رواية حطمت أسوار قلبي الجزء الثاني للكاتبة بسملة حسن الفصل الرابع والعشرون
كان قاسم يجلس علي الارضيه البارده ف المستشفي
ينظر امامه بشرود وقد كان وجهه يظهر عليه الالم والتعب
نظر الي يديه المليئه بدماء ابنته ونزلت دموعه بصمت
وكان ادم يقف ويراقب حاله والده
لاول مره يراه بهذا الضعف لاول مره يظهر عليه كبر السن ولاول مره يري دموع والده التي لم تجف منذ رؤيه لُجين غارقه ف دمائها
اقترب ادم من والده وتحامل علي نفسه ومال عليه وقال لوالده بصوت متحشرج والدموع ف عينيه: ان شاءالله مش هيكون حصلها حاجه.. ان شاءالله مش هيكون في حد من الكلاب دول قرب منها
ثم تابع بقوه واصرار: بس وحياه اللحظات الصعبه اللي احنا بنمر فيها دي هجبلك الكلب اللي اتجرأ وخطفها واللي عايز يدمر عيلتنا.. هجبهولك تحت رجلك يابابا.. ولو ده محصلش انا هسيب شغلي عشان ساعتها مستهلش اني اكون فيه
اسند قاسم راسه علي الحائط واغمض عينيه ودموعه منهمره علي وجهه بغزاره..
وفي قصر قاسم
وبالتحديد ف حديقه القصر
كان يحيي يجلس علي الكرسي يضم قبضه يده بعنف وهو يقول بخوف: ياتري عامله ايه يالُجين.. ياتري بيعملوا فيكي ايه الكلاب دول
وقفت كارما امامه وقال بدموع: يحيي
نظر لها يحيي بحزن واشار بيده وقال: تعالي
اتجهت اليه كارما وجلست جانبه واحضتنته وقالت ببكاء: هو ايه اللي بيحصل ده.. ادم ولُجين وفارس.. وكمان يزن مش موجود
ضمها يحيي وقال بشرود: مش عارف ياكارما مش عارف.. بس ان شاءالله كل ده هيتحل وكل حاجه هترجع زي الاول واحسن
كارما برجاء: يارب
ثم تابعت قائله بحزن: مفيش اخبار عن لُجين
يحيي بغضب مكتوم: لا.. انا هقوم اروح لادم وخالو.. مش قادر اقعد هنا واسيبهم
خرجت كارما من احضانه وقالت: طيب مش هترتاح شويه انت منمتش من يومين وكمان مكلتش حاجه من ساعه اللي حصل
يحيي بتنهيده: ومين ليه نفس ياكل او يرتاح بس
نهض وتابع: انا رايحلهم مش قادر استني هنا اكتر من كده
قبل راسها وقال: روحي ادخلي جوه واقعدي معاهم
كارما بحزن: حاضر..
رحل يحيي من القصر ودخلت كارما للداخل وسمعت همس حنين الباكي تقول: عارفه يارهف اليوم اللي اتخطفت في لُجين.. قبليها بكام ساعه ادم قالي اني بفرق ف المعامله بين ليان ولُجين وقال اني مش بهتم بيها زي ما بهتم باليان
وتابعت بعدها ببكاء اكثر: بس خلاص هي ترجعلي وانا مستحيل اهملها تاني.. ياتري عامله ايه دلوقتي.. ياتري ف حد بيأذيها ولا كويسه.. بس انا حاسه بوجع في قلبي يارهف.. يبقي اكيد مش كويسه
احتضنتها رهف وقالت ببكاء: اهدي عشان خاطري.. لُجين هترجع وان شاءالله مفيش مكروه هيصيبها.. كفايه بكا ياحنين وادعي ربنا يحميها هو قادر علي كل شئ
حنين بتعب وبكاء: يارب احميها يارب.. انا مش هستحمل يحصلها حاجه وحشه
جلست كارما امامهم علي الاريكه وظلت تبكي بصمت وقالت بخفوت: ربنا يرجعك لينا بالسلامه يالُجين
وبعد مرور دقائق لاحظت رهف هدوء حنين انتظام انفاسها ف حضنها فنظرت لها ووجدتها قد ذهبت ف نوم عميق من كثره التعب البكاء
فقبلت راسها وقالت بحزن: ربنا يريح قلبك ياحنين
نظرت الي كارما وقالت بخفوت: روحي اطلعي شوفي ليان ياكارما وحاولي تأكليها اي حاجه وخليها تاخد علاجها
نهضت كارما وقالت بصوت هادئ: حاضر ياماما.. ثم تابعت قائله: هو فين بابا ياماما
رهف: قالي ان في مشكله حصلت ف الشركه وراح يحلها
اومأت كارما راسها بهدوء ثم صعدت علي الدرج متوجه الي غرفه ليان..
فتحت كارما باب الغرفه بهدوء ورأت ليان تجلس علي الفراش وتمسك بلوزه خاصه ب لُجين وتحضتنها وتمسك هاتفها وتنظر الي صوره فارس وتبكي بحرقه
ادمعت عين كارما فدخلت الغرفه واغلقت الباب خلفه وسارت باتجااها وجلست علي الفراش بجانب ليان وقالت بحزن: اهدي عشان خاطري ياليان.. ان شاءالله لُجين هترجع وفارس هيقوم بالسلامه قريب
ليان ببكاء: ليه بيحصلنا كده ليه
احضتنها كارما وقالت بنبره باكيه: امتحان من ربنا ياحبيبتي.. وان شاءالله كل حاجه هتتصلح وهترجع زي الاول
بكت ليان بحرقه وقالت: انا مش هتسحمل ان حد فيهم يحصله حاجه مش هستحمل
ثم تابعت بالم: وحشوني اوي
قبلت كارما راسها وضمتها اكثر ودموعها تنزل بصمت...
وفي الاسفل
قامت رهف بجعل حنين تتسطح علي الاريكه لتنعم بالراحه اكثر
ثم سمعت بعدها صوت جرس الباب
فالقت نظره خاطفه علي حنين النائمه ثم اتجهت بعدها الي باب القصر
فتحت الباب ووجدت حبيبه ووالدتها امامها
تحدثت والده حبيبه قائله بقلق وحزن عليهم: في ايه يارهف ياحبيبتي.. اللي سمعناه ده صح.. لُجين اتخطفت
اومأت رهف رأسها بحزن وقالت: تعالوا اتفضلوا ونتكلم جوه
توجهت بهم رهف الي غرفه الصالون بعيدا عن حنين حتي لاتستيقظ
جلسوا جميعا علي المقاعد
وقالت والده حبيبه: اتخطفت ازاي يارهف وفين حنين دلوقتي
رهف بحزن: والله ياسهير محدش عارف حاجه.. وحنين ما صدقت انها نامت بعد عياط يومين متواصلين
سعير لحزن ودموع: ربنا بعينها اللي هي فيه مش سهل
رهف بحزن: اه والله مش سهل ابدا هي عاشت لحظات صعبه اوي اليومين اللي فاتوا
حبيبه بدموع: وليان عامله ايه.. وقُصي برن عليه مش بيرد
رهف بتنهيده: ليان ف اوضتها ومعاها كارما.. وقُصي جه من شويه وفي اوضته ومنزلش من ساعه ما جه.. روحي اطلعيلوا ياحبيبه وهديه شويه
نظرت حبيبه الي والدتها بتردد فقالت والدتها: اطلعي ياحبيبتي قُصي جوزك وهو اكيد محتاجلك دلوقتي
نهضت حبيبه وقالت لرهف: هي اوضته فين
رهف: تالت اوضه علي ايدك الشمال
اومأت جبيبه براسها ثم خرجت من الغرفه وصعدت لغرفه قُصي
لحظات وكانت تقف امام الغرفه
طرقت علي الباب بهدوء وابتعدت عنه مسافه
انتظرت ثواني وفتح بعدها قُصي الباب
حزنت حبيبه عندما رأت وجهه الظاهر عليه التعب والحزن
فاقتربت منه وقال بحزن: قُصي
جذبها قُصي من يده وضمها اليه بشده دافنا رأسه داخل عنقها
احتوته حبيبه بذراعيها وسقطت دموعها بصمت
تنهد قُصي بقوه وهو مازال يدفن راسه ف عنقها: كنت محتاجلك اوي ومحتاج للحضن ده
حبيبه بنبره هامسه باكيه: انا معاك ياحبيبي
ابتعد قُصي عنها وجذبها لداخل غرفته واغلق الباب
فارتكبت حبيبه قليلا ولكن لم تظهر ذلك
تحدث قُصي بهدوء وقال: جيتي مع مين
حبيبه: ماما
اومأ راسه بهدوء ثم سار وجلس علي طرف الفراش
اتجهت اليه حبيبه وجلست بجانبه ومدت يدها ممسكه بيده وقالت بخفوت: ان شاءالله كل حاجه هترجع زي الاول
تنهد قُصي وقال بحزن: قضينا يومين من اصعب الايام.. ابتدينا بخبر اصابه ادم وفارس وان حالتهم خطر وبعدها بدقايق عرفنا ان لُجين اتخطفت
ليان متحملتش الخبر واغمي عليها وكانت شكلها يرعب جسمها البارد شفيفها الزرقه وشها اللي بقا لونه اصفر.. وامي متحملتش واغمي عليها هي كمان
ف لحظه لقيت عيلتي كلها بتنهار.. كل حصل ورا بعضه.. ودلوقتي لُجين مخطوفه..فارس دخل ف غيبوبه وليان اختي معرضه ف اي لحظه انها تتعرض لازمه قلبيه بسبب الحزن علي جوزها واختها
..واخويا اللي غايب عن البيت ومحدش عارف هو فين
كل حاجه متكركبه وكلهم مصايب اكبر من بعضها ومش عارفين نلاحق علي مين ولا علي مين
حزنت حبيبه بشده علي ما اصاب هذه العائله
فتحدثت قائله بصوت خافت: ان شاءالله لُجين واخوك هيرجعوا وفارس يفوق من غيبوبته ويرجع الهدوء والاستقرار لحياتكم تاني وربنا ينتقم من الناس اللي خطفوا لُجين ويحرق قلبهم زي ماحرقوا قلبكم
قُصي بتوعد: ااه بس لو اعرف مين الكلب اللي اتجرأ وخطف اختي... بس هنعرفه اكيد هنعرفه
حبيبه: ان شاء الله
نظرت للطعام الموضوع علي الكمودينوا بجانبه فنهضت وحملت الصنيه ووضعتها بجانبه وقالت بحنان: ممكن تاكل عشان خاطري انا متاكده انك ماكلتش حاجه طول اليومين اللي فاتوا
قُصي بفتور: مليش نفسي
حبيبه برجاء: معلش عشاني.. مينفعش تفضل قاعد كده من غير اكل وبعدين عشان تفوق وتعرف تتدور علي اختك كويس..قله الاكل مش هتفيدك بحجه بالعكس دي هتتعبك وممكن لقدر الله يغمي عليك بسبب قله الاكل... كل حتي شويه صغيرين بس اهم حاجه انك تاكل.. وانا هقعد اكل معاك عشان افتح نفسك.. بس علفكره انا باكل كتير وممكن اخلص علي الاكل ده ف ثواني فخد بالك بقا
ابتسم قُصي بهدوء ومسك يدها وقبلها وقال: ربنا يخليكي ليا ياحبيبه
جلست حبيبه جانبه وقال بابتسامه هادئه: ويخليك ليا ياقُصي.. يلا كل بقا
مد قُصي يده. وبدأ ف تناول بعض اللقيمات الصغيره وهو ينظر لحبيبه بابتسامه هادئه
مرت علي باله تلك الرسائل بدأت تُبعث له بكثره ف الفتره الاخيره
ولكن قال ف نفسه وهو يتأمل ملامح وجهها النقيه البريئه: اكيد الرسايل كلها كدب الوش ده مستحيل يخدع او يكدب..
كان يزن يقود سيارته وملامحه وجهه شاحبه وقد زاد السواد تحت عينيه ونقص وزنه بشكل ملحوظ
تنهد يزن بالم علي تلك الحاله التي وصل اليها
حاول ان يعالج نفسه وقرر العديد من المرات ان يبتعد عن تلك المخدرات ولكن بمجرد زوال مفعول البودره وعندما يزداد عليه الصداع والتعب ينسي اي قرار اتخذه ويهرول باتجاه تلك البودره ويستنشقها بلهفه
مر علي باله ما حدث له قبل ايام بعد ضربه لاخيه ادم
فلاش بااك
نزل يزن علي الدرج بسرعه شديده والدموع منهمره علي وجهه
خرج للشارع ونظر يميا ويسارا بتشتت
وبدأ بعدها ف الركض بسرعه مبتعدا عن العماره
وكلما يزيد ف ركضه كلما تزداد ف دموعه
وكل ما ف باله منظر ادم وهو متسطح علي الارض والدماء تندفع من راسه
بكي يزن بصوت عالي وقال: انا مكنش قصدي مكنش قصدي اقتله
وعند كلمته الاخيره توقف عن الركض
وقال بصدمه وضياع: ق قتلته!
جلس علي قدميه ف منتصف الشارع ولم يهتم بنظرات الناس له
نظر الي يديه المرتشعه وتخيل يده وهي مليئه بدماء اخيه
فزع بشده وقال: لالا اكيد هو هيصحي اكيد فارس سمعه وهيلحقه
نزلت دموعه اكثر
وفجأه ظل يضرب يده ف الاسفلت بقوه وعنف وكأنه يعاقب نفسه علي فعلته
توقف بعدما شعر بتخدر يده والدماء التي بدأت تندفع منها
توحشت ملامح وجهه وقال بغضب شديد: هقتلك ياعمرو.. انت السبب ف كل الي انا فيه ده.. هقتلك
انتبه بعدها علي صوت شاب يقف جانبه ويقول: انت كويس ياكابتن
لم يعيره يزن انتباه وانما نهض من علي الارض ورحل من امام الشاب وكله عزيمه واصرار علي الانتقام من عمرو
وبعد مرور نصف ساعه
وقف يزن امام شقه عمرو وطرق الباب بعنف شديد
وقد اصبحت ملامح وجهه مخيفه
انتظر لحظات وفُتح الباب
ولكن رجع بخطواته للخلف عندما رائ رجل كبير ف السن من فتح الباب وقال: خير يابني انت مين
يزن باستغراب: مش دي شقه عمرو حمدي
الرجل: لا يابني.. هو ساب الشقه من فتره وعرضها للبيع وانا اشتراتها
اطلق يزن سباب خافت ثم نظر للرجل وقال: ماشي انا اسف لو ازعجت حضرتك
انهي كلامه ثم رحل من امام الرجل بخطوات سريعه غاضبه
تابع الرجل رحيله باستغراب شديد وقال: ده ماله ده..
سار يزن علي قدميه وهو يقول بتوعد: وحياه امي ما هسيبك ياعمرو..هوصلك وهاخد حقي
انتبه بعدها علي ذلك الصداع الذي يهاجمه بقوه ففكر قليلًا وعزم علي ان يذهب لسيارته
مرت عليه الليله الاولي وهي يقود سيارته ولا يعلم الا اين يذهب
توقف بسيارته ف مكان ما ثم قرر الاستعانه بصديقه باسم واتصل عليه وطلب منه ان يتقابلوا سويا ف احد الكافيهات ووافق باسم مباشره
تقابلوا سويا وبعد التحيه وفتح بعض المواضيع الصغيره اخبر يزن باسم انه يريد مكان بعيد عن الاعين يسكن به لعده ايام
وكان باسم ونعم الصديق فقد اخذه الي شقه كان يعيش بها هو وعائلته منذ فتره ولكن تركوها وسكنوا ف شقه اخري
ومنذ ذلك اليوم ويزن يعيش فتلك الشقه وباسم يأتيه كل يوم يطمئن عليه
حاول باسم ان يعلم ما اصاب صديقه.. ولكن اصر يزن علي الكتمان ولم يتحدث فلم يود باسم ان يضغط عليه اكثر وتركه علي راحته
بااااك
عاد يزن من ذكرياته وقال لنفسه بنبره سخريه متألمه: وبعدين يايزن هتفضل هربان كده لحد امتي.. فلوسك خلصت وبقيت تعتمد علي فلوس باسم.. هفضل علي الحال ده لحد امتي
صمت وتابع قياده سيارته بشرود وقد اتت علي باله عائلته التي اشتاق لها فقال بحزن: وحشوني اوي... بس اكيد محدش طايقني دلوقتي حتي ماما.. ده انا
كمان لما برن عليها مش بترد
اعتدل ف جلسته بتوتر عندما لاحظ وجود لجنه امامه ولكن تنهد بارتياح الي حد ما لعدم تواجد اي مخدرات ف السياره
اقترب من اللجنه واشار له الظابط بان يتوقف
فتح يزن زجاج السياره ونظر للظابط الذي قال: بطاقتك
اخرج يزن بطاقته واعطاها للظابط
اخذها الظابط وظل ينظر لها لثواني ثم قال بعدها وهو يضرب بكفه علي باب السياره: انزل
يزن بقلق وخوف: انزل ليه في حاجه ياباشا
الظابط بعنف: انت هترغي كتير.. قولتلك انزل
نزل يزن من السياره وهو متوتر بشده
نادي الظابط علي احد العساكر وقال بصوت عالي: تعالي ياعسكري خد الواد ده علي البوكس
يزن بفزع: بوكس ايه انا معملتش حاجه
الظابط بعنف: اخرس يااض
اتجه اليه العسكري ومسك يد يزن ودفعه ليسير امامه فقال يزن بانفعال: ابعد انت كمان..انا من حقي اعرف ف ايه وواخدني علي البوكس ليه
الظابط بلامبالاه: هتعرف ف القسم ان شاءالله.. اخلص يلا واركب بهدوء عشان منستخدمش العنف معاك
كاد يزن ان يتخدث ويخبره بهويه اخيه ولكن صمت علي اخر لحظه فلم يشئ ان يورط اخيه ف مشكله
فسار مع العسكري دون مقاومه وقلبه يدق بعنف ويشعر بان القادم لم يكون هين ابدا
ف المستشفي
نهض قاسم من علي الارض بسرعه عندما خرجت الطبيبه من الغرفه المحتجزه بها لُجين
اتجه اليها هو وادم الذي قال بتوتر: خير يادكتوره
نظرت لهم الطبيبه وقالت: انتو تقربولها ايه
قاسم بلهفة وخوف: انا انا ابوها وده اخوها
(وف تلك اللحظه حضر يحيي الي المستشفي بعدما ذهب الي مكتب ادم وعندما لم يجد احد قام بالاتصال علي ادم فاخبره ادم بما حدث وانهم الان موجودين بالمستشفي فاغلق يحيي معه وساق سيارته بسرعه عاليه متجها الي المستشفي)
اشفقت الطبيبه علي حاله قاسم وقالت بهدوء: هي بنت حضرتك اتعرضت لاعتداء عنيف وده واضح من الكدمات الكتيره اللي فجسمها
نزلت دموع قاسم وقال بخفوت: بنتي ضاعت صح
ردت عليه الطبيبه بسرعه: لالا متقلقش هي كويسه ولسه انسه هي بس ف كدمات وجروح ف جسمها كله
قال قاسم بصدمه وبطء: وو الدم
الطبيبه: لا الدم ده كان بسبب جرح كبير ف رجلها من فوق هو اللي كان مسبب النزيف ده.. بس الحمدلله بنتك زي ما هي
تنهد ادم بارتياح.. اما قاسم فسجد علي الارض وقال بصوت باكي: الحمدلله يارب الحمدلله
اما يحيي فنظر لاعلي وقال بابتسامه خافته: الحمدلله الحمدلله
الطبيبه: حمدلله علي سلامتها.. بس انا كنت عايزه اقولكم علي حاجه بخصوص حالتها
نهض قاسم من علي الارض بمساعده ادم ويحيي وقال بلهفه: حاجه ايه
الطبيبه: الاعتداء العنيف اللي اتعرضلته ده هيأثر علي نفسيتها.. اللي شافته وعاشته مكنش سهل عليه وهتفضل فكراه.. بطلب من حضراتكم انكم تساعدوها تخرج من الحاله دي... تصرفاتها ممكن تبقي غريبه ليكم شويه بس لازم تستحملوا ولازم عينكم تبقي عليها 24 ساعه عشان ممكن انهيارها يوصلها بانها تفكر ف الانتحار لقدر الله
رد ادم وقال: متخافيش يادكتوره مش هنسيبها.. ولو الموضوع معرفناش نسيطر عليها هنعرضها علي دكتور نفسي
الطبيبه: وده هيكون الاحسن ليها.. علي العموم هي واخده مخدر وهتفوق منه بعد كام ساعه
وفي مسكنات قويه لازم تاخدها بعد ما تفوق عشان الالم اللي هتحس بيه مش هيكون هين خاصه من الجرح اللي ف رجلها
اومأ قاسم راسه بتشتت وقال ادم بهدوء: ماشي يادكتوره شكرا
الطبيبه: العفو
رحلت الطبيبه من امامهم
فنظر ادم الي والده وقال بابتسامه: الحمدلله يابابا انها وصلت لحد كده
قاسم بابتسامه باهته: الحمدلله.. انا هدخلها
اومأ ادم راسه بهدوء
فنظر يحيي الي ادم وقال: ايه اللي حصل ياادم.. ولقتوها ازاي
تنهد ادم وبدأ يقص عليه ما حدث بهدوء
دخل قاسم الغرفه
ثم سار بخطوات بطيئه الي الفراش الذي تتسطح عليه لُجين
وقف بجانبها وظل يراقب وجهها المرهق الذي توجد به بعض الكدمات الزرقاء
مد يده ببطء وبدأ يمررها علي الكدمات برفق حتي لا يؤلمها وقال بصوت متألم: عايشتيني اصعب لحظات حياتي يالُجين.. لم شوفتك مرميه ف الصحرا وغرقانه ف دمك حسيت ساعتها اني ضهري انكسر.. ربنا ما يكتب علي اي اب الاحساس ده.. ثم تابع وعينيه ممتلئه بالدموع: اسف ياقلب ابوكي اني مقدرتش احميكي.. انا اسف
مسح دموعه وقال بتشجيع: يلا قومي بقا وحشتني لماضتك.. انا عارف انك قويه وهتقدري تعدي الفتره دي وكلنا هنساعدك علي ده يالُجين
مال عليها وقبل جبهتها بحنان وقال بعدها بعزيمه: وانا اوعدك اني هجبلك حقك وهكسر رقبه اللي عمل فيكي كده.. اوعدك
وبعد مرور ساعه
خرج ادم من الغرفه عندما سمع رنين هاتفهه
وخرج ورائ يحيي امامه الذي قال بلهفة: ها فاقت
هز ادم راسه نافيا وقال: لسه..
تنهد يحيي بحزن
فابتعد ادم عنه مسافة ثم فتح الاتصاال
وبعد مرور دقائق عاد ادم الي يحيي وقال: يحيي.. انا ف مشوار ضروري لازم اروحه.. خليك هنا عشان لو بابا احتاج حاجه
يحيي: انا واقف ومش هتحرك.. بس انت رايح فين
ادم بغموض: مشوار مهم
يحيي باستغراب: ماشي.. ثم نظر باتجاه جرحه وقال بهدوء: ادم لازم نشوف جرحك ومتكبرش دماغه عشان الجرح ميلتهبش
ادم: حاضر.. هخلص المشوار ده وهاجي تاني واشوف ممرضه تغيريلي عليه
اومأ يحيي راسه ف رحل ادم من امامه
وبعد مرور دقائق
كان ادم يقود سيارته بملامح جامده
انتبه علي صوت رنين هاتفه
فنظر للمتصل ووجده قُصي ففتح الاتصال وقال: الو
قُصي: ايوه ياادم.. وصلتوا لحد فين معرفتوش حاجه عن لُجين
ادم بهدوء: جمبك حد
قُصي: لا انا ف اوضتي
ادم: ماشي.. لُجين لقينها
قُصي بلهفه: بجد.. طب انتو فين عشان اجيلكم
ادم: لا ياقُصي خليك.. لازم تبقي معاهم ف القصر ومتقلقش هي كويسه في بس شويه كدمات بس الحمدلله انها جات لحد كده..
قُصي: طيي ليه مش عايزاني اجيلكم
ادم: عشان محدش من اللي عندك يعرف.. احنا كلها كام ساعه ونرجع بيها ان شاءالله .. امي لو جات وشافت حاله لُجين كده هتنهار ومش هتصدق انها كويسه
تنهد قُصي وقال بتفهم: ماشي ياادم.. ثم تابع بقلق: ادم اخوك يزن مشفتوش من ساعات اللي حصل وبابا لو فاق ولاحظ غيابه هيقلب الدنيا.. انا اتصلت عليه كتير بس الزفت ده مش بيرد ومش عارف راح فين
ادم بهدوء: هشوف الموضوع ده.. المهم روح لماما واقعد معاها وحاول تهديها
تنهد قُصي وقال: حاضر هغير هدومي وانزلها
ادم: تمام.. يلا سلام
قُصي: مع السلامه
كان يزن يسير ف الزنزانه بغضب
فقد مرت اكثر من ساعه وهو ملقي ف تلك الحجره ولا يعلم الي الان لما هو موجود هنا
سمع صوت غليظ يقول: جرا ايه يااستاذ ما اتقعد علي حيلك خيلتنا
زفر يزن بعنف ونظر للرجل وقال بوحشيه اخافته: بقولك ايه انا مش طايق نفسي فابعد عني عشان مطلعش همي كله فيك
صمت الرجل ولم يتحدث ولكن رد عليه رجل تظهر علي وجهه ملامح الاجرام وقال ليزن: مالك شايف نفسك علينا كده.. كلنا هنا واحد.. ثم نظر له بتفحص: بس شكلك نضيف بتاع بابي ومامي.. جاي ف ايه ياض انت
نظر له يزن باشمئزاز وغضب ولم يرد عليه
فنهض الرجل من علي الارض واقترب منه وقال باجرام: لا بقولك ايه.. بلاش البصه دي عشان بخاف
نظر له يزن بقوه وقال: انا لحد دلوقتي ساكت ومش راضي اعمل مشكله
اقترب منه الرجل اكثر وقال بغلظه: لا اعمل
غضب يزن بشده وانفعل فوجهه له لكمه قويه سقط الرجل علي اثرها علي الارض
وضع الرجل يده علي جانب شفتيه ووجد بعض الدماء الخفيفه
وابتسم بشر وقال: لا تعجبني
نهض الرجل واصبح كل من ف الزنزانه يراقب المعركه
اتجه الرجل الي يزن ووجه له لكمه لا تقل قوه عن لكمه يزن له
ومن هنا بدأ الشجار يشتدد اكثر وكان يزن يصد اللكمات ولكن لا مانع من بعض اللكمات التي اصابته نن الرجل
دخل العسكري وفرقهم عن بعضهم وكل واحد منهم وجهه ملئ بالكدمات خاصه ذلك المجرم
اقترب العسكري من يزن وقال: انت يزن
يزن وهو ينظر الي الرجل بغضب: ايوه انا
العسكري: تعالي معايا الباشا عايزك
خرج يزن مع العسكري وهو يعدل من هيئته الغير مرتبه نتيجه المعركه التي دخلها مع ذلك المجرم
وصلوا سويا الي مكتب الظابط ودخل العكسري وهو يمسك يد يزن وقال وهو يؤدي التحيه العسكريه: تمام يافندم.. هو ده يزن وكان عامل مشكله ف الزنزانة تحت
التفت له ادم الذي كان معطي له ظهره ونظر لاخيه ببرود
رد الظابط الاخر وقال: تمام ياعسكري سيبه واطلع بره
ترك العسكري يزن الذي كان ينظر لاخيه بصدمه ممزوجه بالخوف والقلق مما هو مقبل عليه
نهض ادم وقال وهو يمد يده للظابط: تمام يااحمد.. شكرا جدا.. اللي عملته معايا مش هنسااه
نهض احمد وقال وهو يمد يده لادم: علي ايه ياادم باشا انا تحت امرك ف اي وقت.. وحمدلله علي سلامتك انت والمقدم فارس
ابتسم ادم بهدوء وقال: الله يسلمك يااحمد.. وشكرا مره تانية
احمد بابتسامه: الشكر لله
ادم: يلا السلام عليكم
احمد.:وعليكم السلام
نظر ادم لاخيه بغموض وتوجه اليه وجذبه من ذراعه بعنف وخرج به من المكتب
سار معه يزن وهو لا يستوعب ما حدث حتي الان
ما الذي اتي باادم الي هنا وكيف عرف انه محجوز وما يشغل باله ماذا حدث له ولفارس ليقول له الظابط تلك الكلمات
فاق من شروده وادم يفتح له باب السياره ويقول ببرود شديد: اركب
ركب يزن ولم يعترض.. اغلق ادم الباب بعنف ثم اتجه الي الجانب الاخر وركب وبدأ ف قياده سيارته
وبعد مرور فتره من الصمت الدائم
تحدث يزن وقال بهدوء ظاهري يخفي القلق والخوف بداخله: انت عرفت مكاني ازاي
رد عليه ادم بنبره مخيفه وهو ينظر الي الطريق امامه: من دلوقتي لحد ما نوصل للقصر مسمعش نفسك يايزن..
صمت يزن ولم يتحدث وقد ازداد خوفه اضعاف
اما ادم فتابع الطريق وملامحه جامده
وقد تذكر اتفاقه مع احمد منذ يومان
فعندما علم من قُصي بعدم وجود يزن ف الوسط وان لا احد يعلم اين مكانه قرر ان يستغل انشغال ابيه ويبحث عن يزن
فلاش باك
خرج ادم من المكتب بعدما استاذن من ابيه
اخرج هاتفه وقام بالاتصال علي ظابط يدعي احمد يعرفه معرفه
سطحيه
رد عليه احمد وبعد فتره من الحديث سويا قال ادم بجديه: احمد كنت عايزك ف حاجه كده
احمد: اتفضل ياادم باشا
ادم: انا عارف ان بتقف ف لجان.. وانا دلوقتي هديك رقم عربيه واحد عايزك تشدلي ودانه شويه.. ف الحقيقه هو اخويا الصغير .. انت عارف طيش الشباب الايام دي وانا عايز أادبه شويه.. انا عايزك لو شوفت عربيته توقفه وتركبه البوكس وتقعده ف القسم شويه ومفيش مانع لو نزلته الزنزانة.. ولو مش هتقل عليك تقول لصحابك ف اللجان التانيه بردو لو لقوه يمسكوه
احمد باستغراب: اخوك وعايز تحطه ف الزنزانة
ادم بهدوء: اه زي ما قولتلك عايز اشد عليه شويه.. وهو اسمه يزن قاسم العامري
احمد باندهاش: تمام يا ادم باشا
ادم: تمام يااحمد وزي ما قولتلك عايزك تشد عليه
احمد: حاضر ياباشا
بااالك
عاد ادم من ذكرياته
ووضع يده بهدوء علي جرحه وقد شعر بسائل لزج في يده فعلم عندها ان جرحه قد انفتح
وذلك المتوقع فقد قام بمجهود كبير خلال اليومان الماضيان
مرت فتره وتوقف ادم بشيارته امام القصر
تحدث ليزن وقال دون ان ينظر اليه: انزل
نزل ادم ونزل يزن
اغلق ادم باب السياره ثم اتجه الي يزن ومسكه من ذراعه بعنف شديد وجذبه ودلف به الي القصر
وجد الباب الداخلي للقصر مفتوح فدخل واتجه الي بهو القصر حيث تجلس والدته ورهف وكارما وليان واخيه قُصي
ثم دفع يزن بعنف وقوه شديده فسقط يزن علي الارض وكتم تأوهاته بشده
انفزع الجميع مما حدث ووقفوا جميعهم
وتحدثت رهف قائله بفزع: اخص عليك ياادم بتزقوا كده ليه
لم يعيرها ادم انتباه وانما مال علي اخيه وقال بنبره خافته مخيفه: مشاكلك التافهه دي احنا مش فاضين ليها ضعفك وجريك ورا شهواتك ده احنا مش فاضين نعالجه.. اختك مخطوفه وانا وجوز اختك كنا مرمين ف المستشفى وابوك واخوك كان لوحدهم
وانت فين من ده كله.. كنت هربان من البيت زي اي شاب تافهه ملوش اي تلاتين لازمه ف الدنيا
ودلوقتي انت هتقعد ف القصر هنا زي الحريم وسيب الرجاله اللي زينا تشوف المصايب اللي نزله علينا ونحلها.. وعلي الله يايزن تخرج من القصر ... وانا هفوق من اللي انا فيه وهاجي اربيك ياايزن عشان واضح انك اتدلعت اوي.
اعتدل ف وقفته ثم نظر لوالدته التي تبكي واخيه قُصي وقال: الحيوان ده ميخرجش من القصر لحد ماااجي واشوف حل معاه
انهي كلامه ثم خرج من القصر
وبعد خروجه اتجه قُصي الي يزن التي بدأت دموعه تتساقط بصمت
مد قُصي يده وساعد اخيه عاي الوقوف وهو يقول بغضب: كنت فين يايزن اديلك يومين
نظر اليه يزن ثم نظر بخجل وحزن الي والدته الباكيه وقال: لُجين مالها وايه اللي حصل
نظرت له حنين بحسره وقالت بعدما رأت هيئته وملامح وجهه الباهته المتعبه: ياخساره يايزن يااخساره
انهت كلامها ثم صعدت علي الدرج متجه لغرفتها وهي تبكي بحسره وآلم
تابعها بحزن شديد بسبب ما وصلت اليه بسببه
وف الخارج
خرجت كارما بعد خروج ادم مباشره فقد كان بالها مشغول عليه وكانت تريد الاطمئنان عليه باي شكله
ركضت خلفه ونادت باسمه بلهفه: ادم
توقف ادم والتفتت لها فاقتربت منه كارما قائله بخوف: ادم انت كويس
ابتسم بهدوء: انا كويس متخافيش
ترقرقرت الدموع ف عين كارما وقالت: لازم ترتاح انت لسه طالع من العمليات مكملتش يومين
ثم قالت بفزع عندما لاحظت بقعه كبيره علي تيشرته الاسود مكان الجرح: ادم الحق انت بتنزف
قال ادم بابتسامة متعبه وقد اصبح الم جرحه لايحتمل: انا رايح المستشفي وهشوف الجرح
كارما بخوف: بيوجعك مش كده
مد ادم يده وربت علي ذراعها برفق وقال بابتسامه حنونه: متخافيش ياكارما انا متعود علي الحاجات دي.. يلا روحي ادخلي القصر عشان محدش يلاحظ غيابك
كارما بدموع: حاضر.. ممكن طيب اسالك سؤال
ادم بهدوء: اسألي.
كارما بحزن: انت ليه عملت ف يزن كده.. انت قسيت عليه جامد
ادم: كان لازم ده يحصل عشان يفوق من اللي هو فيه وتابع بعدها: ف اسئله تاني ولاامشي
هزت كارما راسها نافيه وقالت بدموع: خد بالك من نفسك.. وابقي طمنا لو عرفتوا حاجه عن لُجين
اومأ ادم راسه بهدوء فنظرت له كارما ونظرت لجرحه بخوف شديد ثم التفتت ببطء واتجهت لداخل القصر
تابع ادم رحيلها بهدوء ثم اتجه بعدها الي سيارته
جلس علي المقعد واغمض عينيه بالم واطلق تأوه خافت
تحامل علي نفسه وقاد سيارته متجها بها الي المستشفي...
ف المستشفى
تأوهت لُجين ف فراشها فنهض قاسم من علي الكرسي ووقف بجانب الفراش وهو يراقب تململها ف الفراش بقلق
فتحت لُجين عينيها ببطء ولشده الاضاءه القويه اغلقتها مره اخري
انتظر قاسم لحظات وفتحت لُجين عينيها مره اخري وبدأت تعتاد علي الاضاءه
نظرت حولها بتشتت وسرعان ما تذكرت ما حدث معاها
فتحولت ملامح وجهها الي الخوف والذعر
وعندما لاحظ قاسم ذلك قال بهدوء: لُجين حبيبتي انا بابا.. انتي ف امان ياحبيبتي
اغلقت لُجين عينيها وقد بدأت تتذكر اعتداء سعد عليها فهزت راسها نافيه بهستريه وقالت بصوت منخفض وبدأ يترتفع رويدا رويدا: لالا ابعد عني ابعد عني.. سبني والنبي سبني انا معملتش حاجه
تعالي يابابا الحقني
انهت كلامه بصراخ شديد
حاوطها قاسم بيده وقال بدموع: لُجين فوقي انا جنبك اهو مفيش حاجه انا جنبك فوقي ياحبيبتي
سمع يحيي صوت صراخها ولم يتحمل ان يقف بالخارج اكثر فهو كان يقف بالخارج لانه يعلم انها بدون حجاب وبالتاكيد ملابسها غير مناسبه
فتح الباب ورائ قاسم يحضتنها وهي تتحرك وتصرخ بهستريه
فاقترب منهم وجذب لُجين وضرب خدها برفق وقال: لُجين فوقي.. انتي ف امان.. مفيش حاجه حصلت.. فوقي بالُجين
لم تستمع لهم لُجين وانما ظلت تصرخ وتتحرك بهستريه فنظر يحيي الي قاسم وقال بقلق: لازم تاخد حنقه مهدئه كده هتدخل فحاله انهيار عصبي.. نادي الدكتور ياخالو
قاسم بخوف: حاضر
خرج قاسم من الغرفه لينادي الطبيب
اما يحيي فمال علي لُجين وهمس باذنها وقال وهو يحاول التحكم ف حركه جسدها الهستريه: لُجين انا يحيي ياحبيبتي.. انا يحيي.. خلاص مفيش حاحه هتحصل انتي ف امان
هدأت حركتها الي حد ما ونزلت دموعها اكثر وقالت بضياع وهي مازالت مغمضه عينيها: ي يحيي الحقني.. ابعده عني
يحيي وهو يهمس ف اذنها: ششش اهدي مفيش حد انا بس اللي موجود اهدي اهدي
دخلت الطبيبه ومعاها قاسم
فابتعد يحيي عند دخولهم
فعادت لُجين تتحرك بهستريه مره اخري عندما اختفي صوت يحيي
اتجهت اليها الطبيبه وقالت وهي تنطر ليحيي: اتحكم فيها عشان اقدر اديها الحقنه
اومأ يحيي راسها وتحكم ف جسدها دون ان يوجعها
فقامت الطبيبه باعطاءها الحقنه
وبعدما انتهت بدأ جسد لُجين يهدأ قليلا ولكن ظلت تهلوس بالكلام قائله: اا بعد.. بابا
نظر قاسم الي الطبيبه وقال بالم شديد: هي هتفضل كده علطول
الطبيبه: لا ان شاءالله هتبقي بخير.. الحقنه دي هتنيامها لحد بكره ولما تصحي وانتو معاها هتبتدي تستوعب انها خلاص مبقتش ف خطر وان انتم جنبها
قاسم بتنهيده: ماينفعش تخرج انهارده
الطبيبه: لازم دكتور يكون معاها يتابع حالتها عشان ممكن لقدرالله يحصل حاجه مش عاملين حسابها
تحدث يحيي وقال بسرعه: انا دكتور نفسي يادكتوره
الطبيبه: بجد.. انت اخوها
يحيي: لا ابن عمتها
الطبيبه: علي العموم لو هتفضل موجود جانبها وتتابع حالتها فممكن تخرج وهنعتمد عليك واكيد حضرتك دكتور وفاهم لو حصلها لقدر الله انهيار او حاجه هتعرف تتعامل معاها
يحيي: انا هفضل جنبها
الطبيبه: تمام تخلص بس المحلول ده وهكتبها علي خروج وتمشوا ان شاءالله
يحيي: ان شاءالله شكرا يادكتوره
الطبيبه: العفو
خرجت الطبيبه من الغرفه فاقتري قاسم من فراش ابنته وقبل جبتهتها بحنان
ثم نظر بعدها ليحيي وقال بتعب: ادم مش ظاهر.. متعرفش راح فين
يحيي: قالي انه عنده مشوار مهم هيخلصه وهيجي
اومأ قاسم راسه بتعب ثم عاود النظر الي لُجين
دخل ادم الي غرفه العنايه المحتجز بها صديقه
بعدما كشف علي جرحه والذي كما توقع قد فُتح من جديد.. نبه عليه الطبيب بالراحه التامه حتي لايفتح الجرح او يلتهب مره اخري فاومأ ادم راسه للطبيب بلامبالاه وخرج بعدها من الغرفه
وقف ادم بجانب فراش فارس وتنهد بالم وقال: انت ناوي تطول ف النومه دي ولاايه.. ولا لما صدقت ترتاح مني
ابتسم بحزن وقال: وحشتني ياصاحبي قوم انا محتاجك معايا.. انا تعبت المشاكل بتيجي من كل حته ومش عارف هحلها ازاي قوم يلا وفكر معايا وساعدني احلها.. قوم عشان مراتك وابوك المنهارين عليك.. قوم عشان تساعدني ف ان الاقي ابن **** اللي عايز يخرب عيلتنا ده.. متعودتش ان ادخل مهمه من غيرك.. متعودتش اني اشتغل من غيرك
مسح بعض دموعه التي تساقطت وقال بتوعد: بس عارف يافارس لما تفوق هربيك عشان تبقي تزقني وتاخد الرصاص مكاني..قوم انت بس
رائ ادم الطبيب بالخارج يشير له بالخروج
فنظر لفارس وقال: انا همشي دلوقتي بس هجيلك تاني بكره.. وهرغي معاك شويه اكتر من كده سلام ياصاحبي
خرج ادم من غرفه العنايه وقرر بعدها ان يصعد للطابق الموجود به لُجين ليطمئن عليهم
وبعد مرور ساعتان
دلف قاسم القصر وهو يحمل لُجين النائمه بين ذراعيها
نهض الجميع بفزع عندما رأو حاله لُجين
وسارت حنين بسرعه باتجاهم وقالت ببكاء وهي تمسد علي شعر ابنتها: لُجين حبيبه ماما
نظرت لقاسم وقالت ببكاء: هي مالها ومش بترد عليا ليه
تحدث ادم بهدوء وقال: هي كويسه ياماما هي بس واخده منوم ومش هتفوق منه غير بكره الصبح
نظرت حنين الي وجه ابنتها بالم ثم نظرت لقاسم وقالت بهمس متألم: بنتنا حصلها حاجه ياقاسم
تنهد قاسم وقال بهدوء: لُجين كويسه ياحنين لُجين زي ما هي.. كل اللي فيها شويه كدمات بس وهيخفوا بالعلاج ان شاءالله..
عديني بقا عشان اطلعها اوضتها وترتاح
اومأت حنين راسها ببكاء ثم تحركت من مكانها ليتحرك قاسم صاعدا ب لُجين الي غرفتها.. وخلفه جميع افراد العائلة
وضع ابنته علي الفراش وقبلها من جبهتها بهدوء
جلست حنين علي طرف الفراش وليان من الطرف الاخر وكلاتهما تبكي علي حاله لُجين
فتحدث قاسم وقال بهدوء: ملوش لازمه العياط خلاص لُجين الحمدلله كويس والكدمات هتروح مع الوقت.. والافضل تسبوها نايمه وتخرجوا هي كده كده مش هتفوق من المنوم غير بكره
بدأ الجميع يخرج من الغرفه ولم يتبقي فيها سوي قاسم وحنين
فقال قاسم بنبره حانيه: حنين كفايه عياط عشان خاطري
حنين ببكاء: انا قلبي واجعني علي الحاله اللي وصلنالها دي
مسك قاسم يدها وقال بخفوت: هنعديها سوا زي ما بنعدي اي حاجه.. انا دلوقتي عايز اشوف حنين الصبوره اللي عندها طوله بال مش عند حد.. حنين اللي بتصبرني علي اي مشكله او مصيبه بتحصل ... انا محتاج دعمك وصبرك عشان افضل واقف علي رجلي.. اهدي عشاني وعشان عيالنا
لُجين لما تفوق مش هتقوم تجري وترجع لُجين اللمضه الشقيه اللي احنا عرفينها.. احنا هنتعب معاها عبال ما ننسيها اللي حصل.. ودي مش هيحصل طول ما انتي بتعيطي ومنهاره بالشكل ده
وانا لما بشوفك كده بحس ان الدنيا كلها بقت سوده ف وشي.. توعديني انك تبقي قويه اكتر من كده وتساعديني اننا نخرج لُجين من اللي احنا فيه
مسحت حنين دموعها وقالت باصرار: اوعدك
قبل قاسم جبهتها ببطء وقال: هي دي حنين اللي عايز اشوفها.. دلوقتي بقا هنرتاح كلنا قبل ما لُجين تفوق لان اكيد محدش فينا داق طعم النوم من ساعت اللي حصل
اومأت حنين براسها فقال قاسم: طيب يلا روحي الاوضه وانا هنزل واقولهم الكلمتين دول وهخلي رهف ومازن يباتوا معانا انهارده ف تلات اوض فاضيه يناموا فيهم.. وهخلي الكل يروح اوضته ويرتاح ماشي
حنين بنبره متحشرجه: ماشي
قبل قاسم جبهتها مره اخري ثم خرج من الغرفه ونزل لاسفل
اما حنين فالقت نظره اخيره علي ابنتها ثم خرجت من الغرفه
وبعد مرور نصف ساعه
كان قاسم يجلس علي الفراش بتعب وكان ينتظر حنين التي كانت بالمرحاض
جذب قاسم هاتفهه عندما سمع صوت رساله
فتح الرساله وقال: انا عارف انك لسه مافوقتش من صدمه بنتك.. بس كنت عايز انبهك علي ابنك الصغير اللي غاب عن البيت اديله اربع ايام وانت متعرفش عنه حاجه
ثم انهي الرساله بكلمه (فرعون)
اغلق قاسم الرساله وقد تذكر يزن وانه بالفعل لم يراه منذ عده ايام فتحولت ملامح وجهه الي الغضب و...