رواية خطأ لا يمكن إصلاحه ( رفقا بالقوارير ) الجزء الثاني للكاتبة منال سالم الفصل السابع والعشرون
في خلال أسبوع حدثت الكثير من التطورات...
أقام يوسف بأحد الفنادق في دبي، وتمكن بمعاونة بعض المعارف من تدبير سكن للاقامة فيه هناك.. كما تأكد من وصول الأوراق والوثائق الرسمية التي تدعم موقفه القانوني بشأن تولي مهام واختصاصات المدير العام لشركة صلاح الدسوقي في دبي...
كان والديه يتابعان أخباره أولاً بأول.. وفي كل مرة تهاتفه فيها والدته السيدة عبير توصيه بالصبر، والتعامل بحنكة مع ما يخص ندى..
ولم يغفل يوسف عن التأكيد لوالديه عن عدم ذكر موضوع الانفصال بينه وبين ندى لأي أحد وخاصة عائلة صلاح الدسوقي...
حجز مروان لفاطيما عند أشهر الأطباء النفسيين والمتخصصين في علاج الأمراض النفسية.. وأوصى الطبيب بضرورة الالتزام بجلسات المتابعة الأسبوعية حتى يتم التأكد من شفاء فاطيما تماماً وتجاوبها مع العلاج...
اضطر مروان أن يرسل زوجته نيرة للإقامة عند والدها وذلك لتكون بجوار اختها في بداية مراحل علاجها النفسي، وأيضاً لضمان عدم حدوث أي مضاعفات نفسية لفاطيما، كما أنه أراد أن يتفرغ في هدوء تام وبدون أي مشاكل من إنهاء إجراءات تحويل أوراق الجامعة الخاصة بنيرة من دبي إلى إحدى الجامعات الخاصة في القاهرة.. وبالفعل بواسطة بعض الأصدقاء والمقربين أنهى الأوراق وتمكن من تحويل نيرة... ولكنه عمد إلى عدم اخبارهــا...
عانت ندى كثيراً في أول يومين من آلم الفراق والحزن على سوء الاختيار، وقفت بجوارها إحدى صديقاتها مها والتي تقطن في السكن المجاور لمنزل عائلتها من دعمها ومساندتها..
لم تعرف صديقتها مها ما الذي أصابها، ولكنها وقفت بجوارها رغم كل شيء، وخاصة أنها تعمل معها في شركتها بدبي..
كانت مها هي نعم الصديق الذي يقف بجوار صديقه في وقت الضيق...
قررت ندى ألا تدع الأحزان تأخذها في طريق مليء بالأشواك والمعاناة، عقدت العزم على أن تتخطى تلك المحنة بإرادة قوية وأن تفني وقتها كله في العمل.. وألا تجعل ذكريات يوسف وما فيها من أشواق ومآسي تؤثر على حياتها المهنية ومستقبلها الذي ينتظرهــا...
نزلت ندى إلى الشركة مرة أخرى لتبدأ العمل فيها وبكل قوة وثبات.. تعجب الموظفون من حالها، ولكن لم يجرؤ أحد على السؤال، فغالبيتهم لم يعرفوا بأمر زيجتها وأمر انفصالها...
وندى نفسها لم تخبر والديها بما حدث، فقد علمت من مكالمة هاتفية عابرة مع والدتها زينب أن أختها الصغرى فاطيما مريضة، وكلا والديها مشغولين بها، ولذا تعذر سفرهما وعودتهما إلى دبي.. ومازالت أمها معتقدة ان يوسف معها كزوجها وحبيبها، فلم تقو ندى على اخبارها بالحقيقة، لذا أثرت أن تؤجل اخبار والديها بما حدث معها إلا بعد التأكد من استقرار حالة فاطيما وتحسنها تماماً..
كانت نيرة منزعجة من تجاهل مروان لها، خاصة بعد أن أقامت لعدة أيام بصحبة أختها في منزل والدها، كادت تموت شوقاً إليه، ولكنها لم ترد أن تبدو أمامه ضعيفة الشخصية.. فهي تريده أن ينصاع لرغباتها وينفذ ما أرادته..
كان يتعمد مروان أن يتعامل معها باسلوب رسمي بحت خلال زيارته لعائلتها، وهي تتعمد أن تتعامل معه بتعالي وكبرياء حتى تجعله يرضخ لها...
قام مروان بكتابة اعلان عن طلب موظفة مؤقتة جديدة للعمل في الشركة، فهو لا يأمن لوجود علياء بها، وهو فقط مبقي عليها لحين إيجاد البديلة الجديدة...
لم تدخر علياء ما في وسعها من أجل معرفة كل ما يخص الشركة، فهي تتعمد أن تغازل الموظفين الصغار والكبار بأسلوبها الجريء والوقح والذي نجح مع معظمهم فقط حتى تستشف منهم أي معلومات تخص الشركة ع صفقات هامة كبيرة، ومناقصات ربما تكون الشركة بصدد المشاركة فيها...
وبعد مرور هذا الأسبوع
في منزل صلاح الدسوقي
قاد مروان سيارته نحو منزل عائلة زوجته، صف السيارة أسفل البناية التي يقطنون بها، ثم ترجل منها، وتوجه إلى مدخل البناية وصعد الدرجات، ثم طرق باب المنزل، سمعت فاطيما صوت الطرقات و...
-فاطيما: انا اللي هافتح
-زينب من داخل المطبخ: طيب يا توتا.
فتحت فاطيما الباب لتجد مروان يبتسم لها ويحمل بيده علبه شيكولاته باهظة الثمن و..
-مروان مبتسماً وهو يعطيها العلبة: طمطم حبيبة قلبي
-فاطيما: ازيك يا مروان، دي.. دي عشاني
-مروان: أه طبعاً... الحلو للحلو
-فاطيما وهي تشير بيدها: ميرسي أوي.. تعالى جوا
-مروان: ماشي.
-زينب من الداخل بنبرة عالية: مييين يا توتا اللي جه؟
-فاطيما بصوت عالي: ده مروان يا ماما
-زينب بنبرة سعيدة: تعالي يا بني اتفضل
-مروان بصوت عالي: شكراً يا طنط، يزيد فضلك.
سمعت نيرة من داخل الغرفة صوت مروان، فاقشعر بدنها، ودبت في أوصالها الحياة، فقد كانت مشتاقة له، ولكن كبريائها يمنعها...
في غرفة الصالون
جلس مروان في غرفة الصالون، ورحبت به زينب وقدمت له المشروب والحلوى..
طلب من زينب أن يقابل زوجها صلاح، والذي لم يكن موجوداً في المنزل و...
-مروان: ممكن أقابل عمي صلاح يا طنط
-زينب: والله يا بني هو مش موجود دلوقتي
-مروان: طب ده أنا كنت عاوز أقوله اني جاي أخد نيرة ونروح.
-زينب: وماله يا بني.. دي مراتك، خدها في أي وقت معاك
-مروان: يعني أنا قولت قبل ما أخدها، أستأذنه الأول
-زينب: من غير ما تستأذن يا مروان... دي مراتك
-مروان: الله يخليكي يا طنط
-زينب بلهجة آمرة: روحي يا توتا نادي ع اختك من جوا، وقوليلها تجهز نفسها عشان جوزها جاي ياخدها
-فاطيما: حاضر.. مع انها هتوحشني والله
-مروان: ان شاء الله هاجيها تاني تعقد معاكي، وبعدين ما انا ع طول هاعدي عليكي، فمتقلقيش
-فاطيما وهي توميء برأسها: ماشي...
بالفعل أبلغت فاطيما نيرة بأن تستعد للذهاب مع زوجها مروان الذي جاء من أجلها هذه المرة.. تهللت أسارير نيرة حينما علمت بهذا، وظنت أنها كسبت تلك الجولة.. كدت ترقص فرحاً وطرباً، ولكنها تحكمت في نفسها جيداً حتى لا تلاحظ فاطيما هذا وتبلغ مروان به...
ارتدت ملابسها الكاجوال، وأعدت حقيبتها الصغيرة، وحملتها بيدها، ثم دلفت خارج الغرفة وهي تبتسم لفاطيما..
لمحت نيرة بطرف عينها مروان وهو يقف مستنداً إلى المقعد بجوار باب المنزل.. فمطت شفتيها وكأنها منزعجة منه، رغم أن ملامح وجهها كانت تدل على العكس...
اقترب مروان منها، ثم مد يده إليها ليصافحها، فمدت هي الأخرى يدها ولكنه فاجئها بـ...
-مروان وهو ممدد ليده بنبرة باردة: هاتي الشنطة..!.
صدمت نيرة من تلك العبارة، فقد كانت تتوقع أنه يريد مصافحتها خاصة بعد تلك الفترة، فامتعض وجهها، وألقتها له و..
-نيرة بضيق: خـــد.
حمل مروان الحقيبة، وودعت نيرة والدتها وأختها الصغرى و..
-نيرة وهي تقبل والدتها: ماشي يا ماما، أشوف وشك على خير
-زينب: خدي بالك من نفسك ومن جوزك، أوعي تزعليه، ده زي البلسم
-نيرة: ربنا يسهل.. سلام يا توتا
-فاطيما وهي تحتضنها: مع السلامة يا ناروو، هستناكي تجيلي تاني
-نيرة: حاضر.. باي باي.
نزل مروان الدرج أولاً، ثم لحقت به نيرة.. كان مروان قد وضع الحقيبة في صندوق السيارة، ثم ركب خلف المقود، وظل ينتظر نيرة..
توقعت نيرة حينما يراها أن يترجل من السيارة ويفتح لها الباب الأمامي، ولكنه تجاهلها، وظل يضغط على بوق السيارة ليجعلها تركب السيارة وتتعجل..
-نيرة بضيق في نفسها: ده قاصد يحرق دمي.. اووووف.
بييييييييييييب.. بييييييييييب
-مروان بنبرة عالية: يالا يا مدام.. احنا متأخرين
-نيرة على مضض: طيب.
ركبت نيرة السيارة، كانت في البداية تنظر للطريق أمامها، ثم دفعها الفضول للنظر إلى مروان خلسة.. لمحته يمسك بالمقود وهو صارم الملامح، لم ينظر إليها مرة واحدة، فقط مسلط نظره على الطريق، ففي بعض الأحيان ينقر بأصابعه أحياناً على المقود في توتر، وفي احيان أخرى يعدل من وضع نظارته الشمسية الداكنة ذات الإطار الذهبي...
بعد فترة وصل مروان إلى مسكنه بالتجمع الخامس، ترجل من السيارة وأمــر نيرة بالترجل هي الأخرى، ثم توجه إلى صندوق السيارة وفتحه، ثم أخرج الحقيبة ووضعها بجواره على الأرض، وأغلق الصندوق...
كانت نيرة تقف بجوار السيارة تنظر له في ضيق، فمر هو إلى جوارها، ثم أمسكها من مرفقها وجذبها بقسوة إلى داخل البناية و..
-مروان باقتضاب: يالا
-نيرة متآلمة: آآآي.. طيب.
صعد الاثنين إلى منزلهما، أخرج مروان المفتاح من جيب بنطاله، ثم فتح الباب ليدلف الى الداخل وهو يجذب نيرة من ساعدها...
تعجبت نيرة من طريقة تعامل مروان معها، ولكن المفاجأة بل الأحرى أن نقول الصدمة الأكبر لها حينما نظرت إلى وضع المنزل.
لقد كان المنزل كمن أشعل فيه الحرب، كل شيء مقلوب فيه رأساً على عقب، لا شيء في موضعه.. فغرت شفتيها في صدمة، ونظرت لحال المنزل بأعين مصدومة جاحظة و..
-نيرة وهي فاغرة شفتيها: ايييييه ده؟.
تعمد مروان أن يقلب أثاث المنزل رأساً على عقب، ويفسد ترتيب كل شيء، ويزيح المفارش، ويطوي السجاجيد، وينثر بعض الأوراق والمخلفات في الطرقات، ويبعثر بعض الأزهار الصناعية... كان المنظر يحوي بأن هناك كارثة قد حدثت في المنزل.. ورغم أن هذا الموضوع أرهقه، إلا أنه أصر على فعله و...
-مروان بكل براءة: شايفة يا هانم البيت عامل ازاي وانتي مش موجودة فيه.
-نيرة وهي تنظر له: يا سلام؟ البيت اتشقلب حاله كده لوحده
-مروان: اه
-نيرة: خلاص شوفلنا خدامة تيجي تظب الدنيا دي
-مروان: واجيب خدامة ليه وانتي موجودة؟.
عقدت نيرة ساعديها أمام صدرها، ونظرت إليه نظرات استهجان و..
-نيرة بحدة: نعم؟ ده ع أساس ان أنا الفلبينية اللي اشتروهالك
-مروان ببرود: والله دي من مسئولياتك كزوجة، انك ع الأقل ترتبي البيت اللي أعدة فيه
-نيرة: لأ ماليش دعوة، أنا مش هاعمل حاجة.
-مروان: براحتك.. متعمليش حاجة بس مترجعيش تندمي
-نيرة: والله اللي عندك أعمله، انا مش خدامة عشان أنضف ده كله.. انت أخدني وعارف كويس اوي اني مابعملش حاجة في البيت ولا في الأكل
-مروان: طالما متعرفيش يبقى تتعلمي
-نيرة بعناد: لأ مش هاتعلم حاجة، أنا كده وهافضل كده، وان كان عاجبك.
أمسكها مروان من معصمها ثم جذبها إليه، ونظر إليها نظرات محذرة و..
-مروان محذراً: أنا نازل الشغل يا نيرة، وبحذرك لو جيت ولاقيت البيت بالشكل ده، يبقى ماتلوميش إلا نفسك
-نيرة بنظرات متحدية: آآآي.. وأنا مش هاعمل حاجة
-مروان بنظرات صارمة: قدامك فرصة لحد ما أرجع من الشغل
-نيرة: والله لو للسنة الجاية، برضوه ماليش فيه..!.
ترك مروان معصمها، ثم توجه ناحية باب المنزل، فتحه، ودلف إلى الخارج، ثم صفعه خلفه بقوة، لترتعد نيرة وتنتفض من قوة الارتطــام... ورغم هذا هي أصرت على عدم فعل شيء و..
-نيرة وهي تنظر لما حولها باشمئزاز: وأنا مالي.. مش عاملة حاجة برضوه، ان شاء الله تخلع الباب حتى، هو أنا هخاف منك..!.
في دبي
في الشركة
بكل نشاط وخفة وأناقة شديدة، توجهت ندى إلى الشركة التي تديرها مع والدها صلاح الدسوقي وهي ترتدي ملابس كلاسيكية مكونة من تنورة سوداء، ومن أسفله ارتدت قميص أبيض ياقته مزركشة ومنفوشة، ولم تنسى ارتداء سترة سوداء خفيفة...
ابتسمت ابتسامة عذبة وهي تدلف للشركة في وجه الموظفين الذين بادلوها الابتسامة.. توجهت للمصعد وضغطت زر إغلاق بابه لكي تصل إلى مكتبها...
قامت بتحية السكرتيرة وهي تدلف للمكتب، كانت السكرتيرة على وشك قول شيء ما، ولكن لم تنتبه لها ندى حيث كانت أسرع في الخطى ودلفت للداخل حيث المفاجأة التي تنتظرها...
فتحت ندى باب مكتبها لتتفاجيء بيوسف موجوداً بالداخل وجالساً على مقعدها أمام مكتبها الفخم، وهو يستند بكلتا يديه خلف رأسه يبتسم لها و..
-يوسف مبتسماً: صباح الخير.
تسمرت ندى في مكانها، لم تجرؤ على أن تخطو للداخل، وقفت مصدومة في مكانها ومشدوهة من رؤيته...
-ندى بنظرات مصدومة: انت..!
-يوسف: أهلاً مدام ندى، منورة شركتك والله
-ندى بنبرة غاضبة وهي تشير بيدها: انت بتعمل ايه هنا، اطلع براااا.
-يوسف وهو يوميء برأسه: تـــؤ
-ندى بحدة: لو مطلعتش برا، أنا هاطلبلك الأمن
-يوسف: ولا يقدر يعملي حاجة
-ندى: طيب.. هاتشووووووووف!.
اقتربت ندى من مكتبها حيث الهاتف الموضوع عليه، كانت على وشك رفع سماعته، حينما نهض يوسف من المقعد، ثم وضع قبضة يده على يدها و...
-يوسف: قبل ما تتهوري وتطلبي الأمن، اقري المكتوب في الورق ده الأول.
حاولت ندى إبعاد يدها من أسفل يده، ولكن كان يوسف محكماً قبضته عليها و..
-ندى بحدة وهي تحاول ابعاديدها: اياك تلمسني.
أرخى يوسف قبضته، فتمكنت ندى من سحب يدهــا بسرعة و..
-ندى: انت تطلع برا، قبل ما أفضحك
-يوسف وهو يعطيها بعض الأوراق: اقري دول بس، وبعد كده اعملي الفضايح اللي انتي عاوزاها
-ندى بضيق: ورق ايه
-يوسف: اتفضلي...
أخذت ندى الأوراق من يوسف وهي تنظر إليه نظرات غاضبة حانقة منه، ثم فتحتها وقرأت بأعينها ما كان مكتوب فيها...
كان الورق يتضمن اعطاء يوسف سليم الكومي جميع الصلاحيات والتفويضات للتصرف في الأمور التي تخص الشركة بما يترائى مع مصلحتها في فترة زمنية لا تتجاوز الـ 4 أشهر، على أن تعود الإدارة كاملة لصاحبها صلاح الدسوقي بعد إنقضاء تلك المدة، أو بإلغاء هذه الوثيقة من أحد الطرفين.
-ندى: معناه ايييه الكلام ده؟
-يوسف مبتسماً: ماهو واضح قدامك أهوو
-ندى: الورق ده تبله وتشرب مياته
-يوسف: والله هابله وأعمله مراكب كمان.. بس ده مايمنعش ان أننا زيي زيك هنا
-ندى: انت أكيييد بتخرف
-يوسف: لأ.. ده ورق موثق، وتقدري تسألي والدك
-ندى: بابا.
-يوسف: أيوه.. الحاج صلاح بنفسه هو اللي عمل كده.. يعني مش من عندي
-ندى وهي تنظر له بأعين غاضبة محتقنة من الغيظ: انت.. انت
-يوسف: ندل وجبان وخسيس وواطي، وكل العبر فيا، بس برضوه أنا قاعد على قلبك هنا
-ندى وهي توليه ظهرها: أنا كلامي مش معاك، كلامي مع بابا اللي عمل ده من غير ما يقولي
-يوسف بلا مبالاة: كلميه عادي، هو اللي مكلفني بده
-ندى: وأنا بقى هاعرف ازاي اخليه يلغي القرار اللي عمله
-يوسف: احم.. بس ملحوظة بس صغيرة، هو آآآ...
-ندى: هـــه.
نهض يوسف من على المقعد، ودار حول المكتب، ووقف في مواجهة ندى ناظراً إليها بكل ثقة وواضع كلتا يديه في جيبه.. والابتسامة تعلو شفتيه و...
-يوسف بنبرة ثقة: أنا.. أنا نقلت ملكية الشركة كلها باسمي
-ندى غير مصدقة لما تسمع: اييييييييييييه؟
-يوسف وهو مسلط نظره عليها: اصل أنا عارف دماغك ممكن تودي لفين، يعني مش هيفرق معاكي الشركة تخرب تولع، المهم متكونيش معايا، وبصراحة عشان أضمن مصلحة الشركة أنا عملت كده
-ندى: انت سرقت تعب أبويا
-يوسف: متقوليش سرقة.. قولي بضمن حقي!
-ندى: حقك؟ بتاع ايييه ان شاء الله؟
-يوسف: ايوه... حقي، و هتعرفي ليه بعدين ان شاء الله
-ندى: أه يا آآآ...
-يوسف مكرراً والابتسامة تعلو ثغره ببرود: ندل وجبان وخسيس.. عادي عادي، انا متوقع تقولي أكتر من كده، ومجهز نفسي للرد
-ندى بنظرات حاقدة: وأنا مش هاسيبلك شركة بابا اللي تعبنا فيها سوا تاخدها بالساهل كده
-يوسف: لعلمك هو مفكر اننا لسه متجوزين! وعمل ده عشان خاطر هو عارف اننا هنخاف على مصلحة الشغل، واظن لو عرف باللي حصل بينا، وإني كمان خدت الشركة بيتهيألي صحته مش هاتستحمل ده كله، كفاية عليه صدمة فاطيما، فما بالك بمصيبتك، لأ وكمان شقى عمره، تفتكري قلبه هايستحمل؟.
كانت ندى على وشك صفع يوسف على وجهه، ولكنه أمسك بمعصمها قبل أن ينزل على وجهه، ثم أحكم قبضته عليه، كانت تتلوى أمامه لكي تتحرر من قبضته، بينما نظر هو إليها بكل ثقة..
-يوسف: منصحكيش تعملي كده.. ده مش هايجيب نتيجة معايا.
ثم قرب معصمها بالقوة من شفتيه وقبل يدها.. حاولت هي أن تبعد يدها عنه، ولكنها فشلت و..
-يوسف بصوت هامس: موووه.. وحشتيني.
ثم أرخى قبضة يده، ليتحرر معصمها، وتبتعد عنه وتتراجع عدة خطوات للخلف وتنظر إليه بنظرات غل وضيق..
-ندى بحنق: انت.. انت مقرف!
-يوسف: عادي.. قولي براحتك اللي انتي عاوزاها، أنا مستعد لكل حاجة..!
-ندى: وأنا بكرهك
-يوسف بصوت خافت: وانا بحبك.
-ندى وهي تشير بيدها: اطلع برا مكتبي
-يوسف: حاضر.. بس بما إني المسئول الأول هنا، فتوقعي وجودي في أي وقت..
-ندى بتحدي: قريب أوي هتطرد من هنا
-يوسف: ولحد ما أطرد من هنا، فأنا هافضل المسئول عن الشركة
-ندى: وأنا مش هاسيبك تتهنى فيها لوحدك
-يوسف غامزاً: وليه لوحدي؟ ده أنا عاوز أتهنى فيها معاكي، وجاي مخصوص عشان اقولك كده...
نظرت ندى له بحقد، عجزت عن النطق أمامه، فهي لا تريد التفوه بحماقات مع شخص مثله لأنه يتعمد اللعب بالكلمات وتحويلها لغزل لكي يداعب مشاعرها...
توجه يوسف ناحية الباب ثم نظر إليها نظرة اخيرة قبل أن يدلف للخارج و..
-يوسف وهو يشير بيده: 4 شهووور يا نووودة، موووه.
ثم طبع قبلة في الهواء وأرسلها لها.. نظرت هي له بكل غل، ثم أخذت حافظة الأقلام الموضوعة على المكتب وألقتها في وجهه، فإنحنى للخلف قليلاً ليتفادها، ولوح لها بيده مودعاً إياها...!