رواية حطمت أسوار قلبي للكاتبة بسملة حسن حلقات خاصة الفصل الرابع
كان يركض في المستشفي وخلفه قُصي
فمنذ دقائق قليله هاتف شخص غريب قاسم من هاتف سجي واخبره بوجود سجي وشاب اخر بالمستشفى وبمجرد ما ان سمع قاسم الخبر خرج من مكتبه وهو يركض وقد فزع قُصي عندما رأي والده علي تلك الحاله وخاف اكثر علي اخته عندما أخبره والده بما حدث لها.
سأل قاسم بخوف وسرعه ف الاستقبال عن حاله ابنته وسرعان ما ماعرف مكانهم
توجهه قاسم بركض الي الغرفه التي أخبره بها رجل الاستقبال
وكان علي وشك الدخول ولكن منعه خروج الطبيب من الغرفه فاوقفه بسرعه وقال بخوف شديد علي ابنته: بنتي بنتي فين يادكتور.
الطبيب بهدوء: حضرتك والد البنت اللي جات ف حادثه وكان معاها شاب
اومأ قاسم رأسه بسرعه
فتابع الطبيب مطمئناً اياه: متقلقيش بنت حضرتك كويسه هي شويه كدمات بس ومفيش كسور الحمدلله.
تنهد قاسم وهو وقُصي براحه ثم قال قُصي: وعز الشاب اللي معاها عامل ايه
الطبيب بأسف: للاسف الشاب هو اللي جه حالته صعبه، كان في نزيف داخلي ولولا انه جه ف الوقت المناسب كنا فقداناه ده طبعا غير الكسور اللي في جسمه والجروح اللي سببها ازاز العربيه ليه.
ابتلع قاسم ريقه بصعوبه وقال بخوف علي عز: طب هو عامل ايه دلوقتي
الطبيب بعمليه: هو حاليا ف العنايه المركزه محطوط تحت الملاحظه لو 24 ساعه اللي جاين عدوا علي خير ف كده عدينا مرحله الخطر
قاسم بحزن: ينفع ادخل اشوف بنتي
الطبيب: هي نايمه دلوقتي من المخدر اللي وخداه كمان كام ساعه هتفوق، وياريت حد ينزل الاستقبال تحت ويكمل الاجراءت..
اومأ قاسم رأسه وبعد رحيل الطبيب من امامهم قال قُصي بحزن علي عز: انا هنزل اشوف الاجراءت وهطلع لحضرتك يابابا
اومأ قاسم رأسه فرحل قُصي من امامه وبعد رحيله جلس قاسم علي احد كراسي الانتظار ووضع رأسه بين كفه ومازالت ضربات قلبه سريعه منء ان سمع خبر اصابه سجي، ظل قاسم يفكر كيف حدث ذالك الحادث ولماذا كانت سجي بسياره عز واسئله اخري كثيره تدور برأسه.
وبعد مرور ساعتان
عرفت جميع العائله ما حدث لعز وسجي حتي رحاب والده عز، وبمجرد ما ان سمعوا الخبر حتي توجهوا جميعا الي المستشفي..
وفي غرفه سجي
فتحت سجي عينيها ببطء ثم اغلقتها مجددا بسبب ضوء الغرفه القوي مرت ثواني وفتحتها مره اخري وقد بدأت تعتاد علي اضاءه الغرفه
اقتربت والدتها منها وهي تقول بلهفه ودموع: سجي حبيبتي انتي كويسه ياقلب ماما.
نظرت سجي لوالدتها باستغراب ثم نظرت لاخواتها المحيطين بالفراش المتسطحه عليه
لحظات وبدأت تهاجمها الذكريات بما حدث منذ بضع ساعات
وبعد دقائق وعندما تذكرت ما حدث توسعت عنيها من شده الصدمه والخوف وسرعان ما ترترقت الدموع في عينيها قائله بصوت خافت: عز!
انتفضت من علي الفراش وقالت بصراخ وببكاء: لالا عز، عز فين ياماما، عز كويس مش كده
ثم تابعت بانيهار ووبكاء اكثر وقد بدأت والدتها واخواتها يبكوا لحالتها: عز لا لا ، انا السبب انا السبب..
لُجين والدموع تنهمر علي وجهها: اهدي ياحبيبتي اهدي عز كويس
لم تستمع لها سجي وانما نهضت من علي الفراش غير عابئه بالالم جسدها وقالت ببكاء شديد: عز فين، انا عايزه عز.
لم يستطيع احد السيطره عليها ولم تعطي الفرصه لاحد ان يخبرها بان عز حالته جيده
خرجت سجي وظلت تسير بخطوات سريعه متعثره وهي تبكي وتردد اسم عز
استطاعت ان تري والدها واخواتها ادم وقُصي فاتجهت نحوهم بسرعه وهي تقول ببكاء وصوت مرهق: بابا.
اتجه نحوها قاسم بسرعه وامسكها من يدها قبل ان تسقط ف الارض
تجاهلت سجي شعورها بالدوران وقالت لوالدها ببكاء هستيري: بابا عز كويس مش كده
ضمها قاسم بحزن وقال وهو ينظر الي حنين الباكيه التي جاءت خلف ابنتها: كويس ياحبييتي والله، اهدي ياسجي اهدي.
سجي ببكاء: انا السبب يابابا انا اللي قولتله عايزه اتعلم السواقه، عز هيبقي كويس ومش هسيبني مش كده يابابا
كان قاسم علي وشك الرد عليها ولكن قاطعه صوت رحاب التي قالت بصوت عالي وهي تبكي: حرام عليكي، ليه ليه ده ابني اللي مليش غيره، ليه يعلمك هو السواقه، ملقتيش غيره ملقتيش غير عز، انتي عارفه حالته عامله ازاي دلوقتي، ابني بين الحيا والموت بسببك..
نظر لها الجميع بغضب بسبب حديثها ولكن لم يتسطيع احد التحدث وراعوا شعورها بالخوف والقلق علي ابنها الوحيد
استمعت سجي الي كلماتها وانهمرت ف البكاء اكثر، لحظات ولم تستطع الصمود اكثر فسقطت فجأه بين يد قاسم مغشيا عليها فتعالي صوت شهقات حنين ولُجين وليان.
اقتربت حنين منها وقالت بقلق وبكاء: سجي حبيبتي
ربت قاسم علي وجنتيها بخفه وبخوف وقلق شديد: سجي حبيبتي اصحي، عز هيبقي كويس ياسجي فوقي.
تدخل ادم وقال سريعا: هاتها يابابا اوديها اوضتها واجبلها الدكتور
حملها قاسم بين يديه بخفه وقال بخوف لادم: انا هوديها ياادم نادي الدكتور بسرعه
أومأ ادم وذهب من امامهم بسرعه ليحضر الطبيب
اما قاسم فتوجهه لغرفه سجي وخلفه جميع عائلته تاركين رحاب بمفردها..
مر الوقت علي الجميع بصعوبه
كان الجميع منتظر مرور الوقت ليتخطي عز حاله الخطر كما اخبرهم الطبيب.
لم يتصادم قاسم ولا احد من اولاده مع رحاب مره اخري فقد تجنب الجميع التعامل معاها حتي لا يفتعلوا مشاكل بسبب حديثها الغليظ
اما سجي فكانت بين اليقظه والنوم، فعندما تستيقظ تظل تبكي علي عز حتي تشعر بالتعب وتعود للنوم مره اخري لا تستجيب لحديث احد حولها كل ما تريد ان تري عز امامها حتي تتطمئن عليها بنفسها، وبسبب حالتها تلك لم يتسطيع قاسم او ادم معرفه مع حدث معهم بالتفصيل لشعور الاثنين ان ذلك الحادث مدبر..
حاول ادم التوصل لاي خيط لتلك الحادث وذهب لمكان الحادث علي امل ان يجد كاميرات مراقبه فب المكان ولكن للاسف لم يجد ولم يتسطيع ايضا ان يتوصل لصاحب السياره الاخري التي صدمتهم، فقرر ان يتنظر حتي تتحسن حاله عز ليفهم ما حدث معهم بالتفصيل.
وف اليوم التالي
مرت 24 ساعه علي خير دون اي مضاعفات
وقد طمئنهم الطبيب علي حاله عز وقاموا باخراجه من العنايه ونقلوه الي غرفه عاديه
ظل عز في غيبوته حتي بعد خروجه بساعات من غرفه العنايه وهذه ما اقلق قاسم عليه ولكن اخبره الطبيب بانه شئ طبيعي ولا يشكل هذا خطرا علي عز.
مرت ساعات اخري
كام قاسم يجلس ف غرفه سجي والتي كانت تجلس ف حضن والدتها وتبكي بصمت وكانت حنين تهمس لها بكلمات صغيره تحاول ان تطمئنها
اعتدلت سجي عندما دخل يزن أخيها وقال ينظر لسجي: عز فاق ياسجي
سجي والدموع تنهمر علي وجهها: بجد يايزن فاق
أومأ يزن رأسه بابتسامه فنهضت سجي بسرعه ولهفه من علي الفراش بمساعده حنين.
وبعد دقائق
كانت سجي تفتح باب غرفه عز بلهفه فوجودت رحاب تساعده عاي الجلوس براحه اكثر
قالت سجي بصوت باكي: عز!
نظر عز لها بلهفه خوفا من ان يكون قد اصابها مكروه
ف منذ ان فتح عيونها وليس علي لسانه سوي اسم سجي
أخبرته رحاب بانها بخير ولكنه لم يصدقها، وكان علي وشك النهوض ليطمئن عليها بنفسه علي الرغم من الكسور والجروح التي بجسده
قال عز بصوت مرهق: انتي كويسه.
اقتربت منه سجي وقالت ببكاء وهي تجلس امامه: انا اسفه اسفه، انا السبب ف اللي انت فيه ده
تحدث عز بنبرته الحنونه معاها: اهدي ياسجي، انتي مش السبب ف حاجه ده نصيبي، وانا كويس اهو اهدي عشان خاطري
تدخلت حنين وقالت وهي تربت علي يده بحنان امومي: حمدالله علي السلامه ياحبيبي
عز بابتسامه مرهقه: الله يسلم حضرتك
نظر بعدها الي سجي التي مازالت تبكي قائله بندم وهي تتفحص جسده وذراعه المكسور: انت انت موجوع مش كده.
عز بابتسامه: انا كويس ياحبيبتي الحمدلله، اهدي بقا عشان خاطري انا مش بحب اشوفك كده
سجي بخفوت: انت كان ممكن تموت بسببي
عز ولم يخجل من وجود حنين: فداكي حياتي ياسجي
نظرت سجي بتوتر لوالدتها ومازالت الدموع وعالقه بعينيها
فابتسمت حنين لها ولم تعلق.
لاحظ عز عدم وجود والدته منذ دخول سجي وحنين ولكن لم يعطي للموضوع اهميه وظل يتحدث مع سجي وحنين الي ان دخل اخوات سجي ليطمئنوا عليه.
وف الخارج
نزلت رحاب الي كافتيرا المستشفي تبحث بعينيها عن قاسم وبالفعل قد وجدته فاتجهت نحوه وقالت بسخريه عندما رأته يرتشف كوب من القهوه: ايه مطلعتش تسأل ليه علي خطيب بنتك اللي كانت هتبقي السبب ف موته عشان احلامها التافهه.
قال قاسم بنبره جامده: انا لحد دلوقتي مراعي انك بتقولي كده عشان خوفك علي ابنك وعديت الكلمه مره وهعديها المره دي كمان بس كلام زي كده لو اتكرر تاني هندمك عليه، انا كنت ممكن اخسر بنتي زي ما انتي كنتي هتخسري ابنك بالظبط، وبعدين انا مش فاهم بصراحه سر خوفك وقلقك الشديد عليه اللي يشوف كده ميقولش انك كنتي سايباه من وهو عيل صغير ومفكرتيش تسألي فيه.
ارتبكت رحاب وتحدثت قائله: الموضوع ده يخصني انا وابني وانا خلاص ندمت ورجعتله وهو كمان سامحني
قاسم بابتسامه جانبيه: اتمني، عز يستاهل ان يعيش حياه طبيعيه ويحس بحنان امه عليه..
لم تعير رحاب حديثه اهتمام وانما قالت بغلظه: عربيه ابني اتدمرت بسبب بنتك وابني تعب عبال ما اشتري العربيه دي.
ابتسم قاسم بسخريه وقد علم نيتها الحقيقه فقال: والمطلوب؟!
رحاب: تعويض
قاسم ببرود: ساعتين وتلاقي عربيه زي بتاعت ابنك ويمكن احدث، بس ياتري عز عارف موضوع التعويض ده
توترت رحاب ولكن استطاعت أن تخفي توترها وقالت: ااه عارف انا اتفقت انا وهو وقالي اني اكلمك عشان هو مش هيعرف يفاتحك ف الموضوع ده.
اومأ قاسم رأسه بهدوء: حاجه كمان
رحاب: لا بعد اذنك عشان هتطلع اطمن علي ابني
قاسم بابتسامه مصطنعه: اه اكيد اتفضلي
كانت رحاب علي وشك الرحيل ولكن توقفت علي صوت قاسم يقول: مدام رحاب
التفتت له رحاب بعجرفه فتابع قاسم بنبره تحذيريه اخافت رحاب: لو فكرتي تضايقي سجي بنتي بس بكلمه هتزعلي مني اتفقنا
توترت رحاب من حديثها فاومأت رأسها ورحلت من أمامه بسرعه.
وبعد رحيلها تحولت ملامح قاسم الي الغضب والاشمئزاز من تلك المرأة وشعر بالشفقه علي عز بسبب ان تلك الخبيثه هي والدته
اخرج هاتفهه من جيبه وقام بمهاتفه ابنه ادم الذي كان ف عمله
ثواني وفتح ادم الخط وقال: الو
قاسم بهدوء: ايوه ياادم كنت عايزك ف حاجه
ادخ باحترام: اتفضل يابابا
قاسم بغموض: كنت عايزك تجبلي تفاصيل عن رحاب والده عز، كل حاجه عنها خاصه الفتره اللي قبل ما تظهر في حياه عز.
ادم: حاضر يابابا يومين وكل حاجه عنها هتكون مع حضرتك، ثم تابع بتساؤل: انت شاكك ف حاجه يابابا
قاسم بهدوء: هاتلي بس المعلومات دي عنها ونبقي نكمل كلامنا
ادم بطاعه: حاضر..
مر اليوم وقد جلس ادم وقاسم مع عز وسجي وبدأو يسألوهم عن الحادث وما الذي مروا به بالتفصيل
حكي عز ما حدث واحساس ادم وقاسم بان الحادث مدبر يزداد خاصه بعد حديث يزن ةلءي قال ان السياره ظهرت من العدم فجأة ف كان الطريق فارع هادئ لا تمر به سيارات.
استمع قاسم وادم لحديث عز بانصات وتحدثت سجي ايضا ومازاد حب وامتنان قاسم لعز عندما اخبرته سجي ان عز القي جسده عليه حتي يحميها من اي اصابات وبالغعل نتيجه فعلته استطاع ان ياخد هو النصيب الاكبر من الكدمات والكسور اما سجي فلم يصبيها سوي كدمات ستزول بالعلاج خلال أيام..
ظل عز طوال اليوم التالي بالمستشفي وظلت والدته معه تساعده وتهتم به وهذا ما جعل عز يرق قلبه من ناحيتها فهو لاول مره يجرب ان يهتم به شخص، سجي لم تقصر معه يوما ودوما ما تهتم به وبصحته وحياته ولكن شعور اهتمام والدته به مختلف قليلا، وبجانب اهتمام والدته اهتم به قاسم وسجي وحنين أيضا
وبعد مرور يومان
وفي قصر قاسم
في المساء
توجهت حنين الي باب الغرفه عندما سمعت صوت طرق علي الباب.
ففتحت الباب وعندما رأت سجي امامها قالت بخوف: سجي، انتي كويسه ياحبيبتي
سجي بأبتسامه باهته: اه يامامي الحمدلله، بابي صاحي.
حنين بابتسامه حنونه: ااه ياحبيبتي صاحي، ادخلي
عملت حنين من هيئه ابنتها المتوتره السبب وراء مجيئها لغرفتهم
دخلت سجي ورأت والدها يجلس علي الفراش كان علي وشك النوم ولكن عندما سمع صوت طرق علي الباب وسمع صوت ابنته نهض قلقا من ان يكون اصابها مكروه.
نظر قاسم لابنته وقال بهدوء: في حاجه ياسجي
اتجهت سجي للفراش وصعدت عليه وقالت بدموع وهي تجلس أمام والدها: انا اسفه
قاسم بعدم اهتمام: اسفه علي ايه انتي عملتي ايه
سجي والدموع تنهمر علي وجهها: اسفه اني ركبت مع عز العربيه بس والله يابابي دي كانت اول واخر مره، وانا ساعتها اللي قولتله عايزه اتعلم السواقه، انا اسفه اني حطيتك ف الموقف ده.
ظل قاسم ينظر لها بصمت فقالت سجي بحزن وبكاء: عشان خاطري يابابي سامحني واوعدك انها مش هتكرر تاني
لم يتحدث قاسم فتابعت سجي ببكاء اكثر: بابي ارجوك اتكلم، انت عارف اني مش بحب تزعل مني، صمتت لثواني وقالت: طيب لو عايز تعاقبني عاقبني لو ده هيريح حضرتك وهيخليك تسامحني وانا موافقه علي اي عقاب مهما كان ايه.
ايضا لم يرد قاسم فقالت سجي وهي تنظر لوالدتها: مامي قوليله يسامحني عشان خاطري
لم يتحمل قاسم ان يري سجي وهي تبكي اكثر من ذلك فضمها نحوه وقال بحنان وهو يمرر يده علي ظهرها: هشش اهدي، خلاص ياسجي مش زعلان
خرجت سجي من احضانه وقالت بلهفه: بجد؟!
اومأ قاسم رأسه بابتسامه بسيطه وقال بعدها بجديه: بس اول واخر مره تتحركي مع عز خطوه من غير ما تقوليلي
انا واثق فيكي ياسجي وواثق انك مستحيل تستغفليني.
وانا هعتبر اللي حصل ده محصلش، بس لو اتكررت تاني وعرفت انك كنتي ف حته مع عز لوحدكم ه..
قاطعته سجي وقالت بلهفه وهي تسمع دموعه: مش هيحصل والله مش هيحصل تاني، دي اول واخر مره اخبي عليك حاجه يابابي
اومأ قاسم رأسه بابتسامه ولم يتحدث
فقالت سجي بطفوله وهي تتسطح علي الفراش براحه: انا هنام جمبكم انهارده زي ما كنت بعمل زمان
ونظرت لوالدتها وقالت ببراءه: ماشي يامامي..
حنين بحب: الاوضه تنور ياروحي.
قاسم بصرامه مزيفه: هنام ياسجي مش هتضحكي علينا وترغي معانا وتسهرينا للصبح
ضحكت سجي وقالت: لا مش هضحك عليكم، انا اصلا نعسانه اووي
انهت كلماها ثم تثاوبت بنعاس
فقالت بعدها بضحكه لوالدها: شوفت انا نعسانه ازاي
ضحك قاسم بخفه عليها فتابعت سجي قائله بحماس لوالدتها: يلا يامامي طفي النور ويلا عشان ننام.
حنين بابتسامه: حاضر ياحبيبتي
وبالفعل اغلقت حنين اضاءه الغرفه ولم يتبقي الا ضوء خافت صادر من الاباجوره الموجوده علي الكمودينوا
تسحطت حنين بجوار سجي التي كانت تنام بين قاسم وحنين
كانت سجي تتوسط حضن والدتها وتغمض عيونها براحه
تحت نظرات قاسم المراقبه لهم.
ظل مده وهو يراقبهم وابتسامه خفيفه مرسومه علي وجهه، مهما فعلت سجي تستيطع ان تمتص غضبه منها ف لحظات، بمجرد ما ان تبدأ بالبكاء لشعورها بالحزن والندم لغضب واادها منها يضعف قاسم أمام دموعها ويسامحها ف الحال.
تنهد بعمق ف لا يعلم عندما يأتي ذلك اليوم وتتزوج فيه سجي كيف سيعيش ف القصر بدونها
اغمض عينيه يحاول ان يطرد تلك الافكار من عقله فكيفيه الان انها بجانبه
كان قاسم علي وشك ان يذهب ف ثبات عميق ولكن انتبه علي شخص يضمه ولم تكن سوي سجي والتي قالت بصوت رقيق منخفض وهي تحتضن والدها واضعه رأسها علي صدره: انا بحبك اوي يابابي
حاوطها قاسم بيده وقال بصوت منخفض مماثل لها: وبابا بيموت فيكي ياقلب بابا..
تابع بتنهيده: ابقي اجهزي بكره بالليل عشان هنروح نزور عز انا وانتي وماما
ابتسمت سجي بسعاده شدديه ثم اغمضت عينيها براحه متنمنيه ان يأتي الغد بسرعه لشده اشتياقها لرؤيه عز ورغبهتا في الاطمئنان عليه..
وبعد مرور ساعات
ف شقه عز
كان عز يجلس علي الفراش وكل فتره يطلق آه خافته فالالم الجروح التي بظهره اشتدت عليه بقوه
تناول احد المسكنات من جانبه ليهدأ هذا الالم.
مد يده ليرتشف قليلا من المياه ولكن وجد كوب المياه فارغ
فاضطر ان ينهض ويذهب للمطبخ
وبخطوات بطيئه نهض عز من علي الفراش خارجا من غرفته
واثناء سيره البطئ تجاه المطبخ مر علي غرفه رحاب وسمع همهمه صادره من الداخل
استغرب ف الوقت قد تعدي الثانيه بعد منتصف الليل فمع من تتحدث والدته.
اقترب من الباب وكان علي وشك الطرق علي الباب
ولكن توقفت يده قبل ان يطرق علي الباب عندما سمع صوت والدته تقول: لا يااكرم متعملش اللي ف دماغك ده كفايه اني سمحتلك بموضوع الحادثه المدبره اللي جات علي حساب ابني رغم انك قولتلي ان اللي هيتضر هي بنت قاسم بس، بس اللي حصل العكس، انا معاك ف اي حاجه تاني بس الا انك تعمل اللي ف دماغك ده.
وبعدين انا عايزه الخطه دي تخلص بسرعه عشان امشي، عشان كل ما بقعد كل ما بيبقي اصعب اني امشي.
تعالت دقات قلب عز بشده حتي كاد ان يشعر بان قلبه سيتوقف
شعر بالدوار من صدمه ما سمعه ف استند علي الحائط بيده وهو يحاول ان يلتقط انفاسه فلم يصدق ما سمعه باذنه وما تفوهت به والدته، او تلك اللي تدعي والدته.
كل بكاءها وخوفها وندمها كان كذب، دخلت حياته لغرض معين وعندما تنال ما تريد ستتركه مثلما تركته وهو صغير
نزلت دمعه وحيده من عينيه وهو لا يصدق ان من ف الداخل هي والدته، كاد ان يسامحها علي تركها له ف الماضي، كاد علي بدأ صفحه جديده معها، ولكن يبدو ان
كان مخطأ من البدايه عندما سمح لها ان تدخل حياته مره اخري..