رواية راقصة الحانة الجزء الثاني للكاتبة نورا عبدالعزيز الفصل الثاني
دلف عمر و عمرو بسعادة بعد أن علموا بوصول والدهم وهم يقولوا في أن واحد:-
- بابي جه... بابي بابي
زفر بضجر عليهم آما هي أنفجرت ضاحكة عليه، أستدار لهم بغيظ وقال:-
- نعم
- بابي عمل تلب ليكة ( عمر ضرب ماليكة )..
قالها عمرو وهو ينظر ل إلياس ببراءة فنظر لطفله الآخر مما جعله يخاف منه وتشبث بملابس أمه ثم قال بخفوت وخوف:-
- بابي هي اللي كثلت حثاني ( كسرت حصاني ) ومث عاوزه تتيني بلولة (ومش عاوزة تديني بالونة)..
وضعت دموع يدها علي رأسه بحنان وهي تنظر ل إلياس الذي لا يعلم كيف يعاقب طفل بعمر الثلاث سنوات أيضربه آما يغضب عليه ويصرخ، نظر لها بعجز فدائماً تخبره بأن يجعل أطفاله يتعلقوا به ويحبوه بدلا من أخافتهم ثم أبتسمت له بخفة فأزدرد لعوبه بهدوء فهو لا يعلم سوي الغضب والشراسة وقال بخفوت:-
- ينفع يعني تضربها مش مامي قالت متضربش حد ها، وبعدين كسرت لعبتك تعال قول لماما وهي هتجبلك واحدة جديدة ينفع كده ها..
أختبي عمر خلف ظهرها وهو يظهر رأسه فقط ويلف ذراعيه الأثنين حول قدميها ثم هز رأسه بلا، فهتف إلياس بحنان قائلاً:-
- متعملش كدة تاني
- حاتل ( حاضر )
قالها عمر بخوف قليلاً، أستدار إلياس لطفله الآخر وقرص أذنه بلطف وهو يقول:-
- أنا مش قولت متفتنش علي أخوك قولت ولا لا..
- الله يا إلياث مث( إلياس مش) بقولك مثايب(مصايب ) أبنك، أوعي ثيبني(سيبني) انت بتوكع (بتوجع )
قالها عمرو بتذمر طفولي وهو يتألم من يد والده ثم أفلت نفسه بصعوبة وركض للخارج فركض عمر خلفه، نظر لها بدهشة من حديث طفله ثم وقف وهو يقول:-
- أنتي جبتي الواد ده منين..
ضحكت بسعادة وهي تضع يديها علي صدره بدلال وقالت بعفوية:-
- ده أبنك ياقلبي
- أشك إن ده أبني انا ولادي مؤدبين مش عفاريت ولسانهم أطول منهم
قالها وهو يداعب خصلات شعرها بيده بدلال وضحكاتها تثيره بجنون وتتراقص علي أوتار قلبه وفور أنهاء جملته جذبها نحوه وهو يداعب أنفها بأنفه وأخيراً وصل لعشقه تلك الكرزتين عاشقاً لتلذذهما وتذوقهما حين أحتضن شفتيها بدفء ورقة شديدة يتلذذهم بدقة فتشبثت بملابسه بسعادة وهي تبادله حبه وعشقه ونبضات قلبها تتراقص مُطوقة نبضات قلبه معها...
دلف حسن لغرفتها وهو يصرخ بها قائلاً:-
- بقولك إيه آنا مش هستني أكتر من كدة، إحنا نتجوز ونحط خالك قدام الأمر الواقع
ضحكت عليه وهي تخلع البلطو الأبيض ثم أقتربت منه بدلال ووضعت يدها علي صدره تلعب بأزرار قميصه وقالت بحزن مصطنع وعفوية:-
- مالك ياابو علي، يرضيكي يعني أتجوز من وراء أهلي..
وضع يده علي يدها بحنان ثم قال بضعف وهو يتشبث بيدها ناظراً لعيناها بشغف:-
- مش قادر استني أكتر من كدة بتوحشيني حتي وأنتي معايا يابت نفسي أحضنك
ضربته علي صدره بيده بقوة وشراسة مُتمتمة بتحذير له:-
- أنت سافل وشكل وحشتك السكينة..
أصطنع الألم من ضربتها الرقيقة التي لا تؤلم طفل صغير واضعاً يده علي صدره ثم قال بتذمر وأنفعال شديد:-
- هو أنا بقولك عرفي آنا هتجوزك رسمي نكتب الكتاب والله ما هعمل فرح قبل ما يعرفوا
- برضو لا
قالتها عاقدة ذراعيها أمام صدرها برفض تام لفكرته، فأكمل حديثه بغضب وقد تحولت ملامحه لحزن شديد قائلاً:-
- يعني هو بمزاجي مانا دخلت البيت من بابه، ذنبي إيه آنا آن ابن خالك عايز يتجوزك أجبله آنا منين مطر فلوس هو بيعقدها عشان اقوله مش هتجوزها ويجوزك أبنه بس ده بعينه هو وأبنه أنتي بتاعتي ولو حد قربك والله اقتله بأيدي..
وضعت ذراعيها في خصرها بدلال وتعابير وجه طفولي ثم هتفت ببراءة تستفزه أكثر وتثير غضبه:-
- وفيها إيه ياحبيبي لما تخلي السماء تمطر فلوس الله خسارة فيا يعني
قالت حديثها قاصدة أغاظته لكنها بذات الوقت أثارت رغبته بها هي أكثر من غيظه، تعابير وجهها الطفولية التي ترسمهم بدلالها الزائد عليه تجعله يرغب بتقبيل كل انش بوجهها وعيناها الباسمة وهي تراقص رموشها أعلي وأسفل تجعله يرغب بتقبيلهم دون أنتظار للثانية أخري...
رمقها بنظرة شغف مهوس بها ثم تمتم بخفوت شديد قائلاً:-
- لا مش خسارة فيكي ياحبيبتي بس أعملها ازاي دي ده لو قالي خلي السماء تمطر مطر طبيعي مش هعرف هو انا اللي بمطرها ده ربنا
- أتصرف بقي ياأبو علي خلينا نتجوز الله هنفضل كدة العمر كله آنا عايزة اتجوز بسرعة
قالتها بغضب وأنفعال، فصمت قليلاً يفكر لوهلة ثم هتف بجدية:-
- والله وأنا عايز اتجوز حاضر هفكر فيها دي، يلا خليني اروحك
أخذها وخرج من المستشفي وهو شارد يفكر...
في تمام الساعة الثالثة صباحاً، صعدت للفراش بطفولية مُرتدية منامتها القصير تصل لركبتها بحمالات رفيعة وشعرها الذهبي منسدل علي ظهرها بحرية، كان نائماً علي بطنه مُحتضن وسادته بذراعيه فأربتت علي ظهره برفق مُتمتمة بخفوت:-
- إلياس، إلياس أقوم
- امممم
تمتم وهو نائم دون النظر لها أو فتح عيناه، فهتفت بصوت أعلي قليلاً قائلة:-
- إلياس قوم بقي.
فتح عين واحدة يتفحصها بها وهي تجلس علي ركبتيها وشعرها منسدل علي الحانبين وتبدو أميرة فاتنة وفائقة الجمال ببساطتها فسألها وهو يعود لنومه مجدداً:-
- في إيه يادموع صاحية ليه دلوقتي تعالي نامي ياحبيبتي
عضت شفتيها بطريقة طفولية وخجل ثم أردفت بهمس وهي تفرك أصابعها ببعضها بتوتر:-
- أنا عايزة مانجو
فتح عيناه علي مصراعيها بذهول أهي لم تقتلع عن تلك العادة ولما دائماً تقظه فجراً تريد أشياء كهذه، فهتف بتذمر وهو يجذبها من ذراعها لتنام بحضنه قائلاً:-
- نامي ياحبيبتي بكرة اجبلك جنينة مانجو بحالها.
تذمرت عليه وهي تضع يدها علي بطنها بغضب وهي تصرخ بغضب:-
- آنا عايزة مانجو دلوقتي قوم هتلاقي مانجو اعااااااااااا
مثلت عليه البكاء وهي تضرب أطراف قدمها بخفوت شديد في السرير خوفاً من ألم بطنها وظلت تصرخ به، وضع يده علي فمها بهلع يمنع صراخها وقد يسمعه والديه في الخارج والجيران رافعاً جسده للأعلى فوقها يفزع من صراخها وطفولتها التي تتمسك بطلبها ولا تعلم الأنتظار وتدري شئ واحد هو أن طلبها ينفذ في الحال، أردف مُتمتماً بعجز فمن الممكن أن تظل تصرخ طالبة بما تريد قائلاً:-
- حاضر حاضر هأنزل ربنا على المفتري.
- انا مفترية عشان بأكل بنتي، طب إيه رأيك بقى هتنزل كل يوم في نفس الوقت يا ظالم يا مفتري ياعديم القلب والمشاعر
قالتها بحزن وتذمر عليه بغضب وأنفعال، أتسعت عيناه بذهول من حديثها وقال بضجر منها:-
- انا كل ده مين فينا اللي عديم المشاعر ها جوزك نايم تعبان وتصحي عشان تاكلي مانجو ها ياللي مفيش في قلبك رحمة.
قالها وهو يبتعد عنها بعجز عن رفضه مجبوراً على تنفيذ طلبها والنزول الأن، فضحكت بسعادة وهل تجلس علي السرير قائلة:-
- أوعي توريها لحد عشان ميأكلوهاش منك، وأمشي براحة عشان بابا هيصحي يصلي، أوعي ترن الجرس يابيبي خد المفتاح معاك
فضحك عليها وكأنها ترسله في مهمة قومية وخرج بملابس بيته وهو يأخذ تيشرته يرتديه فوق فنالته ذات الحمالات العريضة ثم بعثر شعره الفوضوي بيده خارجاً من الغرفة...
ساعة مرت عليها وهي جالسة فوق سريرها تغمرها سعادة وهي تشعر بطعم المانجو في حلقها وهكذا رائحتها لم تستطيع الإنتظار اكثر هي وطفلتها أسرعت للنافذة تنتطره بها رأته قادم هناك ضربت بقدمها علي الأرض بسعادة وقد تحققت رغبتها واضعة يدها علي بطنها المنتفخة قليلاً رغم حملها في نهاية لحظته لكن يبدو أن طفلتها ضئيلة كأمها..،
رأته يدخل من بوابة العمارة فركضت للخارج بسرعة رأت ضوء غرفة حبيب مشعل علمت أنه مستيقظ لصلاة الفجر وقيام الليل توقفت في الطرقة أمام باب غرفتها كطفلة صغيرة ببهجة وبسمة مُشرقة، فتح باب الشقة ودلف ثم أغلقه أشارت إليه بيدها بدون حديث تحذيره من أصدار اي ضجة وأن يخطو علي أطراف أصابعه ففعل كما قالت، أنفجرت ضاحكة عليه وهو يبدو كلص يقتحم المنزل خائفاً من أن يسمعه أصحاب المنزل، نظر نحوها وهو يراها تقف هناك بمنامتها واضعة يديها علي فمها تكتم صوت ضحكاتها ثانية جسدها للأمام قليلًا وتهتز كلياً من شدة ضحكاتها وشعرها يتمايل معاها مداعباً خصرها بأثارة..،
اقترب منها بخفوت شديد وهو يتأمل جمالها الطفولي وضحكاتها المغمورة بسعادتها وبهجتهها مُمددة ذراعيها للأمام لتأخذ منه المانجو، وصل أمامها وصدمت حين أحتوي شفتيها بشغف بين شفتيه ويده بجوار عنقها يجذب رأسها نحوه مُتلذذاً تلك الكرزيتين، ضربته بقبضتها علي صدره وصدمت حين أقترب أكثر راغباً بأدخلها للغرفة فعادت للخلف وهو يقترب حتي دلفت من باب الغرفة مُستسلم لحبيبها وقبلاته الناعمة تلف ذراعيها حول عنقه ومدت ذراعها الايسر للأمام أكثر تغلق باب الغرفة به ثم تعود به لعنقه تحتويه، وضع الأكياس من يده علي المكتب المجاور للباب وذهب بها نحو السرير مُعتصر خصرها بيذراعيه حاملها للأعلي لتبقي بمستواه...
أستيقظت أثير صباحاً حين شعرت بشئ خافت علي شفتيها ففتحت عيناها ووجدته مُمدد بجوارها يطبع قبلات سريعة علي شفتيها فأبتسمت له وأستدارت نحوه تغرق جسدها بين بحار ذراعيه ورأسها علي صدره فهتف مُتمتماً:-
- أنا هقوم أروح الشغل، متروحيش للدكتورة لوحدك لو ماما مراحتش معاكي أتصلي بيه أجي معاكي
- حاضر ياروحي.
قالتها وهي تتشبث به بذراعيها، فقال مُحذراً لها بخوف عليها:-
- أثير بلاش شقاوة مع الولاد وزعيق عشان العصبية غلط عليكي
- ماهم اللي بتشاقوا وبيعملوا عقلهم بعقل عمر وعمرو الصغيرين، بيتخانقوا علي كل حاجة ياعلي مش عايزني ازعق واتخنق معاهم بينرفزوني
قالتها وهي تخرج رأسها من صدره وترفعها للأعلى ناظرة له، فوضع قبلة علي جبينها بلطف ثم قال بحنان:-
- أنا هكلم ولادك ميعملوش حاجة ويسمعوا الكلام
أبتسمت له بسعادة وعادت لحضنه تغمض عيناها بحنان...
- تاتا (تيتا ) الحقي مامي بتثوت (بتصوت ) وعاملة تعيت جامت ( تعيط جامد )
قالها عمرو وهو يركض في الشقة يبحث عن جميلة باكياً بهلع لأول مرة في حياته يري آمه هكذا، خرجت جميلة من الغرفة وهكذا حبيب من البلكونة ودلفوا معه إلى غرفتها ووجدوها علي الأرض بجوار سريرها تضع يديها علي بطنها وتصرخ وملابسها مبللة يبدو أن كيس الماء انفض وحان وقت خروج طفولتها وبجوارها عمر لم تختلف حالته عن حالة اخاه يبكي ووجه شاحب ماسكاً بيدها وهي تصرخ وتتألم...
دلف إلى المستشفي كالمجنون بعد أن أتصلوا وأخبره بدخولها لغرفة العمليات من أجل أحضر طفلته إلى حياتهم وهذا العالم، ركض كالثور الهائج في حالة يرثى بها ويمتلكوا مجموعة مشاعر مختلطة خوف , قلق , سعادة , نهاية أنتظار, شوق لرؤية طفلته وأميرته الصغيرة تنير حياته ولهفة علي حبيبته الصغيرة، وصل لغرفة العمليات وهو يتنفس بصعوبة من شدة الركض وعليه جبينه حبيبات العرق ووجد أسرته وأطفاله الصغار يجلسوا بجوار أثير خافون بعد رؤية أمهما أبكي وتصرخ في لحظة شعورها بخرج طفلتها وطلق الولادة، وجههم شاحب اللون ومنكمشين في ذاتهم يمسكون ببعضهم وبمجرد رؤيته ركضوا له معاً وتشبثوا به، سأل بتلعثم مع ألتقاط أنفاسه:-
- دموع فين ؟؟ ولادت ولا لسه
- بابي مامي بتعيت ومليتة ( بتعيط ومريضة).
قالها عمر بخوف وهو يمسك فقدمه بخوف ويرتجف ثم قال عمرو بخوف شديد هو الآخر:-
- بابي بنتك الثوثة تلبت مامي واللجل ختها مننا بتعيت ( بابي بنتك السوسة ضربت مامي والرجل خدها مننا بتعيط)
جثو علي ركبته بحنان وهو في حالة هلع مثلهم تماماً كأنه طفلها الثالث وقال بحنان وهو يمسح علي رأسهم:-
- متخافوش مامي بتعيط عشان عايزة تشوف بنتها وهي هتجيب أختكم عشان تلعب معاك باللعب بتاعتكم وتأكلوها شيكولاته هي مش مريضة هي كويسة
- يعني مامي هتخلج ( هتخرج) وتلعب معانا وتجيب ثيكولاتة ( شيكولاتة ).
سأله عمر ببراءة وهو يمسح دموعه بأنامله الصغيرة، أشار إليه بنعم، دقائق معدودة ثم خرجت الممرضة تبشرهم بأنهاء ولادتها وزرقهم بطفلة في قمة جمال أمها وأخذوها مع زوجته الي غرفتها، ركض لغرفتها بسعادة مُشتاق لرؤيتها هي أكثر من طفلته ولكنه بنفس الوقت مُشتاق لرؤية أميرته الصغيرة، دلف الي غرفتها ووجد سلمي معاها بالغرفة تضع المحلول لها في الكانولا وصوت طفلته يعُم بالغرفة بأكملها تبكي يبدو أنها جائعة منذ لحظتها الأول وهي بسرير صغير بجوار سرير أمها، أسرع نحوها بسعادة فخرجت سلمي وهي تردف باسمة:-
- رضعيها لأن واضح أنها جعانة.
أنهت جملتها وهي تغلق باب الغرفة، أنحني بجسده نحوها يقبل جبينها وعليها الكثير من حبيبات العرق يبدو عليها التعب ووجهها شاحب وأنفاسها عالية، أردفت بخفوت شديد وتلعثم:-
- إلياس، توتا هاتها.. عايزة أشوفها
- حاضر ياقلب إلياس أرتاحي أنتي بس..
قالها بحنان وهو يمسح علي رأسها برفق، ألتف لسرير طفلته وعيناه عليها بحب تبكي وتشبه أمها كثير وشعرها الذهبي وملامحها الصغيرة، حملها بين ذراعيه ونبض قلبه مع لمسها كأنه لأول مرة يحمل طفل بين ذراعيه وضع قبلة علي يدها الصغيرة ورسمت بسمة مُشرقة علي شفتيه، أخذها إلي دموع رفعت يدها بتعب تلمسها بعد أشتاق لها منذ أن شعرت بها روح في رحمها، ضحكت رغم تعبها بسعادة وقالت:-
- توتا جت ياإلياس..
- ربنا يخليهالنا ياحبيبتي ويخليكي ليا
قالها وهو يداعب خصلات شعرها بحنان، قربها بيده الأخرى نحو أمها فوضعت قبلة علي جبينها برفق وهي تتشبث بذراعه بتعب وحب...
دلف للغرفة الجميع وركضوا الأطفال بسعادة طفولية نحوها وهم ينادوها:-
- مامي مامي..
وركضوا نحوها وكأن روحهم عادت برؤيتها، وضع الطفلة بجوارها لكي يحمل أطفاله ويجعلهم يجلسوا على السرير بجوار قدمها ويتأملوا الطفلة وهي تبكي بجوار أمها...
- حمد الله على سلامتك يا دموع تتربي في عزكم
قالها حبيب وهو يجلس بجوارها على المقعد، فسألت أثير بسعادة مازحة معاهم قائلة:-
- هتسموها إيه، أثير حلوة مش هعترض والله.
رمقها عمرو بنظرة أستياء وغضب شديد عاقداً حاجيبه تماماً كوالده حين يغضب وقال بتهديد وأستنكار هائج:-
- أنتي بتثميها( بتسميها ) ليه هي أختك أنتي ده أختي آنا وعمل ( عمر ) أحنا آللي نثميها( نسميها ) أنتي مالك يا أثيل الثوثة (أثير السوسة ) أنتي ,, أثمها تلنيم ( أسمها ترنيم ) توتا
- سوسة ياحيوان بأبو لسان طويل.
قالتها أثير بغضب وهي تضرب رأسه بخفة، فصرخ بها وهو يقف علي السرير ماسكاً بيد إلياس حتي لا يسقط من صغر السرير قائلاً:-
- بابي حوث الثاحلة الثليلة دي عننا ( بابي حوش الساحرة الشريرة دي عننا )
فضحك الجميع عليه، نظر عمر علي أخته الصغيرة وقال ببراءة ضاحكاً عليها:-
- مامي دي بتاكل ثبواعها ( صوابعها )، عملو بث دي ثغننته اووي ( عمرو بص دي صغنتوتة اوي).
رمق عمرو أثير بغضب وهو يعض لسانه بأسنانها ثم أشار إليها بسبابته بتحذير وقال بحذر طفولي:-
- أياك تبثي عليها ولا تثرقها مننا ( أياكي تبصي عليها ولا تسرقيها مننا)
فضحك إلياس و دموع عليه ثم ذهب نحو ترنيم يشاهدها وهي تبكي فنام على بطنه فوق قدم دموع رافعاً قدميه للأعلي بجوار أخته يلعبها بسعادة مع أخاه مبتسماً عليها وهي توقفت عن البكاء وضحكت لهم بخفة وهم يداعبوه أصابعها الصغيرة بيدهما، نظر إلياس لها ثم عليهم بسعادة وتمنى دوم سعادته هو وعائلته الصغيرة فشعر بيدها الصغيرة تحتضن يده برفق...