قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية راقصة الحانة الجزء الثاني للكاتبة نورا عبدالعزيز الفصل الثالث

رواية راقصة الحانة الجزء 2 بقلم نورا عبدالعزيز

رواية راقصة الحانة الجزء الثاني للكاتبة نورا عبدالعزيز الفصل الثالث

وصلت لبيتها معه كالمعتاد ولكن هذه المرة معاها طفلتها الصغيرة بين ذراعيه، خرج عمرو و عمر من غرفتهم بسعادة يركضوا نحوها يتشبثوا بملابسها يرحبوا بها ثم أخذوها من يدها لتذهب معاهم لغرفتها ذهبت وهي تنظر ل إلياس بأستغراب وتساؤل فرفع كتفه بعدم معرفة لما يفعلوه، دلفت الي غرفة نومها ثم وضعت يديها على فمها بذهول وهي تضحك عليهم حين رأتهم وضعوا ألعابهم بأكملها في سرير ترنيم الصغير الموجود بجوار سريرها، اقتربت نحوه وهي تضحك بسعادة علي أطفالها، صعدوا الأثنين فوق سريرها ليبقوا بمستواها ثم هتفت بسعادة وهي تقبلهم بحرارة:-
- حبايب مامي
- عثان مث تعيت وتاكل ثبواعها ( عشان مش تعيط وتاكل صوابعها )..

قالها عمر ببراءة وهو يتشبث بذراعها، ثم هتف عمرو يعارضه قائلاً:-
- لا عثان(عشان) تلعب بيهم معانا هي مث هتعرف تمثي(مش هتعرف تمشي) معانا
ضحكت عليهم وهي تعانقهم بسعادة، دلفت أثير للغرفة وقالت:-
- استلمتي الأمانة ياختي، طلعوا عيني وجننوني معاها شيلي ده لا دي الأول
نظر إلياس لهم بغضب فهتف عمر بخوف قائلاً:-
- عملو يابابي مث انا ( عمرو يابابي مش أنا )..

- هي اللي مث ( مش)بتعمل ثح( صح ) بوظت ألعابنا
قالها عمرو وهو بنظر لها بغضب وأنفعال بعد أن اختبيء اخاه خلفه.. كم يكره رؤية اخاه خائف هكذا ومنكمش، صرخت بيهم قائلة:-
- طلعت أنا اللي غلطانة ومبفهمش حاجة
- اه
قالها عمرو بغضب وهو ينزل من فوق السرير، وصل أمامها ومسك يدها وهو يكمل حديثه بأنفعال طفولي ويدفعها أمامه للخارج:-
- اه غلتانة (غلطانة) ويلا بقي من هنا مامي جت متجيث(متجيش) عندنا تاني يا ولية انتي..

أنفجرت دموع ضاحكة عليهم و إلياس يجلس بجوارها علي السرير حاملاً طفلته الصغيرة علي ذراعيه، أردفت أثير بغضب طفولي من هذا الطفل العنيد:-
- عيشنا وشوفنا العيال بتطرد عمتهم من بيت أخوها
ضرب عمرو قدمها بقدمه فسقط هو أرضاً ثم أنفرجت ضاحكة عليه وهي تساعده في الوقوف فمسك بيدها وصرخت حين عضها بقوة في يدها ولم يريد تركها، أخذت دموع طفلتها وذهب إلياس يخلص يد أخته من أسنان طفله وهي تصرخ فأبعده عنها ووقف بالمنتصف فصرخ عمرو :-
- ثيبني يالاجل أنت أموت الثاحلة الثليلة دي متجيث عندنا تاني(سيبني ياراجل أنت أموت الساحرة الشريرة دي متجيش عندنا تاني ).

مسكت يدها بألم وقالت وهي تخرج من الغرفة:-
- والنبي لاخلي مالك ابني يموت ياسنتيمتر انت
ركض عمر نحو أخاه بقلق يطمئن عليه بعد أن سقط فأخذه عمرو للخارج معه وهو يضع يده علي كتفه ويقول:-
- تعال اقول الختة ايه ( الخطة ايه )
فضحك إلياس عليه وهو ينظر لها ورأها تضحك مثله فهتف بمزاح مُحدثاً طفلته الرضيعة قائلاً:-
- وأنتي هتعملي فينا إيه انتي كمان
- هنطير الباقي من عقلك ياقلبي..

قالتها دموع ضاحكة عليه، جلس بجوارها وهو ينظر لها بشغف وشوق منذ أيام ولم يضمها له فهتف بحنان وهو يقترب منها:-
- ما أنتي لوحدك طيرته كله هو لسه فيه حاجة تطيرها
ضحكت عليه وهي تقول:-
- طب قوم نضف السرير عشان انيمها لأحسن لو صحيت وفتحت بوقها وعياط تاني والله هسبهالك وأنام
تذمر بأستياء من أمرها له مُتجاهله ووقف يفعل كما طلبت...

وقف أيهاب في البلكونة ورأي حسن يقف في الأسفل بسيارته ينتظرها، فدلف بغضب للداخل ورأها ترتدي حذاءها وتمسك حقيبتها في يدها وقالت:-
- آنا ماشية ياخاله
- أستني هنا يا سلمي
قالها بحدة وجدية فنظرت له بهدوء...

ظل ينتظرها وهي متأخرة عن موعدها، خرجت من العمارة مع خالها وهو يمسك يدها فأشار حسن لصديقه، نظرت له بأرتباك من وجوده وخالها موجود ودهشت حين وجدت أموال تسقط عليها كثيرة تماماً وكأن السماء تمطر أموال، مددت ذراعيها للأمام وهي تمسك الأموال وتضحك بسعادة تغمرها منذ أسبوع وهو مختفي عنها ولا تعلم أين هو، أقترب بثقة وغرور واضعاً يديه في جيبه حتي وصل أمامه وقال بثقة:-
- مطرت فلوس أهي
- فلوس مزورة.

قالها أيهاب بغيظ فضحك حسن وهو يأخذها من يديه ويقول:-
- حضرتك والله محددش قولت مطر فلوس واهو، دي بقي بقيت بتاعتي دلوقتي
ذهب بها ثم توقف عن المشي وأستدار له وهو يقول بجدية:-
- علي فكرة الفرح وكتب الكتاب يوم الخميس أنت معزوم بقي انت وأبنك.

ثم فتح لها باب السيارة وأدخلها وهي في ذهول تام من تصرفاته وأخيراً ستتجوزه، ركب في سيارته وقاد بها من أمام العمارة، ظلت تنظر له بوضوح وتتأمل ملامحه مع ضربات قلبها القوية فصرخت به بسعادة:-
- وقف العربية ياحسن
فزع من صرخها وأنحني جانباً علي الطريق ثم توقف فهتف وهو يتجول بعيناه الطريق قائلاً:-
- ايه في ايه خبط حد.

صدم حين جذبته من ذراعه لها وعانقته بشغف، تسمر جسده بدون حركة فأول مرة تفعلها دائماً تمسك يده بخوف لأول مرة تقترب منه هكذا، تشبثت به بقوة ذراعيه تحتضن عنقه بسعادة ودفنت رأسها في عنقه بخجل، رفع يديه ببطئ وهو يزدرد لعوبه بخفوت وطوقها بهم..
أردفت سلمي بخفوت هامس في أذنيه قائلة:-
- حسن أنا بحبك.

أبتسم وهو يطوقها بذراعيه بقوة يرغب بتلك اللحظة التي قد تجمعهم وتجعلها حلاله وقال مزاحاً:-
- عشان مطرت فلوس، أجبلك السكينة أصلها وحشتني موت
أبتعدت عنه وهي تضربه علي ذراعه بخجل وتتحاشي النظر له ناظرة أرضاً وتفرك أصابعها، قرص وجنتها وقال:-
- هتجوز بطيخة ياولاد، جهزي الفستان بسرعة بقي أبوس أيدك
تبسمت بصمت فظهرت أسنانها وأشارت إليه بنعم، أعاد تشغيل السيارة وقاد بها للمستشفي...

أخذ حمامه قبل النوم ثم دلف إلى غرفته مُرتدي فنالته ذات الحمالات العريضة لونها أزرق وبنطلون قصير يصل لركبته، أقترب من سريره بذهول من فوضته وأبعد الغطاء فصدم حين وجدها نائمة بالمنتصف مُستلقية علي ظهرها وأسفل ظهرها وسادة ترفعه قليلاً عن مستوى السرير وبحانبها الأيمن عمر والجانب الآخر عمرو وطفلتها الرضيعة فوق صدرها نائمة واضعة كفها الصغير في فمها وبكفها الآخر مُتشبثة بملابس أمها، لا يعلم يتذمر ويغضب بعد أن أستولي أطفاله على سريره وبينه بين ذراعيها آما يسعدها بعائلته الصغيرة وهم حوله هكذا ببراءتهم وطفوليتهم...

فتح الدولاب وأحضر غطاء له وأخذ وسادة ثم ذهب نحو الأريكة في زواية الغرفة ومدد جسده عليها لينال قسط من الراحة هو الآخر، أغمض عيناه بتعب وهو يفرك في الأريكة باحثاً عن محبوبته فشعر بها بجواره وتتسرب لذراعيه بخفوت ففتح عيناه ورأها بين ذراعيه مُتشبثة بجسده حتى لا تسقط وشعرها مسدول بحرية خلفها على ذراعيه مُرتدية منامتها الحرير ذات الحمالات الرفعية تصل لأعلى ركبتيها مفتوحة الصدر وتظهر عنقها وعظمتين رقبتها بوضوح ويزينهما سلسلتها الذهبية آلتي أحضرها لها بيوم خطبة أخته منذ زمن بعيد..،

طوقها بدفء وشوق يغمر قلبه ويعتراه حب جنوني لها فاق درجات الحب كلها وتخطئ كل حدود العشق، كان يرغب بالنوم بشدة ويشعر بأرهاق جسده لكنه حين رأها هكذا بين ذراعيه وشعر بحرارة جسدها بيديه وهي ملتصقة به وجمالها الهادئ الذي يطغي عليها ويزيد في كل مرة يراها تماماً كحبها بداخله أختفت رغبة النوم بداخله وتحولت لرغبته بها وبتذوق تلك الكرزتين المبتسمين له، أبتسمت بسعادة لأنجازها مهمة قومية بالنسبة لها كأم تردف قائلة:-
- نيمتهم أخيراً تعبوني اووي وخصوصاً عمرو بغير من ترنيم اووي كل ما أشيلها يعيط وعايزني أشيله زيها
- ناموا يعني الحمد لله..

قالها وهو يداعب خصرها بيده فأشارت إليه بنعم وهي تستمتع بمداعبته لها، ففز من الأريكة بسرعة البرق وحملها علي ذراعيه فسألته بأستغراب:-
- أنت رايح فين
- هم مش عاجبهم سريرنا هنام إحنا في سريرهم بقي
قالها وهو يخرج بها من الغرفة ويغمز لها بعينه اليسري، صرخت به متذمرة علي حديثه وهي تهز قدميها بقوة علي ذراعيه تريد النزول:-
- لا إلياس مش هسيبهم هنا لوحدها ترنيم لو صحيت مش هسمعها وهتقعد تعيط وتصحيهم
أردف وهو يقبل عنقها ويفتح باب الغرفة ويدلف بها للداخل قائلاً:-
- ساعة واحدة وأرجعلهم ياقلب إلياس..

ضربته بقبضتها علي كتفه وهي تحاول أخرج رأسه من عنقها ثم أردفت بأستياء:-
- أنت مبتفكرش غير في قلة الأدب، خليني أروح لولادي ياإليا...
قطع حديثها وتذمرها بقبلة علي شفتيها وهي تضربه علي صدره، حاولت مقاومته بقدر الإمكان ولكنها أستسلمت لقلبها وسعادته بقرب حبيبه فتوقفت عن ضربه وتشبث به بقوة كما توقفت قدميها عن الاهتزاز وأرتخت علي ذراعيه مستسلمة له كلياً، فأنزلها علي الفراش وهو مُستمر بقبلته وهي مُتشبثة به تبادله القبلة...

خرجت من غرفة أطفالها علي أطراف أصابعها بخفوت شديد حتي لا يستيقظوا من نومه وصرخت بفزع حين ظهر من العدم وحاصرها في الباب بيده ثم هتفت بجدية:-
- حرام عليك يا علي خضتني
- سلامتك من الخضة ياقلب علي
قالها وهو يدفن رأسه بين خصلات شعرها يستنشق رحيقها وعبيرها الوردي، هتفت بخفوت وهي تشابك أصابعهم ببعضهم البعض قائلة:-
- علي الولاد هيصحوا
أبتعد عنها وهو يمطي شفتيه للأمام بتفكير ثم هتف بتهكم قائلاً:-
- خلاص منصحيهمش
حملها علي ذراعيه فضحكت بسعادة وهي تتشبث به بذراعيها...

دلف لغرفته بضجر وأنفعال من تأخيرهم علي حفل زفاف حسن وسلمي وصرخ بها:-
- خلصي يادموع هنتأخر
أغلقت زر قميص طفلها الصغير بأستعجال وهي تقول:-
- خلاص ياحبيبي اهو لابست الولاد خمس دقايق وهكون جاهزة والله، أمسك بس توتا عشان عاملة تعيط
حمل طفلته بين ذراعيه وهو يزفر بضيق قائلاً:-
- يارب نخلص قولتلك نوديهم لماما لا أزاي لازم يروحوا..

ركضوا الأطفال للخارج ثم فتحت الدولاب وهي تخرج له بدلته وفستانها وتقول:-
- ياحبيبي هم مبخرجش خالص معاك علي طول في شغلك، كمان بقي هم مع ماما طول اليوم وأحنا فشغلنا كفاية مصدعينها معانا الله يكون فعونها أنت عارف ولادك
- طب أنجزي بقي ها مش لازم وقفة المراية اللي مبتخلصش دي
قالها وهو يخرج بطفلته للخارج...

في قاعة بأحد الفنادق المُطلة علي النيل، دلفت سلمي واضعة يدها بذراعه بفستانها الأبيض وأطفال دموع يركضوا مع الأطفال الأخرين خلفهم ويلعبوا بفستانها بسعادة تغمرهم، وقفت دموع بجواره وهو يحمل طفلته الرضيعة علي ذراعه ويدها في ذراعه الأخر مُرتدية فستان أزرق طويل وله ذيل بداً من الخصر للأسفل بكم وتلف حجابها الفضي، أخذت ترنيم منه وذهبت معه ليباركوا للعرسان ثم أجلسها علي ترابيزتها وذهب يحضر أطفاله كم يخف عليهم من العالم الخارجي يعشقهم أكثر من أي أب وحده يعلم كم تعب وكم ضاع من عمره حتي نالهم ورزق بهم، جاء بهم لها فهتف بتفاهم:-
- سيبهم ياإلياس يلعبوا مع الولاد..

- بيقعوا يادموع هيتعوره والعيال بيخرجوا برا
قالها وهو يجلسهم بغضب، فمسكت يده بهدوء ثم أشار إليه بنعم فقال مضطراً:-
- روحوا ألعبوا ومتخرجوش برا
ركضوا الأطفال بسعادة فأبتسمت بخفوت وقالت بتفاهم:-
- ياحبيبي دول ولاد بيصوا للولاد في سنهم ومبيخرجوش خالص مينفعش نكبتهم جوا وبرا خليهم يلعبوا وأنا عيني معاهم أهو
أشار إليها بنعم وصمت وعيناه تراقبهم...

خرجت دموع ركضاً من المستشفي بعد أن علمت بوصول حادثة ناتج عن فوضي إرهابية وأصابة بعض ضباط الشرطة، وقفت تنتظر سيارة الأسعاف فتوقفت السيارة أمامها ومعها بعض الممرضات، مسكت مقبض الباب بيدها وفتحته ثم خرجت منها صرخة قوية نابعة من القلب حين رأت حبيبها هو المصاب وقميصه السماوي لوثته دماءه بغزارة وعادت قدمها خطوة للخلف بصدمة...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة