رواية خطأ لا يمكن إصلاحه ( رفقا بالقوارير ) الجزء الثاني للكاتبة منال سالم الفصل الثالث والعشرون
في الطائرة
كانت ندى تضع يدها إلى جوارها على مسند المقعد، وفجـــأة وجدت من يضع كف يده فوق كفهــا، التفتت بوجهها لترى من هذا الذي فعل ذلك.. وإذ بها ترى يوسف جالساً في المقعد المجاور لها، اعتلت الصدمة وجهها، نظرت إليه بأعين مشدوهة جاحظة و...
-ندى بنظرات مصدومة: آآآ... انت؟
-يوسف: أنا أسف يا ندى، بس مش هاقدر أسيبك تسافري لوحدك مهما حصل!.
اعتلى الغضب وجه ندى، نظرت إليه بنظرات حاقدة غاضبة، أبعدت يدها عن كف يده، ثم حاولت أن تنهض من مكانها، ولكن لم تستطع لأن حزام المقعد كان يحول دون نهوضها..
قامت بكل عصبية بمحاولة فك الحزام والنهوض من مكانها.. حاول يوسف الحديث معها وتهدئتها و..
-يوسف: اهدي بس يا ندى، أنا مش عاوزك تتعصبي.. بس ماينفعش اللي انتي بتعمليه ده!
-ندى بحدة: ابعد عني.. أنا مش هاقعد ثانية واحدة في مكان انت فيه
-يوسف: يا ندى اقعدي الناس هاتتفرج علينا
-ندى: يولعوا كلهم، أنا مش هاروح معاك في حتة.
حاولت ندى أن تتجاوز مقعد يوسف، ولكنه كان يقف حاجزاً لها، يحاول منعها من المرور...
لمحت المضيفة الجوية وجود مشادة كلامية بين اثنين من الركاب، وخاصة ان الطائرة على وشك الاقلاع، فتدخلت على الفور و...
-المضيفة: مدام من فضلك.. اقعدي في مكانك، الطيارة هتقلع دلوقتي
-ندى بحدة: انا عاوزة أنزل منها حالاً
-يوسف: ايه الكلام اللي بتقوليه ده
-المضيفة: مش هاينفع يا مدام.. احنا خلاص بدأنا الحركة على المدرج، من فضلك اقعدي
-ندى بصوت عالي: وانا مش هافضل فيها ثانية واحدة.
فك يوسف حزام مقعده، ثم نهض ووقف في مواجهة ندى وحاول اجبارها على الجلوس في مقعدها بالقوة
-يوسف: ندى من فضلك اقعدى
-ندى وهي تدفعه بيديها: ابعد ايدك عني ماتلمسنيش
-المضيفة: مدام اهدي، حضرتك غلط اللي بتعمليه ده، وبعدين في خطر على حياتك
-ندى: أنا عاوزة أنزل حالا من الطيارة، حااااسب، سيبني.
أمسك يوسف بمعصمي ندى وحاول تثبيتها في مقعدها بكل قوة، ورغم هذا كانت تقاومه وتصرخ في وجهه بحدة.. حاول يوسف تلطيف الأجواء، خاصة وأن معظم الركاب كانوا يتابعون ما يحدث...
-يوسف للمضيفة: معلش.. أصلها بتخاف من الطيارات أوي و.. وأنا بحاول أهديها
-المضيفة: بس ماينفعش حضرتك تفضل واقف، لازم تقعد في مكانك وتربط الحزام
-ندى بضيق: سيب ايدي، انت ايه معندكش دم.
حضرت مضيفة اخرى لترى ما يحدث، خاصة وأن صوت صراخ ندى كان عالياً وملفتاً للأنظـــار..
-المضيفة الأخرى: في ايه يا حضرات؟
-يوسف: احنا عرسان جداد والمدام خايفة من الطيارة أوي، عندها فوبيا، وأنا بحاول أهديها
-ندى وهي تنظر له بنظرات حادة: انت كداب
-المضيفة الأخرى لزميلتها: أنا هاروح أبلغ الكابتن وأشوف هايقول ايه، خليكي انتي معاهم
-المضيفة الأولى: حاضر
-يوسف محاولاً اتقان التمثيلية: يا ندى اهدي، الناس كلها اتفرجت علينا، مكنتش طيارة.
توجهت المضيفة الأخرى إلى قمـــرة القيادة بالطائرة، طرقت بابها، فسمح لها قائد الطائرة بالدخول و..
-الكابتن: في ايه اللي بيحصل برا
-المضيفة الأخرى: في مسافرة برا عاملة قلق يا كابتن
-الكابتن: عاملة قلق ليه؟
-المضيفة الأخرى: مش عاوزة تركب الطيارة، ومصممة تنزل فوراً، وجوزها بيقول ان هي عندها فوبيا من الطيران
-الكابتن: مممم.. يعني مش طالعة لوحدها.
-المضيفة الأخرى: لأ يا فندم
-الكابتن: مش هاينفع نوقف الطيارة عشان خاطر واحدة خايفة وعاوزة تنزل، دي مش ميكروباص
-المضيفة الأخرى: أهــا
-الكابتن مضيفاً: الطيارة مش هاتقف إلا في الحالات القصوى، ورهــاب الطيارات ده سهل نتعامل معاه.
-المضيفة الأخرى: حضرتك تحب أعمل ايه معاهم يا كابتن
-الكابتن: انتي قولتلي ان جوزها معاها
-المضيفة الأخرى: ايوه، هما عرسان جداد
-الكابتن: طيب خلاص، اديها مهديء مؤقت من اللي بنستخدمه في حالات الطواريء، بس اسألي جوزها الأول ان كان موافق على ده ولا لأ
-المضيفة الأخرى: حاضر يا كابتن.
دلفت المضيفة الأخرى خارج قمــرة القيادة، وتوجهت إلى حيث مقاعد يوسف وندى...
كان الوضع على حاله، فندى مازالت تتجادل مع يوسف بحدة بشأن نزولها من الطائرة
أمــالت المضيفة على يوسف وأخبرته بأن قائد الطائرة يرغب في اعطاء زوجته ندى مهدئاً مؤقتاً يستخدم في حالات رهــاب الطائرات، وأنه أمن وغير مضر على الاطلاق.. فوافق يوسف على الفور...
ذهبت المضيفة الأخرى لاحضار المهديء ووضعه في كوب مــاء.. بينما ظل يوسف ممسكاً بمعصمي زوجته مثبتاً إياها...
-ندى: انا مش طايقاك
-يوسف: يا ندى ماينفعش كده، مش لازم عشان انتي خايفة انك تركبي الطيارة تفرجي الناس علينا، مافيش حاجة هتحصل والله، ما كل الناس بتركبها عادي، وبتسافر وبترجع والدنيا ماشية.
-ندى بنظرات غريبة: انت... انت بتقول ايه
-يوسف: خلاص يا حبيبتي، ان شاء الله هنحاول نعالج الموضوع ده، بس أنا معاكي ومش هاسيبك
-المضيفة: متقلقيش يا هانم، الخطوط الجوية بتعتبر من أمن خطوط السفر والانتقال، ونسبة الحوادث قليلة.
تعجبت ندى مما يقوله يوسف، فهي عاجزة عن الرد عليه، هي لا تريد التواجد لحظة واحدة بقربه، وهو يدعي أنها تعاني من رهــاب الطائرات.. هي لا تنكر أنها تخشى ركوب الطائرات، لكن ليس لتلك الدرجة
-ندى بغضب: انت مجنون
-يوسف: عيب يا ندى كده، مايصحش اللي بتقوليه ده.
أحضرت المضيفة الأخرى كوباً بلاستيكياً به ماء مذاب فيه قرصاً مهدئاً لكي تعطيه لها..
-المضيفة الأخرى: اشربي يا مدام المياه دي
-ندى وهي توميءرأسها بالنفي: لأ مش عاوزة
-يوسف: اشربي يا ندى، دي فيها ايه دي كمان
-ندى: انا مش عاوزة حاجة منك
-المضيفة الأخرى: مينفعش كده حضرتك.. اشربيها عشان تنزلي من الطيارة
-ندى: هــه.
أمسك يوسف معصمي ندى بيد واحدة، ثم مد يده الأخرى للمضيفة و...
-يوسف للمضيفة وهو يمد يده: هاتي الكوباية بعد اذنك
-المضيفة الأخرى وهي تناوله الكوب: اتفضل
-يوسف وهو يأخذه منها: شكراً.
ثبت يوسف ندى جيداً، ثم حاول أن يجعلها تتذوق المياه وتشربها رغماً عنها، كانت رافضة لأن تفتح فمها، ولكنه ضغط على معصمها بقوة، فتألمت من قبضته القوية، وفتحت فمها، فاستطاع أن يجعلها تبتلع المياه عنوة، ورغم أنها شرقت عدة مرات، لكنه لم يكف عن فعل هذا لكي يطمئن أنها اترشفت قدراً منه على الأقل.
اعترضت المضيفتان على ما يفعله مع زوجته، ولكنه لم يصغي لهما و..
-المضيفة: يا فندم ماينفعش كده
-المضيفة الأخرى: كده غلط
-يوسف وهو يحاول ارغمها على شرب المياه: يالا يا ندى، اشربي عشان ترتاحي
-ندى متآلمة: آآآآه
-يوسف: معلش يا ندى، ده لمصلحتك.
أغرقت بعض قطرات المياه ملابس ندى، ورقبتها، فأحضرت المضيفة بعضاً من المناشف الورقية، فأخذها منها يوسف لكي يجفف بهم ندى...
بدأت أعصاب ندى ترتخي رويداً رويداً، فتركها يوسف، وربط حزام مقعدها حول خصرها، ثم جلس هو الأخرى بجوارها.. واستخدم المناشف الورقية في مسح المياه عن رقبتها وملابسها وفمها...
شكر يوسف المضيفتان على صبرهما وتعاملهما بحكمة مع تلك المشكلة و...
-يوسف مبدياً أسفه: انا بعتذرلكم ع اللي مراتي عملته، والله انا مش عارف أقولكم ايه
-المضيفة الأولى: ولا يهمك.. بس لازم تعرضها على طبيب نفسي لو فضل الموضوع ده معاها كتير لأن ده ممكن يسببلها مشاكل بعد كده وممكن يضر بسلامتها وسلامة الركاب اللي معاها.
-المضيفة الثانية مكملة: مشكلة فوبيا الطيران بتتعالج دلوقتي بطرق بسيطة وسهلة وبتجيب نتايج على طول زي انها تقرى أكتر عن احتياطات السلامة الخاصة بالطائرات ويعني ايه مطب هوائي، ده في كتب كتير بتكلم عن الموضوع ده، وموجود على الانترنت برامج توعية من دي كتير
-يوسف: بأمر الله، أنا هحاول أخد خطوة ايجابية في الموضوع ده.
-المضيفة الأولى: ومبروك ليكم.. انتو عرسان جداد صح
-يوسف مبتسماً: أه.. امبارح كان فرحنا
-المضيفة الأخرى: ألف مبروووك، وربنا يسعدكم
-يوسف: شكراً جزيلا ً.
انصرفت المضيفتان، فأمسك يوسف بكف يد ندى ورفعه إلى فمه، ثم قبله بحنية، ثم جعل أصابعه تتخلل أصابعها ليتشابكا سوياً.. نظر إليها بنظرات عاشقة و..
-يوسف بصوت خافت: أنا عارف انه صعب جدا انك تسامحيني بسهولة أو تنسي اللي حصل، بس أنا مش هاستسلم لحد ما أخليكي ترجعي تاني لحضني.. يا.. يا ندى قلبي.
في فيلا سليم الكومي
كانت عبير مستشاطة من الغضب، تكاد تجن مما حدث.. هي باتت متأكدة أن ندى فتاة خاطئة ارتكبت فاحشة في الماضي، وابنها العاشق وقع ضحيتها و...
-عبير بضيق واضح: اهوو اللي حاسبته لاقيته، طلع كلام مايا صح
-سليم: يا عبير ابنك أنكر الكلام ده كله وأكد ان مراته سليمة ومايفهاش حاجة
-عبير بحدة: أنا سمعتهم بوداني، وهي ما أنكرتش، كلم يوسف خليه يجي الوقتي ويطلقها بنت الشوارع دي.
-سليم: لا حول ولا قوة إلا بالله
-عبير: لازم نخلص منها قبل ما توسخ اسمنا
-سليم: يا عبير بلاش فضايح، الناس هاتقول ايه، اتجوزوا امبارح واطلقوا النهاردة
-عبير وهي تشير بيدها: الفضايح ليها هي وعيلتها، لكن ابني مالوش ذنب انه يتحمل القذارة بتاعتها دي...
رن هاتف سليم، فمد يده داخل جيب سترته ليخرج الهاتف منه، نظر إلى شاشة هاتفه المحمول، فوجد أن المتصل هو...
في منزل مروان بالتجمع الخامس
اقترح مروان أن تظل فاطيما باقية معه ومع زوجته نيرة لعدة أيام حتى تهدأ تماماً وتتجاوز مرحلة التوتر والعصبية التي أصابتها.
كان صلاح معترضاً في البداية، ولكن بعد إلحاح من مروان، وافق على طلبه و...
-مروان: يا عم صلاح ده احسن لها
-صلاح: يا بني مش هاينفع والله، احنا المفروض هنسافر خلال يومين
-مروان: معلش، صحتها أهم الوقتي من السفر، وانت شايف الدكتور قال ايه
-صلاح: يا مروان يا بني ده انت لسه عريس جديد، مالحقتش تقعد مع عروستك وتتهنى، نقوم احنا نرازيك ببنتا الصغيرة
-مروان: يا عمي كل حاجة تهون، دي طمطم ليها معزة عندي من زمن
-صلاح: أنا عارف والله.
-مروان: بس اللي بصراحة مستغربه منك يا عمي انك ازاي توافق على حاجة زي دي تتعمل في طمطم
-صلاح: والله يا بني أنا موافقتش أصلاً، كل الحكاية اني كنت بسمع زينب للأخر
-مروان: برضوه يا عمي.. الموضوع ده بيسيب أثار نفسية سيئة على البنت، وانت شايف طمطم ماستحملتش مجرد الفكرة، فمابالك لو ده كان حصل فيها
-صلاح: الحمدلله.. قدر ولطف.
-مروان: يا عمي انت أكتر واحد عارف أد ايه طمطم عانت من وهي صغيرة، والحمدلله ان ربنا قدرنا وعرفنا ناخد بالنا منها، ومصدقنا ان الموضوع ده اتنسى وراح من دماغها
-صلاح: هي البت دي موعودة دايما
-مروان: والحمدلله ان ربنا بيسترها عليها
-صلاح: يستاهل الحمد
-مروان: اهم حاجة تكلم طنط زينب وماتخليهاش تفكر في الموضوع ده تاني
-صلاح: لأ اطمن يا بني، هي بعد اللي حصل مش هاتعيده تاني.
في غرفة الأطفال
كانت زينب راقدة على الفراش بجوار ابنتها الصغرى فاطيما، تمسك بيدها بين كفها، وتمسح على رأسها باليد الأخرى و...
-زينب: حقك عليا يا ضنايا، تتقطع ايدي قبل ما أعمل فيكي حاجة تأذيكي
-نيرة: ايه يا ماما بس اللي خلاكي تفكري تعملي فيها كده.
-زينب: والله يا بنتي ما جه في بالي أعمل كده، هي الست آمال – منها لله - زنت في وداني، وانا بصراحة خوفت ع البت من ولاد الحرام، فقولت أحميها منهم
-نيرة: يا ماما ده انتي معملتيش ده معايا أنا ولا ندى
-زينب: قلة عقل يا بنتي.. الحمدلله ان ربنا سترها معانا
-نيرة: وبعدين ملاقتيش إلا الست دي عشان تسمعي بنصيحتها؟ انتي نسيتي مجايبها قبل كده ولا ايه؟
-زينب: مجاش في بالي ان كلامها نفسه ممكن يخلي بنتي تضيع
-نيرة: عشان خاطري يا ماما متخليش الست دي تقولك حاجة بعد كده وتعمليها
-زينب: حاضر يا ناروو، هي الحكاية يومين وهنسافر
-نيرة: طب يا ريت تتجنبيها ع اد ما تقدري، مش ناقصين مصايب تانية منها
-زينب: دي كانت ناوية تيجي تزوركم.
-نيرة: لألألأ.. اعوذو بالله، دي لو جت هنا هاكسر رجلها قبل ما تعتب جوا الشقة
-زينب: هو أنا هبلة اجيبها تتفرج ع حاجتك انتي ولا أختك تقوم تحسدكم
-نيرة: متخليش حد يعرف عننا حاجة يا ماما، احنا اللي فينا مكفينا
-زينب: طيب يا بنتي.
دلف مروان إلى داخل الغرفة ليبلغ السيدة زينب بأمر بقاء فاطيما معهم لعدة أيام..
اعترضت زينب هي الأخرى في البداية عن بقاء ابنتها الصغرى معهما و...
-زينب: لأ يا مروان يا حبيبي، وانت ذنبك ايه انت ومراتك تقعدوا معاها وتخلوا بالكم منها
-مروان: دي طمطم زي أختي.
-زينب: لألألأ.. هي البت بس تفوق وتشد حيلها وهنرجع ع بيتنا
-مروان: لا والله أبدااااا.. مش هايحصل يا طنط.. ده بيتكم
-زينب: عيب يا بني، كفاية ان احنا أزعجناكم طول اليوم وعطلناك عن شغلك ومصالحك
-مروان: فداكم أي حاجة المهم سلامة طمطم
-زينب: معلش يا بني، أنا مش هاطمن غير لما بنتي تبات في حضني.
-مروان: طب خليها معانا النهاردة، وبكرة الصبح أوصلها عندكم
-زينب: كتير يا مروان والله، ده تعب عليك
- مروان: مش تعب ولا حاجة، ده انا معملتش حاجة والله
-نيرة: يا ماما دي توتا غالية عند مروان أوي
-مروان: قوليلها يا نيرة
-زينب: هي مش محتاجة تقولي، ده باين يا بنتي، ربنا يحميه لشبابه
-مروان: الله يخليكي يا طنط.
أمالت زينب على ابنتها نيرة قليلاً، ثم همست في اذنها بـ...
-زينب بصوت هامس: روحي اقعدي مع جوزك شوية وشوفي طلباته، وانا ,ابوكي هننزل.. كفاية أوي العطلة اللي سببنهالكم
-نيرة بصوت خافت: يا ماما عادي، مروان مش فارق معاه
-زينب هامسة: يا بت خلي عندك دم، وروحي شوفي جوزك
-نيرة: طيب.
اعتدلت زينب في جلستها، ثم حاولت النهوض من على الفراش و...
-زينب: ماشي يا مروان يا بني، احنا هنمشي الوقتي، ونجي ناخد البت الصبحية
-مروان: لسه بدري والله
-زينب: بدري من عمرك، ده يدوب نلحق نرجع
-مروان: طب خليكم يا طنط انتو اعدين، وانا هجايبلها لحد عندكم
-زينب: مش عاوزين نتعبك ونشغلك
-مروان باصرار: لألألألأ.. انا اللي هاجيبها
-زينب: ربنا يكرمك ويرزقك انت ونيرة بالذرية الصالحة، قادر يا كريم
-مروان: اللهم أمين يا رب العالمين.
وقف صلاح هو الأخر من خارج الغرفة ينادي على زوجته زينب لكي ينصرفا سوياً ويعودا إلى منزلهما و...
-صلاح من خارج الغرفة: يالا بينا احنا يا زينب
-زينب بنبرة عالية: حاضر يا حاج أنا جاية أهوو.
انصرفت زينب ومعها زوجها الاستاذ صلاح، وظل مروان ونيرة واقفان بجوار باب غرفة الأطفال يتأملان فاطيما وهي نائمة كالملاك..
-نيرة: الحمدلله ان الموضوع ده عدى على خير
-مروان: أمك كانت هتضيع اختك بس عشان كانت عاوزة تقلد كلام جاهل مالوش لازمة
-نيرة: هي معذورة بتدور على مصلحة فاطيما
-مروان: مصلحتها في اننا نوعيها بالكلام والنصيحة وتبقى أمها صاحبتها مش عدوتها
-نيرة: عندك حق.
وضع مروان يده خلف ظهره مدعياً الآلم.. فلاحظت نيرة ما يفعل و...
-نيرة بقلق: في ايه يا مروان؟ مال ضهرك
-مروان مدعيا الآلم: مش عارف ماله، شادد عليا من الحتة دي
-نيرة: فين بالظبط
-مروان وهو يشير بيده: هنا.. آآآه.
-نيرة: طب.. طب أدهنلك مرهم ولا حاجة
-مروان: اه يا ريت.. بس استني الأول أما نقفل الباب على اختك..
-نيرة مدعية الغباء: ونقفله ليه؟ لأ خليه مفتوح مش يمكن تصحى وتعوز حاجة كده ولا كده
-مروان وهو ينظر لها بنظرات مغتاظة: والله
-نيرة بدلع: أه طبعا.. دي مريضة وعيادة المريض واجب
-مروان: يا سلاااام... الظاهر ان أعدة اختك معانا هتيجي على دماغي، أنا بقول ألحق عم صلاح بسرعة قبل ما يروح وأديلوه بنته.
أدعى مروان انه ذاهب في اتجاه باب المنزل، فركضت نيرة خلفه لتمنعه و...
-نيرة وهي تحاول اللحاق به: لألألأ.. استنى بس
-مروان بنبرة جادة: أبداااا.. مش هايحصل.
أمسكت نيرة وجه مروان بكلتا يديها ثم قبلته على وجنته وهي تتوسل إليه و..
-نيرة بتوسل: مووووه.. عشان خاطري
-مروان وهو يوميء بالنفي: تؤ.
قبلت نيرة وجنة مروان الأخرى.. فابتسم لها و..
-نيرة: موووووه.. خلاص بقى
-مروان مبتسماً: لا يمكن...
وقفت نيرة تنظر إليه بنظرات ذات مغزى، وبادلها هو تلك النظرات، ثم وضع يده خلف رأسها وقربها إليه وطبع قبلة حــارة على شفتيها و...
-مروان: أنا كده ممكن افكر ما أنزلش
-نيرة: يا حنين
-مروان: اه طبعاً.. ده أنا محدش يتوقعني
-نيرة: في دي عندك حق..
-مروان وهو ينظر في عينيها: وأنا قبل كده قايلك خدي كلامي ايييييه...؟
-نيرة مكملة: ثـــقة...!
-مروان والابتسامة تعلو ثغره: بالظبط...
انحنى مروان قليلاً على نيرة، ثم حملها بين ذراعيه بكل رقة، و دلف بها إلى داخل غرفتهما، وأغلق الباب خلفهما بهدوء، ثم وضعها على الفراش برفق و...
-مروان بصوت رومانسي ناعم: وحشتيني يا نيروو
-نيرة بصوت خافت: وانت كمان.
بدأ مروان في مغازلة نيرة بكلماته ومداعبتها بطريقته المعتادة معها، كانت تبتسم وتتفاعل معه بسلاسة، لقد استطاع أن يأخذها في عالم خاص بهما فقط، يذوبان فيه عشقاً ويرتويان فيه بالحب والغرام...
في فيلا سليم الكومي
رن هاتف سليم، فمد يده داخل جيب سترته ليخرج الهاتف منه، نظر إلى شاشة هاتفه المحمول، فوجد أن المتصل هو...
-سليم هاتفياً: الووو.. سلامو عليكم
-د. شوقي: وعليكم السلام
-سليم: ازيك يا د. شوقي، بقالنا كتير مشوفناش سيادتك.. لعل المانع خير
-د. شوقي: انت عارف المشاغل والله، الواحد بيسافر من هنا لهنا، يا اما ما بين المستشفى والعيادة
-سليم: الله يعينك يا رب
-د. شوقي: المهم عشان ماضيعش وقتك، المدام كانت نسيت شنطتها عندي في العيادة.
نظر سليم إلى زوجته عبير بنظرات فاحصة متفحصة، فهو لم يفهم ما الذي يرمي إليه الطبيب، استغربت عبير من نظرات زوجها إليها و..
-سليم باستغراب: مراتي؟ وهي نسيت الشنطة عندك ليه يا دكتور؟.
استمعت عبير إلى ما يقوله سليم للطبيب، فاندهشت هي الأخرى و...
-عبير: نعم؟ بيقول ايه ده؟.
أكمل الطبيب حديثه عبر الهاتف المحمول موضحاً...
-د. شوقي: لأ مش مرات سعادتك يا سليم باشا، دي مدام ندى مرات ابنك يوسف بيه
-سليم والدهشة تعتريه: ندى؟ ودي ايه اللي جبها عندك.
سرد الطبيب شوقي ما حدث في العيادة منذ الصباح الباكر، لم يصدق سليم ما سمعته أذنيه.. ثم طلب من الطبيب أن...
-سليم: معلش لو مايفهاش تعب يا د. شوقي، تقدر تحكي اللي قولته ده تاني لمدام عبير مراتي
-د. شوقي: تحت أمرك.
قص الطبيب شوقي مرة اخرى ما دار في عيادته مع يوسف ابنها وزوجته ندى.. شهقت عبير حينما سمعت ما قاله،فغرت شفتيها، لم تتخيل هذا، كاد أن يسقط الهاف المحمول من يدها..
-عبير غير مصدقة: مـ.. مش.. مش معقول.
أسرع سليم بامساك الهاتف المحمول بيده، ثم وضعه على اذنه مرة أخرى و...
-سليم هاتفياً: شكراً يا دكتور ع اللي انت قولته ده... انت مش عارف انت عملت ايه بكلامك ده
-د. شوقي: ولو اني مش فاهم حاجة.. بس المهم طمنوا المدام ندى ان شنطتها عندي وتقدر تيجي تاخدها في أي وقت من العيادة
-سليم: تمام.. شكراً يا دكتور مرة تانية
-د. شوقي: العفو.. تحت أمرك..!.
أنهى سليم المكالمة مع الطبيب، ثم نظر إلى زوجته وعيناه تحتقنان من الغضب والضيق و...
-سليم بحدة: سمعتي بودانك؟ اهي البنت طلعت بريئة، واظنك عارفة د. شوقي كويس
-عبير غير مصدقة: مش معقول.. يعني أنا.. أنا ظلمتها
-سليم: ده انتي افتريتي عليها
-عبير بندم: يا ربي..
-سليم: عشان تعرفي إنّ بعض الظن إثم.. وانتي مش بس ظنتي فيها سوء لأ كنت عاوزة تخربي عليها وعلى ابنك.. استحميلي بقى وشيلي ذنبها، وانتي عارفة كويس يعني ايه واحد مظلوم يدعي ربنا على الظالم
-عبير بلهفة: أنا.. أنا لازم اكلم يوسف وأقوله مايطلقهاش.
ركضت عبير مسرعة نحو حقيبة يدها لتخرج منها هاتفها المحمول وتتصل بابنها يوسف.. هاتفته عدة مرات ولكن كان الهاتف غير متاح.. توجست عبير خيفة وارتعدت..
-عبير بقلق: استر يا رب.. عديها على خير ومايكونش يوسف اتسرع وطلقها، ده أنا.. أنا مش هسامح نفسي لو كنت السبب في ده
-سليم معاتباً إياها: ده درس يعلمك ان مش كل الكلام اللي تسمعيه تصدقيه.
-عبير: انت عندك حق في كل اللي بتقوله
-سليم: ربنا يهدي ابنك ومايطلقهاش
-عبير بتوتر: يااااا رب، هو بس يرد عليا وأنا هاقوله ميعملش كده أبدااااااا...!