رواية البريئة والوحش للكاتبة بسملة حسن الفصل الرابع
انهي سُفيان المكالمه ونظر امامها وقد عزم علي تنفيذ ما ف باله
قام بعد فتره واتجه الي المرحاض
وبعد مرور ربع ساعه كان قد انتهي من ارتداء ملابسه
خرج من الغرفه واتجهه الي باب الشقه وكان علي وشك الخروج ولكن توقف عندما تذكر احتياج جويريه لملابس فكر قليلا ولم يجد حل سوي ان ياخذ بعض الملابس من ملابس اخته الراحله
ويعطيها لجويريه
فكانت عائشه ف نفس جسم جويريه او تزيد عنها بقليل.
ف اتجهه الي غرفتها واحضر بيجامتين لجويريه
ثم خرج مره اخري من الغرفه وهو يتنهد بحزن فقد هاجمته تلك الذكريات التي تأتي علي باله دائما
توجهه الي غرفه جويريه وفتح الباب فجأه وعندما نظر بداخلها وجد جويريه تفرش المُصيله ف منتصف الغرفه وتؤدي فروضها وقد كانت عل وشك الانتهاء.
انتظر لحظات حتي انتهت جويريه
اتجه اليها مسافه لا بأس بها وقال لها بجفاء وهو يمد يده بالملابس: امسكي بيجامتين اهم قضي نفسك بيهم... واكمل بعدها بتحذير: وعل الله اشوفك بوظتي فيهم حاجه.
جذبت جويريه البيجامتين واخذت تتفحهم بفرحه فقد اعجبت بهم بشده فقالت له بفرحه وبراءه ولم تراعي تلك النبره الجافه التي حدثها بها: الله شكلهم جمييييل اوووي عارف احسن كمان من اللي كانوا عندي ف بيتنا انا والداده شكرا اووي اووي بجد واوعدك هحافظ عليهم.
نظر لها سُفيان ولم يعلق بل خرج من الغرفه بصمت
وقال ف نفسه: امشي احسن انا مش ناقص هبل ورغي عل الصبح
راقبت جويريه خروجه بغضب طفيف وقالت بصوت منخفض: اووف رخم اوي واكلمت بعدها بفرحه وهي تنظر الي الملابس التي تحملها: حلووين اووي.
خرج سُفيان من المنزل ونزل لاسفل وركب سيارته واخذ يمشي بها ف الشوراع وهو لايعلم الي اين يذهب كان يفكر ف موضوع جويريه ثم اخذ بعدها يتذكر بعض الذكريات مع والدته واخته الذين اشتاق اليهم وبشده تذكر موقف ما ثم ابتسم باشتياق.
فلاش باك
دخل سُفيان الي منزله بعد انتهاءه من العمل وبمجرد ما ان اغلق الباب حتي وجد اخته عائشه تقفز عليه وتحتضنه بطفوله وحب: اااابيه حمدلله علي السلامه وحشتني اووي اوي
ضحك سُفيان وقال لها وهو يخرجها من احضانه: يابكاشه محسساني اني غايب عن البيت اديلي عشر سنين دول هما 7 ساعات
عائشه بابتسامه: ياابيه انت علطول واحشني
ضحك سُفيان وقال هو يقرصها بخفه من خدها: ادخلي ف الموضوع علطول ياعائشه وقولي عايزه اايه.
عائشه ببراءه مصطنعه: مش عايزه حاجه ياابيه هو انت علطول فهماني غلط كده.
سُفيان بلامبالاه مصطنعه: طيب يااستي حقك عليا اني فهمتك غلط
انهي كلامه وكاد علي وشك الذهاب من امامها ولكن امسكت عائشه ذراعه وقالت بسرعه: استني بس ياابيه هنتفاهم
سُفيان بضحكه: ما كان من الاول ولا هو اللي ميرضاش بالعزومه
واكمل بعدها وهو يسند يده امام صدره: ها ياستي ارغي
عائشه وهي تعبث ف اصابعها: بصراحه كده ياابيه كنت عايزاك تقنع ماما بحاجه كده.
سُفيان باهتمام: حاجه اايه
عائشه: ف رحله تبع كليتي طالعه الغردقه و4 ايام
واكملت بعدها بسرعه عندما لاحظت علامات الرفض ظهرت علي وجهه: والله ياابيه اصحابي كلهم رايحين واوعدك لو وافقتوا هكون فاتحه تليفوني علطول وهطمنكم عليا كل شويه.
جاء صوت من خلفها وهو يقول بصرامه: اظن اتكلمتي ف الموضوع ده معايا ياعائشه وانا رفضت لازمته ايه الكلام فيه تاني
نظرت الي مصدر الصوت والذي لم يكن سوي والدتها فقالت بتوسل: ليه يااماما ارجوكي انا هكون فرحانه اوي لو رحت وكمان اصحابي كلهم رايحين وانا من فتره كبيره اوي مخرجتش ولا سافرت
قالت الدتها (وتدعي نهله) بتصميم: وانا قولت لا يعني لا.
نظرت عائشه الي سُفيان بنظرات ترجي وقالت: اقنعها ياابيه عشان خاطري
سُفيان: واقنعها ازاي وانا مش متنقع ياعائشه
عائشه بدومع وتوسل: ياابيه عشان خاطري
سُفيان بصرامه: اظن ردي وصلك ياعائشه.. ولاايه
اومأت عائشه راسها بحزن ثم اتجهت الي غرفتها بسرعه.
قالت نهله بعد ذهاب بنتها: ادخل ياحبيبي غير هدومك وتعالي عشان تتغدي ومتقلقش عائشه شويه وهتهدي
سُفيان بابتسامه: ماشي ياامي
اتجهه سُفيان الي غرفته وابدل ملابسه بملابس اخري مريحه ثم خرج من الغرفه وف طريقه الي الصاله توقف امام باب غرفه عائشه عندما سمع صوت شهقاتها فتنهد ثم دق علي الباب وعندما سمعت عائشه صوت دق علي مسحت دموعها بسرعه واعتدلت ف جلستها عل السرير ثم قالت بصوت متحشرج: ادخل.
دخل سُفيان ونظر لاخته هو مرتسم علي وجهه ابتسامه حنونه
اما عائشه ف عندما رائته انزلت راسها لاسفل بحزن
فاتجه اليها سفيان وجلس بجانبها علي السرير ثم جذبها لاحضانه... اسندت عائشه راسها علي صدره ثم بدات ف البكاء مره اخري
تركها سُفيان تبكي براحه دون ان يحدثها فقط يربت علي ظهرها برفق
مرت فتره وقد بدأت عائشه ان تهدأ وعندما لاحظ سُفيان ذلك قال لها بحنان: يعني كل العياط ده عشان موافقتش عل الرحله
لم تعلق عائشه وظلت صامته.
ليكمل سُفيان قائلا: ياحبيبتي والله خايفين عليكي.. هتسافري مكان بعيد وكذا يوم ولوحدك
خرجت عائشه من حضنه وقالت بسرعه: ياابيه والله مش لوحدي معايا اصحابي كلهم
سُفيان بابتسامه وهدوء: وانا مش هأمن عليكي مع صحابك ياعائشه
عائشه: ياابي...
قاطعها سُفيان قائلا: اسمعيني ياعائشه انا خايف عليكي انتي عارفه الدنيا مش امان دلوقتي وانا مش هستني لما حاجه تحصلك واقول ياريت اللي جري ما كان... بصي سيبك من الرحله دي وانا واعدك اول اجازه ليا ف الشغل هاخدك انتي وماما ونروح الساحل ياستي كمان مش الغردقه وهتكون احلي كمان من الرحله دي.
مسحت عائشه وجهها من الدموع وقالت بفرحه وابتسامه: بجد ياابيه ولا بتثبتني وبتقول كده وخلاص
جذبها سُفيان من عنقها وقال بغيظ: حد يقول لاخوه الكبير كده... وبعدين من امتي ياهانم وانا بقول كلام وخلاص هاا.
عائشه هو تحاول ابعاد يده عن عنقها: خلاااص ياابيه مش قصدي والله سبني بقا
تركها سُفيان ونظر لها بغيظ
لتلقي عائشه نفسها عليه وقالت وهي تحتضنه: بحبك ياااحلي اابيه ف الدنيا كلها
سُفيان بضحكه: دلوقتي بقيت احلي ابيه لكن من شويه ربنا يااخده يارب ويريحني منه مش كده
خرجت عائشه ظن حضنه وقالت: بعد الشر ياابيه انا عمري ما اقول كده اابدا والله انا...
قاطعها سُفيان قائلا: عارف يااحبيبتي انا بناغشك بس واكمل: يلا بقا كفايه رغي ويلا نظلع ناكل انا جاي جعان من بدري وريحه الاكل دي جوعتني اكتر.
ضحكت عائشه وقالت: يلا
نهض سُفيان من علي السرير وجاء ليتوجه خارج الغرفة ولكن لاحظ ثقل علي ظهره
فقد قفزت عائشه علي ظهره وتعلقت بيديها ف عنقه ووضعت قدميها حول خصره وقالت بضحكه: يلا ياابيه امشي واقف ليه
ضحك سُفيان وهز راسه نافيا من تصرفااته تلك.. وتحرك بعدها الي الخارج
باااك
ابتسم سُفيان بمرار وقال: وكانت قدام عيني ومقدرتش احافظ عليها واحميها وبسببي انا هما مااتوا
نظرت ناهد الي المحل الذي امامها بتعب ثم نظرت للسماء وقالت: ياارب يوافقوا ياارب انا مش قادره علي البهدله دي
دلفت لداخل المحل وبعد محادثات كتيره وترجي من ناهد لصاحب المحل ان يسمح لها ان تعمل عنده رفض الرجل رافضا قاطعا وعندما رائ ترجي ناهد له وعدم ذهابها منذ رفضه هددها بانه سيطلب لها البوليس ويتهمها بالسرقه ان لم تذهب من المحل.
نزلت دموع ناهد وخرجت من المحل ف الحال خوفا من ان ينفذ هذا الرجل تهديده
جلست علي الرصيف واخذت تبكي بضعف وانكسار فماذا ستفعل منذ يومين تستيقظ من الصباح الباكر تبحث عن عمل ولا احد يقبل بها لكبر سنها فكيف ستصرف علي نفسها بهذا الحال.
لاحظ سُفيان ناهد وهي جالسه علي الرصيف ركن سيارته ونظر لها بتمعن يريد ان يعرف اين رائها من قبل
مرت لحظات وتذكر اخيرا ان تلك المرأه هي التي كانت تعيش مع جويريه ف المنزل
نظر اليها ولحالتها التي لا حول لها ولا قوه
وقد حزن من اجلها
فقرر ان ينزل ويساعدها وهي بالاصل لا تعرفه اطلاقا فعندما اختطف جويريه كان وجهه مُلثم.
اتجه اليها وجلس بجانبها علي الرصيف وقال بحنان: خير ياامي مالك قاعده وبتعيطي كده ليه
ناهد بحزن شديد وبكاء: تعبت ياابني تعبت اديلي تلات ايام بلف عل شغل ومحدش راضي يشغلني ومش عارفه هصرف علي نفسي ازاي منه لله راشد بيه هو السبب بعد العشره دي كلها رماني رميه الكلاب وعشان ضميره ميأنبوش سابني عايشه ف الاوضه والصاله اللي كان معيشيني فيها انا وبنته
واكملت بعدها ببكاء اشد: بنته اللي واحد جه خطفها مني والله اعلم حالها ايه دلوقتي.
ربت سُفيان علي ظهرها برفق وقال: طيب اهدي طيب بصي يااحاجه انتي اديني رقمك وروحي بيتك وانا بالليل او بكره الصبح بالكتير هرن عليكي اكون دورت علي مكان تشتغلي فيه
مسحت ناهد دموعها بسرعه: بجد ياابني
سُفيان بابتسامه بسيطه: ااه بجد يلا قومي روحي بقا ومتشليش هم
ناهد بفرحه: ربنا يبارك فيك ياابني ربنا يفرحك كده زي ما فرحتني
سألته قائله: انت متجوز ولالا
ابتسم سُفيان وهز راسه نافيا لتكمل ناهد قائله بدعاء: ويرزقك ببنت الحلال اللي تصونك يااارب.
سُفيان: شكرا علي الدعوات الحلوه دي ياامي اديلي كتير اووي مسمعتش حد دعالي كده من بعد امي الله يرحمها
لاحظت ناهد حزنه فقالر له: ربنا يرحمها ياابني ويصبرك واكملت بعدها محاوله منها اخراجه من حزنه:الا قولي يابيه انت اسمك ايه
سُفيان بابتسامه: اسمي سُفيان وبلاش بيه دي انا زي ابنك بردو ولا انتي مش معتبراني ابنك
ناهد بسرعه: ده انا يشرفني انه يكون ليا ابن زيك كده.
سُفيان بابتسامه: انا اللي يشرفني
واكمل بعدها: يلا بقي هاتي رقمك و روحي بيتك دلوقتي وزي ما قولتلك هرن عليكي بالليل او بكره الصبح
ناهد بفرحه: ماشي
اعطته ناهد الرقم ثم شكرته بشده مره ااخري خاصه بعدما منحها سُفيان مبلغ مالي رفضته بشده ف البدايه ولكن اقنعها سُفيان انها عندما تعمل سترد له هذا المبلغ مره اخري ف اقتنعت ووافقت في النهايه فهي ف الحقيقه كانت تحتاج الي المال وبشده.
مر اليوم حتي جاء المساء وجويريه تجلس بمفردها
ف المنزل حتي انها بدأت تشعر بالخوف وهي بمفردها ف لأول مره منذ ان حضرت لهذا المنزل يغيب سُفيان كل تلك المده بعيدا عن المنزل.
اما عند سُفيان ف قد قضي عده اعمال
وعندما جاء المساء اتجه الي مهران
دلف الي مقر مهران المخصص وجلس امامه وقال ببرود: انا عايز اعرف البت اللي عندي دي هتمشي امتي
مهران: ايه تعبتك ولاايه... لو تعبتك هما قلمين اتنين وهيعدلوها
سُفيان: لا معملتش حاجه بس انا مش متعود ان حد يقعد معايا ف بيتي
مهران: هانت كلها شويه وهتمشي
سُفيان: وده ال هو امتي.
مهران: اممم مش عارف لسه... مستني الوقت المناسب عشان اهدد راشد
سُفيان: ولو هددته بيها وهو مهتمش بالموضوع يعني باختصار باعها هتعمل ايه فيها
مهران بخبث: هنستفاد بيها بردو نقتلها وناخد اعضاءها او نبيعها لاي بيت دعاره مش هنغلب معاها يعني.
لا يعلم سُفيان لما انقبض قلبه خوفا عليها من ذلك الشيطان: طيب وليه تعمل كده ما ممكن ترجعهاله وخلاص
مهران بخبث: وارجعهاله ليه وهو مش عايزاها نستفيد منها احسن
واكمل بعدها بمكر عندما لاحظ خوف سُفيان عليها: ده حتي ممكن تقتلها انت ياوحش
سُفيان ببرود: انت عارف اني مليش ف القتل
مهران بمكر: ما انت قتلت قبل كده
سُفيان ببرود اشد: حقي وكان لازم اخده
مهران وهو يريح ظهره عل الكرسي: واللي قدر يقتل مره يقتل الف ومعني انك قتلت مره يبقي انت قاتل مفيش حاجه هتغير من ده يا وحش.
نهض سُفيان من عل الكرسي وقال بعنف: نهايه الموضوع عايز موضوع البت دي يخلص.. ولو ابوها طلع مش عايزاها مفيش حاجه هتمسها يامهران فاهمني
مهران بخبث: عنينا ليك ياوحش
خرج سُفيان من مكتب مهران دون حتي ان يودعه
ركب سيارته وقادها بسرعه عاليه متوجها الي منزله.
وصل سُفيان لباب شقته وقد دقت الساعه الواحده بعد منتصف الليل
اخرج مفاتيحه الخاص ليفتح الباب
اما عند جويريه فقد كانت تجلس ع الاريكه ف الصاله
وعندما سمعت صوت مفاتيح سُفيان وهو يفتح الباب نهضت بسرعه واتجهت الي غرفتها خوفا من ان يعنفها سُفيان ع خروجها من الغرفة.
دخل سُفيان الي الصاله وقد لاحظ حركه جويريه ولكنه لم يعلق... جلس علي الاريكه القريبه منه ورمي المفاتيح وهاتفه امامه علي الطاوله ثم اراح ضهره علي الايكه ووضع راسه علي مسند الاريكه واغمض عينه بتعب.
ظل ع هذا الفتره مده طويله يتذكر كلمات مهران له
حينما قال له انه قاتل... ظهرت ابتسامه سخرية علي وجهه ف من يري حاله منذ خمس سنوات قبل تلك الحادثة الاليمه لن يصدق انه هو نفس الشخص الان فقد اصبح وحشا بمعني الكلمه فعل كل شئ يخطر ع البال من خطف وتاجره اسلحه وتاجره مخدرات وكل شئ الا شئ واحد يرفضه وبشده الا وهو القتل..
لم يقتل سوي مره وااحده ليبرد ناره عل فراق اخته ووالدته ولياخد بثأره
اطلق أه خفيفه يتخيل ما ان كانت والدته مازالت علي قيد الحياه ورات حالته تلك بتاكيد ستلعنه وتغضب عليه وبشده ولكن ماذا يفعل تلك الحادثه جعلته وحشا لا يهاب شئ دخل دائره صعب الخروج منها مره اخري.
طوال تلك المده ظلت جويريه تراقب سُفيان بصمت من تلك الفتحه الصغيره التي فتحتها من الباب
وعندما رات سُفيان مغمض اعينه منذ فتره طويله خافت عليه وقررت ان تذهب وتطمئن عليه خوفا من ان يكون مريض او به شئ.
توجهت اليه بخطوات مرتبكه وكانت تفرك ف يدها بتوتر
وقفت امامه وقالت بصوت منخفض: احم
سمع سُفيان صوتها ولكن ظل مغمض عينيه ولم يرد عليها ولكن فتح عينيه بعدما سمعها تقول بصوت اعلي: هو هو انت تعبان.
ارتدت جويريه بارتباك الي الخلف عندما فتح سُفيان عينيه
فرد عليها سُفيان بنبره هادئه لاول مره: تعبان.. تعبان جدا
جويريه بقلق: ليه مالك
اقتربت منه بتلقائيه ووضعت يدها علي جبهته لتري ان كانت حرارته مرتفعه.
فقالت: مش سخن يبقي مالك
سُفيان بضحكه سخريه: مش عارف والله
جويريه ببراءه: طيب ايه رايك نروح للداده ناهد عشان تديك علاج زي ما كانت بتديني وانا عيانه
سُفيان بنفاذ صبر: اقعدي عل جنب ياجويريه الواحد مش ناقص براءتك دي عل المسا.
جويريه: حاضر
اتجهت الي الاريكه التي يجلس عليها وجلست بجانبه وكانت بينهم مسافه لا بأس بها
لم يستغرب سُفيان كثيرا ف هو شبه قد اعتاد علي تصرفاتها تلك ف ارح راسه عل الاريكه واغلق عينيه مره اخري
جلسوا صامتين لفتره لتقطع جويريه هذا الصمت قائله بتوتر: هو انا ينفع اسالك سؤال ومتزعقليش
سُفيان هو مغمض عينيه: اسالي
جويريه بحزن: هو انا كده مش هشوف الداده تاني خالص زي ماما.
نظر لها سُفيان وقال بهدوء: هتشوفيها بس مش دلوقتي
جويريه بفرحه: بجد
ابتسم سُفيان ابتسامه خفيفه واومأ براسه ايجابا
جويريه بابتسامه واسعه: شكراا اوووي اوووي
التزم سُفيان الصمت ولم يعلق.
لتقول جويريه بعدها بتلقائيه وراحه وقد نست تماما من الذي امامها: هو انت ازاي عايش ف البيت ده لوحدك ده كبير اووي وف اوض كتير عارف انا والداده ف بيتنا كان في اوضه وصاله بس
لكن انت عندك كتير انت مش بتخاف تنام لوحدك.
سُفيان وهو يجريها ف الحديث: لا مش بخاف.. وبعدين امي واختي كانوا عايشين معايا هنا
جويريه بابتسامه: الله انت عندك ماما واخت طيب هما فين
سُفيان: ماتوا..
شهقت جويريه برقه وقالت بدموع: انت كمان مامتك سابتك واكملت بعدها بتساؤل ومازالت الدموع ف عينيها: اكيد نفسك دلوقتي ترجع صح وكمان احساس انك معندكش ماما دي وحش اووي وبتوحشك كمان مش كده
سُفيان بشرود: وحشتني اوي.
ربتت جويريه علي يده مواسيه اياها وقالت: متزعلش هي اكيد ف مكان احسن
عارف الداده كانت بتقولي لما ماما توحشك صلي وادعليها وهي كده هتفرح وانا كمان ساعتها هحس براحه كإني شوفت ماما وحضتنها كمان.
ابتسم سُفيان بسخرية وقال ف نفسه: وانا حد زي يتقبل ليه صلاه ولا حتي ليه عين يصلي
رد عليها قائلا باختصار: ان شاءالله.
جاءت جويريه لتتكلم مره اخري ولكن لاحظت الضوء الصادر من هاتف سُفيان الموجود علي السفره امامهم والتي كانت تدل ع ارسال رساله
لتجذب جويريه الهاتف بسرعه وقالت لسُفيان ببراءه: الله انت كمان عندك من ده.. بابا لما كان بيجي عندنا كان معاه بتاع زي ده بردو.. سيطرت عليها نبره الحزن وقالت: كنت عايزه امسكه ف مره بس بابا اول ماشافني مسكااه زعقلي كتير وضربني كمان... انكمشت علي نفسها بخوف وقالت له بتردد: هو هو انت ممكن تضربني عشان مسكته.
نظر لها سُفيان وهز راسه نافيا وابتسامه بسيطه احتلت علي شفيته لا يعلم لما حزن علي تلك الصغيره وعل ما يفعله والدها بها ف هي كالاطفال ف تصرفاتها ولكن من الواضح انها عانت ف حياتها
بسبب والدها القاسي.
فاق من شروده علي صوتها وهي تقول بفرحة وهي تمد يدها بالهاتف: ممكن تخليه ينور تاني زي ما نور وهو كان علي التربيزه
كان سُفيان سيرفض ولكن عندما رائ لهفتها وفرحتها تلك قال ف نفسه لما لا يسعدها فهو شئ بسيط جدا وتافهه من وجهه نظره ولكن بالنسبه اليها في هذا شئ سيفرحها وبشده.
فجذب الهاتف منها ووقام بفتحه واعطاها اياه مره اخري
اخذته جويريه واخذت عينيها تتوسع بانبهار ودهشه
نظرت اليهر ثم ضحكت بخفه وقالت: انا اول مره اشوف حاجه زي كده واكملت بعدها بتساؤل: هو ده اسمه ايه بقا
سُفيان: اسمه موبايل
جويريه: وبيعمل ايه بقا.
سُفيان باختصار: بيعمل حاجات كتيره هقولك عليها بعدين
اومأت جويريه براسها ثم نظرت الي الهاتف مره اخري.. انتبهت الي خليفه الهاتف التي يضعها سُفيان والتي كانت عباره عن صوره والدته واخته
لتقول جويريه بفضول: مين دول بقا
سُفيان وهو ينظر للصوره باشتياق: دول امي واختي.
جويريه بحزن: ربنا يرحمهم
واكملت بعدها بشرود وهو تنظر ف الصوره: اكيد اختك فرحانه دلوقتي عشان مع مامتك نظرت له وقالت بدموع: هو انا ليه مرحتش مع ماما زي ما اختك راحت مع مامتك.
لم يرد عليها سُفيان بل سحب الهاتف من يدها وقال: كفايه كده وقومي نامي بقي الوقت اتاخر
جويريه برجاء: خليني قاعده شويه كمان
سُفيان بصرامه: انا قولت ايه.. يلا عل اوضتك
جويريه بحزن: حاضر.
نهضت جويريه من عل الاريكه وتحركت متجهه الي غرفتها توقفت عن السير عندما سمعت سُفيان ينادي عليها
لتلتفت جويريه اليها وقالت: نعم
سُفيان: متزعليش بكره نبقا نقعد تاني
جويريه بابتسامه واسعه: مش زعلانه خالص علفكره
ضحك سُفيان بخفه وقال: طيب روحي نامي يلا
اومأت جويريه براسها ثم اتجهت الي غرفتها وهو سعيده وتتمني ان ياتي مساء الغد بسرعه لتجلس وتتحدث معه مره اخري.
اما سُفيان لا يعلم لما سيطر عليه شعور الندم عندما وجدها حزينه مره اخري ف تلقائي نادي باسمها وقالها لها تلك الكلمات.
نهض سُفيان من علي الاريكه واتجه الي غرفته لكي يريح جسده فهو متعب بشده
انتهي من تغير ملابسه واتجهه الي فراشه وتسطح عليه
كاد ان يذهب ف نوم عميق ولكن تذكر جويريه عندما نامت بجانبه امس ف انتظر ليري ان كانت ستاتي اليوم ايضا ام لا.
لم تمر ربع ساعه وشعر بها تدخل الغرفه بهدوء شديد دون ان تصدر صوتا ومعاها ايضا تلك الوساده وعروستها
تسطحت بجانبه وانتظر حتي انتظمت انفاسها ففتح عينه ونظر لها مده وقال بعدها بتنهيده: ناويه تعملي ايه فيا ياجويريه...
اما قبل تلك الاحداث بحوالي خمسه عشر ساعه
ف الصباح
ف منزل عدي
استيقظت ندي من نومها وهي تشعر بشئ غريب بها وانها ليست بحالتها الطبيعة
لم تخبر عدي وقالت ان الامر لا يستعدي ان تخبره وتقلقه
قامت بعمل روتينها اليومي من افطار ثم بعدها بساعات تجهيز الغذاء وترتيب المنزل اذا كان غير مرتب ولكن فعلت كل هذا بكسل وقد لاحظت شهيرة هذا ايضا.
وف الساعه الرابعه عصرا وقد كان هذا الميعاد موعد عوده عدي من عمله
كانت ندي تجهز السفره حتي يأتي عدي ويجد الطعام جااهز.. كانت تضع الطعام ببطء وقد احست ان التعب قد تملك منها
فقالت شهيره التي كانت تتبابعها بغيظ: في ايه يابت انتي مالك من الصبح كده مش مظبوطه
ندي وهي تضع يدها عل راسها فقد تملك منها الدوار فجأه: مفيش حاجه ياطن...
لم تكمل جملتها لانها سقطت مغشيا عليها تزامنا مع دخول عدي المنزل
ليتجه اليها عدي بسرعه وتنهض شهيره ايضا مم ع الاريكه تنظر لها بقلق
حاول عدي افاقتها ولكن لا تستجيب فقال لامه وهو يحمل ندي بين ذراعيه متوجها بها الي الاريكه: مالها ياامي ايه اللي حصل
شهيره بقلق: معرفش ياابني والله مره واحده لقيتها وقعت
عدي بتوتر: طيب هاتيلي الاسدال بتاعها من جوه بسرعه عشان اخدها للمستشفي
شهيره بسرعه: حاضر.
دخلت شهيره الي غرفتهم لتجلب الاسدال
اما عدي فكان يضرب ندي بخفه ع وجنتيها محاوله منه لافاقته قائلا: ندي ندي فوقي
ولكن باءت محاولاته بالفشل فقام ب...