رواية خطأ لا يمكن إصلاحه ( رفقا بالقوارير ) الجزء الثاني للكاتبة منال سالم الفصل الثالث والثلاثون
في صباح اليوم التالي
في منزل مروان بالتجمع الخامس
استيقظ مروان كعادته مبكراً، وحاول إفاقة نيرة لتعد له ملابسه قبل أن يذهب إلى العمل، ولكنها كانت مرهقة لا تقو على النهوض و...
-مروان وهو يهز كتف نيرة: نارووو.. بيبي، اصحي
-نيرة بصوت ناعس: آهـــا..
-مروان بصوت خافت: اصحي يا مارووو، جهزيلي حاجتي عقبال ما أخد شاور ع السريع
-نيرة: مش قادرة والله أقوم.. جسمي مكسر، وعندي مغص جامد مش قادرة أقوم
-مروان: ممم.. بدأنا الدلع ولا ايه؟
-نيرة: لأ.. بش عاوزة أنام.
-مروان: ماشي، هاسيبك تنامي، بس متنسيش، تحاولي تصحي قبل ما أجي بفترة وتحضريلنا أكلة حلوة من ايدك.. بس الله يكرمك بلاش الأكل الأوفر well done ده
-نيرة: ربنا يسهل
-مروان وهو يطبع قبلة على جبينها: ماشي يا بيبي، وفي عندك في الدرج برشام مسكن للآلام، خديه عشان عضلاتك
-نيرة: طيب.
نهض مروان عن الفراش، ثم توجه إلى المرحاض، واغتسل، وبعد ذلك توجه إلى دلفة الدولاب الخاص به، وانتقى حلة مناسبة له، ثم نظر نظرة أخيرة إلى نيرة الغافلة قبل أن يذهب إلى العمل...
في دبي
في الشركة
كانت مها مديرة مكتب ندى وصديقتها المقربة تعمل على بعض الأوراق الهامة حينما ورد إليها اتصالاً هاتفياً من ندى..
أخرجت هاتفها المحمول من حقيبة يدها الصغيرة، ثم نظرت إلى الشاشة ورأت الاسم الظاهر عليها، فابتسمت... و أجابت على الاتصال الهاتفي و...
-مها هاتفياً: صباح النور ع أحلى نودة
-ندى هاتفياً: صباح الخير عليكي يا مها
-مها: ها ناوية تيجي امتى عشان اجهزلك الكوفي ميكس بتاعك
-ندى: لأ أنا مش جاية النهاردة!
-مها باستغراب: مش جاية؟ طب ليه؟
-ندى: ورايا شوية شغل عاوزة أخلصه، ومش ناقصة حرقة دم
-مها بتعجب: حرقة دم! من مين؟
-ندى: ماتخديش في بالك.. المهم قوليلي في حد سأل عليا ولا حاجة؟ في حاجة مهمة حصلت امبارح في غيابي؟
-مها: لأ.. كل حاجة كانت تمام.. آآه، بس آآآآ...
-ندى وعلامات الاستفهام على وجهها: بس ايييه؟
-مها: مستر يوسف جه وسأل عنك امبارح
-ندى: هــه.. يــ.. يوسف.
وكأن ندى كانت تنتظر أن تستمع إلى اسم من عشقت يوماً لتسرح بعقلها في ذكريات ما بين جميلة وقاسية... ولكنها عادت إلى أرض الواقع سريعاً لتفيق على ذلك الآلم المرير الذي سيظل مرافقاً لها...
-مها: نووودة، سكتي ليه؟
-ندى بتردد: آآآ.. لأ مافيش، وهو... آآآ... وهو كان عاوز اييه؟
-مها: مافيش حاجة مهمة يعني، كان عاوز يتناقش معاكي في كام حاجة كده
-ندى: ممم... اها
-مها مؤكدة: يعني انتي خلاص أكييييد مش جاية النهاردة
-ندى: لأ
-مها: طب لو حد سأل عليكي تاني، أو في حاجة مهمة
-ندى: عادي يعني.. ابقي بلغيني بيها بعدين
-مها: أوك
-ندى: يالا أشوفك ع خير
-مها: اوك...
أنهت ندى المكالمة الهاتفية مع مها،ثم بدأت تستعد لمشوار اليوم الهام، حيث كان اليوم هو الموعد المحدد لـ لقاء مندوبين الشركة الصينية للاتفاق على المعدات الجديدة و المطلوب توريدها للشركة...
أرادت ندى ألا يعرف يوسف شيئاً عن ذلك الاجتماع حتى لا يفسد عليها الصفقة برمتها من قبل أن تبدأ.. هي تريد أن تحصل على ما تريد من معلومات دون وجوده أو الشعور بضغط منه...
في شركة Two Brothers
صف مروان سيارته أمام مدخل الشركة، ثم ترجل منها وإتجه للاستقبال..
بحث عن الموظف المسئول عن ايجاد هاتفه المحمول ليعرف منه بالتفصيل كيف وجده و...
-مروان: ممم.. قولتلي بقى لاقيت الموبايل بتاعي فين؟
-موظف الاستقبال وهو يشير بيده: هنا يا مروان بيه.
تعجب مروان من المكان الذي ذكر الموظف أنه وجد الهاتف المحمول به، خاصة وانه لم يمر على ذاك المكان بالأمس..
-مروان: غريبة، ده أنا مجتش هنا أصلاً امبارح
-موظف الاستقبال: ما أنا استغربت، وحتى فكرت في الأول انه بتاع الآنسة علياء وهي نسيته وآآآآ...
انزعج مروان كثيراً من حديث الموظف بعد أن صُدم من مجرد التلفظ بالاسم و...
-مروان مقاطعاً: ثواني كده... الآنسة علياء! طب وايه اللي خلاك تقول كده؟.
سرد الموظف بالتفصيل ما حدث بالأمس في الشركة مع علياء، استمع مروان لكل ما يقوله بانصات شديد... وأخذ يفكر بجدية فيما حدث
-مروان في نفسه: طب وهي خدت الموبايل بتاعي ازاي؟ ده أنا يعني مش بديها فرصة أنها تقرب مني وآآآآ...
تذكر مروان ما حدث بالأمس مع علياء حينما اصطدمت به وهو على وشك الخروج من مكتبه...
ولكنه لم يتوقع أن تسرق هي هاتفه المحمول، لذا فكر قبل أن يتهمها بشيء أن...
-مروان: أنا عاوز أشوف شرايط المراقبة بتاعة امبارح
-موظف الاستقبال: يبقى أكلم لحضرتك مسئول الأمن
-مروان: اه يا ريت...
فكر مروان قليلاً مع نفسه، هو لا يريد أن تعلم علياء أنه قد علم بما جرى، لذا أسرع بــ...
-مروان: بص انت خليه يجهزلي الشرايط وأنا هاجي هاشوفه عنده في غرفة المراقبة
-موظف الاستقبال: حاضر.
بات مروان متأكداً من أن علياء تتحرك وفق تعليمات محددة يمليها عليها شخص ما يريد الايقاع بهم، وهو لن يكف عن كشفه مهما تكلف الأمر...
في منزل مروان بالتجمع الخامس
كانت نيرة تعاني من مغص حاد أسفل معدتها، جعلها لا تقوْ حتى عن النهوض، فكلما تحركت شعرت بتقلصات شديدة وآلام رهيبة..
لذا فضلت نيرة أن تظل راقدة بالفراش وتحاول فقط أن تتناول أحد تلك المسكنات المهدئة للآلم..
-نيرة متآلمة: مش قااادرة، بطني هتموتني.. آآآه.. أحسن اجة أعملها أخد برشامة مسكنة وانام يمكن يخف الوجع شوية...
وبالفعل ناولت نيرة حبة الدواء المسكنة، واستغرقت في نوم عميق لم يخلو من الشعور بالآلم...
في دبي
في الشركة
حضر يوسف إلى الشركة، وكالعادة أراد أن يطمئن على ندى خاصة بعد غيابها بالأمس، وتلك المرة أمسك بملف ما في يده حتى لا يجعل مها تتسائل عن سبب دلوفه إلى مكتب ندى كل فترة.. فهي وإن كانت لا تملك الحق لسؤاله، إلا أنه لا يريد أن يثير أي تساؤلات حول ندى وعلاقته به، خاصة وأنه لا يوجد أي أحد يعلم بأمر زواجهما السابق...
دلف يوسف إلى مكتب السكرتارية الجالسة به مها، كان ممسكاً بملف يطالعه، ثم تنحنح قبل أن يبدأ بالحديث و..
-يوسف: احم...
ارتسمت الابتسامة سريعاً على وجه مها، ونهضت من مكانها لترحب به و..
-مها مبتسمة: اووه، صباح الخير مستر يوسف
-يوسف وهو يمسك بملف ما: صباح النور آنسة مها، هو مدا..آآآ... قصدي الأستاذة ندى موجودة
-مها وهي تهز كتفيها: لأ.
-يوسف باستغراب: اييه ده هي لسه مجتش لحد الوقتي؟ واضح كده ان دي بقت عادة عندها
-مها: لأ ده هي مش جاية النهاردة كمان
-يوسف بلهفة: لييه؟
-مها: عادي.. هي مقالتش.. بس تلاقي وراها حاجة مهمة كده ولا كده، أصل ندى مش بتغيب إلا لما يكون وراها مشوار مهم ومش عاوزة حد يعرف حاجة عنه...
أثارت عبارات مها الأخيرة الحيرة والشك لدى يوسف، فقد ظل باله مشغولاً عن ذلك ( المشوار ) الذي غابت فيه ندى عن العمل ليومين متتاليين، خاصة وأنها من النوع الملتزم الذي يحبذ قضاء وقته في العمل واثبات نفسه و...
-يوسف في نفسه: يا ترى فيه ايه عند ندى وخلاها تغيب كده، طب مشوار ايه اللي خلاها تغيب وماتجيش الشغل؟.
لاحظت مها شرود يوسف، فأرادت أن تعرف منه السبب و...
-مها بنبرة عالية نسبياً: مستر يوسف
-يوسف وقد انتبه لصوتها: هـــه
-مها: حضرتك سرحان في ايه.
-يوسف: آآآ.. هــه بفكر في الشغل، ما انتي عارفة أما حد بيغيب، الشغل بيتأثر، وند... آآآ... قصدي الأستاذة ندى من الادارة مش موظف عادي
-مها: اهــا... لو هي كلمتني وقالتي حاجة هابقى أبلغ حضرتك
-يوسف: تمام.. مافيش مشكلة.. هاسيبك تكملي اللي وراكي
-مها مبتسمة: اوك يا مستر يوسف.
تأنقت ندى وارتدت أحد الفساتين الكلاسيكية ذات اللون الأزرق الزاهي، وذو أكتاف قصيرة منتفخة، ويظهر لون بشرتها البيضاء من ذراعيها، أمام عن فتحة الصدر فكانت مقفولة ولا تظهر إلا رقبتها..
ثم عقصت شعرها للخلف ووضعت به مشبكاً من اللون الفضي اللامع، وأرخت خصلتين على وجنتيها، وارتدت حذائها العالي، وأمسكت بحقيبة يد صغيرة رفيعة بكف يدها الرقيق...
وضعت بعدها ندى قليلاً من عطر أنثوي ذو رائحة آخــاذة، وما إن تأكدت من اكتمال أناقتها، حتى تأهبت للنزول والتوجه إلى المطعم حيث غذاء العمل مع مندوبين الشركة الصينية...
في شركة Two Brothers
أراد مروان أن يتخلص من علياء ويرهقها بالعمل حتى لا يترك لها الفرصة لمتابعة ما يجري بالشركة، لذا قرر أن يرسلها لانجــاز العمل الخاص باستخراج التصاريح والموافقات من المصالح الحكومية، وخاصة أنها تستغرق وقتاً طويلاً في الاستخراج..
-مروان في نفسه: هو ده الحل المناسب عشان أخلص من البت دي بدون ما تحس اني كشفتها.
استدعى مروان علياء إلى مكتبه، طرقت الباب قبل أن تدلف، فسمح لها بالدخول، وكالعادة تعمدت أن تتبختر في مشيتها وتتمايل أكثر بطريقة مستفزة...
كان مروان ينظر لها باشمئزاز وتقزز.. بينما كانت هي تنظر إليه بنظرات خبيثة و..
-مروان وهو يلقي في وجهها ببعض الملفات: خدي دول
-علياء بعدم فهم: ايه دول؟
-مروان: ورق عاوزينه يخلص، وانتي اللي هتعمليه بنفسك، أصل أنا مش واثق في حد ينجزه في الوقت المطلوب غيرك.
مدت علياء يدها لتأخذ الملفات، ثم قامت بمطالعتها و..
-علياء: أنا مش فاهمة هاعمل ايه بالظبط؟
-مروان بنبرة باردة: هاتجيبي الموافقات ع الورق ده
-علياء: منين؟
-مروان: من الأماكن بتاعتها
-علياء: ودول فين
-مروان: شوفي انتي، ومش عاوز حد تاني يخلصهم إلا انتي.. ماشي
-علياء على مضض: طيب...
خرجت علياء من المكتب وهي تزفر في ضيق، فقد كلفها مروان بأعمال بغيضة لا تجيد فعلها... وبالتالي سيضيع عليها الفرصة في متابعة ما يحدث بالشركة، مما يترتب عليه توبيخ لاذع وحــاد من مايا...
في دبي
في أحد المطاعم الفاخرة
وصلت ندى إلى أحد المطاعم الفاخرة في دبي والقريبة من مقر شركتها، دلفت إلى الداخل وسألت عن حجز باسمها لمندوبين الشركة الصينية، وبالفعل وجدت المندوبين قد وصلوا إلى توهم
ارتسمت البسمة على شفاه ندى، وبدأت بالترحيب بهم، كان عدد المندوبين مكوناً من ثلاثة، اثنين من ذوي الجنسية الصينية، والأخر ذو جنسية مصرية و يعمل مترجماً لهما..
شهاب.. هو ذلك الشاب المرافق للمندوبين، كانت ملامح ذلك الشاب المصري توحي بأنه من النوع الاجتماعي الذي يألف على الناس بسرعة، وأكد هذا طريقته في التعامل مع الغير.. هو في أوائل الثلاثينات من عمره، وبشرته قمحية، شعره كان نوعاً ما ناعماً ومنسقاً.. كانت ذقنه نابتة إلى حد ما..
جلس الجميع إلى طاولة الطعام، وبدأوا في الحديث عن العمل، ظل شهاب يتأمل ندى باعجاب ممزوج بالدهشة و...
-شهاب بنظرات إعجاب: بصراحة أنا توقعت ان حضرتك هتكوني غير كده خالص
-ندى باستغراب: ازاي يعني؟
-شهاب: يعني فكرت انك هاتكوني اكبر في السن، شعر أبيض، حاجة كده وقورة
-ندى: طب وبعد ما شوفتني
-شهاب والابتسامة تعلو ثغره: مافيش بعد كده...
شعرت ندى بالاحراج من طريقة شهاب معها، ففضلت أن تبدأ بالحديث عن العمل حتى لا تترك له المجال لكي يستمر أكثر في حديثه...
في شركة Two Brothers
توجه مروان إلى غرفة المراقبة، وبدأ في مطالعة أشرطة الفيديو المسجلة.. كانت المفاجأة حينما سجلت كاميرا الفيديو الموجودة في مكتبه علياء وهي تسرق الهاتف من جيبه.. احتقن وجه مروان بالغضب حينما تأكد أن شكوكه باتت صحيحة، وأن علياء بالفعل تشكل تهديداً خطيراً عليه وعلى الشركة..
-مروان وهو يكور قبضته في غضب: يعني مش بس بنت ستين... لأ كمان حرامية!.
تابع مروان مشاهدة الأشرطة الخاصة بلقائها بموظف الاستقبال، وبالفعل سجلت الشرائط تركها للهاتف المحمول على مكتب الموظف، ورحيلها فوراً بعدها..
-مروان في ضيق: ده انتي طلعتي مصيبة سودة، وانا هاخلص منك يا بنت الـ... القديم والجديد.
ثم تذكر مروان كيف اتهم زوجته وحبيبته نيرة بالباطل بأنها التي أخفت هاتفه، وأنه إلى الآن لم يعتذر لها أو يعوضها عما فعل.. فقرر أن يعتذر لها بطريقة رومانسية لعلها تتقبل اعتذاره، وتعفو له عن تسرعه وظنه السيء بها
-مروان بحنق: بنت الـ... خلتني أشك في ناروو واتهمها بالباطل في حاجة هي أصلاً معملتهاش ولا تعرف عنها من أساسه، أنا لازم أعوضها عن اللي عملته، طب هاعمل لها ايه؟ ممم.. أيوه بس لاقيتها.
أخرج مروان هاتفه المحمول من جيبه ليتصل بنيرة، ثم تذكر أنه قد حطم هاتفها قبل يومين، فقرر أن يفاجئها ويشتري لها هاتفاً جديداً، بالاضافة إلى باقة ورد كنوع من الاعتذار الرمزي لها، ولم يغفل عن شراء طعام جاهز من أفخــر المطاعم حتى لا يرهقها بالطهي.. خاصة وأنه قد أدرك مؤخراً أنها لا تجيده...
في دبي
في الشركة
شعر يوسف بالضجر لعدم معرفة سبب تغيب ندى لليوم التالي على التوالي.. ظل يدور في مكتبه ذهاباً وإياياً محاولة اقناع نفسه بأي تفسير منطقي مقبول، ولكنه فشل في اخمــاد نيران القلق عليها...
حان وقت الاستراحة الخاصة بالموظفين، فقرر يوسف أن يدلف إلى خارج الشركة قليلاً لعله يهديء من ثورته الداخلية...
بالفعل إتجه إلى المصعد، ركب سيارته المصفوفة في جراج الشركة، ثم انطلق إلى الخارج..
أغلقت الاشارة المرورية وأعطت الضور الأحمر حينما كان يوسف على وشك الدوران من أحد الطرق، فأوقف سيارته مؤقتاً منتظراً عودة الضوء الأخضر، ثم التفت بنظره إلى مرآة سيارته الجانبية ليتابع بصورة عامة ما يدور من حوله...
كانت المفاجأة حينما لمح يوسف شخصاً ما يعرفه جيداً يجلس بالقرب من الواجهة الزجاجية في أحد المطاعم القريبة.. أمعن النظر جيداً وتأكد أنها هي... بلى إنها نــــدى.. ندى قلبه، حبيبته ومعشوقته
ولكن ما أثار دهشته هو ذاك الشخص الذي يجلس في مواجهتها ويتحدث معها.. شعر بانقباضة في قلبه، بالدماء تحتقن في وجهه، لم يعبء بالاشارة المرورية التي أعطت الضوء الأخضر.. فقد توقف الزمن بالنسبة إليه حينما رأها، وما بدأ يشعل لهيب الغضب بداخله أنها تتحدث مع رجل ما غيره...
في منزل مروان بالتجمع الخامس
وصل مروان إلى منزله، فتح الباب، ثم دلف إلى الداخل، وأسند ما أحضر من مأكولات والباقة الورد والهاتف الجديد على الطاولة..
تعجب مروان من الهدوء الشديد السائد في المنزل، فظن أن نيرة ربما تكون مازالت غافلة..
توجه إلى غرفة النوم، وبالفعل وجدها راقدة على الفراش ومدثرة بالملاءة.. أضاء مروان إضاءة الغرفة، ثم توجه إلى نيرة، وبصوت هادي وحاني...
-مروان بنبرة حانية: نارووو.. انتي لسه نايمة، ايييه ده كله
-نيرة بصوت خافت: تعبانة يا مروان، مش قادرة أقوم
-مروان مبتسماً: لأ بطلي كسل بقى، ماينفعش كده، يالا قومي، ده انتي نمتي أكتر ما أنا بنام
-نيرة: والله ما قادرة خالص.
نزع مروان الملاءة عن نيرة ثم ألقاها بعيداً لكي يجبرها على النهوض، ثم أمسك بكف يدها وجذبها من على الفراش، تألمت نيرة مما فعل و..
-مروان وهو ينزع الملاءة: لأ وأنا مش هاسيبك تنامي... يالا بقى
-نيرة: بلييييز لأ
-مروان: مافيش حاجة اسمها لأ.
جذب مروان نيرة من يدها بشدة لكي تنهض من على الفراش، ثم وقفت أمامه وهي تترنح غير قادرة على الوقوف على قدميها، نظر هو إليها بصدمة شديدة حينما وجد أن موضع نومها مغطى بالدماء، وهي نفسها تقطر دماً على ساقيها..
نظرت نيرة إلى وجه مروان المصدوم، ثم وجهت بصرها إلى حيث ينظر، وفجـــأة سقطت على الأرض فاقدة للوعي...!