رواية العنيدة والإمبراطور للكاتبة آية محمد رفعت الفصل التاسع
كَم وَدِدْت الصُّرَاخ بِصَوْت تملؤه الآهات
وَدِدْت الْبُكَاءَ بِصَوْت يُمَزِّق القلوب
وَلَكِنْ لَمْ أَسْتَطِع. حَتَّى الدَّمْع قَدْ جَفَّ مِنْ عَيْنِي.
فُقِدَت مَذَاق الْحَيَاة وَدِدْت أَنْ أَفْعَل الْكَثِير لأَشْعُر بِرَاحَة لِقَلْب مِزْقَة الزَّمَن ودعس عَلَيْهِ بِلَا رَحِمَه جَعَلَه كالجثّة الهامدة لَمْ يَعُدْ يُشْعِر بأوجاع وَلَا بِأَلَم جُثَّة تَحَرُّكِهَا الرِّيَاح فَلَمْ يُعَدّ لَدَيْهَا أَمَل للنّجاة.
كَم صَرَخَت الآهات لِجُرْح قَلْبُهَا وَرَجَت كَثِيرًا لِنَيْل الرَّحْمَة وَالسَّكِينَة لَمْ تَجِدْ مِن يُسْحَب الخَنْجَر الْمَسْنُون بِقَلْبِهَا لِتَزِيد أوجاعها وَتُصْبِح عَادَاتِهَا بِالدَّمْع رَفِيقٌ يوميّاتها
فَأَصْبَحَت جُثَّة تحوي الْآلَام وَالْأَوْجَاع وياليت شَعْر بِهَا أَحَدٌ.
تَصْرُخ أَلَما لخنجر مَطْعُونٌ بِقَلْب تُرْجَأ لِلرَّحْمَة.
تَوَسَّلَت لنزع الخَنْجَر الْمَسْنُون بِقَلْبِهَا أَوْ غَرَسَه جَيِّدًا فَيَكُفّ النَّبْض وَيَتَوَقَّف الْقَلْبِ عَنْ الحياة
ليعلن أَنَّه صَرِيعٌ لِلْمَوْت الفاني
لَكِنَّه أَحَبَّهَا بِشِدَّة لِدَرَجَة الْعَذَاب تَرَكَهَا تعاني ببطئ شَدِيدٌ وَلَمْ تَحْصُل عَلِيّ النجأة
ظَلَّت تَبْكِي إلَيَّ أَن جَافّ الدَّمْعِ مِنْ عَيْن سَأَل بُكَائِهَا لسنوات
فَأَصْبَحَت بِلَا روح
جَسَدًا يَتَحَرَّك بالاشارات.
(آيه محمد رفعت).
كانت تلك الكلمات أخر ما خطتها رنا بمذاكرتها لتغلقها بألم ممزوج بأوجاع جسديه ونفسيه
أسندت رأسها لتتذكر حديث مراد عندما توصل لمكانها بسهوله
أخبرها ان عليها البوح بالحقيقه ولكنها رفضت فأخبرها ان تدعه يحلها هو فذكرته بوعده فصمت وأعطي لها مبلغ من المال واخبرها ان لا تخرج بدون علمه
تذكرت لحظات من العشق الصادق التي عاشتها مع يوسف تسألت كيف؟!
كيف أستطاع ان يخدعها بكلمات معسوله؟
كيف أخلف بوعده لها بالبقاء معها للابد؟
أجابتها دموعها حينما انسدلت علي وجهها بنيران تكوي جراحها تحلت بالقوة وازاحتها بعيدا عنها لتعلم أن الندم سيكون حليفه.
هدأ مراد قليلا
وأتجه لغرفة والدته ليجدها تنام بعمق فتطلع لها قليلا وأتجه لغرفته
دلف الامبراطور الي الغرفه وجلس علي الفراش شاردا في حديث رنا أن تلك الفتاه التي استحوذت علي أخيه ليست شريفه فهي تستحوذ عليه لاملاكه وعليه مساعدته علي الفور
رفع هاتفه ليطلب أحمد الذي أجابه علي الفور
أحمد: السلام عليكم
مراد: وعليكم السلام يا أحمد سيب الا في إيدك وتعاللي فورا
أحمد: بس
قاطعه الامبراطور: فورا يا أحمد.
وأغلق الهاتف علي الفور والقاه علي الفراش باهمال
دلفت حياه لتجده يجلس علي الفراش بأنهاك
نظرت له حياة بقلق فقلبها مشغول علي محبوبيها إستشعر مراد بقلقها فأبي أن يزيده ونظر لها بابتسامه مشبعه بالحب قائلا: فاكر ان فاضل يومين علي العرض يا قطتي بس ليه نظره الحزن دي وفريها ليومه
أقتربت حياه منه وجلست بقربه قائله بتوتر: مراد انت كويس.
رفع الامبراطور عيناه التي تشبه الذهب الاصفر قائلا: انا كويس يا حبيبتي متشغليش بالك
حياه بشك: مكنش واضح من شويه
مراد: كنت بتدرب يا حياه بقالي كتير مدخلتش صاله الرياضه
حياه: انا واثقه ان في حاجه يا مراد
أحتضنها مراد قائلا: متشغليش بالك يا حبيبتي موضوع بسيط وهحله
رفعت عيناها له ليمزح قائلا: عندك شك في الامبراطور
ابتسمت له واحتضنته بقوة ممزوجه بالدمع ليحتضنها هو الاخر مردد كلمات العشق لها.
الي أن أعلنت الخادمه وصول أحمد بالاسفل
هبط مراد الي الاسفل ليجد أحمد بانتظاره
أحمد بقلق: في أيه يا مراد جايبني بالطريقه دي ليه وليه مجتش انت ووليد النهارده
مراد بستغراب: هو وليد مجاش
أحمد: أيوا ممكن أفهم في أيه!
ألقي مراد أمامه صوره لفتاه تقف بجانب أخاه
تعجب أحمد ونظر له بستغراب قائلا دي البنت الا طردتها من عندي النهارده بس تعرف يوسف اذي
مراد: كانت عندك اذي مش فاهم.
قص احمد عليه ما حدث علي الامبراطور الذي ربط الاحداث ببعضها ليتأكد ان عائلته وضع لخطط حقيره.
جلس يتأمل البحر بهدوءه المريب علي عكس العاصفه التي تدور بداخله ما أن أحي الدفتر الحب بقلب أنطفئ بنور عشقا أخر
أقترب منه إبنه ليجد أباه شاردا بملكوت أخر
مهند: بابا
بابا
وليد: في حاجه يا مهند
مهند: أنت كويس
أبتسم وليد قائلا: ليه يعني السؤال دا
مهند: أول مره متروحش الشغل أكيد في حاجه
احتضنه وليد قائلا: مفيش يا حبيبي متقلقش
احتضانه وقلبه يتمزف من الفكر لا يعلم ماذا يفعل ليدوي وجع قلبه.
الي ان قرر مواجهه مراد فأخبر أبنه بأن يبدل ملابسه ليأتي معه
وبالفعل توجه وليد ومهند لقصر الامبراطور.
غادر أحمد لينفذ ما طلبه الامبراطور
أما مراد فجلس يتابع بعض من أعماله علي الحاسوب
رفع عيناه علي صوت ملاكه الصغير
تاج بدموع: بابي
ذبح قلب مراد عندما وجد أميرته تبكي فهرول اليها ليحملها علي ذراعيه متسائلا بحيره عن ما سبب بكائها
مراد. : مالك يا حبيبتي بتبكي لييه
تاج: مامي أخدت عروستي ومش راضيه تدهاني
مراد باندهاش: نعم
تاج بدموع: تعال معيا هاتلي لعبتي
مراد: طب خلاص اهدي انا هعملك الا أنتي عايزاه.
وحمل الامبراطور صغيرته واتجه للخارج ليجد حياه تقف بجانب البسين وتتصنع الدهشه
حياه: أيه دا تاج انتي بتعيطي ليه
تاج: بابي خليها تعطيني سندريلا بتاعتي
نظر مراد لحياة قائلا: هي حصلت لكدا يا حياة
حياه بتذمر طفولي قائله: مأنت مهتم بيها وأنا لا
نظر لها كثيرا قائلا: دا بجد صح
حياه: أيوا بجد انت مش مهتم غير ببنتك بس
ذهل مراد ليستيقظ علي تاج وهي تجذبه من سرواله
تاج: بابي انا عايزه سندريلا.
مراد: حياه اديلها لعبتها
حياه: مش هعطيها حاجه غير لما ترجعلي اغلي حاجه سرقتها مني
نظر لها بعدم فهم قائلا حاجه اي دي
اقتربت منه ونظرت بحب قائله: الغمزات
لم يعي ما تقول وقبل ان يستوعب ما تقول انقضت عليه هي واميرته الصغيره
وقمتا بألقاء الامبراطور بالمياه وسقطوا معه
مراد بغضب: أنتو مجانين صح
تاج: ههههههه مامي قالتلي انك مش بتضحك وكان لازم اتصرف.
حياة بتذمر من المياه: قولتلك بلاش الحل دا او حتي ارميه هو انا لا حجابي يبوظ وفستاتي ثم انه اتحدف بالميه اهو ولا ضحك ولا حاجه
سبحت تاج اليها فائله: بابي قالي انه بيعلمك السباحه فبلاش تتحججي بالحجاب والفستان
هنا انفجر الامبراطور ضاحكا علي أميرته الصغيره لتظهر غمازاته التي تجعله الامبراطور
نظرت له حياه بسعاده فالبسمه تنير وجهه وتجعله أوسم
تاج: مش كدا يا بابي انا بعوم أحسن منها.
أحتضنها مراد بحنان: كدا يا حبيبتي بس ينفع كدا تخليني اسيب شغلي عشان السباحه والرهان
تاج: الصراحه لا بس لما شوفت مامي زعلانه اتخليت عن مبادئ
ضحك الامبراطور بصوتا مرتفع علي الشبيه له بكل شئ لتبتسم حياه المتشبسه بأطراف البسين
فهي تعرف السباحه ولكنها ترتدي فستانا من اللون الزهري طويلا للغايه يشل حركاتها
أقتربت تاج من أبيها قائله: أنا مش بحب يكون عليا خدمات لحد خدمه قصد خدمه يا أمبراطور.
لم يستوعب ما تقوله تلك الاميره الصغيره الا عندما تركته واتجهت لحياة تجذبها لمنتصف المياه بحجه انها تريد السباحه معها تعالت صرخات حياة قائله: لا يا تااج
لم تستمع لها وتركتها بمنتصف المياه تحاول ان تتحرر من المياه
أقترب مراد منها وحملها بين ذراعيه ليتوه بعيناها وتسبح هي ببحور عيناه كأنهم قصه حب تولد من جديد
أما تاج فخرجت من المياه تجفف جسدها المبتل وتتجه للباب الخلفي للقصر لتجد أمامها عدوها اللدود.
مهند بسخريه: ههههه مين عمل فيكي كدا يا أميره
تاج: أنت مالك ثم أنك دخلت هنا اذي
مهند: جيت مع بابا وبعدين دا بيت أنكل مراد أجي برحتي
تاج بغضب: الا بيجي لحد بيقعد مكانه مش بيتفسح بمزاجه دا مش بيتك انت ضيف هنا ما تنساش
مهند: أنتي بتكلميني كدليه يا بت انتي وبعدين روحي اتشطري علي الا حدفك بالميه وعمل فيكي كدا
تاج بغرور: الاميره محدش بيجرء عليها يا شاطر بتعمل الا علي مزاجها.
كان نفسي اتكلم معاك لكن للاسف معنديش وقت اضيعه مع الحديث السخيف دا
وتركته يرتد غضبا
ذهل عاصم الذي كان يقف بشرفته من تلك الاطفال التي لا يتعدي عمرها الثاني عشر
وهنا علم بوجود أميره عنيده وامبراطور.
نظرت لجمال عيناك
لاجدك محفوره بقلبا
ارتوي بعشقك وجنون عنادك
توجتك ملكتي حتي بعندك
ولكني سأحطمك بنيران عشقي
كم تألمت في معركه العند ولكن هيهات فمن أنتي أمام الامبراطور
نظرات بينهم تروي العشق بأطراف
قطع حديث العنين صوت الامبراطور
مراد: عملتي كل دا عشان أبتسم
حياه بتوتر وهي تحاوط رأسه بذراعيها: كل دا أيه
ابتسم مراد قائلا: يعني معاهده سلام بين قطتي العنيده وأميرتي تاج شبه مستحيل.
حياة بارتباك: لا عادي
أقترب مراد منها ليهمس بجانب أذنيها: مش عادي حياه المهدي أتنازلت عن كبريائها انها تترمي بالميه عشان الامبراطور
نظرت له بعند قائله: أنت مستفز أوي
ابتسم الامبراطور ابتسامته الجذابه قائلا: عارف وأفضل حاجه ان حياه طلعلي ذكيه
جن جنون حياه وكأي زوجه مصريه تجن جنونها عند ذكر زوجها لصفه مميزه بأبنائها يناسبها له والذميمه لها.
دفشته بعيدا عنها قائله بغضب: قصدك أني غبيه يعني انا غلطانه من الاول
وتركته وهي تحول الوصول للدرج بصعوبه كبيره فالفستان طويل للغايه
لتصرخ عندما يحملها يين ذراعيه ويتسلق الدرج بيسر
حياه بصراخ: نزلني يا مراد نزلني
مراد: أنا مستفز هنزلك اذي
نظرت له حياه بغضب لينظر لها بحب فذابت بسحر عيناه.
قاطعهم دلوف الخادمه تعلن عن وصول وليد بانتظار الامبراطور.
نظرت له حياه بخجل علي أن ينزلها فلم يستجيب لها وحملها الي الغرفه من الدرج الخلفي للقصر
حياه: مراد نزلني مرااااد
مراد: هنزلك بس مش هنا
دلف للغرفه ووضعها ارضا لتنظر له بعند وغضب قائله: انت مش لسه صغير علي فكره انت اب لعفريته اقصد لبنت
انفجر ضاحكا قائلا: نو يا بيبي انا لسه شباب وهفضل طول عمري كدا انا الامبراطور وهفضل كدا علي طول ممكن تكوني حاسه انك كبرتي فدا يرجعلك انتي.
وتركها تغلي من الغضب مراد وتوجه للمرحاض وعلي وجهه ابتسامه جميله.
هبط الامبراطور الي الاسفل ليجد وليد يجلس ووجهه كفيل بشرح ما به
مراد بستغراب: انت مروحتش المقر
لم يجيبه وليد يقف امامه بصمت يجمح غضبه
مراد: مالك يا وليد
وليد بغضب: ليه يا مراد ليه خبيت عليا
مراد بعدم فهم: خبيت ايه
جذب وليد الدفتر من جاكيته قائلا: داا
نظر مراد للدفتر ثم نظر لوليد بهدوءه الطاغي فمن هو الذي يكشف ما يدور برأس الامبراطور
وليد: ساكت ليه يا مراد جاوبني.
الامبراطور بهدوء: وهتستفاد ايه يا وليد دا ماضي وانتهي
وليد بغضب: بالنسبالك انتهي لكن بالنسبالي لا قولي ايه الا خاليك تعمل كدا؟
ليه مكنتش عايز المذكرات دي توصلني؟!
أنا هقولك
التفت وليد للصوت ليجد عاصم يقف أمامه
رافضا لنظرات مراد له ولكنه قرر الحديث والبوح عما بداخله.