رواية خطأ لا يمكن إصلاحه ( رفقا بالقوارير ) الجزء الأول للكاتبة منال سالم الفصل السابع والثلاثون
لم يستطع يوسف أن يتحمل فكرة خسارة ندى، لذا قرر أن يحزم أمره معها، فأسرع خطاه قليلاً ثم وقف أمام ندى ليسد عليها الطريق و...
-يوسف وقد وقف أمامها: ندى أنا مش هاكرره تاني
-ندى وهي تنظر إليه: كويس..
-يوسف بنظرات كلها ثقة وإصرار: أنا هانفذه أول ما أرجع القاهرة على طول..!.
صدمت ندى من إصرار يوسف على تنفيذ ما قاله و..
-ندى والصدمة تعتري وجهها: نعم؟ تنفذ ايه؟ المواضيع دي مش هزار، وأنا قولتلك ان الغلط عندي من البداية وهتصرف فيه؟
-يوسف: انسي كل حاجة حصلت.. انسي انك كنتي تعرفي في يوم انسان زي ده، انسيه خالص
-ندى: لأ... ده آآآآ...
-يوسف مقاطعاً لها حاسماً لأمره: أنا خلاص قررت، وانا لما بقول حاجة بعملها، مش بفصل أعيد وأزيد ع الفاضي.. ويالا بينا...
بدأ يوسف في التحرك، ولكن ظلت ندى واقفة في مكانها مشدوهة بما سمعت منه، هي لم تتوقع أن يكون عنيداً لتلك الدرجة، وهو لم يترك لها مهلة للتفكير أو حتى الانتظار، وإنما عاد إليه مرة أخرى وطلب منها بكل أدب أن تسير معه إلى الحافلة و..
-يوسف بنبرة هادئة: بعد اذنك ممكن تمشي، احنا اتأخرنا
-ندى: هـه
-يوسف: ميعاد التجمع تقريبا عدى بقاله فترة، وكده الجميع هيكون منتظرنا
-ندى: اها.. طيب.
وبالفعل انطلق الاثنين سوياً إلى حيث تصطف الحافلة...
كان علاء عائداً هو الأخر إلى الحافلة حينما اصطدمت به إحدى الفتيات، والتي كانت تبدو من هيئتها أنها فتاة مشبوهة، اعتذر لها علاء وهو يفحصها بنظرات وقحة، ولكن..
-علاء بنظرات جريئة: لامؤاخذة
-الفتاة بضحكات رقيعة: هههههه.. مؤاخذتك معاك
-علاء: الله.. الله.. الله هو في كده ع الصبح.
-الفتاة بمياعة: في كده، وفي كده.. انت بتحب ايه
-علاء وهو يجاريها في الحوار: أنا أحب كده، وأبو كده، وأم كده
-الفتاة: طب ما تيالا
-علاء: كان بودي بس مش هاينفع، معنديش مكان ولا آآآ...
-الفتاة: يوه، هو انت جيت في جمل.
-علاء بنظرات شهوانية: قصدك ايه
-الفتاة: أنا عندي المكان، وهظبطلك الأعدة وكل حاجة
-علاء: ان كان كده يبقى مدعوء أبو الرحلة ع اللي فيها، انا جاي معاكي يا حلوة، بس اصبري عليا أعمل مكالمة كده
-الفتاة وهي تضع يدها في وسطها: وماله، أنا مستنياك ع نار
-علاء: أيوه عاوزك كده مولعة.
أخرج علاء هاتفه المحمول وطلب رضوى ليبلغها هاتفياً عن اعتذاره عن اكمال الرحلة و..
-رضوى هاتفيا: نعم؟ يعني ايه الكلام ده يا علاء
-علاء هاتفيا: يعني مش هاكمل الرحلة، ايه غريبة دي
-رضوى: بس.. بس ده غلط وآآآ..
-علاء: غلط ولا صح أنا مش عاوز اكملها، وهارجع لوحدي، اه ويا ريت تبلغي الهانم الصايعة اللي معاكو اني مستني ردها النهائي هناك.. سلام.
لم يعطي علاء رضوى الفرصة لكي تجيبه، بل إنه أغلق الهاتف في وجهها وانطلق مع تلك الفتاة و..
-علاء وهو يجذ على شفتيه: خلاص يا حلوة أنا فضيتلك نفسي
-الفتاة: ده أنا هاخليك تعيش ليلة ولا ألف ليلة، بس نتفق الأول
-علاء: وماله، أشوف الأول وبعد كده تاخدي اللي عاوزاه
-الفتاة: طب واقفلنا تاكسي
-علاء: ماشي.
بجوار الحافلات
تجمعت غالبية المجموعات الشبابية أمام الحافلات، ومن ثم بدأ المشرفون في أمرهم بالصعود إليها لينطلقوا إلى المزار التالي...
وصلت ندى بصحبة يوسف إلى الحافلة، وحينما رأت تلك الحشود ارتعدت قليلاً حيث ظنت أن الجميع يتحدث عنها وعما حدث.. لاحظ يوسف توترها فحاول طمأنتها و..
-يوسف وهو يتأمل ندى: متخافيش، انا معاكي
-ندى بنظرات حائرة: هــه.
أمسك يوسف بكف يدها بين يديه وربت عليه قليلاً، نظرت ندى بدهشة إلى كفه المشبك في كفها و..
-يوسف وهو يمسك بكف يدها: اهدي.. مافيش أي حاجة
-ندى: آآآ...
-يوسف: يالا، تعالي
-ندى مستسلمة: اوك.
وكأن لتلك اللمسة مفعول السحر، حيث بعثت في نفس ندى الشعور بالراحة والطمأنية واجتازت الموجودين بقليل من الشجاعة التي اكتسبتها من يوسف وصعدت للحافلة وجلست في مقعدها بجوار نيرة..
-فاطيما: نودة، كنتي فين كل ده
-نيرة: عملتي اللي في دماغك برضوه؟.
ظلت ندى تتأمل اختها في صمت، ولم تجب عن أسئلتها، هي اكتفت فقط بمتابعة ردود فعلها وعصبيتها الزائدة بسبب ما حدث، هي لم تتوقع أن تكون بداخل نيرة تلك الصفات، فهي دائما طائشة، مندفعة، متهورة، لكن أن تكون في المواقف الصعبة ذات تفكير عقلاني، وشجاعة لا مثيل لها.. هذا ما جعلها تندهش فعلاً
.. حاولت نيرة ان تدفع ندى للتحدث معها و..
-نيرة بانفعال: ماتبصليش كده يا ندى، قوليلي عملتي اللي في دماغك؟ خلاص قررتي ترجعي للزبالة ده؟
-ندى: هه..
-نيرة: أنا عاوزة أعرف عملتي ايه؟ ماتسبنيش كده، أنا هاموت من القلق عليكي! أنا لو بايدي أطول أخنق الواد ده كنت عملت، بس هاعمل ايه في اللي كان السبب، وعامل فيها راجل وهو بؤ..!
تعمدت نيرة وهي تلقي تلك الجملة الأخيرة أن تنظر إلى مروان وكأنها تقصده بكلامها هذا، مما جعله يشعر بالحنق منها..
-مروان في نفسه بحنق: بؤ.. طيب يا ندى! هوريكي.. اصبري عليا.. حسابك جاي ع الكلام ده بعدين...
-نيرة مكملة بنبرة مرتفعة قليلاً: قوليلي بقى عملتي ايه، وإلا والله لو ما اتكلمتي لأروحله بنفسي أسأله، ومش هخاف منه ولا من غيره
-مروان في نفسه وهو يزفر في ضيق: اللهم طولك يا روح، يعني كنت أسيبك مثلا تروحي للطاعون ده وأتفرج عليه وهو بيرزعك كف يجيبك الأرض.. ساعتها هتتبسطي!
بحثت رضوى عن يوسف لكي تبلغه بما أخبرها به علاء، وحينما علم بهذا ارتسمت الابتسامة على وجهه،وشعر بالارتياح الشديد بعد أن رحل ذلك العبء المثقل عنه وعن ندى الفتاة الرقيقة التي تعهد في نفسه بأن تكون له و..
-يوسف بارتياح: الحمدلله انه غار في داهية، أنا مكونتش عارف هنكمل بقية الرحلة ازاي وهو موجود فيها
-رضوى: بس.. آآآ..
-يوسف: في ايه تاني
-رضوى: خطيبته واخواتها آآآ..
-يوسف بحدة: معدتش خطيبته خلاص..دي.. دي هتبقى مراتي
-رضوى بصدمة: مين دي اللي مراتك؟
-مايا من الخلف: انت بتقول ايه يا يوسف؟
-يوسف بثقة: ندى هتبقى مراتي، وده اللي المفروض الكل يعرفه
-مايا غير مصدقة: مش ممكن، انت.. انت.. ازاي آآ..
-يوسف: عن اذنكم.
ترك يوسف كلاً من رضوى ومايا تعانيان من آثار الصدمة، وصعد هو للحافلة ليجلس في مكانه في مواجهة ندى...
وقفت فاطيما مع الفتيات في الحافلة تغني معهن، بينما استغلت ندى الفرصة وأخبرت أختها باختصار نيرة بانهاء علاقتها مع علاء نهائياً، ولكنها لا تريد أن تخبر أي أحد بهذا لأن...
-ندى هامسة: خلاص انا نهيت الموضوع
-نيرة وهي رافعة حاجبيها: بجد؟
-ندى هامسة: ششش.. وطي صوتك، أنا مش عاوزة حد يعرف بده
-نيرة بصوت خافت: تقصدي يوسف؟
-ندى مبررة: يوسف او غيره، أنا عاوزة الكل يفكر اني موافقة ع علاء لحد ما نرجع القاهرة، لازم بابا يعرف باللي حصل، ومش بالتليفون، لأ مني انا شخصياً..
-نيرة: اها..تمام
-ندى: عاوزاكي تفضلي زي ما انتي قصادهم، مضايقة، مخنوقة مش طايقة روحك
-نيرة بحماسة: اوك.. متقلقيش، ده انا هاكون بوتجاز أعد جمبك
-ندى: شششش.. مش عاوزة حد ياخد باله
-نيرة: طيب.. طيب.
دقق مروان نظراته لنيرة وتأمل كل تغيير يحدث في تعبيرات وجهها وكأنه صقر يراقب فريسته، لقد لاحظ تحولها من الضيق للفرحة في ثواني، وتابع إيماءات رأسها بالايجاب وكأنها تعقد اتفاق مع اختها و...
-مروان في نفسه وهو محدق بها: البت دي فيها حاجة مش طبيعية، لألألأ.. هي مش ع بعضها، الظاهر ان في حاجة جدت.. بس يا ترى ايه هي؟.
تراجع يوسف إلى منتصف الحافلة وصاح بأعلى صوته ليخبر جميع من فيها بأن المكان التالي الذي ستتوجه إليه الحافلة بهم هو أحد المولات الشهيرة بمنطقة سان ستيفانو لكي يتسوق الجميع من هناك..
-يوسف: خلاص يا جماعة، الكل سمع احنا رايحين فين؟
-احد الأشخاص: ايوه
-شخص ما: اوك
-فتاة ما: طب والتجمع امتى؟
-يوسف: قدامكم ساعة ونص تعيشوا حياتكم هناك
-فتاة اخرى معترضة: ده احنا منلاحقش نبص ع الهدوم ولا نشتري أي حاجة
-يوسف: احنا مرتبطين ببرنامج معين وعاوزين ننفذه كله
-فتاة ثالثة: ماشي.. ماشي.
-نيرة هامسة: اخيراً هانروح حتة ناكل فيها ونخش الحمام
-ندى: اها.. بس زي مافهمتك، عاوزين نبقى في حالنا وواخدين جمب
-نيرة: اوك.
جاءت فاطيما من بعيد وهي تجري وتحمل أحد أكواب الآيس الكريم الذي أعطته لها فتاة ما بالحافلة، فتعثرت في خطواتها وألقته على نيرة، فاتسخت ملابسها على الفور و..
-فاطيما وقد تعثرت: آآآآه
-نيرة محذرة: حاسبي!
-فاطيما: اوووبا
-ندى: يا ساتر يا رب
-نيرة بعصبية: ايه اللي عملتيه ده يا طمطم؟ في حد يجري كده، شوفي انتي بهدلتيني ازاي؟
-فاطيما بخوف: أنا.. أنا اتكعبلت و.. آآآ...
-مروان متدخلاً: خلاص حصل خير
-نيرة متجاهلة اياه: أعمل أنا ايه الوقتي؟ اكمل بقيت الرحلة ازاي؟
-فاطيما وقد ترقرت الدموع في عينيها: سوري يا نيرة.
ربت مروان على كتف فاطيما محاولاً التخفيف من حدة الموقف، ولكن ظلت نيرة تسب وتلعن و..
-نيرة: كان يوم اسود يوم ما طلعنا الرحلة دي، كل حاجة فيها ماشية بالعكس معانا، مافيش حاجة عدلة شوفتها طول اليوم
-مروان: دي حاجة بسيطة، مش مستاهلة العصبية دي كلها.
-نيرة ملتفتة إليه: وانت مالك؟ دي حاجة بيني وبين اختي، وبعدين شيل ايدك من عليها
-مروان بنظرات نارية: نعم؟
-نيرة وهي تجذب اختها: انت سمعتني كويس.. اوعـــى كده!
-ندى: بالراحة يا نيرة.
جذبت نيرة اختها فاطيما إليها، وظلت توبخها على ما فعلت، في حين كور مروان قبضتي يده في غضب، وحاول أن يتحكم في أعصابه أمام الجميع..
-ندى وهي تحاول تهدئتها: الحمد لله ان احنا رايحين المول دلوقتي، تقدري تشتري من هناك اي حاجة.
-نيرة بضيق: وهو المول ده حاجته ببلاش يا ندى، ما انتي عارفة اللي فيها، وبعدين احنا كنا عاوزين نجيبلك انتي بلوزة ولا قميص بدل البتاعة اللي اتبهدلت
-ندى وهي تتأمل نفسها: مش مهم أنا.. أديني مستورة اهو بالتي شيرت اللي لابساه
-نيرة: اوووف.. يوم ما يعلم بيه إلا ربنا!
-ندى: لا حول ولا قوة إلا بالله، يا رب عديها ع خير.
كانت فاطيما تبكي من كلام نيرة لها، فصاحت بها نيرة محذرة بــ..
-نيرة لفاطيما: اتنيلي اسكتي بقى، صدعتيني
-فاطيما: اهيء.. اهيء
-ندى: بس يا نيرة، تعالي يا طمطم
-فاطيما ببكاء: والله ما كنت أقصد
-ندى: انا عارفة.. امسحي بس دموعك
-فاطيما: طيب...
وصلت الحافلة إلى منطقة سان ستيفانو، وترجل الجميع منها، ودلفوا إلى داخل المول ليبدأوا في جولتهم الحرة هناك...
توجهت ندى مع نيرة إلى أحد المحال التجارية الخاصة ببيع اللبس الحريمي لكي يشتروا شيئا مناسباً لنيرة بدل ذاك الذي أفسدته فاطيما دون قصد..
كانت الأشعار باهظة، وبالتالي كانت الخيارات محدودة أمام نيرة لكي تنتقي شيئاً مناسباً لها في السعر...
ابتاعت نيرة بنطالاً من الجينز ذو اللون الأزرق السماوي، وكذلك قميصاً قصيراً نوعاً ما ومقارباً للون الجينز، ثم بدلت ملابسها في المحل و...
-ندى بعد أن رأت ما ارتدته نيرة: واو.. شكله تحفة عليكي
-فاطيما: جميييل أوي عليكي
-نيرة وهي تتأمل شكلها في المرآة: ممم.. اها، بس المهم سعره كام؟
-ندى: تعالي نشوف.
توجهت الفتيات إلى البائعة ليعرفن ثمن تلك الملابس والذي معقولاً إلى حد ما فاستطاعوا شرائهم، ثم خرجوا من المحل و..
-نيرة: سوري يا ندى، أنا تقريباً خليتك تصرفي كل اللي معاكي
-ندى: ولا يهمك، المهم تكوني مبسوطة الوقتي
-نيرة: اهي دي الحاجة العدلة اللي طلعت بيها من الرحلة دي
-فاطيما: هنعمل ايه الوقتي؟
-ندى: ولا حاجة، هنتمشى ونضيع وقت لحد ما يجي معاد التجمع
-فاطيما: يعني مش هاشتري لعبة من هنا
-نيرة وهي تحاول إغاظة فاطيما: لأ.. عشان انتي يا زئردة بوظتي هدومي وفلوسنا راحت ع اللبس ده.
-فاطيما وهي تزم شفتيها: يعني انتي تلبسي وتتبسطي وأنا ماشتريش عروسة حتى
-ندى برقة: معلش يا طمطم أنا هابقى اجيبلك واحدة أما نروح بيتنا
-فاطيما وهي تركل بقدميها الأرض: ماليش دعوة أنا عاوزة لعبة
-نيرة: اسكتي يا بت، انتي السبب!
-ندى: خلاص يا نيرة، انتي مش اشتريتي حاجة جديدة، مافيش داعي كل شوية تشدي مع اختك
-نيرة: اووف
-ندى لفاطيما: اوعدك يا طمطم اني هاجيبلك لعبة حلوة، خلاص؟
-فاطيما على مضض: ماشي.
في نفس الوقت بالمول
دلف يوسف إلى داخل أحد محال الملابس الحريمي لكي ينتقي شيئاً ما مميزاً لندى.. هو يعلم أنها تشعر بالخجل لارتدائها ( تي شيرته )، ولأنه يبرز تفاصيل جسدها بطريقة تثيره هو شخصياً قرر أن يشتري لها وشاحاً صيفياً ذو لون أحمر قاني ومشبح بخطوط بيضاء لتضعه على كتفها وتداري بها جسدها دون أن تضطر لخلع تي شيرته أو ارتداء شيء أخر.. هو يريدها أن تظل مرتدية شيئاً يخصه لأطول مدة ممكنة...
-يوسف وهو يعطيها الوشاح: أنا هاخد ده
-البائعة بمدح: ذوقك تحفة
-يوسف: شكراً
-البائعة: حضرتك هتدفع كاش ولا بكارت فيزا
-يوسف: لأ فيزا!
-البائعة: اوك..
-يوسف بابتسامة عفوية: ممكن تشيلي السعر من عليه والفاتورة كمان أصله هدية لمراتي
-البائعة مبتسمة مصطنعة: حاضر يا فندم...
انتهى يوسف من التسوق ووجد مروان هو الأخر قد انتقى لنفسه ملابس جديدة، حيث بدل بنطاله الجينز بـ ( شورت ذو لون زيتوني قاتم ) و ارتدى من فوقه تي شيرت أبيض اللون و...
-يوسف: لحقت تشتري وتغير هدومك كمان؟
-مروان: طبعاً، ما انت عارف بعد كده هنطلع ع المنتزه، وده عاوز استعداد معين
-يوسف وهو يهز رأسه: ممم.. قولتلي بقى
-مروان وهو ينظر للأكياس التي بحوزة يوسف: وانت بقى اشتريت ايه؟
-يوسف محاولاً اخفاء الحقائب: هــه.. آآآ.. عادي يعني
-مروان بغمزة: حاجة للمدام ولا ايه؟
-يوسف مبتسما: يعني
-مروان: يباركله يا سيدي.
انتهى الوقت المخصص للتسوق في المول، وتجمع الجميع أمام الحافلات للانطلاق للوجهة التالية..
كانت ندى تتوقع أن ترى علاء بين المتواجدين،ظلت تبحث عنه ولكنها لم تلمحه إلى الآن، شعرت بالطمأنية لأنها لن تضطر للاختباء منه أو حتى محاولة إدعاء انها تريد الارتباط به مجدداً خاصة امام يوسف...
-نيرة: بتبصلي على ايه؟
-ندى بصوت خافت: بشوف ان كان علاء واقف هنا ولا هنا
-نيرة: اعوذو بالله، بلاش السيرة اللي تعكر المزاج دي
-ندى: الحمدلله، هو مش باين لحد الوقتي
-نيرة: احسن، ربنا ياخده ومانشوفش خلقته أبداً
-ندى: طب يالا بينا نطلع ع الباص
-نيرة: اوك.
في الحافلة
مرة أخرى وقف يوسف في منتصف الحافلة ليخبر الجميع عن المكان التالي في برنامج الرحلة و..
-يوسف بصوت حاد: ان شاء الله الوقتي احنا رايحين ع المنتزه.
صاح الجميع بسعادة، فمنطقة المنتزه من المناطق الشهيرة بالاسكندرية وتعتبر من المزارات المفضلة للجميع حيث الحدائق الملكية الخلابة والشواطيء الساحرة.. لذا كان يتوقع يوسف أن يستمتع الجميع بأوقاتهم هناك...
في نفس الوقت كان يدور شيئاً ما في رأس مروان، ظل يختلس النظر لنيرة من حين لأخر وهو يتعهد بــ..
-مروان في نفسه: حلو أوي، المنتزه ده لعبتي.. وقسماً بالله يا نيرة لهخليكي تندمي ع كلامك اللي قولتيه.. وهاعرفك إني لما أقول انك مسئوليتي يبقى أنا راجل و أد كلامي ده...!