رواية القناع الخفي للعشق (مافيا الحي الشعبي) للكاتبة آية محمد رفعت الفصل السادس
زلزل المنزل بأكمله، صوت صراخ أحمد حينما نال حظه الوفير من النمر على ما أرتكبه من ذنبٍ فاضح...
هرول عبد الرحمن ويوسف للأسفل حينما أستمعوا لصراخات أحمد فولجوا للداخل سريعاً ليتفاجئ كلا منهم بضياء يجلس على الأريكة برعب يبدى على ملامحه...
يوسف بستغراب: هو في أيه؟
ضياء برعب: أحمد يا عين أمه بيواجه مصير قاسي
عبد الرحمن بستغراب: مصير أيه دا؟
ضياء بغرور: مصير النمر أنا حذرته بس هو الا صمم.
رمقه عبد الرحمن بغضب ثم توجه للداخل بينما أقترب منه يوسف بستغراب: طب وأنت مالك منشكح كدليه؟
أجابه بتعجرف: عشان كلكم تعرفوا قيمتكم قدام النمر وتبطلوا تستعرضوا عضلات النفخ دي
جذبه يوسف بغضبٍ جامح: مين الا نفخ يا حيوان؟!
إبتلع ريقه برعب قائلا بعد مجاهدة بالحديث: أنا جبت سيرتك ياعم!
تركه قائلا بغرور: بحسب.
عدل ضياء من ملابسه وعيناه متعلقة به بنظرات غضب مكبوت ليزفر هامساً بضيق: هو أنت بتعرف تحسب! الا زيك أخره الطرح..
يوسف ببرود بتقول حاجة؟
أجابه مسرعاً: لاا أبداً دانا بدعيلك بالخيرات..
تطلع له بشك: لا مهو واضح
بالداخل...
ولج عبد الرحمن للداخل فصعق بشدة حينما رأى أحمد مثبت على الحائط بفعل يدى النمر...
أحمد بصوت يكاد يكون مسموع: أنت لسه هتتفرج أخلص...
وبالفعل أسرع عبد الرحمن ليحيل بينهم قائلا بصراخ بأدهم: سيبه يا أدهم الواد هيموت فى أيدك
رمقه بغضب ثم جذبه بقوة: أنت هتشحت عليا ياض!
لكمه عبد الرحمن بقوة أسقطته أرضاً فكانت الخلاص له من النمر قائلا بغضب: يعنى بدافع عنك ومش عاجب كمان..
تأوه أحمد قائلا بتوعد: أستعيد قوتي بس وهوريكم يا كلاب.
جلس أدهم على الفراش وعيناه تجوبه بضيق: قسمن بربي لو كررتها تاني يا أحمد لأكون طالع برقبتك أنا سبتك المرادي بمزاجي المرة الجاية موعدكش
حاول أحمد الوقوف قائلا بأمتنان وسخرية: مش عارف أودي أفضالك دي فين بجد!
كبت عبد الرحمن ضحكاته بصعوبة بينما تمدد أدهم على المقعد قائلا بتذكار: كنت عايز أيه؟
أحمد بسخرية: ورحمة جدك وجدي لو قعدت ميت سنة ما هفتكر ودا شيء جميل أوعدك لما الدنيا تخلى بيا وأعوذ أفقد الذاكرة أنت أول واحد هيجي فى بالي على طول..
لم يتمالك عبد الرحمن زمام أموره فسقط من الضحك أرضاً بينما خرج أدهم للحمام الخارجي ليستعد للخروج...
عاونه عبد الرحمن على الجلوس ثم شرع بمعالجة كدمات وجهه...
حملوها لغرفة العمليات سريعاً وهى يخطو خلفهم ببطئ يستمد قلبه بدماء كلما أبتعدت عنه كأنه يغزو بخنجر مسنون...
جلس زين بالخارج على المقعد وهمسات من ذكريات القسوة تمرأ أمام عيناه فتجعل الحزن يخترق ثنايا قلبه بنجاح...
هوت دمعة سارية من عين القاسي حينما تذكر كلماتها ورجائها له، لا لم يحتمل ما حدث لها فقلبه يعشقها حد الجنون، كم قسى على نفسه قبل أن يقسو عليها ولكن ذروة الأنتقام كانت تطالبه بالمزيد...
أستند برأسه على المقعد وأغلق عيناه بقوة قائلا بأنكسار: يارب..
بنفس المشفى، وبالأخص بغرفة حازم...
شعر بأنه يتناول أشهى الأطباق الذى لم يتناولها من قبل، فأبتسم لعلمه بأنه ذات مذاق رائع من لمسات يدها، أطعمته وعيناها تخطف النظرات له بخجل ولكن سعادتها بأنها بالقرب منه طاغية عليها..
أرتجف جسدها بقوة حينما أمسك يدها الحاملة للطعام ثم جذبه منها ليضعه لجواره فأخفت نظراتها عنه بخجل شديد...
خرج صوته أخيراً: رهف.
رفعت عيناها له لترى ماذا هناك؟ فرفع يديه على وجهها بحنان والجدية تلمع بعيناه: عايزك تنسى كل الا حصل متحاوليش تفكرى فيه تانى..
بقيت ساكنة تتأمل عيناه بصمت وهيام فأبتسم حازم بخفة وبقى ساكناً يتأمل نظراتها بعشق وسعادة لرؤية حروف أسمه تلون عيناها قبل السكون بنبضات القلب...
عاد لأرض الواقع حينما طرقت الممرضة باب الغرفة وولجت للداخل حتى تتفحصه..
إبتسم حازم حينما أبتعدت عنه كأنه لم يربطها بها علاقة أسمى من الوجود، الزواج والعشق معاً! ولكنه يعلم أنها خجولة للغاية...
أنهت الممرضة عملها وخرجت سريعاً فأقتربت منه قائلة بأرتباك: لازم تكمل أكل عشان تأخد باقي الأدوية..
أبعد يدها الحاملة للطعام قائلا بخفوت ساحر: مش محتاج أدوية وأنتِ جانبي.
تطلعت ليديه المتمسكة ليدها فجذبتها بخفة ووضعت الطعام لجواره وكادت الرحيل ليجذبها لأحضانه دقائق مطولة ثم أخرجها لتكون امام عيناه قائلا بخبث: حابب أحققلك أمنية غالية
ضيقت عيناها بعدم فهم فأحتضن وجهها بيديه قائلا بغرور زائف: عارف طبعاً أن أنا كل أمنياتك الغالية
رمقته بضيق فأبتسم قائلا بجدية بعدما قبل رأسها بحنان: بس دا ميمنعش أنهم لازم يكونوا بالمرتبة الأولى ودا سعادة ليا أكيد..
لم تقهم ما يقوله الا حينما غمز بسحر عيناه وتطلع لباب الغرفة ليدلف من الخارج عائلتها الصغيرة..
وقفت رهف بدموع تلألأت بعيناها بعدم تصديق فأستدارت لحازم بدموع ليشير لها بالتقدم فأسرعت إلي أحضان والدتها بعدم تصديق من أنها مرحبة بها حتى والدها أحتضنها بسعادة لتعلم منهم بأن حازم تحدث معهم بالهاتف وأخبرهم بالحقيقة...
بغرفة أدهم..
ولج للداخل ثم جذب قميصه الأسود ليخلع عنه ثيابه العلوية فتظهر عضلات جسده القوية فجذب أحمد عبد الرحمن بخوف: أنا بقول أكلمه بعدين
كبت ضحكاته قائلا بمكر: عشان تصدقني لما أقول عليك أنعام
أحمد بغضب: أحترم نفسك يا حيوان.
وتركه وتوجه ليقف جوار النمر وهو يصفف شعره الطويل قائلا بجدية وثبات تعلم جيداً طريقها له: أدهم، أنا كنت حابب أننا نجمع الفلوس الا معانا على بعض ونشترى حتة الأرضية بتاعت جدك ونعمل لكل واحد شقة وأهو نكون قريبن منهم ومنبعدش كتير..
أستدار له أدهم بأعجاب: والله فكرة كويسة بس جدك هيوافق يبعها؟!
نهض عبد الرحمن عن الفراش وأقترب منهم قائلا بهدوء: نقعد معاه ونقنعه وبعدين أحنا هنشتريها يعنى لو حابب يبيع خير وبركة مش حابب ندور على حتة تانية..
أدهم بتفكير: خلاص لما أرجع نكلمه
أشار له أحمد قائلا بجدية: وأنا هطلب أيد ياسمين منه
قاطعه عبد الرحمن قائلا بهدوء: لا يا أحمد الوقت مش هيكون مناسب هو بس يوافق على البيع ويحط السعر المناسب وبعدين نشوف الموضوع دا.
تذمر أحمد وبدا الضيق على ملامح وجهه فرفع أدهم يديه على كتفيه بثباته الفتاك: كلام عبد الرحمن صح ومتقلقش هنفاتحه أنا وأنت فى موضوع الأرتباط دا بس واحدة واحدة وأنا عارف دماغ جدك وياسيدي متقلقش وعدي ليك العيد مش هيجي علينا غير وأحنا خاطبين
إبتسم أحمد بسعادة لعلمه بمقدرة أدهم على تحقيق كلماته وخاصة بأن الفترة قريبة للغاية...
عبد الرحمن بسخرية: الوقتي ضحكت! من شوية كنت هتعيط.
أحمد بغرور: يابني الا زيك هيحس بأمثالنا أزاي؟
قاطعه بحدة ؛ مش عايز أحس أنا كدا تمام
أرتدى أدهم ساعته ثم خرج قائلا: لما أرجع هنكمل كلامنا.
وغادر أدهم تاركهم فى معركة الحديث اليومية..
بالأسفل...
هبط يوسف للأسفل فوجدها تجلس على الطاولة وتقطع بعض الخضروات فما أن رأته حتى جمعت الأطباق لتدلف للداخل، أقترب منها قائلا بأرتباك: متزعليش مني يا مكة.
رفعت عيناها بصدمة وهى تحمل الأطباق بيدها فأخفض عيناه عنها سريعاً ثم خرج من المنزل بأكمله أما هى فتبقت محلها بصدمة لا مثيل لها لتحل البسمة على وجهها وهى تردد كلماته بخفوت لا تعلم بأنه تبني أحلام لا وجود لها بحياته فربما سيكون مصيرها الهلاك...
وصل أدهم للمشفى فتوجه لغرفة حازم...
طرق باب الغرفة فولج حينما أستمع لأذن الدلوف..
ولج للداخل فأبتسم حازم بخفة حينما رأه يقترب منه، جلس على المقعد بثبات فأعتدل حازم قائلا بأبتسامة هادئة: متوقعتش زيارتك دي!
لم تتغير ملامحه فبقى ثابتٍ للغاية ليخرج صوته الساخر: توقعت أسيبك بالحالة دي؟!
وضع عيناه أرضاً بخجل: طول عمرك أفضل مني بأخلاقك يا أدهم..
طالت نظراته له بغموض: وأنت طول عمرك بتفاجئني بأفعالك.
ألقى به بدوامة الماضى فخرج صوته بحزن: الا حصل زمان كان غصب عني يا أدهم أنت بعدت من غير ما تسمعني
صمت قليلا يتأمل ملامح وجهه ليخرج صوته الثابت: جاهز أسمعك
تطلع حازم للفراغ بشرود: أنا حبيت رهف من أول نظرة وقعت عليها عمري ما توقعت أنى هحب حد كدا
قاطعه بحدة: وليه مقولتليش من الأول
وضع عيناه أرضاً بألم: اليوم الا كنت هفاتحك فيه أتفاجئت أنك بتقولي على خطوبتك منها...
ساعتها أخترت صدقتك يا أدهم وبعدت فترة عن مصر لو تفتكر بس مقدرتش أنساها
لمس أدهم المعاناة بحديثه فلم يكن يعلم سبب سفره المفاجئ وها هو يعلمه الآن، لم يقبل أن يؤلمه أكثر فقطع حديثه ببسمة ساحرة: أنضميت لحزب العشاق!
رفع حازم عيناه له بعدم تصديق من عودته للمزح من جديد فأكمل أدهم بجدية: الا حصل زمان مالوش عتاب يا صاحبي أنا حالياً نسيت كل حاجة.
سعد حازم كثيراً ليسترسل أدهم حديثه بغرور: وأنا كمان لقيت نصي التاني الا حصل زمان كان خير ليا..
ولجت رهف قائلة دون رؤية أدهم: جبتلك الورد الا بتحبه..
وضعته سريعاً بخجل فأبتسم أدهم قائلا وعيناه تطوف حازم: حازم بيحب الجوري مش الياسمين
تعالت فرحة حازم بعودة صديق العمر ورسمت رهف الحزن المصطنع: مش هعرف أغيره..
تناوله منها قائلا بأبتسامة هادئة: أي شيء منك جميل يا رهف.
خجلت للغاية فأبتسم أدهم لتأكده الآن بأن ما بينهم بالماضي لم يكن حباً...
خرجت الممرضة من الغرفة وملامح وجهها لا تنذر بالخير فأسرع إليها زين بلهفة: فى أيه؟
الممرضة بأرتباك: الحالة صعبة أوى
وتركته وهرولت لتحضر المطلوب بينما تجمد زين بمحله ليشدد على شعره بجنون فأسرع للمسجد القريب منه يناجي ربه بأن لا يحرمه منها أن لا يعذب قلبه مرة أخري فيذف لعرين الأنتقام ولكن تلك المرة سيكون الأنتقام من ذاته على ما فعله لها...
أنحني لله عز وجل وبكى بكاء مرير يطالب الله بأن يناجيها ويأخذ روحه بدلا منها فهو من فعل بها ذلك، دعى كثيراً حتى أنهى صلاة الحاجة ثم جلس يسترد قوته فشعر بحاجته لرفيقه...
بغرفة حازم...
حازم بأمتنان: رهف حكيتلي على كل حاجة بجد مش عارف اشكرك أزاي يا أدهم على وقوفك جانبها.
أدهم بثبات: مالوش داعي الكلام دا، المهم أنك تتحسن وتقوم بالسلامة..
قطعهم دلوف عبد الرحمن بزيه الطبي قائلا بأبتسامة ساحرة خاصة به: أقدر أدخل ولا هقطع سيل الصدقات
تعالت ضحكات حازم قائلا بصعوبة بالحديث: أتفضل يا دكتور.
وبالفعل أقترب منه يتفحص أمره قائلا بهدوء: لا بقينا أفضل بفضل الله أنا كدا مضطر أكتبلك على خروج
رهف بسعادة: بجد
أجابها بتأكيد: لو هيباشر على علاجه بأنتظام يبقا أكتب بضمير
حازم بغضب: لا مأنا مش هفطر كل يوم دا حتى رمضان معتش فيه غير أسبوع ألحق أصوم
أدهم بهدوء: عندك عذرك يا حازم بس مدام مصمم يبقي تأخد أدويتك بعد الفطار.
تطلع حازم لعبد الرحمن فقال الأخر: تمام كدا، أستأذن أنا بقا عشان عندى حالات كتير النهاردة
رهف بتفهم: أتفضل...
تطلع أدهم لحازم بغموض ثم قال بهدوء: أنا نفذت الا قولتيلي عليه حمزة حالياً فى نفس الحبس الا كنت فيه أما الحرس فعرفوا الحقيقة وحالياً تحت تصرفهم.
أشار برأسه بحزن: كدا تمام
قطعته رهف: لسه مجاوبتنيش ليه بيأذيك كدا؟!
تطلع له أدهم بأهتمام لمعرفة الأمر فأستند بظهره على الفراش قائلا بشرود: طول عمره بيكرهني لأنى مكتنش بشبهه فى الطباع يمكن الشكل بس كان دايما مشاكس وبيحب العند ودا سبب خناق بابا المستمر له لحد معاملته مع الخدم كأنهم عبيد مش بنى أدمين بابا حاول يغيره كتير بس فشل في أكتر من محاولاته لحد ما فى يوم رجع البيت سكران وحاول يتهجم على الست الا ربيته والا خدمته اكتر من 19 سنة ساعتها بابا قرر أنه لازم ياخد خطوة كبيرة والخطوة دي أنه طرده بره البيت ورفض يساعده أو حتى أن ماما أو أنا نساعده بحاجة، فاتت السنين وبابا توفى وسابلي وصية بممتلكاتي وممتلكات أخويا وكله متنصف بينا بالعدل...
تابعه أدهم بحزن من آنين عيناه فأسترسل حديثه بآلم: دورت عليه كتير عشان أعطيه حقه بس للأسف مالقتوش فقررت أنى أباشر الشغل بالشركات كلها لحد ما يظهر وأعطيه حقه، فاتت سنين وهو مظهرش فيهم كبرت وأسمي كبر فى السوق وبعد فترة كنت بمكتبي بليل و..
صمت حازم فقالت رهف بدموع: وبعدين..
غامت عيناه الغضب حينما تذكر ما حدث ليقصه على مسماعهم...
##.
كان يعمل بتركيز على المشروع الأساسي للشركة فتفاجئ بأنقطاع الأنوار عن المكتب، زُهل حازم من حدوث ذاك الأمر العجيب فنهض عن مجتبه وتوجه للخروج ليرى ماذا هناك؟!..
شعل الضوء من هاتفه فتفاجئ بحركة خافتة تأتي من جواره، أستدار ليجد ظل يقترب منه ملامحه معتمة بفعل الظلام، خرج صوته بستغراب لمغادرة المؤظفين بأكملهم: مين هنا؟
لم يأتيه الرد ليظهر بعد قليل أمامه بملامح وجهه المشابهة له ولكن بعينٍ تشع شرار، ردد حازم بهمس وصدمة: حمزة!
إبتسم قائلا بسخرية: متوقعتش أنك تشوفني؟! ولا خلاص أتعودت على كدا
أقترب منه حازم بفرحة: بالعكس أنا سعيد بش...
قطع باقي كلماته حينما شعر بالدماء تنثدر من رأسه والآلم يكتسحه بقوة، أستدار بضعف ليجد عدد من الرجال خلفه فتطلع لأخيه بزهول فجلس على المقعد بنظراتٍ محتقنة: هتكون سعيد أكتر وأنا بسترجع كل الأملاك الا حرمني منها أبوك بس الأول فى حساب قديم بيني وبينك لازم أصفيه الأول وبعدها هتمضيلي على تنازل بكل الا كتبهولك أبوك.
سقط حازم أرضاً وجاهد لفتح عيناه قائلا بضعف حينما هوى الرجال عليه بضربات متلاحقة: مفيش فايدة فيك هتفضل وسخ زي مأنت..
إبتسم وهو يشير لهم فأنهالوا عليه بالضربات القاسية ليفقد وعيه تماماً...
بعد مدة أستعاد حازم وعيه بضعف ليتأوه من الآلم ولم يشعر بذراعيه فرفع عيناه ليجد جسده مكبل بالحديد القاسي ليزداد الآلم تدريجياً...
فتش بعيناه بالغرفة ليعلم بأنه بالغرفة السفلية للقصر الخاص به، لفت أنتباهه شاشات عريضة تحاوط الغرفة للقصر بأكمله، ليبدأ العرض المباشر فى التوقف ويظهر أمامه حمزة وبيده جهاز التحكم وبسمة الشر تملأ وجهه.
أنقبض قلب حازم قائلا بخوف حينما رأه يرتدى عدسات ليصبح نسخة مطابقة له: أنت عايز أيه؟
لم يجيبه وجلس على المقعد قائلا بنظرات غامضة: أكسرك زي ما كنت بتتعمد تكسرني.
لم يفهم كلماته الا حينما شغل حمزة الجهاز ليعرض ما حدث وهو غائب عن الوعى فصعق بشدة وهو يرى معشوقته تهبط الدرج قائلة بسعادة: حازم أتاخرت ليه؟
وقف يتأملها بأعجاب بدا على ملامحه ليطبق حازم على معصمه بقوة...
خرج صوتها المتعجب من صمته: مش بتتكلم ليه؟أنت كويس!
أقترب منها قائلا بهدوء: ودا يلزمك؟
تطلعت له بصدمة: يلزمني! أنت بتتكلم كدليه؟
جذبها بقوة من خصلات شعرها الطويل لتصرخ بآلم: أتكلم بالطريقة الا تعجبني مش واحدة رخيصة زيك هتعلمني أتكلم ازاي!
صعقت للغاية فدفشها أرضاً لتطلع له بصدمة وزهول وهو يتأملها بتلذذ قائلا بصراخ: روحى أعمليلي الأكل..
لم تجيبه فصرخ بها بحدة: سمعتي
شهقت فزع وهى تهرول من أمامه للمطبخ فلحق بها ليجلس على المقعد وهى تحبس دموعها بستغراب لما يحدث!.
وضعت الطعام أمامه ليتناوله بتقزز: أيه القرف دا؟
ودفش الطعام أرضاً وهى بصدمة من أمره فأقترب منها ليجذبها من معصمها بقوة: واضح أنك أتدلعتي زيادة عن اللزوم وعايزة الا يفوقك
وجذب السطو لتطلع له بصدمة قائلة بدموع: حازم بلاش هزار سخيف أنا خوفت منك اوى
هوى على جسدها بضربة كانت لها دليلا لجديته فصرخت بآلم لينهال عليها بضربات قاتلة حتى فقدت وعيها..
كاد وجهه أن ينفجر من الغضب قائلا بصوتٍ كالرعد: أنت أزاي تمد أيدك عليها يا كلب.
تعالت ضحكاته قائلا بسخرية: دا البداية بس أجمد المشوار طويل
وأقترب منه قائلا بلهيب يملأ عيناه: هستمتع وأنا بشوفك مكسور كدا عشانها، البنت الوحيدة الا حبتها أختارتك أنت رغم أنى بشبهك كتير ساعتها خرجت من البيت وأنا بشرب زي المجنون وحصل الا حصل وأبوك طردني من البيت لأنك السبب أيوا أنت السبب
حازم بستغراب: بنت مين أنت مجنون؟!
إبتسم قائلا بسخرية: ياريت، أنا محبتش أدها وهى أختارتك أنت
حازم بتذكر: رتيل!
شعل الغضب وجهه وهو يلكمه بغضب: أسمها لو أتردد على لسانك هتكون نهايتك هى كمان هتدفع التمن زيك أنا رجعت عشان أنتقم منكم كلكم.
تاوه بألم: عمك مش هيسيبك تقربلها وبعدين أنا رفضتها ورفضت حبها دا
حمزة بسخرية: هتعملي فيها الأخ الحنين وهتقولي عشان عارف أنك بتحبها
قاطعه بآلم: للأسف مكنتش أعرف، أنا رفضتها لأنى بحب رهف ومقدرش أبص لوحده غيرها
إبتسم بغرور لأختيار وسيلة الأنتقام، : وحبيبة القلب الا هتدفع التمن دا.
حازم بعصبية: لو قربت منها تانى وقسمن بالله لهتندم عمرك كله
تعالت ضحكاته قائلا بسخرية: أحب أشوف.
وتركه ورحل لينتقم منه بطريقة زبحته حياً...
عاد حازم من ذكرياته بعدما قص عليهم ما حدث، فكان الغضب حليفهم على ما أستمعوا إليه..
جلست رهف جواره ثم تمسكت بيديه بدموع فرفع يديه يزيحها مشيراً لها بالتماسم فهو بخير..
أدهم بغضب: كل دا ومش عايز تسلمه للشرطة؟!
حازم بسخرية: مهما كان فهو أخويا.
أدهم بغضب: أخوك أزاي بعد الا عمله دا لازم يتعاقب
أستند حازم على نفسه ليجلس مستقيم: لو عملت كدا بكون بزود شعلة الأنتقام عنده وأنا مش عايز دا يحصل يا أدهم
أدهم بهدوء ؛ بس الا زي دا عمره ما هيتغير للأحسن يا حازم
أشار له بآنين: عارف بس على الأقل الشر الا جواه ميكبرش أكتر من كدا
كاد أدهم الحديث ولكن قطعه رنين هاتفه برقم رفيقه فرفع هاتفه ليقف بصدمة: أهدا يا زين وأنا جايلك حالا..
وبالفعل أغلق الهاتف وأسرع للخروج قائلا لحازم: هنكمل كلامنا تانى يا حازم لازم أمشي حالا
وقبل أن يستمع له كان قد غادر المشفى بأكمله، أما رهف فجلست امامه قائلة بصوتٍ متقطع من البكاء: أستحملت كل دا أزاي يا حازم؟!
رفع يديه يلامس وجهها بعشق: وجعي كان هين أدام وجع قلبي عليكِ متتصوريش كنت بكره نفسي أد أيه وأنا مقيد وعاجز كدا
إبتسمت قائلة بمرح ؛ أكيد الحيوان دا عارف قوتك عشان كدا أستعان بصديق.
تعالت ضحكات حازم الرجولية بعدم تصديق ليجذبها لأحضانه بعشق..
بالمكتب الخاص بأطباء المشفي...
كان يجلس عبد الرحمن لينال قسط من الراحة غير عابئاً بنظراتها، نعم هى زميلته بالعمل ولكنه يرى نظرات الأعجاب بعيناها بستمرار..
صعق عبد الرحمن حينما رأى من تجذب المقعد وتجلس امامه قائلة بغضب، (الحوار مترجم)، : أستمع لى جيداً أيها اللعين، الزواج منك مستحيل أعلم جيداً لما تريد الزواج مني ولكني سأوافر عليك طاقتك الرخيصة..
وأخرجت صافي من حقيبتها دفتر ثم وضعت به مبلغ وألقته بوجهه أمام الاطباء قائلة بسخرية: لا تحلم بالمزيد، فحتى أن تزوجت بي لن أدعك تأخذ جزء بسيط من نصيبي
ظنت بأن ما يفعله لأجل المال فقتنعت بأنه أن أستمع لها وللمبلغ التى ستعرضه عليه سيكف عن أخافتها لا تعلم بأنها على حافة الموت..
تلونت عيناه بلهيب الجحيم حتى أنه مزق الورقة بغضب لا مثيل له ثم أقترب منها لتبتعد سريعاً برعب حينما رأت الغضب يتمكن منه، رفع عبد الرحمن يديه بقوة فأغلقت عيناها ظنة بأنها ستلقى مصيرها ولكن تفاجئت به بحطم الزجاج لجوارها قائلا بصوتٍ مريب: أغربي عن وجهي فى الحال والا أقتلعت عنقك..
أرتجف جسدها فجذبت الحقيبة الخاصة بها ثم توجهت للرحيل لتقف على صوته قائلا بوعيد: أعدك بأنك سترين جحيم هذا اللعين عن قريب وحينها لن تجدى منقذ لكِ..
إبتلعت ريقها بصعوبة ثم أسرعت بالركض من أمامه...
وصل أدهم للمشفى ليجد زين يجلس بالخارج فأسرع إليه قائلا بقلق: طمني يا زين الدكتور قالك أيه؟
رفع عيناه له قائلا بغضب: أنا السبب فى الا حصلها يا أدهم أنتقامي منها عماني عن حاجات كتيرة
لم يرد أدهم أن يحطمه أكثر فقال بهدوء ؛ هتبقى كويسة بأذن الله يا زين
أشار له بيأس: معتقدش السم الا أخدته مفعوله قوي
عاتبه بغضب: مفيش حاجة صعبة يا ربنا
أغمض عيناه بيقين: ونعم بالله..
خرج الطبيب من الداخل والتعب بادي على وجهه مما فعله ليتمكن من أنقاذها فأسرع إليه زين وأدهم ليخبرهم بأنها بخير ولكنها ستظل فاقدة للوعى ثمانية وأربعون ساعة حتى تجتاز مرحلة السم بنجاح..
أغمض زين عيناه براحة وهو يردد الحمد بخفوت ليسرع للداخل بلهفة فأبتسم أدهم على فرحته وجلس ينتظر عودته..
بداخل العناية..
أقترب منها زين وهى تعتلي الفراش، الأجهزة ملتفة على جسدها بكثرة ذبحت قلبه...
جلس على المقعد جوارها ليحتضن يدها الباردة بين يديه قائلا بعتاب: ليه تعملى كدا يا همس؟ ليه؟
مفكرتيش فى باباكي لما يعرف هيعمل أيه؟
طب أنا عماني الأنتقام ومحستش بيكِ تفتكر دا كان الحل!
هوت دمعة ساحنة من عيناها ليعلم بأنها تستمع إليه، إبتسم بفرح وهو يجفف دموعها قائلا بحزن: أنا عارف أني غلطت بس مش تمنها أنى أخسرك يا عمري أنا خلاص مش عايز أي حاجة غيرك أنتِ...
وقبل يدها بعشق قائلا بعشق: هتقومي وهتخفي وهترجعي عشان تشوفي زين الا حبتيه لأنه مكنش خيال لا موجود يا همس..
ولجت الممرضة للداخل لتخبره بأن عليه الخروج حتى تنعم بالراحة، فخرج على الفور بعدما برد جزء من قلبه...
بمنزل طلعت المنياوى.
هبطت ياسمين للأسفل مع جيانا لتريها ماذا أعدت للأحتفال بالعيد..
ولجت غادة للداخل قائلة بأبتسامة هادئة: أنتوا بتشوفوا هتجمعوا عدية أيه من دلوقتي؟!
ياسمين بمرح: أمال أيه أنا نفسي بلم ألف ونص من البيت بس
جيانا بسخرية: ومالك جاية على نفسك ليه ياختى متخليهم 2000
ياسمين بأبتسامة واسعة: هحاول أقلب عبد الرحمن ويوسف فى 200ج زيادة.
تعالت ضحكاتهم ليقطعهم صوته: أنا معنديش مانع أتقلب بالعكس هكون سعيد جداً..
أستدرت ياسمين بخجل حينما رأت أحمد يقف أمامهم بطالته الساحرة..
فخرجت على الفور والخجل يلون وجهها تحت بسمات جيانا وغادة...
لحق بها أحمد قائلا بجدية: ياسمين
وقفت دون النظر إليه وقلبها يعلو بشدة فأقترب ليقف أمامها قائلا بهدوء: أستنى هنا راجع
أشارت له بهدوء فولج لغرفته وهى تقف أمام المخرج تنتظره بخجل...
خرج أحمد وأقترب منها ثم قدم لها حقيبة بيضاء اللون مغلقة بأحكام قائلا بعشق: دى عشانك
رفعت عيناها قائلة بستغراب: عشاني؟!
أشار بوجهه لتقول بأرتباك: فيها أيه؟
إبتسم لتطل وسامته الفتاكة: لما تفتحى هتعرفي
مدت يدها إليه ثم جذبتها بأرتباك: بس..
ضيق عيناه لتكمل هى: مش هقدر أخدها
أحمد بتفهم: خدى الشنطة يا ياسمين خلاص أنتِ بقيتِ فى حكم خطيبتي عمي و أخوكِ موافقين وجدك وهكلمه قريب جداً يعنى الكل عارف.
رقص قلبها طربٍ فتناولت منه الحقيبة وصعدت على الفور
إبتسم أحمد وهو يتأملها بعشق حتى تخفت من أمام عيناه...
ولجت للداخل بوجه متورد فأصطدمت بوالدتها لترمقها بستغراب: أيه يا ياسمين مش تخلى بالك
أستجمعت الكلمات بصعوبة: أنا أسفة ياماما مقصدش
سلوى بشك: مالك؟
أخفت نظراتها عنها بخجل ولكن عليها أخبارها فقالت بخوف: أنا كنت عند عمى إبراهيم وقاعدة مع جيانا وغادة فجيت عشان اطلع أحمد أداني دي.
إبتسمت سلوى على أرتباكها قائلة بسخرية: طب وأنتِ مالك عاملة شبه الا أداكِ مية نار كدليه؟!
تطلعت لها بزهول فأكملت: عادي أنه يجبلك هدايا مش خطيبك
: خطيبي!
رددتها بستغراب فأكدت لها بالضحكات: أيوا يا حبيبتي أحمد طالبك من بابا ومن أخوكِ وقال أمبارح قدمنا كلنا وأحنا مش هنلاقي افضل منه ليكِ حتى جدك موافق بس بيعمل عليهم تقيل عشان يشوف هيكونوا نفسهم بمساعدة حد ولا هيعتمدوا على نفسهم؟
إبتسمت بفرحة فصرخت سلوى بغضب: المغرب قرب يآذن ولسه معملتش الحلويات دا ريهام هتموتني أوعى من وشي
وأسرعت للمطبخ لتدلف لغرفتها وتفتح الحقيبة بلهفة فتحولت نظراتها لأعجاب شديد حينما رأت فستان من اللون الزهري، طويل يبهر العين بطالته الجذابة وحجابه الأبيض..
لم تنكر ذوقه الرفيع حتى أنها قررت أن ترتديه أول أيام العيد المبارك...
صعدت مكة للاعلى ثم طرقت باب شقة جيانا ففتحت غادة قائلة بستغراب: مكة، تعالي
زفرت بغضب: أنا لا جاية ولا هدخل أمسكى الشنطة دي الزفت الا اسمه ضياء، استغفر الله العظيم اللهم أني صائمة، المهم الاستاذ دا بعتهالك معايا وقال أيه مالوش مزاج يطلعوها دلع عيال..
وتركتها وهبطت للأسفل فولجت للداخل تكبت ضحكاتها عليها ولكنها حزنت حينما وجدت بداخل الحقيبة فستان للعيد لتعلم بأنه مازال حزين منها لذا لم يأخذها كما أخبرها وأحضره لها..
حملت الحقيبة ثم توجهت للأسفل فطرقت باب الشقة وهى تعلم بأنه بالداخل بمفرده..
فتح ضياء الباب ليجدها أمام عيناه، أثر البكاء يحتل وجهها، قدمت له الحقيبة قائلة بصوت محتقن من البكاء: شكراً..
لم يأخذه منها وولج للداخل فدلفت تاركة الباب على مصرعيه ثم وضعته على الطاولة وغادرت على الفور...
عاد أدهم من المشفى بعدما أستقرت حالة همس ليجد غادة تصعد للأعلى بدموع، ولج للشقة بستغراب حينما وجد أخيه يجلس بغضب، أقترب منه قائلا بستغراب: فى أيه؟
رفع عيناه له بغضب: بقولك أيه يا أدهم أنا على أخرى وأنت مش هتستحملني فأخلينى ساكت أفضل
خلع أدهم قميصه وساعته وتمدد قائلا بأهتمام: لا أتكلم.
زفر بملل: معتش عارف ارضيها ازاي؟!
وقص له ما حدث ليخرج صوت أدهم الثابت: رجع الطقم الا جبته دا وخد خطيبتك تنقى الا هى عايزاه
قطعه بحدة: رغم كل الا قولتهولك!
قاطعه بسخرية: أيه الا قولته دى بنت عندها 17 سنة يعنى لسه مش فاهمه حاجة ولو فاهمه فالكلام معاها يكون براحة عشان تتعلم الصح من الغلط مش بالا حضرتك عملته..
هدأ ضياء قليلا ثم وقف وحمل الحقيبة وتوجه للخروج ليوقفه أدهم: رايح فين؟
ضياء بغضب: رايح أرجعه مش قولت أخدها وأجبلها بعد الفطار هخدها
إبتسم أدهم قائلا بغموض: كدا تعجبني
وأقترب منه ليخرج من جيب سرواله مبلغ فضيق ضياء عيناه: دا أيه؟
أدهم بغضب: لا بقولك أيه متنساش أنى اخوك الكبير وليا هيبتي الا أنت بتنساها على طول
قطعه برعب: لا والله ما ناسي حاجة
إبتسم أدهم قائلا بجدية: أنا عارف أنك لسه بتدرس والمسؤليات كبيرة عليك عشان كدا أنا هفضل جانبك وهتردهالي بعد ما أتقاعد.
تعالت ضحكات ضياء وجذب المال منه ثم خرج على الفور، أستدار أدهم ليجد والدته تقف والبسمة على وجهها فأقتربت منه مقبلة رأسه: ربنا يديك الصحة ويفرح قلبك يا حبيبي
قبل أدهم يدها قائلا بسعادة: ويباركلنا فيكِ يا ستى الكل
ولج محمد من الخارج قائلا بمرح: الله الله الأم وإبنها هيعملوا تحالف ضد الاب الغلبان..
تعالت ضحكات نجلاء قائلة بحزن مصطنع: أخس عليك يا محمد أنا أعمل تحالف عليك! دانت الخير والبركة.
إبتسم أدهم وجذب قميصه متوجه لغرفته: أهو يا عم طلع ليك النصيب الاكبر
تعالت ضحكات محمد قائلا بغرور: أمال أيه ياض
أدهم بخوف مصطنع: براحة علينا يا حاج أحنا بنفهم والحمد لله
لم يتمالك اعصابه وتعالت ضحكاته لتشاركه نجلاء بسعادة.
بمكانٍ ما..
كانت مكبلة بالاغلال، تبكى بغزارة وآنين، تصرخ بضعف بأن ينجدها أحد ولكن من يجرأ على الولوج لعرين شيطان لعين..
ولكن هل ستتمكن تلك الحورية من أختراق قلبه القاسي!
هل ستتمكن من خوض تلك التجربة القاسية؟!
ربما معركة قاسية وربما طوفان من نوعاً خاص وربما فرصة لظهور قلبٍ بداخل جسد ذلك الشيطان لينضم للجبابرة عن قريب بقصة أخرى ستنضم لنا لتحتل رقمٍ خاص من ثنائيات الجبابرة لتحفل بأنتصار حورية ستغزو قلب الشيطان...