قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية حب في الزمن البائد للكاتبة سارة ح ش الفصل الرابع عشر

رواية حب في الزمن البائد للكاتبة سارة ح ش الفصل الرابع عشر

رواية حب في الزمن البائد للكاتبة سارة ح ش الفصل الرابع عشر

خبايا
(لوجين)
كان صدى نباضتي في صدري هو يقيني الوحيد اني لا زلت حية. الى الان على الاقل!
لم اجرؤ على البوح بمكنون مخاوفي لكامل الذي على ما يبدو من قيادته المتهورة انه قد فقد عقله. اغمضت عيناي وتشبثت يدي بقوة بمسند الباب بينما شفتاي تتمتم بدعاء لا اعلم ان.

كان الرب سيستجيبه، فالرب قد اودع العقل لدينا كي نتخذ خيارات صحيحة، وانا لا افعل شيء سوى اقحام نفسي بخضم المشاكل اكثر. ولكن أتعلمون؟ لم اعد اشعر بالندم عما قلته. ها هو كامل يتخطى حدود بغداد وانا لا ابالي. يا ليته يأخذني ويقتلني! يا ليته يضعني بأحدى تلك المقابر الجماعية التي اسمع عنها من خالي وهو يصف شناعة ما يرتكبوه جيش صدام على رجال ونساء واطفال ابرياء. يا ليته يرتكب هذ الشناعة معي ويغرقني تحت الارض لعلها ترأف بي!

فجأة توقفت السيارة بجانب طريق صحراوي مهجور على اطراف بغداد. اصطكت اسناني ببعضها وانا اراقب بعيناي المذعورة جسد كامل وهو ينزل ويلتف من خلف السيارة بإتجاه مقعدي.
تشبثت بنفسي وانا اصرخ بينما يفتح الباب:
- كامل ارجوك لا تفعل، اتوسل اليك!
لم يأبه لتوسلاتي وسحبني بقسوة من شعري وانزلني قسراً فتعثرت قدماي ولكن هذا لم يمنعه ان يشد على شعري اكثر ليسحبني معه بعيداً عن سيارته وسيارة حراسه!

دفعني ارضاً وانا اغرق ببكائي وخوفي فجلس القرفصاء بجانب جسدي المطروح ارضاً ورفع رأسي من شعري مجدداً وهو يقول من بين اسنانه بينما يجحز بعينيه:
- يمكنني الان ان احفر قبركِ وادفنكِ دون ان يعرف مكانكِ احد او ان يحاسبني احد!
ثم اردف ووشاح خفيف من الحزن يطغى على عينيه وهو يقول:
- أتعلمين لما لا افعل ذلك يا لوجين؟!

بقيت احدق بعينياه من وسط دموعي وانا اعرف إجابة سؤاله ولكني اكتفيت بالصمت والبكاء فقط، فأردف هو بنبرة اضعف بينما يرخي قبضته على شعري الى ان افلته وجلس على الارض بقربي:
- انتِ لم تكوني الاجمل. ولم تكوني الوحيدة. بل كان فيكِ ما فقدته.

ثم نظر إلى وانا احدق به بصدمة، فهي المرة الاولى التي اشاهد كامل بهذا الضعف، بل ولم اتخيل في يوم انه يملك دموعاً من الاساس، فادركت في لحظتها انه احضرني إلى هذا المكان المعزول ليكشف النقاب عن ضعفه وليس ليطبق على عقوبة الإعدام، وهذا نوعاً ما اراحني.
اكمل جملته فور ان التقت ابصارنا:
- أتذكرين متى اول مرة قابلتكِ يا لوجين؟!

رفعت جسدي ولملمت اشلائه المرتجفة لبعضها وانا اكتفي بصمتي المرتاع منه بينما اكمل هو:
- لا اظنك تذكرين!
ثم اردف بابتسامة مرارة ساخرة:
- فأنتِ كنتِ لوجين ذات الحسب والنسب التي دُعيت للحفلة من ضمن قائمة الشرف. بينما نحن - رغم مناصبنا- كنا هناك لتأمين المكان من اجل اولئك المدعوين المهمين التي كنتِ انتِ من ضمنهم!

استمررت بالنظر اليه مشتتة وانا لازلت غير قادرة على استيعاب لِما من بين عشرات الفتيات انا كنت سيئة الحظ التي اختارها كامل!
اكمل بعد لحظات من استجماع صوته:.

- اول مرة تقابلنا كان في حفل تبرع لأيتام الحرب التي اقامتها زوجة الوزير. من بين الحضور جميعهم كان هناك يتيم يبكي، طفل لم يبالي بنحيبه احد من الحضور سوى امه. جميعهم بدو مزعوجين من صراخه الحاد وبكائه الذي يقطع عليهم استرسالهم مع خطاب زوجة الوزير التافه المليء بالزيف!
ثم نظر إلى بعيونه التي اكتست بطبقة حالمة وهو يقول بأبتسامة لطيفة اراه يطلي بها وجهه اول مرة:.

- من بين الجميع نهضتِ انتِ من مجلسكِ. بهدوء ومن غير إثارة الانتباه اليكِ، ولكني انتبهت. لأني كنت اراقب الطفل، اراقب صورة طفولتي البائسة المعكوسة به والمُقابلة بتجاهل المحيطين بي. لقد نهضتِ واخذتهِ بهدوء من والدته واخرجته نحو حديقة المبنى وانا اراقبكِ. لعبتِ معه وضحكتِ الى ان اضحكتهِ. لقد رأيته يضحك بقوة وانتِ تحولين ملامح وجهكِ تارة وتقلبين عيونكِ تارة اخرى فقط كي يضحك.

ولا زلت انظر له بتعجب احاول استيعاب ما اسمع. لقد حصل الامر قبل ثلاث سنوات ع الاقل حيث كنت مجرد مراهقة في المرحلة الاعدادية. كيف عساه ان يذكر كل هذه التفاصيل التي نسيت انا معظمها؟!
ومقابل صمتي اكمل هو:.

- لقد كان هناك الاجمل منكِ يا لوجين. وكان هناك الاكبر سناً وليست مجرد مراهقة لن تناسب عمري السابع والعشرين. وكانت هناك الافضل منكِ في الحسب والنسب والتي ستفرح بأرتباطي بها ولا تضع نفسها في المشاكل لتجعلني اكرهها
فقلت بحرقة تعكس آلمي:
- إذاً لِما ببساطة لم تختار غيري وتجعلني احظى بالراحة من كل هذا العذاب؟!
- لأني احتاجك انتِ ولست احتاج شكلكِ او نسبكِ!

عندها فتحت عيناي بشكل اوسع مع نظرات استنكار لم تستوعب الامر بشكل تام.
نهض من مكانه وهو يجفف دموعه الضئيلة وقال بينما يرفع رأسه عالياً ليسحب اكبر قدر من الهواء ويطرحه من خلال حروفه بحسرة مكتومة: - أتعلمين اكثر من أؤمن به يا لوجين؟!
اكتفيت بالصمت غير مبالية حقاً بما يؤمن، ولكنه رغم ذلك اكمل: - انه لا يوجد طفل حقير. وكلنا في مرحلة ما كنا اطفال. فلِما تتوقعين اني اصبحت بهذا الشكل؟!

نهضت من مكاني اواجه عينيه المنكسرة بعيناي الحازمة:
- لأنك انضممت لجيش صدام!
وهنا اكتسح فوراً نظرات ضعفه ليحولها الى اخرى حادة وهي يقول بأبتسامة تشفّي:
- صدام حسين انقذ امثالي.
ثم رفع قبضته وعصرها وكأنه يطحن رأس احدهم بين يديه:
- اعطانا القوة التي نحتاجها. جعلنا ندرك ان لنا قيمة وصوت في المجتمع.
هززت رأسي بإستجهان ليكمل هو:.

- انا لم اولد وفي فمي ملعقة من الذهب كما انتِ يا لوجين، لقد ماتت امي وعمري خمس سنوات فقط لتتركني مع اب سكير واقرباء لا يبالون سوى بلقمة عيشهم. وابي كأي رجل وضيع اخر تزوج بعد شهر واحد فقط بحجة انه يريد زوجة لتعتني بأبنه.
ثم صرخ بوجهي:
- وهي كأي زوجة اب اخرى كانت تضربني كلما خرج ابي من المنزل بادئ الامر ومن ثم اصبحت حتى امام ابي تضربني بقسوة دون ان يبالي هو بذلك!

سمعت صوت انفاسه يهتز ليبتلع دموع على وشك الهطول وهو يكمل:
- حرمتني من اكمال مدرستي لاحقاً بحجة ان ليس لديهم المصاريف الكافية بينما هي في الحقيقة تدخر المصاريف لأبنها الذي انجبته بعد سنة واحد من زواجها بأبي لتدخله مدرسة جيدة. ابنها الذي كانت تقرصه بطفولته بقوة وحين يحضر ابي تخبره ان كامل من فعل ذلك ليضربني.
ثم ضعف صوته ليكمل وسط نظراتي المصدومة:.

- بعد رحيل امي لم اتلقى اي معاملة حسنة من احد. لا من ابي ولا من اسرته او اسرة امي. في كل ليلة انام واثر الحزام على ظهري واغلب الاحيان يحرموني من الطعام بحجة كي يتربى.
وهنا لم اتحمل اكثر واجهشت ببكاء صامت وانا اتخيل مجرد طفل صغير منطوي على نفسه في احدى زوايا الغرفة يبكي بصمت خشية ان يتعرض لعقاب اخر. طفل كانت اقصى امنية لديه ان يحصل على بعض الاهتمام او حتى بعض الشفقة.

اكمل كامل وهو يعيد تماسك صوته وعينيه تطلى بالقسوة التي عهدتها مرة اخرى:
-صدام منحنا السلطة؛ منحنا القوة التي كنا نحتاجها؛ جعلنا اصحاب قرار ولم نعد اولئك الذين يتم جلدهم في كل ليلة.
فصرخت به:.

-صدام حولكم وحوش يا كامل ألا ترى؟ لقد استخرج كل الغضب المكتوم بداخلكم حين اعطاكم هذه السلطة. ان نضع سلاح بيد جاهل لم يتلقى تعليمه الصحيح ومخزون كل هذا الغضب بداخله اتجاه المجتمع؛ فأن كل هذا سيخلق وحوش لا تعرف الرحمة وتمارس سلطتها على الاقل ضعفاً منها فقط لتعوض ذلك النقص الذي عانت منه طوال سنين.
تقدم منى خطوة وقال بابتسامة تحمل شيء من الالم:.

-لذلك احتاجك يا لوجين. احتاج تلك الانسانة التي تعيش بداخلك فقط كي اشعر اني انسان من جديد!
بقيت انظر اليه بتشتت. جزء بداخلي يعطف عما آلت اليه الامور مع كامل، وجزء اخر يجده مريض نفسي فقط.
تقدم مني خطوة فعدت خطوتين فأوقفني قبل ان اخطو الثالثة وهو يمسك يداي بين يديه ويقول:
- عديني انكِ ستبقين معي وانا سأعدكِ ان لا اتعرض لكِ مجدداً أو ان ازعجكِ الى ان يحين موعد ارتباطنا. ماذا قلتِ؟!

وسط صحراء مهجورة، وطريق مقطوع، ووسط اربع من الرجال الذين تخلو عن ضميرهم وانسانيتهم بالتأكيد لا تتوقعوني ان اكون تلك النزيهة التي لا تخل بوعود تقطعها. لذلك ببساطة وعدته، وهو ببساطة صدقني!
امسك يدي برفق اكثر وقال:
- دعيني اعيدكِ الى المنزل إذاً.
اومأت بصمت وانا امثل دور تلك التي بدأت تخضع له بإحترافية.

صعدنا الى السيارة وانطلقنا مجدداً بإتجاه مدينة الكاظمية. اصررت عليه إنزالي من ذات المكان الذي اخذني منه ومن حسن حظي انه وافق. فلا اريد بعد تعاسة هذا اليوم كله ان ابدأ مشكلة جديدة بينه وبين رسلان!
نزلت من غير ان التفت اليه مجدداً ودموعي لا تزال ندية فوق وجهي بينما اضم حقيبتي بقوة الى صدري.

كانت المساجد تتهيأ لرفع اذان الظهر وترتل بعض الادعية والقران. وهذا ما كنت بحاجة اليه لأجهش ببكاء اقوى بينما اسير بخطوات ضعيفة اثير استغراب المارة وانا ابدو كالمجنونة بملابسي الملوثة بالتراب وشعري المبعثر واثر الدم ذاك على شفتي ودموعي الصامتة.

لم اكن يوماً تلك الفتاة السيئة، فلما احصل على هذا العقاب من السماء؟ هذا كل ما فكرت به حين رفعت رأسي نحو الاعلى، ولكنها في النهاية ضعف النفس البشرية، اكثر الاختبارات بساطة من الله نعتبره عقاب لذنب، لا ندرك انه لربما اختبار، او توعيتنا لمأساة غيرنا. نحن فوراً نستنتج انه عقاب!

وبدل ان تقودني اقدامي بإتجاه منزلنا قادتني نحو متجر العم ايمن حيث اعرف جيداً انه في هذا الوقت لا يوجد فيه غير رسلان، وانا احتاج البكاء بين يديه، لقد اجهدني الكتمان بقوة!
استدرت من خلف منضدة البيع ودخلت بإتجاه الغرفة الصغيرة التي لمحت رسلان فيها يرتب بعض الصناديق.
- رسلان؟!
قلتها بأشد نبراتي ضعفاً بينما اضم الحقيبة لصدري اكثر وكأني استليذ بها مما يحيطني من اذى.

التفت إلى رسلان بتفاجئ وشيئاً فشيئاً تحولت ملامحه للذعر مع منظري هذا ليسقط الصندوق من يده فوراً ويهرع الي.
احاط كتفاي بقوة وهتف بخوف:
- ماالذي حصل؟ من الذي فعل بكِ هذا؟!
وهنا فقط افلتُ الحقيبة من بين يداي ليعوضني حضن رسلان عنها. رميت بنفسي على صدره واحطت ظهره بقوة لأصلق وجهي بين اضلعه اكثر وانا اصرخ.

حاول انتزاعي بشتى الطرق عنه ليفهم ما يجري وهو يكاد يفقد عقله من منظري هذا، ولكني وكلما ابعدني تشبثت له اكثر ليرضخ نهاية الامر ويحول يداه من الدفع الى الضم، ضمني بقوة لأول مرة في حياته بهذا الشكل.
غرز اصابعه بين خصلات شعري بينما يقول:
- لا تجعليني افقد عقلي بالله عليكِ واخبرني ما بكِ؟!

ارخيت جسدي المتشنج قليلاً فسمح له هذا بأن يبعد رأسي قليلاً ليحيط وجهي بين يداه ويقابل عيناي الباكية بعيناه المذعورة وهو يقول لي:
- اخبريني ارجوكِ. من فعل هذا؟!
ثواني حتى تغيرت ملامحه للتجهم وتساءل بغضب:
- كامل؟!
وهناك اجهشت ببكاء اقوى بينما استر ملامحي المنكسرة بيداي المرتجفة، لم يتقدم رسلان إلى ليضمني، بل توجه نحو الصناديق المركونه في إحدى زوايا الغرفة ليفرغ بها شحنات غضبه بالتكسير والضرب!

تهاوى جسدي على كرسي مهترأ بجانبي لألصق صدري على فخذي واكمل بكائي.
ما هي إلا لحظات حتى عاد رسلان ليركع امامي ويضمني اليه وهو يهمس لي:
- ماالذي حدث؟ تحدثي قبل ان افقد عقلي!
رفعت وجهي اليه ليحيطه بين يداه ويقول لي بصوت مرتجف:
- هل، هل.
تجرع ريقه بصعوبة ومن ثم اردف:
- لمسكِ؟!
وهنا هززت رأسي نافية بعنف ليطرح هو انفاسه المرتجفة براحة واكمل:
- ما الذي حصل؟ اخبريني بكل شيء!

كفكفت دموعي ثم عبثت بأطراف اصابعي احاول التهرب من عيناه التي تخترق روحي مباشرةٍ، نظرت اليه بعد لحظات من خلال جفناي المتورمة وقلت له بصوتي المبحوح:
- قبل فترة زارتني نبراس، في ذلك اليوم الذي فتحت لك الباب وقلت لك انني ظننتها هي
هز رأسه مستمعاً فأكملت:
- انت تعرف ان ابيها له رتبة قوية في حزب البعث لذلك هي كانت من النوع المتنمر على الاقل منها شأناً ولهذا كنت امقتها.

مسحت دمعة سقطت مني لحظة انكسار مفاجئ وانا اذكر ذلك اليوم المشؤوم واردفت:
- استفزتني يومها في الكلام ف، ففقدت اعصابي معها.
فسألني رسلان مستفهماً:
- كيف فقدتِ اعصابكِ؟!
نظرت اليه بتوجس قبل ان اقول بتلعثم:
- لقد. لقد شتمت عدي!
نظر إلى بعد فهم بادئ الامر ثم شيئاً فشيئاً توسع جفنيه بصدمة وهو يسألني بعدم تصديق:
- عدي ابن الرئيس؟!

اومأت بالايجاب وانا اضم شفتاي لبعضها اكتم شهقاتي. رفع يده ومسح وجهه بحيرة ثم احاط وجهه بكلتا يديه قبل ان ينظر إلى ويقول:
- وماذا حصل بعدها؟!
- اخبرت نبراس والدها. ورفع بي تقرير!
وهنا نهض بفزع وهو يهتف بي:
- ماذا؟ وهل. هل
قاطعته حين شاهدت تبعثر كلماته:
- يا ليته وصل للحكومة، التقرير وقع بيد كامل!

وهنا تهاوى جسده هو الاخر فوق الكرسي المجاور لي وانزل رأسه ليحيطه بيداه مرة اخرى غير قادر على الاستيعاب فوجدتها فرصة لأكمل انا:
- لذلك كنت اخضع لكامل بهذا الشكل يا رسلان. وليس لأني رخيصة!

قلت اخر كلمة بنبرة مميزة اعاتبه على اتهامه الباطل لي. نظر إلى بإنكسار وانا اشاهد طبقة دمع تحيط حدقتيه يصارع لأبقائها حيث هي، وقبل ان تسقط ضمني الى صدره كي لا ارى ضعفه. ولكني ببساطة شعرت بحرارة دموعه تخترق قميصي. وكم الهبت قلبي!
تماسك قليلاً ثم نظر إلى مجدداً وقال:
- وما الذي يريده مقابل كتم الامر؟ فكامل لا يفعل شيء عن حسن نية!
رفعت زاوية فمي بابتسامة مريرة وقلت بحسرة:.

- وما الذي تظن ان كامل يطمع لتحقيقه؟!
وهنا عاد رسلان ليفتح عينيه بصدمة من جديد ونهض من مكانه ليهتف بصورة اشد:
- هذا مستحيل! مستعد ان اموت دون ان يحصل هذا الشيء!
نهضت معه وانا اجيبه فوراً بصورة اقرب للهمس:
- لذلك فكر أبي ان يجعلني اهرب خارج العراق.
فقال باستهجان:
- لوحدكِ؟!
- لا اعلم. ولكن امي رفضت الفكرة بكل الحالات.
- ولماذا؟!
- قالت ان الامر سيكون مجازفة لنا جميعاً.

اطرق رأسه لثواني مفكراً ثم نظر إلى وقال:
- من غيري يعرف بهذا الخصوص؟
- انت الوحيد من خارج منزلنا الذي يعرف. لم يشأ ابي ان يورط احد.
اومئ برأسه متفهماً ثم قال:
- هذا افضل
بقيت احدق بعيناه العميقة والتي كان واضح جداً انها بعالم اخر بعيداً عني، فسألته فوراً بتوجس:
- بماذا تفكر يا رسلان؟!
نظر إلى قليلاً ثم قال فوراً:
- ان نعقد قراننا انا وانتِ.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة