قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية اغتصاب مع سبق الاصرار للكاتبة سارة علي الفصل الخامس

رواية اغتصاب مع سبق الاصرار للكاتبة سارة علي كاملة

رواية اغتصاب مع سبق الاصرار للكاتبة سارة علي الفصل الخامس

جلس خالد امام حازم واخذ يتابعه بصمت بينما الاخير يعمل بجدية...
تنحنح خالد مصدرا صوتا دلالة على وجوده ليرفع حازم بصره في وجهه ويسأله:
خير يا خالد...فيه حاجة...؟!
سأله خالد بجدية:
مش هتقولي مالك...؟!
زفر حازم انفاسه وقال بملل:
قلتلكمش عايز اتكلم... مصر تضغط عليا ليه...؟!

قال خالد بجدية:
عشان وضعك مش طبيعي يا حازم... بتشتغل طول الوقت... كأنك بتفرغ همك فالشغل... ده غير الزعيق والخناق اللي بسبب وبدون سبب... أينعم دي شخصيتك من الاول... او بالاحرى من ساعة الحادث اياه...
رمقه حازم بنظرات حادة ما ان جلب خالد سيرة ذاك الحادث ليتابع خالد بلا مبالاة:
بس تصرفاتك دي زادت خلال الشهر... انت اتغيرت اوي بعد الليلة اللي خدت فيها البت اياه... فهميني يا حازم...حصل ايه بينك وبينها يخليك تعمل كده فروحك..؟!

انا فعلا تعبان يا خالد... تعبان اووي... انا كل يوم بلعن نفسي الف مرة عاللي عملته بميسا... بس مكنتش متخيل انوا ممكن يحصل معايا الاسوء...
تقصد ايه...؟!
سأله خالد بتوجس شديد ليخفض حازم بصره بخجل جعل خالد يصيح به:
اتكلم وفهمني... انا مش ناقص... انت عملت ايه بالضبط...؟!
اخذ حازم نفسا عميقا قبل ان يبدأ في سرد تفاصيل ما حدث امام خالد...
اتسعت عينا خالد بعدم تصديق ليقول بانفعال:
اغتصبتها... اغتصبت البنت يا حازم...

اخفض حازم بصره مرة اخرى واومأ برأسه ليضرب خالد كفا بكف وهو يقول بعدم تصديق:
انا مش مصدق اللي بسمعه ده... ازاي تعمل كده...؟! هو انت مش عايز تتعظ من اللي عملته زمان.. مش مكفيك ضحية واحدة فعايز التانية...
خالد...!
صاح به حازم بنبرة محذرة ليرد خالد غير مبالي بتحذيراته:
ايه...؟! فاكر اني هخاف واسكت... انت دمرت حياة بنت ملهاش اي ذنب... دمرتها بدون سبب منطقي...

كفاية يا خالد... انا فيا اللي مكفيني...
قالها حازم بتعب لينهض خالد من مكانه ويقف امامه واضعا كفي يده على سطح مكتبه هادرا به بنبرة قوية:
لا مش كفاية...ممكن تقولي هتعمل ايه...؟!  هتتصرف ازاي...؟! هتنقذ البنت ازاي من عملتك دي...؟!
رد حازم بخجل:
انا طلبت اتجوزها بس هي رفضت..؟!

بتفهم والله..
نهض حازم من مكانه وقال بنفاذ صبر:
واضح كده انك مش عايز تساعدني... يبقى الافضل انك تسكت...
قال خالد بسخرية:
عايز تهرب من عملتك كالعادة... مش عايز تواجهها... دي طبيعتك اللي مش عارف امتى هتتغير...
ومين قالك اني بهرب...؟! بالعكس انا المرة دي هواجهها وبقوة...
كويس... يعني هتصلح غلطتك...؟!

سأله خالد بنبرة جادة ليومأ حازم برأسه قبل ان يجيب:
اكيد...بس مستني الوقت المناسب...
شعر خالد بالقليل من الارتياح فعلى الاقل حازم يبدو جاد في مسألة تصليح خطأه... عاد وجلس مرة اخرى امامه وقال بجدية:
طب اقعد... اقعد وخلينا نتفاهم ونشوف حل للمصيبة دي...
جلس حازم باذعان غريب عليه امام خالد الذي سأله:
انت هتتجوزها صح...؟!

اكتفى حازم بإيماءة من رأسه دون جواب ليزفر خالد انفاسه بارتياح قبل ان يعاود سؤاله:
طب ازاي وهي رافضة...؟!
اجابه حازم بجدية:
رفضها كان انفعالي... هي مكانتش واعية للي بتعمله... بس اكيد لما فاقت وفكرت هتفهم غلط اللي عملته...
طب انت عارف اسمها وعنوانها...؟!
اومأ حازم برأسه ليسأله خالد بتعجب:
عرفتهم منين..؟! هي قالتلك...؟!

اجابه حازم:
هي رفضت تقولي اي حاجة... بس انا بعت حد يراقبها ويجيبلي عنوانها ومعلومات عنها...
كويس...يبقى تروح تخطبها...
قالها خالد بحسم ليتابع حازم كلماته بشرود وهو يفكر في هنا وموقفها اذا ما تقدم لخطبتها...

نهضت هنا من فراشها وهي تشعر بألم شديد يغزو معدتها...
اخذت تسير في ارجاء غرفتها وهي تضع يدها على معدتها...
شعرت برغبة في التقيؤ فاتجهت بسرعة خارج غرفتها نحو الحمام لتفرغ ما يوجد بداخل معدتها...
رفعت رأسها نحو المرأة تتطلع الى تفاصيل وجهها المنهك قبل ان يبدأ الشك في التسرب اليها...
حاولت تذكر موعد دورتها الشهرية لتشهق بقوة حينما تذكرت بأنها لم تأت في موعدها...

خرجت من الحمام واتجهت الى غرفتها...
غيرت ملابسها وتسحبت خارجة من المنزل متجهة الى احد المستشفيات القريبة...
وهناك اجرت تحليل الدم وانتظرت النتيجة بمشاعر سوداوية قاتمة...
حملت هنا الظرف وفتحته لتبدأ في قراءة نتيجة التحليل...
اغمضت عينيها لثوان ثم فتحتها لتنهمر الدموع منهما بغزارة...
كانت تدرك ما ستراه لكنها لم تستعد لرؤيته...

ان تكتشف انها تحمل ثمرة تلك الليلة المشؤومة في داخلها شيء اخر...
شيء بشع يحرق الروح ويدمي القلب...
اتكأت على الحائط خلفها قبل ان تسير مستندة عليه متجهة الى احد الكراسي القريبة منه فجلست عليه ووضعت رأسها بين كفي يدها...
ظلت على هذه الحال لفترة طويلة...
لا تدرك مدتها...

نهضت بعدها واتجهت خارج المشفى عائدة نحو منزلها بعدما استطاعت ان تسيطر على مشاعرها وتخفي ما يضمره قلبها...
وصلت الى هناك لتجد والدتها في انتظارها والتي سالتها بنظرات مشككة:
كنتي فين يا هنا...؟!
اجابتها هنا وهي تحاول اخفاء توترها وحزنها:
كنت خارجة مع صحبتي...
ثم دلفت مسرعة الى غرفتها تتابعها نظرات والدتها الغير مرتاحة لتغير حال ابنتها في الاونة الاخيرة...

في صباح اليوم التالي...
دلفت السيدة نجاة والدة هنا الى غرفتها لتجدها نائمة بعمق...
اقتربت منها واخذت تربت على شعرها ثم غطتها جيدا...
اتجهت الى خزانة ملابسها وفتحتها وبدأت تعبث باغراضها...
كانت تحاول ان تجد شيء يثبت لها حقيقة شكوكها بوجود شيء ما سيء حدث لابنتها في تلك الليلة التي عملت بها فالكباريه...
فمنذ تلك الليلة وحال ابنتها من سيء لاسوأ...

لم تجد شيئا مفيدا في الخزانة فاتجهت الى حقيبتها...
فتحتها واخذت تعبث باغراضها لتجد ظرف ابيض اللون...
فتحته واخذت تقرأ ما به... تجمدت الدماء داخل عروقها  وهي تقرأ ما يوجد به...
وقع الظرف من يدها بينما استيقظت هنا من نومها فجأة وكأنها شعرت بما يحدث حولها...
نهضت من مكانها وحملت الظرف لتفهم بأن والدتها علمت بكل شيء...

لعنت نفسها وغباءها الذي جعلها تحتفظ بالظرف...
تطلعت الى والدتها بملامح متوسلة...
تتوسلها الا تسيء الظن بها...
صفعتها والدتها على وجهها بقوة وغضب حارق...
لم تفكر للحظة واحدة بما حدث وكيف حدث...

خرجت من غرفتها لتركض هنا وراءها وهي تنادي عليها تترجاها ان تسمعها...
التفتت الام نحوها وقالت بنبرة متأسفة وملامح سيطر عليها الوهن:
ليه..؟ ليه يا هنا...؟!
خرجت ريهام من غرفتها على اصواتهم لتجدهما واقفتان الواحدة مقابل الاخرى تتطلع كلاهما الى بعضيهما...
في ايه...؟!

تحدثت والدتها بنبرة باكية بينما الدموع تنهمر من عينيها:
تعالي يا ريهام...شوفي اختك اللي طلعت حامل...
شهقت ريهام بعدم تصديق قبل ان تصيح باستنكار:
مستحيل...
انا بردوا مصدقتش...مصدقتش انوا بنتي اللي ربتها تعمل كده...
ماما اسمعيني...والله غصب عني...

قالتها هنا ببكاء لتصرخ الام بها وهي تضربها على وجهها:
اخرسي... مش عاوزة اسمع صوتك...
بينما وضعت ريهام كفي يديها على وجنتيها بعدم تصديق لما يحدث...
مين...؟! مين اللي عمل كده...؟! انطقي...
مش عارفة... معرفش اسمه حتى..

شهقت اختها بينما لطمت والدتها على صدرها من هول ما سمعته...
والله غصب عني... اغتصبني...
قالتها بدموع لاذعة تترجاهن ان يصدقنها... شهقت بقوة حينما وجدت والدتها تضع يدها على قلبها لتصرخ بالم شديد قبل ان تنهار ارضا فاقدة للوعي...

هبط حازم من سيارته متجها الى شركته حينمت رن هاتفه...
حمل الهاتف واجاب عليه ليقول بسرعة:
خير يا كريم...حصل ايه تاني...؟!
اجابه كريم بسرعة ولهجة عملية بحتة:
والدتها اغمى عليها و جت الإسعاف خدتها للمستشفى...
معرفتش ايه اللي حصل...؟!

سأله حازم بجدية ليجيبه كريم:
الحقيقة لا... بس لما خرجوا من العمارة اختها رفضت انوا الانسة هنا تركب معاهم وكانت بتصرخ عليها وتقولها انتي السبب... الحقيقة كان وضعهم صعب اووي...
وهنا دلوقتي فين...؟
اجابه كريم:
في الشقة فوق لوحدها...
اغلق حازم الهاتف ووضعه في جيبه قبل ان يعود نحو سيارته ويحسم امره...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة