رواية حكمنا الهوى حلقات خاصة للكاتبة الشيماء محمد الفصل الثالث
بصتله لوهلة وردت بعصبية: شاب روش اه بس تقيل، البنات كلها هتتجنن وتكلمك بس انت مش أي واحدة تكلمها اه ممكن تصاحب زي شاكيناز زميلتك كده بس مش كل يوم واحدة، مش انت اللي كل يوم تعرف واحدة مش انت أبدا.
ابتسم ابتسامة عريضة وقرب منها أكتر ونزل لمستواها وهمس بمداعبة: ولما مش أنا اللي كل يوم بواحدة فين المشكلة بقى؟
بصتله بعدم فهم بس لقته ضحك جامد على شكلها ففهمت انه بيشتغلها مش أكتر، ضربته على صدره بغيظ: انت رخم على فكرة ودمك تقيل.
مسك ايدها وهو لسه بيضحك فلقت نفسها بتضحك معاه بعدها بصتله باهتمام: لا بجد، احكيلي عن ماضيك.
فضل ماسك ايدها، بعدها رفع وشه واجهها: مفيش حاجة فيه مميزة تستاهل، اه أول ما سافرت شوية كان الجو غريب عليا واتخبطت شويتين بس بعدها كل الأمور استقرت وبقيت عارف أنا بعمل ايه، يعني اه ليا اصحاب بس مجرد اصحاب ماكانش في علاقات جادة في حياتي، قومي بقى خلينا نشوف هنتغدى ايه لان جاي على بالي ناكل سمك.
سألته بفضول: سمك؟ انت جبت سمك؟
استغرب سؤالها وشاور وراه ببساطة: ما عندنا بحر كامل اهو أجيب سمك ليه؟
بصت وراه ورجعت بصتله بتهكم: وهتمسك السمك ده بايه يا ذكي؟ أكيد مش هتنزل تعوم وتجري وراه
بصلها مستغرب وسابها ومشي فقامت تجري وراه وهي بتقول: بتكلم بجد على فكرة
رد بتهكم بدون ما يبصلها: في اختراع رهيب اسمه صنارة يا ذكية انتِ.
مسكت دراعه وبررت: أنا عارفة ان في اختراع اسمه صنارة بس ما شوفتكش بتشتري صنارات.
مسك وشها ووضحلها بهدوء: يا حبيبة قلبي مكان زي ده في جزيرة وسط الميا لازم يكون فيه صنارات مش صنارة، ده شيء أساسي، ممكن بقى تبطلي أسئلة مستفزة وتيجي نصطاد؟
راحوا مع بعض يصطادوا السمك، واكتفوا باتنين حجمهم مناسب لان أي سمكة صغيرة بيرجعوها تاني الميا.
همس بصت لسيف بفضول: اصطادنا اتنين هنعمل فيهم ايه بقى؟
بصلها: هنشويهم أكيد، مش بتحبيه مشوي؟
ردت بحماس: بعشقه وهو مشوي بس مش المفروض يتنظف ويتتبل ولا هنشويه بحاله كده؟
ابتسم لما فهمها: طيب نظفيه يلا وتبليه.
شهقت بذهول: أنا؟ انت متخيل اني ممكن أعرف أعمل ده؟ انت بتهزر يا سيف
لبست جوانتي وأخدتهم منه وهو بيضحك على شكلها وخصوصا انها مش عارفة تمسك السمكة وبتتزحلق من ايدها ومحتاسة
ضحك على منظرها وقرب وقف وراها ومد ايديه حواليها برفق: بنمسكها كده، وبتشيلي أي قشر عليها الأول كده.
كانت بين ايديه مستمتعة بوجودها في حضنه وهو بينظف السمك، خرجت نفسها بالراحة وقلعت الجوانتي اللي لابساه وغسلت ايدها بعدها وقفت هي وراه وحضنته: هنعكس الوضع وهتفرج أنا كده، والمرة الجاية أنا هعمله.
حرك راسه بضحك: انتِ نصابة يا همس، نصابة.
بصلها وهو بيغسل السمكتين: بتعرفي تعملي رز يا همس ولا؟
شمرت ايديها بحماس: شوفت ماما وهند بيعملوه كتير، ده سهل هبهرك.
ضحك على طريقتها ورد بمرح: ابهريني لاني واثق اني هنبهر فعلا - كمل بصوت واطي - ربنا يستر
بصتله بتحفز: قلت ايه؟
ابتسم بتراجع: بقول ربنا يسهل يلا اعملي
جابت أرز وحاولت تغسله: خد جنب كده علشان أغسله.
فتحت الميا جامد والأرز بيطير في الحوض فقفل الميا بسرعة: انتِ كده مش هتلاقي حاجة تعمليها قللي الميا شوية.
كشرت: اصبر كنت هقللها
فتحت الميا بالراحة وبدأت تغسله وكل ما تيجي تصفي الميا زي أمها بيتدلق منها شوية.
سيف قفل الميا بقلة حيلة: هاتي يا بنتي مصفاة حطيه فيها، انتِ دلقتي نصه، وهاتي رز تاني يا همس
كشرت وهي بتجيب مصفاة: كنت هجيبها على فكرة.
ردد بتهكم: أيوة أنا واخد بالي، حطي ميا تسخن في الغلاية عقبال ما تغسليه.
بصتله بتذمر: عارفة اصبر
راقبها وهي بتحط الميا فبصتله بكبرياء: على فكرة بعرف أعمل رز.
⁃ واضح فعلا انك بتعرفي.
جابت حلة وحطت فيها شوية زيت وبصتله: هنعمله بشعرية؟
بصلها ورد ببساطة: طبعا بما انك الرز العادي هتعاني فيه فصعب نعمل رز سمك.
بصتله باستيعاب: أيوة صح رز السمك مختلف بس الصراحة مش عارفة بيعملوه ازاي يا سيف؟
⁃ اعملي العادي.
حط التوابل على السمك وهو بيراقبها بتقلب فيه على النار فبصتله باستفسار: نحط الميا امتى؟
رفع كتفه بجهل: معرفش بس حطيها دلوقتي بدل ما يتحرق.
بصتله وهي بتحط الميا: قد ايه؟
ماردش فكررت: قد ايه قول؟
⁃ معرفش قلتلك مابعرفش أعمله أساسا.
كشرت: طيب افتح اليوتيوب
رد بتهكم: انتِ لقيتي شبكة هنا يعني علشان يكون في نت؟
بصتله باستسلام وفضلت تحط ميا لحد ما مسك ايدها: كفاية، نظريا كده كفاية أوي المفروض يكون في نسبة وتناسب.
برطمت باعتراض وتهكم: نسبه وتناسب؟ حتى دي كمان هيدخل فيها النسبة والتناسب، زي قوانين الفيزيكس اللي بتشرحهالي واحنا بنموت.
ضحك عليها: يعني لو مش هتطبقي اللي بتتعلميه ده يبقى بنتعلم ليه؟
دورت وشها بعيد بغيظ منه وهو أخد السمك وجه يخرج يشويه فوقفته بسرعة: أوطي النار امتى؟ ماما كانت بتقول لما الميا تنشف نوطي
بصلها من فوق كتفه: افضلي جنبه لما الميا تنشف وطي.
شوية وخرجتله وقالت بإعجاب: الريحة تحفة
بصلها بمرح: أخبار الرز ايه؟
ضحكت: أنا مش قلت هبهرك؟ هبهرك اصبر، المهم قدامك كتير؟
رد وهو بيقلب السمك: ما أعتقدش مش بياخد وقت، اعملي سلطة يكون استوى.
دخلت عملت السلطة وسيف دخل عندها بعد شوية فبصتله بإحباط: الرز مش حلو يا سيف، مش زي اللي ماما بتعمله أبدا
ابتسم بتعاطف: ليه ماله؟ هيتاكل عادي يعني.
وضحت وهي محبطة: بص هو عامل زي الرز بلبن بس بملح.
ضحك جامد وراح شاف الرز فاتصدم: قلتلك الميا كتيرة بس عادي يعني سيبيه على النار شوية.
بصتله بأمل: تفتكر هينشف شوية؟ بس مش هيتحرق؟
رد بحيرة: أعتقد هيتحرق بس على الأقل اللي على الوش هيتاكل، يعني مجرد وجهة نظر.
جهزوا السفرة على البحر وقعدوا الاتنين في جو رومانسي ياكلوا، سيف بصلها بتشجيع: على فكرة الرز مش وحش، المرة الجاية قللي الميا بتاعته هيتظبط، بس المهم طعمه حلو.
بصتله بفرحة: انت بتتكلم بجد ولا بتجاملني؟ عجبك؟
هز راسه بتأكيد وهو بياكل: عجبني أيوة، أصلا عايز أقولك اني بحب الرز يكون مستوي زيادة مش ناشف.
أكلوا الاتنين وهما مبسوطين وقضوا في الجزيرة أيام جميلة، أيام مسروقة من الزمن.
سيف نزل البلد القريبة من الجزيرة يشتري شوية طلبات ليهم ومعاه همس، فتح موبايله يشوف في أي رسايل مهمة ويكلم أهاليهم يطمئن عليهم هو وهمس، همس خلصت مكالمتها ومستنياه فقربت منه بملل: ايه مش كفاية مكالمات ولا ايه؟
ابتسم وهو باصص لموبايله: آخر مكالمة لكريم علشان سايبلي كذا رسالة خليني أطمن على الشغل والشركة وبعدها كلي ليكي.
ابتسمت: ماشي هطلع فوق أستناك لحد ما تخلص، سابته وهو اتصل بكريم سلموا على بعض واتكلموا عن مؤمن وسفره بعدها سيف سأله بمرح: سيبتلي كذا رسالة، خير كان في حاجة ولا وحشتك؟
كريم ضحك: وحشتني طبعا، انت ما تعرفش أنا بحبك قد ايه؟ انت ومؤمن بتسيبولي الدنيا وأنا مفحوت حرفيا.
ضحك وعلق: معلش معلش قدها يا عم كريم، المهم قول كنت عايز تكلمني في ايه؟ مش الشحنات وصلت واستلمتوها؟ وكله تمام ولا ايه؟
⁃ اه كله تمام بس.
سكت وماعرفش يبدأ كلامه ازاي بس سيف سأله: بس ايه؟ في أي مشاكل في الاستلام؟
كريم بهدوء: أختك ماعرفتش تخلص الشحنة من الجمارك.
سيف استغرب لانه لسه مكلمها وقالتله كل أمور الشركة تمام: ما قالتليش ليه؟ ولحد دلوقتي ماعرفتش؟
وضح بسرعة: لا لا طبعا خلاص أفرجنا عنها والأمور كلها تمام.
سيف حس ان في حاجة ناقصة في الكلام فقال: طيب ايه؟ وليه آية ماعرفتنيش كنت خليت بابا أو مروان يتعاملوا معاها طالما هي مش عارفة، أصلا الشركة كبيرة عليها وهي مش معترفة بده وبتكابر وخلاص، مش فاهم ليه ما طلبتش مساعدة طالما هي مش قادرة
كريم بتردد: هي طلبت يا سيف - الصمت سيطر عليهم شوية لحد ما كريم كمل - طلبت مني.
استنى ان سيف يعلق بس فضل ساكت فاضطر يكمل: وطلبت مني ما أعرفكش انت أو والدك انها طلبت مساعدتي بس ماكانش ينفع اني ماأعرفكش حاجة زي كده.
سيف نفخ بضيق من تصرفات أخته وحرك راسه بيأس من محاولته انه يفهمها أو يفهم تفكيرها: أنا بجد مابقيتش فاهمها ولا عارف أتعامل معاها أساسا يا كريم.
سأله باهتمام: ايه اللي وصلها يا سيف انها تخبي عنك أو تحس انكم هتشمتوا فيها؟
رد بضيق من أخته: علشان هي بني آدمة متخلفة، متخلفة بجد وبتتصرف بغباء، أصلا كويس انها فكرت تطلب منك مش من حد تاني، كل يوم بتثبتلي انها عيلة وانها ما ينفعش فعلا تمسك شركة بالحجم ده.
كريم بجدية: اهدا لان طريقة تفكيرك دي هي اللي وصلتها تخبي عنك وتطلب مساعدة من غيرك.
سيف زعق: كريم أنا مافكرتش كده من فراغ أساسا، هي بتجبرني أفكر فيها بالشكل ده، تصرفاتها كلها بقت اوفر، اوفر أوي وفوق ما تتخيل.
همس سمعت صوته العالي فنزلت تشوفه و وقفت على السلم تشوف هل تتدخل ولا مش محتاج تدخلها؟
سيف سكت شوية يحاول يهدا وكريم فضل ساكت شوية يسيبله فرصة انه يهدا بعدها علق: أختك عيلة وصغيرة وبتتخبط ولو ماكنتش انت الحضن اللي هتستخبى فيه وتشكيله همومها هتشوف حضن تاني فخلي بالك يا سيف وطول بالك عليها أكتر من كده، هي عيلة لسه، اعتبرها يا سيدي زي همستك.
رد باندفاع: همستي مش بتعاند زيها لمجرد العناد، همستي بالرغم من صغر سنها بس بتحكم عقلها في الأمور المهمة، همستي
سكت وماكملش لانه مش عايز يغلط في أخته فأخد نفس طويل وقال: المهم يا كريم، خلصتوا حوار الجمارك ولا لسه؟ وهل في أي مشاكل تانية في الشركة؟
كريم طمنه وقبل ما يقفل معاه نبهه: سيف بلاش تعرف أختك اني عرفتك، يعني حتى لحد ما ترجع انت هنا وترجع شركتك بدل ما حاجة تحصل تاني وهي تخبي عن الكل، على الأقل دلوقتي بتكلمني أنا.
سيف وافقه وقفل معاه بعدها لقى همس قدامه قربت منه و وقفت قصاده وهو فضل قاعد مكانه: صوتك كان عالي أوي، في ايه اللي حصل؟
بصلها وأخد نفس طويل: مشاكل في الشركة وآية مش عارفة تتعامل فيها وبدل ما تكلمني أنا أو بابا كلمت كريم.
قعدت قصاده بعدم فهم: طيب مش كريم حد موثوق فيه؟
بصلها بضيق: كريم موثوق فيه بس الفكرة ليه ماكلمتنيش أنا أو بابا؟ ليه بتتخبط لوحدها؟
همس حطت ايدها على خده وقربت أكتر منه: مش يمكن علشان انت بقيت بتتنرفز عليها كتير؟ مش يمكن بطلت تحاول تسمعها بهدوء؟ أو يمكن غلطتها مع حازم هزت ثقتها بنفسها زي ما هزت ثقتكم انتم فيها وبالتالي دي المحصلة، سيف خدها في حضنك وبطل تحكم وتتنرفز عليها، نادر لما بيفضل ينصح فيا ويكلمني بلهجة صح وغلط والمفروض و و مش بسمعه، لكن لما بياخدني في حضنه بسمعه من غير حتى ما يتكلم، بفترض ايه اللي ممكن يقوله وأعمله، الحضن سحر وحضنك انت بالذات اوعى تحرمها منه، كلمها يلا.
هز دماغه برفض: كلمتها وقالتلي الدنيا كلها تمام، فمش هينفع أكلمها تاني دلوقتي.
بصتله بتفهم وسندت راسها على كتفه في صمت.