رواية الجوكر والأسطورة للكاتبة آية محمد الجزء الأول الفصل العاشر
( نثرات الروح والهوى )
وقفت تتأمل نصف الحائط باللون الفاتح ببسمة رضا فرددت بأعجاب دون أن ترى الطوفان الذي يقف خلفها _طب والله كدا أفضل بكتير من البلاك...
وكادت بأن تكمل عملها ولكنها توقفت حينما شعرت بوجود أحداً بالغرفة ومن سيكون غيره؟!، رسمت بسمة سخيفة علي وجهها قبل أن تستدير لرؤياه، تلاشت البسمة تلقائياً حينما تأملت نظرات عيناه القاتمة علي عكس المتوقع، أشارت له ببسمة جاهدت برسمها_أيه رأيك بقى؟...
كادت النيران بأن تلتهم الغرفة من شدة غضبه فأشار لها بصوتٍ جعله الهدوء أكثر رعباً_إنزلي...
إزدردت ريقها الجاف بثبات جاهدت له _مش لما أكمل!...
أطبق "مراد" علي معصمه بتماسك_قولت إنزلي...
إنصاعت له فوضعت قدماها علي الحافة الأخرى من الدرج لتهبط بأرتباك من نظراته التى كادت بأختراقها، وضعت القدم الأخري علي طرف فستانها الطويل المتدلي علي حافة الدرج فتعثرت قدماها بطرفه فكادت بالسقوط عن الدرج، أغلقت عيناها تكبت صرخاتها فتعجبت حينما لم تساورها الآلآم ففتحت عيناها بخوف لتجد ذاتها محاصرة بين يديه القابضة عليها بقوة وبين وجهه الذي يقابلها بنظرات جعلت الزمان يتوقف من حولها، عيناه تلك التي تنقلب لطوفان من الغضب فتثور علي طباعه الهادئة رغم أنه يتحلى بالثبات المميت فحركات جسده تتماثل له بهدوء قاتل حتى وإن كان بخطر الموت ولكن عيناه تخالفه فتعكس ما يحتويه هذا الجسد..
وجد ذاته يتأملها بشغف، فهذة المشاغبة تحاول تحطيم أسوار بناها حول حصن قلبه المنيع!...،سأل ذاته كثيراً أين قسوته المعهودة التي تذوب حينما يرأها؟!...
رفعت يدها المتسخة بالطلاء تزيح خصلات شعرها لتشكل خطوط متفارقة علي أنحاء وجهها من لون الطلاء المميز، عاونها مراد علي الوقوف في محاولات مستميتة لكبت ضحكاته علي ما حدث لوجهها فلازم ثباته المعهود ليخرج صوته بنغماته الخاصة متعمداً إخافتها _هو أنا طلبت من حضرتك تغيريلي لون الجناح؟..
أجابته سريعاً _لا بس أنا حسيت ان لونه كئيب كدا ف.
قطعها بسؤاله الساخر _هل صدر مني شكوة أني متضايق من لونه؟!..
لهجته جعلتها تضع عدة خطوط أمامها ليصيح هو بغضب لا مثيل له _قولتلك أنا مبعدش كلامي مرتين، حذرتك قبل كدا من التعدي علي أي شيء يخصني بس الظاهر لأنك مأخدتيش العقاب المناسب لأول عاملة ليكِ هنا خاليتك تخترقي القوانين للمرة التانية بس المرادي أنا هحرص أنك متعديش غلطك تاني..
إرتعبت من لهجته بالحديث فجذب حجابها الموضوع علي الأريكة من جواره ليلقيه لها فعلمت بأنه سيخرجها خارج القصر لذا إرتدته سريعاً وما أن أنهت إرتدائه حتى جذبها بقوة جعلتها تنصاع لقوة يديه التي تأسر جسدها خلفه...
توجه لها للأسفل، خرج صوت الحارس من الجهاز (اللاسلكي) الذي كان يحمله "مراد" بين يديه بصوتٍ إخترق آذان "حنين" حيث بدي الخوف بصوته _دورنا في كل مكان بالقصر يا باشا الهانم مش موجودة..
إرتعبت حينما علمت بأن إختفائها حسب علي هلاك هؤلاء بالبحث عنها، رفع الجوكر الجهاز إليه قائلاً بثبات_ خد الحرس وأرجع مكانك...
كانت كلمات كفيلة للحارس بأن يعلم بأنه وجدها، إستدار إليها "مراد" ليردد بسخرية قاتلة_تحبي نبدأ عقاب علي أي غلطة عملتيها؟!..
إبتلعت ريقها بطريقة مضحكة_هما كام غلطة بالصلاة علي رسول الله؟..
بدت ملامحه أكثر ثباتاً ليجرها خلفه بصمت،ترك يديها فرفعت عيناها لتستكشف المكان الذي أحضرها به لتجد ذاتها بمنتصف مطبخ القصر حيث يطوفه عدد مهول من الخدم الأجانب فلم تكن سوى "عفاف" وبعض الحرس من العرب، ضيقت عيناها بذهول _أنت جايبني هنا ليه؟!..
لم يجيبها فأشار للخدم بهدوء_الجميع للخارج لا أريد رؤية أحداً هنا...
إنصاعوا له جميعاً فخرجوا تباعاً لتبقى هي بمفردها معه، المكان يخيمه الهدوء بعكس صوت خطاه المسموع الذي بث لها إرتباكٍ من نوعاً جديد تختبره لأول مرة، دار حولها بخطاه المحسوبة ونظراته التي جعلتها تتراقبه بلهفة، خرج صوته بعد مدة طالت بوقفتها _دا أول عقاب ليكِ..
تطلعت له بعدم فهم فأشار لها بثبات _نضفي الأطباق والأرضية..
تأملت الحوض فوجدته فارغ من الأطباق حتى الأرضية تكاد تلمع من فرط النظافة، نقلت عيناها إليه بذهول فأبتسم ليلقي بالأتربة التي بالوعاء علي الأرضية البيضاء فجعلتها متسخة للغاية حتى أنه جذب بعضها علي الأطباق الباهظة المصفوفة جوار بعضها بعناية لتصبح سوداء اللون، أشار لها ببسمة ثقة_تقدري تبدأي..
تطلعت له بهدوء ثم جذبت الجهاز الخاص بتنظيف الأرضية فما لبس سوي عدة دقائق معدودة حتي عادت تلمع من جديد ثمجمعت عدد الأطباق المهولة لتفتح باب منظفة الأطباق (غسالة)، رتبت الاطباق جميعاً وبعد عدد من الدقائق أغلقت بابها لتشغلها ببسمة ثقة غير عابئة بنظراته المشتعلة، توجهت للطاولة التي تتوسط المطبخ لتضع بعض الشطائر وكوباً من العصير لتجلس بأسترخاءثم شرعت بتناول طعامها ببرود، جذب "مراد" (المقص) ليجذب (الفيشة) الخاصة بالجهاز ليقطعها نصفين فتوقف عن العمل، إستند بجسده علي الحائط مشيراً لها بحزن مصطنع_تؤ تؤ مضطرين نزعج جنابك بالغسيل اليدوي...
تطلعت له بغيظ وهي فقضمت أحد أظافرها حتى تشعر بالراحة وتستعيد الأتزان مما جعله يتطلع لها بذهول مما فعلت، وبالفعل عادت للاتزان مجدداً بعدما إنكسرت إحدي أظافرها، خلعت حجابها لينسدل خصلات شعرها بحرية جعلت عبيره يتسلل لمن يقف علي مقربة منها، جمعت الأطباق مجدداً للحوض لتعود لغسلهما مجدداً، رفع يديه فاشمر عن ساعديه ليتفحص ساعة يديه بتسلية جعلتها بقمة غضبها وهي تسرق النظرات لذاك الفتاك بكل ما تحمله معاني الكلمات...
وضعت أخر طبق من يدها قائلة بغضب مكبوت بغيظ خلصت...
إقترب منها ببسمة هادئة_تقصدي نهيتي أول عقاب لاول خطأ..
وضعت يديها حول خصرها بغضب_نعم...
تعمد جعل نظراته قاتمة لترتعب "حنين" فأقترب منها لتتراجع للخلف بزعر تسلل لوجهها الراسم للشجاعة الزائفة التي تخلت عنها حينما إقترب الجوكر منها، إصطدمت بالحائط من خلفها فتطلعت جوارها بتذمر، إقترب ليصبح علي مسافة قريبة منها فهمس بصوته العذب الساخر _للأسف مفيش ستار (ستاير) بالمطبخ تقدري تستخبي وراه.
أغلقت عيناها بقوة حينما لفحت أنفاسه عنقها، رفع يديه ببسمة مكر فشددت علي جفناها بقوة، مرر يديه علي وجهها محاولاً إزاحة الطلاء الذي يعلم عليه ولكن دون جدوي، رفع عيناه إليها ليجدها مغلقة العينان بملامح جعلته يتراقبها بأستغراب من نيران قلبه الجياشة بالرغبات إليها!، جذبها وتراجع للخلف ففتحت عيناها لتلحق به بأستغراب، وقف أمام المياه ليبلل يديه ثم رفعها علي وجهها وهي تتأمله بذهول..،
رفع عيناه إليها ببسمة هادئة ليرفع كلتا يديه التي اصبحت باللون الوردي المبلل لوجهها ليضعهما أمام وجهها فشهقت بفزع لتسرع لاحد المرآة بصدمة لا مثيل لها، إبتسم "مراد" علي طريقتها المضحكة فجفف يديه جيداً، على صوت هاتفه فوصع المنشفة الورقية بسلة القمامة ثم جذب الهاتف ليضعه علي آذنيه يستمع لمن يتحدث بهدوء، تحاولت عيناه لنطرة اوحت بكثير بعدما إستمع للمتصل لذا توجه لمكتبه بالأسفل مسرعاً...
بمركز الشرطة وخاصة بمعتقل النساء...
زحفت للخلف برعب تشكل علي وجهها ليجعله شاحب للغاية لتهمس من تقترب منها بلهجتها المقززة_الشابة جاية في أيه بقي شم ولا دعارة ولا أيه؟!..
هزت الكلمات بدن "أشجان" فزحفت بكل ما تملكه من قوة للخلف، إقتربت منها الاخري ببسمة مقززة _هو القط كل لسانك ولا أيه؟!..
إبتلعت ريقها بصعوبة والدموع تسري دون توقف، بركناً بعيداً عنهما كانت تجلس إحداهن تتناول السجائر بتلذذ عجيب، تتابعهما بطرف عيناها لتنهض هي الاخري مقتربة من" أشجان" لتلكزها بغضب_ما تنطقي يا عين أمك جاية في أيه؟...
خرج صوتها أخيراً ببكاء منكسر _معرفش، سيبوني في حالي بقي...
لكمتها الاخري بوجهها بغضب _كلمي الكبيرة بأدب يابت أحسن نسيح دمك هنا...
قالت الأخرى وهي تهم بالأقتراب منها _البت دي لازم تتربى...
تساقطت الدماء من فمها فصرخت بوهن وهي تتوسل لهم بأن يتركوها، إنفتح الباب على مصرعيه لتطل من خلفه أحدي العساكر قائلة ببسمة مقززة _أنا عايزاكم تتوصوا بالشابة كدا دي عليها توصية من فوق أوي الباشا "رحيم زيدان" بنفسه..
لمع إسمه بخاطرها كالصاعقة لتعلم الأن إلي اين ذهب أخيها بذلك الوقت المتأخر... علمت بأنها تذكرة لرد إنتقام شخصاً مريضاً كهذا، ورغم خوفها وإرتجاف جسدها مما سيحدث لها الا إن ما حدث بأخيها هو من شغل خاطرها!...
ما أن خرجت المرآة التي شددت بمنحها ما يليق بها حتي ألتفوا من حول "أشجان" ليوسعوها ضرباً حتي سقطت مغشي عليهامن فرط الاصابات التي تعرضت لها...
توقفت أحدي السيارات حينما رأت شاباً مستقلي أرضاً كأنه علق بحادث أليم، هرول الشابان من السيارة ليحمل كلاً منهم "يوسف" الملقي أرضاً ليتوجهوا سريعاً لأقرب مشفي قريبة...
كان الاخر بعالم مفتول بأحلام مريبة منقسمة لحبيبته وشقيقته فكلاً منهن يواجهان غضب وحشاً خلق للهلاك، رأي ذاته عاجزاً مكبلاً بالأغلال، يعجز عن الحركة فكيف سيعاونهم؟!...
فتح عيناه بصعوبة ليجد طرقات تمر بسرعة من أمام عيناه ولجواره شابان غريبان يجملوه لداخل مشفي ومنها للعمليات لتصبح الرؤيا معتمة فلم يعد يرى شيئاً بعدها سوى الظلام...
بمكتب "الجوكر"...
إستمع لما قاله ليردد بنفي_لا متعملش أي حاجة بدون ما ترجعلي...
أجابه المتصل _ بس أنا مش فاهم حضرتك فضلت تهدم اي خيط صغير يقدر يوصل "رحيم" باشا بالبنت دي وحالياً تصرفك مخالف لرغبات حضرتك..
تحاولت ملامح الجوكر لغضب شبيه بالعاصفة _وأنت مال أهلك أنت تنفذ اللي أنا اطلبه من غير حرف..
أجابه الاخر بخوف _تحت أمرك يا باشا..
قال "مراد" بتحذير _ الموضوع دا أهم من حياتك نفسها، إدرس كل المداخل والمخارج كويس لأنك هتخرجها وهتوصلهالي هنا بس لما أن أمرك بدا..
وأغلق "مراد" الهاتف بوجهه دون أن يستمع لرده، إستند بجسده علي مقعده ببسمة إنتثار ليهمس بغرور _حياتك بأيدي من البداية يا...وأكمل بنبرة ساخرة_"فريد"!..
ربما لم يعلم" رحيم زيدان" بأن الجوكر من بعد عنه وعن معشوقته بحور وأميال فكلما جمع خيطاً صغير يقربه إليها، قطعه " مراد" وجعله يبحث من جديد...
إبتسم" مراد"بسخرية _ ملقتيش غير أخو البنت دي يا" نغم" ياه علي الصدف!...
طرقت الباب ببكاء وخوف يمزق قلبها حينما لم تجد رداً عليها _"نغم" ردي عليااااا أنتِ كويسة؟!..
لم تجد الرد فصرخت"ريم" ببكاء _" نغم"!...
كانت تتمدد أرضاً بألم نفسي أطاح بما تبقي من حطام أنثي عرفت دوماً بالقوة، وهي الأن تخسر من أختاره القلب من الكثير ليمنحه الثقة وعشق أبدي فجاء متبلد القلب ليطوف بعشقهم ليقطع الرابط الذي يجمعها به...
إستمعت لصوت شقيقتها فحاولت القيام علي قدماها ولكنها لم تستطيع فقالت بصوتٍ يكاد يكون مسموع_أنا هنا يا "ريم"..
إستندت بوجهها علي الباب لتغرق دموعها جسده الصلب_أنتِ كويسة؟.
أجابتها ببكاء حارق_لسه عايشة متقلقيش
تمزق قلبها فقالت بشهقات مؤلمة _أنا خايفة "رحيم" يعمل فيكِ حاجة...
تطلعت "نغم" لباب الغرفة بدموع_إهربي يا "ريم"، إبعدي من هنا، "رحيم" حياته كلها جحيم واللي بيقرب منها بيتحرق..
ازاحت "ريم" دموعها بخوف من معرفة "رحيم" بأمر زواجها من "سليم" فتنال حصتها من العذاب مثل شقيقتها، تأوهت "نغم" من الألم فأنتبهت لها "ريم" لتقول بعد تفكير _انا لازم أكلم "مراد"...
أجابتها" نغم" ببسمة ساخرة وهي تحاول بالجلوس _بعد كل السنين دي!... مش بعيد يشمت فينا بعد ما رفضنا أننا نعيش معاه من خوفنا من "رحيم زيدان"
أجابتها"ريم" بدموع الحسرة_كلنا خوفنا يا "نغم " محدش سانده غير "جان" و"آدم" وبيدفعوا التمن حالياً..
إبتسمت بأنكسار_مش هتفرق كتير، الموج بيدمر المركب كله مش بيسيب جزء منه والنص لا!..
شعرت "ريم" بحركة لجوارها فتقينت بحركة الحرس لذا إنسحبت علي الفور...
بدأت أقصوصة حب خفية تنشأ بين "ريان" وتلك الفتاة التي لم تفارق هاتفه، يتحدث معه بساعات لا حصى لها، حتي "سارة" أصبحت متيمة به فعشقته حد الجنون، ودت بأخباره بأن عشقه نبع بقلبها من حديث أخيها الراحل عنه وعن شهامته وطباعه المميزة فودت اللقاء به منذ أعوام...
إبتسم قائلاً بسخرية _يعني أنتِ شايفاني قناص عشان جبتلك اللعبة من اول ضربة!..
تعالت ضحكات "سارة" قائلة بخجل _الله مش بقولك اللي جيه علي بالي يومها..
=أممم... وجاية تقوليلي بعدها بفترة؟..
إجابته بخجل_مانا مكنتش لسه أخدت عليك علي فكرة...
ردد بهمساً ساحر _أخدت عليك!.. دا الحكاية كبيرة بقى..
بعدت الهاتف عن وجهها كأنه سيشعر بحمرة وجهها لتجيبه بأرتباك_أنا أقصد كنت بتحرج منك مأنا في البداية مكنتش أعرفك..
أجابها بجدية _طب ودلوقتي يا "سارة"؟..
أغلقت عيناها بقوة فقالت بتوتر_انا هقفل... أأصل أنا لازم أنام لأني تعبانة وأ...
_تتجوزيني يا "سارة"... إبتلعت كلماتها بصدمة فقالت بذهول _أنت قولت أيه؟!..
إبتسم "ريان" مردداً بهمس_قولت أني حبيتك من أول ما شوفتك وقولت ان لسه عندي كلام كتير أوي بس مينفعش يطلع غير لما تبقي حلالي... ها موافقة بقى؟..
طال صمتها وآذنها ترفض تصديق ما إستمعت إليه لتو، كان يستمتع بصمتها فود لو كان جوارها ليرأها وهي بهذة الحالة، قطعت اللحظات رنين جرس بابها فقال بذهول _مين جايلك بالوقت دا؟!..
أجابته بأرتباك_معرفش..
قال بهدوء_طيب خدي الفون معاكِ وشوفي مين من غيو ما تفتحي الباب..
إبتسمت بفرحة لخوفه عليها فوضعت الهاتف جوار الباب لتكسر كلماته دون تعمد ففتحت الباب لتتفاجئ بشخصاً غريب يقف أمامها، قالت بأستغراب _أيوا..
رمقها هذا الجار المقزز بنظرات تشمل جسدها بطريقة مقززة جعلتها تحكم أطراف حجابها لتخفي جسدها به قائلة بحدة _مين حضرتك؟...
أجابها ببسمة دنيئة وهو يشير لها علي الشقة المقابلة لشقتها _أنا جارك اللي ساكن بالشقة دي..
أجابته بجدية_وعايز أيه مش فاهمه؟..
إقترب ليدلف داخل شقتها ثم أغلق الباب وهي بصدمة مما يحدث فقال بغمزة مقززة _عايز زي ما الكل بيأخد..
ووضع مبلغ من المال علي الطاولة _ودا عربون محبة..
تجمدت الكلمات علي لسانها فقالت بصعوبة بالحديث_أيه اللي بتقوله دا يا حيوان انت..
شرع بخلع قميصه فأشارت له بغضب _أنت بتعمل أيه أخرج من هنا..
إقترب منها بنظرات جعلتها ترتعب فجذبت الهاتف وركصت لغرفتها فأغلقتها جيداً لترفع هاتفها لآذنيها بدموع وخوف_ألحقني يا "ريان" أرجووك...
أجابها من هرع لسيارته منذ سماعه لبداية الحوار بينهما _متخافيش يا "سارة" أنا دقايق وهكون عندك .
صرخت بفزع حينما رطم الباب بأحد المقاعد ليحاول فتحه فعاد الكره مجدداً، تجمدت محلها وهي تترجع للخلف بدموع، شل تفكيرها فتوجهت للشرفة حتي تستغيث بأحد، خرجت لتنظر للأسفل بدموع فكيف سيسمعها أحداً وهي بهذا الطابق من العمارة!...
نجح بتحطيم الباب فأقترب منها بنظراته الدانيئة، فتراجعت للخلف ببكاء وإشمئزاز من نظراته التي تكاد تخترق جسدها، وزعت نظراتها بينها وبين السور فوقفت علي حافته محاولة تهدديده فقط_لو مبعدتش عني هرمي نفسي من هنا وهتلبسها انت..
تعالت ضحكاته المريضة _خفت صدقي..
إنفلتت قدماها فتعثرت عن السور لتصرخ بفزع، تعلقت بأسوار الشرفة الحديدية بصراخ وخوف من سقوطها فلم تجد سوى البكاء مصيرها والتمسك بأخر أمالها...
جذب "مراد" حاسوبه ليتابع رسائله مع أحداً من رجاله ليعلم منه وجود "رحيم زيدان" بأمريكا، صدح هاتفه من جديد فجذبه تلك المرة ليرى رقمها ينير شاشته..
ردد بهمس_"ريم"!..
شرد قليلاً متعمداً تجاهل الهاتف فعادت لطلبه مجدداً، إستعاد ثباته مجدداً ليجذبه قائلاً بجمود_" ريم طلعت زيدان"بنفسها بتكلمني، مش خايفة أخوكِ يأخد باله ؟...
كبتت بكائها ولكن نبرتها لم تكن كذلك_أنا عارفة ان أنا و" نغم" غلطنا لما أختارنا نكون هنا من البداية ونسيب أخونا اللي من دمنا..
ثم قطعت كلماتها ببكاء مرير إخترق قلب الجوكر بحرافية_بس أحنا محتاجين مساعدتك أكتر من اي وقت...
طال صمت "مراد" فقال بشيئاً من الألم_بعد السنين دي كلها جايين دلوقتي تلجئولي!..
خرج صوتها ببكاء_كنا خايفين منه يا "مراد" أنت متعرفش هو بيعامل الكل إزاي، "نغم" محبوسة تحت بالخزن حاولت أخرجها مقدرتش أرجوك ساعدها هيقتلها...
قالت كلماتها الاخيرة ببكاء لا مثيل له، إبتسم بمرارة علي ما يحدث معه فقال بصوتٍ جاهد ليكون صلباً قدر ما يكون_حاضر يا "ريم" هخرجكم من جحيم "رحيم زيدان"...
وكاد بأن يغلق الهاتف ولكنه عاد ليقول بتردد_أنا بيتي مفتوحلكم من أول دقيقة خرجت فيها من حدود مملكة "طلعت زيدان".
تعال بكائها بأنكسار لأجل شقيقها الذي رفضت الذهاب إليه وإختياره خوفاً من الأخر فحتي "نغم" رفضت ااذهاب خوفاً من أن يظنها رحيم بالضعيفة ولكنها لم تعلم بأنها ستخسر ذاتها بتحدي شيطان مثله!...
لم يحتمل سماع بكائها فأغلق الهاتف ليطلب رقماً أخر فأجابه المتصل بأنصات لتخرج كلمات الجوكر بتشديد كبير _عايزك تخرج "نغم" و"ريم" من القصر...
أجابه المتصل بخوف_بس يا باشا "رحيم" باشا مش ه...
قطع كلماته بغضب مميت _متنطقش أسم الحيوان دا وأنت بتكلمني...
بترت كلمات المتصل وأنصت لما يملاه عليه الجوكر بهدوء ليشرع بتنفيذ أوامره على الفور...
إستندت بظهرها علي الحائط لتنظر لنور القمر بعينان متورمتان من البكاء لتردد بدموع وإنكسار وهي تلامس الأغلال التي تحيط بقدميها_يارب إحمي "يوسف" من "رحيم"...
وتعال بكائها بأنكسار فأذا بباب المخزن العملاق ينفتح ليدلف "توفيق" الحارس الرئيسي لحرس "رحيم زيدان"، تلفت حوله ليتفقد المكان ثم إنخفض ليحرر قدم "نغم" التي تتطلع له بأندهاش، قال بصوتٍ منخفض_لازم تخرجي من القصر حالاً مع "ريم" هانم..
أجابته بذهول _"رحيم" اللي طلب كدا؟!..
أشار بالنفي_ دي أوامر الجوكر..
كاد فمها بأن يصل الارض فقالت بأندهاش_" مراد"!... أنت شغال معاه ولا مع" رحيم"؟!..
أجابها بتحفظ_معنديش تعليمات بالكلام أكتر من أنك تعرفي أن هروبك من هنا بأمر من الباشا" مراد زيدان"..
قالت ببعض الخوف _طب هنخرج من هنا إزاي وهنروح فين؟..
أجابها بعدما تفقد الطريق_أنا هتولي أمر الحرس، أما المكان اللي هتروحيه فالباشا مدنيش معلومات أكتر من كدا هو قال أن بمجرد خروجكم من القثر هتلاقوا اللي بأنتظاركم..
أشارت له بتفهم وهرولت للأعلي حتي تخرج مع "ريم" ولكن تري هل سيمرر "رحيم" ما يحدث مرور الكرام!...
بقصر "سليم زيدان"..
كانت "منة" تحتضن ذاتها كأنها لم تجد من يحتويها فأحتوت ذاتها بحزن علي من كنت له العشق والثقة فكاد بأن يحطمها بذاته!... نيران المدفأة فشلت بمنحها السلام من البرودة التي تسري لجسدها، دموعها تحجرت من كثرة صدماتها به...
هاتفه يلمع بمكالمات لا حصي لها منه، رسائل تحوي التوضيح لما حدث وأسف لها ولكنها لم تلتفت لما يقوله فجراح قلبها صعب تضمده بضعة كلمات!، تعالي صوت الرسائل فجذبت هاتفها لتلقيه وسط النيران حتي ألتهمته بشرارة مخيفة ترقبتها "منة" بنظرات ذات مغزي كأنها تشتعل مثل لهيبه الحارق، شعرت بيد تطوف كتفيها فأستدارت لتجد "سليم" يجلس لجوارها ببسمته الساحرة، نجحت بأخفاء دمعاتها سريعاً..
قال بهدوء وهو يتأملها _مفيش داعي تخبي دموعك يا "منة"..
كأن الكلمات قاموساً صريح لها بالبكاء فبكت بضعف، إحتضنها بحنان لتشدد من تمسكها بقميصه فهو لها كأبيها الذي حرمت منه منذ أعوام، إنتظر حتى هدأت تماماً فأخرجها من أحضانه ليحتضن وجهها بيديه قائلاً بنبرة عميقة ذات معني _أنتِ مش مجبورة تتحملي طباع الحيوان دا
تطلعت له بصدمة فأبتسم قائلاً بهدوء_أنتِ مفكراني غبي ولا مش عارف أيه اللي بيحصل مع أخواتي؟!..
إبتلعت ريقها بخوف من كونه يعلم حقيقة ما حدث معها بالأمس ولكنها خمنت بعلمه بحبها لفارس فقط، إسترسل "سليم" حديثه بثبات_أنا عمري ما جبرتكم علي حاجة ولا هجبركم، سايبكم تعيشوا حياتكم وتختاروا اللي أنتوا حابينه يكون مناسب ليكم والكل هنا عارفين كدا...
أشارت له ببسمة عذباء_عارفة يا "سليم" وبحمد ربنا أنك مختلف عن العيلة كدا..
ثم قالت بلهجة مرحة حتي تبعده عن مسار الحديث حتي لا يكتشف سبب حزنها _أنا بحسك الكنج كدا مختلف في كل حاجة وأسلوبك مش مشابه لحد...
إبتسم بسخرية_وضيفي عندك بكاش وبحور...
تعالت ضحكاتها لعلمها بمن يقصد، شاركها البسمة ثم تفحص الغرفة بأستغراب_أمال "بسيوني" كفة فين أقصد "سما"؟..
كبتت ضحكاتها بصعوبة_معرفش أخر مرة شوفتها كانت واقفة مع الجدة تحت وبينهم بيخططوا لحاجة كدا...
تطلع لها بصدمة_طمنتيني، أنا أساساً شاكك أنها هتكتسب لقب جديد مع "بسيوني" كفة دا
تعالت بسمتها فقالت بمرح_لا حرام دا الشاب شكله محترم وكيوت خالص..
إبتسم بسخرية_الله يرحمه ويصبرنا على عشرة "بسيوني" كفة..
لم تتمكن من الحديث من فرط الضحك، رفع "سليم" هاتفه بأستغراب من الرقم المجهول الذي يطلبه فأبتعد عنها قليلاً ليستمع لصوت المتصل فقال بصدمة_"مراد زيدان"!..
إبتسم الأخر بثقة_كويس أنك لسه فاكر صوتي..
" سليم" بهدوء _النسيان مش من صفاتي، بس أيه سر المكالمة الغريبة دي؟!..
=أنت عرفت اللي حصل لنغم من" رحيم"؟..
ضيق عيناه بذهول_أيوا عرفت بس أنا اللي المفروض أسأل أنت اللي عرفت إزاي؟!..
تعمد تجاهله فقال بهدوء_حبيت أبلغك أن "ريم" كمان في خطر..
صعق "سليم"،فأستكمل حديثه بثبات_"رحيم زيدان" بقي زي النار اللي بتحرق الكل ووجودهم جوا القصر دا خطر عليهم عشان كدا لازم يبعدوا عن المكان دا..
أجابه" سليم" بغضب_أنت سبب النار دي من البداية يا مراد..
صاح بصوتٍ مميت للغاية_أنا مش بجدلك في الماضي ولا هدي لحد الفرصة دي أنا كلمتك عشان أبلغك أن مرأتك في خطر، وأنا بعت اللي يطلعهم من جوا القصر لبراه وهنا بقي دورك.
تصنم محله بذهول من معرفته بزواجه وتمكنه من دخول قصر "رحيم زيدان" بمنتهي السهولة فقال بأستغراب_قدرت تعرف وتعمل كل دا إزاي؟!...
أجابه ببسمة ثقة قبل أن يغلق الهاتف_أنا علي علم بكل كبيرة وصغيرة بتحصل عندك يا "سليم" باشا، رجالتي في كل حتة ورهن إشارتي، أنا من هنا بحرك كل حاجة بتلفون صغير.
ثم قال بلهجة أشد خطورة_وتقدر تتنبأ نهاية لمملكة "رحيم زيدان"..
وأغلق "مراد" الهاتف فوضعه "سليم" جانباً مردداً ببسمة غامضة_"رحيم زيدان" مستحيل يقع بالسهولة دي، هدوئه دا بذاية لعاصفة محدش قدها...
وأسرع لسيارته ليكون بأنتظار" نغم" و" ريم"كما أخبره الجوكر...
هرب علي الفور حينما وجدها علي وشك السقوط، شعرت بأنها النهاية فأغلقت عيناها بأستسلام لمصيرها القاسي بعد أن لفظت بالشهادة بدموع فلم يكن بأسع أحلامها أن تلفظ أنفاسها الأخيرة تحت شكوك الأنتحار، لم تود ذلك فكانت تود إخافته فحذب، إنزلقت يدها حتي تحررت تماماً فصرخت فزعاً لأستقبال الآلآم التي ستلحق بها ولكن سرعان ما تعلقت بالهواء مرة أخرى، رفعت عيناها بذهول لتجده يتمسك بذراعيها، عيناه الحادة محفورة بالوعود بعدم تركها، بأنه سيكون حماها وسكناها طوال العمر، نست ما يحدث معها وما هي به، فقط تتأمل عيناه وكأنها صنم جرد من الحياة، تعجب من سكونها هكذا فرفعها بكلتا اليدبن لتصبح مقابله بعدما جذبها بعيداً عن السور..
ترقبته بشرود ولكنه تركها وتوجه كالبركان تجاه شقة هذا الوغد، طرق "ريان" الباب ومعصمه مطبق حول بعضه بتوعد، فتح الأخر الباب متصنع النوم حتي يهرب من الشبوهات التي ستلحق به بعدما ظن أنها لقت حتفها، تلقي لكمة قوية أطاحت به أرضاً لينقض عليه "ريان" بعدد من اللكمات جعلته يبتلع ريقه بصعوبة، إتبعته "سارة" كالمغيبة فقط عيناها مرتكزة علي "ريان" ببسمة تصاحبها دمعة، كأنها بأشنياق لمن يدافع عنها بعدما فقدت أخيها...
صاح بغضب بالحديث _هي فتحها ليك ولغيرك حرام يعني!...
لكمه "ريان" بغضب لا مثيل له _إخرس يا زبالة لسانك الوسخ دا أنا هقطعهولك..
إمتلأ وجهه بالدماء حتي فقد وعيه من أثر اللكمات، فنهض" ريان" ليركله بقدميه بقوة_كلب...
وخرج ليجدها تتأمله ببسمة غريبة فتعجب للغاية فمن المفترض لها الحزن بعدما إستمعت لأساءة هذا اللعين لها...
إقترب منها "ريان" قائلاً بهدوء_إدخلي لمي هدومك، وأنا هستانكي هنا..
أشارت له دون ان تنبت بكلمة، وبالفعل ما هي الا دقائق معدودة فخرجت بعد قليل بحقيبتها، حمل عنها الحقائب وتوجه للمصعد فلحقت به بهدوء ومن ثم للسيارة فتحرك ليقف أمام الحاجز المجمع لقصور عائلة "زيدان"، تطلعت لها "سارة" بذهول، فالأسوار من الخارج تقتل النفس من الفضول فكيف إن رأتها من الداخل، خرج عن صمته أخيراً قائلاً دون النطر إليها _مجاوبتنيش على سؤالي..
إستدارت له بعيناها لترسم بسمة ساخرة_هو أنا لحقت أرد عليك..
وفركت أصابعها بخجل لتشير له ببسمة رقيقة، تطلع لها بعشق وبسمة فرحه تجتاز وجهه_ دا تصريح منك ليا أني أفضل جانبك العمر كله وأحميكِ..
اخفضت عيناها بعيداً عنه لتشير له علي القصور الخمس _أيه الجمال دا، حاسة أني شايفة دولة من الممالك جوا مصر..
إبتسم بتهكم علي وصفها فلا تعلم ماذا بداخل الحواجز، ولج بسيارته من البوابة الرئيسية لتري بعيناها الحواجز الداخلية التي تحد كل قصر والأخر، ضيقت عيناها بذهول فأبتسم بسخرية_دي الحقيقة من جوا، الجمال الخارجي من بره فقط من جوا زي مأنتِ شايفة حواجز وفروق ما بينا...
شعرت بحديثه بأن هناك شيئاً غامضاً وألم كبير، وقف بسيارته أمام أحد القصور ليهبط منها فعلمت أنه المنشود، لحقت به للداخل فأخرج حقيبتها من السيارة مشيراً لها بيديه _إعتبري نفسك بقيتي جزء من البيت والعيلة..
إبتسمت بسعادة علي ما قاله فأخفضت عيناها عنه بخجل ونطراته تتنقل علي هذا القصر الفخم ذو الأبواب الذهبية، لحقت به للداخل لتجده مصمم علي الطراز القديم فكان أساسه عتيق للغاية بألوانه الباهظة، من أمامها الدرج الذي يتوسط هذا السرح العظيم، تأملت الأثاث من أمامها بأعجاباً شديد، الصور التي تحوى أركانه وبالأخص صور "ريان"، لم يخفض عيناه عنها فكان كأنه بحلماً خيالي وأصبح حقيقة بين يديه...
أشار "ريان" للخادمة قائلاً ببسمة هادئة_معلشي لو أزعجتك معايا في وقت زي دا..
إبتسمت الخادمة علي رب عملها ذو الاخلاق المنقرضة كمعاملة مع الخدم فأجابته ببسمة واسعة_تعبك راحة يا بشمهندس..
وتناولت منه الحقيبة لتصعد للأعلى، طاف بها الفرح وهي ترى معاملته للخادمة وبسمته التي لا تفارق وجهه الوسيم فشعرت بالراحة لحياتها معه لا تعلم بما يخبئه لها القدر؟!
_أنت كل يوم ترجعلي وش الفجر؟!، حالك مبقاش عجبني يابو رورو..
كلمات لفظ بها "مروان" بعدما هبط للاسفل فأستدارت "سارة" علي أثر كلماته ليتخشب الأخر محله وهو يرى أمامه تلك الفتاة ذو الملامح الرقيقة الذي يجذب من يتطلع إليه!...
همس بصوت مسموع_أيش ها الجمال...
وأشار لريان بأعجاب _مين الجمييل؟.. مش تعرفنا!...
تطلع له بنظرات قاتلة ليشدد بكلماته _أنسة "سارة" أخت "خالد" صاحبي الله يرحمه...
رفع يديه ليصافحها ببسمة واسعة يكسوها الأعجاب _أهلاً بيكِ، وأنارتي القصر كله..
كبتت ضحكاتها بصعوبة لتقول بثبات_ميرسي..
إستدار "مروان" لريان قائلاً بنفس حركاته السابقة_أيش ها الصوت، أيش ها الرقة وين رقم موبيلك؟ ..
لكمه بغضب _طب علي أوضتك بقي يا خفيف..
رمقه بضيق_طب بتزوق ليه يا عم؟، وإستدار لها قائلاً ببسمة مرح_أشوفك بعدين يا جميل..
أشار له "ريان" بغضب مميت _أتقي شري أحسنلك.
أنصاع له وتوجه للأعلي بعدما سلب قلبه بعد رؤية تلك الفتاة التي ستضرم النيران بينه وبين أخيه، إستدار لها "ريان" ببسمة هادئة مشيراً لها بيديه علي الدرج الذي سلكه "مروان" _للأسف أخويا..
تعالت ضحكاتها علي طريقته لتنصم له ليصهد بها لغرفتها التي ستقطن بها ثم توجه هو الأخر لغرفته بعدما تركها تنسج أحلاماً مطوفة بعشقه هو...
خرجت "ريم" و"نغم" من البوابة الخلفية بعدما أمن لهم "توفيق" ذلك ليجدوا "سليم" بأنتظارهم، صعدوا للسيارة لتنقلهم سريعاً من أمام الفصر لتخبر "نغم" "سليم" بأن يوصلها للمشفي أولاً بعدما حاولت الأتصال بيوسف فأجابها أحداهم ليبلغها بما حدث إليه، قرر "سليم" مساندتها فهو الذي يشعر بها ويعلم كيف يكون جمرات العشق وآنينه ليصلها للمشفي المنشود التي ستكون كأول درجات تحطيم "لشجن" عشق الحياة والطفولة "لرحيم زيدان"!..
ظل "يامن" بشرفته طوال الليل يداهمه الفكر فيجعله كالأسير، بعث برسالة لها بأن عليها رؤياه بالغد ليبلغها شيئاً هام!...
بقصر "الجوكر"...
أبلغته الخادمة بأن هناك من يريد رؤياه فتوجه للأسفل ليجد القاعة تعج بالأسلحة المفككة، زار فكره الأسطورة المصون القادر علي تفكيك الأسلحة بحركة واحدة بدون أن بتعرض للطلق الناري من فاه السلاح، حتي الأجهزة يفككها بسهولة كالهاتف وغيره لذا كان علامة تثير الرهبة لمن يقترب منه، وجد جوار الأسلحة عدد لا بأس به من حرس قصره الخاص ليجد تابوت مغلق بأحكام علي أحد الجوانب فالجميع بالغرفة مستلقي أرضاً الا ذاك المفتول العضلات ذو الجسد الصلب الذي يدير ظهره إليه، ردد "مراد" دون رؤية وجهه ردد ببطء قاتل مميت_"رحيم زيدان"..
إستدار بعيناه المخيفة ليصبح أمام وجهه بثبات وطالة قابضة لمن تراقب ما يحدث بحماس فبدي لها هذا الغريب كأبطال الراويات أو أبطال الافلام الهندية التي يخرج بطالها من معركة حاسمة دون أي خدش بسيط ولكنه وقع مدون بتوقيع رحيم زيدان... الأسطورة!...