكرها باللى حصل.. بس اما عرفت انها راحت الشقه و معرفتش تقعد و خرجت و عرفت من مراد انها راحت لدكتور نفسى او اتهيألها او فهمت إنه متهيئلها.. ساعتها قعدت شويه مع نفسى و
الدكتوره كملت اما هو سكت: و قررت تلجئ للاسلوب النفسى.. صح كده؟
مالك رد بسرعه: عشان كده مكنش عقاب.. مكنش انتقام.. لانه وقتها جه قدرى مش ترتيب.. انا معرفتش اقعد ف الشقه من المشهد اللى فضل يزغلل عينيا ف كل ركن فيها ف مشيت و هى اتهيئلها انى موجود لسه ف كل حاجه جات صدفه.. حسيت انى محتاج ابقى لوحدى.. اقعد مع نفسى خاصة انى زى ما قولتلك فهمت من لهفتى لكل حاجه انى عمرى ما هعرف ابعد.. ف عشان افضل كان لازم حل
الدكتوره: رجعت بعد ما قررت صح!
مالك هز راسه اه و سكت كتير اوى اوى: رجعت و انا واخد قرارى او ع الاقل هجرب الحق الباقى منى و منها و من الحكايه على رأى مراد.. حتى قبل ما اعرف ان فى حلم و ياسين.. صليت استخاره و رجعت كان فرح ولاد مراد.. عرفت بولادى و حسيت ان ربنا رد عليا اما اخدت رأيه و استخرته.. اد ما كنت مبسوط ان ربنا جنبى و سامعنى و حاسس بيا لدرجة رد عليا بالسرعه دى و حط ولادى قدام عينيا اد ما كنت مبسوط انها ف سكتى من اختيار ربنا مش اختيارى و لا اختيارها.. و ده خلانى اتشعبط ف قرارى اللى منكرش انه كان مهزوز شويه و داخل عليه و انا واخدُه تجربه، يعنى اجرب اصلّح اللى اتكسر بينا و لو معرفتش يبقى خلاص.. لكن يومها كل حاجه اتغيرت جوايا.. كل الموازين اتشقلبت قدام حلم و ياسين.. قدام رسالة ربنا و اختياره.. قدام ضعفها قدامى.. متخيلتش ابدا و لا استنيت تنزل تحت رجلى و تحط نفسها بين رجليا!
الدكتوره: استسلامك بين ايديها شوفته ضعف و لا حب؟
مالك ف وسط سكوته ابتسم بإحراج و مشّى ايده على وشه و الدكتوره ابتسمتله بعد ما بصت لحلم: قصدى وجود علاقه حميمه ف الوقت ده بينكم و دى كانت لحظات فارقه و حاسمه ف علاقتكم!
مالك إبتسم: معرفش.. كانت وحشانى.. وحشانى جدا.. كنت حاسس ان فى استرس على عقلى مش عارف يفكر.. كنت واقف مكانى مش عارف اخد اى خطوه زى المتربط ف كانت محتاج اخرّج الطاقه دى بأى شكل عشان اعرف افوق.. الاسبوع اللى اخدته بين المحاكمه و بين رجوعى ف الفرح انا فكرت فيه الف مره و اخدت فيه الف خطوه و رجعتها.. حجزت للسفر عشان ابعد عنها و لغيته.. فكرت اسيب شغلى و افتح مجموعة حراسه عشان ابقى معاها امان و مخسرهاش تانى بسبب شغلى.. فكرت ارجع و مرجعلهاش.. فكرت مرجعش دلوقت و ارجعلها.. فكرت اتجوز يمكن انساها.. فكرت امسكها اضربها.. انا فكرت اقتلها
مالك قال اخر جمله و هو بيضحك بغُلب و الدكتوره ضحكت معاه و حلم ابتسمت بعيونها اللى دمعت..
مالك: كنت كل ما اجى اخد خطوه من كل دول ارجع لورا جرى كإنى بهرب من حد قدامى.. مره ارجح ده لخوفى و مره لضعفى.. مش عارف.. بس حسيت انى مش عارف افكر.. كان جوايا طاقه مش عارفها غيظ من عنف من ضعف من قهر من عتاب من قلة حيله.. معرفش.. بس كان لازم تخرج عشان اعرف افكر و قربى منها بالشكل ده و العنف ده دى كانت خطوتى اللى اخدتها من بين كل دول
الدكتوره بصتله بترقب: طب خطوتك دى اللى اخدتها اترددت فيها زى كل خطوه فكرت فيها قبلها؟
مالك هز راسه بسرعه لاء و سكت شويه: بالعكس.. انا كنت عامل زى اللى بيتحجج.. بتحجج انى عايز اخرّج عنفى ف اى حاجه ماديه قدامى عشان ميخرجش على تفكيرى.. مجرد ما وصلت افكارى لهنا لقيت نفسى بجرى عليها
الدكتوره انتبهت بإهتمام: عملت كل ده ازاى! هى شافتك و لا مشافتكش! كل حاجه، سواء فيها او حواليها كانت ازاى!
مالك ابتسم بتمهّل: ف البدايه انا روحت للدكتور قبل اى حاجه.. دكتور معرفه ف مجالنا و اخدت رأيه.. صحيح عارضنى شويه بس موصّليش الامور لكده.. قالى بس ان الامور ممكن تيجى معايا عكسيه و بدل ما تثق فيا تفقد الثقه فيا خالص.. او بدل ما تثق ف نفسها تتهز اكتر او بدل ما تتفهّم حبى لها تكرهنى.. لكن انا قررت اغامر.. مغامرتى معاها و الله كانت جزء من حبى لها.. من ثقتى فيها.. كنت واثق فيها لابعد حد رغم كل حاجه حصلت بينا.. الحاجه الوحيده اللى مفكرتش فيها هى تعبها او انها تكون مريضة قلب
الدكتوره بهدوء: مفكرتش ف ولادك؟
مالك بصّلها بسرعه: لاء طبعا.. انا فكرت فيهم اول حاجه.. قبل اى حاجه.. انا جيبت بيبى سيتر و عملتلهم الاوضه اللى ع السطوح فوق بيتنا و فهمتهم امتى ينزلوا لحلم و للولاد و ياخدوا بالهم منهم! من ضمنهم اليوم ده!
الدكتوره هزت راسها بفهم: و طبعا هما اللى كملوا المشهد عنك؟
مالك: انا اديتها مخدر قبل ما المسها.. فتحت و دخلت و رشيته حواليها لحد ما تاهت.. و اخدتهم و اديتهم للبيبى سيتر بعد ما اتطمنت عليهم.. بعدها طلعتلها ( سكت شويه ) و حصل اللى حصل.. حسيت انى بفوق.. حسيت انى بحبها.. لا انا حسيت انى عمرى ما هكرهها.. حسيت انى محتاجلها.. حسيت انى عيل صغير مكلبش ف حضن امه خايف تسيبه.. حسيت انى محتاجلها فايقه.. محتاج ابص ف عيونها.. اقراهم.. اتمنيت لو صاحيه و اول ما تفكيرى بقا كده اتخنقت من ضعفى من اول خطوه باخدها.. من قلة حيلتى قدام حبها بالشكل ده.. قومت..
( سكت شويه و اخد نفس جامد ) عارفه انى فضلت وقتها افوّق فيها.. كنت بفوّقها و انا مش عارف لو فاقت دلوقت كنت هعمل ايه.. بس بعدها كملت اللى نويته.. كنت عايز اشدد من ثقتها فيا و فيها.. لغبطت كل حاجه حواليها اللى كانت ملغبطه اصلا و سيبت حاجتى و مشيت.. خرجت اتطمنت على حلم و ياسين و عشان كنت انا اللى منوّم حلم كنت عارف هتفوق امتى بالظبط ف سيبت المفتاح للبيبى سيتر توديلها الولاد قبل ما تفوق بدقايق بس
الدكتوره: و طبعا روحت المقابر بعدها بفهد عشان تأكد انك مكنتش معاها!
مالك هز راسه بنفى: لا مش للدرجادى.. صدقينى انا مكنش ف بالى ساعتها غير لهفتى المجنونه عليها.. و كانت اما تفوق اه كنت هقولها انى لا مكنتش معاها بس مرتبتهاش كده بالظبط.. هى جات معايا كده.. حسيت انى بختنق و محتاج حد.. روحت لامى يمكن اهدى و قضيت باقى الليل جنبها و من كتر التعب عينيا غفيت صحيت امشى لقيت فهد جاى.. مكنش حاجه مترتبه كده.. مكنتش مترتبه اصلا
الدكتوره هزت راسها: ممم و اما رجعت كانت هى صحيت..
مالك كمل: اتخنقت من منظر فهد و ضعفه و يُتمه قدامى و كلامه خاصة انى كنت من جوايا لسه زعلان منهم.. اتفشيت فيهم بالكلام و اما نزلت حلم سمعتنا كنت متفق مع البييى سيتر تنزل اول ما ارنلها و تساوى كل حاجه و ده اللى حصل
حلم بصتله بعتاب: و جسمى! ازاى بقا...
سكتت و هو ضحك غصب عنه: لا ده كان مكياج لغبطته بالروج بتاعك و مجرد ما استحميتى راح.. كنت مخمن انك اول ما هتقومى هتاخدى حمام خاصة انى عارف انك دايما و احنا مع بعض بتعملى كده
حلم بصتله بغيظ مذهوله و هو ضحك غصب عنه ضحكه خفيفه و حدفلها بوسه ف الهوا..
الدكتوره ابتسمت على مناغشتهم و كملت: طيب انت كنت عارف ان فى كاميرا ف الشقه صح!
مالك ضحك غصب عنه متغاظ: انا فهد باشا اخويا كان حاططلى كاميرا ف يوم من الايام يشوفنى بغلط و لا لاء ف مش صعب عليا اكتشف حاجه زى دى
حلم بصدمه: بس انا محطتهاش اتجسس عليك او اشوفك بتغلط! انا اصلا حطيتها و انا مكنش قدامى اى احتمال انك جزء من اللى بيحصل.. انا عملت زى ما دكتوره منال قالتلى.. بدليل كنت عايزه اقتنع ان اللى بشوفه ده مجرد تهيؤات و انها محصلتش ف الحقيقه عشان اعرف اقتنع و اتعالج!
قالت كلامها ورا بعضه و سكتت فجأه و شويه و اتكلمت فجأه بإنتباه: لحظه لحظه.. بس حتى لو شوفت انت الكاميرا و عرفت بيها ازاى كانت بتجيبلى ان كل حاجه شوفتها محصلتش! يعنى طالما من كلامك اهو انى كنت صح و انت اللى كنت بتلغبط كل حاجه يبقى ازاى بقا!
مالك بِعد ضهره براسه بوشه لورا بخوف مصطنع من هجومها عليه بجسمها و هى بتقرب و همس: كانت فيديوهات مسجله
حلم مسمعتش اوى: نعمم؟
الدكتوره ضحكت غصب عنها على منظرهم و مالك ضحك معاها و بصلها و بص لحلم و على صوته شويه صغيره: فيديوهات مسجله
حلم قعدت بذهول: يعنى ايه!
مالك رفع ايديه بكوميديا كإنه خايف كنوع من تلطيف الموقف: اما عرفت بالكاميرا حسيت انها هتلغبطنى انا حضرتك
حلم رفعت نفسها تانى عليه بهجوم: عملت ايه!
مالك رجع لورا بخوف و كاتم ضحكته و يدوب حرّك شفايفه: عطلتها
حلم زعقت بغيظ: اييه..
مالك همس بالعافيه من ضحكته المكتومه: عطلتها
حلم ضربته برجلها ف رجله و هو صرخ: انطق يالا
مالك ضحك اوى و هو بيمسكها تقعد: عطلتها و ربنا.. بقول عطلتها
حلم قعدت بغيظ و افتكرت كل مره كانت بتشغلها..
مالك قعد و مش عارف يضحك و مش عارف ميضحكش ف كانت ملامحه ملغبطه: كنت بعطلها من موبايلى ف الوقت اللى عايزُه بعد ما وصّلتها بالبلوتوث بموبايلى.. يعنى اما كانت تحصل حاجه مش عايزها تسجله كنت بشوّش عليها قبلها و اما اخمن انك هتلجأى للكاميرا بعدها كنت برجع افعّلها و ببعت للكاميرا فيديو مسجل يعرضهولك.
حلم رفعت حاجبها: كنت بتجيب الفيديو منين اصلا!
مالك بغيظ: ايه يا حلم انتى هنجتى بجد و لا ايه! ما الكاميرا كانت قبل ما بعطلها مسجله فيديوهات ليكى ف الشقه و للولاد و للشقه فاضيه ف باخد مقتطعات منها و كنت ببعتهالك فاضيه
حلم بصت للدكتوره و بصتله و رجعت بصت للدكتوره: لا انتى ابقى فكرينى اخليكى تعالجيه قبل ما نفض الليله دى
الدكتوره ضحكت مع مالك اللى ضحك..
حلم بغيظ: و طبعا منها اللبن و شهادات الميلاد اللى حضرتك جيبتهم؟
مالك هز راسه بخوف اه: و عم محمد البواب اللى حضرتك نفختيه
حلم رفعت حاجبها و بصتله و هى بتقوم عليه: انا مكلمتهوش صح!
مالك رجع لورا بكرسيه و هز راسه اه و كاتم ضحكه: انا اللى كلمته من موبايلك و انتى نايمه و قلدت صوتك
حلم قعدت بذهول: و انا اما فتحت التروكول سمعت الصوت و المكالمه صدقت؟ ازاى معرفتش صوتك من صوتى حتى لو قلدته؟
مالك ببراءه مصطنعه: عشان احنا واحد يا روحى
حلم ببلاهه: احبيبى يا عم محمد
مالك اتعدل: حبيبك ايه ما تتظبطى يا بت متجوزه كولمان و لا ايه؟
حلم بصتله بغيظ و للحظه افتكرت: و طبعا هدومى انت اللى لغبطتها
مالك هز راسه اه و هو بيرجع لورا..
حلم قامت ميلت على كرسيه: و المرايه! ده انا شوفت نفسى ف المرايه تخينه؟
مالك هز راسه لاء: لاء انتى رشيقه يا روحى
حلم زعقت بغيظ: لا تخينه
مالك بغلاسه: لا متقوليش على نفسك كده انتى حد جميل
حلم زعقت: ولاا
مالك اتكلم براحه ممثل الخوف: لا بدلت المرايه بواحده بتكبّر و اما نزلنا البيبى سيتر رجعتها تانى و فكت الضيق اللى ضيقته لهدومك
حلم قعدت مكانها بذهول و مالك فضل على وضعه عايز يضحكها..
حلم بصت للدكتوره ببلاهه: و عندك واحد مجنون و صلّحه
الدكتوره ضحكت جامد على لهجتها و مالك ضحك كمان..
الدكتوره لمالك: و طبعا من ضمنهم موقف الكافتريا
مالك هز راسه بخوف مصطنع: ما تخليكى محضر خير.. انا فهمتها اللى حصل يومها كان ايه
الدكتوره بمناغشه: طب انا كمان عايزه افهم
مالك برخامه: ما تخليكى ف حالك.
حلم ردت بغيظ عنه: لا ما البيه كان مكلم الست و مخلى مصطفى عامل بالماسك انه هو و هى ما صدقت اندلقت و هو كان ف شغله عادى و اما عربيتى اتخبطت الحراسه كلمته جه و شوفته و شوفت مصطفى اللى عامل هو
الدكتوره ضحكت و بصتلها و همست: هتزعلى عليه لو عملت فيه حاجه كده و لا كده؟
حلم هزت راسها لاء بغيظ..
مالك ضحك و قرب راسه من بينهم: بتقولوا ايه!
الدكتوره رجعت براسها لورا و مثلت الخوف: لالا و لا حاجه
حلم بصتلها و رفعت حاحبها و هى ضحكتلها: لا بدل ما اعالجه يجننى انا بدالك
حلم ضحكت مع مالك على هزارها..
الدكتوره: طيب اخيرا بئا.. موقف الزنزانه
الاتنين سكتوا.. سكتوا اوى.. كل واحد مستنى التانى ينجده..
مالك اتكلم بالعافيه بشكل مهزوز: كنت مصدوم.. مكنتش متخيلها بعد كل ده محبتنيش.. كنت عايز اموت حبها بجد جوايا.. كنت عايز.. عايز.. مكنتش عايز حاجه.. اتصرفت من غير وعى.. اخدتها ع الجهاز بس معرفتش اعمل حاجه.. كان لاول مره رد فعلى يبقى مش مرتب و لا مخططله.. و لا حتى كنت اقصدها تشوفها تهيؤات.. انا كنت عايز انتقم و بس.. بس مقدرتش.. خليت سمر و دعاء عملوا ده.. بس حسيت انى مكتفتش..
روحتلها و فشيت غلى و عنفى فيها و بعدها مشيت.. مكنتش ناوى اوهمها ان ده تهيؤات بس اما فاقت و لقيتها بتسألنى ده حصل و لا لاء لقيتنى بلغبطها و اقولها لاء.. مش عارف عشان كنت فوقت اصلا و رجعت اكمل زى ما كنت بعمل و لا عشان مخنوق من نفسى.. مش عارف.. و الله ما عارف.. بس انا مكنتش ناوى غير انى اما اروحلها تانى يوم اقولها انها مجرد متعه او شهوه.. وقت و بقضيه و خلاص بس معرفتش.. اه فعلا قولتلها ده بس من باب التهيئوات زى ما كانت فاهمه
الدكتوره: و اما رجعت ليه طلقتها!
مالك اخد نفس جامد: روحت لمراد و حكالى كل حاجه.. قالى حكاية ابوها.. قالى ازاى كانت محتاجاله و ازاى اتحرمت منه.. ازاى كانت مشيله عمها و امها الذنب انهم اتخلوا عنه و باعوه.. مقدرتش اشوفها غير محبتنيش و كنت مجرد روبرت بيدبلج حكايتها.. بيكمل حكايه جوه خيالها بالصوره اللى كان نفسها تكمل بيها.. بتلوم فهد عشان معملش اللى عمها عمله.. بتعمل معايا اللى كان نفسها امها تعمله.. بتقف ف وش القانون اللى ظلم ابوها.. شوفت نفسى مجرد خيال قدامها.. معرفتش اتقبل ده.. كنت عايز اجرحها زى ما كنت شايفها جرحتنى.. كنت ماشى بمبدأ الوجع بالوجع و البادى اظلم!
مالك سكت بخزى او ندم و الدكتوره بتنقل عينيها بين الاتنين بترقب تقرا وشوشهم..
مالك ميل راسه بناحيه بندم: كان جوايا طاقة سخط غريبه على كل حاجه حواليا و مش عارف انا اللى كنت عايزها تطلع و لا هى اللى انفجرت مع الضغط.. بس كان لازم هتطلع
حلم لمحت دمعه مكتومه جوه عينيه و للحظه صُعب عليها ندمه، هى مجربه الندم كويس اوى ف غصب عنها هزرت: طاقة سخط و عايزه تطلع! ده انت لو بتطلع عفريت مكنتش عملت كده..
مالك عيونه اللى ضحكت بخفه لمعت بدموع محبوسه تعبر عن ندمه: صدقينى غلطتى كانت ف تهورى و الغشم اللى اتعاملت بيه وقت صدمتى بعد ما سمعت من عمها لكن مسألة الكتاب مكنتش اكتر من جنون حبى لها... كنت.. كنت بحاول الحقها.. كنت عامل زى اللى ماسك ف إيده حاجه شايفها بتفلت و تقع منه و متبرجل و متلغبط و مش عارف يعمل ايه و لا ايه عشان يلحقها..
حلم بصتله كتير و برغم انه كان راجع و هى كانت متوقعه منه اى حاجه الا ان مالك فاجئها برد فعله اللى متخيلتهوش يوم.. بس فجآه رنت ف ودنها كلمة مراد لها اللى قالهالها قدام قبره اول يوم اتخدعت ف موته " لو كرهتيه مش هتحاولى تنسيه و لو نسيتيه مش هتحتاجى تكرهيه انما الوجع اللى انتى فيه ده بيقول انك لا كرهتيه و لا نسيتيه "..
مشافتش مالك غير انه حتى لو كان بياخد حقه.. ف ده يعنى انه كان موجوع و جرحه مبردش.. يعنى لا نسيها و لا كرهها و الا مكنش هيبقى محتاج ده و ده كفايه عندها حاليا..لا ده كفايه خالص.. شافته لسه بيحبها و ده كفايه.. لحظة اقتناعها و تقبّلها لاى عذر منه فهّمتها ان اللى جواها مش حب و لا مجرد حبيب.. ده زى الوشم ع روحها بكل تفاصيله
قامت بتلقائيه و قعدت جنبه و الاتنين بصوا لبعض ف لحظات غريبه..
الدكتوره استغلت اللحظه اللى بينهم و اتدخلت: عارفين انتوا مشكلتكوا الحقيقيه ايه؟ انكوا يا فاهمين اوى يا مش قادرين تفهموا خالص اننا كلنا محتاجين ايد تمسك فينا اوووي متسبناش ولا مره فـ الزحمه، مش دايماً الباب يفوت جمل..
مالك ابتسم ابتسامه خفيفه: انا عمر ما بابى كان يفوت جمل.. انا بابى دايما مقفول ع اللى فيه.. و اللى بيدخله بياخد و بس.. دايما حياته و راحته فوق كل حاجه حتى انا..
الدكتوره: و ده مش دايما صح يا مالك.. ماينفعش لما تيجي تشوف أولوياتك تلاقي نفسك حاطط حياة كل اللي حواليك في الأول وسايب حياتك إنتَ في آخر الترتيب، ده ماسموش حُب، ده اسمه عَبَط
مالك هز راسه بتفهّم و هى كملت و هى بتنقل عينيها بينهم: دايما سبب المشاكل اللي فـ حياتنا، هي ان احنا بنرفع سقف توقعتنا لاي شخص و مبنتخيلش منه اي حاجه لـ حد ما السقف ده بيقع ع راسنا يجبنا الارض
مالك بذهول: احنا ما بنتعشمش غير ف اللى بنحبهم و بس.. لو متعشمناش فيهم هنتعشم ف مين بس!
الدكتوره بفهم: حلو ان احنا نتعشم ف بعض.. العشم من الموده لكن العشم لازم يبقى له حدود.. زى الملح اه ضرورى بس لو زاد عن حده بيبوظ الطبخه كلها.. عشان الوجع بيجى اد العشم و طالما زى ما قولت انت ان احنا لو متعشمناش ف اللى بنحبهم هنتعشم ف مين يبقى مش هنتوجع غير من اللى بنحبهم و الوجع اما يجي من الغريب مبيفرقش لانه مش بيكون عارف و عالم اوووي بكل نقط الضعف و الشد و طاقتنا عامله ازاي..لكن لما يجي من حد قريب بيووجع اووي.. علشان بيكون من ناس عارفه مدي تأثير اللي بتعمله فينا و عارفين بيدوسوا علينا فين و ازاي..الوجع من الغريب بيروح.. لكن من القريب بيعلم.. و ممكن الوجع يخف بس لازم ولابد يسيب اثر.. عشان كده دايما كل باب هيجى منه الوجع مع اللى بتحبهم سيبه موارب سواء بقا عشم او تضحيه او سند او اى حاجه!
مالك صوته اتردد: يمكن غلطتى كانت هنا.. اما عشمى اتكسر حسيت ان مكنش فى حب من الاول.. او كان مجرد حب امتلاك مثلا اما مقدرتش انكر احساسى بحبها
الدكتوره: و حتى لو امتلاك ف ده باب من ابواب القلب اللى اما بيتفتح بيدخل الحب منه.. مينفعش تقف ف مسار العلاقه على المسمى.. لازم تتعلم إن مسمي العلاقه بيمحي العلاقه نفسها..الحب بيستمر لما ميتحطش ف حيز ولا يتحطله فروض و أحكام و لا يتسمى اذا كان حب امتلاك او احتياج او سد وحده او او..متحاولش تخسر القيمه الكبيره و اللى هى مضمون العلاقه عشان حاجه بتنتهي مع الوقت او بتتغير زى المسمى..إنت بتحب متصنفش حبك عشان متخسرهوش.. بدليل انك خسرته يوم ما حاولت تصنّفه انه مجرد امتلاك..
مالك: انا كنت بخبّط.. مكنتش فاهم اللى انا فيه.. مكنتش فاهم حاجه خالص.. حبيت واحده لدرجة العشق اللى خلانى غامرت بيها مغامره زى دى و فجأه سابت إيدى و قبل ما افهم ده حب و لا خوف و لا كره لقيت ايدها اللى سابتنى دى مرفوعه ف وشى.. اتلغبطت اكتر.. اتلغبطت بين احساسى اللى جوايا و الواقع اللى قدامى.. بين كلام لسانها و كلام عينيها.. اتلغبطت اكتر اما رجعت.. عارفه.. انا قعدت الفتره بين ما فوقت و بين ما رجعت بتخيل الف سيناريو و سيناريو لردة فعلها و حطيت الف افتراض الا اللى شوفته جوه عيونها اول مره اتقابلت عينينا.. تخيلتها لسه زعلانه منى.. او مثلا ظالمانى و هتشهد ضدى فالمحكمه خاصة ان مراد مكنش شرحلها حاجه.. تخيلتها لسه على موقفها.. او حتى لو تراجعت ف نوع من الاحساس بالذنب مش اكتر.. اما بصيت ف عينيها شوفت حب انضرب ف وشى زى الكشاف عمانى عن كل حاجه.. لغبطنى اكتر.. خلانى مبقتش فاهم حاجه...
الدكتوره ابتسمت: بص يا مالك.. غالبا بيجي عليك وقت مبتبقاش قادر تفهم اللي إنت فيه أو مبتبقاش قادر تفهم الموقف اللي قدامك سواء تصرف شخص أو أي ظرف حصل.. ده بيشبه مقطع أغنية إنت مبتبقاش قادر تفهمه أو مبتبقاش قادر تفهم معناه اللغوي و مع الوقت بتفهمه..
ف سيب كل حاجة في مكانها و إنت هتفهمها كويس أوي بس فـ وقتهاا آلمنااسب وبطل ترغي كتير وتهتم.! مش لازم كل شئ يبقى منطقى و مفهوم.. مش لازم يبقى الامر قدامك معتاد و متعاد..مش يمكن تكون انت خارج عن المألوف زى امورك؟ كفايه تحسبها بالعقل!.. كفآيه ع الاقل لو مش فاهم ليه حصل كده..
مالك سكت و الدكتوره بصتلهم الاتنين: عارفين ليه الناس بيفضلوا في حياة بعض شويه و يمشوا؟
الاتنين بصوا لبعض و بصولها بإهتمام و هى كملت: عشان مش كل شخص ربنا خلقه في الدنيا دي خلقه بيحب يتحب ع طول او يحبوا ع طول..مش كل القلوب بتشع نور و خير و دفا..فى اللى بيحبوا لما قلوبهم تنكمش ف بيروحوا لحد بوجة نظرهم انهم هيلاقو فيه الدفا.. و هما ميعرفوش ان كلنا روحنا مرقعه ومتاخد من كل جانب منها حته مع حد.. و ان جايز الحد ده اللى راحوله محتاج هو كمان اكتر..
مالك هز راسه بفهم و هى إبتسمتله: بس تعرف ان ده خير!يمكن ربنا بيعلمك الصمود قدام الخذلان و الالم و رحيل حد بعد كده في موت او مرض او توهه.. بس ثقوا تماما ان الروح الحلوه دي من غير ما تستعجل تسد احتياجها هى سكن لحد جاي هياخد كل سم في اربع حيطان قلبك و يسكنهم.. و يسد بيبان الاحتياج عن اي حد تاني..
مالك سكت كتير: هى ادتنى كتير و كتير اوى كمان.. بس كنت طمعان ف الاكتر.. سدت كل احتياجاتى.. عملت كتير لكن انا كنت مستنى منها نَفس اطول مع شوية ثقه اكتر، مع اللى ادتهولى
الدكتوره: لا يا مالك.. المنطق بيقول لما حد يبقي بيعمل ٧ حاجات كويسة بس انت نفسك يعمل ١٠ حاجات كويسة تقوم انت تحسّسه انه مبيعملش اي حاجه كويسه هيبطّل يعمل ال ٧ حاجات الكويسه.. وصلت؟!
مالك هز راسه: يعنى اما ادتنى حبها و حياتها معايا كان لازم انا اللى ادى وقتها.. الدور كان عليا.. و يمكن فعلا سكوتى طول الوقت هو اللى حسسها انها مقدمتش حاجه ف رجعت..
الدكتوره: هى كانت محتاجه اب.. محتاجه تعالج غلطة ابوها اللى شافتك صدفه قدامها بتعيشها من اول و جديد ف مدت ايديها من غير ما تفكر ليك.. و انت كنت محتاج حاجه يمكن قبل الونس لوحدتك اللى فجأه لقيت نفسك جواها او حتى سند للأزمه اللى اتحطيت فيها.. كنت محتاج حب.. حب مجنون يخطفك من نفسك و من شغلك و من كل حاجه حواليك و الحب ده معرفتش تلاقيه مع احلام قبلها و عشان كده كنت بتعوضه بشغلك او هى اللى مقدرتش تستحوذ عليك منه و تخلق لنفسها جواك مكان جنب شغلك..
كنت محتاج اللى تعرف تخلق لنفسها المكان ده خطف من غير تدخّلك او حتى ارادتك.. حاجه كده زى المغامره المجنونه و فجأه ف وسط دوشتك دى شوفت واحده مجنونه مدت ايديها ليك ف لحظة دربكه من غير ما تفكر و بتغامر معاك و تفوت ف اى سكه ف اتشديت و هنا مشكلتكم ابتدت ان كل واحد فيكم كان محتاج حاجه قدراً لقاها ف التانى و يمكن ملقهاش غير فيه ف اتشعبط فيه و هو مش عارف هيكمل بيه عشان عايزُه و لا عايز الحاجه دى و هيكمل بيها هى لحد ما يعملها لنفسه..
كان لازم كل واحد فيكم قبل ما يدخل ف علاقه سواء مع التانى او حتى مع غيره.. لازم يفرّق كويس أوي هو بيحب اللي معاه ده و لا متعود على وجوده؟ مالي قلبه؟ ولا مالي فراغه او احتياجه؟ ممكن يتعوض ف حاله غيابه ولا لأ؟ علشان ماتلاقيش نفسك بتهلك روحك ف شبه علاقه عُمرها ما هاتكمل وبتاكل من عمرك وروحك ع الفاضي
الاتنين بصوا لبعض كتير كإنهم بيقروا الاجابات من عيونهم..
حلم صوتها اتهز: انا اه منكرش انى كنت محتاجه كتير.. و كتير اوى كمان.. بس كنت محتاجه مشاركه اكتر حاجه.. يمكن اول حاجه.. كنت مفتقده ده طول حياتى.. حد يشاركنى ف نفسى.. الاب و الام الوحيدين اللى ممكن يشاركوا اى حد ف نفسه و انا افتقدتهم من غير ما افقدهم ف كنت محتاجه ده اووى.. اوى
سكتت كتير و اتكلمت بتنهّد: منكرش انى لقيت كتير اوى معاه.. لقيت حب و حنيه و طيبه و رجوله و جدعنه مشوفتهاش حتى ف نفسى.. اتغاضيت عنها ف الاول و قولت هعرف اخلقها بينا.. بس غصب عنى لقيت نفسى بقف ف لحظه مش قادره اكمل ف سكه شايفه نفسى فيها لوحدى..
الدكتوره بصت لمالك و بصتلها: لا يا حلم لو بتدوري علي حـد فيه خمس حاجات اوعي ترضي بحد فيه اربعـه بـس من الخمسه..مسيرك هتلاقيه... يمكن تقعدى فتره اطول شويـه بس هتلاقيه.. اوعي ترضي بقليلك واوعي ترضي بـأي حاجه.. خدي اللي عايزاه و اللي شبهـك بالظبط.
حلم بصتلها بإنكار: بس هو ف بداية علاقتنا ممكن مبيتكلمش اه لكن كان قدام عينيا.. بيشاركنى حتى لو غصب عنه.. كنت بشوف بعينيا اه حاجات بتشككنى او تلغبطنى لكن كنت بعتمد على احساسى و انا جنبه جوه الموقف.. كنت بعتمد على عينيه اللى بقراها و كانت بتطمنى.. لكن بعد الجواز الوضع اختلف.. معرفش عشان اتعشمت اكتر و لا احتياجاتى اللى كانت اكتر و لا عشان بقا يحصل كتير من ورايا و مبقتش اقرا عينيه او احساسى!
الدكتوره: السبب الحقيقى كان عشان اللى عدى عليكم قبل الجواز كان مجرد خربشه على ضهر قلوبكم.. مكنتوش لسه دخلتوا القلوب و شوفتوا احتياجاتها.. لكن البدايه الحقيقيه كانت بعد الجواز..اللي إتجوز عن حب خمس سنين زي اللي أتجوز في يومين واللي إتجوز صالونات زي اللي إتجوز البنت اللي كان هيموت عليها واللي حسبها بعقله زي اللي حسبها بمشاعره.. كلها فترة وعدت..
أنما البداية الحقيقية للعلاقة لما اتنين بيتقفل عليهم باب واحد و يعيشوا المسئولية والقرب ليل ونهار بدون أقنعة
و هنا تبتدى كل حاجه تظهر بلون محدد..كل اللي قبل كده أبيض وأسود
حلم بحزن: بس انا حاولت كتير.. حاولت اصلح كل الشروخ.. حاولت قبل ما ابعد.. حاولت اخليه يتكلم.. يشاركنى.. حاولت و الله بس فشلت و ايا كان الغلط من مين بس فشلت.. انا مش بس فشلت انى اخليه زى مانا عايزه.. لاء ده كمان انكر كل محاولتى دى و ده فشلى الحقيقى.. انه شافنى بيعت من اول مطب قابلنا..
الدكتوره: و دى اكتر حاجة وحشة في الدنيا ان مافيش حد بيكافئ اللي بيحاول.. بنكافئ بس اللي الاول او التاني.. بنكافئ بس اللي بيوصل.. لكن الناس اللي بتحاول و ممكن تكون ضحيت بحاجات في سبيل المحاولة دي، أحنا بنتجاهلها تماما... و بكده يكون خسروا حاجات في طريقهم للوصول و كمان خسروا نهاية الطريق اصلا...
و نتيجة للحصل دا بيفقدوا الأمل في اللي حواليهم و في نفسهم.. و بيقفلوا ع نفسهم جوا نفسهم و يوجّهوا كل الاتهامات لنفسهم بكل قسوه او تعبير ادق يجلدوا نفسهم زى ما انتى عملتى..
الاتنين سكتوا كإنهم بيرجعوا حساباتهم..
الدكتوره كملت: لكن طالما احنا هنا عشان نحل يبقى نحل الوضع كله من اول و نرتبه صح.. لإن العلاقه زى لعبة المكعبات اللى بتتفكك و تديك صوره.. لو مكعب اتحط غلط مكان التانى هيديك صوره غلط و ملغبطه تشوّشك حتى لو له مكان ف الصوره و هتكمل بيه..ف من الاول كده و احنا ف المفترق لو هتسيبوا إيديكم أو واخدين بعض مرحله لحد ما تلاقوا الواقع الحلو قولوا من الأول علشان الحاجات الحلوه اللى كل واحد فيكم بيستنفذها ف التانى دى صعب أو تتجدد جواكم تانى..
الاتنين بصوا لبعض بنظرات ترقب ابتدت تدوب من اللهفه اللى نطقت بيها عيونهم اللى لمعت بأمل و بدأ يدبدب و الاتنين عشقوا دبدبته و الروح التايهه محتاجه الحضن اللى يطمنها..
الدكتوره ابتسمت من تلقائية ردود افعالهم: يبقى كل واحد فيكم يفهم احتياجات التانى.. و بشكل مباشر.. بدون ما يسيب التانى لإفتراضاته
مالك اخد نَفس جامد مبتسم و إيده راحت على إيدها كلبشت فيها و بص ف عيونها: أوقات كتيرر بنكوون مش عايزين نسمع غير كلمه واحده بس.... متمشيش!!
حلم ابتسمت و شددت على ضمة إيده لها: و أنا مش محتاجه منك غيرك
مالك اتعدل بجسمه كله ناحيتها و اتكلم بصوت همس زى المعطر بعشق: و انا عايز الحد اللي يفضل ماسك فـ ايدي و ميسبنيش و لا زحمه و لا توهه تاخده مني..نفسي اللى يكون شايفني من جوه اكتر..نفسي اكون شقى و صغير و عيل و كبير و عاقل و دلوّع و فاهم معاكى..محتاج محتجش لحد..عايز روحي متكونش بردانه..عايز اللى يكون عارفه انا محتاج ايه و يعمله من غير ما يبين انه كان عارف..نفسي فـ روحك تفضل ملزماني..و صدي ضحكتك و كلمتك انا هفضل جمبك و معاك يفضلوا مرافقني..
عايز مجوعش طبطبه و لا حنيه و لا حتي جبر خاطر متغلف بكلمه..نفسي فـ علامات كتير من ربنا تنورلي طريقي..نفسي تفضلى مكفيه و ماليه كل الاماكن الفاضيه جوايا..عايز القدر ينصفني مره و يحققلي الاحلام الحلوه.. بصى هو انا نفسي فيكى انتى، نفسى اخد اخر نفس ليا من الدنيا و انتى جنبى و تبقى انتى اخر حاجه اغمض عيونى عليها و مفتحهاش تانى..
حلم اخدت نفس جامد اوى و كملت عنه: انا محتجاني جواك شويه.. لا مش شويه.. كتير.. كتير اوى كمان..محتاجه حد يخبيني من الدنيا فيك..و بسأل نفسي ليه انت و اشمعني.. في حاجات ليك بحسها اول مره تعدي عليا برغم كل اللى شوفته و عيشته..نفسى ف تفاهم منك لحالة التردد اللي جوايا..نفسى في سكه كل ما اتوه منك اروح فيها و اقعد اعيط و تلاقيني و تطبطب و تقولي انا جمبك يا ماما..
نفسى ف حاجه منك و درجة حب تكون شفعالك عن اى حاجه ممكن تحصل..بصراحه.. في قلق في خوف و حيره.. ان عايزه اقولك انا يمكن اكون بقيت ممله و مبحبش التفاصيل الصغيره تعدي بس ده خوف احسن الحاجات الصغيره تكتر و تكون حاجه كبيره و مبتعديش زى ما حصل.. مش عايزه اغلطها دى غلطه تانى..و كمان متتعودش علي خوفي و قلقي حسهم تملي كل مره كإنهم اول مره و دايما طمني..و متسبش اسألتي معاك و حوراتي اجابتها مفتوحه متخلنيش اخمن..انا مش عايزه مبرر انشغالك يكون معايا ابدا انا عايزه تشغلني بيك و بأنشغالك..
نزلت برجليها ع الارض و برُكبها قربت منه و مسكت وشه بعشق: من يوم ما رجعت و انا قلبى مخلوع.. بس اللى مصبرنى ان ربنا بيبعتلى رساله جرس انظار فـ كـل وقت..صوت جوايا دايما يقولى: سيبي نفسك شويه.. حبي..ليه بتسيئ الظن بالله ان الحلو ديما مبيكملش.. احسني كده ظنك بالله و الامور هتمشي و ربنا ما هيحرمكوا بس قولوا يااارب..انا هحسن ظني بالله خير انه هيخذل بيك كل التوقعات اللي مكسره فيا روحي..
اخدت نَفس اوى و رفعت كف إيده مسحت بيه وشها بدموعها: بس في حاجات و كلمات دايما مش مظبوطه في وقتها.. محتاجه وحشتيني لو كل سنه مره.. بس بنفس لهفه اول مره وتكون بجد بتحسها..و كمان بحبك خليها تطلع من غير ما تكون مترتبلها..و الغي الكلام من حياتنا.. سيب افعالنا تغنيني عن مليون حوار.. فى حاجات ناقصه بتكمل بيك.. في دموع بتتمسح بإيديك.. فى لهفه و اشتياق و تفكير فيك..كملني واكمل بيا.. انا جمبك وهتحدي خوفي ده بأملي وحسن ظني بالله فيك..
مالك نزل برجله جنبها ع الارض: حبيبي صحيح بحبك طلعت مني بصعوبه و مهما اتقالت منك في الاول كان ردي عليها سكوت.. بس دلوقتي عرفت السبب.. انا كنت محتاج اكتر من كلمه بحبك دى اللى بقت مستهلكه و ممله.. كنت محتاج تحتوينى.. تحتاجينى زي ما انا محتاجك
الدكتوره بصت للاتنين و هى بتنقل عينيها بينهم: أسخف الحكايات و أوجـعها الـحكايه اللـى نهايتها بتتأخر أوووى..
بـتخلص فـى نـهايه الـمشوار.. بـتستنذف مـشاعرك لأخر نـقطه فيها.. بـتاخد عُـمرك لأخـر يوم فيه..الـحكايه اللـى مفيهاش رجووع و للأسف صـعب من بـعدها يكون فـى بدايه لـ حكايه جـديده..مبتبقاش عـارف تـحدد رد فـعلك وقتها فـبتقضى اللى باقى منك حيره، حيره ما بين لو قربت تحتار لو كنت بعدت كنت هرتاح و بين لو بعدت تحتار لو كنت قربت كنت هرتاح! انتوا شايفين ايه!
مالك من غير ما يفكر وقف بحلم اللى كان ماسك إيدها و اتحرك بيها يمشى و هو متبت فيها اوى..
الدكتوره ابتسمت و وقفت معاهم و ندهت على مالك قبل ما يخطى برا الباب: مالك
مالك بصّلها و إبتسم و لسه هينطق هى اتكلمت: لإن السكه طويلة مينفعش نَفَسنا يبقى قصير! خد بالك الواحد لما يقعد في مكان ضلمه تماما و يخرج فجأة للنور مش هيتحمل.. مش هيعرف أصلا و تلقائياً هيغمض عينيه و يرجع لضلمته تاني.. لازم يدخل النور واحده واحده ف المكان الضلمة دا.. زي الزعل او الاكتئاب مش مره واحده هتعرف تطلع منه او تطلّع حد منه و تقوله اضحك وافرح مش هيتحمل مش هيعرف يعمل كدا أصلا... واحده واحده.
مراد بعد ما مالك و حلم مشيوا دخل لولاده.. فرحان اوى بلمتهم سوا يمكن اكتر من لمتهم حواليه.. بيسمعهم اكتر ما بيتكلم..
مراد بص للكل و إبتسم: هاا؟ صافى يا لبن؟
الكل ابتسم و سكت و هو مهاب بصّله بغلاسه: صافى مين؟
مراد برّق و مهاب غمزله: طب فين طااه دى؟
مراد كز على سنانه و مسك فنجان من قدامه و مهاب استخبى ف همسه جنبه لحد ما الكل ضحك..
مراد ضحك عليه بغيظ و رجع بصّلهم: هاا؟ صافى و لا كل واحد يلم بضاعته و يتكل؟
مارد رفعله صوباعه لفوق و حدفله بوسه و مازن عضله على بوقه و غمزله..
مهاب رفع إيده: طب نقرا الفاتحه بقا
مراد رفع حاجبه: فاتحه؟ انت جاى تجوز امك هنا؟
مهاب قلد حركة وشه: لا هنقراها ع الظالم و المفترى قبل ما العيال يمشوا
مراد بصّله بغيظ و ضحك بإستفزاز: و مين قالك انهم هيمشوا؟
همسه جنبه حطت إيدها على راسها بغُلب و ضحكت بغيظ و مازن رفع إيده بكوميديا: الفاااتحه..اقروا الفاتحه
الكل ابتسم و بيقرا و مراد رفع صوته: غير المغضوب عليهم و لا الضالين
مهاب كتم ضحكته لمازن: يا خوفى لا نكون بنقراها على روحك
مارد ميل عليهم و همس: انا بقول كده بردوا..
مازن ضحك بغيظ و غمزلهم و وقف بليليان و بص لمراد: طب نستأذن احنا بقا يا جماعه
همسه ابتسمتلهم و مراد ابتسم و بص ل ليليان و اتكى على عينيه بحب..
ليليان هزت راسها لها و اتحركت بمازن ناحيته ميلت عليه و هو قاعد باست راسه و خده و هو طبطب عليها..
اتحركت بمازن اللى مصدوم و وقف بيها و بص لمراد و رفع حاجبه و شاور بإيده على برا بمعنى اخرج؟
مراد هز راسه اه مبتسم و مازن نزّل حاجبه و رفع التانى و شاور بإيده على ليليان يعنى و هى معايا؟
مراد ضحك غصب عنه على ريآكشنات وشه و هز راسه اه
مازن قرب منه و ليليان بتمسك إيده مازن سابها بكوميديا: استنى انتى بس اما اشوف ماله
قرب من مراد و حط إيده على قورته بهزار: طب ما انت حلو اهو مش سخن امال مالك؟
الكل ضحك و مازن ضحك معاهم: شكلك مش طبيعى.. اوعى تكون واخد حاجه اصفرا.. ازعل و الله.. انا مربتكش على كده
مراد برّق و شاورله على نفسه و مازن هز راسه اه..
مراد بغيظ بص لهمسه: شايفه؟ عاجبك قلة ادبه؟
همسه كاتمه ضحكتها بالعافيه و مراد بصّله بغيظ: كده؟ طب مفيييش
مازن شد ليليان و طلع يجرى على برا.. مراد قام وراه و همسه بتحلّق عليه من قدامه و مارد قام محاوطه من وراه و الكل بيضحك..
مراد ضحك معاهم بغيظ و ليليان ضمت ملامحها اوى بضحك و حدفتله بوسه كبيره و هو قلدها..
مراد بص لمازن: دى امانه خد بالك منها عشان ربنا اللى هيحاسبك عليها مش انا
مازن ابتسم بحب و قرب منه باسه من خده بكوميديا و شاور على عينيه..
مراد إبتسملهم بحب و طبطب على كتفه و مازن برغم كل مناكفتهم و زعله من تعلقهم بيها بس اما سابوهاله يمشى حس بيهم اوى.. مش عارف عشان احساس الابوه اللى اتولد جواه من يوم ما عرف بحمل ليليان و لا عشان هو اكتر حد عاشر مراد و عاش معاه محنته لحظه بلحظه..
حضن مراد جامد و همسله: متقلقش.. انا داخل بيتك مش عشان انقصك.. انا داخل ازيدك.. و قولتلك اعتبرنى اضافه لعيلتك مش هاخد منها
مراد اتكى على حضنه اكتر قبل ما يخرج منه بهدوء و حضن ليليان كمان و وصّلهم لحد ما خرجوا..
مارد رجع لغرام اللى كانت شبه مريّحه ع الكنبه و ميل برجله قدامها ع الارض: و انت يا جن.. مش هتحن بقا
غرام دوّرت وشها بدلع و ريحت ف قعدتها اكتر..
مارد غمزلها: يلا بقا على اوضتنا.. دى وحشتنى اوى.. انا حاسس انى سايبها من سنين
غرام هزت راسها لاء بغلاسه: لاء.. انا هبات هنا مش هطلع
مارد كعمش وشه ببوقه: ليه بس؟
غرام: رجلى وجعانى
مارد غمزلها: عـارفـه لـيه
غرام رفعت حاجبها: لـيه؟
مارد عض على شفايفه و هو بيهز راسه و يغمزلها: مـن كتر ما بتروحى و تيجى على بالى
غرام برّقت و هى بتشد خداديه من جنبها تكتم وشه بيها: و حياة امك
مراد راجع بهمسه لجوه شافهم بيضحكوا ف ابتسم لمناغشتهم..
بيرجع غرام انتبهت و اتعدلت و هو شاورلها تفضل: خليكى حبيبتى براحتك
مارد بص وراه له بغيظ: خليها فين انت استحليت الحكايه و لا ايه؟
مراد ضحك: لمكان ما يريحها.. خليها على راحتها
مارد راح عليه بغيظ: انت يا جدع انت معاها و لا معايا؟ مليش فيه.. زى ما عكيتها عليا عليك تصلّحها
مراد شاور على نفسه: انا بردوا اللى عكيتها عليك يا بأف؟
مارد رفع صوباعه بكوميديا: مليش فيه
مراد لف دراعه حواليه و اخده و دخل بيه عندها و قعد جنبها: هاا يا غرام؟ عايزه ايه؟
غرام سكتت بس ملامحها مبتسمه و مراد ابتسملها بإطمئنان من شكلها: خليكى متأكده ان انا هنا مكان ابوكى و اللى مش هرضاه لبنتى عمرى ماهرضهولك.. اللى انتى عايزاه بس هو اللى هيكون حتى لو عايزه تسيبيه
غرام ردت بتلقائيه بسرعه: بعد الشر
مارد كان هيرد بغيظ بس سكت تماما من ردها و ابتسم بعيون بتلمع..
غرام برغم هدوئها اتكلمت بصوت مهزوز: انا بس عايزاه معايا..جنبى.. ليا طول الوقت مش شويه اه و شويه لاء. حتى لو ف صالحى يبعد بردوا يختارنى انا.. لو قدامه خطوه و بعدها الموت يشد ايدى معاه و هو بيخطيها.. مش كل محنه يسيب ايدى حتى لو عشان يواجهها لوحده مش هيهرب منها..
مارد بصّلها بإستعطاف و هى قدام استعطاف عينيه لانت و قلبها بيهدى شويه شويه: متبعدنيش عنك قدام كل مشكله.. خلينا نواجهها سوا.. هنقدر عليها و احنا اتنين.. هحس بطعم حبك ليا و طعم علاقتنا و احنا بنواجه مشاكلنا سوا.. هحس بحلاوة الحياه معاك اكتر ما تواجه المشاكل لوحدك و تركنى و ترجعلى بعدها.. متبعدنيش تانى و تسيبنى للافتراضات تلعب بيا..
مارد هز راسه بوعد و مراد بصّله بعتاب: عايز اقولك حاجه و خلينى اقولهالك قدامها عشان هى كمان تعرف وصلت لانهى ليفل و متدكش فرصه توصل للوحش.. هتبعدها عنك مره..هتزعل قوي وهتعيط كتير و هتعمل المستحيل و ترجّعك.. هتبعدها تاني..هتزعل قوي برده واكيد هتعيط و هتحاول ترجّعك.. هتبعدها تالت…هتزعل قوي برده ويمكن تعيط و يمكن بردوا ترجّعك
هتبعدها رابع …هتزعل منك بس مش هتعيط قدامك و هتتردد ترجّعك
هتبعدها خامس… هتزعل منك ومش هتعيط قدامك ولا قدام اى حد و هتفكر الف مره قبل ما ترجّعك..
هتبعدها سادس.. هتزعل منك ومش هتعيط خااالص و لا هترجّعك.. بس هتسيبلك بابها مفتوح.. هتديك فرصه انت اللى ترجع لوحدك عشان تشوفك باقى عليها و لا لاء
هتبعدها سابع.. هتزعل شوية بس مش هيفرق معاها كتير و هتبتدى تفقد الامل انك ترجعلها
هتبعدها تامن.. هتزعل اه بس على نفسها لكن انت مش هتفرق قوي ف مش هتحاول حتى ترجّعك.. هتبطّل تستنى رجوعك
هتبعدها تاسع.. هتزعل على عمرها الى ضاع و هى بتستناك.. و هتبتدى تفكر تقفل الباب اللى هى كانت سايبهولك بمزاجها مفتوح عشان وقت ما ترجع تعرف تدخلها
هتبعدها عاشر …. مبرووك انت مش هتبقي فارق معاها اصلا.. و الباب هيتقفل خالص و مش هترجع لا بمزاجك و لا بمزاجها.. الحق نفسك بقا قبل ما رصيدك يخلص و خليك دايما متأكد ان محدش بيدى للملانهايه مهما كان حبه.
مالك اخد حلم و خرج رجعوا ع البيت.. لاول مره الاتنين يدخلوا بشئ من الراحه من جواهم اكتر من براهم.. لاول مره مش بس بعد الحادثه.. لاء يمكن من اول الحكايه. لاول مره يبقوا على نور كده..
مالك ركن العربيه و لف فتحلها و قبل ما تخطى رجلها ع الارض ميل شالها و دخل بيها..
حلم ابتسمت و من غير ما تتكلم كلبشت اوى ف حضنه..
طلع بيها لحد شقته و فتح و دخلوا و قفل الباب برجله لحد اوضتهم فتحها و دخل بيها..
حلم لسه مغمضه بس شامه الريحه و حاسه بالجو حواليها زى المتكهرب.. محستش بنفسها غير و هى بتتفرد براحه ع السرير.. فتحت عيونها ببطئ و هى بتلفها حواليها.. شافت دفا غريب محستهوش من زمان.. شافت حب و حنيه و انسه و الفه اكتر من مجرد زينه و ورد و هدايا..
مالك همسلها بحنيه: فاكره الليله و البوسه اللي جوّزتنا لبعض؟!
حلم همست برقّه: أكيد ده كانت اول مره شفايفى تنجرح
مالك بصّلها بجرأه: تفتكري هي احلي ولا الجايه؟
حلم غمضت عيونها اللى لمعت و قبل ما تفتحهم كانت اتخطفت من كل ده لدنيا تانيه خاصه بيهم لوحدهم..
ف التحقيق عند امنيه بتزعق من المحقق: انا معملتش حاجه.. معملتش
المحقق: مين اللى نزّل مدام هند للمساجين؟
امنيه بتزعق من غير وعى: قولتلك معملتش.. انا بكرهها.. بكرهها.. هى السبب.. هى
المحقق: كنتى عارفه ان مدام هند ناويه على جريمه؟
امنيه بهزيان حاطه ايديها الاتنين على جوانب دماغها: بكرهها.. بكرهها.. اخدت كل حاجه.. كل ما بتخسر بتكسب اكتر.. بكرهها
المحقق: مدام هند قتلته متعمده و لا الحوار اتصاعد بينهم؟
امنيه قامت و بتلف حوالين نفسها و هى ماسكه دماغها و فضلت تلف و هى بتزعق لحد ما اغمى عليها و وقعت..
المحقق قام يجبلها مايه و فتح الباب ينده على حد و ابوها لمحها و دخل جرى..
اللوا صالح زعق: انتوا عملتوا فيها ايه؟ انا مش هسمح لحد يتعرضلها.. فاهمين؟
المحقق: محدش قرب منها.. احنل حتى مش عارفين نستفهم منها ع اللى حصل.. لا على سبب وجودها و لا تفاصيل الحادث
اللوا صالح ميل عليها شالها و بيخرج بيها حاوطوه من برا يمنعوه يخرج..
اللوا صالح زعق: غوروا من وشى.. بنتى بتموت لازم تروح زفت مستشفى
المحقق بهدوء: سيادة اللوا احنا مقدرين موقفك لكن ارجوك انت كمان قدر موقفنا.. امنيه متهمه زيها زى مدام هند ان لم يكن اكتر و خروجها من هنا صعب
اللوا صالح بذهول: متهمه زيها؟ مراته اللى قتلته
المحقق: بردوا لسه ف تحقيق و تقارير جنائيه و اقوال شهود.. ع الاقل تفسير لدخول مراته.. انت عارف ان ممنوع عليهم الزياره ف ازاى دخلت؟
اللوا صالح رجع و حط امنيه بهدوء ع الكنبه ف المكتب و المحقق شاور لحد جاب دكتور كشف عليها و علقلها محاليل و اداها ابره..
تانى يوم الصبح مالك ف حضن حلم اللى كل دقايق بتفوق تطمن انه جنبها و ترجع تنام تانى..
موبايله رن و بص فيه و كنسل بس مبطلش رن..
فتح بغيظ: ايه يا نووسه.. خيير
يونس بقلق: انت فين؟
مالك: ايه انت فين دى؟ فى ايه!
يونس بجديه: حلم معاك
مالك اتعدل بقلق: فى ايه؟ بتسأل عنها ليه؟ دورها ف قضية زفت و خلص
يونس حكاله اللى حصل كله بإختصار و مالك بيسمعه بصدمه..
يونس: لازم تجيبها يا مالك.. ع الاقل عشان تستلم الجثه و الدفنه و كده
مالك بحزن: و امها؟
يونس: القضيه لابساها.. مفيش قضيه اصلا.. العساكر شهدت عليها و بصماتها على الطفايه اللى ضربته بيها و هى بتتكلم بهزيان زى التايهه
مالك: ممكن.. ممكن تطلع منها يا يونس.. اى حاجه.. مثلا مكنتش قصدها.. مكنتش ف وعيها.. قتل خطئ.. اى حاجه
يونس بإنكار: مفيش مخرج صدقنى.. دى مفيش على لسانها غير قتلته قتلته.. غير انها اما اتنقلت للحبس و اتفتشت لقيوا ف شنطتها سلاح و مرخص تقريبا بتاع زفت ثروت..
مالك اخد نفس جامد بعنف و يونس رد: ده غير ست زفته اللى لبست معاها و الله اعلم هتعمل ايه و هتخرج منها ازاى و هتخرج اصلا و لا لاء!
مالك بص لحلم جنبه و سكت بيفكر: طب انا شويه و هكون عندك
يونس بقلق: هتجيب حلم معاك صح؟ لازم
مالك: هقولك تعمل ايه
قفل معاه و انسحب من جنبها براحه بعد ما باس راسها و خرج الاوضه التانيه لبس و خرج براحه نزل..
عدّى على فهد الاول و بمجرد ما فتحله فهد ضحك بخوف مصطنع و رفع إيده: و ربنا مانا ده اختى منى
مالك ضحك غصب عنه و حرّك ايده على وشه بغيظ: مش وقتك.. اصبر اما افوقلك يا كلب
فهد ضحك معاه بس انتبه لمالك: فى ايه؟ هى حلم مجاتش معاك و لا ايه؟
مالك بضيق: لا جات.. بس رايحين تانى
فهد بقلق: فى حاجه و لا ايه؟
مالك: عايزينا ف حاجه كده.. المهم خلى الولاد معاك و شويه و حلم هتنزل
فهد بهزار: لاء انتوا اعملوا ابونيه احسن
مالك بصّله بغيظ و كوّر ايده و عمل نفسه هيضربه و فهد رفع ايده و بيجرى بضحك..
مالك شده عليه بغيظ: اخلص خلى بالك بس
فهد سكت بقلق: طب طمنى الاول
مالك حكاله اللى حصل و فهد سكت بحزن: لا حول و لا قوة الا بالله.. يعنى ابوها و امها الاتنين كده بحح؟ اكيد هتتصدم.. حتى لو ف حسابها ان ابوها هيموت بس مش بالطريقه دى و لا على ايد امها!
مالك هز راسه بحزن و نزل.. راح الجهاز و قابلهم و هناك عرف التفاصيل.. نزل المشرحه شاف جثة هامر و منظرها البشع.. دخل التحقيق لام حلم بس معرفش يعملها حاجه.. معرفش يفهم منها.. اتصدم من منظرها.. بتتكلم بهزيان لدرجه مش مفهومه.. ايديها و وشها و هدومها ملغبطين دم.. تخيل للحظات شكل حلم اما تشوفها كده.. اما تشوف جثة ابوها كده.. افتكر برغم سخطها و غضبها منه الا انها ضعفت قدامه يوم ما نقلوه للحبس..
شاور ليونس و وقفوا يتكلموا شويه..
يونس بقلق: ما تروح انت..هى دلوقت محتاجالك انت اكتر
مالك اتنفس بحزن: ماهو عشان كده عايز تجى بالطريقه دى.. انا فاهمها و حاسس باللى ممكن تحسه.. عشان كده اتعمدت اجى الاول و من غير ما اقولها.. اعمل بس زى ما قولتلك
يونس هز راسه و اخد عربيته و مشى..
عند حلم ف شقتها نايمه و صحيت مخضوضه ع الجرس.. بتتلفت حواليها ملقتش مالك.. اتعدلت و وقفت بخضه و بتهز راسها بعنف و هى بتلف الشقه كلها..
مش حاسه بحاجه و لا سامعه حاجه و لا يمكن شايفه حاجه.. مش شايفه غير مالك اللى مش موجود.. رجعت جرى ع الاوضه مسكت هدومه و حاجته.. بتكبش فيهم.. بتحضنهم.. بتشم ريحته فيهم.. بتشم ريحته ف نفسها.. ف جسمها..
الباب بيرن اكتر و هى جريت عليه فتحت..
يونس اتصدم من منظرها و رجع خطوه لورا بإحراج..
حلم بصوت مهزوز: مالك فين؟
يونس همس: يا غبى
حلم زعقت: جوزى فين انطق
يونس بإحراج: طب ممكن تروحى تغيرى هدومك عشان اوصلك له
حلم اتجمدت و انفاسها بقت تقيله اوى.. هى لا حمل ازمه تانيه و لا غياب تانى..
رجعت لورا بالعافيه لحد ما دخلت اوضتها لبست و خرجت معاه..
حلم بتبص ليونس بتوهان و هو عايز يطمنها مش عارف..
ابتسم بتكلف: ربنا يصبرك
حلم غمضت عيونها اوى بعنف و بتهز راسها بجنون..
يونس ركن و فتحلها و نزل بيها دخل.. بتتلفت حواليها بتعب و عيونها حركتها مجنونه كإنه بتدور على وليفها.. كل ما بتقع عينيها على حد تغمض بسرعه كإنها رافضه تشوف غيره.. رافضه اى حاجه تلغى وجوده..
مسكت ف يونس بضعف: م.. مالك.. مالك فين؟ جراله ايه؟
قبل ما يرد مالك قرب منهم من بعيد و هى قبل ما تلف وشها له بمجرد ما شمت ريحته ابتسمت اوى و لفت له بمنتهى اللهفه..
جريت عليه و اتحدفت ف حضنه و اتعلقت بيه زى طفله كانت تايهه و لسه يدوب بترجع..
مالك ضمها اوى و هى رفعت وشها بالعافيه و شاورتله على يونس: ق..قالى.. قالى ربنا يصبرك.. جه خدنى.. بحسبك.. بحسبك جرالك حاجه.. بحسبك..
مالك ضمها عليها اوى و بتردد اتكلم بالعافيه: مش انا.. ده ابوكى و...
حلم ردت بمنتنى التلقائيه: الحمد لله
مالك ابتسم غصب عنه بتوتر: و امك كمان يا حلم.. هى كده راحت خلاص و
حلم ضمته اكتر: الحمد لله.. الحمد لله انت بخير.. الحمد لله
مالك ابتسم اوى و ضمها عليه اكتر و...
توضيح: الكاتبة أسماء جمال متوقفة حاليا عن الكتابة لأسباب لا نعلمها فنرجوا المعذرة عن توقف النشر، إذا كنت مهتما بمعرفة ما إذا تم استئناف النشر يمكنك الدخول لصفحتنا على الفيسبوك وعمل لايك أو فولو لمتابعة أي جديد.
قصص و رورايات