رواية حياة مطلقة الجزء الثاني بقلم سارة رجب حلمي الفصل السابع
فى بيت هانى وسهر.
سهر: جيالك بشوية أخبار، إنما إييييه، هتعجبك.
هانى: المهم الشغل، إشتغلتى ؟
سهر: ياعم ماتصبر على رزقك، أه إشتغلت، إبسط ياعم هههههه.
هانى بسعادة: أيوا كده، برافوا عليكى، بس بقولك إيه، دى كانت أسهل خطوة فيهم، اللى جاى هو الأصعب، اللى هيبينلى إنتى شاطرة ولا لأ.
سهر: ربنا يسهل، هستغل أى فرصة، ينسى فيها المفاتيح بتاعته، مش هيبقى ورايا غير كده، وطالما حطيت الموضوع فى دماغى هوصل يعنى هوصل.
هانى: هو ده اللى عايزه منك، ها ؟، إيه الأخبار التانية ؟
سهر: صاحبك حزين وكئيب وهيطق يموت.
هانى بإبتسامة: ليه ماله أفلس إن شاء الله.
سهر: أفلس إيه بس بشركته اللى كان ناقص يفرش أرضها دهب !، إنت اللى ممكن تفلس أه وتدورلك على طريقة تطلع منها بقرشين زى مابنعمل دلوقتى كده، إنما واحد زى شريف ده لو وقف على فلوسه هيلمس السحاب.
هانى: لازم تقطمينى !، ماتقولى وخلصى.
سهر بإبتسامة ومشيت قدامه وسندت بايدها على الحيطة وبصت للفراغ وهى بتضحك: مراته سقطت.
هانى: هههههههههههه، جبتيها الأرض يعنى !
سهر بعصبية: أنا كده برضو يا هانى !، والله ماكنت حطاها فى دماغى خالص، بس أهو حصل، وبعدين ماحنا بنعمل كل اللى بنعمله ده عشان أحمل زيها، يبقى هبصلها ليه ؟
هانى: طب مانتى فرحانة اهو !
سهر بتوتر: عادى مش فرحانة، مستغربة بس شكل صاحبك ده، حزين حزن غريب، وكإنه مش هيخلف تانى مثلآ، مايقدروا يخلفوا غيره عادى يعنى.
هانى: أنا فاهم كويس هو زعل ليه.
سهر: ليه ؟
هانى: بعدين هبقى أحكيلك، أنا لازم أنزل دلوقتى.
سهر بتتاوب: طيب، وانا هدخل أرتاح شوية، مبحبش أصحى بدرى.
فى فيلا كبيرة، رائعة الجمال، وبالتحديد على البسيين، كان قاعد راجل مقبل على عامه الأربعين إسمه فؤاد الشافعى وهو منتج فنى، على شازلونج قدام البسين، بيستمتع بجمال المنظر اللى قدامه والجو الجميل ونسمات الهوا اللى بتعدى عليه برقة، وعلى الشازلونج اللى جنبه شابة فى نص العشرينات، إسمها مايا سالم مطربة، وعلى علاقة حب بفؤاد.
مايا: إنت مش روش خالص يافؤاد، وانا زهقت من الروتين.
فؤاد: مش فاهم تقصدى إيه ؟
مايا: على طول يا إما فى فيلتك يا إما شغلك يا إما معزوم على حاجة، معندكش اى ابداع فى الخروج والسهر والتنطيط والسفريات.
فؤاد: مانا بسافر.
مايا: أه فعلآ بتسافر، إنت هتفرسنى !، إنت بتسافر تبع شغلك يا فؤاد، واخد الحياة جد أوى ومجالنا ده عايز الناس الفرفوشة.
فؤاد بعصبية: بقولك إيه يا مايا، دى طريقتى ودى حياتى، ومحدش غصبك عليا، انتى عرفانى وانا كده، وهفضل كده.
مايا: إنت دايمآ كلامك مايريحش، ولا بتسمع للنصيحة، براحتك.
فؤاد: ايوا براحتى، وخلصي بقى عشان طريقتك تزهق وكل مابتشوفى وشي بتتكلمى فى نفس الكلام.
مايا: إنت بتقولى أنا الكلام ده يافؤاد !، إنت ناسي انا مين ؟، أنا مايا سالم، اللى كل الناس بيحلموا أعدى من جنبهم بس.
فؤاد: ماتخلنيش أسمعك كلام يضايقك، يا مايا سالم، ياللى الناس بيحلموا تعدى من جنبهم، مش عايزك بس تنسي إن انا اللى عملتك، جبتك من العدم ووصلتك لمكانك ده.
مايا: ماشي يا فؤاد، شكرآ، أنا ماشية ولما تعرف تتكلم معايا إزاى، إبقى إتكلم واعتذر كمان.
خرجت مايا بخطوات عصبية، وقابلتها والدة فؤاد وهى خارجة، فبصتلها مايا من طرف عينيها وكملت طريقها بعصبية اكبر، دخلت والدة فؤاد وقعدت مكان مايا.
سميرة: أنا نفسي أعرف عجبك فيها إيه ؟، خلاص خلصوا كل الستات، مابقاش غير دى !
فؤاد: أنا اللى نفسي أفهم مضيقاكى ليه بس يا ماما، هى مجنونه حبتين بس كويسة.
سميرة: فين كويسة دى !، اللى ماشوفت فيها أى حاجة كويسة تخلى إبنى أنا يبصلها.
فؤاد: القلب ومايريد يا ماما.
سميرة: ماتكدبش على نفسك يا فؤاد، إنت مابتحبش البنت دى، إنت بتضيع معاها الوقت وبتتسلى، بتكسر بيها روتين حياتك، بس هى مدخلتش قلبك.
فؤاد: يخربيت الروتين اللى بتقولوا عليه ده.
سميرة: ياينى مراتك الله يرحمها كانت ست محترمة وبنت ناس واخلاق عالية، إنما إيه دى، اللى عايز تحطها مكانها !
فؤاد: خلاص ياماما، فات أوان الكلام ده.
سميرة: ليه بقى إن شاء الله، لا كتبت عليها ولا اتجوزتها، ده كل اللى بينكم دبلة، تتقلع وبالسلامة.
فؤاد: هنقفل السيرة دى بقى ولا إيه ؟
قامت سميرة وقفت بعصبية: مش هنقفلها أبدآ يا فؤاد، وخليك عارف كويس إن البنت دى بتعامل أمك بمنتهى قلة الأدب، وأقرب حاجة دلوقتى وهى خارجة، بصتلى من فوق لتحت ومشيت من غير كلمة إزيك حتى، وليها حق تعمل أكتر من كده، ماهو إبنى اللى مجرأها عليا كده ومبيحاسبهاش على تصرفاتها ومديها فرصة تتمادى معايا.
سابته هى كمان ودخلت الفيلا، مسك موبايله واتصل بمايا وهو متنرفز جدآ من تصرفها مع والدته، إتصل بيها كذا مرة بدون رد وفالأخر قفلت موبايلها.
فؤاد: الغبية إفتكرتنى متصل أصالحها وبتتدلع، ده انا هطلع عينك على معاملتك دى لأمى.
خرج إيهاب من شغله، لقى موبايله بيرن برقم شريف.
إيهاب: إيه يابنى ؟، مشيت ليه، وإيه النرفزة دى كلها ؟
شريف: أنا أصلا مش طايق نفسي، ماكنتش ناقص ست زفته دى كمان.
إيهاب: أنا مش شايفها غلطت فى حاجة وانت احرجتها جدا قدام الناس، واحدة غيرهة والله كانت قطعت العقود ورمتها فى وشك وحلفا ماهى معتبة شركتك تانى.
شريف: تعمل اللى تعمله، انا مش فارق معايا حاجة، مش هخسر اكتر من اللى خسرته، المهم دلوقتى انت فين ؟
ايهاب: مروح اهو.
شريف: طيب انا كمان داخل على بيتك.
ايهاب: انت لحد دلوقتى مروحتش ليه ؟
شريف: لما اجيلك هقولك.
ايهاب: طيب هستناك.
شريف وصل بيت ايهاب، واتقابلوا على الباب فتحوا ودخلوا الشقة.
إيهاب: تعالى أقعد وفهمنى فى إيه ؟ وازاى عايز تسيب مراتك تعبانة وتقعد عندى وليه اصلا ماروحتش من وقت مامشيت مالشركة ؟
شريف: أنا حزين على اللى حصلها وحصل لإبنى، وخايف أتواجه معاها واقولها أى كلام يزعلها.
إيهاب:وانت تقولها كلام يزعلها ليه اصلا !، بدل ماتوقف جنبها ؟، مالك ياشريف ؟، مراتك محتاجالك سايبها لوحدها فى البيت وعمال تلف على الفاضى !، وقتك ده هى اولى بيه، اكيد نفسيتها متدمرة ومحتاجاك معاها، ازاى سايبها كده ؟
شريف: مش عارف أنا متلغبط أوى وحزين جدا، انا شوفت البيبى، ودفنته بإيدى، كان هيبقى جميل اوى وهيملى حياتى سعادة.
ايهاب: حرام عليك كل كلمة بتقولها، ربنا بيعمل اللى فيه الخير دايمآ، واكيد ماكانش مكتوبله يعيش يعنى وحد غير مصيره.
شريف: أنا تعباااااان، قلبى موجوع، هى محتاجاتى اكون جنبها واطبطب عليها واصبرها، وانا مين يعمل معايا !
إيهاب: هى اللى تعبانة ياشريف، مش نفسيآ بس، وجسديآ كمان، أكيد متضررة جدآ من وقعة السلم ومن البيبى اللى نزل ومن النزيف اللى حصلها، بجد مش عارف بتحبها إزاى وسايبها فى الحالة دى، اكيد زودت ألمها النفسى اكتر من اللى فيها أصلآ، هى دى الحنية والحياة الحلوة اللى كنت بتقول انك هتعيشها فيها ؟
شريف: انا ابنى رااااح، وشوفته قدام عينى وصورته مش بتفارقنى، قلبى فيه نار مش بتدلع عليها يعنى.
ايهاب: انا مش هقتنع باى كلام تقوله، ولا هعتبرك متعذب اكتر منها، اتفضل يلا قوم روحلها، حرام عليك تسيبها اكتر من كده.
شريف بصله بحزن وألم وقام وقف.
إيهاب: هو انا ممكن اطلب منك طلب ؟، أنا عارف إنه مش وقته، بس أنا اتأخرت جدا فالخطوة دى ولازم اعملها.
شريف: حاجة بخصوص نهلة ؟
ايهاب: فعلآ، كنت عايز رقمها، او او.
شريف: أو عنوانها ؟
ايهاب: مالك ياعم، قارى دماغى كده ليه ؟
شريف: هبعتلك عنوانها عالواتس، روحلها افضل من التليفون وخد معاك بوكيه ورد ونوع شوكولاته حلو كده، انا عارفك خيبة فى معاملة الستات.
ايهاب: لا وانت اللى شاطر اوى، سايب مراتك فى ظروفها دى.
شريف: خلاص هروح اهو، يلا سلام.
نهلة: حمدالله على سلامتك ياحياة.
حياة: الله يسلمك يانهلة.
نهلة: شدى حيلك كده، وماتزعليش نفسك، ربنا يعوض عليكم إن شاء الله.
حياة: انا تعبانة.
نهلة: ربنا يتم شفاكى على خير يارب، وتخفى بأسرع وقت.
حياة: وجع جسمى هتحمله، ياما جسمى اتوجع من حمل وولادة ومرض وضرب فوق ماتتخيلى، إنما وجع قلبى ده اللى مش قادرة اتحمله.
نهلة: سلامة قلبك، موجوع من إيه ؟
حياة: شريف متغير أوى، مش هو شريف الحنين، اللى مايطيقش يشوف حاجة فيا، انا لو ضافرى اتكسر كان بيزعل ويبقى جنبى اكتر من كده.
نهلة: أنا مش هقولك أى كلام تصبرى نفسك بيه وخلاص، بس الحق هو اللى لازم يتقال، شريف بشر، وبيحس وبيتوجع زيه زيك، وده إبنه اللى كان بيتمناه، وحس بسعادة الدنيا لما عرف انك حامل فيه، فأكيد هيحس بحزن الدنيا لما تفقديه، هو اكيد متلغبط دلوقتى، مابين انه يقف جنبك، وبين انه محتاج لحد يقف جنبه ويسنده، هو عارف كويس ان ربنا هيعوضكم، بس الانسان وقت المصيبة مابيبقاش قادر يبص برا المصيبة غيرى وغير اى حد هيعرف اللى حصلكم، بسهولة هيقول بكرة يتجاوزوا اللى حصل وربنا بيعوض، وده اللى بيحصل فعلآ، بس انتو فى حالة صدمة دلوقتى، فمتلوميش على شريف ياحياة.
حياة: انا عارفة ان كلامك صح، بس المفروض مهما حس وزعل مايقساش عليا انا، انا اللى حاسة بيه أضعاف اللى هو حاسس بيه.
نهلة: معلش ياحبيبتى، استحمليه فى زعله، بكرة يروق ويرجع حنين تانى.
حياة: مش قادرة اصدق انه بيتصرف معايا كده ولحد دلوقتى مجاش، ازاى يعمل معايا كده.
نهلة: اكيد مش واخد باله يا حياة، هو دلوقتى مش شايف غير حزنه وبس، ولما يبدأ يطلع منه، هتلاقيه جه جرى عليكى بيعتذرلك انه ماكانش معاكى.
دخل شريف، اوضة حياة، وشاف نهلة قاعدة معاها.
شريف: عاملة ايه يانهلة.
نهلة: الحمدلله بخير، ربنا يعوض عليكم ان شاء الله.
شريف: ان شاء الله.
عاملة إيه ياحياة.
حياة: الحمدلله.
شريف: أنا آسف، كان لازم اروح الشرمة النهاردة عشان امضاء العقود، مانتى عارفة.
حياة: ولا يهمك.
شريف: صحتك عاملة ايه دلوقتى ؟
حياة: كويسة.
نهلة: طب استأذن انا بقى، وهعدى عليكى تانى ياحبيبتى.
حياة: ماشي ياحبيبتى، كتر خيرك.
نهلة خرجت من الاوضة، وشريف قعد مكانها ومسك إيد حياة، باسها، ولسه هيتكلم معاها الممرضة دخلت، مالحقش يعتذرلها عن اهماله ليها من وقت رجوعها البيت.
سهر: هااا ؟، قولتله إنى إشتغلت عند شريف ؟
هانى: أااه، وقولتله يزود المتفق عليه شوية.
سهر: والله انا خايفة طمعك ده يخليه يضحك علينا ومانطولش منه حاجة فالأخر، بالله تهدا عليه كده، انا عايزة اعمل العملية وأحمل بقى.
هانى: سيبك من الأمور دى، متفكريش فيها، انا عارف بعمل إيه، المهم هتروحى لمرات شريف امتى، المفروض انك عرفتى اللى حصل، فتروحى ليها فى نفس اليوم.
سهر: ماليش مزاج، بعدين، مش قادرو انزل النهاردة بعد يوم الشغل ده.
هانى: يبقى بكرة، متتأخريش عن كده.
سهر: إنت يفرق معاك فى إيه العلاقات دى، إحنا لينا هدف معين، سيبك بقى من الزيارات والحركات دى.
هانى: انتى غبية يابنتى ؟، عايزاهم يبدأوا يشكوا فيكى، لازم تفضلى معاهم فى كل حاجة بشكل طبيعى، حتى بعد ماتخلصى مهمتك.
سهر: طيب طيب، هبقى اروح بكرة، سيبك بقى من سيرتهم دى.
نهلة قاعدة مع ابنها آدم بتذاكرله فى الاوضة بتاعته، سمعت جرس الباب، وخرجت تشوف مين.
فتحت الباب لقت إيهاب واقف قدامها، ومعاه بوكيه ورد وعلبة شيك، ولابس بدلة كإنه جاى يتقدملها، بس هى فهمت سبب زيارته و...
مين اللى ورا هانى وسهر ؟
ناويين على إيه فى شركة شريف ؟
علاقة شريف وحياة هتتأثر بفقد الجنين ولا هيرجعوا تانى ؟
حلو إضافة فؤاد ووالدته سميرة ومايا ولا نشيلهم من الرواية مع العلم إن هيبقالهم دور بعد كده كويس نوعآ ما ؟
نهلة هتحرج إيهاب زى ما أحرجها ولا هتستقبله ؟
مادلين هيبقالها دور مؤثر الحلقات الجاية ولا مجرد أداة لإشعال الغيرة ؟