رواية القناع الخفي للعشق (مافيا الحي الشعبي) للكاتبة آية محمد رفعت الفصل الرابع عشر
الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد، الله أكبر كبيرًا، والحمد لله كثيرًا، وسبحان الله بكرة وأصيلا، لا إله إلا الله وحده، صدق وعده، ونصر عبده، وأعز جنده، وهزم الأحزاب وحده، لا إله إلا الله، ولا نعبد إلا إيَّاهُ، مُخْلِصِين له الدين ولو كره الكافرون، اللهم صل على سيدنا محمد، وعلى آل سيدنا محمد، وعلى أصحاب سيدنا محمد، وعلى أنصار سيدنا محمد، وعلى أزواج سيدنا محمد، وعلى ذرية سيدنا محمد وسلم تسليمًا كثيرًا.
تعالت التكبيرات وعلى معها فرحة القلوب، توحد الجميع بصفوف عريقة لصلاة العيد المباركة، شيخٍ جوار شابٍ يافعاً لجواره رجلا وصغيره، تعالت الهتفات بالتكبيرات ليفصلهم عن النساء سنار مرتفع لتشاركهم الفرحة والجزاء، أنهوا صلاتهم بفرحة لتتبادل كلا منهم السلامات والتحية فتهنئ الجارة جارتها بالعيد وإبنة تلتقى بوالدتها بهذا الحشد العتيق فتقبل يدها بفرحة قائلة كلماتها المتجلجة كل عام وأنتِ بخير، نعم تلك هى الجملة المتبادلة بين الجميع بمحبة ليعفو المرء عما سلف خطيئة الأخر ليفرح معه بفرحة العيد...
وسط هذا الحشد العتيق كانت عائلة المنياوي تجتمع بعد الصلاة تجلس النساء معاً بالمصلى الخاص بالسيدات، جلست الفتيات يتبادلان المباركات بسعادة وكلا منهن تتآلق بجلباب أسود فضفاض بسيط ووجهاً خالى من التجميل فجمله معمق من القلب ومتآلق بطاعة الله...
جلست جيانا جوار مكة وياسمين تاركين آمهاتنا تتبادل المباركات والتهنئة مع الجيران وأمهاتهم...
إبتسمت ياسمين بحزن: رمضان خلص وخلصت معاه فرحتنا...
مكة بتأييد: الشهر دا قصير جداً الواحد مش بيلحق يتمتع به...
جيانا بمرح: ونقول كل سنة وأنتم طيبين وعيد مبارك عليكم جميعاً..
إبتسمن بسعادة لتقطعهم مكة بحماس: أه قولي عيد القفش دانا أيدى بتأكلني من الصبح هروح أفترس أدهومي والواد ضياء وبعدين ولاد عمك والله المستعان بقا..
تعالت ضحكات ياسمين بعدم تصديق: يا بنتي حرام عليكِ راعى سنك يا ماما بقيتي عروسة عيب تطلبي المديوع هما هيعطوكي بدون ما تطلبي..
تعالت ضحكات جيانا قائلة بعد تفكير: طب أستنى حتى لما تغيرى وتلبسي هدوم العيد وننزل نعيد على جدك والعصابة الكبيرة وبعدين نصطاد الباقي تحت
تطلعت لها ياسمين بصدمة لتنفجر من الضحك قائلة بسخرية: دا عيد القفش يا سوسو..
غامت عين ياسمين على من تجلس جوار والدتها بصمت فأسرعت بالحديث الجادي: مالها غادة يا جيانا بقالها كام يوم مش مظبوطة حتى النهاردة مش جيت صلت جانبنا ولا قعدت معانا؟
تطلعت جيانا لما تطلع له ياسمين قائلة بحزن: حاولت أعرف منها أيه الا حصل مقدرتش كل الا فهمته أن فى مشكلة بينها وبين ضياء والغريبة أنها كانت دايما بتحكيلي المرادي محتفظة بالاسباب لنفسها..
مكة بستغراب: ضياء! بس أنا شايفاه طبيعي!.
ياسمين بحزن: طب أيه الا ممكن يزعلها دي الوحيدة فينا الا كانت بتفرح جداً بالعيد حتى جاية الصلاة بالعباية القديمة مش لبست الا كانت جايباها معانا للصلاة!.
مكة بتفكير: تعالوا نروح نقعد معاها..
أشارت لها بالموافقة ثم حملن كلا منهم سجادة الصلاة الخاصة بهم وتوجهن إليها لتجلس ياسمين لجوارها وجيانا ليسارها ومكة أمامها مباشرة...
نغزتها ياسمين بمرح: أيه يا لمعي حد يقفل التقفيلة دي فى العيد؟!..
جيانا: تلاقيها بس عايزة تنام
مكة بسخرية: وأنتِ الصادقة دا أثر فرحتها بعدم الأستيقاظ للسحور..
بقيت ملامحها كما هى فقط تحاول جاهدة رسم البسمة حتى لا يحزنٍ لأجلها...
قطعت جيانا الحديث بجدية وحزن: مالك يا غادة؟
لمعت عيناها بالدموع فهى بحاجة للبكاء بصوتٍ مسموع، بحاجة الحديث لشقيقتها، بحاجة سماع معنفتهم لها للصواب، بحاجة سماع نصائحهم لها لعلها تنجو مما به...
خرج صوتها الباكي قائلة بصعوبة بالحديث: ضياء فسخ الخطوبة..
صعقت كلا منهم ليخرج صوت ياسمين بصدمة: أيه الا بتقوليه دا مش معقول؟!.
جيانا بحزن: طب ليه يعمل كدا؟
غادة بتوتر: لو أتكلمت دلوقتي هكون مش أتعلمت من الا حصل...
علمت ياسمين وجيانا ما تود غادة قوله فتحاولت نظرات جيانا للغضب من شقيقتها بعدما أخبرتها كثيراً أن تبتعد عن تلك الفتيات ولكن لم تستمع لها...
قطعت مكة الصمت قائلة بهدوء: بصي يا غادة أنا معرفش أيه الا حصل بس الا أقدر أقولهولك أن ضياء مستحيل يبعد عنك وفسخ الخطوبة دا مجرد ضربة صغيرة منه عشان يفوقك لكن هو لو حابب يفسخ بجد كان كل الا فى البيت عرف وأولهم جدك..
ياسمين بأقتناع: مكة معاها حق، أنتِ لو شايفة نفسك غلطانه يا مكة أعتذري الأعتذار مش حرام ولا عيب بالعكس أما بقا لو هو الا غلطان فأوعى تقلي من نفسك أنت غالية وهتفضلي كدا على طول..
أرتمت بأحضانها تبكى بشدة قائلة بصوت متقطع: أنا الا على طول بكون غلطانة يا ياسمين..
رتبت على كتفيها بحزن يمزق قلبها حتى لمعت عين جيانا بالدموع فقالت بهدوء يخالف حزنها: طب خلاص متزعليش مدام عرفتي غلطك ربنا مش هيسيبك يا غادة..
بالقرب منهم أسندت نجلاء والدتها حتى نهضت عن الأرض حاملة سجادتها قائلة بأبتسامة هادئة: أشوفك بليل بقا وأنا جاية أعيد عليكي..
قبلت يدها قائلة بفرحة: ربنا ما يحرمني من دخلتك عليا ياررب..
ربتت هنية على رأسها قائلة برضا: ربنا يسعدك يا بنتي ياررب ويهدي سرك ويفرحك بعيالك يارب..
وغادرت هنية مع جيرانها لتنهى كلا من ريهام وسلوي حديثها مع أهلها ثم تجتمع للعودة للمنزل، أشارت ريهام للفتيات فأقتربن منها وغادرن للمنزل...
بالجانب الأخر...
كان يقف الحاج طلعت المنياوي وسط الرجال يتبادل المباركات بأبتسامة رضا، على جواره يقف أبناءه وبالقرب منه أحفاده...
عبد الرحمن بأبتسامة هادئة: عيد مبارك عليك يا نمر..
إبتسم أدهم وهو يعدل جلبابه الأبيض المنسدل على جسده بتناسق جعله منبع للوسامة: علينا وعليك يا حاج عبده..
تعالت ضحكاته فوضع يديه على عنق جلبابه الأبيض بغرور: ومش أي حاج ياض
أدهم بسخرية: طب حاسب لتوقع...
رمقه بغضب قائلا بتأكيد: من نحية الوقوع ففي وقوع النهاردة ولا هيكفيني 2000ج مدايع دا كفايا عليا بنات العيلة..
تعالت ضحكات النمر قائلا ببعض الشماتة: للأسف نسيت تضيف مراتك على القايمة ومتنساش أنها بتكون أزيد من الكل..
تسلل الحزن لوجهه فألتزم الصمت، ضيق النمر عيناه بغموض: ندمان؟
أجابه بهدوء: مندمتش على حاجة عملتها قبل كداا عشان أندن دلوقتي...
تطلع له بغموض ليزفر بغضب قائلا بستسلام: أنا مش قادر أفهمها ولا أفهم نفسي يا أدهم مش عارف البنت دي عاملة فيا أيه مش هكدب عليك أنا لو وافقت على الجوازة دي كان بدافع أني أساعد زين وأنتقم منها على الا عملته معايا بس لقيت نفسي ضايع لا عارف أكون كدا ولا كدا!.
إبتسم النمر وتابعه إلي أن أنهى حديثه ليخرج صوته الثابث: عشان حبيتها يا عبد الرحمن.
صدم ولم يتمكن من الحديث أو مجادلته فشعر بتحجر الكلمات على شفتيه وهو يرى إبتسامة النمر المؤكدة لحديثه...
على بعد ليس بكبير عنهم تعالت ضحكات زين قائلا بعدم تصديق: أنت مصيبة يا أحمد مش معقول.
لوى فمه بأذدراء: ولا مصيبة ولا حاجة ياخويا عشان تعيش وسط الوحوش دول لازم تستعرض عضلاتك
زين بضحكة رجولية جذابة: مش خايف جدك يعرف أنك أحد أفراد المافيا العظيمة..
أستدار برعب يتفحص مكان طلعت المنياوي قائلا بغضب: متروح تفضحنا أحسن..
كبت ضحكاته مشيراً بيديه على الصمت ليكمل أحمد بسخرية: الا يعرف يعرف يا عم هى موتة واحدة وقبر واحد.
أتى من خلفه غامزاً بعيناه لزين فتقبل الأمر ليضع يديه فجأة على كتفي أحمد الذي خر فازعاً فتعالت ضحكات يوسف وزين فقال بسخرية: أيه يا أنعام القبر ضيق؟!.
رمقه بنظرة محتقنة ليخر يوسف من الضحك قائلا بصعوبة بالحديث: والله أنا مأنا خايف غير عليه، جدي لو عرف أن أحفاده المتعلمين بيشتغلوا المافيا بعد نص الليل أحتمال يرسهم طلقتين تلاتة ويا مصبتاه لو الكبير شم خبر أن أحفاد أخوه بقوا المافيا وأبه بقا أدهم بنفسه الزعيم بصراحة هموت وأشوفه متكلبش كدا..
أحمد برعب: أحممم..
يوسف بنبرة حالمة: أنت متعرفش بيفتري على خلق الله أزاي؟
زين بصدمة: يوسف..
كاد الحديث ولكنه صعق حينما شعر بقبضة يد قوية ترفعه عن الأرض فأستدار ليجد أدهم أمامه بثباته الفتاك، أرتعب فجاهد للحديث: أدهم..
أخفى غضبه الجامح بأبتسامة زائفة: كنت بتقول أيه بقا؟
أجابه سريعاً: كنت بكلم أحمد فى موضوع كدا..
أشار له بعيناه المحفورة بالشك: لما نروح بيتنا هنشوف الموضوع مع بعض..
إبتلع ريقه برعب فتراجع حتى ألتصق جوار عبد الرحمن فأبتسم بشماتة قائلا بخبث: واضح أننا معندناش أنعام واحدة.
رمقه بنظرة محتقنه وألتزم الصمت، أما النمر فأحتضن زين قائلا بأبتسامة لا تليق بسواه: كل سنة وأنت طيب يا زين..
إبتسم الأخر قائلا بفرحة: وأنت طيب ودايما بخير يا صاحبي..
أقترب منهم ضياء قائلا بأبتسامة هادئة: واضح أني جيت فى الوقت الصح..
لم يفهم أحد ما المقصد الا حينما أقترب من أدهم قائلا بمرح: بما أنك أخويا الكبير فأنا عايز العدية
أدهم بستغراب: نعم؟
كاد الحديث ولكن صوتٍ ما غمر المكان بهيبته الطاغية.
: كيفكم يا شباب البندر؟
أستدروا جميعاً ليتفاجئوا بالكبير أمام أعينهم، نعم فزاع الدهشان كبير عائلة الدهاشنة بذاته..
أقتربوا منه بسعادة فقال أدهم بفرحة: جدي!.
إبتسم قائلا بهدوء: كيفك يا نمر؟
إبتسم على من تسبب بمنح ذلك اللقب الغالي إليه فأصبح من حوله يلقبه كما لقبه الكبير، ضمه فزاع لصدره بشتياق ثم أحتضن عبد الرحمن والجميع ليقف أمام زين قائلا بثباتٍ بعدما أحتضنه: كيفك يا شيال الهموم؟.
تعالت ضحكاته قائلا بسخرية: أيوا زي ما حضرتك قولت شايل الهموم ومازالت بفضل الله..
أشار له بأنه على علم بما يحدث معه ليربت على كتفيه قائلا بفخر: خابر يا ولدي بس عارف برضك تجدر على أيه؟، جواز عبد الرحمن من أختك كانت خطوة صوح لما سليم خبرني بالا عملته أني أفتخرت بيك لأن عقلك لساته سابق سنك..
إبتسم قائلا بسعادة: كنت خايف متعرفش تحضر الفرح أنت وفهد وسليم وعمر..
: حد جايب سيرتي!.
أستدار زين ليتفاجئ بالفهد أمام عيناه ليقترب منهم وبالأخص رفيقه قائلا بنظراتٍ كالسهام: لو مكلمتكش متعبرش!
أخفي أدهم إبتسامته قائلا بحزن مصطنع: أنا أقدر برضو دانا بشوف معزتي عندك أذا كنت هتعبرني ولا لع..
تعالت ضحكاته قائلا بلهجة صعيدية: ماشي يا واد عمي لما أشوف أخرتها معاك..
أدهم بنفس لهجته: خير أن شاء الله
أقترب منه عبد الرحمن بفرحة قائلا بزهول: كنت لسه قافل معاك إمبارح مقولتليش يعني أنك نازل مصر؟
أحتضنه الفهد قائلا بثباتٍ يكتسح ملامحه الجذابة: حبيت أعملك مفاجأة وبعدين أنت عمرك ما هتفهمني حتى أيام الجامعة برضو كنت كدا!.
رمقه بنظرة مميتة قائلا بضيق: بتفكرني ليه بالجامعة وسنينها أتعلقت بيك وفى النهاية سفرت الصعيد ومعتش عرفت عنك حاجة ولا بشوفك غير بالتلفون!.
رفع يديه على كتفيه قائلا بحزن: غصب عني يا عبد الرحمن أنت عارف أن أمنيتي كنت أمارس مهنتي بس الظروف بقا أنا دلوقتي بحاول أدرس الأمور مع جدي زي مانت عارف أن الكبير من بعده
إبتسم بتفهم: عارف يا إبن عمي أنا كمان أنشغلت عنك ومنزلتش الصعيد من فترة
إبتسم الفهد بعيناه قائلا بسخرية: شوفت كل واحد أنشغل يعني الكلام بالموضوع دا منهى ولا أنت أيه رايك؟
تعالت ضحكاته ليقطعها أحمد بلهفة: فهد عمر منزلش معاك؟
أستدار بجلبابه الأسود المزين بذاك الوشاح الابيض على رقبته لتزداد وسامة الفهد المعتادة قائلا بخبث وقد عاد للهجته: ميهمكش غير عمر عاد؟!
أجابه سريعاً بمرح: أكيد مش زميلي يا جدع..
: طب كويس أنك أفتكرت أن كان ليك زميل أسمه عمر دانا قربت أنسى أسمك..
أستدار ليجد عمر أمامه بنظراته الغاضبة فأسرع إليه قائلا بفرحة: عمر..
أحتضنه بفرحة فأبتسم وبادله الأحضان قائلا بفرحة: وحشتني يابو حميد كل سنه أستنى العيد دا بالصبر عشان أشوفك أنت والشباب..
إبتسم أحمد قائلا بفرحة: السعادة لما بشوفك من تاني فاكر يالا كلامك هسافر البلد وراجع تاني!
أجابه بصوتٍ منخفض: هو حد يقدر يقف للكبير ياخويا...
أدهم بستغراب: أمال فين سليم يا جدي..
أستدار له فزاع بعد أن ترك الحديث مع طلعت قائلا بأبتسامة هادئة: فى الصعيد يا ولدي مراته حبلي وهتولد فى أي وجت عشان كدا فضل حداها..
طلعت بوقاره الدائم: ربنا يطمنك عليها ياخوي..
أجابه بأبتسامة هادئة: تسلم ياواد عمي...
ثم أستدار لفهد بلهفة: فين الصغار يا فهد؟
إبتسم قائلا بهدوء: فى العربية يا كبير خالتهم مع عطية السواق لحد ما الصلاة تخلص..
إبتسم يوسف قائلا بمرح: صغار مين؟!
فهد: دول ولادي أنا وعمر يا يوسف رفضوا يسيبونا ننزل مصر من غيرهم..
زين بفرحة: هما فين خالينا نعيد عليهم..
أشار زين للسائق ففتح باب السيارة لتهبط طفلة بملامح ملائكية بعمر الخامسة، ترتدي فستان وردي اللون وتاركة خصلات شعرها المموج تكتسح وجهها ولجوارها طفلا غريب الملامح من يراه يظنه شابٍ يافعاً بملامح وجهه الصارمة لا يصدق أحداً أنه يحمل من العمر إثني عشر!، ربما يشبه فهد لحداً كبير، ولجواره طفل أخر بملامح تحمل للمشاكسة عنوان.
ركضت الصغيرة لحضن والدها فأقترب الصغير ليقف جوار أدهم..
أدهم بأبتسامة عذبة: أسمك أيه يا حبيبي؟
أجابه بثبات: أحمد
هلل احمد قائلا بسعادة: على أسمي..
وأحتضنه بفرحة ليتطلع لعمر بغضب: شايف الرجولة فهد سمى إبنه أحمد على أسمى مش زيك يا لطخ..
كبت عمر ضحكاته لينوب عنه الفهد قائلا بسخرية: أحمد إبن عمر يا لطخ دا إبني أسر..
أحمد بفرحة وهو يحتضن الصغير: يا حبيبي يا عمر سميت على أسمي
أجابه بسخرية: هعمل أيه وياريت عاجب ياخويا!.
تعالت الضحكات فأقترب عبد الرحمن من ذلك الطفل الغامض قائلا بستغراب: ليه لابس كدا يا حبيبي؟
اجابه بثبات زرع الأستغراب بأوجه الجميع: وكيف عايزني ألبس؟ دي خلجاتنا ومحبش أغيرها أبداً..
إبتسم طلعت قائلا بأعجاب: تعال إهنه يا ولدي..
أقترب منه أسر فأخرج من جيبه المال مقبلا إياه: شايف فيك فهد الصغير، ربنا يبارك فى عمرك..
تطلع اسر للمال ثم أستدار لوالده ليرمقه بنظرة غاضبه لم يفهمها أحد سوى عمر وجده فقال فزاع: سيبك منه يا طلعت الواد ده إكده شايف نفسه إكبير علينا مش بيرضى يأخد عدية من حد وبيجول أنى كبير مش صغير..
تعالت الضحكات حتى طلعت لما يتمالك ذاته من الضحك...
حمل زين الصغيرة قائلا بأعجاب: أسمك أيه يا قمر أنتِ..
إبتسمت قائلة بنبرة طفولية: روجينا وممكن تقولي لوجي
تعالت ضحكاته قائلا: طيب يا لوجي ينفع أعيد عليكي؟
تطلعت لأبيها فأشار لها بنعم لتجيبه سريعاً: معنديش مانع
تعالت ضحكاته فخرج صوت ضياء المنصدم: أيه العيال دي!
يوسف: يا نهار ألوان أنا مش متأكد من سنهم يالا
أقترب أدهم منها ثم قدم لها المال لتطبع قبلة على خديه بأبتسامة طفولية جذابة..
فزاع وهو يتفقد ساعته: يالا يا ولد هننتاخر إكده
طلعت بستغراب: على فين يا حاج؟
أجابه بأبتسامة معاتبة: أنت نسيت قرايبنا الا هنا ولا أيه لازمن نعيد على الكل يا واد عمي وهنتقابل بكرا أن شاء الله في فرح زين..
إبتسم بتفهم: ماشي يا واد عمي
ودع كلا منهم الاخر ثم صعدوا للسيارات لينطلقوا لوجهتهم أما طلعت فعاد مع أحفاده للمنزل...
ارتدت كلا منهم فستان العيد المزخرف بألوان باهية حتى الزوجات أرتدت كلا منهم جلباب يخطف الأنظار، ليهبط الجميع للأسفل حتى يكن بأستقبال من سيأتي لهم..
رتبت جيانا غرفة الضيوف بأن وضعت بها الشكولا والبسكويت والتسالى الخاصة بالعيد، ثم أغلقتها وجلست بالخارج مع الفتيات، ولج أدهم وعبد الرحمن والجميع ليتخشب أحمد محله حينما رأها ترتدي فستانه لتزيده بريقٍ وجمالا، أما أدهم فخطف نظراته إليها بعشق...
جلس الجد ولجواره الشباب لتضع ريهام الطعام قائلة بأبتسامة هادئة: الفطار..
أخرج الجد من جيبه المال قائلا بستغراب: كبرتم على العدية إياك..
مكة بمرح: أزاي بس يا جدي داحنا مستنين لما تفطر كدا وتتهنى عشان اما نطلب نطلب بنفس..
تعالت ضحكاته قائلا بسخرية: لع متخافيش عليا نفسي مفتوحة بشوفتكم..
مكة بفرحة: كدا طب يالا يا بنات صف واحد..
وبالفعل وقفت سريعاً تحت نظرات يوسف العاشقة لها ولجنانها المعتادة فأخرج الجد لها المال لتقبل يديه سريعاً، ثم حان الدور على ياسمين لتلتقط المال منه بخجل من نظرات أحمد الملحقة لها إلى أن أتى دور جيانا فقبلت يد جدها بأمتنان: ربنا يخليك لينا يارب..
ربت على رأسها بسعادة وأخرج المال للفتاة الرابعة ولكنه تفاجئ بالمكان الفارغ ليقول بستغراب: أمال فين غادة؟
أرتبكت كلا منهم لتسرع ياسمين بالحديث: لسه بتغير يا جدي
أجابها بنظرات شك: مش عوايدها يعني!.
سلوي بأبتسامة هادئة: زمنها نازلة يا أبا الحج..
إبتسم بتقبل قائلا بغضب مصطنع وهو يتأمل زوجات أبنائه الثلاث: مش جولتكم جربوا عشان العدية..
إبتسمت كلا منهم وأقتربت ككل عام يزرع الجد بفرحة عارمة للكبير والصغير، تناولن منه المال بحب ورضا بدعوات خالصة له...
هناك يجلس منعزل وقلبه يتمزق على فرحتها المتعثرة فتسلل خفية من بينهم وتوجه للأعلى...
ولج أبناء الحج طلعت الثلاث للداخل فتطلع لهم قائلا بأهتمام: عملتوا الا جلتلكم عليه..
جلسوا على مائدة الأفطار ليقول إبراهيم بتأكيد: أطمن يا حاج مسبناش بيت قولت عليه الا وفرحناهم..
أشار له بهدوء وهب كلا منهم بتناول الطعام لتوقفهم مكة بغضب: على فين؟
إسماعيل بأبتسامة هادئة: هنفطر يا بنتي!
أجابته بحدة: كدا من غير المديوع..
أجابها أبيها بسخرية: طب يا حبيبتي نأكل بس ونشرب الشاي من أيدك ونديكِ عيونا
أجابته بضيق: مينفعوناش يا حاج نبغي مصاري..
تعالت الضحكات ليخرج كلا منهم المال للفتيات الثلاث..
إبراهيم بحزن مصطنع: ممكن نأكل بقا؟
ياسمين بأبتسامة مكبوتة: أتفضل أتفضل..
توجهت مكة لمن يجلس على الأريكة بعدما أنهى طعامه تطلع له بنظرة مطولة ليشير لها قائلا بسخرية: خلصتي النمرة هناك وجاية هنا..
جلس أحمد جواره وهو يرتشف الشاي: مانصحكيش يا مكة النمر مش زي بابا وأعمامي..
رمقته بنظرة قاتلة: أقعد على جنب دورك لسه مجاش..
صعق أحمد وتعالت ضحكات عبد الرحمن بعدم تصديق ليخرج صوت النمر قائلا بهدوء: مفيش مديوع
أجابته بصدمة وصوت مرتفع: نعممم
أجابها بسخرية: زي ما سمعتي روحي بقا وأشتكيني فى محكمة الأسرة.
وتركها وتوجه للصعود فزمجرت بغضب ليقف محله والبسمة تحتل وجهه ليستدير لها ويصفعها بخفة: هغير هدومي وهنزل أديكى أحلى عدية..
أحتضنته بسعادة قائلة بمرح: طب متتاخرش بقا الا الفلوس تبرد
ضيق عيناه بعدم فهم: فلوس أيه؟!
أخرجت المال من حقيبتها قائلة بسعادة: دول يا حبيبي دانا كدا فرجت اوي من أعمامك وبابا وجدي ما بالك بقا لما أقلبكم!.
أخفى غضبه وصعد للأعلى فتوجهت لأحمد سريعاً قائلة بمرح: الدور على مين؟
جيانا بمرح: على أبو حميد حبيب الملايين..
رمقهم بنظرة مميتة قائلا بغضب: مفيش شطبنا
مكة بغضب: لا كدا هزعل وزعلى وحش
جيانا بتأييد: وأنا معاكي يابت هنروح نوقع الدنيا بينا وبين سوسو ويبقا يقابلني بقا لو عرف يصلح الا أتكسر..
نهض عن المقعد سريعاً وأخرج المال لهم قائلا بأبتسامة زائفة: وعلى أيه الطيب أحسن..
جذبت مكة المال عنوة: ناس مش بتجي غير بالسك على القفا..
كبتت ياسمين ضحكاتها وهى تتابع ما يحدث من بعيد ليخرج صوته لها: أنتِ بقا عديتك فوق أغير بس وهطلع أعيد عليكِ بنفسي
تلونت وجنتها بشدة ليصعد هو للأعلى تركاً النظرات تطوف بها، أقتربت جيانا ومكة من عبد الرحمن المبتسم بشدة عما فعلته كلا منهم فنهض سريعاً: مش محتاج تهديد أنا مسالم
وأخرج المال لكلا منهم لتأتي ياسمين بغضب: وأنا يا أستاذ.
قدم لها المال قائلا بأبتسامة ساحرة: مقدرش أنساك يا قلب الأستاذ وسعى بقا عشان أطلع أغير أنا كمان..
أفسحت له الطريق بفرحة لتتحدث مكة بصدمة وفرحة: 200ج الواد عبد الرحمن دا طول عمري أقول عليه شهم مش زي أخوكِ المعفن الا ادلنا 150 بس..
جيانا بضحكة مكبوتة: عيب يابت أحنا طايلين دا شاب برضو وبيكون نفسه
اجابتها بخفوت: لا أقنعتيني...
ياسمين بمرح: لسه واحد..
تطلعوا جميعاً على من يجلس يتابع ما يحدث بصدمة فأخرج المال قائلا بغرور: أنا مش زيهم محدش منكم هياخد حاجة بدون مقابل..
جيانا بغضب: يعني أيه؟
أجابها بغرور: يعني واحدة هتعملي القهوة بتاعتي والتانية هتكويلي هدومي والتالتة هتلمع لي الجذمة بتاعتي غير كدا مفيش مدايع..
صاحب ياسمين بغضب: أنت هتزلنا يا أستاذ أنت ولا أيه؟
أجابها بسخرية: حاشة لله أنا شاب عازب ماليش زوجة تساعدني فى طلباتي فقولت أتكل على أخواتي القمرات فيها حاجة دي؟
جيانا بغضب: خلاص سيب الجذمة وأنا هروقهالك
ياسمين: وأن كان على الكوي فأنا أخدت على كدا ياخويا مفرقتش من يوم..
إبتسم يوسف بأعجاب ثم تطلع لمكة الواضعة عيناها أرضاً بأنتظار نطقها لمهمتها ولكنها ألتزمت الصمت.
جيانا بستغراب: الأدب نعمة برضو كان فين الهدوء دا من شوية؟
ياسمين بسخرية: الفلوس الا أخدتهم عملتلها هيسترية ولا أيه؟!
يوسف بنظرات غموض: خلاص هى تعمل القهوة وأنتوا يالا خلصوا مهمتكم..
صعدت جيانا وياسمين للاعلى وتوجهت مكة للمطبخ تعد القهوة له، خرجت بعد قليل تتطلع بالقاعة بحثاً عن الفتيات فلم تجدهم لتعلم بأن مهمتهم لم تنجز بعد، فأقتربت من يوسف ثم وضعت القهوة أمامه وهمت بالرحيل لتقف على صوته العميق: مش عايزة المديوع!
أشارت له بخجل بلا وهمت بالرحيل ليقطعها يديه حينما وقف أمامها قائلا بسخرية: يعني أستعملتي قوتك مع أبويا وأخويا وأحمد والكل وجيتي عندي وعملتي فيها ملاك الرحمة؟!.
تركته وهبت بالرحيل فأبتسم قائلا بعشق: خلاص مش هضيث بكلامي تاني
ثم أخرج الظرف المطوى قائلا بعشق: أنتِ مميزة يا مكة..
أرتجف قلبها لتتناول منه الظرف ثم صعدت للأعلى سريعاً بقدم تتخبط ببعضها البعض لتفتح الظرف وتتفاجئ بمبلغ ضخم لها!..
هبطت الفتيات للأسفل بعد ان أنجزن المهمات لتستلم كلا منهما العدية الخاصة بها...
بشقة ريهام...
طرق الباب بعدما أبدل ثيابه ففتحت ريهام لتجده أمامها..
ضياء بأبتسامة هادئة: كل سنة وأنتِ طيبة يا مرات عمي..
إبتسمت قائلة بفرحة: وأنت طيب يا حبيبي أتفضل..
وبالفعل ولج للداخل يبحث عنها بعيناه إلى أن تخشب محله حينما رأها مازالت تجلس بالشرفة بملابس الصلاة
ريهام: أتفضل يا حبيبي لما أجهزلك حاجة العيد دانت اول واحد تدخل عليا..
أشار لها بهدوء فغادرت للمطبخ ليولج هو للشرفة، يقف على مسافة قريبة منه ولم تشعر به بعالم أخر تهمسه الدمعات، تحطم قلبه فأقترب قائلا بحزن غادة!.
أستدارت برأسها ببطئ كأنها لم تصدق ما تستمع إليه لتجده أمامها فهوت الدمعة من عيناها لتردد بعدم تصديق من كونه لجوارها: ضياء
رسم البسمة بصعوبة بعدما رأها هكذا لعن نفسه كثيراً أقترب ليقف جوارها قائلا بأبتسامة: كل سنة وأنِت طيبة يا حبيبتي..
تطلعت له بزهول فأكمل قائلا: ليه ملبستيش لبس العيد لسه؟!.
شعرت بأنها بصدمة كبيرة فرفع عيناه عن المكان من حوله ليجذبها للداخل مزيح تلك الدمعات بسرعة ثم قال بحزن: ممكن ننسى الا فات بقا وأنا يا ستى أسف وأدى رأسك أهي..
وهم أن يقبلها ولكنه أبتعد عنها بمزح لتغمرها بسمة من وسط دموعها قائلة بدموع: أنا الا أسفة يا ضياء وأوعدك أنى هتغير والله..
سعد كثيراً وهو يراها تغيرت بحديثها فأبتسم قائلا بمشاكسة: ماقولنا خلاص بقا يعني أنزل وبلاش تاخدي العدية..
أزاحت دموعها بمرح: لا دانت أول واحد هعكش منه
تعالت ضحكاته الرجولية قائلا بغمزة: ماشي بس لما أشوف لبس العيد الأول..
أسرعت بلهفة للداخل: حالا..
تتابعها بعشقٍ جارف حتى تخفت من أمام عيناه، وضعت ريهام الشكولا أمامه والتسالى قائلة بأبتسامة هادئة: أتفضل يا حبيبي.
ضياء بستغراب: أيه كل دا أنا مش هقدر والله أنتى عارفة لسه اللفة طويلة مع جدي والشباب هجيب بطن منين؟
تعالت ضحكاتها قائلة بتأييد الله يكون فى العون الواحد أصلا خارج من رمضان بطنه تعبانة..
ولجت جيانا من الخارج قائلة بغضب: أنت مستخبي هنا وأحنا بندور عليك
ريهام بغضب عيب يابت
أجابها بأبتسامة مرحة: وكنتِ فين السنين الا فاتت دي كلها!
تعالت ضحكاتها بعدم تصديق ليقف ويخرج المال قائلا بجدية: أحلى عدية لأحلى أخت فى الدنيا..
أسرعت إليه وأخذت المال قائلة بسعادة: ربنا يخليك لينا يا ضيو
رمقها بنظرة غضب: بلاش الدلع دا
أشارت له بأبتسامة ثم توجهت لغرفتها حينما إستمعت لصوت هاتفها، أما ريهام فتوجهت للمطبخ قائلة: خلاص مدام مش عايز تأكل هعملك كابتشينو.
أشار لها بخفة ليصعق محله حينما رأى زهرته تخرج بفرحة أضاءت وجهها لتقترب منه بلهفة: فين بقا المديوع؟
أقترب منها قائلا بهيام: خدي قلبي
أخفت نظرات خجلها ليخرج من جيبه المال لها، فتحتهم غادة بصدمة ثم أعادتهم له مجدداً: لا يا ضياء دول كتير جدا مش هأخدهم
تطلع لها بغضب: مترجعيش حاجة أدهالك وألا أ.
كاد أن يكمل حديثه فقطعته حينما وضعتهم بالحقيبة قائلة بلهفة: لا كله الا زعلك..
إبتسم على تصرفها ليتخشب محله حينما لمح ما بالطوق الذي ترتديه!.
خرج صوته بعد مجاهدة بالحديث: أد كدا علاقتنا غالية عندك يا غادة!
تطلعت لما يتأمله فوجدت دبلته المعلقة برقبتها لتشعر بقربه منها فخلعت عنها الطوق وأعادت الدبلة لأصابعيه قائلة ببخجل: أغلى من حياتي نفسها..
ظل يتأملها بفرحة فأبتعدت عنه سريعاً حينما خرجت والدتها لتضع المشروب قائلة: أتفضل، يا حبيبي.
أجابه صافن الذهن: مش هقدر لازم أطلع عشان أعيد على مرات عمي قبل ما أخرج..
وصعد ضياء للأعلى...
بغرفة جيانا..
وجدت رسالته قائلا، الفستان جميل أوى عليكِ..
أجابته بخجل، أكيد مش زوقك...
، أفتحي الباب....
لم تفهم كلماته الا حينما صدح رنين الجرس لتهب بالركض فتجده أمام عيناه بقميصه الأببض وسرواله الرمادي تاركاً خصلات شعره المتمردة على عيناه فكان حقاً وسيم...
ولج خطوة للداخل قائلا بسخرية: هتسيبني برة كدا كتير..
عادت لواقعها قائلة بأرتباك: أنا أسفة أتفضل..
وبالفعل ولج للداخل ليجلس يتأملها بعيناه الخضراء وهى تتحاشي النظرات له قائلة بخجل: تشرب أيه؟
إبتسم قائلا بثبات: تفتكري ممكن أشرب أو أكل وأنتِ أدامي!.
نبض قلبها بقوة فأبتسم بشفقة علي حالها ثم أخرج الظرف المطوى بعلبة فيروزية اللون قائلا بهدوء: كل سنة وأنتِ طيبة يا أجمل حاجة حصلتلي فى حياتي..
رفعت عيناها له بهلاك يستحوذ عليها فجاهدت أن تحرك ذراعيها لتلتقط منه المال وبالكاد فعلتها...
وقف أدهم وتوجه للمغادرة فأسرعت خلفه بحزن: هو أنت لحقت؟!
إبتسم ادهم وأستدار لها قائلا بعشق: لازم أخرج عشان ألحق أخلص مشواري وياستي هرجع عشان أفسحك بليل بالمكان الا تختريه
أجابته بلهفة: بجد يا أدهم..
غام بعيناها وإسمه الساطع بين لؤلؤ الكلمات: بجد يا قلب أدهم..
وتركها وغادر للاعلي...
بمنزل عبد الرحمن...
تجمع الجميع بالأعلى وتعالت الضحكات فوضعت ياسمين المشروبات لهم ليقدم لها ضياء وأدهم المال فسعدت للغاية غادرت ليتطلع لهم أحمد بغضب: كل واحد عيد على خطيبته وطالعين تقرفوا فيا صح؟
ضياء بسخرية: ما تعيد يا عم حد حاشك
عبد الرحمن بضحكة: أحمد محسني أننا وقفين على قلبه؟
أدهم: مش يالا يا شباب لسه ورانا مشواير كتيرة.
لحقوا به للأسفل وتبقى أحمد يبحث عنها إلى أن وجدها بالداخل ترتب احد الغرف، وما أن رأته حتى تخشبت محلها..
أحمد بعشق: مكنتش أتوقع أنى ذوقي هيكون حلو كدا
تطلعت للفستان بخجل ليكمل هو: حبيت أقولك أنك أجمل بنت شافتها عيوني يا ياسمين..
لم تحتمل كلماته فحملت الزجاجات وتوجهت للخروج ليوقفها قائلا: دا مديوعك يا ستى عشان ماتقوليش كلت عليكي حاجة.
تأملت ياسمين المال بستغراب فهو ميزها كثيراً عنهم..
بفيلا زين...
أبدل ثيابه وهم بالهبوط ولكنه توقف أمام باب غرفتها بتردد قطعه حينما طرق باب الغرفة ليجدها تقف أمامه لترى من!..
صمت زين قليلا ثم أخرج من جيبه المال وقدمه لها فقالت بستغراب: أيه دا؟
تحدث بملامح وجه خالية من التعبيرات: كل سنة وأنتِ طيبة..
ظلت تتأمله قليلا ولم تشعر بيديه تأخذ منه المال ليغادر هو وتبقى الدمع والفرحة تغمر وجهها فلاطالما كانت تنتظر أن يعايدها أحد وها قد فعلها الزين...
هم زين بالخروج ليتفاجئ بأدهم والجميع بالخارج حتى طلعت المنياوي وأولاده إبتسم بفرحة: أيه النور دا أتفضلوا
ولج طلعت قائلا بأبتسامة: كويس أن لحجناك نادى عروستنا بجا عشان نعيدو عليها
آبتسم زين قائلا بأعجاب: طول عمرك زوق يا حج..
وصعد للأعلى ليخبرها بالهبوط..
راقب عبد الرحمن الدرج بتلهف لرؤياها فأبتسم النمر بخبثٍ جعله يستشعر ما به فعاد لثباته المخادع...
هبطت للأسفل مع زين وهى بحالة أستغراب من توافد العائلة بأكملها..
طلعت بأبتسامة هادئة: أهلا بست العرايس
إبتسمت له بسعادة فهى ترتاح له كثيراً...
شعرت بسعادة لا مثيل لها حينما منحها كلا منهم فرحة ليس بالمال ولكن فرحة تنتظرها الفتيات بعيداً هكذا...
تبقى عبد الرحمن محله يتأملها بصمت حتى أنه لم يستمع لحديث الجد..
تحدث الجد قائلا بثبات: روحت لمرتك يا زين.
إبتسم قائلا بهدوء ؛ لسه يا حاج كنت نازل لسه وأنتم جايين..
طلعت: طب يالا بينا
زين بستغراب: على فين؟
رمقه بنظرة غضب: هتروح لوحدك إياك مالكش عيلة تشرفك وسط الخلق
تعالت سعادته ليسرع بالحديث: لا طبعاً أنا أقدر..
وقف الجد وتوجه للخروج قائلا لأدهم: هملوا عبد الرحمن مع مرته..
أشار له بأبتسامة بسيطة: الا تشوفه يا جدي..
وتتابعه للخارج زفر أحمد بغضب: هو المشاوير دي مش هتخلص ولا أيه أنا مدقتش طعم النوم.
يوسف بسخرية: النوم ولا عايز تخرج مع حبيبة القلب..
ضياء بأبتسامة واسعة: ومنخرجش ليه ماحنا بنخرج البنات كل سنة!.
أحمد بهيام: بس المرادي غير كل مرة المرادي هخرج معها وأنا خطيبها أدام الناس كلها..
يوسف بجدية: ربنا يسعد أيامك يا أحمد..
رفع يديه على كتفيه بأبتسامة رجولية عميقة: ويجمعك مع بنت الحلال الا بتتمناها..
تعالت أمنيات يوسف بعيناه فرمقه ضياء بغضب: متحلمش كتير أنا مش موافق.
كاد الحديث ولكن صوت جدهم جعل كلا منهم يسرع خلفه.
: هم يا أحمد أنت وولاد عمك..
خرجوا جميعاً تاركين عبد الرحمن معها فجلس بصمت حتى لا يعلم جده بالأمر...
لاحظ شرودها بالمال بيديها والدموع تغمر عيناها، تملكه الرعب فأسرع ليجلس جوارها قائلا بشك: حد ضايقك؟
أجابته سريعاً والبكاء حليفها: بالعكس أنا فرحانه أوى أول مرة أحس بفرحة العيد.
ضيق عيناه بعدم فهم لما يحدث لها لتكمل بدموع: أنا عارفة أنك زعلان مني بسبب الا حصل بس أنا مش خلاص مش عايزة حاجة غيرك..
تطلع لها بزهول وصدمة لترفع عيناها به وتجاهد كثيراً لتتمسك بيديه قائلة بدموع: أنا حبيتك يا عبد الرحمن ومش عايزة أخسرك أبداً..
تطلع ليديها المحتضنة يده ودمعاتها المناجية له، تواسلاتها بعيناها أن يظل جوارها، يضمها لصدره فهى بحاجة له..
رفع يديه على عيناها يجفف دمعاتها بأطراف أنامله ثم أحتضنها بحب نبض بقلبه ومازال لغزه محير له كيف عشقها!.
أبتعد عنها قائلا بأرتباك فما زال بقلبه عاصفة تحيل به: أخدتي مديوعك من الكل وفاضل أنا
إبتسمت بسعادة وفتحت يديها له كالأطفال فأبتسم على عفويتها البادية وأخرج المال من جيبه فتطلعت له قائلة بفرحة: أنت ادتني أكتر منهم ودا مش ليه غير تفسير واحد
قال وبسمته تزين وجهه الوسيم: والا هو؟
قربت وجهها منه بتحدى: أنك بتحبني يا دكتور
تاه بعيناها لوهلة من الزمن ليصفن قليلا فلا بأس بذلك، رنين هاتفه أخرجه من عواصف كادت أن تفتك به فرفعه ومازالت العين متعلقة بها، ليجد والدته تطلب منه أن يأتي بها لهنا حتى تقضي العيد معهم..
أغلق الهاتف قائلا بثبات: تحبي تجي معايا
وقفت تجذبه بحماس: أيواااا يالا عايزة أشوف جيانا وياسمين ومكة وغ..
قطعها بسخرية: هتيجي كدا!
تطلعت لما ترتدية فكانت ترتدي جلباب منزلي أشتراه لها عبد الرحمن من قبل..
ضربت وجهها بخفة ثم قالت بلهفة: طب هطلع أغير بس مش تمشي
أشار لها قائلا بهدوء: هكون كلمت زين وأستأذنت منه..
جذبت الهاتف قائلة ببعض الغضب وتقوله ليه أنت جوزي..
طرب قلبه لسماع تلك الكلمة ولكن غضب عيناه تمكن منه فصاح بنبرة غاضبه: زين أخوكِ الكبير بمزاجك أو غصب عنك وطول مأنتِ هنا أنا ماليش حكم عليكِ دخولك وخروجك يكون هو على علم بيهم فاهمه؟
قالها بحدة لتسرع بالحديث بخوف: حاضر..
جذب الهاتف قائلا ببعض الحدة ؛ أطلعي ومتتأخريش
أشارت له بهدوء وصعدت للأعلى سريعاً فأخفى بسمته وطلب زين ليخبره بذلك..
بمنزل همس..
سعد والدها كثيراً بزيارة طلعت المنياوى وأحفاده فأبتسم لهم قائلا بأحترام: البيت نور والله يا حاج
أجابه طلعت بثبات: البيت منور بأهله.
ثم رفع وجهه لهمس: تعرفي يابتي زين ده شهم وواد أصول أنتِ لو لفيتي الدنيا كلتها مش هتلاجي دفره..
إبتسمت بعشق متيم بعيناها فهى تعلم ذلك جيداً ليقاطعه أدهم قائلا بستغراب: مش المفروض كنتوا تعملوا الحنة النهاردة؟!
أشار له والد همس بنعم قائلا بهدوء: أيوا يابني بس زين رفض وفضل أن الليلة الكبيرة تكون بكرا...
تطلع أدهم لزين فراي بعيناه التوعد له أن تعمق بالحديث أكثر فأبتسم لمعرفة سبب رفضه لذلك لذا فضل الصمت...
يوسف بأعجاب: الله على القهوة المظبوطة بجد تسلم أيدك يا عمي..
والد همس: ألف هنا يا حبيبي
أحمد بغضب: أرحم نفسك من القهوة هتموت..
رمقه بضيق فأشار لهم ضياء بالصمت حتى لا ينتبه لهم الجد، وقف طلعت قائلا بحذم: يالا يا ولاد نسيب زين مع مرته ونتكل على الله..
وقف زين قائلا بتصميم: لا هجي معاكم
أجابه الجد بحذم: العيلة لسه كبيرة يا ولدي أجعد مع مرتك أحنا مش غرب.
أشار له بهدوء فلحق بهم والدها قائلا بحزن: متقعد معانا يا حاج دا البيت أتملا بركة بدخلتك والله..
إبتسم قائلا بلهجته: يا راجل يا بكاش البيت متعمر ببركة الا ساكنين فيه ربنا يحفظكم ويزيدكم من نعيمه
أجابه بسعادة: ربنا يباركلك يارب..
أحمد بأحترام: عن أذن حضرتك
أجابه بتفهم: أتفضلوا يابني نتقابل بكرا ان شاء الله
أدهم: أن شاء الله يا عمي..
وغادروا جميعاً تاركين همس مع معشوقها..
أقترب منها قائلا بغزل: هو أنا قولتلك قبل كدا أنك جميلة باللون دا
رفعت يدها بتذكر وبسمة خبث: يجي 17 مرة كدا..
ضيق عيناه الزرقاء بغضب مغرورة
أجابته بتأكيد: جداً ولو مجبتش مديوعي حالا هتشوف تصرف عمره ما هيعجبك
لمعت عيناه بالتحدى: وريني هتعملي أيه؟!
أجابته برقة: ما بلاش..
إبتسم بمكر لتسرع إلى جاكيته المعلق على المقعد ثم بحركة سريعة أخرجت النقود من جيبه، زهل زين ولكنه أبدا أعجابٍ بدهائها لتلهو بالمال الكثير قائلة بمكر: يعني كنت هأخد منك 200 أو 300 بالذوق والأدب حالياً هأخد الفلوس دي كلها وأنت بقا وريني هتعمل أيه؟
أقترب منها فأخفت المال خلف ظهرها ليبتسم بسخرية هامس لها بعشق: كنوز الدنيا ماتسوش قدامك يا همس..
أغمضت عيناها بخجل فقالت بغضب مصطنع: أبعد.
أشار له نافياً فأخرجت المال من خلف ظهرها وقدمته له قائلة بهدوء الفلوس أهى..
إبتسم قائلا بعشق: الفلوس والجاكيت والا جواه مالكك من اللحظة الا لمستيها..
تطلعت له بستغراب فأبتعد عنها وحل وثاق أزرار القميص لتغمض عيناها قائلة بغضب: بتعمل أيه؟
إبتسم بخبث وخلع الجرفات ثم جلس وضعاً قدماً فوق الاخري بتعالى: أعتقد كدا أفضل..
أزاحت يدها من على عيناها لتجده عدل من الحلى لسروال وقميص جعل عضلات جسده تبرز بوضوح ليصبح أوسم من ذى قبل..
أشارت له بزهول: والجاكيت؟
إبتسم قائلا بهدوء: قولتلك ليكِ هو والا جواه..
وضعت المال على الطاولة بخجل: لا أنا عايزة العدية مش ليا دعوة
تعالت ضحكاته: والا فى ايدك دا ايه؟
أجابته بغضب: مش عايزاه انا عايزة انت الا تديني.
نهض عن مقعده ليجلس جوارها ثم جذب المال ليطبع قبلة على يديها ثم وضع المال بيديها قائلا بعشق: كل سنة وأنتِ منورة دنيتي
جذبت يدها برفق ونظراتها تطوفه بخجل لتخفى نظراتها عنه فأسرعت بالحديث للتهرب من الخجل: ممكن تقولي بقا ليه مش عايز تعمل حنة؟!
زفر بغضب: تاني يا همس تاني
قربت وجهها منه بعناد تاني وتالت ورابع كمان.
قرب وجهه ليصبح مقرب لها: عشان مقدرش أشوفك كدا لوحدك فى الكوشة والكل هيأكلك بعيونهم وأنا مش موجود عشان أفعصها لكن بكرا أقدر أحميكي كويس وأنتِ معايا وتحت عيوني..
تلون وجهها كحبات الكرز فأبتعدت عنه سريعاً لتتعالى نظراته بها، رمق هاتفه بنظرة ليجد النمر يخبره بأنه يقدم له عزيمة بالمساء فابتسم قائلا لها: ادهم عازمنا بليل جهزي نفسك هعدي أخدك
أشارت له بتفهم فقبل رأسها قبل أن يغادر بحنان ينقل لها..
بقصر حازم السيوفي...
حركته بعنف قائلة بغضب: أنت يا أستاذ المغرب آذن وحضرتك لسه نايم..
زفر بغضب: نعم يا حبيبتي عايزة مني أيه مصدقت أن النهاردة مفيش شغل هرتاح شوية..
أجابته رهف بضيق: عايزة مديوعي ياحبيبي.
نهض عن الفراش يتأملها بنوم: حبيبة قلبي الخزنة قدمك خدي الا يعجبك وسيبيني أنام أنا راجع بعد الفجر من الشغل..
تطلعت له بحزن: كدا يا حازم شكرا..
وتركته وهبطت للأسفل بدموع تحفل وجهها فألقى بالغطاء أرضاً متمتم بغضب: أنا ايه الا هببته دا..
وجلس يفكر بطريقة حتى يتمكن من مصالحتها...
بمنزل الكبير فزاع الدهشان...
: وأنتِ كمان وحشتيني أووى يا حبيبة قلب ماما
أديني بابا أكلمه وأنا أقوله بنفسي..
ما أن أستمعت لصوته حتى ترنح قلبها المتعهد على دفوف العشق اللامنتهي..
فهد بشتياق: وأنتِ كمان يا راوية
فتحت عيناها بدهشة: عرفت منين الا بفكر فيه؟
إبتسم بوسامة لا تليق بسواه: أنا أقرب لقلبك من نفسك
راوية بحزن: كنت حابة أجي معاك
أجابه بهدوء: مينفعش يا قلبي رجلك لسه مش خفت.
قاطعته بغضب: ومين الا كان السبب بكسرها مش أنت
تعالت ضحكاته الرجولية قائلا بلهجة صعيدية لع مش أني أنتِ الا دماغك ناشفة بتحبي تتحداني دايما وبرضو بتوجعي على جدور رجبتك..
إبتسمت بعشق: عشان واثقة أنك مش هتقسى عليا يا فهد بحب أتحداك عشان أشوف الحنان الا مليان بعيونك دا، فرحتي بتكبر كل يوم وأنا شايفة أسر نسخة منك ومن رجولتك بجد عارفة أنك بتضايق منه ومن دماغه دي بس أنا فرحانه لأني شايفك فيه..
إبتسم الفهد قائلا بعشق: أنا مقدرش أكرهه او أتضيق منه دا جزء منك يا راوية عارفة يعني أيه؟
طافت عيناها صورته المعلقة على الحائط فزفرت بملل: طب فرح إبن إبن إبن عم جدك دا هيخلص أمته؟!
تعالت ضحكاته بعدم تصديق: يخربيت كدا حرام عليكِ كبرتي العريس وهو أصغر مني بسنتين عموماً الفرح بكرا هنحضر معاه وهنرجع بعد بكرا أن شاء الله ومش ناسي طلباتك جبتهملك أول ما نزلت مصر..
إبتسمت بفرحة: حبيب قلبي يا فهد ربنا ما يحرمني منك ياررب..
زفر بغضب: كدا الفهد جده هيقتله لانه هيعاقبه لما يسيبه هنا ويرجع
تعالت ضحكاتها بعدم تصديق لتكف عن الضحك حينما أستمعت لصوت صرخات تعلو المنزل أعتادت عليها فقالت بيأس: أقفل نادين عملتها
إبتسم قائلا بسخرية: يا حبيبي يا سليم بيتبهدل أوى الواد دا الولادة الأولينة وشه أتشلفط مش عارف داخل معاها يهبب أيه!
تعالت ضحكاتها: لازم يدخل ويكون سند ليها أقفل الحالة ساءت اوى
أغلق الهاتف والابتسامة تعلو وجهه ليتفاجئ بأبنته تربع يدها حول خصرها بغضب: أنت قفلت معاها ونسيتني
فهد بتذكر: يابوي نسيت
صاحت بغضب وهى تغادر من أمامه: وهتفتكر أزاي وأنت عمال تحب فيها!.
تطلع لها فهد بصدمة مردداً بهمسٍ خافت: طول عمري أقول طالعة لامك محدش صدقني..
وغادر الفهد لغرفته..
بمكانٍ أخر...
نشبت المؤامرات وخط القلم لشر ليس له مثيل ولكن المجهول مازال قائماً يلهو بألعاباً متخفية ليرى هؤلاء قوة هؤلاء الشباب...
، سترى الموت بأعيناها وسيأتي هو ليلقف الموت أمام أعيناها لتعلم الآن صلة الدماء كيف تكون؟!..
مكالمة مجهولة سترتل له هلاك الموت ليراه أمامه يلقف عشقه الوحيد ولكن ماذا عن قوة النمر!..
هل أنتهى دور الفهد وعائلته أما أن هناك ظروفٍ غامضة ستخضع #مافيا الحي الشعبي للذهاب لبراعم الصعيد...
، هل سيتمكن حازم من القضاء على الشيطان بمفرده أم سيتدخب النمر ليحسم الامر...
وأخيراً مجهول رهف سيشكل بين يدى النمر وزوجته لتمنحها حياة جديدة أو تنتشلها منها بدافع الغيرة على معشوقها وكيف أذا تدخل زوجها مترجياً إياها بأن تدعى المجهول لتستعيد حياتها!..
مجهول غامض سيحسمه القدر لتوقع شباك العشق بمجتازات بدايتها طائف من آنين ونهايتها مسكٍ من ريحان وعشق..