رواية اغتصاب مع سبق الاصرار للكاتبة سارة علي الفصل الرابع
انتي تجننتي يا بت انتي...
قالها حازم وهو يقبض على كف يدها الذي صفعه منذ لحظات لتهتف به ببرود ولا مبالاة:
انت اللي تبقى تجننت لو فاكر اني هتجوز واحد زيك..
ثم همت بالتحرك من امامه ليقول حازم اخيرا بنفاذ صبر:
انا عملت اللي عليا... بس انتي اللي مش عاوزة تسمعي كلامي...
ثم مده يده لها لتجد بها كارت صغير :
ده الكارت بتاعي فيه كل أرقامي... لو غيرتي رأيك تقدري تتصلي بيا عشان نحل المشكلة دي...
تناولت هنا الكارت منه ثم اخذت تقلبه في يدها حينما مزقته ورمته امام حازم الذي اخذ يتطلع الى ما فعلته بذهول...
قلتلك وفر محاسنك دي...
قالتها بنظرة متحدية قبل ان تتماسك من جديد وتخرج من الشقة عائدة الى منزلها تاركة حازم يتابعها بدهشة غير مصدق بعد لما فعلته...
عاد حازم الى منزله ليجد الجميع في انتظاره...
قفزت والدته من مكانها واتجهت نحوه وهي تهتف به:
حازم حبيبي انت كويس...
اومأ حازم برأسه دون ان يحيد عينيه عن خالد الذي اخذ يتابع ما يحدث بنظرات صامته لكنها مشككة...
كنت فين يا حازم...؟! احنا قلبنا الدنيا عليك...
سأله مصطفى هذه المرة ليجيبه حازم:
كنت فمشوار كده... انتوا مالكم قاعدين كده ليه...؟!
اجابته رؤية هذه المرة:
كنا بندور عليك... عشان مرجعتش البيت من امبارح...
زفر حازم انفاسه بضيق وقال بنبرة معتذرة:
انا اسف يا جماعة... مكنتش اقصد اقلقكم عليا...
المهم انك بخير...
قالتها راقية براحة ليبتسم لها حازم مجاملة بينما نهض خالد من مكانه وقال:
طب اروح انا يا جماعة عشان اتأخرت...
ثم هم بالتحرك خارج المكان ليجد حازم يقف في وجهه وهو يقول له:
استنى هاجي معاك اوصلك...
اومأ خالد برأسه ليتحرك الى خارج الفيلا يتبعه حازم...
وقف الاثنان امام الباب الخارجي ليتحدث حازم:
مش هتسألني كنت فين... و عملت ايه...؟!
هتكون عملت ايه مثلا.. لعبت كورة...
قالها خالد بطريقة تهكمية جعلت حازم يأخذ نفسا عميقا قبل ان يقول بنبرة متعبة:
انا تعبان اووي يا خالد...تعبان ومش عارف اعمل ايه... انا ارتكبت ذنب كبير... ذنب مش عارف هعالجه ازاي...
ايه نمت معاها...؟!
قالها خالد بنفس السخرية ليرد حازم عليه بحزم:
ده مش وقت سخرية واستهبال... انا اصلا متعصب وفيا اللي مكفيني... ومش ناقصني اتعصب زيادة...
شعر خالد بجدية الموقف فتنحنح حرجا وسأله بتردد:
عملت ايه بالضبط يا حازم...؟!
زفر حازم انفاسه قبل ان يقول بجدية:
هحكيلك بس مش دلوقتي... لما احس اني قادر احكي هحكي...
براحتك...اول متحتاجني هتلاقيني جمبك على طول... بسمعك...
قالها خالد بجدية ليربت حازم على كتفه ثم يغادر خالد الفيلا تاركا حازم لوحده يفكر فيما حدث وفي المصيبة التي ارتكبها...
وصلت هنا الى منزلها منهارة...
قررت الصعود الى شقة هدية حتى تغير ملابسها وتستعد نفسيا لمواجهة عائلتها...
فتحت هدية لها الباب لتشهق بقوة من منظرها الباكي وملابسها الممزقة...
دلفت الى الداخل تتبعها هدية المذهولة...
جلست هنا على الكنبة التي تتوسط صالة الجلوس بانهيار...
اقتربت منها هدية وجلست بجانبها متسائلة بقلق:
مالك يا هنا...؟! حصل ايه...؟!
بكت هنا بمرارة وقد عادت ذكريات الليلة السابقة اليها...
احتضنتها هدية محاولة التخفيف عنها رغم انها لم تفهم شيئا منها...
اخذت هدية تحاول تهدئتها حينما توقفت هنا عن البكاء اخيرا وقالت بجدية:
عاوزة اغير هدومي... اكيد ماما وريهام زمانهم قلقانين عليا...
مش هتحكيلي حصل ايه...؟!
سألتها هدية بتوجس لتنهض هنا من مكانها وتمسح دموعها باطراف اناملها وتقول:
من فضلك اديني حاجة البسها بدل هدومي المتقطعة دي...
ذهبت هدية بسرعة وجلبت لها ملابس نظيفة... دلفت هنا الى الحمام وفتحت الدوش لتنهمر المياه البارده على جسدها... اخذت هنا تخلع ملابسها الممزقه عن جسدها والدموع اللاذعة تهطل من عينيها بغزارة شديدة فتنمزج مع المياه الباردة... اخذت تبكي بقوة بينما يدها تتحرك على جسدها بعشوائية محاولة منها ان تنفض اثار ما حدث بعيدا عنه...
انتهت اخيرا من حمامها لترتدي الملابس الخاصة بهدية وتخرج من الحمام لتجد هدية فانتظارها...
اقتربت منها هدية واحتضنتها بقوة وقد استطاعت فهم القليل مما حدث...
ابتعدت هنا عن احضانها بعد لحظات ثم اتجهت خارج شقتها...
هبطت هنا الى الطابق السفلي حيث توجد شقتها... فتحت الباب لتجد والدتها وريهام جالستين في صالة الجلوس وتبدوان في انتظارها...
نهضت الام بسرعة وتقدمت نحوها وهي تصرخ بها:
كنتي فين يا هنا...؟ غايبة عننا بقالك يوم كامل... كنتي فين و بتعملي ايه...؟!
ابتلعت هنا ريقها ونقلت بصرها بين والدتها الغاضب واختها التي تتابع الموقف بملامح قلقة...
اجابت والدتها اخيرا بصوت منخفض:
كنت فالشغل...
شغل ايه ده اللي يأخرك ده كله...؟! ردي عليا...؟!
اجابتها هنا بجدية:
جارسونة فكباريه...
اتسعت عينا الام بعدم تصديق وقالت:
بتشتغلي جارسونة بكباريه...؟! انتي اكيد بتهزري...
هزت هنا رأسها نفيا واكملت بدموع غزيرة:
ده الشغل الوحيد اللي هقدر اجيب من خلاله تمن علاجك...
ومين قلك اني هقبل اتعالج من شغل زي ده... مفكرتيش بنفسك وسمعتك وانتي بتشتغلي فمكان زي ده...طب مفكرتيش فسمعة اختك... جاوبيني...
انهارت هنا باكية وقالت من بين بكاءها الدامي:
مكانش قدامي حل تاني..
مكانش فيه حل غير كده...
هزت الأم رأسها بألم لتقول بأسف شديد:
مع الأسف...عمري متخيلت انوا بنتي تعمل كده... تشتغل فكباريه... وسط العاهرات و السكارى... خيبتي املي فيكي يا هنا...
ثم اردفت بنبرة حادة وهي تضع يدها على قلبها الذي بدأ يأن الما:
اسمعيني كويس... اياك تفكري ترجعي للشغل ده تاني... او تروحي اماكن زي دي مرة تانية... انتي فاهمه...؟!
اومأت هنا برأسها دون ان تتوقف دموعها عن الانهمار لترميها الام بنظرات حادة قبل ان تتجه نحو غرفتها بينما اقتربت ريهام من اختها وضمتها اليها بقوة...
بعد مرور شهر...
اعطت هنا الدواء لوالدتها وجلست بجانبها متسائلة بنبرة مترددة:
ماما... هو انتي لسه زعلانه مني...؟!
رمتها الام بنظرات معاتبة وقالت:
ازاي تعملي فيا كده يا هنا...؟! ازاي تروحي تشتغلي فمكان زي ده...؟
انا اسفة...
قالتهت هنا بنبرة باكية بينما تجمعت الدموع داخل عينيها لتمسك الام بكف يدها وتربت عليه قبل ان تردف بالرغم من تعبها الواضح عليها:
انا معنديش فالدنيا دي غيرك انتي واختك يا هنا... متخلينيش اخسر وحدة فيكم يا بنتي... ارجوكي...
مش هتخسري وحدة فينا باذن الله...
قالتها هنا وهي تطبع قبلة على جبينها... همت والدتها بقول شيء ما الا انها توقفت حينما وجدت هنا تنهض من مكانها بسرعة وتتجه الى الحمام ركضا لتفرغ ما يوجد في جوف معدتها...
نهضت الام من مكانها وسارعت للحاق بها وهي تسألها بقلق:
مالك يا هنا...؟! فيكي ايه يا حبيبتي...؟!
اجابتها هنا وهي تمسح فمها بالمنشفة:
مفيش... شكلي خدت دور برد...
تعالي أستريحي فاوضتك واتغطي كويس...
اومأت هنا برأسها وهي تتجه مع والدتها الى غرفتها لتنام على سريرها وتغطيها والدتها بالكامل...