قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية ذئاب لا تعرف الحب ج1 للكاتبة منال سالم الفصل السادس

رواية ذئاب لا تعرف الحب الجزء الأول منال سالم

رواية ذئاب لا تعرف الحب ج1 للكاتبة منال سالم الفصل السادس

دون الصول الموجود بالمخفر ( قسم الشرطة ) العنوان الخاص بمقدم البلاغ في ورقة صغيرة، ثم طواها على عجالة، و..
-الصول بخفوت، ونظرات قوية: الشاي بتاعي

تنحنحت تقى في عدم فهم، ورمقته بنظرات حائرة، وهزت رأسها في بلاهة، و..
-تقى بنبرة متحشرجة: هاه ..
-الصول وهو يصر على أسنانه، وبنظرات ذات مغزى: الشاي، السجاير .. ها يا ست !

هنا فهمت تقى ما الذي يرمي إليه، هو يريد مقابلاً مادياً نظير خدماته، لذا فتحت هي حافظتها الصغيرة، وأخرجت مقداراً قليلاً من المال الذي بحوذتها، وطوته في كف يدها، ثم مدت يدها لتأخذ الورقة الصغيرة، وأسندت المال في كف يد الصول الذي حدجها بنظرات ساخطة حينما رأى المبلغ، و...
-الصول بتأفف: استغفر الله العظيم، لولا إن الواحد قلبه طيب، كان زمانته عامل الأشكال بنت ال ... اللي زيكم بإسلوب تاني

رمقته هي بنظرات نارية من عينيها المنتفختين، ثم خبأت الورقة في حافظتها، و...
-تقى وهي تبتلع غصة مريرة في حلقها: كتر خيرك، وربنا موجود وهيجازيك أكيد عن اللي بتعمله

استمر هو في التحديق لها بنظراته الساخطة، في حين استدارت هي بجسدها وسارت مبتعدة – وبخطوات متثاقلة - في اتجاه باب المخفر ...

شردت تقى في حالها، فهي مازالت صغيرة ساذجة –إلى حد ما - لا تعرف متاعب الحياة، ولا كيف سيكون الوضع معها، بالها مشغول بكيفية إقناع صاحب البلاغ بالعدول عن المحضر قبل أن يتطور الأمر، والأهم من هذا هو كيف ستطلب منه أن يغفر لوالدتها ذنباً لم تقترفه، وتثبت له برائتها ..
تنهدت هي في إرهاق، ووضعت يدها على رأسها لتضغط عليها قليلاً لتخفف عنها ذلك الغضب المشحون بداخلها ..
لم تهتم بالعساكر الذي دفعوها من كتفها ليمروا، أو بذاك المجرم الذي نظر لها بطريقة مشمئزة، فكل ما يدور في خلدها هو والدتها فقط .. ( عماد البيت وأساسه )...

خرجت تقى من المخفر، وبحثت بعينيها عن منسي، ولكنها لم تجده كما أخبرها في ذلك المقهى القريب ..
عضت على شفتيها مجدداً، وتنهدت في حزن، ثم ...
-تقى لنفسها بتعب: مش محتاجة مفهومية، هو أكيد مشى، يعني مش قدامي غير إني أروح للراجل بتاع الخاتم اللي أتسرق لوحدي واسترجاه، يمكن .. يمكن قلبه يحن عليا ويسامح أمي ..

فتحت تقى حافظتها الصغيرة، وأخرجت الورقة المطوية منها، ثم فردتها لتقرأ العنوان المدون بالداخل ..
-تقى بنظرات ثابتة، ونبرة خافتة: شركة الجندي للصلب

طوت هي الورقة مرة أخرى، ونظرت أمامها في الفراغ، و...
-تقى لنفسها بحيرة: طب ودي أروحلها إزاي !

في منزل تقى عوض الله،،،

جلس عم عوض الله على سجادة الصلاة في غرفة نومه، وتضرع إلى الله وهو راكع ب ...
-عوض بنبرة مختنقة من الضيق: يا رب انت اللي عالم باللي فيا، يا رب أنا طول عمري راضي بقضاءك، وراضي بحكمك، انا مش معترض على نصيبي، بس هونها عليا يا رب، هونها لأني مش قادر، الحمل فوق طاقتي، وأنا حاسس إن نهايتي قربت، وخايف أسيب البت لوحدها، أمها من زمان وهي مش راضية بحالها، وده اللي تاعبها، اهديها يا رب .. اهديها واكشف عنا البلاء يا رب

وبينما كان هو مندمجاً في ابتهالاته للمولى، سمع صوت غلق لباب المنزل، فانتفض فزعاً من على السجادة، وسار بخطوات أقرب للعدوْ في اتجاه الصالة وهو ممسك بمسبحته ..
انقبض قلبه حينما وجد باب غرفة ابنته تقى مفتوحاً على مصراعيه، فظن أن الأمر متعلق بأخت زوجته، فاتجه سريعاً إلى هناك، ووقف على مدخل الغرفة و...
-عوض وهو يتنحنح في خشونة: ست تهاني .. انتي .. انتي جوا ؟

لم يستمع هو إلى أي رد يخصها، وكان يخشى أن يدخل فجأة إلى الغرفة فتكن هي على راحتها، وربما يكون جسدها مكشوفاً – خاصة وأنها فاقدة للأهلية - فعليه أن يكون أكثر حرصاً، و ينبهها أو ينبه من معها في الغرفة لكي يطمئن أنها مستورة، ولكن ليس هناك وقت للتأكد من هذا، لذا قرر أن يدلف إلى الداخل و...
-عوض وهو غاضض لبصره، وبنبرة جادة: ست تهاني ..!

رفع هو بصره تدريجياً وجاب الغرفة سريعاً بحثاً عنها فلم يجدها، فانزعج أكثر، واستدار عائدًا للخارج، ثم وضع خفه في قدميه، واتجه إلى خارج المنزل ...

وقف العم عوض الله على أول الحارة يبحث بعينيه عن تهاني، ولكنه لم يجدها في الجوار، فاقترب من محل البقالة المجاور لبنايتهم، وأشار لصاحبها – ذاك الشاب المكفهر الوجه – بيده و...

-عوض بنبرة متوجسة: رياض يا بني، ماشوفتش الست تهاني ؟
-رياض بوجه عابس، ونبرة متأففة: لأ مشوفتهاش
-عوض بقلق: طب .. طب ماتعرفش ممكن تكون راحت فين ؟
-رياض بتهكم: بقولك مشوفتهاش يا عم عوض، يبقى هاعرف هي راحت فين، ده ايه المفهومية دي
-عوض بنبرة منكسرة: كتر خيرك يا بني

ابتلع العم عوض الله غصة مريرة في حلقه، ثم أمسك بالمسبحة بين أصابع يديه، وظل يفركها سريعاً وهو ينظر أمامه في حيرة و..
-عوض بضيق: طب أسأل مين عنها ؟ لا حول ولا قوة إلا بالله، عيني يا رب

ثم بدأ يجوب زوايا الحارة بحثاً عنها، ولم يكف عن سؤال كل من يعرفهم .. وكان الجواب واحداً ( مشوفنهاش، لأ .. معدتش من هنا )

قرر عوض الله أن يتجه إلى الطريق الرئيسي الذي تتفرع من عدة طرق جانبية تؤدي إلى الحارة، فقد خاف أن تكون تهاني قد ساقتها قدميها إلى هناك .. لذا أسرع في خطاه وهو يدعو الله ب ...
-عوض بقلق شديد، ونظرات راجية: استر يا اللي بتستر، عديها على خير يا رب ...!

لم ينتبه عوض الله إلى الإشارة المرورية التي قد أضاءت، ولا إلى السيارات التي قد بدأت في التحرك سريعاً .. وفجأة شعر هو بأن جسده أصبح كالريشة الخفيفة التي تقذفها الرياح حيثما شاءت، ولم يشعر إلا بآلم مبرح يجتاح كل ذرة في كيانه، وأن عظامه المرهقة قد تهشمت بكل قوة على الأرضية الإسفلتية، فأطلق صرخة مدوية قبل أن يستكين بعدها تماماً ...

تجمع المارة من حوله، وتوقفت حركة المرور، وحدثت حالة من الهرج والمرج في الطريق، و...
-شخص ما بنبرة عالية: يا جدعان، حد يطلع الإسعاف بسرعة، الراجل بيموت
-شخص أخر بنبرة قوية: امسكوا اللي عمل كده بسرعة
-شخص ثالث بنبرة صادحة للغاية: ابعد يا عم انت وهو، وسعوا الطريق

جثى أحد الأشخاص على مقربة من العم عوض، وأخذ يتحسس نبضه، وكذلك تنفسه، ثم رفع رأسه عالياُ ونظر للمحيطين به، و...
-شخص رابع وهو يلوح بيده: ده الراجل باينه قطع النفس
-سيدة ما وهي تلطم على صدرها: يا ساتر يا رب

مالت فتاة ما على رفيقتها التي تتأبط بها، ثم همست لها في أذنها وهي تغطي فمها كي لا يراها أحد وهي تتحدث ب ...
-فتاة ما بخفوت: تعالي يا بنتي، مالناش دعوة باللي بيحصل ده
-فتاة أخرى بنبرة معترضة: يا بنتي استني أما نشوف هايحصل إيه
-فتاة ما بإصرار: يالا بقى، احنا كده هنتأخر على الدرس
-فتاة أخرى بتذمر: طيب، خلاص، اوووف ...!

انصرفت الفتاتين من مكان الحادث، واستمرت حالة التخبط المروري، والجميع في حيرة مما حدث لذاك الرجل العجوز ...

أمام مقر شركة الجندي،،،

ترجلت تقى من الحافلة بعد أن بذلت جهداً مضنياً في الوصول إلى العنوان المذكور، ظلت تزفر وتتنهد في ضيق، ثم وضعت ظهر كف يدها على جبينها لتجفف عرقها المتصبب على عينيها، وألقت بطرف حجابها المتدلي للخلف، و...
-تقى بنبرة متعبة: يا مهون يا رب، ياني، مكان البتاعة دي في أخر بلاد المسلمين، ساعتين في الاتوبيسات عشان أعرف أوصل هنا .. يالهوي

جابت تقى المكان من حولها، وظلت تتأمل هيئة المواطنين المتواجدين في تلك المنطقة الراقية، وشعرت بداخل نفسها أنها أقل من ان تتواجد هنا، ولكنها لم تعرْ الأمر أهمية اكبر، فهي أمامها مهمة خطيرة، ولن يمنعها عن الاستمرار فيها شعورها بالنقص والاختلاف ..

أخذت هي نفساً عميقاً، ثم زفرته مرة واحدة قبل أن تسير بخطوات ثابتة في اتجاه الطريق المؤدي إلى مدخل الشركة الكبير ..
توقفت تقى في مكانها لتتأمل هيئة تلك التحفة المعمارية الضخمة، مبنى عظيم ذو واجهات زجاجية براقة، وأرضيات رخامية لامعة تجعل الأقدام تنزلق عليها سريعاً..
شعرت هي بأنها ضئيلة للغاية وهي تقف أمام ذلك الصرح العظيم، دعت الله في نفسها ب ...
-تقى بخفوت ممزوج بالرعب وهي محدقة أمامها: يا رب يسر واجعل قلب الراجل ده يحن ويتنازل عن البلاغ، يا رب .. يا رب

ثم قبضت على حافظة نقودها، وسارت في اتجاه المدخل، ثم صعدت على درجاته الرخامية، ولكنها لم تستطعْ أن تمر عبر البوابة، وذلك بسبب ذلك الكائن الضخم الذي سد عليها الطريق بجسده المتضخم ذو الملابس الرسمية و..
-حارس الأمن بنبرة رسمية: انتي رايحة فين ؟

ابتلعت تقى ريقها بصعوبة، وحدقت فيه بنظرات شبه خائفة و..
-تقى بتلعثم: آآ.. أنا .. انا داخلة جوا

رمقها حارس الأمن بنظرات مشمئزة قبل أن يردف ب ..
-حارس الأمن بصرامة وهو يشير بيده: امشي من هنا يا بت
-تقى بإندهاش شديد: هاه
-حارس الأمن بحدة: يالا من هنا، انتي مش شايفة منظرك

عضت تقى على شفتيها من الغيظ، وقبضت على حافظتها النقودية أكثر، و...
-تقى بحنق: هو أنا جاية أشحت منك، أنا جاية أقابل صاحب الهالومة دي كلها
-حارس الأمن بإمتعاض يحمل التهكم: لا والله، وهو الباشا بيقابل الأشكال اللي زيك كده عادي، انجري من هنا أحسنلك بدل ما أحدفك برا
-تقى بنبرة مغتاظة وبإصرار: أنا مش هامشي من هنا مهما قولت ومهما عملت، ان شاء الله هبات قدام باب المخروبة دي

انتبه أحد الموظفين المارقين إلى داخل المبنى إلى ذلك الشجار شبه المحتدم بين تلك الفتاة الشعبية المظهر وبين حارس الأمن، فتوجه ناحيتهما، ثم ...
-وائل بنبرة هادئة: في ايه اللي بيحصل هنا ؟
-حارس الأمن بجدية: مافيش يا بيه أي حاجة
-تقى بنبرة محتجة ونظرات مشتعلة: لأ فيه يا بيه، أنا عاوزة أقابل صاحب الشركة دي
-حارس الأمن بنبرة متذمرة: وأنا قولت مش هاينفع يا ست انتي !
-وائل بصرامة: اسكت انت الوقتي، أنا هاتفاهم معاها
-حارس الأمن على مضض: حاضر

ثم اتجه وائل برأسه ناحيتها، وانتصب أكثر في وقفته الرسمية، ورمقها بنظرات متمهلة ومتفحصة لهيئتها، و...
-وائل بنظرات متفحصة، ونبرة رزينة: ليه ؟

أطرقت تقى رأسها في خزي، ثم أخذت تفرك أصابع يدها في توتر، و...
-تقى بخفوت، ونظرات قلقة: آآ.. م.. مسألة شخصية
-وائل متسائلاً بهدوء: في ميعاد سابق ؟
-تقى وهي تهز رأسها بالنفي: لأ
-وائل بجدية: يبقى مش هاينفع تقابليه هنا طالما مافيش ميعاد سابق

انقبض قلبها بشدة، وشعرت بوخزة في صدرها، ثم أمسكت بطرف حجابها، ومسحت مجدداً عرقها البارد و...
-تقى بذعر: بس الموضوع مهم، وأنا محتاجة أتكلم معاه ضروري

كانت تقى على وشك الانحناء وإمساك كف الموظف لتستعطفه، ولكنه أشار لها بكف يده لكي تكف عما تفعل، و...
-وائل بحدة: من فضلك، مش بحب كده

تراجعت هي بجسدها للخلف، واعتدلت في وقفتها، وبدأت الدموع تتجمع في مقلتيها، فرمقها هو بنظراته الجافة قبل أن يتابع ب ...
-وائل ببرود: بص يا آآ... لو حاجة شخصية زي ما بتقولي، يبقى تروحي تقابليه في قصره، لكن هنا ممنوع
-تقى بنبرة راجية ومختنقة: يا بيه الله يسترك، أنا مش جاية والله أشحت منه، أنا جاية أقابله عشان أمي، هي هاتروح مني لو أنا ملحقتهاش، اللي يسترها عليك خليني أقابله، اللي يبعد عنك أي شر

تنهد وائل في ضيق، وأشاح بوجهه للناحية الأخرى، ثم ..
-وائل على مضض: بصي عشان أبقى عملت اللي عليا، أنا هابلغ الاستقبال بإنك عاوزة تقابلي الباشا، وهما هايبلغوه، ولو هو وافق هاخليهم يدخلوكي، لو لأ، روحي عند القصر بتاعه، تمام

شعرت تقى أن هناك بارقة أمل تلوح في الأفق، فتنفست الصعداء من جديد و...
-تقى بنبرة ممتنة: الله يخليك يا رب، أنا .. أنا مش عارفة أقولك ايه
-وائل بإيجاز: ماتقوليش، خليكي واقفة هنا

ثم أشار لها بإصبعه لكي تنتظر بالقرب من بوابة مدخل الشركة الرئيسي، ثم اتجه هو إلى داخل بهو الشركة الواسع ...

في مصنع الرشيدي،،،،

بلغ خبر اتهام العاملة فردوس بالسرقة لرئيس العمال – حسين - في مصنع الرشيدي للمنسوجات، لذا أمر ب ...
- حسين بنبرة حادة: ماتخشش هنا تاني الولية دي
-زينات بفزع: ليه بس يا سي حسين، دي فردوس غلبانة وبتجري على يتامى
-حسين بتأفف يحمل التهكم: يتامى أرامل، مايفرقش معايا الكلام ده، صاحب الشركة مش هايشغل عنده حرامية ولا نشالين
-سعدية بنبرة حزينة: والله ده حرام
-حسين ببرود: والله اللي مش عاجبه، يورينا عرض قفاه، أهوو الباب يفوت جمل
-زينات بنبرة متشنجة: حسبي الله ونعم الوكيل، معدتش في رحمة في قلوب الناس خلاص
-حسين بعدم إكتراث: قولي الكلام ده للحرامية اللي كانت وسطنا

ثم تركهما وانصرف في اتجاه مكتبه الموجود في أخر الرواق ..
نظرت سعدية إلى زينات بنظرات غاضبة، و..
-سعدية بتذمر: عالم مفترية وربنا
-زينات بضيق شديد: ربنا ينتقم من الظلمة، الولية هتعمل ايه ولا ايه
-سعدية بنبرة منزعجة: بصي احنا بنلغ بقية النسوان اللي هنا باللي حصلها، ونحاول نلملها قرشين ولا حاجة، اهوم يساعدوها على اللي جاي
-زينات بحنق: هي هتلاحق على ايه ولا ايه ..
-سعدية بنبرة قانطة: نصيبها بقى تشوف الويل، كويس إن بنتها معاها، وهي تتصرف
-زينات بنبرة راجية: ايوه، ربنا يتولاهم ...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة