رواية حياة مطلقة الجزء الثاني بقلم سارة رجب حلمي الفصل الرابع
شريف كان قاعد مع هانى وايهاب وموبايله رن برقم غريب، استاذنهم يرد، فعلا بعد عنهم ورد على الاتصال.
شريف: مين معايا ؟
مادلين: كيفك أستاذ شريف ؟
إتلفت شريف حواليه عشان يشوف حد واخد باله منه ولا لأ، ويكمل مكالمته.
اطمن ان ماحدش مركز معاه، وكان عارف ومتأكد انها مادلين، بس ماحبش يديها أهمية إنه عرفها.
شريف: مين ؟
مادلين: أنا مادلين.
شريف: أهلآ، خير ؟
مادلين: شو هالطريقة، يوم شفتك كنت مبين جنتل مان(باين عليك انك جنتل مان)
شريف: مش فاكر انى عملت حاجة تحسسك بكده ! هو حضرتك متصلة ليه ؟
مادلين: عم حس إنك بتتعمد تعاملنى بطريقة مش منيحة !
شريف: ياستى مفيش بينى وبينك اللى يخلينى اتصرف كده، كل اللى بيننا شغل، ودى طريقة معاملتى فالشغل.
مادلين: ههههه ياويلى، راح اتعب معك انا.
شريف بنفاذ صبر: برضو حضرتك ماقولتيش فى ايه ؟
مادلين: إتأخرتوا بالرد كتير، إذا مانك جاهز خبرنى بشوف شركة تانية.
شريف: تمام، هرد عليكم بكرة ان شاء الله، فى حاجة تانية ؟
مادلين: لا، بس روق معى.
شريف: انا آسف لحضرتك بس دى طريقتى فى الشغل، مع السلامة.
قفل معاها شريف وهو بيستعجب من أسلوبها ومكالمتها اللى مالهاش معنى، لو هى فعلآ عايزة تعرف رأيه، اكيد ماكانتش هتتصل بنفسها، شك إن ليها هدف تانى فالاتصال بيه.
رجع قعد مع ايهاب وهانى، وكان ذهنه مشغول جدآ بمكالمة مادلين، ومش عارف اذا كان هيقول لحياة ولا لأ.
هانى: مالك ياعم شريف، المكالمة اللى جتلك غيرتك كده ليه ؟
شريف: ولا غيرتنى ولا حاجة انا سايبكم بس تتكلموا براحتكم.
هانى: طب كفاية كلام النهاردة لان الكلام مبيخلصش، وانا شغلى مفاجئ ممكن اضطر اروح بعد شوية وابقى لسه منمتش، انا همشي بس ان شاء الله فى اقرب فرصة نتجمع تانى.
شريف: إن شاء الله، نورت ياعم هانى، ثوانى هبعت حد ينادى للمدام.
هانى ومراته مشيوا بس ايهاب فضل قاعد مع شريف، ونهلة لسه مع حياة.
إيهاب: قول بقى ايه المكالمة اللى جتلك دى، لإن فعلآ اتغيرت من بعدها.
شريف: مادلين.
ايهاب: البت اللبنانية ؟
شريف: أه هى.
ايهاب: قالتلك ايه ضايقك كده، شافوا شركة تانية ؟
شريف: لا بتسال مارديناش عليهم ليه.
ايهاب: كل ده عادى، مالك بقى ؟
شريف: طريقتها فالكلام مش طريقة عادية، حاسس زى ماتكون عايزة يبقالها سكة كلام معايا غير الشغل، والاحساس ده مخلينى عايز انا اللى ارفض الصفقة دى.
ايهاب: ليه يا شريف، خايف على نفسك من الفتنة ! هههههه.
شريف: لا ياخفيف الدم، انا عارف انى اقدر اوقفها عند حدها، بس كده الموضوع فعلآ هيبقى فيه حاجة مش مظبوطة زى اللى حياة خايفة منه فى شراكة زى دى، وانا اللى كنت فاكر إنها بتبالغ وخيالها واسع وان مش لازم عشان دى ست، يبقى هيحصل حوارات بعيد عن الشغل، بس حياة ليها حق تتضايق وترفض، هى ست وفاهمة تفكير الستات.
ايهاب: احنا فكرنا فى حاجات فرعية اكتر ماعملنا دراسة جدوى نعرف بيها هنصرف قد ايه وهنكسب قد ايه وهنحتاج عمالة قد ايه ونقدر نوفرهم فى قد ايه والمشروع هياخد وقت فى التنفيذ قد ايه.
شريف: وانا حياتى مع حياة اهم من كل اللى انت قولته ده، مشاعرها اغلى عندى من اى فلوس، حياة اتبهدلت اوى مع الراجل اللى كانت متجوزاه قبلى، ماكانش قلبها بيهدا من الوجع يوم واحد، اتجوزتها وقولت اعوضها بهدلتها ووجعتها انا كمان شوية فى اول جوازنا، بس لما فوقت من اللى حصل، خدت عهد على نفسي انى ماعملش اى حاجة تزعلها من قريب او بعيد، وانى اشيلها فى عينيا الاتنين وأحميها من أى زعل وخوف وقلق، عايزنى بقى أول ماشوف فلوس جاية اجرى عليها حتى لو عن طريق واحدة زى مادلين دى اللي عايزة توقعنى فى الغلط، ومن تانى كلام بينى وبينها بتلمح تلميحات غريبة.
ايهاب: لا خلاص ياشريف، تعالى نوقف الشغل ونلم الموظفين نقولهم اقعدوا فى بيوتكم بقى لحد مانعرف حياة موافقة تأكلنا عيش ولا لأ.
شريف: انا ماسمحلكش تتكلم بالطريقة دى يا ايهاب، الشركة شركتى والمال مالى، ومن حكم فى ماله فماظلم، ده غير ان الشغل مش واقف عالصفقة دى واعتبرها ماتعرضتش علينا، ماكناش هنموت يعنى.
ايهاب اتصدم من رد شريف: عندك حق الشركة والمال بتوعك، وانا مش من حقى اتدخل، بس معلش ساعات بندمج وانسى نفسى.
مشي ايهاب ناحية الباب.
شريف: ايهاب استنى، ارجوك استنى، انا آسف بجد معرفش ازاى اتكلمت كده، بس انت اتريقت على حياة اللى انت اكتر حد عارف هى بالنسبالى ايه.
ايهاب: وانت مغلطتش عشان تتأسف، مالشركة والمال أملاكك إنت، انا مجرد موظف عليه يأدى شغله وبس، انا اللى آسف.
شريف: ماتبقاش رخم بقى فى ايه، ماكانتش كلمة قولتهالك بعشم، ماطول عمرنا بنقول أنيل من كده وعمرك مازعلت.
ايهاب: معلش انا هروح دلوقتى ولما أروق هكلمك.
خرج إيهاب من بيت شريف وهو فى قلبه حزن العالم كله، وبدأ يكلم نفسه: عنده حق فى كل كلمة، المال ماله والشركة شركته، أنا بقى مضايق نفسي كده ليه !، ليا إيه فى كل ده عشان أتخانق معاه واضغط عليه يقبل الصفقة ؟، ماكانش لازم اتكلم معاه كده، الوحدة دلوقتى أفضل من صديق ساعة الزعل يعرفنى انى ماليش عنده حاجة عشان امشي كلامى فى شركته وماله، وأفضل من واحدة احس من ناحيتها بإعجاب، وهى اصلا باصة للرجالة على انهم وحوش ميتعاشروش، وبتتكلم بثقة ومش هاممها تاخد الكلام على نفسك، وده معناه انى مش فى دماغها، وانا معنديش أى جهد ولا طول بال انى احاول ابقى فى دماغها، البعد احسن واريح بكتييييير.
حياة ونهلة.
حياة: ليه يا نهلة عاملتى الست بجفاء كده ؟، وقومتى من اول القعدة لأخرهت قاعدة مع الولاد مجتيش خالص لحد ماهى مشيت.
نهلة: كنت بذاكر للولاد، قولت اعمل حاجة مفيدة.
حياة: القعدة معانا مش مفيدة !
نهلة: بصراحة مارتحتش ليها خالص.
حياة: حرام عليكى يانهلة، دى بنت طيبة اوى وربنا لسه مرزقهاش بأطفال وهى عايشة مكتئبة اوى ياعينى، وماصدقت تغير جو معانا.
نهلة: هو بإيدى ؟، غصب عنى مش حاسة بارتياح من ناحيتها.
حياة: انتى أصلا عايشة عشان تخافى من الناس، انا نفسي اعرف امتى هتبطلى القلق ده.
نهلة: لا ماتحسسنيش ان العيب فيا انا، لو قابلت حد كويس بحبه وبيدخل قلبى على طول، انتى ناسية انى حبيتك وفتحتلك قلبى من اول مرة واول تعامل بيننا، وأمنتك على نفسي وابنى وبيتى، لو اللى اسمها سهر دى مكانك بصراحة ماكنتش هعمل كده.
حياة: هههههه انا نفسي اعرف شوفتى ايه فيها انا مشوفتوش ؟
نهلة: ماشوفتش، بس هو الواحد بيحس بمعدن اللى قدامه.
حياة: اشمعنا انا ماحسيتش حاجة ؟
نهلة: عشان انتى هبله يا حياة.
وفى اللحظة دى سمعوا صوت شريف وايهاب وهما بيزعقوا لبعض عشان موضوع الصفقة.
وبعد ما ايهاب مشى، استأذنت نهلة عشان تروح هى وابنها، فبعت شريف معاها عربية توصلها لحد بيتها لإن الوقت إتأخر.
ركبت نهلة وآدم العربية، والسواق ابتدا يتحرك بيهم، بعد ماخرجت العربية من الفيلا، لمحت نهلة ايهاب ماشي على رجله جنب سور الفيلا فى الضلمة، وكانت مشيته مش مظبوطة وماسك فى إيديه الاتنين عكاز، إستغربت نهلة من انه ماشي كده فى الشارع فى الجو ده، طلبت من السواق يوقف العربية بسرعة، ونزلت وراحتله.
نهلة: مستر إيهاب، ليه ماشي فى الشارع كده فى الجو ده ؟
إيهاب اتفاجئ بيها بس ماكانش فى حالة تسمحله يشوف حد أو يتكلم مع حد وخصوصآ إنه إتحرج جدآ إنها شافته بالمنظر ده.
إيهاب: وانتى يخصك فى إيه !، اتفضلى اركبى العربية وشوفى رايحة فين.
نهلة حست بإحراج كبير، لدرجة ان عينيها دمعت ومعرفتش تكتم دموعها قدامه، خصوصا لان السواق وآدم ابنها سمعوه وهو بيزعقلها، جريت ركبت العربية، وقالت للسواق يطلع على العنوان اللى ادتهوله على طول، كانت حاسة بخنقة وضيقة من طريقة كلامه معاها، وفى نفس الوقت عندها احساس بالشفقة عليه، وحست انه اتصرف كده لانه اتحرج انها شافته فى عجزه اللى هى واخدة بالها كويس انه بيحاول دايما يخبيه.
أما إيهاب حس بندم شديد إنه أحرجها بالشكل ده، وهى كانت كل نيتها خير معاه، وبدل ماياخد تصرفها ده كخطوة يبدأ بيها معاها، خلاه خطوة للبعد اكتر.
حياة وشريف.
حياة: هو إيه اللى حصل بينك وبين إيهاب خلى صوتكم يبقى عالى كده ؟
شريف: ولا حاجة.
حياة: انت هتخبى عليا ؟
شريف: مابخبيش ياحياة، بس زهقت من الموضوع ده.
حياة: طب ماتقولى موضوع إيه، يمكن عندى حل.
شريف: هو الحل فى ايدك اصلآ.
حياة: تقصد موضوع الصفقة ؟
شريف بصلها بتعجب: فاهمة وعمالة تسألى، أنا مش رايق ياحياة لتصرفاتك دى.
حياة: مالك ياشريف متعصب كده ليه ؟، انا فهمت لما قولت ان الحل فى إيدى، بطريقتك دى يبقى اكيد انت اللى ضايقت ايهاب.
شريف: أيوا، أحرجته جدآ.
حياة: حصل إيه ؟
شريف: قولتله ان الشركة بتاعتى ومن حكم فى ماله فما ظلم.
ايهاب: ليه هو قالك ايه يستحق عليه الرد ده ؟
شريف: هى دى المشكلة، انه ماقالش حاجة غير اننا لازم نسرع فى اتخاذ القرار عشان مانضيعش الصفقة لانها هتدخل ربح كبير.
حياة: انت غلطان ياشريف، كفاية اللى هو فيه، كمان تقوله كلام زى ده !
شريف بنرفزة: ماشي يا حياة، خلاص عرفت انى غلطان، ممكن تقفلى النور بقى، عايز انام.
حياة شدته ليها وحطت ايديها حوالين رقبته: أنا موافقة على الصفقة ياروح حياة.
شريف: بتعملى كده عشان متزعلنيش ؟
حياة: بعمل كده عشان ده الصح، وعشان انا فعلآ مش متضايقة خالص من الموضوع ده، اللى كان مخلينى ماقولش موافقة مش الغيرة، لإن انت ماكنتش معايا سنين كتير بس كنت شايل قلبك ليا ومابتبصش لحد خالص، ولا راضى تفتح قلبك، واتجوزت وماكنتش بتحبها، وبقالك سنين وسنين شغال فى مجالك ده، ودى مش أول ست تتعامل معاها ولا أخر ست، غير طبعآ الموظفات اللى فى الشركة، غير اللى بتقابلهم فى حياتك الشخصية، بإختصار مفيش شك ولو واحد فالمية فيك وفى مقاومتك لمحاولات اى ست كمان.
شريف: طب كويس، أمال إيه السبب ؟
حياة: عارف نهلة النهاردة مارضيتش تقعد مع سهر، ولما مشيوا وسألتها قالت مش مرتحالها، وانا استغربت هى تعرفها منين عشان مترتحلهاش، بس إحساسها ده أنا حسيته ناحية الصفقة دى اوى، خصوصا انك فهمتنى انها صفقة كبيرة اوى.
شريف: فعلآ كلامك صح، بس متقلقيش كل حاجة هتتدرس كويس اوى بالمللى.
حياة: ربنا يوفقك يا حبيبى، لازم بكرة بقى تصالح ايهاب وتعتذرله عن كلامك، وتفرحه انك وافقت على الصفقة دى.
شريف: حاضر يا حبيبتى ان شاء الله.
سكت شريف شوية وبعدين ابتسم.
حياة باستغراب: بتضحك على إيه ؟
شريف: فاكرة زمان لما كنتى بتغنيلى ؟، قد إيه صوتك كان جميل أوووى ومليان إحساس.
حياة: يااااااه، فاكرة طبعآ، قبل ما أقابلك تانى لما كنت بحزن أوى والدنيا تقفل فى عينى كنت بقعد أكتب أغنية وأغنيها مع نفسي كده وانا بروق الشقة ولا بغسل المواعيين.
شريف: لأ مش عايز أغانى حزينة من النهاردة خالص، عايز أسمع صوتك بيضحك وفرحان وبس.
حياة: طول مانا معاك هفضل بضحك وفرحانة.
شريف: طيب رجعينى لأيام زمان بأغنية من صوتك الحلو ده، حتى أطمن لسه حلو ولا باظ من الحمل.
حياة: لأ لسه حلو، كنت بدندن إمبارح مع نفسي وعزيزة سمعتنى وقالتلى إيه الجمال ده كله يا ست حياة.
شريف: هههههههههه انتى كمان بتقلديها بالظبط، بس عادى بتقولك كده بتنافقك عشان تديها فلوس.
حياة: كده يا شريف طب مش هغنى.
شريف: خلاص ماتبقيش متتقمصيش بقى، بجد يلا روقى بالى شوية.
حياة بمرح: طب دور وشك.
شريف: هههههههه ياجبانة، يلا بقى.
حياة: أنا عشقاك فين ماتكون..
قلبى عشانك حب الكون..
حب الدنيا اللى كرهها..
وقال دلوقتى أنا بطلها..
والفكرة الوحشة هبطلها
هبطل كرهى للدنيا، مانت خلاص
غيرت مسارها.
والضحكة الصافية هكررها.
قبلك كانت بمرارها..
حاسة إنى معاك سعيدة.
وحياتى بيك جديدة..
كان فينك من زمان...مع قلبك الحنان
كنت فى حياتى بدور على الأمان
معاك انت وبس قلبى بيطمن..
ربى مايحرمنى منك يا حبيبى ياحنين.
شريف: الله، لأ إتطمنت إن صوتك لسه بخير وحلو زيك.
حياة: كل كلمة قولتها قصداها أوى ياشريف، انا فعلآ مش بحس بالأمان غير معاك إنت وبس وقلبك ده أحن قلب، وحياتى بيك بقت جديدة، أنا نفسي بقيت حياة جديدة.
شريف: عايز أقولك سر، بس خايف تزعلى منى.
حياة: قول ياحبيبى مش هزعل.
شريف:...
ياترى إيه هو السر ؟