قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية أسير عينيها الجزء الرابع للكاتبة دينا جمال الفصل السادس والأربعون

رواية أسير عينيها الجزء الرابع للكاتبة دينا جمال الفصل السادس والأربعون

رواية أسير عينيها الجزء الرابع للكاتبة دينا جمال الفصل السادس والأربعون

سيارته تشق الطريق تخترقه بعنف كسهم نار غاضب، يقبض بعنف على مقود سيارته عينيه السوداء الغاضبة لا تحيد عن الطريق امامه، عروقه يديه تصيح غاضبة، صورتها وهي ترقص في أحضان ذلك الشاب لا تحيد من أمام عينيه، هو من ابعد نفسه رغما عنه تحمل صراخ قلبه العاشق كل ليلة فقط حتى لا يؤذيها حتى لا يخون ثقة ابيه وها هي الآن تتمايل بين أحضان رجل آخر، على المقعد المجاور له كانت شبه واعية لما يحدث خوفها من نبرة أدهم المميتة كان كصفعة ايقظت جزء من عقلها بينما ظل الباقي تحت تأثير الخمر نائم، التفت لادهم تبتسم بثمالة للحظات تعالت ضحكاتها بهستيريا ليسمعها تتشدق متهكمة منه:.

- لاء حقيقي هايل برافو، خوفتني جدا جدا يعني، هتعمل ايه يعني هتغتصبني، go ahead أنا كدة كدة بقيت بكرهك، مش محتاج تعمل كدة عشان تزود كرهك جوا قلبي
أوقف السيارة فجاءة على جانب الطريق، ضغط المكابح بعنف لتقف في منطقة صحراوية شبه فارغة التفت لها برأسه يرميها بنظرات حادة غاضبة، رأي الدموع تتساقط من مقلتيها تبتسم، ابتسامة واسعة متألمة التفتت أن برأسها تنظر لعينيه:.

- أنا عارفة أنك بتراقبني، الجاسوس بتاعك مكشوف أوي، أنا اللي عملت كدة عشان تيجي، انت كنت واحشني اوي يا أدهم، من ساعة ما جينا ما شوفتكش، أنا ما وحشتكش.

اشاح بوجهه في الاتجاه الآخر يخفي لهفة عينيه التي تصرخ بحبها، انتفض جسده يُصعق بموجات عشقها المحرم للجميع حين مدت كفها تمسك كف يده تضغط عليه بقوتها الضعيفة، التفت لها تحركت رأسه تعاند عقله تحركت مقلتيه تمتزج مع مقلتيها للحظات طووويلة اختفي فيها الزمن سمعها بقلبه قبل أذنيه تهمس بصوتها الناعم:.

- أنت وحشتني اوي، اوي، يا أدهم، كنت غبية عشان سمعت نصيحة سوزي، بس ما كنتش عارفة اعمل إيه، أجي اقولك أدهم أنا بحبك، أدهم أنا بحبك!
انفجرت دقات قلبه داخل صدي صدره تطرق بعنف ناعم، اختفت أنفاسه وعينيه ترفضان الابتعاد عن غابات عينيها المشتعلة بعشقه...

اقترب منها حتى امتزجت انفاسه بعبق أنفاسها كان يرغب فقط أن يعبر لها عن عشقه بطريقته هو، لحظات لم تكتمل صوت رنين هاتفه اوقفه في منتصف الطريق، ابتعد عنها يسب المتصل في نفسه، التقط هاتفه ليقطب جبينه في تعجب، تركها سريعا ونزل من السيارة وابتعد يختفي في ظلمة الصحراء بينما تجلس هي تبحث عنه بعينيها، ظلام صمت لا يسمع سوي صوت أنفاسها الهادرة حتى صوته وهو يتحدث في الهاتف اختفي، فتحت باب السيارة تلتفت حولها بلعت لعابها تصيح باسمه بنبرة مرتعشة خائفة:.

- ااادهم، يا ااادهم، اادهم انت فين
تحركت في اتجاه الطريق الذي سار منه بالكاد ترى على إضاءة الأعمدة التي تنير الطريق الرئيسي، وهو في الداخل المكان مظلم معتم، تحركت بضع خطوات لتشهق بعنف حين اصطدمت بأحد ما يقف أمامها لتصرخ باسم أدهم:
- اااااااادهم
هدأ جسدها حين سمعت صوته:
-اهدي يا مايا دا أنا
تنهدت براحة تلتقط أنفاسها لتشعر بيده تلتف حول كتفيها يعود بها إلى السيارة، التفت له تسأله ما أن جلست في السيارة:.

- أنت روحت فين يا أدهم ومين كان بيكلمك
حرك رأسه نفيا مزيج من العواصف الهائجة يشتعل في رأسه التفت برأسه لها يعطيها شبح ابتسامة باهتة:
- تليفون شغل، هرجعك البيت واروح عندي مشوار مهم
حركت رأسها نفيا بعنف تمسك ذراعه تهمس بنبرة حزينة شبه باكية:
- أدهم، ممكن تبطل تقفل في موضوعنا أنت بتحبني ولا لاء...
ابتسم لها ليميل يقبل جبينها أمسك كف يدها يرفعه أمام فمه يلثمه بقبلة حانية:.

- بحبك، بس أنا دلوقتي عندي مشوار مهم لما ارجع منه هتوضح حاجات كتير...
ابتسمت ابتسامة صغيرة تحرك رأسها إيجابا ليدير هو محرك السيارة وفف أسفل عمارتهم السكنية الفاخرة نظرت له تبتسم سعيدة لوحت له وداعا ليعيطيها ابتسامة صغيرة ما أن اختفت من أمام عينيه ادار محرك سيارته يشق غبار الطريق تلك الجملة التي قالها المحقق الخاص الذي استأجره لمعرفة من هو والده وأين يعيش.

« والد حضرتك اتقتل من سنين، وفي معلومات بتأكد أن حمزة السويسي ليه ايد في قتله »!

جلست على فراشها سارحة عينيها شاردة في الفراغ، لما عاد لتلك الشخصية المتملكة القاسية، ماذا حدث؟ لما تشعر به حائر مشتت ضائع يخفي عنها شيئا، تعرفه اكثر مما يظن، توجهت بعينيها ناحية باب المرحاض حين سمعت صوته يُفتح، لتجده يخرج من المرحاض يجفف شعره بمنشفة صغيرة، ابعد المنشفة عن وجهه يبتسم له، اعتاد أن تبتسم له ما أن تراه ولكن تجهم وجهها حزين عينيها اخافه، اقترب منها سريعا يجلس أمامها على الفراش مسح بيده على وجهها يسألها قلقا:.

- مالك يا لوليتا
نظرت له تقطب جبينها متعجبة أحقا لا يعلم، بلعت لعابها تحرك رأسها نفيا مسحت وجهها بكفيها، تمشط شعرها بأصابعها تحاول تصفية عقلها من اي فكرة بائسة مقلقة تطرقه بعنف، لتراه يتحرك من مكانه اتجه إلى مرآه الزينة التقط مشطها الخاص عاد لها ابتسم يجلس بالقرب منها بمشط خصلات شعرها برفق يغمغم في هدوء:
- يا لينا أنا اتعالجت وعمري ما هرجع زي ما كنت ابدا، مش عايزك تخافي.

التفت لها برأسها تنظر له للحظات لتخفض رأسها تنهدت تهمس بخفوت حزين:
- أنا مش خايفة، لاء خايفة، حضنك كان قاسي يا خالد، فكرني لما كنت بتحضني زمان، عشان تقولي انتي بتاعتي
رسم ابتسامة مرحة مزيفة على شفتيه يعبث في خصلات شعرها برفق:
- دا خيالك يا حبيبتي من كتر قراية الروايات البطل فيها قاسي شرير، بيضحك على البطلة ويطلع قاسي شرير وبعد ما بيتعالج بيكتشفوا أن هو بردوا لسه قاسي شرير.

خرجت من بين شفتيها ضحكات خفيفة مرحة رفعت وجهها تنظر له مبتسمة ليطبع قبلة حانية على جبينها عانقها يهمس لها بشغف:
- بحبك، اوعي تخافي مني ابدا
حركت رأسها ايجابا تغمر وجهها في صدره لتحتل أنفها رائحة عطره الهادئة التي بثت لها احساس رائع بالامان ابتسمت تشدد على عناقه:
- ربنا يخليك ليا يا حبيبي وما يحرمني منك ابداا، خالد أنا عايزة اسافر معاك.

رفع حاجبيه متعجبا للحظات شعر بالقلق تلك الجملة سمعها قبل ساعات من شهد والآن يسمعها من لينا ترى أهي فقط صدفة، أم أنها تعلم شيئا حرك رأسه إيجابا يهمس لها:
- حاضر يا حبيبتي، هاخد اجازة من شغلي ونسافر.

على صعيد آخر في أسيوط تحديدا، جلس مراد وجاسر في غرفة الضيوف، متجاورين ربت جاسر على ساق مراد يردف ببشاشة مبتسما:
- نورت بيت اخوك يا صاحبي
ابتسم مراد يربت على ذراع جاسر يردف:
- منور بأصحابه يا صاحبي، أنا كنت جايلك زهقان بصراحة من اسكندرية قولت اجرب عيشة الريف، وفي مشكلة في حسابات المطعم جبتلك الورق معايا وأنا جاي
قام جاسر يجذب مراد من كفه يتحرك به لخارج الغرفة يقول في مرح:.

- بقولك يا عم مراد احنا مش هنروح من بعض في حتة، تعالي نتعشي الأول وبعدين اعمل اللي تحبه
على طاولة العشاء جلس مراد جوار جاسر، ليجلس امامهم شاهيناز وشروق وصبا، نظر جاسر يبحث عن سهيلة لا اثر لها، وجه انظاره لصبا يسألها:
- اومال سهيلة فين يا صبا
رفعت الأخيرة رأسها عن الطبق أمامها، تنظر لجاسر تردف بخفوت:
- مش عايزة تاكل يا ابيه بتقول مالهاش نفس.

حرك رأسه إيجابا يتنهد يآسا من أفعالها ليجفل على جملة والدته حين اردفت بطيبة كعادتها تحادث مراد:
- منورنا والله يا ابني
ابتسم مراد في تهذيب يقول بنبرة خافتة:
- دا نورك والله يا ست الكل...
ابعد عينيه عن والدة شقيقه ليتجه بها ناحية صبا الصغيرة التقت عينيه بعينيها للحظات لتحمر وجنتي صبا خجلا تخفض رأسها سريعا بينما ابتسم هو في توسع عقله ينسج الكثير من الخطط الشيطانية.

في اليوم التالي تحديدا بعد الظهيرة، كان خالد يتجه إلى مستشفي الحياة يحمل مجلد كبير نوعا اتجه تلقائيا إلى مكتب حسام دق الباب ليدخل، ابتسم حسام ما أن رأي والده ليقم سريعا يعانقه يقول في مرح:
- الا قولي يا بابا صحيح لما الجزمة ب6000 جنية البدلة دي بكام
ضحكت خالد بخفة يصدمه على رأسه من الخلف برفق يقول مبتسما:
- يا واد بطل لماضة أنا مستعجل أصلا، كنت جاي اديك حاجة مهمة.

وضع المجلد امامه على المكتب، كتف ذراعيه أمام صدره يردف في هدوء:
- دي أوراقك يا بيه، من النهاردة اسمك في كل الاوراق الرسمية والحكومية حسام خالد محمود السويسي، وهتلاقي بطاقتك وشهادة ميلادك، وفيزا باسمك في الظرف
ابتسم حسام يفتح الظرف ينظر للأوراق ليعاود النظر لابيه شعر من نظرة عينيه أنه يود قول شيئا آخر واستشف ما هو، ابتسم يقول في هدوء:.

- عارف يا بابا إنت عايز تقول ايه، انا في كل حتة حسام خالد السويسي، ما عدا هنا هفضل حسام مختار عادل
ابتسم خالد لذكاء ابنه يحرك رأسه إيجابا سريعا تنهد يقول:
- لحد بس ما امهدليها الموضوع يا حسام، لينا حساسة جدا وأنا ما اقدرش اقولها الحكاية خبط لزق كدة
ابتسم حسام يحرك رأسه إيجابا يعطي لوالده نظرة هادئة تطمئه:
- عارف يا بابا زيدان يا اما حكالي عن قصة حبكوا الكبيرة، بس قولي الأول الفيزا فيها كام.

قال جملته الاخيرة بنبرة مرح ضاحكة ليضحك خالد بخفة يتجه لخارج الغرفة يقول ساخرا:
- 200 جنية يا خفيف سلام يلا
خرج خالد ليمسك حسام بالمجلد اخرج بطاقته الجديدة ينظر لاسمه الجديد، هوية جديدة استند بجسده على حافة مكتبه يطالع البطاقة في يده للحظات طويلة، مد يده في المجلد ليجد مفتاح سيارة داخل تتعلق به ورقة صغيرة كتب فيها ( عربية عدلة بدل زوبة اللي أنت راكبها دي عرتنا ).

ضحك بخفة لتدمع عينيه لو كانت اخبرته والدته بالحقيقة منذ سنوات لكان تربي بين أحضان والده وليس كغريب يتعرف على نفسه يوما بعد يوم، اجفل من شروده حين هرعت احدي الممرضات إلى غرفته تصيح بهلع:
- دكتور حسام بسرعة حالة ولادة متعسرة، المريضة بتنزف بشكل بشع
القي البطاقة من يده ليهرع إلى خارج الغرفة يقوم بواجبه.

بينما على صعيد آخر، خرجت لينا من غرفة العمليات بعد إجرائها جراحة عاجلة، تحركت تمشي في الممر إلى غرفتها، لتلمح طيف خالد يرحل بعيدا، قطبت جبينها متعجبة لما يرحل، دائما ما ينتظرها حين يأتي هرولت خلفه تنادي باسمه ولكنه قد رحل بالفعل، توجهت إلى موظف الاستقبال تسأله علها فقط تتوهم:
- هو خالد باشا جه من شوية
حرك الموظف رأسه إيجابا ينظر لها متعجبا أليست هي زوجته حمحم يقول في هدوء:.

- ايوة يا دكتورة سأل على مكتب دكتور حسام واعتقد راحله هناك.

ابتعدت عن مكتب موظف الاستقبال تقطب جبينها تتساءل في نفسها، حسام لما آتي لحسام، ولما لم ينتظرها، دون تفكير مرة اخري توجهت لمكتب حسام تفكر طوال الطريق سر زيارة خالد الغريبة لحسام، وقفت امام مكتب حسام دقت الباب عدة مرات لا مجيب، حركت مقبض الباب لتدخل إلى الغرفة لا أحد الغرفة فارغة، تنهدت في حيرة تكاد تأكل عقلها، التفت لتغادر لتلمح عينيها شئ غريب لافت حقا للنظر ملقي على مكتب حسام، مفتاح سيارة لامع تتعلق به ورقة امسكتها تفتحها لتقراء تلك الجملة قطبت جبينها تبتسم في عجب الخط ليس بغريب عليها، الكثير من الاوراق الفوضوية فوق المكتب لمحت تحت بعض الاوراق طرف بطاقة ربما هو الفضول الذي دفعها لالتقاط تلك البطاقة، مدت يدها تود امساكها لتنتفض سريعا حين جاء صوت حسام من خلفها مباشرة يسألها بتلهف:.

- دكتورة لينا في حاجة
التفت له سريعا تبتسم في حرج بما تبرر له أنه كانت تبحث بين أغراضه، وقفت تحمحم لتردف فئ توتر:
- ها لا ابدا، اصل موظف الاستقبال قالي أن خالد عندك فكنت جاية اشوفه
ابتسم حسام في هدوء ليتقدم سريعا من المكتب يلملم الاوراق الخاصة بالمستشفى يخفي البطاقة خلفها وضعها في درجه الشخصي معها المجلد ليغلق عليهم بالمفتاح يردف مبتسما:.

- هو كان جاي لحضرتك ولما مالقكيش جه يستني حضرتك هنا، بس جاله تليفون مستعجل، عن إذن حضرتك عشان في حالة مستعجلة أنا كنت جاي اجيب التقرير بتاعها.

قالها ليخرج من الغرفة يحمد الله في نفسه أنه وصل في الوقت المناسب، بينما ظلت لينا تقف مكانها تفكر، شئ ما خاطئ تشعر به خالد يخفي شيئا وحسام يساعده لما أخفي الاوراق بتلك السرعة وذلك الظرف والعبارة على مفتاح السيارة حلقة مفرغة تدور فيها بلا توقف، تنهدت تخرج من غرفة حسام تفكر فقط تفكر.

في شقة عمر تحديدا في غرفة سارة وسارين كل منهن تجلس على فراشها أمامها الكثير والكثير من الكتب الخاصة بالمادة القادمة التي ستمتحن فيها، سارة تنظر للاوراق امامها شاردة فيه لم تتكن تتخيل أبدا، إن يحتل جزء من تفكيرها، بل ربما تفكيرها كله، تراه تقريبا بعد كل امتحان يقف بسيارته بعيدا يبحث عنها بعينيه كأنه فقط يود أن يطمئن أنها أجابت بشكل صحيح ابتسامة صغيرة احتلت شفتيها اجفلت على صوت دقات رسالة قادمة إلى هاتفها فتحتها لتجد عدة رسائل منه هو، فضول هو فقط فضول فتحتها لتجد الكثير من الصور صفحات بها الكثير من الكلمات في نهاية تلك الصور الكثيرة رسالة قصيرة منه.

( دي ملخصات ساهلة لمادة الأحياء، دي المادة الوحيدة اللي قدرت افهما بما دكتور وكنت فاشل في العربي )
توسعت عينيها في دهشة لتعيد فتح تلك الصور من جديد هل قام بعمل تلخيص للمادة بأكملها لأجلها، لم تعرف بما تردف صدمة قوية الجمت تفكيرها، لتجد يدها تتحرك تلقائيا تكتب كلمة واحدة ( شكرا )
رأي رسالتها ولم يرد، وكأي انثي تعشق النكد اغتاظت من تلك الحركة لتشد على أسنانها تهمس في حنق:.

- دا ما بيردش عليا، أنا غلطانة اني عبرته ورديت عليه الأول
فتحت الصور من جديد تنظر للصفحات لتتنهد تهمس بكبرياء:
- عارف لولا عامل ملخصات سهلة أنا كنت عملتلك بلوك وقولت لعمو خالد.

بينما بالقرب منها على فراش سارين تجلس على فراشها تركيزها بأكمله منصب على الأوراق امامها تود لو تنتهي الامتحانات اليوم قبل الغد، حتى تجتمع معه لا تصدق كأنه فقط حلم جميل تتمني الا تستيقظ منه ابدا، اجفلت على صوت رنين هاتفه لتجده هو التقطت أنفاسه التي تهرب ما أن يضئ اسمه على شاشة الهاتف، وضعت الهاتف على اذنها حمحمت تهمس خجلة:
- احم السلام عليكم ازيك يا عثمان.

سمعت ضحكة خفيفة تصدر منه ليرد عليها بصوت ضعيف مجهد:
- وعليكم السلام، أنا بخير الحمد لله
انقبض قلبها من صوته الضعيف نبرته المتهكالة لتتحرك من الفراش اتجهت إلى الشرفة وقفت فيها تسأله سريعا قلقة:
- مالك يا عثمان صوتك تعبان اوي
ارتسمت ابتسامة باهتة على شفتيه تنهد يهمس لها:
- الجلسة بتاعت العلاج الطبيعي كانت مرهقة شوية ما تقلقيش.

هي لم تكن فقط مرهقة بل كانت بشعة صعبة لدرجة أنه بكي ما أن انتهي الطبيب وخرج عاد يسألها:
- المهم انتي طمنيني، عاملة ايه في امتحاناتك
ارتسمت ابتسامة حزينة مشفقة على شفتيها قلبها يكاد يتفتت من حزنها عليه، ادمعت عينيها تحاول أن تتحكم في نبرة صوتها الباكية:
- تمام الحمد لله، بس بجد كويس أنك بدأت جلساتك
سمعت ضحكته الساخرة ليردف بعدها متهكما:.

- هي جلسة واحدة وحلفت ما هي متكررة تاني، انا مش لاقي صحتي في الشارع، المهم انا كنت متصل اطمن عليكي، بما أن كله تمام، هنام لأني مش قادر افتح عينيا من التعب
ودعته تغلق معه الخط تنهدت حزينة تنظر لشاشة هاتفه ابتسمت تردف بخفوت:
- تصبح على خير يا حبيبي.

عادت تكمل ما كانت تفعل لتجد والدتها في الغرفة تجلس على فراشها، وسارة امامها طبق كبير به بعض الشطائر وكوب حليب كبير، ومثله على فراشه جلست على فراشها لتقترب والدتها منها تسرح شعرها بأصابعها برفق تسألها بحنو:
- كنتي بتكلمي مين يا حبيبتي
نظرت لوالدتها للحظات في صمت لتعاود النظر في الأوراق أمامها حمحمت تردف متوترة:
- عثمان كان بيطمن عملت ايه في الامتحان.

تنهدت تالا حانقة هي غير راضية تماما عن علاقة ذلك الشاب بابنتها، مدت يدها برفق تبسطها أسفل ذقن سارين ترفع وجه ابنتها ليواجهها ابتسمت تردف في هدوء:
- سارين انتي فعلا شايفة أن عثمان هو الشاب المناسب ليكي، عثمان اللي كنا بنشوفه كل يوم والتاني مع بنت شكل، هتقوليلي تاب ومش هيعمل كدة تاني، طب ما هو يمكن لما يرجع يمشي تاني يرجع زي الاول وساعتها هيركنك على الرف...

حركت سارين رأسها نفيا بعنف تنفي ما تقول والدتها لتكمل تالا كلامها:
- هيبقي شكلك حلو وهو قاعد جنبك على الكوشة بالكرسي ابو عجل، حبيبتي ربنا يشفيه بس دا عاجز يا سارين، هيعرف ياخدك وتتفسحوا في شهر العسل مثلا دا ابسط مثال، يا سارين صدقيني في ألف شاب أحسن من عثمان ألف مرة، عثمان ما ينفعكيش يا سارين الناس هتتريق عليكي يا بنتي، فكري في كلامي من هنا لحد ما تخلصي امتحاناتك، وانتي حرة يا سارين.

ربت تالا على رأسها برفق لتتركها وتخرج من الغرفة تاركة خلفها عاصفة افكار قوية زرعتها في عقل ابنتها تزعزع ثبات قلبها الصغير العاشق.

في الحمام الخاص الملحق بغرفتهم في الفندق وقفت أمام المرآه تنظر لانعاكس صورتها بذلك الفستان الرقيق تلتف حول نفسها ابتسمت تشجع نفسها لتلتقط مئزر المرحاض القطني ترتديه فوق ملابسها، تفكر فئ شئ ما تقوله له ليخرج عدة ساعات من الغرفة لتكمل هي تجهيز مفاجئتها الخاصة، خرجت من المرحاض لتراه يأخذ الطعام من خدمة الغرف، جاء بصحبة الطعام ورقة دعوة لحفلة ستقام بعد قليل، ابتسمت هي تمسك بالورقة، اقتربت منه تقبل خده تحرك الورقة امام وجهه:.

- في حفلة كمان نص ساعة
ابتسم لها يحرك رأسه إيجابا يقبل وجنتها يهمس لها بحنو:
- تحبي ننزل
حركت رأسها نفيا لفت ذراعيها حول عنقه تلاعب خصلات شعره برفق تردف مبتسمة:
- احبك أنت تنزل شوية...
قطب جبينه متعجبا من كلامها لتقف على اطراف أصابعها تهمس جوار أذنه بخفوت:
- اصلي بصراحة عايزة اجهز حاجة ومش هتنفع وأنت هنا فممكن تنزل شوية على ما اخلص.

ابتسم لها في عشق يحرك رأسه إيجابا لتعانقه بسعادة أمسكت بيده تدفعه إلى الغرفة تردف بتلهف:
- يلا غير هدومك بسرعة وانزل ولما ارن عليك اطلع
ضحك عاليا توجه لداخل الغرفة بينما تقف تنتظره بالخارج خرج بعد دقائق يرتدي قميص اسود وسروال من نفس اللون من خامة الجينيز قضمت اظافرها في غيظ توجهت ناحيته تمسكه من تلابيب ملابسه تهمس حانقة:.

- عارف لو بصيت لواحدة من السياح وأنت مز كدة، هطلع جينات عيلة السويسي كلها تخيل بقي هعمل ايه
ضحك يقرص أرنبة أنفها برفق لتدفعه ناحية باب الغرفة تهتف بتلهف:
- ما تطلعش قبل ما ارن عليك، وما تبصش لواحدة غيري لاقتلك...
ابتسم يآسا يتحرك لأسفل، بينما هرولت هي سريعا خلعت المئزر القطني ليظهر فستانها تحته ابتسمت في حماس، لتتوجه سريعا تعد المفاجأة.

بينما اتجه هو لأسفل جلس على احدي الطاولات يراقب الحاضرين بملل معظمهم رجال اعمال بصحبة سدياته تفنن في اظهار اجسادهن من تحت تلك الملابس التي تعري ولا تستر
وجد نفسه يقارن بينهن وبين معشوقته
نظراتهن الجريئة المغوية مقابل نظرة عينيها الخجولة
ملابسهن الفاضحة مقابل ملابسها البرئية التي تشببها
ضحكات عالية رقيعة، ضحكات خفيفة لطيفة تمس اوتار قلبه، لم يفتن بأي منهن هي فقط.

من رجحت كفة عشقها في قلبه لتتغلل في كل خلية في جسده لتقيده بقيود عشقها الخاصة، اجفل على صوت النادل جواره يسأله باحترام:
- مساء الخير يا افندم تحب حضرتك تشرب ايه، عندنا wine هايل في فودكا وفي...
قاطعه زيدان قبل أن يكمل سيل ما يقول:
- عصير أناناس
قطب النادل جبينه متعجبا مما قال ليرد في دهشة:
- عصير أناناس!
رفع زيدان حاجبه الأيسر مستهجنا ما فعل ابتسم يردف ساخرا:
- اه، عندك مانع.

حرك النادل رأسه نفيا سريعا حمحم في حرج يهتف سريعا:
- لاء طبعا، ثواني يا افندم.

قالها ليرحل من امامه بينما ظل زيدان يجوب المكان بعينيه ينظر للحضور باشمئزاز، ينظر لهاتفه بين لحظة واخري ينتظر مكالمتها، فتح هاتفه يشاهد الصور التي التقطاها معا، ليضع له النادل كوب العصير جواره على الطاولة، التقطته يشكر النادل يرتشف منه وهو يشاهد تلك الصور وابتسامة واسعة تغزو شفتيه، دقائق هي فقط دقائق وبدأ يشعر برأسه يثقل وحرارة لاهبة تنبعث من جسده، دقاته سريعة تتضارب بعنف جسده يتعرق كأنه يقف تحت أشعة الشمس الحارقة، حرك رأسه نفيا بعنف يحاول أن يستيقظ من تلك الحالة التي تملكته، لحظات وبدأ يشعر بجسده يترنح بعنف، قام يحاول التحرك، بدأ يضحك بصوت عالي بهستيريا ينظر له الجميع ببرود ذلك المشهد معتاد في مثل تلك الحفلات، توجه إلى غرفته بالكاد يستطيع التحرك لحق به أحد العمال يسنده يسأله:.

- حضرتك كويس يا بيه
دفعه زيدان بعنف نظر له يضحك بصخب ليهتف فيه بحدة:
- أنا رايح للوليا حبيبتي، ابعد عني
بدأ يتحرك يستند على الجدران عقله انسحب تماما خاصة مع تلك الحرارة اللاهبة التي تحرق كسجده كالنيران، وقف أمام غرفتهم بالكاد عرفها، قضي عشر دقائق كاملة يحاول فتح الباب، وأخيرا فتحه، دخل يترنح في مشيته يصيح باسمها بصوت عالي:
- لولياااااااااااا، لولياااااااا.

خرجت لينا فزعة على صوته الغاضب كانت تشمط خصلات شعرها تركت المشط من يدها تهرول الخارج قطبت جبينها قلقة ما أن راته بلعت لعابها تسأله بحذر:
- زيدان أنت طلعت ليه أنا لسه ما اتصلتش بيك، زيدان مالك يا زيدان أنت كويس.

انتفض قلبها خوفا تعود للخلف بحذر حين رأته ينظر لها بتلك الطريقة كأنه حيوان مفترس وجد فريسته للتو، تأكدت في تلك اللحظة أن به شئ خاطي هرولت إلى الغرفة تحاول إغلاق بابها لتصرخ فزعة حين دفع الباب من الخارج بعنف، دخل إلى الغرفة يقف حائلا بينها وبين الباب ابتسم في توسع إبتسامة شيطانية يردف بتلذذ:
- لوليا، بحبك!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة