رواية الشقيقتان الجزء الثاني للكاتبة داليا صحصاح الفصل الحادي والثلاثون
في ڤيلا الهواري
كان غسان جالس في غرفته يفكر في كلام أسيل له هل هي تحبه بالفعل أم هو يتوهم ويفكر في حديثها معه عن منى صحيح، حينها قرر ان يدفع منى ثمن كذبها عليه ولكن كيف يقنع والده أنه يخبره بمكان مخبئها وهو يعلم قرار والده أنه سوف يتخلص منها حينها زاد خوفه أنه يكون بالفعل يكون نفذ قراره وقتلها ثم قال: لو كان نفذ قراره وقتلها كيف انفذ ما إتفقت عليه مع عدنان وان اكسب ثقة اسيل.
وكان الوقت متأخر في منتصف الليل ولا يقدر ان يفيق والده ليتحدث معه وإنتظر الى صباح اليوم التالي على أحر من الجمر وخلد الى النوم من كثر الفكر...
في صباح اليوم التالي إستيقظ غسان من نومه وكان كل تفكيره منشغل كيف يقنع والده بأنه يخبره بمكان منى كما استيقظ والديه من نومهما ايضا ثم اجتمعوا سويا على طاولة الطعام ليتناولوا فطورهم وبعدها يذهب كلامنهم على عمله وكان غسان متردد ان يحدث والده ولكن والده لاحظ تردده هذا وعلم انه يريد ان يتحدث إليه
سالم: شوبك ياغسان مو على بعضك ليش احكي اللي بدك إياه انا سامعك...
غسان: بصراحة يا بابا كان بدي منك تخبرني عن مكان منى وين مخبيها...؟
سالم: ليش بدك تعرف انا موقلت الكلام في الموضوع هاد انتهى ليش عم تحكي فيه
غسان: لأني إكتشفت انها تكذب عليا وبدي ادفعها ثمن كذبها هاد...
سالم: شو كذبت عليك كيف...؟
غسان: قالت انها انها قتلت اسيل مشان تحميني انا ولكنها كذبت قتلتها مشان تحمي حالها هي لأنها هي قتلت سيلا تصدق وضعت لها السم في العصير ليلة عرسها!
سالم: بعرف هالشي، انت ناسي ان مافي شي يخفي عني...
غسان: شو، كنت بتعرف كيف وليش ماقلتلي انك بتعرف هالشي من قبل...؟
سالم: ليش اخبرك كنت شو بتسوي ولاشي، مو انت كمان مشترك في قتلها...؟
غسان: لا يا بابا انا غير انا كان بدي اقتله هو لكن هي مستحيل وانت بتعرف انه كان قتل خطأ...
سالم: وهلا شوبدك تسوي فيها...؟
غسان: بدي اعرفها موغسان الهواري اللي يتلعب فيه وكمان ادفعها ثمن قتلها لسيلا، وانت بدك اياها تختفي وتخلص منها موهيك انا بخلصك منها بطريقتي الخاصه ومايكون عندك فكره وكمان تكون بعيد وماتخسر شغلك مع والدها مثل مابدك، بترجاك تخبرني وين مكانها...؟
سالم: موافق لكن بشرط توعدني انك ماتورط حالك في شي قضية ثانية مفهوم.؟
غسان: ماتخاف بنوب انا هسويها على الهادي...
سالم: قلي من وين عرفت هالاخبار...؟
غسان: من اسيل هي اللي خبرتني ليلة امس بكل شي وحكت لي على اللي صار معها وكانت مفكرة اني لي يد في قتلها لكنها ماصدقتها...
سالم: كيف ماصدقتها، يمكن بتضحك عليك...؟
غسان: لا يا بابا اسيل طلعت بتحبني ومن زمان كثير من ايام الجامعه وبصراحة يابابا انا مابدي اضيع هالفرصة من يدي لأن ربنا اكيد بيريد يعوضني بيها عن سيلا وانا كمان بدي اكسب ثقتها لأني ناوي اكمل حياتي معها هي وبس..
سالم: دير بالك منيح لتكون بتلعب بيك...؟
غسان: ماتخاف يابابا مش هسمح لهالشي يصير بنوب، بدي منك تخلص كل اللي طلبته منك منى بخصوص الهوية مالها مشان ماتشك في شي لأني ما بدي إياها تعرف شي ولا تعرف اني كشفت لعبتها...
في فيلا سالم، الجبل
كانت منى تجلس تشاهد التلفاز وتقلب في القنوات ولكنها تشعر بالملل والوحدة لأنها صار لها كثير على هالوضع ولا تعرف متى سوف ينتهى هذا انها تشعر كأنها في سجن ممنوع الخروج منه إلا بإذن سالم الهواري وحاولت الإتصال به اكثر من مرة ولكنه لم يتجاوب معها، حينها رن هاتفها وكان المتصل هو سالم...
منى: الو، عمي سالم انت فين الله يخليك عايزه اخرج من هنا...
سالم: اهلين يامنى يابنتي كيفك، بلا تزعلي مني كنت مسافر ولساتني راجع قلت اطمن عليكي...
منى: عشان كده ماكنت بترد على اتصالاتي...؟
سالم: اي ياحبيبتي واطمني خلال يومين بتكون الاوراق كلها جاهزة وهتكوني حره...
منى: بجد ياعمي الله يخليك انا مليت من الوحده هنا وخايفة قوي...
سالم: اي جد وماتخافي اول ما بيخلص الورق برسلك غسان على طول يلا سلام هلا مشان عندي اجتماع مهم...
منى: سلام ياعمي الحمدلله هخرج من هنا اخيرا...
ثم جلست تفكر كيف تكمل حياتها بهوية أخرى وكانت تشعر بالحزن لأنها لم تتمكن من استرجاع امير مرة اخرى وحدثت نفسها قائلة: حتى لومارجع لي ثاني يكفي اني تخلصت منك يا اسيل وما خليتك تحصلي عليه في النهاية، ثم قالت: مافيش غير طريقه واحده امامي اني اكسب غسان في صفي حتى لو اضطريت انى اتزوج منه بالطريقة دي اضمن اني اكون في امان...
في فيلا محمد البدري (لبنان)
كانت اسيل جالسة في حديقة الفيلا تفكر هل إقتنع غسان بحديثها معه ام لا، ثم أقدمت عليها كرمة وتالا وقالوا: ياترى القمر في شو سرحان هلا...؟
اسيل: ابدا بفكر شويه في اللي بيصير بعد هيك، تفتكروا إن غسان صدق كلامي إله ولا شو...؟
كرمة: مالك يا اسيل انت خايفة، انا على ما اعتقد ان اللعبة خالت عليه وإلا ماكان عدنان رفيقه سأل كل هاي الأسئلة وقتها...
اسيل: تفتكري هو يعرف مكان منى ولا هي ما إيجت له وراحت لوالدها على طول وتفتكري هي شو حكت معه...؟
كرمة: انا اللي فهمته وحسيته ان غسان بيعرف مكان منى لأنه طول الوقت كان ساكت ومابيتكلم زي مايكون مصدوم من حكيك معه وكان عدنان رفيقة هو اللي بيحكي ويسأل لهيك اعتقد انه يعرف مكانها وكمان هي حكت معه وحكيها معه واضح انه مختلف عن حكيك لهيك كان مصدوم وماحكى شي وقتها، اطمني يا اسيل خطتنا ماشية مضبوط اهم شي انه بالفعل صدق انك بتحبيه وهاي الخطوة مهمة كثير...
تالا: عم اقول نطلع رحلة ونتفتل في لبنان وشوارعها شو رأيكم نطلع ولا شو..؟
كرمة: مافي فايده فيكي وقته هلا رحلات انت بتعرفي كل همنا هلا ننجح في مهمتنا ولا نسيانه...؟
تالا: انا بعرف لكن شو اللي يمنع اننا نخطف يوم نتفتل فيه سوا وهاد بيعطينا حيويه وراحة بال ونقدر نكمل خطتنا مثل ماهي بصراحة انا نفسي اقضي يوم حل مع خالد واعيش اليوم هاد مثل الأميرة مع حبيبها لما خطفها على حصانه الله لو الحلم هاد يتحقق بيكون اسعد يوم في حياتي...
اسيل: انا معك لكن نسيانه ان امير وخالد مابدي حدا يعرف بوجودهم معنا هون لو غسان شاف امير على الأقل بنتكشف كلنا وتفشل خطتنا يافالحة...
تالا: ومين قال هيك انت بتحكي مع عمرو وتخبريه انه يعطيكي خط سير غسان في اليوم هاد وقتها بنعرف وين بيكون، واحنا بنروح على مكان بعيد مايكون فيه حدا غيرنا، اسيل انت محتاجة اليوم هاد صدقيني مشان اعصابك تروق وكمان تسرقي بعض اللحظات والذكريات مع امير صدقيني بيكون يوم حلو كثير، على فكرة ياكرمه في شي بدي اقلك عليه بالنسبة لعمرو...
كرمة: شو، شوبيه عمرو...!؟
تالا: عمرو من ساعة ماشافك وهو ما حط عيونه عنك شكل الصنارة غمزت معه بصراحه الواد موز وحبوب وعيونه ملونه الله على كده والله انت محظوظه كثير...
كرمة: شكل مخك خربط على الأخر...
تالا: اي انا مخي خربط، بزمتك قلبك هاد مادق من ساعة ما شوفتيه ولا شو؟
كرمة: لا هيك اكيد جنيتي عن جد...
حينها كان امير يشاهد ويراقب من نافذة غرفته اسيل وهي جالسة مع رفيقاتها وكانوا يضحكون سويا وكان متأمل من ضحكتها التي تنير وجهها قائلا: اتمنى تضل هالضحكة منورة وجهك دائما، حينها حضر إليه خالد قائلا...
خالد: امير مالك واقف سرحان في ايه...؟
امير: أبدا مافيش حاجه كنت واقف بس مش أكثر...
خالد: واقف بس طيب وريني كده، وعندما نظر ورأي اسيل تجلس في الحديقة علم انه كان يراقبها ولكن وجد ايضا محبوبته المجنونه تجلس معها هي وكرمه ومازالت تتشاجر مع كرمة مثل الأطفال الصغار عندها قال: شكلي حبيت مجنونه وطفلة صغيرة ثم ابتسم وضل ينظر اليها، حينها تعجب امير من تصرفه وقال له
امير: ها وانت بقى واقف مبتسم كده ليه ها قولي؟ بجد هي تأخذ العقل ولا ايه..؟
خالد: هي مين انت تقصد ايه بكلامك ده...؟
امير: انا ولا حاجه وابتسم له ابتسامه وقالوا يالا بينا عشان ننزلهم بدل من وقفتنا دي ولا ايه، ثم ضحكوا سويا ونزلوا إليهم، وعندما وصلوا إليهم وكانت كرمة وتالا مازالا يتشاجران معا وكان خالد يضحك على تالا، لأنها كانت مثل الطفلة وهي تتشاجر مع كرمة وهذا سبب من ضمن الأسباب التي جعلته يحبها برائتها وعفويتها في الكلام، حينها رأته تالا وهو يضحك عليها فغضبت مثل الطفلة وقالت.
تالا: شواللي بيضحك هلا...؟ وتتصرف معة مثل الطفلة الصغيرة، ثم نظرلها خالد بكل حب وقال: في حد يضحك على طفلتة الحوة برضه...
عندما سمعتة يقول لها طفلته الحلوة احمرت خدودها من الكسوف وكان قلبها يخفق بشدة ولم تقدر على ان تخفي توترها امامه ولم تقوى الى النظر اليه ثم رفع بيده رأسها وقال لها: قطتي الحلوة مالها مكسوفة، تعرفي بحب فيكي برائتك وخجلك ده.
تالا بتعلثم: انا، انا، ولم تقوى على الكلام وإكتفت بالنظرإليه وهي مبتسمة...
حينها علمت انه يبادلها نفس الشعور وقد رأت هذا الحب في عينيه وشعرت به من خلال كلامه معها، وكان امير سعيد ان خالد قد بدأ يصرح بمشاعرة الى تالا وابتسم وهو ينظر لهم، حينها كانت كرمة واسيل سعيدتان بتحقيق حلم تالا، حينها أتها إتصال من غسان: أهلين اسيل كيفك...؟
أسيل: اهلين فيك ياغسان كيفك وشواخبارك...
غسان: منيح، انت وينك هلا بدي أشوفك...
اسيل: بدك تشوفني ليش شو في..
غسان: افهم من هالشي انك مابدك تشوفيني، وانا عم موت حالي مشان اشوفك...
اسيل: لا مو هيك لكن الفضول مو اكثر..
غسان: انا كثير اشتقتلك وبدي اشوفك كل يوم وكل دقيقة بدي تضلي معي على طول وما تتركيني بنوب..
اسيل: عن جد يا غسان هالحكي؟ عن جد إشتقتللي...؟
غسان: اي والله كثير اشتقتلك وعندي إلك خبر بيفرحك كثير؟
اسيل: شو هالخبر احكي...؟
غسان: لا اشوفك الأول وبعدها نحكي...
اسيل: موافقة بدك متى نتقابل؟
غسان: هلا، انا الحين في الشركة وبروح على النادي اوك نتقابل هناك...
اسيل: اوك مسافة الطريقك وبكون عندك...
غسان: وانا ناطرك من هلا، وترك غسان الشركة وذهب الى النادي لينتظر وصول اسيل اليه، حينها كانت اسيل تستعد للقائة وكأنه جبل ثقيل على كتفيها ولاكن مجبرة على حملة لتصل الى غايتها التي تسعى إليها...
كرمة: اسيل بدك تروحي لحالك انطريني باجي معك...
اسيل: لا يا كرمة بروح لحالي وماتخافي عليه بدي اعرف شو هالخبر اللي بده يحكيلي إياه...
تالا: تفتكري يكون بخصوص منى ولا شو؟
اسيل: مابعرف لكن عم حس ان هالخبر بخصوص منى...
امير: اسيل انا بكون معك ومش هسيبك تروحي لحالك وماتخافي بكون موجود معك من بعيد لكن مستحيل اسيبك تروحي لحالك، حينها نظرت له اسيل وابتسمت وأشارت له بالموافقة ثم ذهبت وذهب امير ايضا ليتابع خطواتها لكي يضل قلبه مطمئن عليها وضل يراقبها حتى وصلت الى النادي...
وكان غسان ناطر وصول اسيل اليه، حينها وصلت اسيل والقت عليه السلام
اسيل: كيفك يا غسان اسفة كثير إتأخرت عليك...
غسان: ابدا انا مستعد انطر لأخر العمر بشرط تكوني معي على طول...
اسيل: عن جد ما عم صدق، انك اخيرا حسيت بمشاعري وبقلبي ياغسان...
غسان: لا صدقي انا بعترف اني كنت اعمى من قبل لكن اوعدك اني بعوضك عن اللي فات كله ونحاول ننسى كل شي ونفكر ونعيش اللي جاي من عمرنا سوا من غير مانضيع لحظة واحده...
حينها نظرت اسيل للأرض مصطنعة انها خجوله من كلامه معها ولكنها كانت تعتصر من كثر الألم والوجع من الكلام الذي قاله لها وحدثت نفسها: بدك إياني انسى انك قتلت اختي واخذت روحي مني لا ما حذرت ثم أفاقت على كلامه لها..
غسان: اسيل شوبيكي معقول تكوني خجلانه مني...
وتتمالك اسيل اعصابها قائلة: اي كلامك كثير خجلني ماكنت بعرف انك رومانسي هيك وهاد زود حبي لك اكثر من قبل، لكن ماقلتلي ماهو الخبر المفرح اللي بدك تحكيه معي كلي شوق اني اعرفه...
غسان: بدي اقللك اني عرفت مكان منى ومستعد اجيبها لعندك، هي موجوده هون في لبنان..
اسيل: عن جد عم تحكي وينها قلي...
غسان: انت بتعرفي والدي يقدر يوصل لأي حدا بده اياه وانا خبرته وهو جاب كل المعلومات وخبرني انها هون في لبنان...
اسيل: منيح هالحكي كثير لكن مابدي منك تجيبها لعندي ولا تعرف اني هون بدي إياها تفكر انها حرة طليقة دون خوف فاهمني ولا شو...؟
غسان: شو، كيف بدك انها ماتعرف انك هون وكيف بتدفع ثمن فعلتها ولا انت تراجعتي...؟
اسيل: مستحيل اتراجع لكن بنتتقم منها سوا ولا انت مابدك تنتقم للإنسانه اللي كنت مهوس بيها ولاشو رأيك، وماتنسى إنها لعبت بيك وإضحكت عليك لازم تعرفها انك مو الشخص اللي يتلعب بيه ولا شو؟
غسان: انا كان بدي اني اثبتلك حبي إلك لكن اذا كان هاد اللي بدك إياه انا موافق ومن الجهة دي بدفعها الثمن غالي...
اسيل: وهاد اللي بدي إياه لكن الإنتقام هون بطريقتي انا مو بطريقتك مابدي إياها تموت بدي اياها عايشة مفهوم ياغسان...؟