رواية اغتصاب مع سبق الاصرار الجزء الثاني للكاتبة سارة علي الفصل السادس
اعتدلت هنا في جلستها على فراشها ثم ما لبثت ان أخذت كوب الماء من راقية وتناولته على مهل...
اعطتها كوب الماء بعدما انتهت منه لتسألها راقية:
بقيتي احسن دلوقتي...؟!
اومأت هنا برأسها بتعب دون ان ترد لتعاود راقية سؤالها:
انتي اول مرة يحصل معاكي كده...؟!
اجابتها هنا بنبرة متشنجه:
لا حصل معايا مرتين او ثلاثة تقريبا...
قالت راقية بسرعة:
سلامتك..
ثم اردفت بجدية:
انتي لازم تعملي الأشعة والتحاليل اللي الدكتور طلبها...
هعملها اكيد...
قالتها هنا باذعان ثم تمددت على سريرها من جديد فهي ما زالت تشعر بالارهاق لتقول راقية:
انا هسيبك دلوقتي ترتاحيى...هوصي الخدامة عليكيى...
ابتسمت هنا بإمتنان لتتحرك راقية خارج المكان تاركة هنا تفكر في أمر هذه السيدة التي تحرجها دوما في مدى طيبتها وحنانها...
اما في الخارج فخرجت راقية لتجد حازم واقفا في انتظارها... تأملته بملامح مشفقة فهو يبدو قلقا عليها ولا يستطيع اظهار ذلك...
اقتربت منه وقالت له بإبتسامة خفيفة:
بقت احسن دلوقتي... سبتها عشان تنام...
الدكتور شاكك فحاجة مش كويسه...
ابتلعت راقية ريقها وسألته بقلق:
حاجة زي ايه...؟!
اجابها حازم بحيرة:
مرضيش يقول...
شعرت راقية بالقلق خاصة حينما تذكرت ما قالته هنا بأنها سبق وتعرضت لنفس الحالة مرتين او ثلاثة...
لم تشأ ان تقلق حازم فقالت محاول طمأنته:
متقلقش...خير ان شاء الله...
مش قلقان...
قالها حازم بعناد لتومأ راقية برأسها متفهمة ثم تقول بجدية:
طب خلينا ننزل ونشوف خالتك وسنا... هي سنا راحت فين صحيح..؟!
اجابها بإقتضاب:
مش عارف...
ثم قال بجدية:
انا هروح الشركة... عندي كم حاجة لازم اعملها...
تمام... هترجع تاخدني ولا اخلي السواق يرجعني...
تنهد حازم وقال:
خلي السواق يرجعك..
ثم تحرك متجها خارج المكان تاركا والدته تتابعه بنظرات غير مطمئنة...
في الشركة...
كان حازم يعمل على بعض الملفات حينما دلف خالد وهو يقول:
ممكن اعرف جايبني بالسرعة دي ليه...؟!
اقعد الاول...
اشار حازم الى الكرسي المقابل له ليجلس خالد على الكرسي وهو يكمل بفضول:
عايز مني ايه بقى...؟!
اغلق حازم الملف الموضوع امامه ثم اكمل بجدية:
عايزك تكلم ريهام...
اكلمها ليه..؟!
سأله خالد مستغربا ليجيبه حازم:
تكلمها عشان تخلي هنا تعمل التحاليل والاشعة...
انهي تحاليل واشعة تقصد...؟!
سأله خالد بعدم فهم حقيقي ليزفر حازم انفاسه بضيق قبل ان يسرد على مسامعه ما حدث اليوم من إغماء هنا ثم طلب الطبيب منه اجراء بعض الفحوصات التي كتبها لها...
وهي عاملة ايه دلوقتي...؟!
سأله خالد بقلق ليجيبه حازم:
احسن شوية...
اومأ خالد برأسه متفهما ثم اكمل:
طب ليه متكلمش هنا بنفسك وتطلب منها تعمل التحاليل... بدل ما اكلم ريهام وريهام تكلم هنا ونقلق البت عالفاضي...
خالد... لو مش عايز تكلمها قول...
لا هكلمها...بس انا مستغربك شوية...
مستغربني ليه...؟!
سأله حازم ليرد خالد بجدية:
خلينا نتكلم بصراحة... انت ليه عايز تبين انك مش مهتم بيها... مع انك العكس تماما...
انا مش مهتم بيها فعلا...انا بس قلتلك كده عشان الدكتور وصاني بده... وانا مش حابب يكون بيني وبينها اي تواصل...
اومأ خالد برأسه وقال كاذبا:
معاك حق...اهم حاجة عدم التواصل...
رماه حازم بنظرات محذرة ليبتسم الاخير بسلاسة...
في صباح اليوم التالي...
استيقظت هنا من نومها على صوت رنين هاتفها...
زفرت أنفاسها بضيق وهي تحمل هاتفها لتجد المتصل ريهام اختها...
تنهدت وهي تجيب على الهاتف ليأتيها صوت ريهام القلق:
انتي كويسه...؟!
انا بخير...فيه ايه...؟!
سألتها هنا بتعجب لتجيب ريهام موضحة:
عرفت باللي حصل امبارح... انتي لازم تروحي للدكتور وتعملي التحاليل المطلوبة..
لحظة لحظة انتي عرفتي كل ده منين...؟!
سألتها هنا بإستغراب شديد لتجيب ريهام:
خالد كلمني وقالي اللي حصل...
وخالد عرف منين...؟!
مش عارفة...
شردت هنا في حديثها وهي تفكر لا اراديا بحازم... بالتأكيد هو من اخبر خالد بما حدث... لكن لماذا اخبره...؟!
افاقت هنا من شرودها على صوت ريهام تقول:
عالعموم انا جيالك دلوقتي عشان نروح سوا وتعملي الفحوصات...
ملوش لزمة تجي... انا هروح لوحدي...
بس...
قاطعتها هنا:
مبسش... متقلقيش هعملها والله...
طيب... ابقي كلميني لما تخلصي...
حاضر...
اغلقت هنا الهاتف ثم نهضت من فوق السرير واتجهت الى الحمام، اخذت دوش سريع وخرجت وهي تلف جسدها بالمنشفة، خلعت المنشفة وارتدت ملابسها ثم جففت شعرها وخرجت من الغرفة متجهة الى المشفى... هناك في المشفى اجرت جميع الفحوصات المطلوبة منها وأخبرها الطبيب بأن النتيجة ستظهر خلال يومين...
خرجت هنا من المشفى وقررت الذهاب الى الدكتور حسام... فهي بحاجة ماسة للحديث معه... صحيح انها لم تلتق به سوى مرة واحدة لكنها ارتاحت في حديثها معه كثيرا...
وصلت الى هناك وهبطت من سيارتها واتجهت الى العيادة... دلفت اليه وهي في وضع نفسي افضل بكثير من المرة السابقة... جلست امامه وحيته بهدوء ثم بدءا يتحدثا نفس الاحاديث المعتادة...
يعني افهم من كده انك مستغربة اهتمامه بيكي...؟!
اومأت هنا برأسها وأجابت:
مش فاهمه سبب الاهتمام ده...هو المفروض بيكرهني... يبقى يهتم بيا ويوصي خالد انوا يكلم ريهام ليه...
قال حسام بنبرة ذات مغزى:
مش يمكن لسه بيحبك...
رفعت هنا بصرها نحو حسام تتأمله بصمت غريب قطعته هي بنفسها حينما قالت:
مش عارفة... تفتكر ممكن...
ليه لا...!
بعد كل اللي حكيتهولك...
تنهد حسام وقال:
اه بعد كل اللي حكيتهولي...
صمتت هنا ولم تعقب بينما اكمل حازم متسائلا:
هو انتي ليه مفكرتيش تبرريله موقفك...؟!
اجابته هنا:
ملحقتش...امجد سبقني...
مش فاهم...
هشرحلك...
هز حسام رأسه طالبا منها اكمال حديثها لتبدأ هنا في حديثها قائلة:
امجد جاني بعد يوم...اداني شريط فيديو... طلع مصورني وانا مع...
صمتت ولم تستطع تكملة الحديث ليقول حسام:
وعشان كده اتجوزتيه...؟!
اومأت برأسها ليتطلع حسام اليها بأسف...لأول مرة تمر امامه حالة كهذه... تلك الفتاة تعرضت لشتى أنواع الظلم وأقساها... كيف تحملت...؟! كيف استطاعت ان تصبر...؟!
فكر في هذا كثيرا وهو يؤكد لنفسه انها فتاة قوية بحق كي تتحمل كل هذا الالم والعذاب وتظل صامدة قادرة على الاستمرار...
تعرفي انك اقوى واحدة شفتها...
كان الاعجاب واضحا في نبرة صوته لتبتسم هنا بمرارة قبل ان تؤكد ما قاله:
عارفة...للاسف عارفة...
ثم اكملت مستأذنة:
ممكن نكمل بكره...
اكيد طبعا...
ابتسمت بامتنان ثم شركته ونهضت متجهة خارج غرفته ليتابعها حسام حتى اختفت من انظاره فيتنهد وهو يشعر بأن تلك المدعوة هنا باتت تشغل حيزا كبيرا من تفكيره واهتمامه...!