رواية حكمنا الهوى حلقات خاصة للكاتبة الشيماء محمد الفصل الثاني
سيف وقف أخيرا باليخت، همس حاولت تستنبط شكل المكان بس الظلام ما ساعدهاش، بصتله بحيرة: احنا وصلنا فين يا سيف؟
ابتسم وهو بيجاوبها: مكان معزول ما تقلقيش النهار يطلع وتشوفيه كويس المهم دلوقتي يلا ننزل.
ربط اليخت كويس وساعدها تنزل للممر الخشبي نزلت وهي حافية وايدها في ايده لحد ما وصلوا لآخره فيادوب هتحط رجليها على الأرض بس داست على حاجة ناشفة فصرخت: سيف الأرض وأنا حافية.
بص لرجليها بابتسامة: انتِ حافية ليه فعلا؟ عايزاني أشيلك قولي وبلاش تمشي حافية
كشرت وردت بتبرير: على فكرة أنا من ساعة ما قلتلي اقلعي الچينز وأنا حافية ولا لسه مستوعب؟ وبعدين مش عايز تشيلني انت قول وبلاش حجج.
بصلها باستنكار: حجج؟ والله وبقينا بنعرف نقلب الدفة اهو، لا برافو عليكي.
حاولت تداري ابتسامتها وخصوصا وهو بيقرب علشان يشيلها بس فوجئت به بيرفعها على كتفه فصرخت بتذمر: ما تشيلنيش كده مش بحب كده، سييييف
تجاهلها وهو رافعها على كتفه: بطلي دوشة واحمدي ربنا
خبطت على ظهره: بطل رخامة وشيلني عدل
رد وهو بيفتح الباب: بطلي بقى وصلنا أساسا.
دخل ونزلها وفتح النور علشان تشوف المكان حواليها، عبارة عن كنبتين شكلهم مريح ومغري وقدامهم ترابيزة صغيرة و دفاية ولفت انتباهها الستاير الكتيرة، سيف شاور لطرقة: هنا أوضة النوم تعالي
أخدها من ايدها دخلها أوضة النوم الواسعة، فيها سرير كبير بعمدان وعليه ستاير ممكن تقفلها بس مربوطة بشكل جميل وتسريحة كبيرة ودولاب بعرض الحيطة بالكامل
فرش الأوضة بسيط وخصوصا بالستاير البيضا والسجاد الأبيض.
رمت نفسها على السرير بتعب وإرهاق: هو أنا ليه حاسة اني بقالي كتير ما نمتش على سرير مع اني شبه مش بقوم منه؟
ابتسم ورمى نفسه جنبها: انتِ فعلا يا همس مش بتقومي منه
اتعدلت وسندت على صدره بحيرة: ليه بجد؟ أنا مش من النوعية اللي بتنام كتير وأيام الكلية ممكن أكتفي بساعتين أو تلاتة بس نوم، انت عملت فيا ايه؟
ضحك وهو بيشيل ايديها اللي غارزاها في صدره ورد بمرح: وأنا مالي أنا؟ أنا مستلمك كده، من أول يوم وانت بتنامي في أي وقت وأي مكان، ده انتِ يوم فرحنا نمتي على الكنبة قبل ما أهلك يمشوا.
اتعدل وهي ضحكت وأكدت: أنا فعلا نمت، تفتكر ليه صح؟ عارف يوم لما هند اتجوزت الصبح كنت عايزة أكلمها وماما رفضت قلت لنفسي أكيد هي سهرت للصبح مع بدر ترغي وفكرت أنا لو مكانها مش هبطل رغي للصبح معاك.
بصلها وهو قايم علشان يجيب حاجاتهم من اليخت وقال بتهكم: ورغيتي معايا للصبح؟ همس انتِ تقريبا ما بتكمليش ساعة صاحية بعد أي مرة كنا فيها مع بعض، بتنامي بسرعة البرق.
اتعدلت وسألته بإحباط: ليه صح يا سيف؟ أنا فعلا لاحظت ده مع اني ماكنتش كده أبدا، بعدين الوضع ده لو استمر أنا مش هنجح السنة دي، ايه كل ما أشوف سرير أنام ولا ايه؟
ضحك على شكلها ورجع قعد جنبها وحاوط كتفها: لا ما تقلقيش الموضوع ده مؤقت مش دايم، هو تغيير جو، تغيير مكان، تغيير هرمونات، يعني فترة وكل حاجة هتستقر ما تقلقيش.
ابتسمت بفرحة: يعني دلوقتي لو نمت ده طبيعي؟ ومش هتزعل مني؟
باسها وهو بينيمها ويغطيها: نامي براحتك يا حبيبتي أنا هجيب الحاجة من اليخت وخصوصا اللي محتاجة تلاجة.
جه يخرج بس وقفته: سيف أساعدك؟
ابتسم: لا يا حبيبي ارتاحي انتِ.
جاب الحاجة من اليخت وبعدها دخل الأكل اللي محتاج تلاجة كله واستوعب كمية السناكس اللي همسته جايباهم ولقى نفسه بيبتسم للطفلة اللي اتجوزها، دخل بعدها شنطهم أوضة النوم كانت همس فعلا نامت، غير هدومه بهدوء، فتح الستارة الكبيرة اللي بتطل على حمام سباحة كبير وخرج عنده وعجبه منظره وحجمه وعجبه أكتر ان البحر وراه كخلفية جميلة، قعد جنبه بس لاحظ ان في ناموس فبص ناحية همس وقام من مكانه بيفكر يعمل ايه لانه ساب الباب مفتوح؟ فرد الستاير اللي حوالين السرير اللي اكتشف انها علشان تمنع الناموس عن السرير، بعدها خرج تاني يتمشى تحت ضوء القمر وعجبه المكان جدا لانه أجمل بكتير من الصور، جزيرة صغيرة مافيهاش غيرهم، كل حاجة كلوحة مرسومة حتى النخلة المايلة اللي مربوطة فيها مرجيحة وسط الميا، اتمشى على الممر اللي واصل لنص الميا واكتشف ان آخره قعدة على الأرض أو ممكن نعتبرها سرير وسط الميا، ابتسم وتخيل الليالي اللي هيقضيها مع همس عليه، ده إذا صحيت وسهرت معاه!
طلع موبايله يشوف في شبكة ولا لا بس مالقاش شبكة نهائي وهنا حس بالعزلة التامة عن العالم كله.
رجع تاني علشان همس ودخل البيت يطمئن عليها وبعدها خرج الصالة فتح البلكونة اللي بتطل على البحر مباشرة نزل سلم البلكونة وآخر درجات فيها كانت في الميا، قعد عليها باسترخاء تام ماقدرش يقاوم الميا فقلع التيشيرت بتاعه ورمى نفسه وسط الميا، قد ايه بيعشق نزول الميا في التوقيت ده و بيعشق الصمت ده.
همس صحيت واستغربت هي فين وايه الستاير اللي حواليها دي كلها؟ اتعدلت وبصت للموبايل، نامت ساعة كاملة فقامت من مكانها واستوعبت أخيرا هي فين
بصت لشنطتها فتحتها وطلعت فستان، غيرت هدومها وبصت للمرايا وطلعت الميكاب بتاعها حطت لمسات بسيطة، وخرجت بعدها تشوف سيف فين؟
شافت بلكونة الصالة مفتوحة فخرجت واكتشفت انها بتطل على البحر مباشرة، عجبها السلم اللي نازل للميا وشافت تيشيرت سيف، بصت للميا بس ماشافتش حاجة فنادت عليه ورد من أول مرة.
سمعته بيقولها: ما تيجي عندي
نزلت كام سلمة وبصت للميا بتردد: الميا دي هتوصل لفين لو نزلت؟
حست من صوته انه بيبتسم: هتحتاجي تعومي لعندي مش هتمشي لو ده قصدك
بصت ناحية الصوت وردت بتراجع: شكرا، هستناك هنا.
قعدت على السلم وسمعت صوته بيقرب منها لحد ما ظهر تحت ضي القمر: هتفضلي لامتى تخافي؟
حطت ايدها على خدها بابتسامة: مش عارفة بس الجو ده بيفكرك بايه؟
بص حواليه واصطنع التفكير: مش عارف مش بيفكرني بحاجة، انتِ قولي المفروض يفكرني بايه؟
عقدت حواجبها باستنكار ورددت بغيظ: امتى سهرنا في وقت زي ده أو جو زي ده؟
كان عارف انها بتتكلم عن الرحلة بس عمل نفسه مش فاهم: عمرنا، انتِ هتتبلي عليا ولا ايه؟ امتى سهرتي معايا في الفجر؟ غير في التليفون لو ده قصدك؟
جت تقوم بس قرب ومسك ايدها بضحك: اهدي بس كده مش عايز أغرقك، عارف من أول ما اتكلمتي انك تقصدي الرحلة لان ده البحر الوحيد اللي روحناه وسهرنا فيه.
عاتبته: انت ليه بتحب تضايقني؟
⁃ ليه ما تعتبريهاش مناغشة مش مضايقة؟ همس يا قلبي وروحي وعمري كله أنا فاكر من أول لحظة خبطتيني فيها لحد النهارده، كل التفاصيل محفورة جوايا، كل همسة وكل كلمة وكل لمسة فاكرها.
ابتسمت ابتسامة عريضة وسألته بلهفة: بجد يا سيف؟ بجد فاكر كل حاجة؟
جاوبها بابتسامة: أيوة بجد، اقلعي الفستان ده وتعالي انزلي معايا الميا.
مدلها ايده وهي اترددت لانها مش بتحب الميا الساقعة والنزول بالليل كده بس هو بيحب ده، قلعت فستانها ومسكت ايده ونزلت بهدوء لحضنه: الميا تلج حرام عليك.
ابتسم: جوا دافية تعالي، همس حاولي تعومي ما تعتمديش عليا، يعني جربي
عامت كام متر بعدها مسكت دراعه جامد علشان يقف فقربت وطلعت على ظهره: الميا تلج وأنا عايزة أستخبى في حضنك ده مش وقت عوم.
دخل بها لجوا وبالفعل كل مرة تقول الميا ساقعة بس بتتفاجئ انها أدفأ جوا.
جابها قدامه وبصت للسما وهي بتسأله باهتمام: ايه اللي بيعجبك في الجو ده بالذات علشان تنزل فيه الميا؟
ابتسم: الجو الهادي ده بعشقه يا همس، بحب السما فوقي والنجوم اللي بتلمع دي، بحب صوت الميا الهادي، بحب الظلام ده، بحب كل التفاصيل دي
لفت ايديها حوالين رقبته: وبتعمل ايه لما بتكون في مصر؟
شدد ايديه على وسطها العريان وبيقربها منه أكتر: بكتفي بحمام السباحة في نفس التوقيت ده برضه
همست ووشها قصاد وشه مباشرة: تعرف ان كل يوم بكتشف اني معرفش أي حاجة خاصة عنك؟ معرفش أي حاجة عن سيف أو عن حياته وقت الجامعة أو السنين اللي سافر فيها، انت كتاب مقفول قدامي.
رد قبل ما يبوسها بشغف: ممكن أكون كتاب مقفول بس مفتاحه في ايديكي.
اكتفى من الكلام وشدها للسرير اللي شافه آخر الممر، شالها يطلعها لبرا وهي استغربت بس عجبها المكان جدا، فاعترضت: هيتبل مننا يا سيف
استغرب اعتراضها: ما يتبل يا همس، يعني محطوط وسط الميا لازم يتبل، بطلي تفصلينا بقى.
بعد فترة طويلة في حضنه كان الصبح هيبدأ يظهر، كانت نايمة على صدره وهو باصص للسما، همست وهي خايفة تتكلم فتقطع سحر اللحظات دي: سيف.
جاوبها بهمهمة فسألته: ازاي هنرجع لحياتنا بعد السحر اللي عايشينه ده؟
اتنهد تنهيدة طويلة قبل ما يجاوبها: عيشي اللحظة وسيبي بكرا لبكرا، خلينا نعيش أحلى أيام العمر يا همس، تعالي نرجع البيت، الجو بيبرد.
وقفوا وهي بصت للميا: لازم نرجع عن طريق الميا؟
ابتسم وشالها: لا مش لازم مش هخليكي تتبلي تاني ما تقلقيش.
مشي بها الممر فقالتله: نزلني أمشي عادي
ابتسم وشاور على رجليها: انت حافية
ضحكت: ما انت كمان حافي.
عجبها منظر النخلة المايلة والمرجيحة النازلة منها فقالت بحماس: عايزة أتمرجح يا سيف
⁃ خليها الصبح مش دلوقتي.
بصت لملامحه وسألته: أخيرا عايز تنام؟
ابتسم: أيوة أخيرا عايز أنام.
نزلها جوا أوضتهم ويادوب هيتحرك سألته: انت رايح فين؟ مش قلت هتنام؟
بصلها: مش هنغسل ميا البحر دي الأول؟
كشرت: اوعى تقولي عايزني أنا كمان أغسل ميا البحر
ابتسم ورفع كتفه بخبث: انتِ حرة بس غلط تفضل على جسمك.
سابها ودخل وهي لحظات وحصلته وأول ما شافها ابتسم ومدلها ايده فقلعت بتردد الروب اللي لابساه ومسكت ايده.
في النهار اتفرجوا علي المكان كله وانبهروا الاتنين بجماله وأكتر شيء مميزه العزلة التامة اللي هما فيها، كانوا محتاجين للوقت ده لوحدهم يقربوا أكتر من بعض، يفهموا طباع بعض أكتر، يتكلموا عن بعض وكل واحد يعرف التاني.
سيف لاحظ باسكت هدية فسأل همس: هو ايه ده يا همس؟
قربت منه: هدية ايليجا نسيتها ولا ايه؟
ابتسم وهو بيفتحها: نسيتها فعلا.
فتحها كان جواها إزازة برفان حطها على الترابيزة ومجموعة كاملة من منتجات العناية بالبشرة تقريبا دول اختيار سيلينا وطلع علبة صغيره فتحها كان فيها اسورة ألماس
همس بصتله بذهول: دي بجد؟
بصلها بابتسامة: أكيد بجد.
ردت باستغراب: ده انتم لسه متعرفين مش اصحاب أوي يعني لدرجة هدية زي دي.
وضحلها: دي ذوقيات يا همس أولا وثانيا بينا وبين بعض بيزنس مهم ويستمر بإذن الله والصعوبات اللي مرينا بها قربتنا من بعض فعادي هدية زي دي.
همس بفضول: طيب هنردها؟
بصلها: أكيد طبعا هنردها.
خرجوا قعدوا على البحر بعدها وبيتكلموا
همس سألته: مش ملاحظ حاجة يا سيف؟
بصلها باستفسار فوضحت: انت عمرك ما حكيتلي أي حاجة عن ماضيك ليه؟
جاوبها بهدوء: ماضيا؟ كان عادي مافيهوش حاجة مميزة
اتعدلت وسألته بترقب: حبيت قبل كده؟
بصلها من تحت نظارته: أكيد سبق وقلتك ألف مرة مش مرة انتِ أول حد أحبه ولا ايه؟
ابتسمت بغرور بس كشرت تاني وسألته بشك: يعني انت ماعرفتش ولا بنت في حياتك؟ مش عارفة ليه مش قادرة أصدقك يا حبيبي، واحد شكلك وستايلك ومركزك الاجتماعي ازاي ماعرفش بنات قبل كده؟
ابتسم ورفع النظارة من على عينيه: أنا امتى قلت اني ماعرفتش بنات؟ سؤالك كان حبيت؟ حبيييييت وإجابتي لا ماحبيتش ده مالهوش علاقة أبدا بالمعرفة، دي حاجة ودي حاجة.
شهقت بصدمة: يعني كنت تعرف بنات؟
ضحك عليها: أكيد كنت أعرف بنات انتِ بنفسك لسه قايلة واحد زيي وستايلي ازاي ما يعرفش بنات
ربعت ايديها على صدرها وسألته بتحفز: تعرفهم ازاي بقى؟ تخليهم يحبوك وتديهم استمارة ٦ ولا كنت بتتسلى بيهم ولا ايه؟
لاحظ ضيقها وغيرتها الطفولية فحب يتمادى فرد بلامبالاة: يعني أعرفها ونقضي وقت لطيف مع بعض وبعدها باي باي
بصتله بذهول: ولو حبوك؟ بتقولهم ايه؟
بصلها بابتسامة: لا كانوا عارفين اني مش بتاع حب أو أنا كنت بوضحلهم من البداية ان الموضوع فور فن مش أكتر مفيش علاقات جدية عادي يعني.
همس حاسة انها مصدومة فيه، كانت راسماله صورة غير كده، هو بالنسبالها الشاب التقيل اللي الكل بيتمنى يكلمه وهو مش بيكلم غير المميزين في حياته وبس، اه ممكن يكون عرف بنات بس كصديقات مش أكتر، ماقدرتش تتحمل تسمع أكتر عن ماضيه فلقت نفسها بتقوم بعيد عنه فناداها بس ماردتش عليه، سابته وراحت قعدت على المرجيحة، راقبها وهو بيضحك عليها وقام وراها وقف جنبها وسند على النخلة اللي متعلقة فيها المرجيحة وهي باصة للبحر قدامها.
سألها بهدوء: مالك اتضايقتي ليه؟ مش كفاية انك أول حب في حياتي؟ لو كنت أعرف اني هقابل حب عمري كنت استنيتك و أكيد يعني مش هتزعلي مني على ماضي ولا ايه يا همس؟
اتنهدت وقالت بعبوس: مش حكاية زعل
قرب منها خطوة و وقف قصادها: امال رد الفعل ده ايه؟
رفعت راسها تواجهه وصارحته: مصدومة من الصورة اللي رسمتها قدامي، يعني اه ماشي تكلم بنات أو تصاحب واحدة أو اتنين لكن مش بالشكل اللي قلته ده، مش قادرة أصدق انك كنت الشاب الطايش اللي كل يوم يعرف بنت يقضي وقت لطيف معاها وتاني يوم يقولها باي، مش قادرة أستوعب ده أو أركبه في خيالي عليك انت، عقلي مش مستوعبه.
سألها بهدوء: امال كنتي متخيلاني ازاي؟