رواية خطأ لا يمكن إصلاحه ( رفقا بالقوارير ) الجزء الثاني للكاتبة منال سالم الفصل السادس عشر
في منزل صلاح الدسوقي
عادت الأسرة مرة أخرى إلى منزلهم ليستقروا فيه، كان كل شيء في مكانه، كما تركوه منذ ما يزيد عن ثلاثة سنوات.. الفارق فقط هو أن المنزل كان نظيفــاً ومرتباً...
لقد اعتنى مروان حقاً بذاك المنزل، لم يتركه على حالته وإنماظل محافظاً عليه حتى تعود نيرة وعائلتها من جديد...
لم يصدق صلاح عينيه حينما رأى منزله الذي تعب في تشييده كما تركه، ورغم أنه كان على وشك خسارته بل إنه ظن لوقت قريب أنه خسره للأبد.. إلا انه حينما رأه بكى فرحاً.. فمازال المنزل يحمل دفء الماضي و...
-صلاح: سبحان الله، مين كان يصدق ان مروان يعمل كل ده
-زينب: راجل ابن ناس وأصول
-صلاح: أنا من يوم ما شوفته وحسيت فيه بالشهامة والجدعنة
-زينب: ربنا يكرمه هو والبت نيرة بالذرية الصالحة ياااا رب
-صلاح: اللهم أميين.. المهم البت عاملة ايه؟
-زينب بابتسامة مطمئنة: بخير الحمدلله
-صلاح: ربنا يهنيها، وعقبال ندى يا رب
-زينب: بالحق ده أنا يا حاج عاوزة فلوس في ايدي عشان اشتريلها كام حاجة كده
-صلاح: شوفي انتي عاوزة كام بالظبط وأنا اجيبلك
زينب: ربنا يخليك لينا يا حاج، وعقبال ما تفرح بالبت توتا وتجوزها هي كمان.
-صلاح: يااا رب أمين
-زينب: على كده انت ناوي يا حاج ترجع هنا تاني
-صلاح: بأمر الله.. هاشوف بس أمورنا المتعطلة في دبي، وبعد كده هانقل شغلي هنا تاني.. كفاية غربة لحد كده
-زينب: اه يا ريت، عاوزة أقعد مع البنات هنا
-صلاح: ان شاء الله...
في شركة ( TWO Brothers ) للمقاولات
كان يوسف يعمل جاهداً من أجل تنظيم كل شيء وترتيبه قبل حفل زفافه، وخاصة أنه سيسافر بعدها إلى دبي مع ندى وعائلتها للمساعدة في نقل أنشطة الشركة الخاصة بوالدها إلى القاهرة مرة اخرى، وهذا سيستغرق وقتاً.. لذا أراد أن يتأكد أن كل شيء في مكانه وسيسير على ما يرام في حال غيابه...
ترك يوسف لمروان جميع الملفات والاتفاقيات القادمة في خزانة المكتب بعد أن اطمئن من اكتمال ما بهم من أوراق، ثم استدعى سكرتيرة المكتب بعد أن ضغط على زر الاتصال من الهاتف الداخلي الموجود بمكتبه و..
-يوسف هاتفياً: مدام ريهام تعالي من فضلك
-ريهام: حاضر...
دلفت ريهام إلى داخل المكتب بعد أن طرقت على بابه و..
-ريهام: خير يا يوسف بيه
-يوسف وهو يعطيها ورقة مدون عليها بعض الملحوظات: مدام ريهام عاوزك تخلي الورقة دي معاكي وتعملي منها كذا نسخة احتياطي، دي فيها كل حاجة تخص الاتفاقيات والمقاولات بتاعة شركتنا خلال 5 شهور.
-ريهام وقد أخذتها منه: أهــا
-يوسف: ان شاء الله الأستاذ مروان هايكون موجود في الشركة من أول الأسبوع الجاي
-ريهام: تمام يا فندم
-يوسف: وبالحق انتي معزومة والأسرة على فرحي ع أخر الاسبوع
-ريهام بسعادة: بجد.. ألف مبروك يا يوسف بيه
-يوسف: الله يبارك فيكي.. أنا بعد الفرح هاغيب فترة عشان أخلص شوية مشاغل برا مصر.. والمسئول معاكي هايكون الأستاذ مروان.
-ريهام: مافيش مشكلة يا فندم، تروح وترجعلنا بالسلامة
-يوسف:انا عارف ان الضغط هايكون كبير عليكي الفترة الجاية، بس أنا واثق انك أدها وادود
-ريهام: اكيييد يا فندم
-يوسف: كمان انا عاوزك تعملي اعلان تطلبي فيه سكرتيرة تانية تساعدك، لأن أنا عارف ان مروان هايكون مقسم نفسه بين هنا والسفر لو في اي حاجة، وأنا مش عاوز حاجة تتعطل في غيابنا.
-ريهام:اطمن يا يوسف بيه، كل حاجة هاتكون ماشية زي الألف
-يوسف: تمام.. نزلي الاعلان ده، وحددي ميعاد للانترفيو وأنا هختار معاكي البنت المناسبة.. أنا هاسيبلك حرية اختيار البنت اللي عاوزاها تساعدك..
-ريهام: شكراً يا فندم
-يوسف: وماتستغربيش لو جه والدي سليم بيه أو فهمي بيه عمي هنا، هما هيتابعوا برضوه الشغل، وهيطلبوا تقرير اسبوعي عن كل حاجة، فعاوز ده يكون جاهز.
-ريهام: دي شركة حضرتك يا فندم، واحنا موظفين عند سيادتك
-يوسف: معلش انتي عارفاني أنا بحب أكون دقيق في شغلي.. كمان هتواصل معاكي عن طريق الميل وهاخد منك تقرير شبه يومي عن اللي بيدور هنا.. ومش هوصيكي كل حاجة يكون عندي بها علم أول بأول
-ريهام: حاضر يا فندم.
-يوسف: اتفضلي الوقتي ع مكتبك.. ومتنسيش تنزلي الاعلان، ويا ريت يكون ميعاد المقابلة خلال يومين عشان بعد كده مش هاكون فاضي
-ريهام: على طول يا فندم هاكتبه وانزله على طول
-يوسف: شكراً يا مدام ريهام.. تقدري تتفضلي
-ريهام: عن اذن حضرتك.
اطمأن يوسف أن كل شيء سيسير وفق الجدول الزمني والخطة التي وضعها خلال غيابه، وما عليه الآن هو ابلاغ مروان بدوره في الشركة خلال الفترة القادمة...
في فيلا سليم الكومي
كانت عبير تتجادل مع سليم زوجها بشأن سفر يوسف للخارج عقب حفل زفافه و..
-عبير بضيق: يعني ابنك مصمم يسافر
-سليم موضحاً: يعني هايسيب مراته تسافر لوحدها
-عبير: طب ما تقعد هي هنا، ولا خلاص أبوها أهم من جوزها.
-سليم: يا ستي عندهم مصالح هناك.. وبعدين جوو قالك كلها كام شهر وهينزلوا تاني هنا
-عبير: يعني هي تيجي تاخد ابني ع الجاهز بعد ما تعبت في تربيته، وتسافر معاه وتبقى أعدة وسط أهلها، وأنا أمه أتحرم منه
-سليم: مافيش داعي للكلام ده يا عبير
-عبير: البت دي شقلبت حال ابنك.. وغيرته علينا
-سليم: دي مراته يا عبير.
-عبير: أنا كنت مفكرة انها طيبة وغلبانة، لكن طلعت تعبانة وبترسم على تقيل
-سليم: حرام عليكي، هو انتي لحقتي تعرفيها
-عبير: مش محتاجة أعرفها، باين من تصرفاتها..
-سليم بنفاذ صبر: لا حول ولا قوة إلا بالله.. ربنا يهديكي..
-عبير بحدة: يهديني؟ هو انت شايفني مجنونة قدامك؟
-سليم: لأ يا ستي، بس اللي بتعمليه ده ماينفعش، المفروض تكوني مركزة اليومين دول في فرح ابنك وسعادته، مش عمالة تقولي حاجات محصلتش
-عبير: عاوزة أطمن عليه.. مش كفاية انه راح يتجوزلي بنت الله أعلم عملت ايه في 3 سنين، ان نسيت ان كان في كلام اتقال عليها قبل كده وانها آآآ...
-سليم بحدة وهو عاقد حاجبيه: عبير.. مافيش داعي للكلام ده!
-عبير: لأ في.. انا ساكتة عن كل حاجة بيعملها، لكن من حقي اطمن ع البت اللي اتجوزها
-سليم: عارفة لو تبطلي مرواح للنادي والأعدة مع الستات الفاضية اللي فيه دول هيبقى بالك رايق
-عبير: والله انت ولا تعرف حاجة، أنا مانساش مايا لما جت النادي تحذرني من البنت دي
-سليم: استغفر الله العظيم، ونسيتي ان بكلامها ده كان هيضيع مروان ويموت
-عبير على مضض: آآآ... بس برضوه.
-سليم: أنا بجد مستغربك، ازاي تظني السوء في واحدة متعرفيش عنها أي حاجة غير مجرد كلام سمعتيه من النادي، ومش واثقة في اختيار ابنك
-عبير: لأن يوسف طيب وممكن يضحك عليه
-سليم ضاحكاً: ابنك طيب، ههههههههههههه.. انتي نسيتي أيام ما كان ف الكلية ولا ايه
عبير: افضل انت خد الموضوع ده بهزار لحد ما تلاقي ابنك جاي ندمان بعد كده ع جوازته منها.
-سليم: أنا واثق في ابني وفي اختياره، ولعلمك أنا من زمان وأنا سائل على عيلتها، وكل اللي سمعته عنهم كان كلام طيب، والبنت احنا شوفناها.. باين عليها متربية وأخلاق
-عبير بتهكم: مش كل اللي تشوفه تصدقه
-سليم: ربنا يخيب ظنك ويجعله متهني معاها..
في الشاليه الخاص بمروان ونيرة
بعد إلحاح من نيرة واستغلال موهبة الدلال والدلع مع زوجها الحبيب مروان، استطاعت أن تقنعه بالعودة إلى القاهرة من أجل مشاركة اختها في الاستعداد لمراسم حفل الزفاف...
بدأت نيرة في اعداد الحقائب للسفر.. وضعت الحقيبة على الفراش، وفتحتها، ثم اتجهت ناحية دلفة الدولاب، وبدأت في اخراج ما بها من ملابس وقامت برصها بداخل الحقيبة..
جلس مروان على الفراش يراقب نيرة وهي تجهز الحقائب بكل عزيمة ونشاط، فخطر ببالها أن يمازحها قليلاً...
كانت كلما تضع نيرة قطعة من الملابس بعد طيها في الحقيبة وتلفت نظر مروان كان يمد يده ويأخذها دون ان تنتبه له نيرة، ثم يلقي بها على الأرض بجواره.
في البداية كانت نيرة تشك أن هناك أمراً ما مريباً بشأن الحقيبة، فهي تقريباً أفرغت نصف ما يوجد في دلفة الدولاب، والحقيبة غير ممتلئة.. أخذت نيرة تتأمل الحقيبة وتنظر لها بريبة وملامح الدهشة تعتريها، وضعت أصابع يدها على طرف ذقنها وظلت تفكر ولكن بصوت عالي..
-نيرة باستغراب: في حاجة غريبة! مش ممكن تكون الشنطة كبيرة للدرجادي، ده انا فضيت نص الدولاب، والشنطة لسه زي ماهي.. لألألأ...
حاول مروان قدر استطاعته أن يسيطر على نفسه وألا يضحك أمامها فينكشف أمره أمامها.. ظل يشيح بوجهه بعيداً عنها ويوهمها بأنه غير متابع لما تقوم به...
عادت نيرة مرة أخرى لما كانت تفعله.. وتلك المرة قررت نيرة أن تكون أكثر وعياً ومتيقظة..
وبينما كانت على وشك وضع قطعة أخرى من الملابس في الحقيبة، لمحت مروان وهو يسحب قطعة ما من الحقيبة، فقفزت عليه كالمجنونة، مما جعله يرتد للخلف، اعتدلت نيرة فوقه و...
-نيرة بنبرة عالية: قفشتك!
حاول مروان تخبئة قطعة الملابس خلفه، ولكنه لم يفلح تلك المرة و...
-مروان وهو يحرك يده: بريء يا بيه
-نيرة: انت بتعمل ايه؟
-مروان: مافيش
-نيرة وهي تحاول الامساك بيده: أنا شوفتك، وانت بتاخد الهدوم اللي في الشنطة، وريني
-مروان: لأ
-نيرة باصرار: هات البتاعة دي!
-مروان: لألأ، كله إلا دي.
لمحت نيرة بطرف عينيها بعضاً من قطع الملابس تتدلى من على الفراش، والبعض الأخر ملقى في الأرض.. أصاب وجهها الدهشة، ونظرت إلى مروان بأعين مغتاظة، بينما ظل هو ينظر إليها وهي تعتليه بنظرات حب و...
-نيرة بنظرات مصدومة: ايييه دول
-مروان بتردد وهو ينظر إليها: آآآ...
-نيرة: بقى أنا أحط الهدوم في الشنطة من هنا، وانت ايدك ع طول شغالة من هنا
-مروان: انتي فهماني غلط ع فكرة، ده أنا بس بعاين القماش
-نيرة: يا راجل
-مروان: أه طبعاً، بطمن ان كانت الفلوس اللي ادفعت فيهم تستاهل ولا لأ
-نيرة بغيظ: واطمنت الوقتي
-مروان: الصراحة... آآآ... لأ
-نيرة وقد وضعت يديها في وسط خصرها: نعم؟
-مروان: أصل الحاجات دي لازم تتشاف عملي
-نيرة: ايه؟.
وضع مروان يده خلف ظهر نيرة، ثم أحاطها بذراعه بقوة، ثم نهض فجأة واستند بذراعه الأخر على الفراش، وبكل مهارة أدار نيرة بخفة لتصبح هي أسفله وهو فوقها و...
-مروان: أصل أنا حابب أشوف الحاجات دي كلها عليكي قبل ما تعينيها في الشنطة
-نيرة: اكيد أنت بتهزر
-مروان بتحدي: لأ طبعااااا
-نيرة: وان قولتلك لأ
-مروان: يبقى هاتفضلي هنا لحد ما أشوفهم كلهم عليكي
-نيرة بنفاذ صبر: يوووه.
أمــال مروان برأسه على نيرة، ثم طبعة قبلة حارة على شفتيها، ونهض بعدها من فوقها ثم التفت إليها و...
-مروان: فكري براحتك، وأنا مستنيكي، بس خليكي فاكرة ان أي تأخير هايكون بسببك مش بسببي
-نيرة وقد اعتدلت في جلستها: يعني ايه؟
-مروان: يعني أنا قاعد تحت ومستنيكي تبهريني.. وإلا هانفضل أعدين هنا إن شاء الله للسنة الجاية.
ترك مروان الغرفة ويعلو وجهه ابتسامة النصر كالمعتاد.. في حين ظلت نيرة جالسة على الفراش موزعة لنظرات عينيها ما بين الملابس الملقاة على الأرض، والملابس الموضوعة في الحقيبة، وتحاول أن تفكر في حل ما مبتكر يساعدها في ارتداء كل تلك الملابس..
-نيرة بحيرة: طب أتصرف ازاي الوقتي؟ ماشي يا مروان، بقى انت بتعمل ناصح عليا، طيب.. أنا برضوه نيرة، وهاعرف اشوف حل.. وهاتشوف!.
في منزل صلاح الدسوقي
أعدت ندى مع والدتها قائمة بكل ما تحتاج لشرائه خلال الأيام القادمة، كانت الاثنتين مندمجتين في الحوار حينما قاطع حديثهما اتصالاً هاتفياً من يوسف.. فاستأذن ندى والدتها في أن تجيب على اتصاله و..
-ندى هاتفياً بصوت خافت: ايوه يا حبيبي
-يوسف: لأ ماسمعتش.. قوليها تاني
-ندى وهي تبتسم: ايوه يا حبيبي
-يوسف: الله... هو أنا أقدر على كده، وحشتيني أوي يا نودة
-ندى: وانت كمان
-يوسف: أنا كمان ايه؟
-ندى بخجل: وحشتني
-يوسف: قلبي الصغير لا يتحمل.. لأ انا كده جايلك وش
-ندى باستغراب: جاي الوقتي؟
-يوسف: اه.. الأول أنا عاوز والدك في كام حاجة كده مهمة.. وبعد كده محتاج أقعد معاكي انتي شوية
-ندى: ليه؟ في حاجة
-يوسف: ماتقلقيش.. المهم اديهم بس خبر عندك اني جاي
-ندى: حاضر
-يوسف صوت خافت: نــدى
-ندى بصوت هامس: ايوه.
أمسك يوسف بهاتفه المحمول ثم وضعه أمام شفتيه وقبله قبلة صغيرة و..
-يوسف: موووووه.. دي ليكي لحد ما أجي وأخدها تاني منك
-ندى مبتسمة بحياء: أهــا..
-يوسف: خدي بالك من نفسك يا قلبي
-ندى: حاضر.. وانت كمان
-يوسف: ان شاء الله، سلام الوقتي يا حبي.
أنهى يوسف المكالمة مع ندى والتي ظلت ممسكة بالهاتف بكفي يديها ثم احتضنه في صدرها والابتسامة لا تفارق ثغرهــا...
في الشاليه الخاص بمروان ونيرة
فكرت نيرة مع نفسها في ايجاد حل سريع لتلك المعضلة التي وضعها بها مروان، وبالفعل وصلت إلى حل ما.. هي تعلم أنها ستجهد نفسها، ولكنه الحل الأسلم والأسرع في ارتداء كافة ما يريده مروان في وقت قصير...
لقد قررت نيرة أن تقوم بتنفيذ ما يسمى بـ ( عرض أزيــاء ) مصغر لزوجها مروان.. لذا خرجت من الغرفة ونزلت الدرج لتبلغ مروان بما عقدت العزم عليه...
وجدت مروان جالساً في الأسفل ممسكاً بالريموت ويقلب في المحطات الفضائة المختلفة، فتوجهت ناحية التلفاز ثم اغلقته من زر الاغلاق الموجود به و..
-مروان بضيق: قفلتي التليفزيون ليه؟
-نيرة: خلاص أنا لاقيت الحل
-مروان وقد انتبه لها: هــا.. قوليلي؟.
قامت نيرة بجمع عدد من الوسائد الموضوعة على الأرض أو الأريكة الكبيرة، ثم وضعتهم معاً وصممت ما يسمى بـ ( أعدة عربي ) على الأرضية الرخامية، تعجب مروان مما تفعل و..
-مروان بتعجب: انتي بتعملي ايه؟
-نيرة: الوقتي هاتعرف.
انتهت نيرة من ترتيب كل شيء، ثم طلبت من مروان أن يجلس على تلك الوسائد ويشاهد ما ستفعل و..
-نيرة وهي تسحبه من يده: تعالى اقعد هنا
-مروان بعدم فهم: انتي هاتعملي ايه
-نيرة: هاتشوف الوقتي...
جلس مروان على تلك الوسائد المريحة واتخذ وضعية النصف جالس، واستند بمرفقه على احد تلك الوسائد، ثم ثني أحد ركبتيه من أسفله وظل مترقباً لما ستفعله نيرة و...
-مروان بحيرة: ربنا يستر.. هاتكون ناوية على ايه المجنونة دي.
غابت نيرة لعدة لحظات، ثم سمع مروان صوتاً لوقع أقدام حذاء ذو كعب عالي، فرفع بصره إلى الأعلى ليجد نيرة ترتدي قميص نوم قصير للغاية، وخامته من الشيفون وذو لون ( تركوازي ).. كانت فتحة صدر القميص تتخذ شكلاً دائرياً متسعاً ومنقوشاً ومطعماً بالدانتيل وذو حمالات رفيعة، اعتدل مروان في جلسته حينما رأها تنزل درجات السلم وهي تتمايل بخصرها بتعمد شديد...
أولت نيرة ظهرها لمروان، ولكنها أمالت رأسها ناحيته وابتسمت له ابتسامة ذات مغزى.. أمعن مروان النظر إلى ظهرها ذو البشرة البيضاء، ثم نزل ببصره إلى الأسفل تدريجياً.. ثم استندت بظهرها على الـ ( درابزين )، وأشاحت بوجهها عنه، وظلت تعبث بخصلات شعرها، ثم التفتت إليه مرة أخرى وضمت شفتيها وأرسلت له قبلة في الهواء.
كان مروان يراقبها والتوتر قد بدأ يعتريه.. لم يتخيل أنها ستفعل هذا به..
-مروان بصدمة: يا دين النبي... احنا ماتفقناش ع كده.
ضحكت نيرة بمياعة، ثم صعدت على الدرج مرة اخرى تاركة مروان في حالة من الدهشة...
-مروان: واضح كده اننا هانطول في الأعدة هنا كتير...!.
ارتدت نيرة هذه المرة قميص نوم طويل وحريري، وذو لون نبيذي.. كان القميص مفتوحاً من أحد جانبيه لكي يبرز الساق كلها، وضعت نيرة فوقه الروب الخاص به، وارتدت في قدميها ( شبشباً ) ذو اصبع من نفس اللون، ثم دلفت إلى خارج الغرفة وتوجهت إلى الدرج الذي نزلته على مهل، وفي كل درجة تنزلها كانت تتعمد ابراز جمال ساقها..
كان مروان مشدوهاً بما يراه منها، وما إن اقتربت نيرة منه بمسافة حتى خلعت الروب الذي كانت ترتديه، ثم ألقته على وجهه، ليتفاجيء هو بشكل القميص من الأمام والذي كان ذو فتحة مثلثة واسعة حيث تصل إلى ما قبل السرة بقليل، أمالت نيرة رأسيها في الاتجاهين لتنفض شعرها في الهواء فتثيره أكثر بحركتها تلك، ثم أدارت له ظهرها ليتفاجيء هو بفتحة الظهر التي تبرز كل ظهرها تقريباً، وضعت نيرة يدها في وسط خصرها، ثم غمزت له هذه المرة بطرف عينيها و...
-مروان بعدم تصديق: ياااااااااااا أمي.. هو في كــــده!
-نيرة بنبرة مائعة وهي تضع يدها وسط خصرها: ها.. مركز معايا؟
-مروان بثقة وقد اعتدل في جلسته: في الحاجات دي ببقى مركز دوت كوم، و منتبه دوت نت
-نيرة: أهـــا...
ثم تركته وصعدت على الدرج وهو يعض على شفتيه من الغيظ و..
-مروان وهو يعض على شفتيه: آآآآخ.. هو في حاجة جابتنا ورا إلا التركيز.
قررت نيرة أن ترتدي هذه المرة جلباباً شعبياً ضيقاً من اللون الفضي، وتوجد به فتحة من المنتصف على شكل قلب كبير يبرز جمال وبياض جسدها من أسفله، ولم تنسى أن تضع في رأسها ( ايشارباً ) قصيراً من اللون الأسود، ثم عقصت طرفيه بطريقة جميلة... وقررت أن تضع حول خصرها حزاماً للرقص.. واستعدت لابهار مروان...
طلبت من مروان وهي متواجدة بالأعلى أن يشغل اغنية ما راقصة.. تعجب هو من طلبها ولكنه نفذه بدون تفكير و...
-نيرة من الأعلى بصوت عالي: مروان شغلي أغنية حلوة ترقص
-مروان بتعجب: ليه؟
-نيرة بلهجة آمرة: شغل بسس
-مروان: حاضر.
قام مروان بتشغيل أحد الأغاني الراقصة من على هاتفه المحمول، ثم لمح نيرة وهي تنزل الدرج وترقص بكل دلع.. فما كان منه إلا أن صفق لها وصاح بـ...
-مروان بنبرة عالية فرحة: ايوه بقى.. ده البلدي يوكل يا معلم.
كان مروان يدندن مع الأغنية بـ...
-مروان: احنا معلمين.. لما الباب يخبط، نعرف بره مييييين.
لم تكمل نيرة رقصتها للنهاية أمامه، فهي قد اكتفت بأن تلهب مشاعره، وتتركه يجن مما تفعل و...
-مروان بضيق: لأ بقى، أنا معترض، هو أنا لحقت، ده أنا يدوب كنت بسخن مع الأغنية، ولسه كنت هاطلع الطلعة اللي هي.. كده انتي بتحاربي الصناعة الوطنية، وانا ضد ده!.
تلك المرة قررت ندى أن ترتدي قميصاً من اللون الأزرق الزاهي.. جعلها ذلك القميص حينما وضعته عليها شبيهة براقصات التانجو، ولكنها أرادت أن تصبغه بالطابع الاسكندراني الجميل... لذا لفت حول خصرها قماشة سوداء ناعمة، ثم لفت أطراف القماشة عدة مرات حول ذراعيها، وقررت ألا ترتدي شيئاً في قدميها وتذهب إليه ( حافية ) القدمين...
نظر مروان إليها حينما رأها بتلك الهيئة بعيون عاشقة واقعة في غرام الحب، فغر فاه خاصة حينما مدت ساقها اليسرى للأمام وانحنت عليها بيدها تتحسسها في رقة ودلع..
-مروان فاغراً فاه: ايوووووووووووه اسكندراني، من بحري وبنحبوووووووووه، ع القمة بنستنووووه..!.
ضحكت نيرة ضحكة رقيعة تعمدت أن يرج صداها أرجاء الغرفة و..
-نيرة ضاحكة: هييييههههههيييه...
-مروان وهو يصفق بكلتا يديه: حلاوتك يا أبيض.
اقتربت نيرة من مروان ثم مالت عليه، مد هو ذراعيه لكي يمسكها، ولكنها دفعته في صدره بيديها بكل قوة ليسقط على الوسائد، ثم أسرعت في خطاها ناحية الدرج وهي تضحك و...
-مروان وهو يتنهد: آآآآه... نفسي فيك يا بلح بس النخل عالي..!
غابت نيرة مرة أخرى لعدة دقائق، ثم عادت للظهور بعدها أمام مروان بعد أن بدلت ملابسها بأخرى أكثر إثارة.. فهي ارتدت هذه المرة قميصاً قصيراً يشبه ( التايجر ) وخامته من ( الليجن ) الضيق، كان القميص عارى الصدر والكتفين، يجسد كل تفاصيل جسدها بصورة مثيرة، ويبرز مفاتنها بطريقة تثير الشهوات، وتعمدت هي أن ترتدي ( بوتاً ) من اللون الـ ( هافان )، و ربطت حول خصرها حزاماً أسود اللون، ثم نزلت درجات السلم بكل ثقة.. ووقفت أمام مروان وهي تتمايل جسدها وتتلوى..
أوقعت نيرة عن عمد الحزام المربوط حول خصرها، ثم انحنت أمام مروان ببطء لكي تأتي به، وظلت مسلطة عينيها على عينيه و..
-نيرة بصوت هامس وهي تنظر إليه: اووبس..!
-مروان وهو يضع كلتا يديه على رأسه: اووبس عليا وع اللي جابوني.
لقد نجحت نيرة في إسالة لعاب مروان بكل مهارة.. وما إن تأكدت من نجاح خطتها حتى أولته ظهرها، وسارت ناحية الدرج مرة اخرى تاركة إياه ينظر لها بعيون تلتهمها بشراسة..
-مروان بصوت خافت: لأ كده كتير.. أنا مش هاستحمل لحد ما العرض ده يخلص! ده انا هيجيلي انهيار عصبي!.
نهض مروان من على الوسائد، واسرع خلفها.. كانت نيرة تصعد الدرج وهي تتمايل بخصرها، فوجدت يد مروان تلامس ظهرها ثم فجـأة لف ذراعه حولها وضمها إليه و..
-مروان: انتي عملتي فيا ايه؟
-نيرة: ده انا بس بعملك فاشون شو
-مروان: فاشون شو، ولا انهيار أعصاب.. يخربيت كده
-نيرة: انت وعدتني اني لو آآآ...
وضع مروان طرف اصبعه على شفتي نيرة لكي يجعلها تصمت، نظرت إليه بعيون متأملة و..
-مروان: شششش.. ده انا أبقى عيل لو مارجعتش في كلامي
-نيرة بعدم فهم: يعني ايه؟
-مروان: يعني أنا هعاين كل حاجة من أول وجديد..
-نيرة: نعم؟
-مروان: اسكتي مش أنا بقيت مدير لجنة التحكيم في برنامج نيرة Got Talent
-نيرة وهي تعقد حاجبيها: أفندم.
انحنى مروان للأسفل قليلاً ثم حمل نيرة بين ذراعيه، بينما تعلقت هي بذراعيها في رقبته وصعد بها إلى غرفتهم و..
-مروان مكملاً وهو يحملها: احنا مهمتنا يا مدام نيرة اننا نكتشف المواهب المدفونة جواكي ونطلعها
-نيرة فاغرة فاهها: هـــاه
-مروان: وواضح كده ان المواهب كتير ومحتاجة مننا وقت عشان نقدر نقيمها
-نيرة متسائلة: وقت أد ايه؟
-مروان: متقلقيش.. مش كتير..!
-نيرة: مش عارفة ليه حاسة بغدر في كلامك
-مروان غامزاً: غدر ايه بس.. خدي كلامي ثقة!
-نيرة بصدمة: ثـــقة! يالهوي! هي فيها ثقة؟
-مروان والابتسامة العريضة تعلو ثغره: طبعاً.. إذا ذُكرت الثقة، ذُكر مـــروان النقيب...!