رواية جواز اضطراري للكاتبة هدير محمود علي الفصل التاسع
- مريم بتوهان وبصوت يكاد يكون مسموع: بابا
- أدهم بعدم فهم: عمي؟ماله؟ كنتي بتحلمي بيه ولا أيه؟
- مريم وقد أماءت رأسها بالرفض: لأ
- أدهم بنظرات تستحثها على الحديث: أمال؟
ابتلعت غصة أصابتها كلما تذكرت سبب فزعها وحاولت ألا تفر الدموع من مقلتيها رغما عنها وأجابته قائلة:.
- لما بابا الله يرحمه توفي كنت نايمة وصحيت فجأة على صوت دموع أمي وهي بتصحيني وبتقولي بصوت كله وجع قومي يا مريم اللي كان ساندنا مات ومن وقتها بقيت بتخض لما أي حد يصحيني فجأة أو لما أسمع صوت عالي أو صوت حد بيعيط بحس بنفس احساسي وقتها نفس ضربات قلبي نفس خوفي كأن الموقف بيتكرر تاني قدامي كأني بعيشه ف كل لحظة بصحى فيها مخضوضة كأن بابا بيموت تاني قالت جملتها الأخيرة وقد فرت دمعة من عينيها مسحتها سريعا ونظرت في الإتجاه الآخر.
شعر أدهم بغصتها والحزن التي شعرت به في تلك اللحظه فأراد أن يخفف عنها قائلا بمزاح:
- بقولك أيه نلف ونرجع تاني ولا أيه مش عايز زعل، اليوم ده كله والصرف ده عشان تفرحي فيه وتنسي أي حاجة تزعلك وليكي عليا يا ستي لما آجي أصحيكي هبقا أوطي صوتي خالص ولا أقولك مش هصحيكي أصلا خليكي نايمة نوم الظالم عبادة
- ابتسمت مريم لمداعبته وقالت: أنا ظالمة بردو يا ظالم.
- طب يلا بقا خلينا نلحق نطلع ننام عشان ورانا يوم طويل في الشغل الصبح
- ماشي يلا
صعدا لشقتهما وتوجه كلا منهما لغرفته بعد أن أخذ كلا منهما الشاور الخاص به ولم تنسى مريم أن تشكر أدهم مرة أخيرة على هذا اليوم الرائع ولم ينسى هو أيضا أن يذكرها بأنه لم يفعل ذلك إلا من باب رد الجميل على مساعدتها السابقة له ونام كلا منهما نوما عميقا بعد يوم كان رائعا لكليهما...
وفي الصباح ذهب كلا منهما للمستشفى بسيارته حتى لا يراهما أحد معا وتبدأ الأسئلة باكر جدا، كان أول من قابل أدهم هو صديقه سيف
- سيف بإبتسامة: صباح الفل يا أدهوم
- صباح النور يا سيف
- أيه صباحو فل ولا أيه؟ قالها سيف غامزا أياه
- مالك يا سيف في أيه؟
- لا والله أيه واخد تان أنتا يا معلم يبقا سمعت كلامي ونفذت اللي قولتلك عليه
- كلامك أيه اللي نفذته وتان أيه
- لأ حلو عجبتني الدخلة ديه.
- شكلها هتبقى دخلتك يا سيف يا حبيبي
- لا والله ماشي ماشي
- بقولك أيه يا سيف مش فاضيلك ورايا شغل
- ليه هو أنا تلميذ عشان أسيبك قبل ما أعرف أيه اللي غير لونك يا فسواني
- عادي يا سيف كنت في عزا
- لا والله عزا ومريم كمان كانت في عزاء أنتا هتستهبل انتو الاتنين كنتم واخدين أجازة امبارح ليه؟
- عشان احنا الاتنين كنا في العزاء يا سيف والعزاء كان في الصعيد وأنتا عارف بقا الجو هناك حر وشمس ازاي.
- عزاء وحر وشمس وصعيد ماشي يا معلم خليك فاكر أهوه أنك بتكدب على أخوك بس ماشي هعديهالك المرادي أهم حاجة تكونوا اتبسطوا في العزاء
- سيف مش فايقلك على الصبح وهو في حد بيتبسط في العزاء سلااام
- سلام يا أدهومتي
- اتلم يلا واسترجل سلام يا حلوة
وفي نهاية اليوم كانت مريم بإنتظار أدهم ليعودا معا وكانا على وشك الرحيل إلا أن سيف قد أوقفهما ونظر لها بخبث قائلا:
- دكتورة مريم البقاء لله.
- صمتت مريم لحظة قبل أن تنطلق شفتيها بتردد: ونعم بالله
- بس هو أنتو كنتو واقفين في الشارع طول اليوم عشان الشمس تعمل فيكو كده
- قالت مريم: أنتا عارف بقا يا دكتور سيف شمس الصعيد صعبة حبتين تلاته
- رد أدهم داعما لها: ويعرف منين هو عمره راح الصعيد ده أخره يروح يصيف ف أي حته ابعد حتة راحها تلاقيها اسكندرية
- رد سيف مازحا: لا والله روحت شرم
- يخربيت خفة دم أهلك غور يا سيف خلينا نروح والله أنتا رايق.
- قال سيف قبل أن ينطلقا محاولا إثاره غيرة أدهم: بس المفروض أننا نشكر شمس الصعيد يا دكتورة مريم على اللي عملته
- ردت مريم بعدم فهم: على أيه؟
لكن أدهم فهم أنها مغازلة من سيف ف هو يقصد لون بشرتها صار أجمل فاغتاظ كثيرا ولكنه لم يعلق سوى بأنه قال ل مريم:
- سيبك منه ده بيستظرف سلام يا سيف نشوفك بكره بإذن الله.
انصرفا قبل أن ينتظر رده فهو لو نطق بحرف آخر للكمه في وجهه كيف يغازل زوجته في محضره لكن سيف لا يعلم بأنها زوجته وأيضا هو يعلم أنه فقط يثيره حتى يؤجج الغيرة في قلبه ويجعله يعترف بحبه ل مريم وبينما هو في تفكيره تسائلت:
- هو سيف كان قصده أيه لما قال المفروض نشكر شمس الصعيد هو فهم حاجة ولا أيه؟
- لا متاخديش في بالك هو سيف كده بيحب يستظرف.
مراليوم دون جديد يذكر وفي اليوم التالي كانت مريم سهر في المستشفى وكان جدول أدهم مختلف في هذا اليوم ف كان هو صباحا وهي ليلا وكان سيف هو الآخر لديه نبطشية وكانت تقف خارج غرفتها ف تحركت قليلا ف وجدت سيف أمامها
- أزيك يا دكتور سيف
- الحمد لله أزيك أنتي يا دكتورة
- تمام الحمد لله بخير
- صحيح كنت سامعة من أدهم أنك هتخطب قريب أيه مش يلا بقا عشان نفرح فيك.
- لا والله عايزة تفرحي فيا، والله أنا نفسي مش عارف هخطب أمتا أصل دينا مأجلة الخطوة ديه وأنا لحد الآن مش عارف ليه
- اتكلم معاها أكيد ليها أسبابها
- أنا مبقتش متأكد أصلا أنها بتحبني وأنها عايزة تتجوزني ولا لأ
- أزاي يعني؟ أنا آسفة على التدخل والله بس أنتا بالنسبالي أخ ويهمني مصلحتك.
- أسفة على أيه ربنا يعلم أنا كمان والله من أول ما شوفتك وأنتي بتفكريني بأختى سلمى اللي اتجوزت وسافرت مع جوزها ومش بشوفها إلا كل سنة ولا سنتين أسبوعين أجازة
- ربنا يرجعهالكم بالسلامة
- بصراحة يا دكتورة مريم أنا كنت محتاج أخد رأيك في موضوعي مع دينا كويس أنك فتحتي الموضوع أنتي بنت وأكيد هتفهميها أكتر مني
- قولي أيه المشكلة مالها دينا؟.
- مش عارف كل أما أقولها نحدد معاد الخطوبة وأروح أقابل والدك تقولي لأ استنا مش مستعدة، مستعجل ليه كده
- أنتا متأكد يا دكتور أنها بتحبك وعايزاك؟
- أحنا بنحب بعض من زمااان هي أول حب وآخر حب في حياتي هي بنت الجيران كنا طول الوقت مع بعض يمكن ف أول علاقتنا كنت متأكد أنها بتحبني وهي نفسها صارحتني ب ده بس معرفش أيه اللي غيرها طول الوقت أنا اللي عايز أقعد معاها أنا اللي بكلمها أنا اللي بهتم بكل تفاصيلها.
- بس هوه ده
- أيه ده؟
- أنتا مديها اهتمام أوفر محسسها أنها محور الكون ف هي ضمنتك حست أنك موجود وسوري مدلوق عليها وفي نوع من البنات لما بيحسوا كده بيبتدوا يعاملوا الراجل بطريقة جافة لازم تخليها تغير عليك تحس انك مش ملكها تحس أنك ممكن تضيع من ايديها
- اعمل أيه يعني؟
- غريب اوى يا دكتور
- هو أيه؟.
- حبك ليها بالرغم أنك شخصيه قوية بس حساك قدامها ضعيف لازم تبقى قوي لازم تقلل شويه من اهتمامك، من مكالماتك، من زنك عليها، كده لازم تحس وتلمس أن في تغيير من ناحيتك أحكيلها عن أي واحدة وقولها أنها زميلتك واشكر فيها واتكلم عنها شعلل الغيرة في قلبها ساعتها هنشوف بقا إذا لسه بتحبك ولا ده كان مجرد تعود على وجودك في حياتها
- شكرا بجد يا دكتورة ربنا يخليكي مش عارف أشكرك أزاي بجد هحاول أعمل كده وأما أشوف.
- طب أسيبك أنا بقا عشان بيندهوا عليا في الاستقبال تقريبا في حالة سلام
- سلام.
مرت أيام ولم تقابل سيف فيها وكانت الحياة هادئة إلى حد كبير بينها وبين أدهم لقد بات يعاملها أفضل من ذي قبل بدأ يثق بها أكثر وهذا ما أضفى على علاقتهما هدوءا نسبيا ولكن يبدو أنه الهدوء الذي يسبق العاصفة، ففي إحدى الأيام والتي كانت تبدو أنها مثل سابقتها إلا أنه حدث شيئا غير متوقعا في ذلك اليوم ذهبا معا للمستشفى كلا منهما في جهته وفي منتصف اليوم وجدت اتصالا من سيف الذي طلب منها أن تحضر إليه في غرفة الآشعة لأمر ضروري وعاجل وبالفعل ذهبت إليه في الحال ف لقد كانت جالسة في مكتبها بالمستشفى بعد أن أنهت المرور على بعض الحالات ولم تكن هناك أية حالة طارئة وحينما رأته سألته:.
- خير يا دكتور في أيه خضتني؟
- بصي بقا أنا وقعت من السما وأنتي استلقتيني أنتي لازم هتساعديني
- أساعدك في أيه؟
- دينا
- مالها
- جاية دلوقتي
- جاية هنا في المستشفى؟
- أه
- طب وأيه يعني
- مهي جاية تشوف الدكتورة زميلتي اللي عمال بحكي عنها واتكلم عن رقتها وأسلوبها وشياكتها وأناقتها والكلام اللي اتفقنا عليه عشان أخليها تغير
- أيوه وبعدين قالتها مريم بترقب.
- أجابها سريعا دون توقف: وبعدين بصراحة بقا ومتزعليش مني أنا معرفش حد غيرك أو مجاش في بالي إلا أنتي فأنا كلمتها عنك أنتي ولازم لما تيجي تشوفك
- أنتا بتهزر أزاي عملت كده وأنا أيه اللي يدخلني في حاجة زي كده أنا بقولك قولها أي كلام كده مش تتكلم عن حد بجد وبعدين تشوفني ليه أصلا؟
- مهو ثم هرش في رأسه
- مهو أيه قول كمل أنا شكلي كنت غلطانة لما نصحتك وأنتا هتلبسني في حيطة.
- والله متخافيش مفيش حيطة ولا حاجة
- قول كل الكلام ياسيف لو سمحت هي أصلا دينا جاية ليه؟
- بصراحة بقا أنا النهاردة زودت العيار حبتين
- لأ والله وزودته أزاي بقا إن شاء الله.
- قولتها أنا لسه بفكر في موضوع جوازنا ومش عارف إذا كنت عايز أقابل باباها ولا لأ وإني مش فاضي أصلا عشان أكلمها لإني قاعد معاكي دلوقتي وبنتكلم ف موضوع مهم ف هي الجنونة بتاعتها طلعت وقالتلي أقفل يا سيف أنا جيالك عشان أشوف اللي غيرتك عليا ديه
- يا حلاوة أيه العك اللي أنتا نيلته ده وأنا بقا مطلوب مني أعمل أيه أقف أفرج ست دينا عليا ولا أقعد أحب فيك قدامها ولا أيه.
- لأ طبعا مقدرش أقولك كده بس أنتي ست وأكيد تعرفي أزاي تجننيها وبعدين أنا مقولتلهاش أنك بتحبيني ولا حاجة
- يا سيف خلي بالك أنتا كده ممكن تخسرها ممكن في لحظة كرامتها تنقح عليها احنا كنا بنتأكد بس من حبها ليك اللي بقا واضح زي الشمس بس أنتا حبيت اللعبة، سيف أنا هقف معاك المرادي بس لكن تظبط معاها بقا وتروح تتقدملها وكفاية كده بدل ما أنا والله اللي هروح أقولها الحقيقة وأنتا حر.
- حاضر حاضر والله، بس بقا عشان هي جاية علينا أهيه
- قربت
- أه جدا
تقمصت مريم الدور جيدا وألبست نفسها شخصية آخرى في ثواني وقالت:
- مش عارفة أشكرك أزاي والله يا سيف على ذوقك انتا والله راجل مفيش منك يا بختها اللي هتتجوزك
وهنا ظهرت دينا خلف مريم بعد أن سمعت جملتها تلك فأجابتها وهي مازالت خلفها:
- طبعا يا بختي بيه سيف ده أحلى حاجة حصلتلي
- نظرت مريم خلفها: مين حضرتك.
- قالت دينا بتحفز بعدما رمقتها بنظرة تفحص من رأسها حتى أخمص قدميها: متقولها يا سيف وبعدين أخس عليك مش تعرفنا ببعض مين ديه؟
- نظر سيف إليهما مصطنعا التوتر: مريم، دكتورة مريم دكتورة جراحة هنا ودينا جارتي من زمان
مدت مريم يدها ل دينا لتصافحها وكان الشرر يتطاير من عيني الأخيرة والتي كادت أن تفتك ب مريم وسيف معا
- بس الواضح أن سيف مش عارف يكمل التعارف صح ولا أيه يا سيف؟.
لم تنتظر أن يجيبها سيف ف استطردت قائلة:
- أنا مش بس جارته أنا خطيبته كمان
- خطيبته؟ ردت مريم متصنعة الدهشة ثم أردفت قائلة: بس هو مش لابس دبلة ف ايده، ثم نظرت مرة آخرى ل سيف قائلة: مقولتليش يعني يا سيف أنك خاطب أشمعنا ديه محكتليش عليها؟
- ردت دينا بحدة أكثر: ويقولك ليه هو يعني بيقولك كل حاجة.
- أه سيف بيحكيلي عن كل حاجة في حياته أحنا أصدقاء جدا بس الغريبة أنه محكليش عنك أصلا معقولة يا سيف القمر ده يتنسي
- رد سيف وهو يحك ذقنه بأصابعه: يعني مجتش فرصه
- ردت مريم: مجتش فرصة تقولي أنك خاطب معقول
- قال سيف: مهو احنا لسة متخطبناش
- تنهدت مريم قائلة: الحمد لله وقعت قلبي.
- ردت دينا وهي بالكاد تتحكم في أعصابها حتى لا تشد مريم من حجابها ثم تصفعها على وجهها: وقلبك وقع ليه يفرق معاكي أنه يبقا خاطب في أيه؟
- لا أنتي فهمتيني غلط أصل مش معقولة واحد زي سيف شاب مرح بيحب الهزار والضحك وسوري يعني يبلي نفسه بالجواز والخطوبة والكلام ده مش قصدي عليكي طبعا أنتي قمر بس عموما الجواز نفسه كفكرة مش لايقة على سيف.
- لأ معلش الكلام ده لو هيتجوز حد تاني لكن معايا أنا هيعيش علطول في حب وضحك وفرح طول العمر
- هههههههه اطلقت مريم ضحكتها التي زادت من جنون دينا ثم أردفت قائلة: سوري يعني ديه أحلام بس أرض الواقع غير على العموم يا سيف ربنا يهنيكوا بس رأيي فكر تاني قبل ما تاخد الخطوة ديه.
- رد سيف حتى يزيد من جنون دينا: مهو أنا فعلا بفكر حاسس أن كلامك صح موضوع الجواز ده مش لايق عليا أنتي أكتر واحدة فهمتيني يا مريم والله
- ردت مريم بابتسامة وقد وجهت بصرها تلقاء سيف وقد تعمدت تجاهل وجود دينا: طبعا مش أصدقاء على العموم أنا ماشية بقا عشان أسيبكم مع بعض باي سوري معلش نسيت أسمك أيه؟
- ردت دينا وهي تزفر آخر أنفاسها قبل أن تضرب مريم: اسمي دينا متهيألي سهل.
شعرت مريم أن دينا لو انتظرت لحظة آخرى ستقتلها فقررت الانصراف سريعا بعد أن قالت جملتها الأخيرة
- فرصة سعيدة يا دينا
- ردت دينا بإقتضاب وبإبتسامة سمجة: شكرا.
وبعدما انصرفت مريم وقبل أن تتحدث دينا جاءت سيف مكالمة لم تستغرق ثواني لكنها كانت كفيلة بأن تجعل أدهم يسمع الحديث الذي سيدور بين دينا وسيف من بدايته فقد كان في طريقه إلى الغرفة الموجود بها ليسأله على آشعة لمريضة كان قد طلبها منه في الصباح لكن وقبل أن يدخل سيف مكتبه سمع صوت دينا وهي تتحدث إليه بصوت عالي قائلة:
- ممكن أعرف بقا مين مريم دي عشان تتكلم معاك كده
- وطي صوتك يا دينا احنا ف مكان شغل.
- لأ والله شغل وكان فين الشغل والهانم بتقولك ميرسي أوي يا سيف أنتا مفيش منك وأنتا قد أيه ذوق وبلا بلا بلا اللي كانت بتقوله لما دخلت عليكوا المكتب
- عادي كانت طالبة مني حاجة وعملتهالها زميلة يعني.
- زميلة بجد؟ وهي الزميلة ديه بتحكيلها كل حاجة عنك ليه ها؟ الزميلة ديه عمال تحكيلي عنها بقالك فترة ليه ومعرفش رقة أيه وجمال أيه وطول الوقت مريم مريم ويا بخت اللي هيتجوزها وهي تقول يا بخت اللي هتتجوزك وأيه نزغرط بقا ونجيب الدبل ونبل الشربات
- أيه الهبل اللي بتقوليه ده.
- لأ والله اللي أنا بقوله هبل ليه مشوفتش وشها اتغير أزاي لما قولتلها إني خطيبتك وتقول أصل سيف مش لايق عليه الجواز هي قصدها مش لايقة عليك أنا لكن هي طبعا تبقى لايقة عليك أكيد ودكتورة زيك بقا
- أنتي اتجننتي خالص يا دينا أنا ومريم زمايل مش أكتر
- طب ماشي هصدقك بس تيجي بكرة تقابل بابا وتخطبني منه ساعتها بس هصدق أن مفيش بينكوا حاجة وخلاص.
- بكرة؟!، بكرة صعب أوى يا دينا ورايا حاجات كتير وبعدين أنتي خدتي وقتك براحتك أنا كمان من حقي آخد وقتي
- تآخد وقتك في أيه، تآخد وقتك عشان تفكر هتسيبني أزاي وتروح للدكتورة بتاعتك أنا دلوقتي بقيت متأكدة أنك بتحبها هي على العموم كل اللي بينا انتهى ربنا يوفقك معاها سلام يا سيف
- دينا استني بس، استني يا مجنونة.
في أثناء خروجه للحاق بها وجد من يجذبه من يده ولم يكن هذا الشخص سوى أدهم الذي استمع لكل الحديث الذي دار بينه وبين دينا التي كان يعلم جيدا من سيف مدى عشقه لها كانت كلمات دينا كأنها طعنات تلاقها أدهم في قلبه ف ماذا فعلت مريم مع سيف هل أحبته؟ سمحت ل غريب أن يدخل قلبها وهي زوجة له وهو الذي كان يظن أنه ظلمها معه كلهن خائنات حقيقة لا مفر منها لا توجد في الكون كله إمرأة بريئة في عينيه إلا أمه عفاف، امسك سيف من معصمه بقوة ثم نظر له بحدة قائلا:.
- أيه اللي سمعته ده يا سيف؟
- مش وقته يا أدهم خليني ألحق المجنونة اللي مشيت ديه
- لأ وقته ومش هتتحرك من هنا إلا لما تفهمني أيه اللي بينك وبين مريم؟
نظر له سيف وقد خطرت بباله فكرة وشرع في تنفيذها على الفور ثم أجابه قائلا:
- وأنتا مالك يا أدهم.
- تطاير الشرر من عيني أدهم ثم جذب سيف من بالطوه الأبيض قائلا: أنتا مالي! مريم بنت عمي وأنتا عارف كويس أنطق بدل ما اتهور عليك ومش هيهمني احنا في الشغل ولا فين
- أمسك سيف يد أدهم وابعدها عنه: في أيه يا أدهم طب أهدى كده
- ملكش دعوة أهدى ولا اتزفت قولي في أيه بينك وبين مريم؟
- بصراحة يا أدهم أنا مقدرش أخبي عليك أنتا بالذات أنا شكلي كده بحب مريم.
- تحب مين يا روح أمك أنتا هتستعبط وديني يا سيف لو ما اتكلمت عدل ل هظبطك
- وأنا بكلمك عدل يا أدهم هي بنت عمك أه وأنا مقولتلكش أن حصل بينا أي حاجة وحشة لا سمح الله أنا مشاعري أتحركت ناحيتها وحسيت إني مكنتش بحب دينا ومن كلامي مع مريم حسيت إن هي ديه البنت اللي بدور عليها جميلة وأخلاق ومتفهمة وذكية وطيبة وسوري يعني يا أدهم ومش عايزك تزعل مني ست ست أوى و....
وقبل أن يتم حديثه فآجأه أدهم بلكمة قوية في ذقنه فهو يفهم أن سيف يتكلم عنها كأنثى اذا نظر لها وتفحص فيها، أمسك سيف ب ذقنه التي آلمته كثيرا ثم قال:
- أيه الغباوة ديه يا أدهم مهو حقي ابصلها يا أخي وأنا مبصتلهاش إلا مرة واحدة بس أمال هتجوزها عمياني
بدأ أدهم صوته في الارتفاع مما جعل سيف يغلق باب المكتب عليهما حتى لا يسمعهما أحد...
- تتجوز مين أنتا؟!ومين قالك أصلا أنها هترضى تتجوزك هي قالتلك؟ كان ينتظر أي رد يبرأها أمامه
- مهو أنا أكيد مش أهبل عشان أكلمك كده إلا لما أكون مالي أيدي منها
- قالتهالك يعني صريحة
- لأ مش بالظبط بس مهتمة بيا وعلطول بتمدح فيا وتقولي أنتا ذوق ويا بخت اللي هتتجوزك وياريتني قابلت شخص زيك كده من زمان وبتقعد معايا كتير وبتكلمني عن حياتها الخاصة
- لأ والله وقالتلك أيه بقا عن حياتها الخاصة.
- لا يعني عن تجربتها في الجواز وقد أيه إنها محتاجة سند وحد يحتويها وكده هتقولي أيه يعني
- أنا مش مصدقك أصلا مريم عمرها ما تعمل كده هي بنت عمي وأنا عارفها
- مش مصدقني أبقى أسألها
كان الغضب يملأ كيان أدهم اتصل ب مريم ليصب عليها جم غضبه لكنه فوجىء بهاتفها على مكتب سيف يبدو أنها نسيته حينما كانت موجودة
- ده تليفون مريم هنا أهوه قالها سيف.
- هاته ولما تشوفها متقولهاش أنك قولتلي وسيبني أنا بقا آخد رأيها وقولها إني خدت أذن و روحت عشان مصدع شوية وأن تليفونها معايا، سلام
- ماشي تسلملي يا معلم هو ده العشم بردو سلام.
ظن سيف بأنه أثار غيرة أدهم وأنه بتلك الفعلة قد رد الجميل الذي فعلته له مريم اليوم لم يكن يعلم أنه فتح عليها باب من أبواب جهنم لن تستطع مريم إغلاقه، بعد حوالي ساعه جاءت مريم لتبحث عن هاتفها وتطمئن على ما فعله سيف مع دينا ولكنها وجدت مفاجآة آخرى بإنتظارها
- دكتور سيف هو موبايلي أنا نسيته هنا؟
- أه أنتي لسه فاكرة
- فينه
- مع أدهم
- باستغراب: وأيه اللي وداه ل أدهم.
- مهو كان هنا وكان بيكلمك ف لقينا الموبايل على المكتب هنا ف خده وبيقولك أنه مصدع شوية وخد أذن وروح
- أوك، مقولتليش عملت أيه مع دينا؟
- مش مهم دينا دلوقتي هحكيلك بعدين أسأليني عملت أيه مع أدهم عشان بس تشكريني رديتلك الجميل وقتي عشان تعرفي سيف بس وجدعنته
- أدهم!ماله أدهم وجميل أيه اللي رديتهولي.
فقص عليها ما قاله لأدهم وكانت هي مع كلمة تشعر بالفزع الشديد أي جميل هذا الذي يتحدث عنه هذا الأحمق لقد ألقاني في نيران أدهم التي لا تنطفيء وبعدما انتهى من حديثه نظرت له قائلة:
- الله يخربيتك يا سيف، منك لله أيه اللي خلاك تقول كده بس أنتا مجنون.
- سيف متعجبا من طريقة حديثها معه وهجومها عليه فقال موضحا: أنا كنت بشعلل غيرة أدهم عشان يعترف أنه بيحبك وأكيد لما هيشوفك النهارده وبعد كلامي ليه هيعترفلك بحبه
- ضحكت ضحكة ساخرة وتنهدت تنهيدة تملؤها الندم: حبه!حب أيه بس أنتا مش فاهم أي حاجة أنتا مش عارف أدهم هيعمل فيا أيه ولا هيقولي أيه.
- هتشوفي والله أصلك مشوفتيهوش وأنا بقوله الكلام ده كان عامل أزاي ده ضربني وكان هيموتني مش بعيد النهارده يطلبك للجواز
- اسكت اسكت يا سيف
- اسكت ليه بس في أيه؟
- مفيش، ثم استطردت قائلة وقد أطلقت من صدرها زفرة حارة: مفيش حد بيطلب الجواز من مراته..
- سيف بصدمة: مراته؟! مين ديه اللي مراته؟.
- أنا أنا يا سيف، أدهم اللي قعدت تحكيله عن اهتمامي بيك وبلا بلا العك اللي أنتا قولته ده يبقا جوزي، أدهم جوزي يا سيف تقدر تقولي هتحلها أزاي بقا يا سيادة الدكتور الذكي
- لأ ثانية واحدة بقا أنا كده مش فاهم حاجة خالص فهميني الأول أدهم جوزك أزاي؟ واتجوزتوا أمتا؟
وليه محدش يعرف؟
قصت له ما حدث وأسباب عدم معرفتهم بتلك الزيجة، ثم قالت:
- أنا ما صدقت أنه بقا بيعاملني كويس ومش عايزة منه حاجة غير كده.
- أنا آسف والله بس أنا معرفش حاجة عن اللي أنتي حكتيه ده وكمان كل اللي قولتيه ده عامل زي الأفلام العربي ومش أي فيلم ده فيلم هابط كمان
- أنا اللي هشوف فيلم رعب لما أروح البيت
- أنا مش عارف أقولك أيه والله أنا كنت حاسس إن في بدايات مشاعر من أدهم ناحيتك كنت فاكره بيحبك وكنت عايز أنحرره كده عشان أفكه من العقد بتاعته ديه.
- أنا مش عايزة منه حاجة ومش أدهم لوحده اللي عنده عقد أنا كمان مليانة عقد أنا محكتلكش كل حاجة ما خفي كان أعظم أدهم ميعرفش حاجة عن حياتي اللي فاتت وأنا كمان معرفش حاجة عن حياته اللي فاتت يبقى أزاي هنحب بعض وحتى الثقة اللي ما بينا تكاد تكون منعدمة خصوصا من ناحيته.
- لا صدقيني أدهم بيثق فيكي بس في حاجة جواه ملغبطة أنا معرفش أيه وهو عمره ما حكالي عن سبب كرهه للستات بيقولي أنا بكرههم كده لله ف لله بس أنا واثق أن في حاجة كبيرة حصلتله هي اللي خلته كده ولو ساعدناه أكيد هيتغير
- أنا عايزة اللي يساعدني أنا مش قادرة أساعد حد، وبعدين ثقة أيه اللي أدهم بيثقها فيا أدهم علطول بيشك فيا.
- ده قدامك بس لكن الحقيقة صدقيني والله بيثق فيكي جدا عارفة النهارده وأنا بحكيله الكلام اللي قولتهوله قالي مستحيل مريم تعمل كده ومكنش مصدقني بس انا قولتله لو مش مصدقني أسألها يعني عشان أعزز كلامي
- لأ ماشاء الله ناصح يعني لبستهالي رسمي، طب والحل أيه دلوقتي زي ما عكيتها حلهالي
- متخافيش عندي ليكي حل.
هل الحل الذي سيطرحه سيف سينقذ مريم من براثن أدهم أم أنه قد فات الأوااان؟ هل رد فعل أدهم هذه المرة سيترك الفرصة ل مريم ل تسامحه مرة آخرى أم أن رصيد سماحه لديها قد نفذ؟
أسرار كثيرة ستكشفها الحلقة القادمة ووجه أكثر قوة ل مريم المتسامحة....