رواية البريئة والوحش للكاتبة بسملة حسن الفصل الثالث والعشرون
في منزل سُفيان
كانت جويويه تجلس امام سُفيان المتسطح عل الفراش
وتنظر له باهتمام وقلق.. قالت له للمره التي لا تعلم عددها: سُفيان انت كويس مش حاسس باي الم
سُفيان بزهق: يووه ياجويريه كام مره تسالي السؤال ده من ساعه ما جينا.. انا كويس ومش حااسس بالم والموضوع مش كبير زي ما انتي متخيله بطلي اسئله بقا.
جويريه بحزن من معاملته: حاضر.. اسفه لو ازعجتك بسؤالي
زفر سُفيان بنفاذ صبر وقال: يووه بقا
نزلت دموع جويريه بصمت وظلت تنظر الي يديها وهي تفرك اصابعها ببعضها
ليقول سُفيان بهدوء: يعني انا قولت ايه دلوقتي يخليكي تعيطي!!.
نزلت دموع جويريه اكثر ولم تنظر له
فقال بحنان وهو يشير بيده عل الفراش بجانبه: تعالي ياجوري اقعدي جمبي هنا
نهضت جويريه بصمت وجلست بجانبه كما طلب منها
فابتسم هو بهدوء ثم جذبها الي احضانه برفق نظرا لضلعه المكسور.
وتلقائيا دفنت جويريه وجهها ف عنقه وعادت تبكي مره اخري
طبطب سُفيان عل ظهرها بهدوء وقال لها: طيب خلاص.. ممكن تبطلي عياط وتفهميني ايه اللي زعلك بالظبط.
ابتعدت عنها جويريه ونظرت لعينه بعينيها الباكيه وقالت بصوت متحشرج: زعلانه عشان عشان بطلت تحبني
انهت كلامه وسقطت دمعه من عينيها
ليمسح سُفيان عينيها بيده السليمه وقال لها بصبر: ومين قالك اني بطلت احبك.
جويريه ببكاء: كل ده باين. بقيت بتزهق مني ومن اسالتي مع انك ف الاول مكنتش كده وكنت بقعد اسالك عل حاجات كتير وترد عليا حلو.. لكن دلوقتي لا... واكملت بعدها بشهقات: ليه مبقتش طايقني كده ياسفيان هو انا للدرجه دي وحشه ومتحبش !!.
سُفيان بهدوء: انا مزهقتش منك ولا حاجه كل الحكايه انا زعلان منك عشان اللي حصل
جويريه ومازالت تبكي وقالت بتبرير: انا مغلطش يا سُفيان انا كل اللي عملته ده خوفا عليك.
سُفيان: وانتي فاكره انك بالطريقه دي كنتي هتخليني اسيب الطريق اللي انا ماشي فيه
ده بالعكس كنت هعند اكتر ومكنتش هسيب شغلي.
اقتربت منه جويريه ومسكت وجهه بين يديها وقالت له برجاء وتوسل: طيب ممكن عشاني انا ترجع عن الطريق ده وتمشي صح.. نفسي يا سُفيان نعيش حياه سعيده وهاديه ومن غير مشاكل وغير كل ده يكون ربنا راضي علينا... طيب تعرف لو فضلت ف الطريق ده ربنا ممكن يغضب عليك ويعاقبك عقاب شديد اوي اذا مكنش ف الدنيا هيكون ف الاخره وهتقول ساعتها ياريت اللي جرا ماكان
وتابعت محاوله منه للضغظ عليه: طيب عارف انه ممكن يعاقبك بيا.. يحصلي حاجه او اموت مثلا او...
لم تكمل حديثها لان سُفيان جذبها من يدها وقال لها بانفعال: اوعي تقولي كده تاني انتي فاهمه
ابتسمت جويريه بحب وقالت: حاضر اسفه
ممكن بقا لو مش عايز حاجه زي كده تحصل تبطل شغلك ده.
سُفيان بتنهيده: ماشي ياجويريه هفكر
جويريه بابتسامه واسعه:ماشي يا سُفيان وانا مستنيه اليوم اللي هتيجي فيه وتقولي اني رجعت سُفيان القديم وبعدت عن اي حاجه وحشه.. وهنتظر اليوم ده جدا ف متتاخرش عليا ماشي
ضحك سُفيان بخفه وقال: ماشي
جويريه: يلا انا هسيبك بقا عشان تنام وترتاح.
سُفيان: تعالي نامي جمبي
جويريه بابتسامه واسعه: ماشي
تسطح سُفيان وتسطحت جويريه بجانبه ووضعت راسها عل ذراعها فضمهاا سُفيان اكثر وقال بخفوت وهو يستنشق رائحه شعرها ويغمض عينه: طول الايام اللي فاتت دي مكنتش بنام... مكنتش عارف انام وانتي بعيد عن حضني.. اوعي تعملي كده تاني ياجويريه وتبعدي عني تاني انتي سامعه
نظرت جويريه له بحب شديد: حاضر.. انا اسفه.
نظر لها سُفيان بحب شديد ثم مال براسه عليها وقبلها من خدها برقه شديده فاحمرت وجنتي جويريه اثر تلك القبله
ودفنت وجهها ف عنقه وابتسمت بخجل
ابتسم سُفيان عل خجلها واغمض بعدها عينيه براحه وذهب ف ثبات عميق تلته جويريه
ونام سُفيان لاول مره منذ مده طويله براحه...
كانت حلا تجلس مع خالتها واولادها وهي شارده ومتوتره من رده فعل ليل
لاحظ الجميع شرودها
فقالت لها خالتها صفاء: خير ياحلا مالك سرحانه ف ايه من ساعه ما خرجتي من الاوضه وانتي عل حالتك دي
حلا بابتسامه واهنه: لا مفيش حاجه ياخالتو
تدخل عبدالرحمن قائلا بخبث: هو ليل قالك حاجه زعلتك ولاايه ياحلا.
حلا بتوتر: لا هيقول ايه يعني
اصلا ملحقناش نتكلم
تدخلت نيره ابنه خالتها قائله بحماسه: خلاص ياجماعه سيبكم من الموضوع ده وقولوا هنجيب ايه اكل من بره
تنهدت حلا براحه عندما تدخلت نيره ومنعت اسئله اخري من خالتها وابنها.
وبعد مرور ساعتين
رحلت خالتها واولادها من المنزل بعدما انتهوا من تناول الطعام
اوصلتهم ماجده الي الباب وبعدما ودعتهم اغلقت الباب ثم توجها الي ابنتها وقالت لها بغضب: ايه ياست هانم من ساعه مكلمتي سي ليل بتاعك وانتي سرحانه والكل لاحظ ومش بعيد تكون خالتك زعلت هي وولادها ايه اللي حصل انا عايزه افهم.
حلا بضيق وحزن: مفيش حاجه ياماما وبعد اذنك هدخل اوضتي عشان تعبانه
انهت كلامها ثم رحلت من امامها لانها ليست لديها القدرة عل النقاش فيكفي ما سيحدث مع ليل.
دلفت لغرفتها واغلقت الباب خلفها
جلست عل السرير ومسكت الهاتف ثم قامت بعدها بالاتصال عل ليل
لم يرد ف المره الاولي فاتصلت مره اخري ولكن هذه المره قام ليل بانهاء الاتصال واتصل هو بدلا منها.
بمجرد ما ان فتحت حلا الاتصال حتي اتاها صوت ليل الساخر يقول: خير
حلا بهدوء وصبر: ازيك ياليل
ليل بغضب مكتوم: كويس وانتي عامله ايه اكيد مبسوطه من قعدتك مع خالتك... وعشان اصحح اللي قولته بس اكيد مبسوطه مع قعدتك مع ابن خالتك.
حلا: حبيبي ممكن تهدي طيب وانا هفهك
ليل: انا هادي اهو شايفني بشد ف شعري ولاايه
حلا بهدوء: انا عارفه اني غلطانه وانه غلط جدا انه كان يدخل اوضتي وانت ليك حق تزعل عشان كده بعتذر منك ف اللي حصل واوعدك مش هتكرر تاني ومش هسمحله بعد كده يدخل اوضتي.
انتفض ليل من مكانه بغضب وقال بصوت مرتفع اخاف حلا: لا والله! يعني انتي شايفت انه غلط انه دخل اوضتك بس.. لكن انه يدلعك ويقولك يالولو ده عادي وانك تقعدي تلعبي معاها وكمان يحكم عليكي ده عادي.. وانك تفضليه عليا ده عاااادي ياست هانم مش كده
انهي كلامه بزعيق
لتقول حلا بخوف وبدأت الدموع ترقرق ف عينيها: ياليل ده ابن خالتي يعني عادي
ليل بعصبيه: متعصبنيش بام الكلمه دي.. ايه ابن خالتك دي يعني.. وبعدين بالرغم انك عارفه انه مش بطيقه مهتميش وبردو قعدتي معاها.. يولع بقا ليل ما هو كده كده مش شايف حاجة مفهاش حاجه بقا لو استغفلته شويه.
حلا وبدأت ف ان تفقد هدؤها وبدأ صوتها ف الارتفاع: علفكره انت مبكر الموضوع جدا.. وبعدين ايه استغفلتك من امتي وانت بتقولي الكلام ده
ضحك ليل بسخريه وقال:لا وصوتنا بقي بيعلي كمان
وتابع بغضب: من امتي وانتي صوتك بيعلي ياحلا هانم.. ماتردي
حلا بعند وقد تحكم الشيطان بها: من دلوقتي ياليل وبعد كده اي حاجه هتقولها ومش هتعجبني هقول انها مش عجباني.. انسي بقا حلا بتاعت زمان اللي كانت بتقول ماشي وحاضر عل اي حاجه.
تنفس ليل بصوت عالي وظل صامتا لبضع ثواني وخافت حلا من صمته ولكن زاد خوفها اكثر وسيطرت عليها الصدمه عندما قال هو ببرود: تمام ياحلا وانا بقا مبحبش اللي بيعاند معايا وكويس اووي اننا عرفنا بعض قبل ما يتقفل علينا باب واحد
حلا بلعثم وخوف: ق قصدك ايه بكلامك ده
ليل وهو مازال عل بروده: قريب هتعرفي معني كلامي.. سلام.
اغلق ليل مع حلا
ثم ظل يتنهد بصوت عالي دليل عل انفعاله وعصبيته الشديده
شدد عل شعره بعنف ثم مسك بعدها انتيكه موضوعه عل طاوله جانبه والقاها ارضا بعنف وهو يقول: غبيه ياحلا غبيه
انهي كلامه ثم جذب المفاتيح الخاصه به وخرج من المنزل وهو يغلق الباب خلفه بعنف شديد.
اما حلا ف بعدما اغلق ليل معاها
ظل تنظر الي الهاتف بصدمه ونزلت بعدها دموعها وقالت بهستريه وصوت منخفض: لا لا اكيد مش قصده اللي ف بالي لا
تسطحت عل الفراش واتخذت موضع الجنين ومازالت دموعها تتساقط خوفا من ان يحدث ما ف بالها...
ف اليوم التالي
كان عدي يجلس عل مكتبه ويعمل عل جهاز الكمبيوتر بتركيز فخطر عل باله فجاه سُفيان
فتوقف عن العمل وقال معاتبا نفسه: اووف اكيد زعلان مني عشان مسالتش عليه من اخر مره شوفته فيها..وتابع بغيظ: كل بسببك ياندي انتي وابنك اللي ليل نهار بيعيط
ثم اكمل ف سره بحب: ربنا يخليكم ليا يارب
مسك عدي هاتفه واتصل عل سُفيان.
كان سُفيان يجلس عل السرير وجويريه امامه وتطعمه وكانه طفل وترتسم عل وجهها ابتسامه واسعه
ليقول سُفيان: انا عايز اعرف انتي مبسوطه اووي كده ليه
جويريه بتذمر وهي تقلب شفتيها: ايه ده انت مش عايزاني اكون مبسوطه
سُفيان: ياستي مش قصدي.. ربنا يبسطك دايما بس عايز اعرف السبب.
جويريه بحب: مبسوطه عشان رجعتلك تاني
ابتسم سُفيان وكان عل وشك الرد ولكن توقف سمع صوت هاتفهه
نهضت جويريه من عل السرير واتجهت للطاوله وجذبت الهاتف ورات اسم المتصل ووجدته عدي
سُفيان: مين
جويريه: ده عدي
سُفيان بهدوء: طيب هاتيه.
اتجهت اليه جويريه واعطته الهاتف
فتح سُفيان الخط وقال: الو
عدي بلهفه: ازيك يا سُفيان عامل ايه
سُفيان بهدوء: كويس انك فاكر ان لسه ليك صاحب اسمه سُفيان
عدي باسف: انا اسف والله العظيم انا عارف ان مقصر معاك.. بس بيجاد دايما بيعيط ومش بيخلينا ننام الليل ف انا ما يصدق ارجع من الشغل وانام عشان بكون مطبق كل ليله والله.
سُفيان: ربنا يخليهولك
عدي: ياارب... قولي عامل ايه ومفيش جديد عن جويريه
سُفيان: انا عملت حادثه من يومين
عدي بفزغ ولهفه: ايه حادثه ايه.. امتي ده حصل.. وانت عامل ايه دلوقتي..ومين اللي خابطك رد عليا انت ساكت ليه
سُفيان بهدوء: هو انت سايبلي فرصه ارد.. عل العموم عربيه خبطتني من يومين بالغلط وانا لسه طالع من المستشفي امبارح ودراعي اتكسر وف ضلع اتكسر كمان.
عدي بسرعه وهو يجمع اشيائه من عل المكتب: انا جيالك حالا
سُفيان بهدوء: ماشي ياعدي
اغلق سُفيان مع عدي ووضع الهاتف بجانبه ثم نظر لجويريه وقال: البسي عبايه او حاجه واسعه بقا عشان عدي جاي.
نظرت جويريه الي البيجامه التي ترتديها ثم نظرت اليه وقالت: طيب ومالها البيجامه هلبس عليها الطرحه وخلاص
اغمض سفيان عينه وزفر بصوت عالي ثم فتح عينيه وقال: سمعتي انا قولت ايه ولااقول كمان
جويريه بتذمر: حاضر حاضر اووف
ابتسم سُفيان عل طفولتها بخفوت
اما جويريه ف اتجهت الي الدولاب واخذت منه ملابس مناسبه ثم اتجهت بعدها الي المرحاض.
خرجت بعد دقائق وبمجرد خروجها سمعت صوت جرس الباب
فنظرت لسُفيان باستغراب وتقول: هو لحق جه
ابتسم سُفيان وقال: اكيد كان سايق بسرعه عاليه
وتابع بتحذير: روحي افتحيله ودخليه علطول وبلاش كلام كتير
جويريه بابتسامه عل غيرته: حاضر.
خرجت جويريه من الغرفه وسارت لتفتح الباب لعدي
فتحت الباب وعندما رأها عدي قال بصدمه: جويريه!!
جويريه بابتسامه: ازيك ياعدي
عدي: انتي رجعتي امتي
جويريه: لسه راجعه امبارح.
عدي بابتسامه: حمدلله عل السلامه وتابع بسرعه: فين سُفيان
جويريه وهي تشير بيدها: جوه ف الاوضه
دخل عدي واتجه الي الغرفه بسرعه
وعندما دخل الي الغرفه ورائ حاله سُفيان دمعت عينيه وظل واقف مكانه ينظر له.
ابتسم سُفيان وقال له: ايه مش هتقولي حمدلله عل السلامه.. ده انا كان زماني ف دنيا تانيه دلوقتي
اتجه اليه واحتضنه وقال له بنبره اشبه بالبكاء: انا اسف
كتم سُفيان المه بصعوبه وقال: اسف عل ايه هو انت اللي خبطني وانا معرفش
وبعدين ابعد بقا انا ضلعي مكسور.
ابتعد عدي مسرعا وقال بقلق والدموع ف عينه: اسف.. في حاجه بتوجعك بجد اسف مكنش قصدي
سُفيان: ياابني اهدي.. انا كويس
وبعدين انت بتعيط ليه شايفني مت ولا اتشليت
عدي بعنف: بعد الشرعليك ياغبي.. متقولش كده
وتابع بحزن: انا زعلان عشان كنت بعيد عنك ف اكتر وقت كنت محتاجلي فيه.
سُفيان بهدوء: حصل خير ياعدي
واكمل بمشاكسه: تتعوض مره تانيه
عدي: بعد الشر ياعم مره تانيه ايه بس
سُفيان: سيبك من الحوار ده وقولي بيجاد عامل ايه وندي ومامتك
عدي بتنيهده: بيجاد ااه من بيجاد ده..
سُفيان بضحكه: للدرجه دي
عدي: واكتر...
ظل الاثنان يتحدثوا سويا لمده طويله
فقال عدي بعد فتره: امال فين جويريه مدخلتش يعني
سُفيان بقلق: ااه صحيح
عدي: هطلع اشوفها بره
كتم سُفيان غيرته بصعوبه وقال بعدها: ماشي
خرج عدي ووجد جويريه جالسه عل الاريكه ونائمه بعمق فاحُرج عدي ودخل مره اخري للغرفه
فقال سُفيان: ايه هي فين
حك عدي راسه من الخلف وقال بحرج: نايمه بره.
سُفيان: نايمه ازاي يعني دي كانت لسه صاحيه
حاوول سُفيان النهوض بصعوبه
فاتجه اليه عدي وقال: رايح فين
سُفيان: هروح اشوفها.. ومتحاولش تقعدني عشان هقوم يعني هقوم
تنهد عدي من عند صديقه وقال له: طيب تعالي اسند عليا
خرج سُفيان الي الغرفه بمساعده عدي
وعندما اقترب منها ترك يد عدي واتجه هو اليه وجلس عل ركبتيه ووضع يده عل وجنتيه بحنان وقال: جويريه جوري اصحي ياحبيبتي.
استيفظت جويريه من نومها ونظرت له بفزع وقال وهي تعتدل ف جلستها: سُفيان ايه اللي قومك من السرير في حاجه وجعاك
سُفيان: اهدي انا كويس
تدخل عدي وقال: طيب انا همشي انا وهجيلكم بالليل انا وندي ان شاءالله
سُفيان وهو ينهض ببطء: ماشي واهو بالمره اشوف بيجاد اديلي كتير مشفتوش
عدي بابتسامه: ماشي يلا السلام عليكم
جويريه وسُفيان: وعليكم السلام.
رحل عدي فالتفت سُفيان الي جويريه وقال: ايه ياجوري ايه اللي نيمك هنا كده وبعدين غريبه ده انتي لسه صاحيه من شويه
جويريه ببراءه: مش عارف انا قولت اسيبك انت وعدي شويه مع بعض وبعدها ادخل قعدت هنا لقتني نمت كده عارف عايزه انام تاني والله
سُفيان: لا كفايه نوم لحد كده وتعالي نقعد مع بعض جوه نتفرج عل فيلم سوا
جويريه بفرحه: موافقه جدا هروح اجهز فشار بقا عشان ناكله واحنا بنتفرج.
انهت كلامها ثم نهضت من عل الاريكه
وبمجرد وقوفها سيطر عليها صداع شديد فوضعت يدها عل راسها بالم وتأوهت بصوت عالي
لينهض سُفيان بسرعه ويقول بقلق: مالك ياجوري في ايه ياحبيبي
جويريه وبدء الالم ف ان يهدء: مش عارفه جالي صداغ فجاه كده.. بس خلاص خلاص راح
سُفيان بتفحص: متاكده
جويريه بابتسامه: ااه اه يلا ادخل انت جهز فيلم حلو عبال ما اعمل الفشار
وتابعت بغمزه: فيلم اجنبي بقا
ضحك سُفيان بصوت عالي وقال: الله يرحم
جويريه بتذمر: يارخم...
رحل عدي من عند سُفيان وذهب الي منزله
فتح باب المنزل بمفاتحيه الخاصه به وعندما دلف للداخل سمع صوت ضحكات والدته وندي فاتجه حيث مكان جلوسهم وقال:ايه الضحك ده كلو ما تضحكوني معاكم
نظرت شهيره الي ندي بخبث فاشارت ندي بعينيها ان لا تتحدث ولكن شهيره لم تهتم وقالت لابنها: مفيش اصل في موقف حصل لندي ف الشارع حكته فضحكنا عليه.
جلس عدي بجانب ندي واخذ منه بيجاد وقال وهو يداعبه: وموقف ايه ده بقا
شهيره بمكر: اصل ندي نزلت جابت كام طلب كده من الشارع وخدت بيجاد معاها لما لقتني نايمه ف هي بتقولي ان واحد شفها وعاكسها يعني وقالها معقول البطه دي متجوزه ومخلفه.
توقف عدي عن مداعبه بيجاد واحتلت ملامح الجمود والغضب عل وجهه وقال: نعم
نظر الي ندي التي كنت تنظر لشهيره بعتاب وقال: وده مين الامور ده يابطه
ندي بتوتر: مش عارفه عادي واحد كده
عدي: ولما هو ضايقك متصلتيش عليا ليا
ندي بهدوء:عدي حبيبي ده واحد كان معدي عادي اكيد مكنتش هعمل مشكله يعني.
عدي بغضب: هو ايه اللي عادي ياندي انتي بتستهبلي
تدخلت شهيره وقالت بدفاع عن ندي: جرا ايه ياعدي وهي مالها يعني ده هو اللي عاكس
تنهد عدي بصوت عالي وقال بانفعال: والهانم كانت لابسه ايه بقا عشان اعرف بس
ندي: عادي ياعدي لبست العبايه السوده بتاعتي وبعدين انا مرحتش بعيد.
عدي بصرامه: العبايه دي متتلبسش تاني مفهوم
ندي: ليه يعني دي مش اول مره البسها وبعدين دي واسعه جدا و علفكره عايزه اقولك ان مهما لبست الناس دي مش بترحم حد حتي لو منتقبه بردو بيعاكسوها
عدي وهو يعطيها بيجاد: اظن كلامي واضح.. العبايه دي متتلبسش تاني
انهي كلامه ثم نهض من عل الاريكه وقال: اعملي حسابك هنروح لسُفيان بالليل.. جويريه رجعتله وهو عمل حادثه من كام يوم.
شهيره بشقه: حادثه اي يا عدي
عدي: عربيه خبطته
شهيره: واي جراله
عدي: دراعه اتكسر وعنده ضلع مكسور وشويه كدمات
شهيره بحزن: الف سلامه عليه..
ندي بسرعه: هنروح امتي طيب عشان ابقي اجهز نفسي قبلها
عدي: عل بعد العشا كده
ندي بابتسامه: ماشي.. بس قولي جويريه رجعت ازاي
عدي باختصار: معرفش مسالتش.
انهي كلامه ثم رحل من امامها
لتنظر ندي الي شهيره بعتاب: شايفه ياطنط اديه زعل
شهيره بخبث: ياعبيطه المفروض تفرحي انه غيران عليكي
ضحكت ندي بياس وقالت: بتقولي اي بس ياطنط
شهيره: اه والله زي ما بقولك كده.. وان كنتي عامله عل زعله ف هو بكلمتين هيتصالح ابني عبيط وانا عارفه
ضحكت ندي عل جملتها الاخيره وقالت بعدها وهي تنهض: طيب خلي بيجاد معاكي عبال ما ادخل اصالحه
شهيره بحب: هاتيه حبيب تيته ده...
اعطتها ندي بيجاد ثم اتجهت الي الغرفه للحديث مع عدي الذي كان غاضب ف البدايه منها وكان غضبه نابع من غيرته عليها ولكن ندي استاطعت بهدؤها ورزانتها ان تمتص غضبه ف سامحها عدي وكان لم يحدث شئ...
جاء المساء
كانت حلا تحبس نفسها ف غرفتها وتبكي منذ امس
خوفا من ان يتركها ليل
لم تستجيب لمحاولات والداها ووالدتها ف ان تخرج من غرفتها واخبرتهم ان تريد الجلوس بمفردها
كادت ماجده ان تبكي عل حاله ابنتها ف هي لاول مره تري ابنتها بهذه الحاله اما زوجها فظل يدعي لابنته بان يريح قلبها وكان عل ان يتصل ب ليل ليعرف منه ماذا حدث لحلا ولكن اوقفه صوت جرس الباب.
اتجهت ماجده وفتحت الباب وعندما وجدت امامها ليل قالت له بلهفه: كويس انك جيت انت الوحيد اللي هتعرف تخرجها عن حالتها
ليل بقلق: في ايه
ماجده ببكاء: حلا حابسه نفسها ف اوضتها من امبارح وعماله تعيط ولا كلت ولا شربت انا خايفه عليها اوي
تدخل هلال وهو يقول: تعالي ياليل ادخل ونتكلم جوه
دخلو الثلاثه وجلسوا ف الصاله
ليقول هلال بهدوء: قولي بصراحه ياابني انتو شديتوا مع بعض او حاجه
ليل بتنهيده: ااه.
هلال: انا مش هقول ايه اللي حصل ولا الكلام ده لانها مراتك والموضوع يخصكم انتو الاتنين ومليش حق اني ادخل فيه.. انا كل اللي هقوله ان مهما كان الموضوع كبير متحلوش مشاكلكم بالشكل ده.. اقعدوا واتعاتبوا وشوفوا مين غلطان وبعدها هتصفوا انتو الاتنين لكن انك تبعد وحجتك انك تهدا ده مش حل بالعكس ده بيزود المشكله وبيكبرها.. وعايز اقولك حاجه كمان.
حلا دي زي الطفله يعني لو قعدت واتكلمت معاها بهدوء وفهمتها غلطها هي هتفهم وهتتعذر منك كمان دي بنتي وانا عارفها كويس.. وعايزك تبقي حنين اكتر من كده عليها عشان دي بنتي الوحيده ومش هسمح بعد كده انها توصل للمرحلة دي مره تانيه.
ليل بتنهيده: حاضر.. ممكن تناديها
نظر هلال الي ماجده وقال: روحي ناديها ياماجده
ذهبت ماجده من امامه وقام بعدها هلال من مجلسه قائلا: انا هسيبكم تتصافوا مع بعض براحتكم
ليل بابتسامه خافته: ماشي.. شكرا
رحل هلال من امامه وجلس ليل منتظرا قدوم حلا.
اما حلا فهي قد فتحت الباب بسرعه عندما سمعت والدتها تخبرها بان ليل بالخارج
كانت عيناها منتفخه حمراء من البكاء طوال الليل
اتجهت الي ليل بسرعه وكادت ماجده ان تذهب خلفهم ولكن اخبرها هلال بان تركتهم بمفردهم.
وقفت حلا امام ليل الذي بمجرد ما ان رائها نهض من مجلسه وظل يتفحصها وحزن عندما رائها منهاره بهذا الشكل
ظلت حلا تنظر له لثواني ثم اتجهت بعدها اليه مسرعه واحتضنته بشده وبدأت ف البكاء بشده وظلت تقول: انا اسفه اسفه
شدد ليل عل احضانها وقال: خلاص ياحلا اهدي ياحبيبتي مفيش حاجه.
خرجت حلا من احضانه وقالت بشهقات: انت انت جاي عشان ننفصل مش كده
ليل بابتسامه حب وهو يمسح دموعها: وانتي متخيله اني هقدر اعيش من غيرك يا مجنونه انتي
حلا ببكاء: بس بس امبارح
وضع ليل يده عل شفتيها وقال: ششش اهدي بس وبطلي عياط وتعالي نقعد نتكلم بهدوء ممكن ولا مش ممكن.
اومات حلا براسها بطاعه فجلس ليل وجذبها من يدها وجعلها تلتصق بجانبه حاولت ان تبتعد عنه مسافه ولكن لم يسمح لها ليل
وقال لها وهو يمسك يدها الاثنين بين يده وينظر ف عينيها: حلا حبيبتي هسالك سؤال وتردي عليا ماشي
اومات حلا براسها
فقال ليل: انتي شايفه ان اللي حصل امبارح ده كان ينفع
نظرت حلا ارضا وهزت راسها نافيه وتساقطت دموعها مره اخري.
رفع ليل راسها بيده وقال: راسك متواطيهاش لحد ابدا حتي لو انا اتفقنا
اومات حلا براسها
فقال ليل بتنهيده: بصي ياحلا انا مش هنكر ان كنت متعصب اووي امبارح وان الشيطان فضل يوسوسلي بحاجات كتير.. بس انا قولت مش هكلمك غير لما اهدي وانا دلوقتي هديت
بصي انا هنسي اي حاجه حصلت امبارح ومش هنفنح.
بس مفيش مانع اننا نتعلم من غلطنا مش كده ولااايه
اومأت حلا براسها فتابع قائلا: اول حاجه ياحلا عايزك تتجنبي القعده مع عبدالرحمن ده خاالص وانا بقول كده من
من غيرتي عليكي.. مش انا من حقي اغير على اميرتي ولاايه
ابتسمت حلا بخفوت.
فتابع ليل واكمل: وانا مش عايز موضوع الصوت العالي ده ياحلا عشان انتي عارفه اني مش بحب كده.. انا بحب حلا اللي بتسمع كلامي داايما واللي عارفه ان اي حاجه بقولها بيكون من حبي فيها وخوفا عليها مش عشان اسيطر ومخليش ليها شخصيه.. اتفقنا ياحبيبتي
حلا بخفوت: اتفقنا.
ليل بابتسامه: يلا بقا وريني ابتسامتك الحلوه
ابتسمت حلا بخفه فقال ليل: ايوه كده خلي الشمس تطلع
انهي كلامه ثم جذبها لاحضانه وقال بتنهيده: ربنا يخليكي ليا ياحلا حياتي
حلا بحب: ويخليك ليا ياليلي...
ذهب عدي وندي وبيجاد الي سُفيان وجويريه
وقضوا وقتا استمتع به الجميع وسط مشاكسه عدي لسُفيان الدائمه
احبت جويريه بيجاد كثيرا وظلت تداعبه كثيرا وتمنت بداخلها ان يرزقها الله بطفل مثله
مر اليوم وعاد ندي وعدي الي منزلهم وهم سعداء بتلك السهره وسُفيان وجويريه كذلك...
وبعد مرور شهر
عاد سُفيان الي حالته الطبيعه واصبحت صحته ف احسن حال وتوطدت العلاقه بينه وبين جويريه كثيره
ولكن ما يقلقه ويخيفه هو صداع جويريه الدائم ونومها بكثره وغثيانها الذي تكرر عده مرات
فقرر ان يطمئن نفسه ويذهب بها للطبيب
اعترضت جويريه بشده ولكن سُفيان اصر عليها بشده فوافقت تحت اصراره.
ذهب بها الي المستشفي وحكي لاحد من الاطباء الاعراض التي تتعرض جويريه فطلب الطبيب باخذ جويريه للقيام بالتحاليل والاشاعات اللازمه
وبعد مرور ساعات
كانت جويريه تجلس ف احد الغرفه ف المستشفى كانت جالسه عل الفراش وتقول بتذمر: يا سُفيان قولتلك انا كويسه معرفش احنا جينا هنا ليه
سُفيان بابتسامه: معلش ياحبيبي عشان اطمن عليكي.. وخلاص شويه وهنمشي بس اعرف ايه سبب اللي عندك ده
جويريه بتذمر: ماشي.
دلفت الممرضه للغرفة وقالت لسُفيان: الدكتور عايز حضرتك ف اوضته
نهض سُفيان من عل الكرسي ونظر الي جويريه وقال بمشاكسه.: هروح بسرعه واجي متحركيش من مكانك ماشي
جويريه: هروح فين اديني قاعده
سُفيان بابتسامه: مش هاخر عليكي.
خرج سُفيان واتجه الي غرفه الطبيب
دق الباب وعندما سمع صوت الطبيب ياذن له بالدخول دخل
فقال له الطبيب وهو يشير بيده الي الكرسي امامه: اتفضل
جلس سُفيان وقال باهتمام: خير يادكتور مراتي مالها
الدكتور باسف: مكنتش احب اني اقول كده بس للاسف الاشاعات اثبتت انها عندها ورم ف المخ
توسعت عين سُفيان بصدمه شديده وزادت ضربات قلبه بعنف وقال بعدم تصديق: اا اايه.