قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية الجوكر والأسطورة للكاتبة آية محمد الفصل الحادي عشر

رواية الجوكر والأسطورة للكاتبة آية محمد

رواية الجوكر والأسطورة للكاتبة آية محمد الجزء الأول الفصل الحادي عشر

( نثرات الروح والهوى )

وقف كلاً منهما أمام الأخر بصمت يجتاز الأفواه فقط النظرات هي من تخترق العينان!،قطع "رحيم" الصمت بثبات مريب ويديه تشير علي التابوت_أتمنى هديتي تعجبك...

نقل عيناه بصعوبة من تحدي عينيه ليتطلع للتابوت بملامح فشت بالتعبير عن مكنوناتها، إقترب "مراد" من التابوت ليرفع قدميه التي لم توثر بثبات جسده الصلب ليكشف عن غطائه ليجد جثمان لرجلاً فشل بالتعرف إليه، إقترب منه الأخر ليهمس بفحيح صوته المهلك_أولاد عم زوجتك بعتين ليا مرسال أني أنضم ليهم للقضاء عليك فوجبت معاهم بالكادو دا بس مبعتش التابوت ليهم زي مأنت عملت مع أخوهم قولت أجبهولك وأنت تتصرف معاه.

رمقه بنظرة ثابتة تتأجج النيران بداخلها فكيف له بمعرفة خطواته فحتي أمر زواجه يعلمه الأخر!... فمن الصعب معرفة ما يجول بخواطرهم فكيف للأنسي بمعرفة تفكير الشياطين؟!...

أسترسل "رحيم" حديثه بنظرات كادت بقتل من يقف أمامه_"رحيم زيدان" مش بحاجة لمساعدة عشان يقضي على أعدائه...
خرج" مراد" عن قوقع الصمت أخيراً قائلاً بسخرية_أعتقد لو كان الموضوع بالبساطة دي مكنش زماني واقف أدامك دلوقتي؟!..
تعالت ضحكات" رحيم" فرفع يديه يحك أنفه ببرود_عندك حق بس بصراحة حياتي فيها ملل فاللعب مع عدو زيك بيسليني جداً، خصوصاً لو علي قدر من الذكاء الخارق دا..

تعمد جعل لهجته ساخرة ليخرج الجوكر عن بركان صمته _موتك لو حل لأنتقامي مكنتش هتردد ثانية واحدة..
إقترب منه "رحيم" ليضيق عيناه بسخرية_وتكسر وعدك لأبوك؟!...
إبتسم "مراد" ليقترب أخر الخطوات بينهما ليصبح أمام عيناه ليقول بتحد وثقة لا مثيل لها _وعدته لأن زي ما قولتلك موتك مش إنتقام، موتك أرحم ألف مرة من اللي أنا بعمله وهعمله معاك...

وتعالت بسمته بفحيح خبث مريب، طالت نظرات "رحيم" بتأمله كأنه يسترجع الماضي بتفاصيله ليشير له بسخرية _ليه مش قادر تستوعب أن زمنك إنتهي من اللحظة اللي دخلت فيها القصر؟!..
أجابه الأخر بمكر _مهو لما واحد يكون عايش في الفقر طول عمره وميحملش مجرد حلم أنه ممكن في يوم يذخل الأماكن النضيفة اللي دخلها بفضل مامته اللي أخيراً بعد تفكير عميق قدرت تعرف مين أبوه لازم يحس أنه بقي زمانه...

إشتعلت النيران بعيناه لتجعله مخيفاً للغاية فرفع يديه له بتنبيه_مدتك اللي حددتهالك للحياة حاول تحافظ عليها بقدر الأمكان...
إبتسم "مراد" بسخرية _أنهي مدة؟!... لو تقصد صبرك لمعرفة الوصية فيها أيه فأطمن أن قلبي ملان شر وظلام لا يمكن واحدة في الدنيا تنوره يعني متنتظرش أنك تعرف وصية "طلعت زيدان" فيها أيه؟...

ترقب "رحيم" عيون تلك الفتاة التي تتابع ما بحدث بينهما برعبٍ مميت ببسمة خافتة تسري من زاوية فمه، إستدار "مراد" بعيناه تجاه ما ينظر فأذا برجفة يديها تسقط المزهرية العملاقةالتي تحتمي بها لتصبح بادية لهما، تطلع لها "مراد" بأستغراب فمنذ وصولها للقصر لم يرأها خائفة مثل الأن حتي حينما كان يتعمد إظهار غضبه لها لم يرأها هكذا!.. نعم فحضور الأسطورة مهيب للغاية لذا يحق لها أن تصل لما وصلت إليه!..

راقب "رحيم" نظراته لها ببسمة مكر ليقطع صمتهما بلهجته الساخرة_أوه نسيت أبارك علي جوازتك الغريبة دي أو علي الأقل ارحب بالعروسة بعيلة "زيدان"..
وتركه وخطي بخطوات تجاهها كانت كافيلة بجعل الأرتباك يحيط بها!، تراجعت "حنين" للخلف حينما إقترب منها "رحيم" فأخذت تتطلع للأسلحة المفككة لجوارها ولجثث الحرس برجفة باردة إخترقت نوابع جسدها، إبتسم قائلاً بلهجة جعلتها تتطلع له بصدمة_بعتذر لو مجبتش هدية محترمة تليق بزوجة أخويا بس أوعدك لما أرجع مصر هبعتهالك بس مش في تابوت!.. .

تطلعت لمراد بصدمة فأذاً من أمامها أخيه!..ساورها عدة أسئلة متلاحقة فكيف تجمع علاقة الأخوة عداءاً هكذا؟!..
وجدت من يجذبها بقوة كادت بأن تهشم ذراعيها الرقيق وسط عمالقة خلقوا للدمار وتحدي كلاً منهما الأخر، جذبها "مراد" خلفه ليقف في محاذاته كأنه علي وشك قتله في الحال، يديه تحاصر خصرها بتملك، حصل على مبتغاه ورد لسؤاله فأبتسم مشيراً له بثبات _هخلي "صفوت" يكلمك عشان فتح الوصية لأن تقريباً الشروط إتحققت..

وإبتسم بمكر متوجهاً للمغادرة ليتراجع خطوتان للخلف مدعي التذكر_أوبس نسيت أشكرك علي اللي عملته مع "نغم" و"ريم" لأنه بجد هيسهلي كتير جداً..
وغمز له بعيناه ببسمة مخيفة ليرتدي نظراته بثقة مغادراً القصر بخطوات يحفوها الكبرياء والثقة بالنفس!..
تمنى "مراد" لو أنه لم يمنح والده الراحل هذا الوعد القاطع بعدم إيذائه أو حتى قتله،وحينما تأكد من رحيله تنحي جانباً ليخرجها لتقف أمام جحيم عيناه _لحد أمته هكرر كلامي كتير؟! ...

وجذبها من معصمها بقوة فتكت بها ليصرخ بعصبية_ قولتلك ألف مرة ماتنزليش من أوضتك بس أنتِ كالعادة مخلوقة عشان تكسري القوانين وتستخفي بالكلام..
تطلعت له بخوف يتشكل علي ملامحها منذ أن رأت "رحيم"، خرج صوتها بالكاد_أنا كنت تحت هنا ولما شوفت اللي بيحصل خفت وإدريت ورا الفازة..
رمقها بنظرة ساخرة تغلفها الغضب_علي أساس إنك بتخافي!..
أجابته بنفس اللهجة_بعد اللي شوفته خوفت.. كبت غضبه بصعوبة فأشار لها بيديه بأن تصعد للأعلي فأنصاعت له علي الفور ومازال ما رأته يشغلها فعقلها يرفض تصديق ما حدث!..

راقبت الطريق بتفحص وهي تنتظر قدوم المنشود فأذا به يصعد للأعلي غير عابئ بأرشاداتها!...
رأها تقف علي بعداً منه فأقترب منها "آدم" بتأفف_نعم، عايزة أيه؟!..
رمقته "سما" بغضب_أنت بتتكلم كدليه يا حضرت!
تطلع لها بضيق فأستعادت زمام أمورها حرصاً منها أن تكون لطيفة بالحديث معه _أنا عرفت أنك بلغت موافقتك لرحيم فحبيت بس أسالك علي كذا حاجة الأول قبل ما أقرر هوافق عليك ولا هرفضك..
إبتسم بسخرية_ترفضيني أنا!..

تحكم بذاته بصعوبة فقال بصوتٍ ساخر_وسؤالك الغالي أيه؟..
إبتلعت سخريته عمداً فجاهدت للحديث بعدما فركت أصابع يديها لتستجمع شجاعتها المصونه فقالت بأرتباك _كنت عايزة أقول أنك يعني أ...
صاح بملل _لو ينفع تنجزي بس عشان بنام وأنا واقف...
أشارت له بتأفف لتتحذث سريعاً كأنه تلقي تهمة ما عنها _بما أنك كنت بأميركا هل يعني كان ليك أي علاقات سابقة؟..

وزفرت بفرحة حينما لفظت الكلمات بأكملها، ضيق "آدم" عيناه بأستغراب_علاقات أيه؟!...
رمقها بنظرة نارية ليصيح بغضب _نعم!، بقي أنتِ بعتالي مع جدتي الساعة أربعة الفجر عشان أطلعلك علي السطوح وفي الأخر تقوليلي كان عندي علاقات سابقة ولا لا؟!...

أشارت له بخوف _وطي صوتك حد يسمعنا..
أجابها ساخراً _ما اللي يسمع يسمع أنا ميهمنيش حد...
تطلعت للدرج الرئيسي لتلمح طيف أحداهما، أشارت له بخوف_في حد تحت ممكن يكونوا من حرس "رحيم"..
مرر يديه علي خصلات شعره مردداً بغضب_كملت..

أشارت له "سما" علي الباب الخلفي الذي يحوي أنواعاً شتي من الحمام الأبيض فبجوار القصور الخمس كان هناك مبني متعدد الأستخدام حيث يحوي عدد من الطيور الباهظة كأنواعاً من الحمام وغيرها فهو مخصص للجميع لذا طلبت" سما" لقائه بالأعلي، ولجوا للداخل فأغلق "آدم" الباب دون الأستماع لمن تصرخ لجواره، زفر بغضب_في أيه تاني؟!...

أجابته بصدمة مما فعل _الباب دا بايظ بيقفل من برة بسس..
تحولت نظراته للباب بصدمة تفوقها أضعافاً مضاعفة _نعمممم...
أكتفت بأشارة بسيطة والضيق يتمكن من نعالم وجهها علي هذا الأبله كما ظنت، حك رأسه بذهول مما يحدث معه فقال بعصبية_هي جيت عليه!..
أنصتت جيداً لباب الغرفة فتأكدت من رحيل الحارس فرفعت يديه لها قائلة بثبات_طب هات تليفونك نكلم حد يطلعنا...
شملها بنظرة ساخرة_حد قالك أني بنام في حضن الفون الساعه ٤الفجر؟!..
شهقت بفزع_يعني هنعمل أيه؟...
أجابها بسخرية_بتسأليني!...

ثم همس بغضب_أنا أساساً من يوم ما شوفت خلقتك السودة دي والمصايب نازلة ترف علي دماغي...
عدلت من نظاراتها بأصبعها قائلة بغضب_وأنا اللي من يوم ما شوفتك والارض بتتفرشلي حرير وريش نعام!..
ضيق عيناه بذهول من حظه العسير الذي أوقعه مع تلك الفتاة فتفحص الغرفة جيداً ليجلس علي الارض مستنداً برأسه علي الحائط ليغلق عيناه بأستسلام...
جابت الغرفة بعيناها بخوف فجذبت أحد الوسائد الضخمة التي كانت ملقاة بأهمال بأرضية الغرفة لتضعها علي مسافة محدودة منه لتجلس فوقها بخوف...
راقبته وهو يسترخي براحة فقالت بضيق_أنت هتنام؟!...

فتح عيناه الرمادية ببسمة ساخرة_لا هسهر أعد النجوم اللي مش موجودة، ممكن تسيبني بقي في حالي رجوعي هنا كان أكبر غلطة في حياتي التافهة كلها...
رمقته بنظرة إستهزاء_كويس أنك معترف بحياتك اللي ملهاش تلاتين ألف لزمة دي...
صفق بيديه بمكر _شكراً لمعلوماتك القيمة لو ممكن بقي تسيبني أستمتع مع حياتي التافهة بدون ما تقطعينا ..
أزاحت بعيناها بعيداً عنه مرددة بهمساً ساخر _علي أساس أني حابه أتحشر اوي دك نيلة وأنت شبه هيفاء وهبي كدا لا والنبي أنت أحلي منها...

رسم علي محياه بسمة بسيطة فحاول إخفائها بصعوبة حتي لا تعلم بأنه إستمع إليها، فتح عيناه ليتطلع لها بصمت قطعه بعد تفكير _عندي سؤال محيرني هتجاوبيني عليه ولا أحتفظ بفضولي!...
إستدارت إليه برأسها قائلة بمكر_هو أنت كنت جاوبتني عشان أجاوبك؟!..
تطلع لها مطولاً ليهمس بضيق_okey... إجابة سؤالك مش محتاجة ذكاء...

إحتقنت عيناها بالغضب لحديثه الغامض فقال بهدوء_معنديش أي علاقات كدا أفضل؟...
أشارت له ببسمة فشلت في كبتها فقال بخبث _أسال بقي ولا لسه في تحريات تانية ؟..
أجابته بثقة _لا تقدر تسأل..
جاهد للحديث بعدما كبت ضحكاته بصعوبة _هما ليه بينادوكي "بسيوني" كفة؟!..
رمقته بنظرة مشتعلة فأدعي الخوف قائلاً بارتباك مصطنع_لو الأجابة هتضايقك بلاش يا بسبس...

إستعادت جزء من ثباتها حينما أعادت النظارات علي عيناها فهذة الحركة تمنحها قوة عجيبة لتجيبه بهدوء _كان في شاب بالجامعة أسمه "بسيوني" كان بيضايقني في الراحة والجاية..

أشار لها بفضول فأكملت بملامح ثابتة _في يوم كنت خارجة من الجامعة وهو ماشي ورايا يضايقني فأبتدي يمسك أيدي وكدا ف... أحمممم يعني كان في بياع خضار بالشارع شديت كفة الميزان بتاعته ونزلت فوق الحقير دا لحد ما فقد واعيه ومن يومها وأخوك و"مروان" الرزل مش بيندوني غير بالأسم دا أو الأغلب يعني..
تطلع لها بصمت ثم إنفجر ضاحكاً دون توقف، زفرت بضيق وهي تتطلع له بتذمر، رفرت الطيور بأجنحتها البيضاء لتقص أنشودة جديدة خلقت وسط طباع المشاكسة...

بالمشفى...
ولجت للداخل بخطوات مترددة ودمعات تجتاز عيناها، وقفت أمام التخت الخاص به تتطلع لما حدث له ببكاء حارق، فتح "يوسف" عيناه بصعوبة ليجدها أمام عيناه فردد بضعف_"نغم"!...
أغلقت عيناها بدموع ليخرج صوتها الشاحب الشبه مسموع_انا أسفة يا" يوسف" علي كل المشاكل اللي سببتهالك..
قالت كلماتها الأخيرة بدموع لا حصي لها، تطلع للفراغ بحزن يضاهي عالم بأكمله_مفيش داعي للكلام دا يا" نغم"، أنا عمري ما ندمت على قرار أو تصرف أخدته غير دلوقتي..

تطلعت له بحزن فأستذار بعيناه لها ليكمل بتوضيح_لأن المرادي اللي دفع تمن تصرفي هي أختي يا "نغم"...
وضعت عيناها أرضاً بخجل فقالت بصوتٍ يكاد يكون مسموع_أنا هربت من القصر عشانك يا "يوسف"..
تعمق بنظراته إليها فكيف يرحب بها وشقيقته التي ستدفع الثمن؟!...
وضعت عيناها أرضاً بأنكسار فيجب عليها أن لا تفكر بأنانية فشقيقته التي وقعت ببراثين شيطان لا يعرف الرحمة هي من ستعاني، فركت أصبعها بأرتباك فنهضت قائلة ببسمة تصعب رسمها_أنا كنت حابة أطمن عليك والحمد لله أطمنت..

وبدموع خانتها رغماً عنها قالت _يمكن يكون دا أخر لقاء هيجمعنا بس هو دا الحل عشان "رحيم" يسيب أختك في حالها..
وببسمة مصطنعة أكملت_متقلقش عليا أختي و"سليم" إبن عمي تحت هيساعدنا نبعد عن "رحيم"، خلي بالك من نفسك يا "يوسف"..
وتركته وخطت بضعة خطوات ليتألم قلبه مع كل خطوة تبتعدها عنه فالأختبار صعب للغاية، رفض القلب تحمل هذا الألم ولو لثواني..
_إستني..

أزاحت دمعاتها وإستدارت ببطء ليشير لها بالأقتراب فجلست علي مقربة منه تتحاشي النظر إليه، طال صمته والتفكير يستحوذ بها لينهي أججات أفكاره قائلاً وعيناه تتطلع له _تتجوزيني يا "نغم"..
إبتلعت ريقها بصعوبة من شدة الصدمة فقال بحزن _خسارتكم انتوا الأتنين صعبه أوي بس اللي أعرفه أني مش هسمحلك تخرجي من هنا وتبعدي عني تاني، أما أختي فتأكدي إني هرجعها حتي لو هقتله بأيدي..

تساقطت دمعاتها بفرحة أم إرتباك لم تعد تعلم ما يشغلها، رفع يديه بصعوبة ليضعها علي يديها فأبتسمت مشيرة له بنعم كأن أبواب الجحيم فتحت بموافقتها وشجاعة "يوسف" الغير مصرح بها!...

رفع هاتفه ببسمة يشوبها رائحة الموت قائلاً تعليماته المعتادة _ الخطوة التانيه أخوها اللي هيحددها ولحد ما دا يحصل أحرصي علي تربيتها بطريقة تليق بمكانها القيم..
أجابته الفتاة بتأكيد _تحت أمرك يا "رحيم" باشا...

صعد لجناحه بفيض من الغضب ويديه مطبقة علي بعضها البعض فكادت الدماء بأن تنفجر من اوردته..
دفش الطاولة بقدميه لتستقر أرضاً ليردد بهمساً مميت _"رحيم زيدان" صدقني مش هرحمك..
وجذب الهاتف بعينان تقسمان علي تحقيق الوعد، طالت مكالمته بتعليمات الجوكر التي ستلقن الضربة المبرحة له..

وضع" مراد" هاتفه جانباً ببسمة ثقة عادت لترسم من جديد بثقة وإتزان، أزاح قميصه الأبيض عنه لتقع نظراته علي الحائط الذي أصبح يحمل مزيج من اللونين الاسود والوردي بشكلاً ملفت للنظر، مرر يديه علي الحائط ببسمة رسمت رغماً عنه حينما تذكر تلك الفتاة الغريبة ولكن كالعادة إخترق "رحيم زيدان" ذاكرته ليراي خوفها القاتل حينما رأت ما فعله ليضيق عيناه بنظرة قاتمة تخشاها الشياطين بحد ذاتها لشروع حرباً مخيفة للغاية!

بمنزل "نجلاء"..
صفنت بذكرياتها وحبها الذي ما زال ينبض بداخل قلبها رغم تلك الأعوام..

مثل العادة كلما تصل للجامعة ترى الورود علي الدرج المودي للمدرج، لتجد على الدسك ابخاص بها إسمها بالورود، بدأ قلبها يخفق بجنون لما يفعله لأجلها فمنذ أول لقاء به وهو يحاول الأستحواذ علي قلبها بشتي الطرق..

تري الفرق المادي بينها وبينه وهو يفشل برؤية ذلك لذا كانت تتعمد ما يفعله عن عمد، إزاحت "نجلاء" أسمها المزين بالورود لتجلس بهدوء زرع الغضب بمن يتأملها فتوجه إليها حينما فاض به، جذبها بقوة من معصمها فتطلعت لزملائها بأرتباك من أن ينقذها أحداً ولكن يا للعجب الجميع يخشاه حتي الدكتور الجامعي يعلم منصب أبيه المرموق فتخلي عن مبادئه لأجلها، جذبها "طلعت" للخارج وهي تحاول تحرير يديها من بين معصم يديه، فتح باب السيارة ليضعها بالمقدمة فحاولت الهبوط منها سريعاً ولكنه كان الأسرع حينما جلس لجوارها ليشدد بأحكام معصمه علي يديها، بكت بخوف من أنه سيفتك بها فالافكار المتلاحقة عن الطبقة الراقية وخاصة ذو النفوذ تعلمها جيداً، أوقف سيارته بضيق_ممكن تبطلي بكي؟...

اجابته بتوسل_من فضلك خليني أمشي أرجوك...
وحاولت فتح باب السيارة ولكنها فشلت بعدما أغلقه هو بمفتاحه الخاص، زفر بغضب_ممكن تهدي أنا مش هأذيكي.. أوكي ؟...
تطلعت له بشك فقال بضيق_أسف علي الطريقة بس أنتِ مدتنيش فرصة تانيه..
تفحص ملامحها التي بدأت بالأسترخاء براحة ليبتسم بهدوء_ممكن نطلع أي مكان نتكلم شوية؟.
فركت أصابعها بأرتباك فأسرع بالحديث_مكان عام متقلقيش..
أشارت له ببسمة هادئة فهمس بصوتٍ خافت سمعته جيداً _ياربي علي الجمال! ...

تلون وجهها بحمرة الخجل القاتلة فتوجه بها لمكان عام ليبدأ بقص قصته بكلمات مختصرة بأنه القوي الغامض الذي لم تحصل علي قلبه فتاة سواها رغم خطبته لأبنة عمه ولكنه فشل بحبها وتلك الفتاة التي تمكنت من ذلك، كادت بالأعتراض ولكنها وجدت ذاتها تكن له الحب تدريجياً رغم طباعه القاسية والغيورة عليها كأنها إمتلاكها قلباً وقالباً ولكنها لم تنكر سعادتها وإنجذبها إليه لذا كانت تقابله علي الدوام وصارت الجامعة بأكملها تعلم بقصة عشقهما المميز حتي وصل الأمر لأبيه!..

مجرد تذكر والده جعلتها تكره ذكرياتها المخلدة مع من عشقه القلب بجنون، أزاحت "نجلاء" دموعها لتقول بألم_تعبت وسعيت أني أربي "فريد" بأخلاق بعيدة عن قسوتك يا "طلعت" بس بالنهاية العرق اللي جواه هو اللي إتغلب عليا بس أنا مش هتفرج علي إبني وهو بيضيع مني كدا لازم أفوقه.
وحسمت قرارها بعد أن تطلعت للشقة الفاخرة بنظرة سخرية لتحمل ذاتها وترخل من حياته لعلها تكون صفعة قوية له لتعيده لواقعه..

بمكانٍ أخر معتم للغاية.
كانت تعذبه تذكر وجهها الذي عشقه حد الجنون لسنوات وأعواماً لا حثي لها، ظل يعسقها رغم زواجه بالأخري ورغم ما حدث معه، عرف بالقسوة والوقار فالجميع يهابه لسلطته الموقارة ورغم ذلك يعشقها حد الجنون فهناك جزءاً من قلبه متيم بهوسها...

ها هو هذا الطاغي ذو الطالة القابضة التي أرهبت الكثير يجلس أرضاً مقيد بأغلال كالأسير!، نهاية عداء "رحيم زيدان" و"مراد زيدان" مازال علي قيد الحياة!..
الحزن المعتاد يلاحقه علي ما يحدث بمملكته بعدما كان السبب الرئيسي بما فعله راقب باب سجنه بنظرات تعج بالوعيد بأن هناك نهاية لما يحدث معه، إنفتح الباب علي مصرعيه ليطل الرجل المعتاد له بزيارته ليردد بضحكة خبث_"طلعت زيدان" الوريث الوحيد لاملاك عيلة" زيدان" محتجز بين أربع حيطان تحت مسمي متوفي.
وهبط لمستواه ليشير له بحزن مصطنع_تو تو بجد صعبت عليا ...

رفع عيناه الزيتونيه التي مازالت تطل بقوة رغم كبر عمره ولكن مازالت هيبته يخشاها حتي من يقف أمامه!، وجهه الابيض المجعد قليلاً، خصلات شعره الأبيض الذي يزيده جمالاً وقور، عيناه المنبعثه بلهيب من القوة والثبات التي ورثها "رحيم زيدان" عنه، ردد وهو يتأمله بثبات دون خوف_اللي بتعمله دا نهايته الموت! ...
...أحداث شرعت بالبدء أم لم تبدأ!..

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة