قصص و روايات - قصص بوليسية :

رواية بنت القلب للكاتب عبد الرحمن أحمد الفصل الثالث عشر

رواية بنت القلب للكاتب عبد الرحمن أحمد جميع الفصول

رواية بنت القلب للكاتب عبد الرحمن أحمد الفصل الثالث عشر

- اللى عملته ده اسمه غباء واستهتار، خليت مجرم زى ده يفلت مننا بعد ما كان هيدلنا على اللى شغال معاهم
قالها اللواء أيمن بغضب شديد فحاول طيف امتصاص غضبه قائلًا:
- أنا أنقذت البنت من ايده ماركزتش معاه بعد كدا وبعدين الرائد رماح جرى وراه و..
قاطعه بقسوة وصوت مرتفع غاضب:
- كان فى ايدك تشد منه المسدس وتمسكه هو والبنت برضه كانت هتبقى كويسة لكن أنتَ مابتفكرش، اتفضل على مكتبك والواد ده مطالب إنك تجيبه فى خلال 48 ساعة مفهوم.

طأطأ رأسه إلى الأسفل ليقول بصوت هادئ:
- مفهوم يا باشا
ثم أدى التحية وانطلق إلى مكتبه فى غضب شديد وما إن وصل إلى مكتبه حتى زفر بقوة وهو يحدث نفسه:
- أنا أول مرة بابا يزعق معايا كدا ! في ايه هو أنا عملت جريمة ده بدل ما يشكرونى إنى أنقذت البنت من ايده .. وربنا أنا غلطان ..هو يوم مش فايت أصلًا
فى تلك اللحظة دلف رماح إلى المكتب دون أن يطرق الباب وهتف بقوة:
- ممكن تفهمنى ايه اللى عملته ده بقى ! كان فى ايدك تمسكه لكن سيبته ومسكت البنت.

حرك طيف رأسه وردد بهدوء:
- سيادة اللواء لسة مهزقنى، أنا غلطان ومعترف بغلطى
جلس رماح وتابع بنبرة جادة:
- هنا مفيش أنتَ غلطان وندمان، هنا تصحح غلطك بإنك تجيب المجرم اللى فلت من ايدك
أومأ رأسه بالإيجاب وهو يردد:
- حاضر يا باشا، بقى مسئوليتى خلاص
هب رماح واقفًا وخرج من مكتبه تاركًا طيف فى حالة غضب وإرهاق شديد ...

أنهى أخيرًا فترة تدريبه والتى كانت مرهقة كثيرًا له إلا أنه كان سريع التعلم واجتاز فترة تدريبه فى ثمانية أشهر فقط .

ترك سلاحه واتجه إلى الشخص المسئول عن تدريبه جيمس وهتف متسائلًا باللغة الإنجليزية:
- أين قاسم النجار ؟ الآن أنهيت فترة تدريبى ولا أعرف لماذا أرسلنى إلى هنا
استدار جيمس وأجابه بإيجاز شديد:
- ستعرف كل ما تريد معرفته غدًا لكن الآن عليك البقاء حتى تأتى سيارة لتأخذك إلى القصر، سأذهب الآن قد كُلفت بعمل
ضم ما بين حاجبيه متسائلًا:
- أى قصر ؟ إلى متى سأظل فى هذا الغموض ؟
تحرك فى طريقه إلى الرحيل وهتف باقتضاب:
- لا تتعجل
رحل جيمس وبقى وائل مكانه وارتسمت ابتسامة واسعة على ثغره فقد اقترب ما يسعى إليه رغم ما يجهله لكنه يشعر باقتراب مراده والذى خطط له كثيرًا ...

- لا يا تنّة هتيجى معايا بالله عليكِ، خلاص الدراسة هتبدأ كمان أسبوعين وعايزة أجيب طقمين جداد
قالتها رنّة بعدم رضا فهتفت تنّة محاولة تهدئتها:
- يا حبيبتى هروح معاكِ بكرا وعد والله بس أنا دلوقتى البرد مبهدلنى وتعبانة
هتفت أسماء بنبرة محذرة:
- سيبى أختك يا رنّة علشان تعبانة وأنا هاجى معاكِ بالليل وأجيبلك اللى عايزاه
تهللت أساريرها وقالت بسعادة متسائلة:
- بجد يا ماما ؟

هزت رأسها بالإيجاب لتجيبها:
- أيوة بجد، ويلا تعالى ساعدينى بقى علشان نخلص الأكل قبل ما أخوكى وأبوكى يجوا
أومأت رأسها بالإيجاب واتجهت معها إلى المطبخ ليكملا إعداد الطعام أما عن تنّة فبقت مكانها بعدما ازداد قلقها بسبب إختفاء زوجها الذى لم يجب على إتصالاتها أو على رسائلها على وسائل التواصل الاجتماعى  فيسبوك، واتساب، أمسكت بهاتفها مرة أخرى لكن تبدل حالها وابتسمت عندما وجدت رقم زوجها على شاشة الهاتف فأسرعت بالرد قائلة:
- باسل حبيبى قلقتنى عليك أوى.

أجابها باسل بهدوء شديد:
- أسف يا حبيبتى الفترة اللى فاتت دى كان عندى شغل جامد ماكنتش بفتح فيس ولا نت أصلًا والدنيا كانت بايظة خالص المهم طمنينى عليكِ وحشتينى أوى
ابتسمت تنّة وهى تردد بسعادة:
- أنا الحمدلله يا حبيبى وأنتَ والله وحشتنى أوى
هتف بصوت مرتفع:
- عندى ليكِ خبر حلو، أنا نازل مصر كمان يومين وحجزت الطيارة خلاص
وقفت تنّة واتسعت عينيها بفرحة شديدة وهى تقول:
- بجد يا باسل.

- أيوة يا حبيبتى بجد، إن شاء الله يومين وهتلاقينى قدامك
هزت رأسها بالرفض وهى تردد:
- لا لا أنا هاجى أستقبلك فى المطار بنفسى، قُل لى أنتَ بس ميعاد الطيارة
أسرع ليرد بنبرة جادة:
- لا لا يا حبيبتى مالوش لزوم، أنا هنزل وهاجى على طول .. متتعبيش نفسك
ابتسمت قبل أن تقول بهدوء:
- ماشى يا حبيبى اللى تشوفه

أنهى صلاة المغرب فى مكتبه ثم اتجه إلى المكتب المجاور له ودلف إلى الداخل حيث القسم الإلكترونى، اتجه إلى النقيب رامى وهتف بتساؤل:
- ها يا رامى الزفت ده وقف فى مكان ولا لسة بيتحرك ؟
هز رأسه وهو يجيب عليه قائلًا:
- لا لسة يا طيف بيتحرك من ساعة ما اديتنى رقم الجهاز وهو بيتحرك

ضم ما بين حاجبيه ليقول متعجبًا:
- ايه هو مابيتعبش ؟ ده بنى آدم غريب .. طيب أول ما المعلم ده يثبت فى مكان قُل لى بالله عليك علشان أنا خدت كمية تهزيق النهاردة تكفى بلد
ابتسم رامى قبل أن يهز رأسه بالإيجاب قائلًا:
- طيب ياسيدى، أول ما يثبت هبلغك على طول
- حبيبى
خرج من المكتب ثم اتجه إلى مكتبه مرة أخرى ونظر إلى الهاتف الأرضى بنصف عين وهو يردد:
- حاسك هترن فى لحظة يا إما من بابا أو من رماح وفى كلتا الحالتين هتروق زعيق.

أكمل جملته فرن الهاتف الأرضى على الفور وضع يده على رأسه وتابع:
- ما شاء الله قلب الأم
رفع السماعة ليجد صوت رماح:
- تعالى المكتب
أجابه باقتضاب:
- تمام يا باشا
وضع السماعة واتجه إلى مكتب رماح وهو يدعى الله بأن تمر تلك الليلة على خير، دلف إلى الداخل بعدما طرق الباب فأشار إليه بالجلوس، نفذ ما طلبه منه وجلس بقلق وهو يقول:
- أيوة يا باشا ؟

أعطاه رماح عدة أوراق ليقول بجدية:
- عايزك تصورلى الورق ده نسختين وياريت بسرعة علشان محتاجه
ضم ما بين حاجبيه بتعجب وأردف بهدوء:
- تمام
ثم وقف وأسرع فى الخروج، ما إن خرج من مكتبه حتى حدث نفسه بتعجب:
- هو أنا بقيت ملطشة ولا أنا بيتهيألى ! ما أنا كنت دكتور ليا احترامى ايه اللى لبسنى التلبيسة دى بس، الباشا جايبنى أصورله ورق ده ناقص يقولى تعالى ولعلى السيجارة .. أنتَ اللى جبته لنفسك يا طيف استحمل بقى يا حلو ده أنتَ هتشوف أيام أسود من شعر رماح.

أشرقت شمس يوم جديد على غيث وليان فى الغابة المجهولة بأمريكا، كانوا يتبادلون حراسة بعضهما البعض طوال الليل كى لا يحدث شىء، فتحت عينيها لتجد غيث أمامها ويقوم بسلخ حيوان ليس بغريب عليها فهتفت بتعجب:
- غيث ! أنتَ بتعمل ايه ؟
التفت برأسه بعد أن ارتسمت ابتسامة مرحة على ثغره وهو يردد:
- صباح الخير يا حبيبتى، عاملك أرنب هتاكلى صوابعك وراه
ارتفع حاجبيها بصدمة وأردفت بتساؤل:
- أرنب ! جبته منين ده.

تابع بنفس الابتسامة:
- لقيت نفسى زهقان قلت أما أقوم أشوف حاجة تتاكل فى الغابة الغريبة دى وهوب لقيت الأرنب الجميل ده قدامى فرحان بودانه روحت مطلع السكينة ونازل الله اكبر
ابتسمت وتحركت خطوتين حتى وصلت إليه وجلست بجواره كى تساعده وأردفت بهدوء:
- طيب هولعلك النار يا سيدى عقبال ما تنضفه وتظبطه بس محتاجين مياه
لمعت عينيه وهتف بحماس:
- اها واكتشفت نهر قريب من هنا والمياه بتاعته حلوة، أنا هقوم أغسل الأرنب ده فيه عقبال ما تولعى النار علشان نشويه.

أومأت رأسها بابتسامة خفيفة وبالفعل أشعلت النيران وأنهى غيث تنظيف الأرنب وقام بعمل رافعة خشبية ولف الأرنب على عصا طويلة لكى يقوم بلفه على النيران .
قالت متسائلة وهى تتابع ما يفعله:
- أنتَ كان نفسك تبقى ايه ؟
رفع حاجبيه وأشار إلى نفسه قائلًا:
- أنا ؟
هزت رأسها بالإيجاب لتقول:
- أيوة هو في غيرك.

ابتسم قبل أن يردد بهدوء:
- كان نفسى أبقى شيف كبير وعندى سلسلة مطاعم مشهورة باسمى ويبقى عندى وصفات كتير أوى محدش يعرفها غيرى بس الأحلام ببلاش وادينى كنت بحلم
ارتفع حاجبيها ورددت بابتسامة:
- مش يمكن حلمك فى يوم يتحقق، إن شاء الله لما ترجع اتعب واشتغل على نفسك علشان تحقق حلم زى ده
ابتسم بسخرية وهو يقول مازحًا:
- أنا لو رجعت هرجع زى ما كنت شغال فى سوبر ماركت، ده أنا زمانى اترفدت أصلًا من سنة.

اقتربت منه ووضعت كفها على يده لتقول مبتسمة:
- أنتَ إنسان كويس يا غيث وطموح وتقدر تحقق اللى أنتَ عايزه، ارجع بس مصر وابدأ تانى وأنا واثقة إنك هتحقق كل اللى أنتَ عايزه
رفع يده الأخرى ووضعها على كفها بحب وهو يردد:
- أنا لو هحقق حلمى هيبقى معاكِ يا ليان مش مع أى حد تانى ولا لوحدى
ثم ابتسم وردد مازحًا:
- وبعدين أنتِ هتبقى نائب رئيس أكبر سلسلة مطاعم فى العالم
ضحكت بوجه صافى ورددت بهدوء:
- طيب ركز مع الأرنب علشان مايتحرقش يا شيف.

وصل الى مكتبة مزدحمة كثيرًا بالأشخاص فقال لأحدهم:
- ممكن تعدينى هصور الورق ده بس علشان عندى شغل
أجابه الرجل بصوت أجش ضخم:
- ايه يا سيدى وراك وزارة، ما تقف زى بقية الخلق كلنا عندنا شغل
ابتسم طيف بسخرية وهو يردد:
- أمال لو عرفت إنها الوزارة فعلًا هتعمل ايه
مل من الوقوف لكن لمعت عيناه وخطر بباله فكرة، نظر حوله فوجد بقالة، ابتسم واتجه إليها وما إن وصل حتى ردد بابتسامة:
- ممكن ب 5 جنيه فلفل أسود يا حاج
- حاضر يا ابنى.

بالفعل دفع طيف المال وأخذ الفلفل وبمجرد أن اقترب من المكتبة مرة أخرى استنشق رائحة الفلفل وعطس بصوت مرتفع مما جعل الجميع ينظر إليه، هتف بابتسامة:
- معلش يا حاج العطسة جت فى وشك .. معلش يا جماعة، أدى اللى خدناه من مرواحنا للصين
اتسعت عين الجميع وابتعدوا على الفور تاركين المكان ومنهم من ركض خوفًا من العدوى ففيروس كورونا الشهير منتشر فى الصين ...

فرك كفى يده بسعادة ثم اقترب من المكتبة وهتف بجدية:
- صورلى الورق ده نسختين
رفع صاحب المكتبة يده أمام وجهه ليحاول الاحتماء من العدوى وهو يردد:
- ابعد من هنا يا عم أنتَ مفيش تصوير
ترك الورق وسحب بطاقته من جيب بنطاله وأردف بنفاذ صبر:
- أنتَ اللى اضطريتنى لكدا وأنا مابحبش أستعمل سلطتى .. أنا النقيب طيف أيمن هتصور الورق ولا آخد الطابعة دى وأعمل فوتو سيشن للورق عندى فى المكتب ؟

أسرع صاحب المكتبة وسحب الورق وهو يردد بابتسامة:
- أسف يا باشا اللى ما يعرفك يجهلك، دقيقة واحدة والورق يكون متصور
ردد طيف بصوت خفيض:
- ناس تخاف متختشيش .. لا بس حلوة حركة الأكشن اللى عملتها دى.

ظلت جالسة فى غرفتها تفكر كيف تهرب من طيف الذى يطاردها ويهدد كشف خطتها أمام الجميع فهى لم تضع بالحسبان تدخل طيف وشكه فى أمرها، ضغطت على شفتيها بقوة وهى تحدث نفسها:
- وبعدين معاك يا طيف ؟ أنتَ بتجيب الثقة اللى فى كلامك دى منين ! طب أحكيله وأشاركه معايا فى السر ولا أسيبه وساعتها هيفضحنى وهيبوظ خطتى ! لا لا طيف مش غبى للدرجة دى علشان يبوظ اللى بفكر فيه وبعدين طيف هو الوحيد اللى ساعدنى فى وقت كنت ضايعة فيه وهو اللى فهمنى همشى ازاى وكشف كل حاجة ليا .. أوووف بقى.

فى تلك اللحظة طرق الباب ودلفت شقيقتها نيسان وهتفت بتعجب:
- ايه ده يا نيران أنتِ لسة قاعدة ؟ الناس كلهم تحت والحفلة مش ناقصها غيرك
رسمت ابتسامة مصطنعة على ثغرها وهى تردد:
- حاضر خلاص أنا لبست أهو وجاية معاكِ.

أوصل الأوراق إلى رماح واتجه إلى مكتبه لكن استوقفه رامى الذى خرج مسرعًا من مكتبه وهو يردد:
- استنى يا طيف، كويس إنك لسة مامشيتش
ضيق عينيه وهو يقول بتعجب:
- ليه حصل ايه ؟
ابتسم وأكمل حديثه:
- الهدف ثبت فى مكان وماتحركش منه بقاله نص ساعة وشكله كدا مش هيتحرك منه قبل بكرا.

تهللت أساريره بسعادة غامرة وأردف بهدوء:
- حلو أوى هات العنوان
مد يده بورقة مدون بها العنوان فسحبها منه بحماس وتحدث:
- متجيبش لحد سيرة بالموضوع ده لغاية ما أعمل تحرياتى .. اشطا
أومأ رأسه بالإيجاب قائلًا:
- اشطا

أسرع طيف وانطلق بسيارته إلى هذا العنوان وبعد نصف ساعة وصل أخيرًا إلى شارع بالمقطم، كانت المبانى به حديثة البناء ومنها مازال تحت البناء لهذا كان المكان هادئًا وشديد الظلام لكن ما لفت انتباهه وجود العديد من السيارات فى الشارع رغم عدم قنوط أحد به، هنا علم أن ما خطط له قد نجح وركب سيارته مرة أخرى عائدًا إلى المديرية وأسرع إلى مكتب اللواء أيمن ...

فى مكتب اللواء أيمن،،،

- أجيب رماح ليه يعنى ؟
قالها أيمن بتعجب واضح
أصر طيف على الأمر وأردف بجدية:
- معلش يا باشا لما يجى هبلغ سعادتك
رفع أيمن حاجبيه بدهشة فهو يعرف تفاهة ابنه لكن هذا الأمر يبدو جادًا فهاتف رماح الذى أتى على الفور
دلف رماح وهو يردد:
- تمام سعادتك
نظر أيمن إلى طيف الذى تحدث بحماس وثقة:
- أنا اللى كنت قاصد أسيب صابر يهرب النهاردة
نظر كلٌ من أيمن ورماح إليه بصدمة كبيرة وهما يرددان فى نفس الوقت:
- نعم !

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة