رواية بنت القلب للكاتب عبد الرحمن أحمد الفصل الثاني عشر
اقترب رماح من صندوق خشبى وسحب سيفين وألقى بأحدهم إلى طيف فالتقطه وهو يردد بتساؤل:
- ايه ده يا باشا ! سيف ؟ من امتى الشرطة بتستخدم سيوف ؟
ثم أخفض صوته وهتف بصوت غير مسموع:
- طلعلى حصانين بقى من الصندوق وقل لى تعالى عاركنى .. ده اللى ناقص.
أجابه رماح بنبرة جادة:
- مش بنستخدم سيوف بس فى مواقف كتيرة مابيبقاش معاك سلاح فى مهمة، ساعتها ممكن تمسك أى حاجة .. ماسورتين حديد .. خشبتين وتبدأ تدافع عن نفسك، أما هنا بتتدرب بسيف علشان ده أتقل وكل حركة محسوبة كويس أوى فتقدر تتحكم فى ضربتك
ثم اقترب منه ليتابع:
- يلا
نظر إليه طيف بقلق وتردد وهو يسأل:
- يلا ايه ؟
رفع رماح السيف وهو يصيح بقوة:
- خش اضرب
رفع طيف سيفه واقترب ليضرب رماح لكنه تفادى ضربته وركله بقدمه فتقدم مرة أخرى وهو يأخذ حذره...
هتفت بتعب شديد وهى تلتقط أنفاسها بصعوبة:
- بس كفاية كدا احنا طول اليوم بنجرى والغابة دى مابتخلصش
أخذ يجوب المكان بعينيه ثم نظر إليها قائلًا:
- طيب هنبات هنا ونصحى بدرى نكمل
تركته وظلت تجمع الأخشاب واقترب هو منها ونظر إليها باندهاش قائلًا:
- هتولعيها ازاى ؟
نظرت إليه بابتسامة ثم نظرت أمامها ووضعت أوراق الشجر على خشبة صغيره ثم وضعت عليها خشبة أخرى عموديًا وأخذت تلفها بقوة فتصاعد دخان قليل فعاودت فعل تلك الخطوة عدة مرات حتى اشتعلت الأوراق فأسرعت ووضعت بعض الأخشاب الصغيرة ومن ثم وضعت أخشاب كبيرة فاشتعلت النيران ...
ابتسم غيث وجلس أمام النيران وهو يردد:
- ماعلمتنيش الحاجات دى فى التدريب يعنى
رفعت كتفيها لتقول مبتسمة:
- اديك عرفت يا سيدى، قل لى بقى بما إننا قاعدين كدا .. كلمنى عنك شوية.
ابتسم غيث واعتدل فى جلسته وهو يستعيد ذكرياته من جديد وأردف:
- أنا ياستى وحيد أبويا وأمى، عيلتنا كلها صغيرة جدًا وكلهم تقريبًا ماتوا، بابا مات وأنا صغير وماما فضلت مربيانى وعلمتنى لغاية ما بقيت فى أولى كلية ساعتها ماما ماتت وبقيت وحيد فى الدنيا دى، اعتمدت على نفسى فى كل حاجة .. كنت بشتغل علشان أتعلم وأصرف على نفسى ورغم الشغل كنت شاطر فى الكلية وأخيرًا خلصتها وبدأت أشتغل فى سوبر ماركت قريب مننا والحمد لله كنت عايش مستريح لغاية ما فى يوم كنت راجع من الشغل وهوب لقيت حاجة اتحطت على وشى ماحستش بنفسى وفوقت هنا علشان أكتشف إنك المدربة بتاعتى بس الصراحة متخيلتش إن اللى تدربنى تكون عسل كدا.
ابتسمت ورددت بخجل:
- أنتَ عارف أنا من بعد خبر موت أخويا حسيت إنى وحيدة فى الدنيا دى وقررت أبقى شخصية تانية، شخصية معندهاش مشاعر ولا بتحس وفعلًا نجحت فى ده لغاية ما اتكلفت بمهمة تدريبك وشوفتك ساعتها حسيت بحاجة غريبة، كنت بحب الوقت اللى بدربك فيه وأتكلم معاك زى ما أكون لقيت حاجة تايهة منى
غمز لها بابتسامة وهتف بسعادة:
- ايه الكلام الحلو ده، مفيش مأذون هنا يكتب علينا ويخلصنا ولا ايه.
ضحكت بصوت منخفض ثم رددت بصوت مرهق:
- أنا هنام بقى علشان تعبانة أوى ولسة بكرا هنمشى كتير ولازم نستريح
حرك رأسه بالإيجاب وفرد جسده على الأرض وهو يقول بإرهاق:
- عندك حق، لازم نستريح شوية علشان منعرفش بكرا مخبيلنا ايه بس ربنا يستر محدش يلاقينا
حركت رأسها بهدوء وهى تردد:
- متقلقش احنا بعدنا جامد ده غير إنهم مش هيدوروا علينا دلوقتى، ممكن الصبح علشان كدا لازم نقوم بدرى
أغلق عينيه بتعب وردد بهدوء:
- ربنا يستر.
اشتدت صعوبة التدريبات التى كانت مرهقة كثيرًا لطيف لكنه كان ينفذ أوامر الرائد رماح حتى لا يضع نفسه محل إهانة، كانت التدريبات تتنوع بين تدريبات السيف وإطلاق النار أثناء الجرى بدقة شديدة وتسلق سور ضخم أثناء إطلاق الرصاص والكثير من التدريبات الشاقة، ظل على تلك الحالة حتى دقت الساعة الثالثة عصرًا فصاح رماح بصوت مرتفع:
- بس كدا النهاردة هنكمل بكرا، مستنيك فى المديرية.
ألقى طيف بنفسه على الأرض وزفر بقوة وبتعب شديد وتحدث بصوت خفيض:
- منك لله يا رماح ياابن أم رماح هديت حيلى، لسة بعد ده كله هروح المديرية ! اه يا عصعوصتى يانى
نهض أخيرًا من مكانه واتجه إلى سيارته لكنه لاحظ شىء غريب، لاحظ خروج سيارة من مركز التدريب .. لم تكن تلك المشكلة، المشكلة حقًا فى معرفته لتلك السيارة والتى كانت تخص تلك المريضة السابقة له.
فغر شفتيه بصدمة وهز رأسه بقوة ليتأكد أن ما يراه صحيحًا لكنه تأكد بالفعل عندما رأى وجهها فأسرع واتجه إلى السيارة وصاح بوجه مندهش:
- نيران !
أوقفت نيران السيارة وتوجهت بنظرها تجاه مصدر الصوت فتفاجأت بطيف الذى يكتسى وجهه علامات الحيرة والتعجب !
لم تعرف بماذا تخبره أو ماذا تفعل لكنها خرجت من سيارتها واتجهت إليه قائلة:
- دكتور طيف ! عاش من شافك .. بتعمل ايه هنا ؟
أجابها طيف بنفس الوجوم:
- أنا اللى جاى أسألك نفس السؤال، أنا بتدرب هنا وأنتِ ؟
فكرت كثيرًا بماذا تخبره حتى خطر ببالها فكرة فهتفت بابتسامة:
- أصل خطيبى رماح كان هنا وكنت عايزاه فى حاجة
رفع حاجبيه بتعجب وأردف بتساؤل:
- ايه ده أنتوا اتخطبتوا ؟
هزت رأسها بابتسامة وهى تضيف:
- احنا مخطوبين من زمان بس أنا اللى كنت رافضة علشان زى ما أنت عارف الذاكرة وكدا بس يعنى الأيام بتعدى أهو.
لاحظ توتر شديد فى حديثها الذى لم يكن متناسقًا فهى لم تكن تحبه على الإطلاق وكانت دومًا ما تشكو سماجته وكرهها له !، اتسعت عيناه وقال مسرعًا بدون تمهيد:
- أنتِ بتكدبى
ارتفع حاجبيها بصدمة كبيرة وأردفت:
- ايه ! لاحظ إن دى تانى مرة تتهمنى بالكدب
ابتسم بمكر بعد أن وضع يده بين خصلات شعره مردفًا:
- وفى المرة الأولى كنت على حق واعترفتِ بعدها إنك كنتِ بتكدبى
هزت رأسها بشك ورددت بتوتر:
- قصدك ايه ؟
تابع طيف بعدما تقدم خطوة أخرى للأمام:
- قصدى إنك مخبية حاجة كبيرة ومش بعيد تكون الذاكرة رجعتلك وأنتِ مخبية على الكل
لم تستطع الرد وظلت شاردة غير مصدقة لما يقوله فتابع:
- نيران أنتِ رجعتلك الذاكرة فى اليوم ده صح ؟
- يوم ايه ؟
ابتسم طيف وتابع:
- اليوم اللى أخدتك فيه لفيلا رماح، ساعتها قلتيلى مش هى الفيلا بس الذاكرة رجعتلك وخبيتِ علشان عندك خطة أو في دماغك حاجة
هزت رأسها بتوتر شديد واتجهت إلى سيارتها دون أن تتفوه بكلمة واحدة وانطلقت بأقصى سرعة تاركة طيف وحده والكثير من الأسئلة تغزو عقله ...
ظل مكانه يحاول تفسير ما حدث لكنه تذكر أوامر رماح فأسرع إلى سيارته واتجه إلى المديرية ...
فى مديرية أمن القاهرة،،،
- ايه يا طيف أنتَ شغال فى بقالة ؟ ايه التأخير ده
قالها رماح بغضب معنفًا طيف على تأخره فهتف طيف بنبرة هادئة:
- معلش يا باشا أصل العربية عملتها معايا فى الطريق
ابتسم بمكر وأردف:
- طيب ياريت العربية متعملهاش معاك فى الطريق تانى علشان ميبقاش فيه كلام يزعل
ضم ما بين حاجبيه متعجبًا من نبرته فى الحديث لكنه أجاب بنفس الهدوء:
- تمام يا باشا.
تابع رماح:
- المكتب بتاعك فى الوش، لما أعوزك هكلمك على التليفون الداخلى تمام !
هز رأسه بالإيجاب ليقول:
- تمام
تركه واتجه إلى مكتبه الذى تفحصه جيدًا بعينيه ثم جلس على الكرسى الخاص به بارتياحية وهو يردد:
- ياااه أخيرًا راحة شوية.
فى تلك اللحظة رن الهاتف الأرضى فوضع يده على رأسه مرددًا:
- هو رماح هيسيبنى فى حالى النهاردة
رفع سماعة الهاتف قائلًا:
- أيوة
أتى صوت رماح:
- مستنيك فى مكتبى حالًا
- تمام يا باشا.
قالها طيف قبل أن يغلق سماعة الهاتف ويقوم من على كرسيه بغير رضا متجهًا إلى مكتب رماح ...
طرق الباب ثم دلف إلى الداخل وهو يردد بجدية:
- تمام يا رماح باشا
وقف رماح وهو يسحب سلاحه من على المكتب ويضعه فى مخمده وأردف بجدية:
- يلا طالعين مأمورية
تحرك رماح إلى الخارج وبقى طيف الذى حدث نفسه بصوت خفيض:
- مأمورية ! هو يوم فلة أنا عارف.
شعر بصوت أقدام تتحرك تجاههم ففتح عينيه وركز مع الصوت فلاحظ اقترابه أكثر فوقف بسرعة وهتف بصوت منخفض:
- ليان، قومى بسرعة
كان المكان شديد الظلام بعد إنطفاء النيران وهذا ما جعل الموقف أشد صعوبة، فتحت عينيها ونهضت على الفور بعدما أشهرت سلاحها وأردفت بهدوء:
- أنتَ بص من الناحية دى وأنا هبص من الناحية دى.
تراجع الاثنان كل منهم يعطى ظهره للآخر منتظرين قدوم مصدر هذا الصوت وفجأة تمت محاصرتهم بأكثر من عشرة جنود، شكلوا دائرة حولهم ووجهوا رشاشاتهم التى يعلوها ليزر أحمر حاد وصاح أحدهم بنبرة منتصرة باللغة الإنجليزية:
- القوا أسلحتكما .. تم الإيقاع بكما
نظرت إليه بنظرة حزينة .. نظرة تعبر عن الهزيمة وهتفت:
- جه وقت الخطة اللى اتفقنا عليها فى التدريب يا غيث
زفر بهدوء وهو يردد بحماس:
- الخطة الانتحارية !
أومأت رأسها بالإيجاب وأمسكت يده بحب قائلة:
- أيوة هى يا غيث، لو حصل وحد فينا حصله حاجة التانى يكمل .. ماشى !
ابتسم بلطف وردد بثقة:
- محدش هيحصله حاجة إن شاء الله، جاهزة؟
حركت رأسها بالإيجاب فانخفض الاثنان وركع كل منهما على ركبتيه بعدما وضعا أسلحتهم أرضًا، صاحت ليان باللغة الإنجليزية:
- لا داعى لإطلاق الرصاص، قمنا بإلقاء الأسلحة.
قالت تلك الجملة لجعلهم يقتربون أكثر ويصبحون فى مرمى بصرهم ليتمكنوا من تنفيذ خطتهم والتى سمتها ليان الخطة الانتحارية والتى كانت تنص على:
عند محاصرة أحدهم بعدد كبير من القوات يقع أرضًا ويدعى الاستسلام لتقترب القوات منه وفى لحظة معينة يهب واقفًا ويطلق النار بإتجاههم جميعًا
وسميت بهذا الاسم نظرًا لخطورتها الشديدة ولكن لا مفر من تنفيذها ...
اقتربوا بالفعل بحذر شديد وفى تلك اللحظة أمسك غيث بسلاحيه وليان بسلاحيها وأطلقوا الرصاص فى كل الإتجاهات وبسرعة شديدة واحترافية كبيرة ليعلنوا نجاتهم من موت محقق .
زفرت بارتياح غير مصدقة نجاتهم من هذا الحصار بينما هب غيث واقفًا واتجه إلى كل واحدٍ منهم ليتأكد بأنهم قد فارقوا الحياة وبعد تأكده سحب سلاح رشاش من أحدهم واتجه إلى ليان قائلًا:
- خدى .. الرصاص اللى معانا قرب يخلص، أنا هاخد رشاش برضه وهلم كله منهم وهقلبهم فى كام حاجة كدا يمكن نحتاجها
هزت رأسها بابتسامة خفيفة فأسرع هو فى تنفيذ ما أخبرها به وجمع الرصاص من أسلحتهم وأخذ كشافات يدوية لينير الطريق أمامهم أثناء الظلام .
اتجه إليها وعلى وجهه علامات استفهام، انخفض وهتف بتساؤل:
- مالك ؟ ساكتة ومش بتتكلمى .. حصلك حاجة ؟
حركت رأسها بالنفى ورددت بقلق واضح:
- احنا عملنا اللى محدش عمله وخلصنا على رجالة كتير أوى والمنظمة المرة دى مش هتسكت والمرة الجاية هيبعتوا الشين
ضم ما بين حاجبيه ليسألها:
- مين الشين دول ؟
تابعت بقلق:
- دول زينا كدا مدربين على أعلى مستوى وإننا نخلص عليهم هيبقى صعب جدًا مش سهل زى دول.
ابتسم ابتسامة خفيفة بعدما ضم وجهها بكفيه وهو يقول:
- إن شاء الله نقدر نهرب قبل ما يوصلوا وبعدين اللى هيجى هنخلص عليه، احنا جامدين أوى واللى دربنى مدرب جامد جدًا وعمرى ما شوفت القلق فى عينه كدا، عايز ليان القوية اللى مبتخافش من أى حاجة
ابتسمت قبل أن تلقى بنفسها فى حضنه قائلة بصوت هادئ:
- يارب كل حاجة تعدى على خير.
- هو احنا رايحين فين يا باشا ؟
قالها طيف بحيرة فى سيارة الشرطة لرماح
أجابه بجدية واضحة:
- من أسبوع أم جت بلغت إن بنتها اتخطفت من سوبر ماركت والنهاردة الصبح جالنا إخبارية بمكان الواد اللى خطفها، فى منطقة شعبية، تقريبًا مخبيها عنده لغاية ما يبيعها لناس مسئولين عن بيع الأعضاء فلازم نجيب الواد ده عايش علشان نقرره
هز طيف رأسه بتفهم فتابع رماح:
- أهم حاجة متعملش أى حاجة غير بأمرى بس، مفهوم ؟
أومأ برأسه قائلًا:
- مفهوم يا باشا.
وصلت سيارة الشرطة إلى المنطقة وخرج رماح أولًا ثم تبعه طيف وباقى رجال الشرطة، كان الشارع مزدحمًا والكل يتابع ما يحدث بحيرة وتساؤل .. ماذا يحدث ؟
اتجه رماح إلى منزل المجرم وخلفه طيف وباقى رجال الشرطة، اقترب رماح من الباب وركله بقوة ليتفاجئ بهذا المجرم ينتظره ويوجه المسدس إلى رأس الطفلة دون رحمة وهتف بغضب وتهديد شديد اللهجة:
- اللى هيقرب منى هقتلها، ابعدوا عنى.
رفع رماح مسدسه ووجهه تجاهه ليقول بصوت مرتفع:
- نزل سلاحك يا صابر وسيب البنت أحسنلك، أنتَ خلاص وقعت
كان يضم رقبتها بيده وباليد الأخرى يوجه المسدس إلى رأس الطفلة ووقف وهو يهتف بتهديد:
- سيبونى أخرج يا إما هقتلها، مش هسيبها يا باشا ومش هكرر كلمتى تانى
كان طيف يتابع ما يحدث بغضب شديد وقلق على الطفلة الصغيرة خوفًا من أن يصيبها مكروه من هذا المجرم فتراجع وأخذ يبحث عن مدخل آخر للمنزل الذى كان مكونًا من طابق واحد.
ترك الجميع وبحث بعينيه عن مدخل قريب من صابر حتى يستطيع تخليص الطفلة من يده وبالفعل وجد نافذة خشبية فاقترب منها وأخرج سكين صغير من جيب بنطاله وحاول فتح النافذة بحذر شديد حتى لا يلاحظ صابر ما يحدث ويقوم بإيذاء الطفلة الصغيرة، بعد دقيقتين استطاع فتح النافذة وقفز منها مسرعًا فنظر إليه صابر لكنه لم يستطع فعل شىء بسبب سرعة طيف الذى أمسك بالسلاح وشده من يده بحرفية ثم احتضن الطفلة فأسرع صابر بالقفز من النافذة التى دخل منها طيف وفر هاربًا لكن لم يتركه رماح و ركض خلفه بسرعة شديدة، أخذ يركض خلفة لأكثر من عشر دقائق ولكن استطاع هذا المجرم الفرار من يده واختفى بصورة غامضة مما أثار غضب رماح الذى توعد طيف...