قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية جواز اضطراري للكاتبة هدير محمود علي الفصل العاشر

رواية جواز اضطراري للكاتبة هدير محمود علي  الفصل العاشر

رواية جواز اضطراري للكاتبة هدير محمود علي الفصل العاشر

- سيف بتفكير: متخافيش عندي ليكي حل
- مريم بلهفة: أيه قول بسرعة
- بصي أهم حاجة تركزي معايا جدا أي حاجة غلط هتلبسي ضربة في وشك زي اللي خدتها
- ربنا يستر قول.

- مش هتقوليله أنك شوفتيني خالص هتسأليه عادي أيه اللي روحك هيقولك كنت مصدع هو أنتي مشوفتيش سيف لأ كان عندي عملية خلصتها وجيت أكلمك ملقتش الموبايل رنيت عليه لقيته معاك وده اللي هتعمليه دلوقتي هتكلميه من أي موبايل غيري أنا طبعا وبعدين هيسألك عن اللي قولته بأي طريقة بقا مش مهم هتدخلي في عينه وتقوليله أيه الهبل ده وسيف أيه اللي هعمل معاه كده والدفاع العادي وتقوليله الحقيقة أنك كنتي بتساعديني عشان دينا تغير وكده ومتعرفيش أيه الهبل اللي أنا قولته ده هيكدبك طبعا قوليله خلاص هأكدلك كلامي وأخليك تسمع بنفسك بكره هتيجي معايا وأنا هسأله عن الكلام اللي قاله وهكون مكلماك وتفتح وتسمع اللي هيدور بيني وبينه مش بس كده لو عايز تقف بره المكتب بتاع سيف أقف وأسمع وشوف كل اللي هيدور بينا وأتأكد بنفسك بس المرادي أنا مش هسامحك يا أدهم على ظلمك ليا ونزلي دمعتين وأجري على أوضتك متدلوش فرصة يرد طبعا هيجيلي بعدها ويسألني ليه عملت كده هقوله إني كنت بشوفه هيغير ولا لأ والكلام اللي قولتهولك وبس وبكده هكون صلحت اللي عكيته بس المهم أنك مشوفتنيش دلوقتي خالص يلا روحي كلميه.

- وهو أنتا فاكر أن أدهم أصلا هيديني فرصة أقول كل ده ده قليل أما ضربني ولا طلقني، أمري لله مفيش حاجة ف ايدي أعملها غير أني اسمع كلامك وربنا يستر، يلا سلام
وبالفعل ذهبت مريم وهاتفت أدهم من هاتف إحدى زميلاتها وأخبرته أنها عائدة الآن وحينما عادت إلى البيت وجدته جالسا ينتظرها على الركنة الموجودة بالريسيبشن والشرر يتطاير من عينيه ثبتت نفسها جيدا حتى لا تخطىء توجه ببصره تجاهها قائلا:
- أهلا بالعروسة.

- بإبتسامة: عروسة أيه بقا ما خلاص قدمت وبعدين ده من أيه؟
- لا أزاي عروسة جديدة ولسه متقدملها عريس
- هههههه لأ حلوة عريس وده مين بقا إن شاء الله
- قام من جلسته ونظر لها نظرة أفزعتها: أيه الهانم متعرفهوش؟ اللي بتهتم بيه وبتحكيله عن عذابها وإنها محتاجة سند وضهر واللي وياريتها قابلت زيه من زمان وقد أيه هو ذوق وراجل مفيش منه.

- أيه ده هو سيف حكالك ظنت أن سيف قد قص له ما دار بينها وبين خطيبته ف تلك الكلمات التي قالتها لتسمعها دينا
- أه يا حبيبتي حكالي وأديكي اعترفتي من غير ما تعملي زي كل مرة وتدافعي صح يا ست يا محترمة ياللي مفيش منك أبدا ياللي مش زي البنات الشمال خالص قال جملته الأخيرة ساخراا
- أنتا بتقول أيه أنا مش فاهمة حاجة هو سيف حكالك أيه بالظبط؟.

هنا شعرت مريم بمدي سذاجتها فأدهم بالطبع لا يعلم حقيقة الامر ف كيف تقول ذلك ليأخذ كلماتها كاعتراف علي فعلة لم ولن تقترفها ابد
- حكالي اللي بتحكيهوله واللي بتعمليه عشانه واللي بتقوليهوله مش بس كده ده خطبك مني كمان
- خطبني منك أيه الهبل اللي بتقوله ده.

- اه والله قالي أنه بيحبك وعايز يتقدملك أمال كنتي عايزة يحكيلي عن أيه تاني ياهانم يا للي عمرك ما كنتي خاينة وهي الست لما تعرف واحد على جوزها تبقا أيه؟
- أعرف واحد أيه أنتا مش فاهم حاجة أنتا فاهم غلط
- بدأ صوته في العلو: ها يا هانم فهميني فهميني قد أيه كنت حمار لما صدقت وش البراءة اللي علطول رسماه ومعيشة الكل ف وهم
- أرجوك اسمعني يا ادهم.

شعر وكأنه لا يرى مريم بل يرى الخائنة الأولى ف جن جنونه وثارت ثائرته ونظر لها بجنون ثم توجه إلى غرفتها وبدأ يجمع أشياءها في شنطتها التي جاءت بها وهو يقول:
- مش هسمعك ومش عايز أشوف وشك تاني خدي حاجتك و أطلعي بره أرجعي شقتك القديمة شقتي مش هتقعد فيها واحدة خاينة زيك
- مريم بانهيار: طلقني، طلقني يا أدهم
- لأ مش هطلقك عايزة تطلقي عشان تروحي تتجوزي سيف مش هيحصل بره بره.

أخذت مريم شنطتها وتركت مفاتيح السيارة وانطلقت نحو شقة والديها وقد نسيت هاتفها مع أدهم، وها هي قد عادت من جديد لذلك المكان التي خرجت منه مجروحة فقط وعادت إليه مجروحة ومطرودة ومطعونة في كبريائها لماذا فعل أدهم بها كل هذا وهي مظلومة ولم تفعل شيء أنه حتى لم يمهلها الفرصة لتقص عليه الحقيقة إنه لا ولن يثق بها أبدا وهي لن تعود إلى شقته تلك مرة آخرى لن تعود لشكه وجرحه الدائم لها لن تعود، لكن عملها في المستشفى معه هل تترك العمل بالمستشفى الجديد و تعود للمستشفى التي كانت تعمل بها من قبل لكنها تذكرت مروان وأنه حتما لن يتركها وسيعود لمضايقتها من جديد لكن المسافة بين شقة والديها والمستشفى الجديد بعيدة جدا كما أنها سترى أدهم كل يوم وهي لا تريد أن تراه هو الآخر قررت أن تنام اليوم وليفعل الله ما يأذن به غدا ف هي مرهقة للغاية وبحاجة ماسة للنوم دخلت غرفة نومها وبحثت عن هاتفها لتتصل بإدارة المستشفى لتأخذ غدا أجازة لكنها تذكرت انها لم تأخذ هاتفها من أدهم ونسيته معه فقالت في نفسها فليفعلوا ما يشاءون بي سأنام وليقضى الله أمره، كان يخيل إليها أنها بمجرد أن تضع رأسها عل الوسادة ستغط في نوم عميق لكن هذا لم يحدث فلقد اعتادت على وجود أدهم معها ف لقد كان وجوده يشعرها بالأمان ظلت تتقلب كثيرا حتى نامت أخيرا...

وفي الصباح ذهب أدهم لعمله بالمستشفى وكان يبدو عليه الارهاق الشديد ف هو لم ينم طيلة ليلته كانت تطارده الأفكار ولم يستطع أن يشتتها من رأسه حتى الصباح وفي المستشفى كان من حظ سيف السيء أنه أول من رأي أدهم
- سيف: صباح الخير يا أدهم
- بقولك أيه أنا مش عايز أعرفك تاني فاهم ولا لأ
- ليه يا ابني كده مش أنتا امبارح قولتلي أنك هتكلم مريم في موضوعنا.

- مليش دعوة بيك وبموضوعكوا لما تيجي أبقى اتكلم معاها ومن النهارده يا سيف لو سمحت متتكلمش معايا تاني احنا مش أصحاب أنا بصاحب رجالة مش أوساخ وواطيين
- احترم نفسك يا أدهم أنا مش عارف أنتا مضايق كده ليه أنا معملتش حاجة لكل ده
- والله لما متصنش العشرة وتروح تكلم بنت عمي وتبص عليها وتتسهوك لها كل ده وتقول مغلطتش بقولك أيه مش عايز أتكلم في حاجة ومش عايز أشوف وشك تاني.

قال جملته الأخيرة وانصرف، أما سيف ف تيقن أن مريم لم تنفذ الخطة التي اتفقا عليها وإلا كان صديقه أهدأ من ذلك أم ترى أنها أخبرته وهو لم يصدقها أم أنه فعل بها شيء بها ضربها أو طلقها أم ماذا؟ كاد يجن من التفكير فيما حدث حاول الاتصال بها لكنها لم تجيبه فأرسل إليها برسالة محتواها الآتي.

مريم أرجوكي ردي عليا متقلقنيش عليكي أنا لسه شايف أدهم وفهمت من كلامه معايا أنك منفذتيش الخطة اللي اتفقنا عليها ولا قولتيله الكلام اللي اتفقنا عليه كان عامل زي المجنون ولسه فاكر أن في بينا حاجة أرجوكي يا مريم ردي عليا أنا خايف يكون المجنون ده عمل فيكي حاجة والله لو حصلك حاجة عمري ما هسامح نفسي بس ربنا يعلم إن كان قصدي خير.

كان الهاتف مازال في جيب جاكته أدهم التي من حسن الحظ لم يرتدي غيرها قد رأى اتصال سيف ب مريم ولكنه لم يجيب وحينما أرسل الرسالة قرأها لكنه لم يفهم شيء منها وفورا عاد أدراجه إليه ووضع الهاتف أمام عينيه متسائلا:
- ممكن أفهم معناها أيه الرسالة ديه؟
- سيف بخضة: موبايل مريم معاك بيعمل أيه؟
- نسيته معايا من امبارح، ممكن أنتا بقا تفهمني خطة أيه وكلام أيه اللي اتفقت معاها عليه؟
- ولا حاجة.

- أغلق ادهم باب الغرفة عليهما وقال بغضب حارق: أقسم بالله يا سيف لو ما اتكلمت وقولتلي الحقيقة مش عارف ممكن أعمل فيك ايه أنطق
- سيف بخوف شديد من صديقه ف هو يعلم أنه لن يفلت من بين براثنه إن لم يعلم الحقيقة والحقيقة فقط فقال بهدوء محاولا استيعاب غضبه: أنا هقولك كل حاجة بصراحة بس الأول طمني مريم بخير ولا عملتلها حاجة؟
- هعملها أيه يعني شايفني خلاص مجنون اتزفت واتكلم بقا.

- مفيش حاجة بيني وبين مريم، مريم أنا باعتبرها زي سلمى أختي والله ومفيش بينا إلا كل احترام وأخوه
- أدهم بسخرية لاذعة: والله أخوة وهو في واحد بيعوز يتجوز أخته؟
- هفهمك كل حاجة
وبدأ سيف يقص على صديقه الحقيقة كاملة ثم أردف قائلا
- والله يا أدهم ديه الحقيقة مفيش بيني وبين دكتورة مريم أي حاجة غير أنها حاولت تساعدني وأنا كنت فاكر إني بساعدها وبردلها الجميل
- وخطة أيه اللي اتفقتوا تنفذوها؟.

- لما قولتلها اللي قولتهولك زعلت جدا وقالتلي ليه عملت كده ولما شرحتلها أسبابي طلبت مني أقولك الحقيقة قولتلها أنك ممكن متصدقنيش ففكرنا وقولتلها خلاص هاتيه وكلميني وخليه يسمع الحوار اللي بينا وساعتها هيتأكد أن مفيش بينا حاجة، والله يا أدهم ما حصل ولا كلمة من اللي حكيتهولك
- والله وأنا المفروض أصدق الفيلم اللي أنتا بتقوله ده.

- أدهم أنا امبارح بعد ما خلصت شغل روحت ل دينا وحكتلها الحقيقة وروحت كمان قابلت باباها واتفقنا على معاد الخطوبة أول الشهر لو أنا بحب مريم كنت هعمل كده استنا أنا هثبتلك بنفسي
طلب رقم دينا على هاتفه وبعض لحظات أجابته دينا ففتح الاسبيكر حتى يسمع أدهم المكالمة:
- ألو سيفو أزيك؟ غريبة متصل بدري يعني
- أصلي مش قادر أستني لحد أول الشهر عشان نتخطب فقولت أسألك مينفعش تخليها قبل كده؟.

- معلش يا سيف مش هينفع والله عشان ألحق أجهز نفسي وأجيب الفستان وكده
- ماشي يا دينا خلاص أمري لله أستنا صحيح نسيت أقولك مريم بتسلم عليكي
- سلملي عليها كتير واعتذرلها لحد أما أشوفها ولا أقولك هات أكلمها
- لأ هي مش هنا بس كانت موجودة من شوية
- بصراحة أنا خبطت فيها جامد وعاملتها وحش مكنتش أعرف أنكوا متفقين عليا بس سامحتها خلاص
- تسلميلي يا دندون طب هسيبك بقا عشان جالي شغل مستعجل هخلص وأكلمك، سلام.

- سلام
- سمعت يا أدهم ولا دينا كمان هتكون متفقة معانا متهيألي أنها آخر واحدة ينفع تبقى معانا
- الله يخربيتك يا سيف ويخربيت أفكارك الهباب مريم المرادي مش هتسامحني أبدا
- أنتا عملتلها أيه ولا قولتلها أيه؟أوعى تكون ضربتها
- أنيل اللي عملته المرادي عمرها ما هتسامحني عليه
- أوعى تكون طلقتها
- أدهم بدهشة وقد رفع حاجبيه: طلقتها! أنتا عرفت منين أننا متجوزين؟.

- حدث سيف نفسه قائلا: شكلي بدل ما هصلحها هنيلها اكتر أوووف لو لساني ده يسكت شوية ثم اردف قائلا:
- مش وقته عرفت منين طلقت مريم؟
- لأ، بس بردو عرفت منين؟
- منها، قالتلي أمبارح لما حكتلها عن اللي قولتهولك فاضطرت تقولي عشان تفهمني إني عملت مصيبة مش رديت جميلها زي ما كنت متخيل المهم دلوقتي أنتا عملتلها أيه؟
- طردتها
- سيف بصدمة: نعم؟ طردتها أزاي يعني؟.

- مسمعتهاش أصلا بهدلتها وغلطت فيها ولميتلها هدومها في شنطتها وطردتها بره شقتي
- يا نهارك أسود أنتا هتفضل غبي كده لحد أمتا
- أخرس أنتا خالص أهوه كله بسببك
- أنتا اللي مجنون ومش عارف أنتا ليه كده عملتلك أيه المسكينه عشان تعمل فيها كده أوعى تكون فاكر أنك لوحدك اللي متعقد من الستات هي كمان متعقدة من الرجالة بس هي مش زيك على الأقل مطلعتش عقدتها عليك.

- أه وانتا عرفت منين بقا الهانم فضفضتلك أه ما أنتا الصدر الحنين صح
- كفاية بقا يا أدهم هتثق فيها أمتا؟!مريم مش أي واحدة زبالة أنتا عرفتها ووجعتك ولا جرحتك ولا حتى خانتك مريم بنت عمك ومراتك مريم ست أي راجل يتمناها
- أدهم بعصبية شديدة: وأنتا مالك بتدخل في حياتي ليه ملكش دعوة بيا ومش عايز أعرفك ولا أشوفك تاني يا أخي...

لكز صديقه في كتفه وانصرف، ظل يفكر ماذا سيفعل مع مريم كيف سيعيدها إلى شقته و حياتهمرة آخرى تذكر كيف طردها ليلة أمس؟ كيف تعامل معها بشراسة؟كيف وبخها على فعلة لم تفعلها؟ لن تسامحه أبدا هذه المرة، ترك عمله وانطلق بسيارته نحو مسكنها القديم وحينما وصل إلى هناك كان متردد كثيرا فلم يكن يعلم كيف يعتذر إليها؟وماذا يقول؟ واخيرا صعد الدرج ووقف أمام باب شقتها يضرب جرس الباب إذا بها تجيبه من خلف الباب ويبدو إنها رأته من العين السحريه فقالت له بصوت قد أنهكه البكاء:.

- عايز أيه مني جاي هنا ليه؟
- مريم افتحي أرجوكي عايز اتكلم معاكي
- أيه عايز تطردني من هنا كمان بس للأسف ملكش حاجة هنا
- مريم افتحي بس نتكلم جوه مش هينفع نتكلم من عل الباب كده
وأخيرا وبعد جدال فتحت له الباب وحينما رآها رثى لحالها كثيرا وعلم مقدار الجرم الذي ارتكبه فلقد كانت عيناها منتفخة من البكاء ويبدو أنها لم تنم ليلتها إلا في بكاء وألم كان هو من تسبب لها فيهما
- أديني فتحت عايز أيه؟.

- أنا آسف سامحيني سيف حكالي على كل حاجة وفهمني الحقيقة.

- والله وأفرض أن سيف حد وحش وقالك كده عشان يوقع بينا أو لأي سبب تاني تقوم تصدقه وتطردني من غير حتى ما تسمعني ومن غيرما تخليني أدافع عن نفسي هفضل لحد أمتا أدفع ف فواتير ناس تانيه هفضل لحد أمتا أتحمل غلطات ناس تانيه كل واحد حد يوجعه يطلع وجعه عليا وكأني مكتوبلي حاجتين أتجوز جواز اضطراري عشان الظروف وكلام الناس وأتجوز رجالة معقدة اللي متعقد من أمه واللي متعقد يا عالم من حبيبته ولا صاحبته ولا خطيبته الله أعلم كفاية بقا ارحموني وسيبوني في حالي، أخرج بره يا أدهم المرادي بقا أنا اللي بقولهالك وأوعى تفتكر إني بقولهالك لمجرد إني أردهالك أنا فعلا مش عايزة أشوفك تاني بس قبل ما تخرج طلقني مش عايزة أفضل على ذمتك ثانيه واحدة..

- أنا مش هطلقك يا مريم وحقك تقولي كل اللي أنتي عايزاه على العموم أنا هسيبك يومين تريحي أعصابك وهرجعلك تاني تكوني هديتي
- متجيش تاني عشان أنا مش ههدا يا أدهم المرادي بالذات مش ههدا فاهم وأتفضل بقا عشان الناس اللي في الشارع ميعرفوش إني متجوزة مش عايزة حد يتكلم عني وإذا كان ابن عمي صدق عني الوحش يبقا أي حد ممكن يصدق أي حاجة.

- أنا ماشي يا مريم بس أرجوكي سامحيني أوعدك آخر مرة مش هثق فيكي فيها تاني وعد مني اللي حصل ده عمره ما هيتكرر تاني أبدا
- يا أما وعدتني ومحصلش حاجة
- أنا وعدتك إني هحاول وأنتي بنفسك حسيتي إني اتغيرت فترة متنكريش التغيير
- أمشي يا أدهم أرجوك خلاص مش عايزة اتكلم تاني
- ماشي براحتك يا مريم خلي بالك من نفسك ولو احتجتي أي حاجة كلميني واتفضلي موبايلك ومفتاح عربيتك نسيتيهم.

- موبايلي أه لكن العربية لأ مش بتاعتي
- مريم أرجوكي أنا مش همشي إلا لما تاخدي مفتاح العربية مش هينفع تيجي الشغل بالمواصلات المسافة بعيدة جدا
- مين قالك؟ مش يمكن أرجع المستشفى القديمة قالتها فقط لتثير استفزازه
- وهو السبب اللي سبتيها عشانه اختفى
- ملكش دعوة أنا هعرف احمي نفسي كويس.

- مريم أنتي مراتي وأنا مش هقبل ب ده لو هتقعدي هنا لوحدك هتيجي المستشفى عندي وبالعربية ولو ده محصلش هترجعي البيت بالغصب ولو مرضتيش هاجي أنا أعيش معاكي هنا وده بس لحد ما أعصابك تهدا فاهماني قال جملته تلك بهدوء وحزم في آن واحد
- قد استشعرت الحزم في صوته لذا رضخت لحديثه قائلة: ماشي
- ماشي يلا سلام
وبعد أن أعطاها ظهره ليرحل نطقت اخيرا وكأنها تذكرت شيء تود قوله له:
- خاني هنا ف بيت أهلي وعلي سريري.

وقف أدهم متصنما في محله لا يقوي حتي علي الالتفات إليها والنظر في وجهها ثم نطق أخيرا قائلا بلا وعي: ازاااي؟
دمعت عيناها وضاق صدرها ألما وامسكت برأسها كأنها لا تريد أن تتذكر ما ستقوله:.

- خد مفتاح الشقة من ورايا وطلع عليه عشان يعرف يخوني ف ابعد مكان ممكن أتخيله، أوعى تكون فاكر إن وجعك أكبر من وجعي مهما كان وجعك عمره ما هيكون قد وجعي أنا خدت ضربة واحدة لكن كأنها 3 ضربات أنا، أنا اتخنت هنا على السرير اللي بنام عليه عشان أشم ريحة الخيانة كل يوم أحط راسي فيه على المخدة واتخنت من واحدة كنت بقول عليها صحبتي واتخنت من راجل الغريب إني أصلا مكنتش بشك فيه ثم أردفت بسخرية قائلة: هبلة بقا تقول أيه.

قاطعها أدهم قائلا بكل الأسى والحزن عليها وكأنه هو من أخطأ وخان:
- أنا آسف
- أنتا آسف ليه؟ هو أنتا اللي خنتني أنا قولتلك عشان تعرف بس قد أيه حجم الوجع والألم اللي جوايا وبالرغم من ده عمري ما ظلمتك ولا خدتك ب ذنب مش ذنبك زي ما أنتا بتعمل معايا، امشي يا أدهم وسيبني لوجعي.

قالت كلمتها الأخيرة وهي تغلق باب شقتها خلفه وانهارت من البكاء كان أدهم يسمع صوت بكاؤها ويشعر ب شرخ في قلبه رثى لحالها كثيرا ف يبدو أن ما ما مرت به ليس بالقليل وليس أقل مما مر هو به ف كليهما كانا ضحايا الحب ضحايا أشخاص خائنين ليس المهم نوع الانسان بل المهم هو طبيعته وهذا هو ما أخطأ به أدهم أنه اتهم كل النساء بالخيانة ومن خانته وجرحته كانت واحدة فقط ليست كل بنات حواء لقد ظلم مريم كثيرا وكأنه يعاقبها هي على ذنب الآخرى هي المجروحه الموجوعة بدلا من أن تجد من يطبب جرحها زادها جراحا آخرى وهو الطبيب، سحقا لهذا المروان فوالله لو رآه أمامه الآن لحطم رأسه كيف له أن يخون تلك الفتاة الرقيقة، وكيف لهو هو الآخر أن يتهم تلك البراءة بالخيانة ويقسو عليها ب سهام كلماته الجارحة ليدمي قلبها أكثر ويصيبه بالحزن والألم، انطلق أدهم بسيارته عائدا إلى منزله وما أن فتح باب شقته حتى شعر بالوحشة والوحدة لقد كانت خير أنيس شعر وكأن شقته كائن حي حزين على فراقها لم يشعر إلا وقد قادته قدماه حيث غرفتها التي كانت تنام بها جلس على الفوتيه الذي أحضره لها وجد الكتاب الذي كانت تقرأه ظل يقلب بين صفحاته لعله يؤنسه لعله يشعره وكأنها مازلت هنا ثم جلس على سريرها حيث كانت تنام وجد رائحة عطرها مازلت تسكنه أراح جسده على السرير واحتضن وسادتها كي ينام كما اعتاد أن يستند على الوسادة التي بجانبه وجدها هي الآخرى قد تشبعت برائحة عطرها مختلطة برائحة جسدها لا يعلم لما خفق قلبه بشده حينما احتضن الوسادة لعله شعر كأنه يحتضنها هي ف خاف كما لم يخف من قبل ف خرج من الغرفة مسرعا إلى غرفته كمن يطارده الأشباح إنها المرة الأولى التي يشعر فيها بالحنين إليها هكذا بالرغبة في القرب من أي شيء يخصها لذا خاف، خاف من أن يحبها ف نام سريعا حتى لا يفكر فيها....

وفي الصباح ارتدي ملابسه سريعا لقد كان يريد أن يطمئن عليها وهويعلم أنها لابد وأن تحضر لعملها اليوم وهو يعلم أن جدولها تقريبا مطابق لجدوله ولكن حينما ذهب للمستشفى وسأل عليها أخبروه بأنها غيرت جدولها مع زملائها وأنها اليوم مسائي يبدو أنها فعلت ذلك حتى لا تراه لهذه الدرجة هي أصبحت لا تطيقه أصبحت تكرهه كما تكره مروان هذا ما دار بخلد أدهم في تلك اللحظة.

مرت الأيام يوم تلو الآخر وهما لا يلتقيان تقريبا ولا تجيب على مكالمته الهاتفية يعلم من زميلتها نور أنها تأتي المستشفى وأنها بخير لكن لا يراها لأنها تقريبا غيرت معظم جدولها لهذا الشهر لكنه علم من نور أنها ستبات غدا في المستشفى فأصر أن يراها في هذا اليوم ليطمئن عليها ويقنعها بالعودة معه لشقته مرة آخرى وبالفعل نسق مع أحد زملاؤه ليبيت في المستشفى هو الآخر في هذا اليوم وأخيرا رآها كانت جالسة في مكتبها ومعها نور وحينما رأته خرجت لم تعلم نور بزواجهما لكنه أخبرها إنهما على خلاف وكانت تظن أنه يربطهما علاقة حب لكنهما لم يصرحا لأحد بذلك وحاولت أن تستخرج هذا الاعتراف من مريم لكنها فشلت فلم تريد أن تطفل عليهما وتركتهما يتحدثان على انفراد وحينما رأى أدهم مريم شعر وكأنها طفلته لا زوجته أو ابنه عمه بل طفلته التي اشتاق إليها كثيرا ويريد أن يضمها إليه لكنه قطعا لم يفعل بل اكتفى بإلقاء السلام عليها.

- أزيك يا مريم
- أدهم!
- أيه مش عايزة تشوفيني خالص للدرجادي يا مريم؟!
- لأ مين قال؟! عادي
- أمال غيرتي جدولك ليه؟
- ظروف
- ماشي يا مريم مش كفايه بقا كده وترجعي بيتك
- ضحكت ضحكة ساخرة ثم قالت: ما أنا في بيتي ومليش بيت تاني
- لأ يا مريم ليكي
- أنهي بيت ده؟ثم أردفت بسخرية: اللي اتطردت منه!.

- يا مريم خلاص بقا ارجوكي سامحيني وارجعي بقالك أكتر من أسبوعين قعدة لوحدك في الشقة طب بذمتك موحشتكيش أوضتك موحشكيش الفوتيه بتاعك
- لأ مفيش حاجة وحشتني ولقد كانت تكذب فلقد اشتاقت هي الآخرى لغرفتها في بيته والفوتيه لكن أكثر ما اشتاقت إليه هو أدهم نفسه لا تعلم كيف ولما اشتاقت إليه ف هي ما إن رأته حتى شعرت هي الآخرى بنفس الحنين الجارف إليه دق قلبها طويلا حينما رآه.

لقد تعلق كلا منهما بالآخر دون أن يشعرا يبدو أن العشرة قد خلقت بينهما الألفة فتآلفا قلبيهما لكن كلا منهما يكذب تلك الحقيقة
- نظر أدهم ل مريم قائلا: أنتي تعبانة من حاجة يا مريم؟ شكلك مش طبيعي
- لأ أنا كويسة الحمدلله متشغلش بالك بيا
- بس شكلك تعبان ووشك أصفر أوعي تكوني بتهملي ف أكلك
- لأ بآكل الحمد لله وأحسن من الأول.

- أنتي عملتي الآشعة والتحاليل اللي كنت قولتلك عليها عشان موضوع البريود والوجع بتاعها
- لأ ومش هعمل حاجة وشكرا ليك ياريت متكلفش نفسك تمثل اهتمام بيا أكتر من كده أنتا مش مسئول عني أنا كبيرة ودكتورة وأعرف أزاي أبقى مسئولة من نفسي
- أنا آسف بعد أذنك
سمعت نور الرد الأخير ل مريم ف دخلت بعد أن خرج أدهم وقالت لها:
- أيه يا شيخة الدبش اللي قولتيهوله ده حرام عليكي ليه كده شكله بيحبك على فكرة وخايف عليكي.

- اسكتي أنتي يا نور لا بيحبني ولا حاجة هو ابن عمي وبس فاهمة.

سكتت نور لكن مريم كانت في قراره نفسها تعلم أنها كانت قاسية في ردها عليه لكنها تعمدت ذلك حتى يتركها وشأنها ولا يعاود المحاولة لتعود إلى بيته لأنها لن تعود مرة آخرى وعاندت نفسها ولم تجري الفحوصات التي طلبها منها بالرغم من أن تعبها أصبح في ازدياد صار الألم لا يطاق ولا يحتمل إلا بالمسكنات وحتى في عدم وجود عادتها الشهرية أصبح ينزل منها دم خارج نطاقها هي بدأت تتأكد أن هناك أمرا غير طبيعي وهي تخشى أن يكون ورم غير حميد أو سرطان وما بين خوفها وعنادها أهملت في صحتها ومرت الأيام وقد تعرفت على دينا خطيبة سيف وصارا أصدقاء كانت مريم تتهرب من الحديث عن أدهم كلما جاءت سيرته وفي حفل خطبة سيف دعا أدهم وذهب إليه بنفسه واعتذر منه مرة آخرى وأخبره أنه سيحاول في إعادة مريم لبيته ثانية وتصالحا معا حينما جاء أدهم حفل الخطوبة واحتضن صديقه وربت على كتفيه وهناك رأي مريم يبدو على وجهها الشحوب أكثرحتى وإن أخفته بالقليل من مستحضرات التجميل التي عادة لا تستخدمها كانت رقيقة في ثوبها الوردي اللون فلقد كانت تعشق اللون الوردي بشدة وكانت لفة حجابها غاية في البساطة والرقة كانت كالأميرات لا تحب الزينة الكثيرة أما أدهم فقد ارتدي حلته السوداء الانيقة ورابطه عنقه الوردية التي ارتداها لأنه كان يعلم بحب مريم للون الوردي لذا خمن أنها ستلبس فستان بهذا اللون وقد صح تخمينه...

اقترب منها وسلم عليها بلهفة شديدة:
- أزيك يا مريم عاملة أيه؟
- الحمد لله بخير وأنتا؟
- الحمد لله ناقصني إني اتطمن على مراتي
- متقولش مراتي بس بدل ما حد يسمعك ويغير صورته عنك أنتا مينفعش حد يوصمك الوصمة ديه خصوصا لو من واحدة زيي خاينة
- مريم من امتا بقا قلبك أسود كده خلاص بقا بقالنا شهر مش بنشوف بعض ولما بتشوفيني بتأنبيني أو بتخبطي فيا بقيتي كده أمتا؟
- من شهر.

- طب ارجوكي ارجعي بقا للي كنتي عليه قبل الشهر
- أه قصدك مريم الهبلة لا لا أنسى لا يمكن ترجع تاني مستحيل
- ماشي هترجعي بيتك أمتا؟
- أدهم أنتا مبتزهقش أنا مش هرجع البيت ده تاني أبدا فاهم
- فاهم يا مريم، طب ممكن تطمني على نفسك بلاش أنا يا ستي روحي ل دكتورة سالي دكتورة شاطرة وهتطمن عليكي
- أنا كويسة يا أدهم هتتعبني بالعافية
- يارب دايما تبقي كويسة، على فكرة شكلك حلو أوي النهارده.

- لا والله وده من أمتا؟
- هو أنتي مش عاجبك أي حاجة مني خالص
- لأ مستغرباك بس
- عندك حق بس فعلا أنتي ملكيش ذنب في أي حاجة
- طب أنا همشي يا أدهم عشان أشوف دينا
- لكنه أمسكها من معصمها ليوقفها برجاء: لأ خليكي واقفة معايا شوية بقالنا كتير متكلمناش
- مريم بحدة: سيب أيدي يا أدهم مش عايزة اتكلم معاك.

وفجأة ظهر شاب آخر سمع حديث مريم وكانت قد لفتت أنتباهه من أول الحفل فحاول الاقتراب منها لكنها صدته فوجد أن الآن الفرصة سانحة فوقف بينهما وحاول أن يفلت يد مريم التي في يد أدهم ونظر له قائلا:
- ما قالتلك سيبها ولا مبتسمعش وهنا أمسك ب مريم التي خافت وتراجعت للخلف
- أما أدهم ف سكت لحظة ل يعي ما يحدث حوله ثم نظر لهذا الشاب قائلا: وأنتا مال أهلك بتدخل ليه ف اللي ملكش فيه.

اقترب أدهم من مريم وجذبها مرة آخرى وكانت شدته عنيفه مما جعلها تتأوه، ف نظر الشاب ل أدهم نظرة تحدي ثم حاوط مريم بذراعيه ليبعدها عن أدهم الذي جن جنونه ما أن رأي يد الشاب توضع على كتف زوجته ومريم نفسها تعجبت من هذا الشاب وابتعدت عنه ووجدت نفسها تلقائيا تختبأ خلف ظهرأدهم الذي نظر للشاب بعنف قائلا:
- قسما بالله لو مكنتش ف فرح صاحبي لكنت كسرتلك ايدك، ايدك متمدش تاني على مراتي يا حيوان
- مراتك؟.

قالها هذا الشاب متعجبا وكأنه لا يصدق ونظر ل مريم التي وجدها صامتة أي أنها مصدقة على كلامه ف اصفر وجهه وبهت ولم يعلم ماذا يقول ثم أردف قائلا:
- أنا آسف مكنتش أعرف انها مراتك كنت فاكرك بتضايقها فقولت أدافع عنها بس
- لأ قولت تعمل نمرة يا حيلتها اتكل على الله بقا بدل ما اتهور عليك
انصرف الشاب ومريم مازلت ترتعش خوفا ولى أدهم ظهره لها وهي مازالت تختبأ خلفه ونظر لها مطمئنا إياها:.

- متخافيش ده عيل أهبل وبيعمل نمره عشان يعجبك ميعرفش أنك مراتي
- بعدما استعادت نفسها قالت: أنتا أزاي تشدني كده وجعتني جدا
- أنا آسف والله محستش إني شديتك جامد
بس لما الحيوان ده لمسك كنت هتجنن
- ما أنتا طول عمرك مجنون يلا هروح أشوف دينا.

تركته وانصرفت وظل هو واقفا بمفرده يذهب ليبقى مع سيف قليلا ثم يختلس نظره إليها وهكذا حتى انتهى الفرح وأصر ألا تعود بمفردها وهي أصرت ألا تركب معه ف صار خلفها بسيارته حتى اطمئن عليها وأوصلها ل بيت والدها....

مرت الأيام سريعا وهو لم يمل من المحاولة في اقناعها للعودة إلى بيته وهي لم تمل من الرفض والمعاملة السيئة له لن تنسى أهانته لها بتلك السهولة، مر أكثر من ثلاثة أشهر وهي تعيش بمفردها في شقة والديها وبين الحين والآخر تذهب لها دينا وأحيانا تقضي ليلتها معها وصار سيف يغار كثيرا من علاقتهما وقد عادت العلاقة بين سيف وأدهم كما كانت وكان دوما يطمئن على مريم من صديقه ف هي لا تريد أن تجيب على مكالماته ألبته حتى هذا اليوم الذي مرضت فيه كثيرا وأغمى عليها أكثر من مرة والألم كان يعصف بها غير أن النزف استمر أكثر من أثنا عشر يوما ولم يتوقف شعرت أنها ستموت بمفردها في شقتها فاتصلت ب دينا التي بدورها اتصلت ب سيف بعدما طلبت منها ذلك ليذهبا بها إلى المستشفى، أما سيف فتردد كثيرا هل يخبر أدهم بما حدث أم لا؟.

هل سيتصل سيف بأدهم ويخبره بما حدث لزوجته؟ أم انه سيخشى غضب مريم إذا علمت أنه أخبر صديقه دون رغبتها في ذلك؟ كيف سيتصرف أدهم هل سيسامح سيف تلك المرة أم انها القطيعة بينهما؟ وهل إن علم سيستطيع انقاذ مريم أم أنه قد فاات الأوان؟.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة