رواية حطمت أسوار قلبي الجزء الثاني للكاتبة بسملة حسن الفصل الثامن والأربعون
وفي شقه قُصي
قالت حبيبه وهي تحاول تهدأه بركان الغضب الذي امامه: ياقُصي ياحبيبي ممكن تهدا شويه
قُصي بغضب وغيره شديده: انتي عايزه تجننيني صح.. يعني اشوف مراتي وهي عماله تهزر مع ابن خالته وصوت ضحكاتها جايب اخر الشارع ومش هاممها كيس الجوافه اللي قاعد جمبها وتقوليلي اهدا
حبيبه برفق: ياحبيبي انت عارف ان حسام زي اخويا.. وهو كمان معتبرني زي اخته والله
قُصي بغضب اكبر: متعصبينش بالكلمة دي ياحبيبه.
ثم تابع بعصبيه وهو ينظر نحو فرح: والهانم الصغيره اللي طول القاعده وهي لازقه في استاذ سليم..برقتلها بعيني بدل المرة عشره وهي ولا هنا وقاعده معاه عادي.. انا قولتلك كام مره متلعبيش مع الواد ده يابت
فرح ببراءه شديده وخوف من عصبيه والدها: بحبه يابابي وبحب العب معاه
توسعت عين قُصي من الصدمه وقال وهو ينظر نحو حبيبه ويشير بيده تجاه فرح: شايفه بنتك وقله ادبها.. بتقولي بحبه في وشي!!
كتمت حبيبه ضحكتها بصعوبة حتي لا تزيد من غضبه اكثر وقالت: هي قصدها يعني بتحبه زي اخوها مش كده يارورو؟!
قُصي بغضب: بردو اخوها بردو.. انا اخر فهمي عن الاخوات اللي بيبقوا من الاب والام انما اللي بتقوليه ده هبل وانا مش هسمح بكده
تدخلت فرح وقالت: ااه ياماما وبعدين سليم مش اخويا.. مفيش اخوات بيتجوزوا يامامي
لم تستطيع حبيبه ان تكتم ضحكتها اكثر من ذلك فضحكت بصوت عاالي
اما قُصي فقال بانفعال شديد وصدمه بنفس الوقت: جواز ايه يااختي؟!
فرح ببراءه: اصل سليم وعدني انه لما نكبر خالص هيتجوزني
ثم تابعت بخجل طفولي: عشان احنا بنحب بعض.. زي ما حضرتك ومامي بتحبوا بعض
وضع قُصي يده علي صدره وشعر بثقل في نفسه وقال وهو ينظر لحبيبه: انتي وبنتك هتموتوني في يوم بعمايلكم دي والله
حبيبه بخضه: بعد الشر عليك ياحبيبي
نظر قُصي لها بسخريه ثم نظر لفرح وقال بغيره وهو يجذبها من اذنها برفق ولكن تألمت منها فرح: اسمعي بقا يافرح.. هزار وكلام مع الواد ده مش عايز.. ولو سمعت الكلام الفارغ اللي سمعته هعاقبك يافرح
ابتعد عنها هو يقول بانفعال: كان ناقصني انا الكلام الفارغ ده.. مش كفايه ابوه لا طلعلي ده كمان
نظر لحبيبه وقال بتحذير: وانتي
احنتضه حبيبه بسرعه وقالت: مفيش انتي.. حقك عليا انا يمكن اتعاملت مع حسام بعفوية شويه بس زي ما قولتلك هو دايما بعتبره اخويا ومراته عارفه كده والله ومش بتزعل.. بس انا غلطانه حقك عليا ياحبيبي مش هعمل كده تاني
وعندما لاحظت حبيبه جموده خرجت من احضانه وقبلت خده بحب: خلاص بقا ياقُصي قولتلك اسفه
اقتربت فرح منه واحنتضه قدمه وقالت ببراءه: وانا كمان اسفه يابابي واوعدك مش هقول كده تاني خالص.. وهلعب مع سليم شويه صغيرين خالص
ابتسم قُصي ابتسامه جانبيه علي حديثها البرئ
ثم نظر لحبيبه التي قالت بسعاده: طالما ضحكت يبقي سامحتنا مش كده
قُصي بتنهيده: اعمل ايه في قلبي الطيب ده انتو بالذات مبقدرش ازعل منكم
احنتضه حبيبه بحب شديد وقالت: والله بحبك اوي ياصاصا
فرح وهي تقلد والدتها: وانا كمان بحبك اوي ياابابي
مال قُصي نحوها وحملها بين يديه ثم ضم حبيبه اليه مجددا وهو يقول بحب: وبابي بيموت فيكم انتو الاتنين..
وبعد مرور ثلاث سنوات
في احد المدراس الثانويه الخاصه
دلف عز من باب الفصل الدراسي
وقبل ان يتجه نحو مقعهد القي نظره سريعه علي سجي التي تجلس بالصف الاول بجانب صديقتها المقربه زينه
سار عز حتي وصل الي مقعده بالصف الاخير
جلس ووضع حقيبته امامه ثم ظل يتابع سجي بصمت
يراقب تعبيرات وجهها.. ابتسامتها التي يعشقها ملامح وجهها الرقيقه..
اطلق تنهيده حاره وهو يتذكر ابتعادهم عن بعض في نهايه المرحله الاعداديه بناءا علي طلب والدها
احترم عز قراره رغم صعوبة الموقف ف سجي صديقته الاولي والاخيره والوحيده التي تحتل مكانه مميزه بقلبه هي وجدته.. ولم يحاول بعدها ان يتعرف علي اصدقاء وعاد وحيدا كما كان ولا يوجد في حياته سوا جدته
مرت حوالي ثلاث سنوات وسجي بعيده عنه.. وطوال هذه السنوات لم تحدث بينهم الا مواقف بسيطه
قال عز في نفسه بتنهيده وهو ينظر نحوها: ياريتنا ماكبرنا ياسجي..
اما عند سجي
فمالت صديقتها عليها وقالت بصوت منخفض مرح: حبيب القلب اللي كنتي قلقانه عليه جه.. مش قولتلك انه كويس
ابتسمت سجي بخجل وقالت: زينه!!
ضحكت زينه ثم نظرت خلفها وعندما وجدت عز شارد وينظر نحو سجي
التفتت لصديقتها وقالت بسعاده: يخربيت عقلك ياسجي انتي عملتي ايه في الواد.. ده مش بينزل عينه من عليكي
احمرت وجنتي سجي ونظرت نظره خاطفه نحو عز ولاحظها عز وابتسم ابتسامه صغيره لها ف ابعدت سجي نظرها عنه بسرعه ونظرت لصديقتها بخجل ولم تعلق
فتابعت زينه حديثها قائله بمرح: اوعدنا يارب
سجي بابتسامه خجوله: علفكره انتي فاهمه غلط
زينه بمشاكسه: مش علي زوزو يابت
انقذ سجي من هذا الموقف المحرج دخول المعلمه فقالت سجي بجديه مصطنعه: بس بقا عشان المس متطردناش
زينه بهمس: ماشي ياسجي..
مرت مده من الوقت
انتهت المعلمه من شرحها وقالت بعدها بابتسامه خفيفه: المدرسه هتعمل مسابقه للمتفوقين وهنتسايق مع مدرسه*********.. وانا كنت رشحت طالب من هنا والباقي هنختاره حسب التصويت
تحمس الجميع للفكره وتحدثت احدب الطلابات قائله: مين ياميس اللي حضرتك اختارتيه
المعلمه بابتسامه: عز..
كان عز يسمك قلمه بملل ويخطط في الكتاب غير مهتم بحديث المعلمه ولكن عندما سمع اسمه رفع رأسه نحوها وقال باستغراب: انا!!
المعلمه بابتسامة: اه ياعز انت.. انت ماشاءالله عليك من ابتدائي وانت طالب شاطر وبتطلع من الاوائل والسنتين اللي فاتوا طلعت الاول علي المدرسه
تحدث احد الطلاب ويدعي يوسف قائلا بسخريه: بتيجي معاه حظ ياميس.. انا لحد انهارده عمري ما شوفتوا جاوب علي اي سؤال في الحصص
لم يعلق عز علي حديثه وانما قال وهو ينظر نحو المعلمه: انا مش عايز ادخل في اي مسابقه.. ممكن حضرتك تختاري اي حد تاني غيري
تحدثت المعلمه وقالت برفق: ليه ياعز.. انت ماشاءالله عليك شاطر جدا وانا واثقه لو دخلت المسابقه دي هتعمل فرق كبير في النتيجه..
نظر عز نحو سجي التي تنظر له بتفهم.. فهو منذ الصغر لا يحب الظهور ثم قال وهو ينظر نحو المعلمه: بعتذر منك بس انا مش هدخل انا مش عايز اشترك في حاجه
تنهدت المعلمه وقالت: ماشي ياعز.. براحتك
ثم تابعت وهي تنظر ليوسف الذي ينظر لعز بغيظ وقالت: وعلفكره يايوسف عز مش بيطلع من الاوائل حظ زي ما قولت.. عز شاطر ومتفوق جدا.. هو الفكره انه هادي زياده عن اللزوم ومش بيحب الظهور وده السبب اللي مش بيخليه يجاوب علي اسئله انا واثقه انه عارف اجابتها
صمتت لثواني وقالت عندما سمعت صوت جرس المدرسه: الحصه خلصت.. نكمل كلامنا بكره ان شاءالله
انهت كلامها ثم جمعت اغراضها ورحلت
وبعد رحيلها عاد عز يخطط في كتابه ولم يهتم بنظرات زمائله المتعجبه نحوه فهو اعتاد علي هذه النظرات
تحدث احد من الطلاب وقال: تفتكروا الميس هترشح مين بدل عز
تحدثت كلارا بغل: اكيد سجي.. طالما مش عز يبقي سجي
قالت زينه بدفاع عن صديقتها: اكيد سجي ياكلارا المدرسه كلها عارفه قد ايه هي شاطره هي وعز
مسكت سجي يد صديقتها وقالت بهمس: ملكش دعوه بيها يازينه
زينه بغيظ: بني ادمه حقوده ومستفزه
عندما لم تجد كلارا عدم اهتمام عز وسجي بحديثها حاولت ازالت الحرج عنها وقالت: اه نسيت اقولكم مش اختي اتعينت هنا في المدرسه وهتدرسلنا الكميستري
فرح بعض الطلاب اصدقاءها وقال يوسف: خليها تظبطنا بقا ياكوكي في الدرجات
كلارا بابتسامه: اكيد ياجو
زينه لسجي: تفكتري اختها زيها
سجي: ربنا يستر.. حاسه انها مش هتكون لطيفه
زينه: وانا كمان حاسه بكده
بمجرد ما انهت زينه حديثها دخلت اخت كلارا بخطوات متعجرفه
دخلت وحيت الطلاب وعرفتهم بنفسها ولم يرتاح لها اغلب الطلاب خاصه سجي وزينه
نظرت الي كلارا فغمزت كلارا بعينيها نحو سجي فاومأت ريم رأسها بفهم
وبعد مرور دقائق
قالت زينه بهمس لسجي: جوحو معاكي قلم زياده
سجي: ااه معايا
وعندما انهت كلامها سمعت صوت ريم يقول: اانتي
نظرت سجي نحوها وعندما وجدتها تنظر نحوها قالت وهي تشير علي نفسها: اناا
ريم بفظاظه: ااه انتي.. قومي اقفي
ابتلعت سجي ريقها بتوتر ووقفت فقالت ريم: انتي ازاي تتكلمي وانا بتكلم محدش علمك انك تحترمي الحصه وتحترمي مدرستك
سجي بتبرير: والله اناا
ريم مقاطعه اياه: بس مش عايزه مبررات.. خدي حاجتك واطلعي بره
ادمعت عين سجي فهي لاول مره تتعرض لمثل هذا الموقف
تحدثت زينه وقالت: حضرتك انا كنت عايزه اخد منها قلم
ريم وهي تنظر لسجي: سمعتي قولت ايه.. بررره
جمعت سجي اغراضها بسرعه والدموع تنهمر علي وجهها
فقوقفت زينه وقالت: استني ياسجي انا جايه معاكي
ريم: لو طلعتي وراها هنقصك درجات كتير ومش بعيد اسقطك
نظرت سجي لزينه وقالت بصوت باكي: خليكي يازينه..
انهت كلامها ثم خرجت من الفصل والدموع منهمره علي وجهها
تحت نظرات شماته من بعض الطلاب وحزن من البعض الاخر
اما عز فغضب بشده مما فعلته وهو يعلم انها تعمدت ذلك من اجل اختها
نهض عز وجمع اغراضه ووضعها في حقيبته ثم حملها وتحرك ليخرج من الفصل
ولكن توقف عندما اشارت ريم بيدها وقالت: رايح فين
عز ببرود: خارج
عقدت ريم ساعديها امامها وقالت: وهو بمزاجك
عز بعند: اتخنقت ومش عايز احضر الحصه حاحه تخصني
ريم: لو خرجت هنقصك من الدرجات
ابتسم عز بسخرية وقال ببرود: اسمي عزالدين شريف عزالدين..
انهي كلامه ثم خرج من الفصل ولم يعيريها اي انتباه
غضبت ريم من فعلته وتوعدت له وهو وسجي
نظرت بعدها للطلاب الذين ينظروا لها باستغراب وبعض منهم ينظروا لها بفرحة
فقالت: ده اسلوبي واتعودوا عليه.. والاتنين اللي خرجوا دول ليهم حساب تاني معايا.. ودلوقتي هنكمل شرح ركزوا معايا
سار عز في الطرقه وهو يبحث بعينيه عن سجي فهو علي يقين بانها منهاره في البكاء
ف سجي منذ صغرها وهي حساسه بشده اقل الاشياء تجعلها تبكي وما يحدث منذ قليل ليس بهين عليها ابدا
سمع عز صوت شهقات خافته اتيه من عند الدرج
فزاد في سرعه خطواته اكثر حتي وصل الي مكانها
توقف عندما وجدها تجلس علي الدرج تعيطيه ظهرها وتضع رأسها علي قدمها وتبكي بحراره
اقترب عز منها ومد يده ليربت علي ظهرها ولكن تراجع في اخر لحظه
فكر لثواني ثم تقدم منها وجلس جانبها علي الدرج وقال وهي يضع حقيبته جانبه: كفايه عياط ياسجي
رفعت سجي رلأسها بسرعه وقالت باندهاش والدموع تغرق وجهها: عز!!
ابتسم عز ابتسامه خفيفه ثم قال بعدها برفق: متزعليش هي اكيد بني ادمه مليانه غل زي اختها.. وانا متاكد ان اختها هي اللي قالتلها تعمل كده
سجي ببكاء: بس انا معملتش حاجه.. هي زينه طلبت مني قلم بس
مد عز يده بمنديل ورقي وقال: انا عارف وكل اللي في الفصل عارفين كده..
سحبت سجي منه المنديل وقالت وهي تمسح دموعها وقالت بنبره خافته: شكرا
نظرت له ثم تابعت: انت طلعت ليه.
عز بابتسامة: محبتش الحصه فخرجت
سجي بحزن عليه: بس كده هتنقصك في الدرجات
عز بعدم اهتمام: مش مهم
سجي بحنق: عارف هي فعلا شرحها مش حلو.. انا هحضرلها المره الجايه ولو عملت معايا حاجه تاني انا هقول لبابي وهو يجي يتصرف معاها
صمتت لثواني ثم شهقت بعنف وقالت وهي تنهض من علي الدرج بسرعه: بابي!! بابي لو عرف اني قعدت معاك هيزعل مني اوي
نهض عز ايضا وسحب حقيبته وقال بابتسامه صغيره حزينه: انا جيت وحبيبت اهون عليكي بس.. ومتقلقيش عمو مش هيعرف وانتي مش لازم تقوليله
سجي بحزن: هو انت زعلت انا اسفه ياعز بس
عز بنبره وابتسامه هادئه: مزعلتش ياسجي.. وهو فعلا قعدتنا دي غلط.. انا همشي وانتي متعيطيش تاني وقضي بقيه اليوم عادي عشان كلارا واختها ميحسوش انهم انتصروا عليكي
سجي بابتسامه جميله: حاضر
ابتسم لها عز ثم اعطاه ظهره وسار في الممر وابتسامه سعيده مرسومه علي وجهه بسبب هذا الحديث الصغير الذي دار بينهم..
اما سجي فراقبت رحيله بعيناه وابتسمت بخجل وتحركت بعدها من مكانها وهي مازالت تفكر به...