رواية خطأ لا يمكن إصلاحه ( رفقا بالقوارير ) الجزء الأول للكاتبة منال سالم الفصل الحادي والثلاثون
توجه يوسف ناحية الحافلة وبحث عن ندى بين الموجودين، ولكنها لم تكن موجودة، والحافلة كانت خالية.. كان على وشك الانصراف والعودة لمايا ولكنه بدون إرادته نظر ناحية نوافذ الحافلة، ولمح أحد الستائر تهتز فشعر بالريبة و...
-يوسف محملقاً في الجميع: برضوه مش واقفة هنا، طب هاتكون راحت فين، ممم.. يبقى اكيد في الحمام.. خلاص أروح أبص هناك كده.. الله! مالها الستاير دي بتتحرك كده ليه؟ تكونش ندى فوق.. بس ازاي، لأ أنا أروح أبص كده هناك مش هاخسر حاجة..!
بالفعل توجه يوسف ناحية الحافلة، دار من حولها حتى يصل إلى الباب، ثم صعد على الدرج ليستمع إلى صوت شجار بين علاء وندى
في نفس التوقيت كان علاء يقيد حركة ندى بيد، وباليد الأخرى يحاول لمس جسدها وهي تقاومه...
-علاء: هتروحي مني فين، جسمك زي الملبن
-ندى وهي تحاول دفعه بعيداً عنها: يا قذر يا حيوان.
-يوسف من بعيد: في ايه اللي بيحصل هنا؟.
تفاجيء علاء من وجود يوسف فأسرع بالابتعاد عن ندى وترتيب هندامه، ثم أدعى بالباطل على ندى التي كانت تضربه بقدميها...
-علاء بتردد: آآآ... خلاص يا حبيبتي مـ... مش وقته، بكرة هيكون لينا بيت نبقى ع راحتنا. احم..
-ندى بحدة وهي تبكي: ابعد عني يا و***، انت انسان همجي وحيوان، والله ما هدي اللي حصل ده ع خير.
اقترب يوسف من علاء ليتفاجيء بوجود ندى وهي جالسة على المقعد، وتهندم من ملابسها، فصُدم لرؤيتها في تلك الحالة، وكذلك هي..
-علاء: احم...
-يوسف والصدمة تعلو وجهه: نـ... ندى!
-علاء بوقاحة: لا مؤاخذة يا كابتن، كنت بتكلم أنا وخطيبتي شوية
-يوسف باحراج وخيبة أمل: آآآ... سوري، مكونتش اعرف انكم هنا.. عن اذنكم
-علاء: ماشي.. اذنك معاك.
تحرك يوسف مبتعداً عن علاء وهو يكاد لا يصدق ما رأته عيناه وسمعته اذنيه وكأنه أصيب بخيبة أمل آلمته في قلبه، فأسرع بالنزول سريعاً من الحافلة.. بينما نهضت ندى من مكانها والغضب يعتريها و...
-ندى وهي تبكي بحرقة: أنا مش خطيبتك، وأدي دبلتك أهي.
قامت ندى بإلقاء الدبلة في وجه علاء الذي أصابه هياج عصبي فور رؤيته لندى وهي تفعل ذلك، فهجم عليها بكل قوته ليفتك بها، حيث قام بجذبها من شعرها بشدة، وصفعها على وجهها بصفعات متتالية الأمر الذي جعلها تصرخ صرخات مفزعة ومستنجدة بأي أحد لكي ينقذها، مما جعل يوسف يرتد عائداً للحافلة ليرى ما يحدث و...
-علاء وقد أصابه الجنون: انتي اتجننتي، بترمي الدبلة في وشي، والله ليكون اخر يوم في عمرك.. طرااااااااااخ... طااااااااااااااخ!
-ندى متآلمة: آآآآآآآآآآآه.. ابعد عني، آآآآآآآآه.. عااااااا.. الحقوووني.
صعد يوسف على متن الحافلة مرة أخرى، وما إن رأى منظر علاء وهو يعتدي بالضرب بصورة وحشية على ندى حتى أصابته هو الأخر حالة من الثورة العارمة وهجم على علاء بكل شراسة ليخلصها منه، فقام يوسف بجذبه من ظهره ودفعه إلى الخلف بغل، ثم إنهال عليه بالركلات أسفل معدته ولكمه عدة لكمات متتالية وتركه يعاني من الآلم و...
-علاء وهو يضرب ندى بوحشية: محدش هينجدك مني يا ****.. طااااااااخ.. طااااااااخ
-ندى صارخة: آآآآآه... عااااااا...
-يوسف بذهول: يا بن الـ..***..
-علاء وقد جذبه يوسف: آآآآه
-يوسف وهو ينهال عليه بالضرب المبرح: مش سايبك النهاردة إلا متشرح!
طاااااااااخ.. دش.. بوووووووم.. طراااااااخ.
-علاء متآلماً بشدة: آآآآه... آآآي... أووووه...
ثم توجه إلى ندى التي كانت تخبيء وجهها بكفيها، فحاول تهدئتها وأمسك بكفي يديها يحاول ابعادهما عن وجهها و..
-يوسف مهدئاً إياها: شششش.. اهدي يا ندى
-ندى وهي تغطي وجهها بكفيها: عااااا.. ابعد عني
-يوسف وهو يمسك بيديها: اهدي، انا يوسف مش الحيوان التاني
-ندى: لألألأ... ابعد عني
-يوسف: اهدي خلاص، هو مرمي زي الكلب مش هيعملك حاجة.
استطاع يوسف أن يزيح يدي ندى عن وجهها، ليتفاجيء بآثار الاعتداء الوحشي عليها، كاد أن يفقد عقله ويتهور مرة أخرى على علاء، ولكنه بالكاد سيطر على أعصابه من أجل اسعاف ندى و..
-يوسف: الحيوان ابن الـ ****.. الز***
-ندى ببكاء حار: اهيء.. اهيء
-يوسف: شششش... اهدي مافيش حاجة
-ندى: انا عاوزة أمشي من هنا
-يوسف: حاضر حاضر...
-علاء من الخلف وهو يعاني: والله لأفضحك يا بنت الـ*** وأقول انك زبالة ومقضياها مع البيه اللي مشالش عينه من عليكي من وقت ما ركبنا الباص
-يوسف وقد جن جنونه: مابدهاش بقى.
لم يستطع أن يتحمل يوسف الاهانات اللاذعة والاتهامات الباطلة التي وجهها علاء لندى فهجم عليه مرة اخرى وكال له ما يستحق.
في نفس الوقت تقريباً كانت نيرة وفاطيما في طريقهما للحافلة، وبالطبع كان مروان ملازماً لهما و..
-نيرة: يالا يا طمطم، خلينا نطلع الباص
-فاطيما: مش هانشرب حاجة أنا عطشانة؟
-نيرة: لأ..
-مروان: اسبقوني وأنا ثواني و هاجيبلكم عصير أو أي حاجة ساقعة
-نيرة بقرف: يالا يا طمطم.. مش ناقصين عطلة ولا عاوزين حاجة منه
-فاطيما: طب ما هو هيجبلنا نشرب
-نيرة بحدة: مش ناقص إلا ان حد غريب يصرف علينا
-فاطيما: بس مروان مش آآآ...
-نيرة مقاطعة وهي تنهرها: طمطم! خلاص انا قولت كلمة
-فاطيما وهي تزم شفتيها في ضيق: يوووه.
أسرعت نيرة في خطاها وهي ممسكة بيد فاطيما وتوجهت كلتاهما إلى الحافلة وما إن صعدوا حتى تفاجئوا بما يحدث فصرخت نيرة على الفور فبدأ الجميع بالتجمع و.
-نيرة بصوت حاد ومرتفع: عااااااااااااااااااا
-احد الأشخاص: في ايه؟
-فتاة ما: هي بتصرخ ليه كده
-شخص أخر: تعالوا نشوف في ايه.
رأت نيرة أختها ندى في حالة يرثى لها، فأسرعت ناحيتها وضمتها إلى حضنها و..
-نيرة برعب: نـــدى!
-ندى: اهيء
-نيرة: ايه اللي حصلك؟في ايه؟ الحيوان ده عملك حاجة
-ندى: الحقيني يا نيرة، الحقيني أنا اتبهدلت ع الأخر
-نيرة بغضب عارم: عملت في اختي اييييييه؟
-فاطيما بخوف: ندى، مالك؟.
صعد عدد من الأشخاص على متن الحافلة ليتفاجئوا أيضاً بالمنظر الصادم لهم، وأسرع البعض منهم في التخليص بين يوسف وعلاء وابعاد كلاً منهما عن الأخر و..
-أحد الأشخاص: ده يوسف بيتخانق مع واحد
-شخص اخر: ايدك معايا بسرعة نبعده
-شخص ثالث: ده هيموته.
-شخص ما وهو يمسك بيوسف:كفاية يا يوسف هتموته في ايدك
-شخص أخر وهو يمسك بعلاء: ايه اللي حصل وخلاكوا تمسكوا في بعض بالشكل ده
-علاء وهو يقطر دماً من أنفه: اسأل البيه، ولا تحب أنا أقول شوفت ايه بعيني؟
-يوسف: شوفت ايه يا قذر؟
-شخص ثالث مستفهما: شوفت ايه
-علاء: البيه لاقيته عمال يعاكس في خطيبتي ويغازلها والهانم موالسة معاه، فالدم فار في نافوخي
-يوسف بنظرات نارية: يا كداب يا بن الـ...، انت بتتبلى عليا وعليها
-علاء: ايوه ايوه اعمل الشويتين دول، ماهو طبعاً انت فلانتينو الرحلة والكل هيصدقك.
لم يتخيل يوسف أن يكون علاء بمثل تلك الوضاعة والدناءة والخسة حيث أدعى بالباطل على ندى التي اعتدى عليها قبل قليل، وإتهمها بما يسيء إلى سمعتها وشرفها، ولم يكتفي بهذا بل أشار بأحاديث كاذبة عنه هو الأخر...
-شخص ما: مش معقول
-ندى بحرقة: انت، كداب ومفتري، حرام عليك، اتقي الله
-يوسف بصوت مرعب: اخرررررس، ماتفتحش بؤك عنها بكلمة واحدة
-نيرة: عملت فيك ايه اختي عشان تفتري عليها بالشكل ده؟
-فاطيما: منك لله يا وحش.. يا فقري
-علاء: داري على اختك داري، ماهو العينة واحدة، والتربية الو*** باينة آآآ...
لم يمهل يوسف علاء الفرصة لكي يكمل كلامه وإنما صفعه مرة اخرى بعد أن استطاع الافلات ممن يمنعه من الاقتراب
-يوسف صافعاً علاء: ندى اشرف منك يا نجس.. طاااااااااااااااااخ
-علاء متآلما: آآآآه، شايفين بيضربني ازاي عشان فضحته هو وهي..!
-يوسف: والله لأموتك النهاردة.
تدخل الجميع للفصل بين الاثنين فلم يكن يوسف في وعيه حينما سمع كم الادعاءات الكاذبة، وعلاء الذي لم يدخر أي شيء لكي يطعن ندى في شرفها أمام الغرباء..
وصل مروان إلى الحافلة ليتفاجيء هو الأخر بما يحدث من شجار عنيف بين يوسف وذاك الكائن الـ ( رزل ) كما يسميه، فتدخل على الفور دون ان يعرف سبب الشجار و..
-مروان: الله! ايه اللي بيحصل هنا، ده.. ده يوسف بيتشاكل مع الكائن الهلامي الرزل، لألألألأ.. كله إلا يوسف.. حاسب انت وهو.
انتقلت أخبار الشجار الدائر بين يوسف وأحد الركاب بين الجميع، فأسرعوا بالتوجه إلى الحافلة ليروا ما يحدث.. نجح بعض الأشخاص في ابعاد يوسف عن علاء، وانزال علاء من الحافلة.. ومن ثم إدخاله إلى الاستراحة، بينما ظلت ندى واختيها في الحافلة ومعهم يوسف ومروان وعدد قليل من الشباب والفتيات و...
-علاء بصوت جهوري: أنا مش هاكست عن اللي حصل ده
-يوسف بصوت اكثر صرامة: وأنا مش عاوزك تسكت، هات أخرك يا ****
-شخص ما: ابعدوهم عن بعض
-شخص أخر: نزلوه من الباص، خلوه يروح الريست.
-ندى والدموع تغرق وجهها: أنا معملتش حاجة، معملتش حاجة، الجبان ده هو اللي اتعرضلي
-نيرة: شششش.. اهدي يا ندى، هنرجع بس القاهرة وبابا هيعرفه مقامه
-فتاة ما هامسة: شايفة المحن
-فتاة اخرى: اه ياختي، البت من دول تعمل العاملة من هنا ولما تتمسك تقول أنا بريئة أنا مسكينة، ده هو اللي آآآ...
-فتاة ما بصوت خافت: طب شششش لأحسن تسمعك
-فتاة أخرى: ما تسمع هو أنا هخاف منها
-نيرة وهي تتفحص وجه ندى: يااااني، شوفي منظر وشك بقى عامل ازاي
-ندى: آآآه.. الجبان مرحمنيش
-نيرة: هاتي يا فاطيما مناديل من الشنطة بسرعة
-فاطيما: حاضر.
حاول مروان أن يلطف الأجواء قليلاً، وتهدئة صديق عمره يوسف و..
-مروان: ده انت فرمته يا عم الفتوة
-يوسف: ده لولا انهم حاشوه عني كنت قتلته
-مروان: عارف والله.. بس ليه كل ده
-يوسف: عشان...
قص يوسف على مروان ما حدث مع ندى وما رأه مما جعل الدماء تغلي في عروقه، فأثنى مروان على ما فعله يوسف و...
-مروان: برافو ع اللي انت عملته، ده أنا لو كنت مكانك كنت سويت بيه الأسفلت
-يوسف: حظ امه الحلو ان الناس لحقته
-مروان: طب احنا الوقتي عندنا مشكلة
-يوسف: ايه تاني؟
-مروان: ازاي هنكمل الرحلة بعد اللي حصل؟
-يوسف فاغراً فاه: هـــاه
كانت مايا تبحث عن يوسف بين الحاضرين، ثم وصل إلى مسامعها أنباءاً عن الشجار الذي دار بين يوسف وأحد الركاب فأسرعت إلى الحافلة المتواجد بها يوسف وأخذت تبحث عنه بعينيها، وحينما لم تجده صعدت على متن الحافلة لتجده جالساً بجوار مروان في الأمام يتحدثان ومعهما بعض الشباب ورضوى، بينما لمحت ندى وكم فتاة مجتمعات حولها و...
-مايا وهي تبحث عن يوسف: هو يوسف فين؟ المفروض كان هنا.. يووه أنا مش عارفة انت بتزوغ مني فين بالظبط.
-أحد الأشخاص: ده طحنه
-شخص ما: طحنه كلمة قليلة ع اللي اتعمل فيه
-شخص أخر: ده لولا ان مروان وغيره وصلوا بسرعة كان ممكن بنتكلم مع جثة الوقتي
-مايا متسائلة في نفسها: هما بيتكلموا عن مين بالظبط؟
-شخص أخر: يوسف مش بيتفاهم ما احنا عارفين.
وما إن نبس أحد الأشخاص باسم يوسف حتى انطلقت كالسهم ناحية الحافلة و..
-مايا: ايه؟ يوســــف!.
-مروان: شوف عاوزنا نعمل معاه ايه؟
-يوسف: يولع بجاز، مش هايكمل معانا
-شخص ما: اهدي يا يوسف شوية
-رضوى: بليز يا جوو تفكر كويس، البني آدم ده مش سهل، لأ ده فظيع جدااا وبيرمي بلاه ع الناس ده غير انه رزل وثقيل
-يوسف محاولاً أن يتحكم في أعصابه: يعني انتي عاوزاني أعدي اللي حصل ده بالساهل وكأنه محصلش؟
-رضوى: لازم تعديه ع الأقل عشان مصلحة البنت اللي كانت معاه
-يوسف بنرفزة: يا سلام بالبساطة كده
-رضوى: انت مضطر تعمل كده، وإلا لو طلع عليها كلام وحش صدقني ندى هي اللي هتضر، والبعيد مش هايكون عنده دم
-مروان: ده واحد جلنف.
-شخص ما: أعوذو بالله من الأشكال دي
-يوسف محذراً: ينطق بس أي حد عنها بكلمة وأنا آآآ...
-رضوى مقاطعة: انت مش هاتقدر تمنع الناس انها تكلم، ومش شرط يتكلموا قصادك لأ من وراك.. والموضوع ده يمسع سمعة بنت.. انت كشاب محدش هيكلمك كتير، لكن هي كبنت هيفرق معاها الكلام ده أوي
-مروان: رضوى بتتكلم صح.
قامت نيرة باستخدام المناديل المرطبة لمسح وجه ندى، وساعدتها فتاة أخرى في وضع بعض مساحيق التجميل الخفيفة لاخفاء آثار ما حدث و..
-ندى متآلمة: آآآآه
-نيرة وهي تبعد يدها عن وجه ندى: ســوري
-فتاة ما: معلش لازم تنضف وشك كويس
-فاطيما: متزعليش يا نووودة، هو واد وحش
-ندى: آآه.. انا محروقة من اللي عمله أوي.
-نيرة: احنا هنجيبلك حقك منه، متقلقيش يا ندى، ان مخليناه يقول حقي برقبتي ما نبقاش بنات صلاح الدسوقي
-فتاة اخرى: بصي أنا هاحطيلك شوية ميك آب عشان تداري الورم ده
-فاطيما وهي تشير لوجهها: وأنا كمان عاوزة
-نيرة بتهكم: ده مش فرح عشان نحطلك انتي كمان...
في الأمام
كان النقاش مازال مستمراً بين يوسف وأصدقائه حول أمر علاء، وكيفية التصرف معه بحزم...
-رضوى: المشكلة اللي بجد اننا ازاي نقنع ندى انها متعملش مشكلة مع علاء
-يوسف مدافعاً عن ندى: ده حقها انها تمسح بيه البلاط، انتي ماشوفتيش كان عامل معاها ايه
-رضوى: برضوه.
-مروان: احنا بنحاول ندور ع حل سريع للمشكلة، لكن في نفس الوقت منضيعش حق الغلبانة دي
-رضوى: حطوا سمعتها وكلام الناس قصاد عينكو، انتو متعرفوش علاء زي ما أنا أعرفه، ده ممكن يطلع عليك كلام ماتتخيلش انه حصل، وعنده القدرة ع ده
-يوسف على مضض: خلاص حاولي معاها ولو رضيت أنا مش هاتكلم، بس اشك انها توافق
-رضوى: ع الأقل هفهما هو عامل ازاي لأن واضح انها على نيتها ومتعرفش أي حاجة خالص عنه.
-مايا وقد صعدت للحافلة: what's wrong؟ في ايه؟
-مروان: مــ..مايا!
-يوسف وقد أدار وجهه الناحية الأخرى: اووف
-مايا: في ايه ياجوو؟ مالك؟ انت شكلك فيه حاجة! قولي في ايه
-مروان: مش وقتك يا مايا
-مايا: رضي فهميني في ايه.
-يوسف متدخلاً في الحوار: مايا مافيش داعي لأي أسئلة الوقتي، أنا روحي في مناخيري ومش طايق حد
-مايا وهي تمط شفتيها في ضيق: ماشي.. بس انت شوفتلي حل في موضوع الباص ده، ماهو أنا مش هاركب لوحدي في الباص التاني!
-رضوى وقد خطر ببالها فكرة ما: ممم...
-مروان: مش وقتك يا مايا، الباصات كلها زي بعض
-رضوى: أنا عندي فكرة
-مايا مستفهمة: فكرة ايه؟
-مروان: هــا
-رضوى وهي موجهة حديثها ليوسف: يوسف ايه رأيك لو خلينا علاء يروح مكان مايا
-يوسف: هاه!
-مروان: نعم؟
-رضوى مكملة: احنا نبعده السعادي عن ندى، ونخلي مايا أعدة جمبها
-يوسف متردداً وهو ينظر لمايا: بس آآآ...
-رضوى غامزة: مايا أرحم بكتير منه، ولا رأيك ايه
-مروان: انا شايف ان اقتراح رضوى مش بطال
-مايا بعدم فهم: انتو بتتكلموا عن ايه؟ فهموني؟
-رضوى: فكر كده فيها، لو علاء قال اي كلمة عنها محدش هيصدقه لما يلاقيها ع طبيعتها مع الناس، وفي نفس الوقت هتكون مايا جمبها، والكل عارف أصلاً ان مايا عاوزة تيجي معانا هنا في الباص، فهيبان الوضع طبيعي
-يوسف وقد أخذ يفكر في الأمر: مم...
-مايا: في ايه؟
-مروان: كلام منطقي
-يوسف: وتفتكروا هي هتوافق
-رضوى وهي تتحرك من مكانها: انا هتكلم معاها
-يوسف وقد أمسكها من ذراعها: بلاش انتي، انا اللي هاروح
-مايا: انت رايح فين؟ يا جوو.. يوســف!
-مروان مانعاً مايا من المرور: استني انتي يا مايا
-مايا: انا لازم أعرف في ايه.
نهض يوسف من مكانه متجاهلاً نداءات مايا له لكي يتحدث مع ندى ويحاول اقناعها باقتراح رضوى.. فليس أمام ندى خيار اخر حالياً.. فهي لا يمكن أن تتنبأ بما سيقوم به شخص دنيء كعلاء...
اقترب يوسف من المقعد الذي تجلس فيه ندى، ثم استأذن الفتيات الواقفات في الحديث مع ندى على انفراد.. وبالفعل رحلت كلهن ماعدا اختيها، ثم بدأ يوسف في الحديث مع ندى وهو ينظر أسفل قدميه، فهو يعلم في قرارة نفسه أن الطلب الذي سيطلبه منها من الصعب ان تتقبله بسهولة، كان يوسف متردداً في كيفية فتح الحوار ولكنه رغم كل شيء تكلم و..
-يوسف: بعد اذنكم ممكن أتكلم شوية مع ندى
-فتاة ما: اه اتفضل
-فتاة اخرى: يالا بينا
-فتاة ثالثة: طب تعالوا على جمب شوية.
-يوسف متردداً: آآآ.. ازيك الوقتي
-ندى بصوت خافت: آآ.. الحمدلله
-يوسف وهو ينظر أسفل قدميه: أنا... آآآ.. كنت..
-ندى هامسة: شكراً ع اللي عملته معايا
-يوسف وقد أدار وجهه ناحيتها متأملا اياها: آآ.. العفو.. انا معملتش حاجة
-ندى: اها..
-يوسف: أنا كنت عاوز.. أ..أطلب منك حاجة
-نيرة متدخلة في الحوار: لازم تجيبولنا حق ندى من البني آدم العرة ده
-يوسف: حاضر يا آنسة.. بس مش دلوقتي
-نيرة بصدمة: يعني ايه مش دلوقتي
-يوسف وهو يفرك يديه في توتر: أنا.. انا كنت عاوز اطلب منك يا ندى انك تأجلي موضوع الشكوى ضد الزفت اللي كان هنا لحد ما نرجع القاهرة تاني
-ندى بصدمة وهي تنظر في عينيه مباشرة: نعـــم؟
ابتلع يوسف ريقه بصعوبة وهو يحاول أن يبرر سبب التأجيل لندى خاصة انها تنظر في عينيه مباشرة، فلو كان الأمر بيده لقام بسفك دمه على الفور، ولكن حفظاً على كرامتها وسمعتها أمام الجميع عليه أن يضغط على نفسه ويبرر سبب طلبه هذا و..
-يوسف: احم.. آآآ... للأسف انتي مضطرية تعملي ده لأنه ممكن يطلع عليكي كلام انتي مش هاتكوني. آآ.. يعني مبسوطة لما تسمعيه
-نيرة بعصبية: تقصد ايه بكلامك؟ معلش فهمني كده؟
-يوسف موجهاً حديثه لنيرة: بعد اذنك ممكن تهدي انتي كمان
-نيرة: لأ مش هاهدى، دي اختي، مش كلبة من الشارع عشان أقول ربنا يسامح اللي عامل كده
-ندى بضيق: نيرة، من فضلك!
-نيرة على مضض: اوووف.
-يوسف لنيرة: قسماً بالله أنا هاجيبلها حقها، بس صدقيني مواجهة ندى لوحدها مع واحد زي ده هتحطها في موقف بايخ، وخصوصا أن محدش شافه بيعمل اي حاجة ليها إلا أنا.. يعني آآآ... الكلام هيمسها..! وهو مش هيهمه يطلع عليها سمعة وحشة، انتي ماتتوقعيش ممكن يعمل ايه
-ندى: يعني.. أنا.. الناس ممكن تتكلم عني بالباطل؟
-يوسف كمن ينطق بصعوبة: آآآ.. احــتمال كبير!
-ندى وقد بدأت الدموع تتجمع مرة اخرى في مقلتيها: حسبي الله ونعم الوكيل.
في الاستراحة
كان بعض الشباب يحاولون تهدئة علاء وفهم ما حدث منه، وهو لم يدخر وسعه في نقل الأكاذيب عن ندى ويوسف واطلاق الاشاعات الباطلة عنهما و...
-علاء وهو يمسح قطرات الدم من فمه: أروح اجيب مياه لخطيبتي أبضص ألاقي البيه عمال يتغزل فيها، لأ وبيعدلها القُصة بتاعتها، وأما أجي أكلمه يقولي خليك خليك راجل سبور!
-شاب ما: ما انت غلطان انك تسكت
-شاب أخر: اسكت يا بني متولعهاش
-علاء مضيفاً: كنتو عاوزيني أسكت، ده أنا مبقاش راجل لو فوت الليحاصل، ايه مفكرني راجل لامؤاخذة!
-شاب ما: طب اهدى، المشاكل دي ماتتحلش كده
-علاء: مش كفاية اني مستحمل مرقعتها مع اللي يسوى واللي مايسواش، واقول ربنا هيتوب عليها! وهي سايقة الهبل ع الشيطنة ومش هاممها
-شاب آخر: استهدى بالله طيب..
-علاء: الحمدلله ان الواحد عرف الأشكال الوسـ** دي وهو لسه ع البر، بدل ما كان ادبس فيها والله اعلم كان ساعتها هيعمل ايه
-شاب ما: يا عم بلاش كده، دي ولية برضوه!.
في الحافلة
لم تتقبل نيرة اقتراح يوسف، وإنما أصرت على أن تذهب وتأخذ حق اختها بنفسها من ذلك الهمجي..
-نيرة: ابداً ما هيحصل، مش أنا اللي هاسكت عن حق اختي مهما حصل
-يوسف: الكلام بيمس سمعتها لازم تهدي شوية
-نيرة: ده أنا هاطلع عينه وعين اللي جابوه، بقى يمد ايده ع اختي وأنا ساكتة،ده لا عاش ولا كان.
لم تترك نيرة الفرصة ليوسف لكي يكمل كلامه، وإنما انطلقت كالصاروخ في اتجاه باب الحافلة لكي تخرج منه، ولكن أوقفها تقدمها مروان حينما أمسكها من ذراعها بشدة ومنعها من المرور و...
-يوسف: استني يا... يا آآآ.. ما تقولي لأختك تستنى شوية
-ندى: نيرة استني
-نيرة: مش هاستني أنا هولع فيه
-مروان وقد امسكها من ذراعها بقوة: استني هنا
-نيرة وهي تحاول التحرر من قبضته: اوعى سيب دراعي
-مروان بحدة وعيون غاضبة: انتي رايحة فين؟
-نيرة: وانت مالك؟
-مروان مكرراً بلهجة أعنف: بقولك رايحة فين؟
-نيرة وهي تتلوى أمامه: اوعى.. آآآه.. نازلة أربي الكلب اللي تحت ده
-مروان آمراً: انتي هتقعدي هنا ومش هتنزلي في حتة!
-نيرة وهي تنظر بتحدي: ليه ان شاء الله؟ انت مالك بيا؟.
لم يطق مروان استمرار نيرة في التصرف بحماقة، فأمسك بها من كلتا ذراعيها واجلسها بالقوة على مقعدها في الأمام، ثم ثبتها رغماً عنها بكلا يديه في المقعد،و بلهجة آمرة صاح بها..
-مروان وقد اجلسها: انتي تترزعي هنا، ولما أقولك ماتنزليش يبقى تسمعي الكلام، انتي فاهمة
-نيرة بنظرات خوف: هــاه
-مروان: عاوزة تروحي تتشاكلي مع الكلب ده، ولما يمد ايده عليكي هاقف أنا اتفرج
-نيرة وهي تنظر له بذهول وصدمة: ايه
-مروان بصوت جهوري آجش ومرعب: هي كلمة واحدة وتتسمع.. انتي فاهــــــــــــمة...!
-نيرة وهي تهز رأسها: آآآ... اوك.
ثم تركها مروان وابتعد عنها وتوجه ناحية باب الحافلة لكي يسده بجسده وهو يزفر في ضيق.. فمجرد التفكير فيما قد يحدث لنيرة اصابه بالجنون، بينما جلسن نيرة مشدوهة بما فعله مروان معها للتو...!